انت والقمر....

[بيلسان]

[color=black]هل يؤثر القمر على صحتنا ؟؟

المقدمة :
هل لاحظت تغيرا في سلوكك ليلة اكتمال القمر ؟ ليلة البدر ؟ لقد اشتهرت هذه الليلة بأنها ليلة العشاق .. و لكن لو سمع هذا الكلام الدكتور دي لا فالدي الخبير النفسي أو مايكل سيجينز اختصاصي الشرطة الألباني لضحك كلاهما حتى تبدو نواجزهما .. لأنهما رأيا أن أكثر المشاكل النفسية و القانوينة تحدث أثناء اكتمال البدر ! فهل تصدق أن اكتمال البدر له تأثير فسيولوجي على صحتك .. و إن كنت من رجال الأعمال فهل تعلم أن له تأثيرا على الحياة العملية و الاقتصادية؟ و في معرض هذا السؤال يأتي سؤال ديني له علاقة وثيقة بالاعجاز النبوي الشريف .. ألا و هو : لماذا اختار سيدنا محمد ليال الثالث و الرابع و الخامس عشر من كل شهر عربي للصيام و هي الليالي التي تسبق اكتمال القمر خاصة ؟ إن كنت ممن قرأ عن هذا الموضوع أو لم يقرأ ..فأنت مدعو معنا للمشاركة في كشف اللثام عن هذا الموضوع

البحث يهم :
1- المهتمين بالاعجاز العلمي في السنة النبوية الشريفة.
2- رجال الأعمال و المديرين.
3-رجال القانون الذين يهتمون بمعرفة المؤثرات الفسيولوجية على حركة الجريمة الزمنية.
4- أصحاب المجموعات العربية و المهتمين برسالات الإيميلات الشائكة و مدى صحتها.

سياسة النشر: سياسة نشر جماعية في المجموعات الصديقة لكشف و اماطة اللغز عن رسالة غامضة بدات تنتشر في النت قبل انتشارها

بحث مسجل باسم مجموعة ما علينا
المقال:

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته :
و جدنا مقال في هذه الرابطة:
http://news.masrawy.com/masrawynews/...145723news.htm

و هي ملخصة و مركزة و هذا تلخيص لها باللون الأخضر .. و رد على كل حيثية منها

ملخص عام: يقول صاحب هذه المقالة أن بعض العلماء في ميامي بأمريكا وجدوا ان هناك علاقة حتمية بين القمر و بين صحة الانسان النفسية و الجسدية .. حيث لاحظوا ان وقت اكتمال القمر في حالة كونه بدرا يصاب كثير من عامة الناس بأمراض و حالات عصبية خاصة جدا.. من أمثلتها معدلات الجرائم وحالات الإنتحار وحوادث السيارات المهلكة .. و نسب هذا البحث إلى دكتور هناك لم يذكر لنا اسمه ..
ثم قال أن هذا بسبب أن القمر حينما يكتمل فإنه يقوم بالمد و الجزر .. و بما ان ثمانين في المائة من جسم الإنسان ماء .. فالعقل يستسيغ أن يكون هذا هو سبب التغير الفسيولوجي و النفسي و الكيميائي في الجسم ..
و أنه يرى هنا ان سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم قد حل هذه المشكلة بأنه كان يصوم الثالث عشر و الرابع عشر و الخامس عشر من كل شهر عربي و هذا يعمل على خفض نسبة الماء في الجسم .. و بناء على هذا حينما يكتمل القمر فسيحد هذا من تأثيره.

