مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 04-12-2005, 01:41 AM
محمد العاني محمد العاني غير متصل
شاعر متقاعد
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2002
الإقامة: إحدى أراضي الإسلام المحتلة
المشاركات: 1,514
إفتراضي الفوائد الجليّة للإنتخابات العراقية

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته..

كلنا يعلم أن موعد الإنتخابات العراقية هو الخامس عشر من ديسمبر الحالي و ذلك بعد عشرة أيامٍ من اليوم. هذه الإنتخابات هي لأنتخاب "مجلس النواب" الذي سيستمر لفترة أربعة سنوات. و هذا المجلس يختار رئيس جمهورية و الذي بدوره يختار رئيس الوزراء. و كما جرت العادة في "الدول المتحضرة" (مع أني لا أعلم متحضرة لأي شئ؟؟) أن يختار رئيس الوزراء "التشكيلة" الوزارية.
و هذه المرة - و هذه المرة فقط - سيكون من حق مجلس النواب تغيير مواد في الدستور خلال فترة شهرين من أول إجتماع لهذا المجلس. و لن يكون لأحد الحق في تغيير مواد الدستور لاحقاً، تماماً كما قال صدام حسين سابقاً فما أشبه الليلة بالبارحة.
و لمن لا يعلم، فإن الدستور الذي حكمت به البلاد منذ عام 1958 أي منذ سقوط الملكية و قيام الجمهورية كان دستوراً مؤقتاً..!!!
نعم، كان دستوراً مؤقتاً، و في عام 1990 قبل إحتلال الكويت نُشر مشروع دستور دائمي للبلاد و كان المفترض أن يُعرض هذا الدستور للإستفتاء نهاية عام 1990 أو بداية عام 1991 ، ولكن ظروف الحرب و الحصار حالت دون وصول هذا المشروع إلى النور.
و مما قد لا يصدقه البعض، أن مشروع الدستور لعام 1990 كان يحوي بنداً للتعددية الحزبية..!!
أقول ذلك و أنا أملك نسخةً من النسخ القليلة التي شاهدت طريقها إلى النور في تموز 1990. بالرغم من ربط هذه التعددية الحزبية بـ"أن لا تخالف الأحزاب الجديدة مبادئ ثورة 17-30 تموز المجيدة" أي أن يكون من تحت جناح حزب البعث.
و من ترّهات العهد السابق أيضاً، أن صدام حسين كان يريد أن يقيم التعددية الحزبية في عام 2003 أيضاً، لكنه انشغل بعدئذٍ بالهرب من الأمريكان. و الطريقة التي كان صدام حسين يريد إقامة التعددية الحزبية فيها هي طريقةً طريفة (بالطاء وليس بالظاء)، فقد كان بصدد إنشاء حزب يسمى حزب النواة، و هو حزب يحتوي النخبة المقربة لصدام من حزب البعث ليفصلهم عن "الشوائب التي شابت الحزب مؤخراً" على حد قوله في إحدى إجتماعاته بالقيادة.

نعود تارةً أخرى إلى عنوان الموضوع ألا وهو الإنتخابات العراقية القادمة. هنالك العديد من الفوائد من تلك الإنتخابات، بعضها فوائد لأمريكا، و بعضها فوائد للعراقيين (أتصدقون أن هنالك فوائد للعراقيين؟؟؟!!!!) و بعضها للغير. و سنأتي عليها تفصيلاً بإذن الله.