و يماثلها مقال آخر لموقع يزار اسمه موقع الدكتور محمد علي البار

نقول:
أولا هذا البحث لم يتم توثيقه إلا من جهة واحدة في موقع الدكتور علي البار فذكر هذا الاسم : ( ليبر العالم النفس بميامي في الولايات المتحدة ).. و نحن لا نختلف أن صيام سيدنا محمد للثلاث أيام فيها حكمة كبيرة .. بل و حكم كبيرة .. ربما أكبر من الحكمة المذكورة هنا .. و لكننا نتمنى و نطالب كل من يتعرض لمسألة الإعجاز العلمي في القرآن و السنة على حد السواء أن يتثبت من معلوماته حتى لا يحدث لنا فتنة في الشبكة الدولية ..و نحن نعلم تماما حماسة صاحب الرسالة للنشر و مجهوده و نشكره على أية حال .. كنا نتمنى التوثيق العلمي .

نقد الكلام :

أولا: ما قاله أحد خبراء الأعمال
What one of business and psychological experts said

مقال مقتبس من موقع بزنيس ريفيو موقع تقرير العمال
http://albany.bizjournals.com/albany...3/smallb5.html

عرض أنيت دي لافالادي .. الطبيب النفسي السابق و خبير الأعمال فكرة ملاحظته لمثل هذا الكلام :
على مدى السنوات الـ10 الماضية، سمعت المديرين والمستخدمين يعترضون على حالات غير عادية حدثت في مؤسساتهم. فقد لاحظوا بأنّ في يوم معيّن يكون بعض الزبائن أوعدة زملاء عصبيين أو صعبين جدا في التعامل .

عرضه هذا تابعه بحث مكثف .. فقد سأل عدة مديرين و حاول إيجاد حل عملي للمشكلة .. العديد من المديرين اعترفوا بأنّهم رأوا تغييرا في أغلب الأحيان في سلوك المستخدمين أثناء اكتمال البدر !! و قد جمع العديد من القصص لهذا الموضوع خاصة ممن استمر في عمل واحد لأكثر من عشرين يوما. و هذا تقرير تلخيصي لمعظم ما ذكره آنيت دي لا فادي:

1-

الملازم أوّل فريد هوليجان لقسم شرطة بيت لحم في ديلمر له أكثر من 24 سنة من التجربة في الردّ على النداءات من الجمهور. يقول: " ولو أنّنا لا نملك أيّ سجلات، لاحظت نداءات غريبة من الناس المهيّجين قبل يومين من ظهور البدر. ولو أنّنا نجيب على النداءات من الناس الذين عندهم مشاكل نفسية على قاعدة ثابتة، هؤلاء الناس يميلون إلى إجراء إتصالات أكثر إلينا عندما يكتمل القمر تقريبا أو تماما ,"

لاحظ الضبّاط الآخرون عددا غير عاديا أيضا من النداءات الغريبة في ذلك الوقت من أناس غير معروفين عندهم مشاكل نفسية، فيقول الضباط ببساطة: " مادامت هذه النداءات ظهرت بهذا الكم.. فلا بد و أن هذه ليلة اكتمال البدر !

2-

أقسام طوارئ مستشفى موقع عمل آخر يبلغ عن زيادة في النداءات من أناس يشك في تأثرهم باكتمال البدر. تقول الممرضة في المستشفى للدكتور آنيت "لقد لاحظنا بصورة دورية بأنّنا أكثر إنشغالا وقت اكتمال القمر. و لكننا لا نمتلك أيّ بيانات لإثبات هذا الأمر، لكن هناك إختلاف قابل للإدراك في هذه الليلة"

3-

مايكل سيجنير، إختصاصي الإتصال للشرطة وأقسام حريق بالبانيا، قال بأنّه لا يستطيع أن يربط أيّ نداءات غير عادية مباشرة بدورة القمرو لكن برأيه أن أي تغيّر في المناخ في أغلب الأحيان يكزن حافزا لحوادث عرضية إضافية. " و لكنه أيضا عندما يلاحظ زملائه تغييرا في نوع أو عدد النداءات، يقولون في أغلب الأحيان , " لا بدّ أنّها ليلة البدر. و يضيف قائلا: "على أية حال، ليس هناك بيانات موثوقة على الموضوع"

4-

جون أوستوالد، مستشار إداري، ذكر بأنّه لاحظ ليس فقط نشاطا أكثر عدوانية قرب وقت البدر، لكن أيضا سلوكا رومانسيا أكثر في العمل. "

ثم بعد هذا يقول آنيت دي لافالدي : في النهاية، يسيطر القمر على المدّ، والجسم الإنساني أكثر من 90 بالمائة ماء. لذا، أعتقد بأنّ القمر يمكن أن يؤثّر على بعض الناس.

و هو مجرد رأي شخصي و ليس رأي طبيب من ميامي و لا شيء


هذا و من يريد متابعة المقال .. ففيه نصائح للمديرين و رجال الأعمال في هذا الوقت من الشهر بكيفية التعامل مع الموظفين على الواصلة الآتية

http://albany.bizjournals.com/albany...b5.html?page=2

مفادها أن الشخص عليه أن يكون صبورا على الناس في هذا الوقت.



ثانيا: ما قاله رجال العلم
What one of scintific sites said

http://millennium-debate.org/ind14decem4.htm
مقال منشور بتاريخ 14 ديسمبر/كانون الأول 2000 .. لروجر دبسون تحت مسؤولية موقع مؤسسة نقاش الألفية .. بأكسفورد ..

Roger Dobson

The Millenium Debate
46 Nelson St
Oxford, United Kingdom ox2 6be
UK






من يرد معرفة الرأي الصحيح للعلم في هذه المسألة .. فعليه قراءة هذه المقالة بعناية .. لم يبعد كثيرا روجر دوبسون في افتتاحية مقاله عما قاله لافالادي .. بل إنه ذكر إضافات على ما قاله لافالادي من حالات :

1- إنه يؤكد ان في مستشفى جالية ترانسيلفانيا اتفاق عام على توقع الأسوأ ليلة اكتمال البدر، و على مصرف الدم أن يكون جاهزا تماما في هذه الليلة !! و أيضا العاملون بالمستشفى في كارولينا الشّمالية يؤكدون أن مدىً ضخما من الأمراض الحقيقية، والاضطرابات المؤلمة والسلوك الشاذّ يبلغ الذروة بشكل غامض في ذلك الوقت.

2- آخر بحث عن موضوع ليلة البدر من جامعة ليدز المعارض التي جي بي إس في بريطانيا يقول : من المؤكد أن ترى 30,000 مريض زيادة عن المعدل الطبيعي في تلك الليلة. الفريق، الذي نظر إلى منظومة دورات قمرية، وجد ذلك العدد من إستشارات الجي بي في المملكة المتحدة يبلغ الذروة بعد خمسة إلى ستّة أيام من ليلة اكتمال البدر.

ملحوظة هامة: و هذا يدل على أن ليلة اكتمال البدر ليست فقط صاحبة الظاهرة بل الليالي التي تليها أيضا.

3- الدراسات المختلفة حتى الآن اوضحت بأنّ النقرس، نقرس مزيّف، جنون، إدمان خمور، صرع، دراجات حيضية، قبول وحدة إصابة، حوادث طريق عرضية، غيابية، قلق، كآبة، نشاط جنسي وحالات قتل وأرق وإسهال يتأثرون بما لهم من إيجابية و سلبية عند ظهور البدر.

4- أنظة الغذاء تتأثر أيضا: يوجد تقرير رسمي يدل على زيادة في معدل الأكل في ليلة اكتمال البدر بنسبة 8 في المائة، و 25 في المائة زيادة في نسبة الشرب. و إضافة إلى ذلك وجد بعض الباحثيون الطليان زيادة في معدل الولادة عند نفس الليلة!

5- التأثير يصل للحيوانات أيضا: فقد اكتشفت عدة فرق للبحث أن هذه الليلة تشهد: انخفاضا شديدا في نشاط عثة الغبار، و زيادة في حجم أكل جمبري النمر العملاق Sandfish و زيادة ملحوظة عنده في النشاط الجنسي.