الفائدة الأولى: تكريس العنصرية
و أقصد العنصرية بشكل مكثف. فقد أصبح اليوم هنالك الكثير من التصنيفات للعراقيين شنورد أهمها لأنها أكثر من أن يكفيها هذا المقال:
سني أو شيعي
عربي أو كردي
عربي سني من أتباع الحزب الإسلامي
عربي سني من أتباع هيئة علماء المسلمين
عربي شيعي من أتباع السيستاني
عربي شيعي من أتباع مقتدى الصدر
عربي شيعي من أتباع عبد العزيز الحكيم ( وبعض الاحيان يسمون أتباع المجلس الأعلى كنايةً عن حزب المجلس الأعلى للثورة الإسلامية)
عربي شيعي من أتباع السيستاني التكنوقراط
عربي شيعي من أتباع السيستاني المتعصبين
عربي سني من أتباع هيئة علماء المسلمين من دعاة السياسة (التكنوقراط)
عربي سني من أتباع هيئة علماء المسلمين من المتشددين
كردي سني من أتباع الطلباني
كردي سني من أتباع البرزاني
كردي شيعي فُيلي
كردي سني من أتباع تنظيم أنصار الإسلام (الملا كريكور)
كردي سني علماني (و المقصود هو أنه لا علاقة له بالدين)
عربي سني علماني
عربي شيعي علماني
عربي سني علماني من دعاة التقريب
....
....
و الحقيقة أن هنالك المزيد من التصنيفات ولكني تعبت من إيرادها لأني أريد إكمال بقية الموضوع بذهنٍ صافٍ.
و هذه العنصرية جعلت حتى الناس المثقفين و الحريصين على مصلحة البلد (من الشعب أقصد لأن ليس في الحكومة من هو حريص على مصلحة البلد) صاروا يتكلمون بمنطق المذهبية و العرقيّة و تركوا تماماً الإنتماء الفكري..!!!
فكلما تحدثت إلى أحد من معارفي صار يقول:"سأنتخب فلاناً لأنه سنّي" أو "سأنتخب فلاناً لأنه كردي" و هكذا..
وهذه الحقيقة مؤلمة، حيث لو كان الأمر عائداً بحرية للعراقيين لأصبح مجلفس النواب عبارة عن ثلاثين مليون شخص يمثلون أنفسهم في المجلس. إنعدام الثقة بالرموز السياسية هو أحد الأسباب الرئيسية المؤدية إلى هذا التصنيف المتشعب. و ذلك تأتّى من كون هذه الرموزالسياسية الموجودة حالياً حي شخصيات مخزية. فقد سمعت عبارةً من أستاذٍ جامعي مرةً أفهمتني الكثير مما كنت متخيلاً أن فاهمهُ:"سوف أنتخب فلاناً لأنه مجرم، ونحن لا يصلح لحكمنا إلا شخص مجرم ليستطيع السيطرة على هذا الشعب" ثم أردف باللهجة العراقية "إحنه مو مال ننّطي عين" أي أننا لسنا أهلاً لنعطى الحرية...!!!
بدأت طبعاً منذ فترة الحملات الإنتخابية للـ"قوائم" المرشحة للإنتخابات البرلمانية، و فيها بعض الشعارات الدالة دلالاتٍ حية على مدى التفرقة التي زرعت بين صفوف هذا الشعب المُتعب. منها مثلا:" إنتخبونا لتغيير الدستور" و هذا الشعار لقائمة السنة المشاركين في الإنتخابات. أو "المراهنون على الطائفية خاسرون" و هذا الشعار لـ"تجمع العرب العراقيين"..و كأن المراهنة على التمييز العرقي مراهنة رابحة و المراهنة على التمييز الطائفي خاسرة.
و لعلاقتها بهذا الموضوع، سأروي لكم حادثةً حدثت مع أحد أصدقائي. صديقي هذا أكمل معاملةً للهجرة إلى استراليا (ذلك ربما لأنه مرتاح جداً في العراق و لكنه واجه مشكلة في أنه لم يعرف من ينتخب في الإنتخابات القادمة). و بعد حبالٍ طويلة و ذهاب و عودة صدرت الموافقة من السفارة الأسترالية على سفره لكونه أحد الكفاءات العلمية المهمة في العراق و سفره إلى استراليا يعد مكسباً مهماً جداً لهم. و قبل أن يعطوه الفيزا النهائية جلس لمقابلةٍ أخيرة، فجائه السؤال الذي لم يتوقع:"هل أنت سني أم شيعي؟؟". بالتأكيد هذا موقف لا يحسد عليه لأنه لم يعرف ماذا يجب أن يقول ليأخذ الفيزا، فهل يريدون أن يسفّروا السنة أم الشيعة أم الأكراد؟؟؟ فكّر لوهلة ثم قرر أن "الحقيقة ستحررك" فأجابهم:"أنا سني"..!!! فابتسم الشخص المسؤول..و ختم له الفيزا و أعطاها إياه.
لو عدنا إلى أسباب هذه التصنيفات التي تذكرني بدراسة تصنيف الأحياء في الدراسة الإعدادية حيث كل شئ يبدأ بتصنيفه إلى نبات و حيوان ثم نبدأ من هناك بالتصنيفات الباقية. أهم الأسباب هي الرغبة الأمريكية في زرع هذه العنصرية و تكريسها بشكلٍ واضح. و طرق التنفيذ كثيرةَ منها إطلاق يد الحكومة الشيعية في قتل السنة و وعد الأكراد بشبه الإستقلال و مجابهة الشيعة من أنصار مقتدى الصدر من قبل الشيعة "السستانيين" و إلصاق عبارة الإرهاب بالسنة و ما إلى ذلك من حركاتٍ مفضوحةٍ يفهمها الجميع و ينساقون ورائها بصورةٍ عمياء ليحققوا لأمريكا ما تريد.
و من الوسائل الأخرى المكرسة للعنصرية في مجتمعٍ عهد الألفة منذ ألآف السنين هي القنوات العربية التي تخدم مصالح اليهود و الأمريكان. حيث حين يجرون مقابلةً مع شخصٍ يكتبون تحت أسمه فلان الفلاني ممثل العرب السنة من أتباع الحزب الإسلامية من أصحاب العيون الخضراء و الشعر الأشقر...ألخ ألخ ألخ. أو حين تُقرأ الأخبار يكون الخبر مثلاً: "إنفجار سيارة مفخخة قررب مسجد للشيعة أثناء أداء الصلاة في منطقة كذا الشيعية في بغداد مما أدى إلى قتل تسعة مواطنين شيعة" أو "العثور على جثة ثلاثة أشخاص سنة في منطقة كذا السنية و ذلك بعد إعتقالهم على يد مسلحين شيعة يدعون أنهم من وزارة الداخلية ذات الوزير الشيعي باقر صولاغ".
لا أريد أن أبدو كأني أروي قصةً خياليةً حين أقول أني لا أذكر أني سمعت أن فلاناً شيعياً أو سنياً حتى عام 1991 عندما حاول سكن الجنوب العراقي الخروج عن قيادة صدام حسين فقتل منهم من قتل و عذب منهم من عذب بأكثر الطرق وحشيةً مع أن طرق تعذيب صدام بدأت تبدو ناعمةً جداً قياساً إلى ما يفعله موظفو وزارة الداخلية في العراق حالياً.

أكون بهذا قد أكملت شرح الفائدة الأولى من فوائد الإنتخابات في العراق و التي لسوء الحظ كانت فائدةً لأمريكا. و عُذراً لأني حدتُ عن الموضوع في أكثر من موضع.

يتبع..
__________________


أنا عندي من الأسى جبلُ
يتمشى معي و ينتقلُ
أنا عندي و إن خبا أملُ
جذوةٌ في الفؤاد تشتعلُ
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م