ثم بدأ في ذكر ..

التفسير العلمي :

1- يقول الدّكتور ريتشارد نيل من جامعة ليدز : " العديد من التفسيرات يمكن أن تقدّم، لكنّنا لا نعرف أيها الصحيح !"

2- الباحثون الآخرون يقومون، على أية حال بعرض بعض النظريات. في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس، فريق neuropsychiatrists الذي يتقصّى العلاقة بين المرض العقلي والبدر يقولون أن السبب في وجود القليل من التقارير حول هذا الموضوع هو نفس المشكلة التي سببها اختراع إضاءة الشارع ! فيقولون:

" نقترح تلك النتائج الحديثة التي تعتقد أن المسؤول ليس البدر وحده بل تشارك المسؤولية الاختراعات الحديثة، فالبدر كان مصدرا هاما لإضاءة الشارع في الماضي و الذي كان له تأثير على دورة الاستيقاظ و النوم. و عندما يكتمل القمر فإنه يسبب في حرمان الإنسان من النوم في هذا الوقت. تماما كما يفعل الضوء الصناعي في غرفة تنام فيها.

حرمان النوم الجزئي كان يمكن أن يكون كافيا لإقناع الجنون في المرضى والحجز السريع لهم، و لكنه غير كاف لكل الظواهر.

الفريق اقترح أيضا في تقريره في مجلّة الاضطرابات العاطفية أن المسؤول عن هذا الموضوع هو قوة الجذبية للقمر التي تكمن ليلة البدر فتجذب المحيطات، فهي قد تؤثر على الغدد أيضا و أعضاء الجسم.

3- يقترح الدّكتور ميكوليكي روفينسكاي بأنّ هجمات النقرس قد تبلغ الذروة في البدر بسبب الحقول الجيومغناطيسية المتغيرة؛ يقترح الدّكتور آرنولد ليربير نظرية المدّ الحيوية، الذي فيه يمارس القمر سحبا على الماء الموجود في الأرض .. و من ضمن هذا الماء ماء الجسم البشري. مم يؤدي إلى التأثير على إيقاعات الجسم الداخلية كما يمكنه التأثير أيضا على الغدّة pineal.

4- أحد التفسيرات يقول : أن تأثير القمر يؤثر على توازن الجسم فيزيد الجسم سمية!

[بيلسان]

على الرغم من الكمية الكبيرة للبحث و التشكيلة الواسعة من النظريات المختلفة، في هذا الموضوع .. لكن هناك فئة من العلماء المشككين الذين يظنون ان كل هذا مجرد كلام فارغ .. و غير حقيقي . و القمر ليس له أي تأثير على الإنسان ليلة اكتماله.

6- لكن لا يزال هناك عقليات أكثر تفتحا مثل منهم الدكتور راج بيرسود، الطبيب النفسي الاستشاري في مستشفى مودسلي، يقول:
" أنا متفتح الذهن جدا مع كون البدر المكتمل له تأثير.. و لكن البحث الذي يقومون به لم يشر إلى إلى هذا التأثير الصغير الذي يظهر و يقومون بالبحث فيه وقت انفجار سيول من المشاكل عند كثير من الناس في هذه الليلة .. ثم أن القضية ليست قضية إذا ما كان البدر له تأثير أم لا .. بل هي قضية إذا ما كان هذا التأثير يستحق أن نقلق بشأن ام لا ..
إن الناس يفتنون بالبدر الكامل، و العديد منهم يعتقد أن السبب في تأثير البدر هو أن للقمر وقتها قوة جذبية على المحيطات .. تلك القوة هي قوة المد .. ويقولون لا بدّ أنّها تؤثّر عليهم لأنهم 70 بالمائة ماء. إنّهم لا يدركون بأنّ أقرب بناية كبيرة إليهم سيكون عندها تأثير جذبي أكبر كثير عليهم من القمر !!! "

7- يقول كاتب المقال: العلم الحديث قد لا يستطيع إثبات تأثير البدر، و لكنه يمكنه أحيانا تفنيده.. كمثال بسيط حالة الليكانثروبي lycanthropy و الاعتقاد التضليلي بتحول إنسان ما إلى حيوان ذو خصائص ذئبية عند اكتمال البدر بقدرة سحرية .. هذه التي ظهرت في العصور الوسطى و أصبحت مادة للعديد من الأفلام على مدى ال30 سنة الماضية.
بالرغم من شهرتها و بالرغم من اعتقاد الناس فيها في الماضي .. إلا ان أحدث النظريات العلمية تقوم بإعطاء تفسير مقنع جدا .. فيعتقد الباحثين بأنّ خبز الجاودار الذي يأكله فقراء ذلك العصر في ليلة اكتمال البدر من المحتمل جدا ان يكون تعرض للتوليث بفطر الشقران .. و هذا الفطر يسبب الأوهام !

[بيلسان]

الخاتمة : هل صوم رسول الله صلى الله عليه و سلم الثالث و الرابع و الخامس عشر من كل شهر معجزة نبوية ؟

حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ صِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صِيَامُ الدَّهْرِ وَأَيَّامُ الْبِيضِ صَبِيحَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ .
رواه النسائى


رأينا الاراء المختلفة .. و نحن جميعا أيها المسلمون نؤمن أن كل ما يفعله سيدنا محمد له حكمة .. و أنه سيد الخلق و سيد البشر .. علينا ان نتفق إذا على بعض الأشياء الأساسية عندما نريد أن نقول أن صيام المعصوم صلى الله عليه و سلم للثالث و الرابع و الخامس عشر من كل شهر عربي معجزة من المعجزات العلمية.

علينا أن نرى أن العلماء مختلفون في سبب تأثير البدر على الإنسان ليلة اكتماله .. و لا يجوز لنا ان ناخذ برأي البعض لنؤكد غاية ما في نفوسنا و نهمل رأي البعض الاخر .. و لكن كما هو واضح أن كلام الدكتور راج بيرسود، الطبيب النفسي الاستشاري في مستشفى مودسلي، كان الاكثر وسطية .. حيث اعترف بوجود تأثير للبدر في تلك الليلة .. و هو ما نراه جليا وواضحا من كل ما قرأناه .. و لكنه يفند فكرة جذب القمر لماء الجسم .. بينما يؤكدها البعض الاخر ..

إذا الشيء المتفق عليه اولا هو حدوث أشياء عجيبة في ليلة البدر .. أقلها المزاج العصبي المتغير .. و أكثرها حالات القلق و التوتر و العمليات الإجرامية و الانتحار .. و نحن نرى ان أغلبها يرجع للعامل النفسي .. فإذا وجدنا سيدنا محمدا يصوم الثلاث ليالي التي تسبق انتصاف الشهر العربي و كمال البدر - و لا بد انه ليس على سبيل المصادفة - لكان علينا أن ننظر إلى ما يتركه الصوم من أثر في النفس قبل الجسم:

1- فالصوم جنة .. (وردت هذه الجملة في عدة أحاديث عن عدد من الصحابة منها: عن أبي هريرة في الصحيحين). أي درعًا واقية من الإثم في الدنيا، ومن النار في الآخرة، تقي الإنسان من المرض النفسي لأنه يعود الانسان على الصبر .. ولا غَرْو أن سَمَّى النبي صلى الله عليه وسلم شهر رمضان: (شهر الصبر)، وجاء في الحديث: "صوم شهر الصبر، وثلاثة أيام من كل شهر، يذهبن وحَر الصدر" (رواه البزار عن علي وابن عباس، والطبراني والبغوي عن النمر بن تولب، كما في صحيح الجامع الصغير -3804. ومعنى "وَحَر الصدر": أي غِشَّه ووساوسه، وقيل: الحقد والغيظ وقيل غيره)..

سيدنا محمد أمر الرجل الذي لا يملك مالا للزواج بالصوم .. لكي يعوده الصبر على الاحساس بالحرمان من النساء .. و أنه لا بد و ان ياتي يوم ما يتزوج كما يأتي الطعام وقت أذان المغرب .. وهو الان في سنته الشريفة يعودنا الصوم قبل ليلة انتصاف البدر ليحيي فينا خلق الصبر الجميل .. فنصبر على التغير العصبي و النفسي .. و نصبر ليلتها على أولئك الذي سيتأثرون عصبيا و يصبحوا من الفظاظة و الغلظة القلبية بشكل من الأشكال .. و قد رأينا في مقال دكتور لافالادي أنه يأمر المديرين أن يكونوا أكثر ليونة و صبرا على الموظفين في ذلك اليوم لأن تغير الحالة المزاجية العامة ليس بأيديهم. و هذا هو الاعجاز النبوي الشريف

2- لاحظنا وجود تقارير مؤكدة عن زيادة الأكل و الشرب في تلك الليلة .. الأكل معدله يزيد بنسبة 8 في المائة .. و الشرب يزيد بنسبة 25 في المائة !

.. فالمعجزة الأولى هنا هو كون رسول الله أفطر في تلك الليلة .. و الثانية هو كون سيدنا محمد قلل من مخزون جسمه من الأكل و الشراب بشكل تدريجي خلال ثلاث ايام ليتيح مساحة للزيادة التي ستحدث في نظام اكله و شربه ليلة الخامس عشر . و هذا السلوك سيحافظ على وزن الجسم أولا .. ثم أنه سيجعل الفعل النبوي الشريف لا يتناقض مع قوله صلى الله عليه و سلم فثلث لطعامك و ثلث لشرابك و ثلث لنفسك .. فحصيلة الثلاث أيام تكون الثلث.



3- لاحظنا ان الفريق الطبي أوضح انه يحدث قلق وعدم نوم في تلك الليلة .. و سهر الليل عند المسلم المؤمن يكون على أحلى حال مع الزيادة في قراءة القرآن . و قيام الليل .. مناسبة تماما .. لأن زيادتك في الأكل في هذا اليوم سيقوي جسدك و يتيح له الفرصة ليضيع ما بقي من زيادة في قيام الليل. ففكر في ان صيام الثالث و الرابع و الخامس عشر من كل شهر مع قيام الليل أصبحوا وجبة إيمانية كاملة حتى و إن كان الحديث النبوي لم يذكر مسألة قيام الليل هذه ضمنا في ليلة الخامس عشر .. و لكنا نقول إذا حدث أن وقع احد المسلمين في مسألة الأرق فالمتوقع منه القيام او قراءة القرآن لكونه في الأصل مجبول على العبادة و لا سبب لوجوده في الأرض او في الحياة إلا العبادة .. فإذا حدث هذا فقد أعد رسول الله صلى الله عليه و سلم البرنامج الغذائي المناسب دون أن تشعر.

4- قال ابن سينا في القانون : " ويأمر باستعمال الحجامة لا في أول الشهر لأن الأخلاط لا تكون قد تحركت وهاجت ، ولا في آخره لأنها تكون قد نقصت بل في وسط الشهر حين تكون الأخلاط هائجة بالغة في تزايدها ، لتزايد النور في جرم القمر " .

5- المعجزة في بلاغة الرسول: فالحديث حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ صِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ صِيَامُ الدَّهْرِ وَأَيَّامُ الْبِيضِ صَبِيحَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ .رواه النسائى


إذا كان المفهوم عن الصوم هو المنع عن الطعام صباحا و الافطار ليلا فلماذا يقول هنا الحديث كلمة ( صبيحة ) و هي مفهومة من فعله و من معرفة الصيام .. نقول أنه توكيد و تخصيصي للصبيحة دون الليل .. ففي ليلة الخامس عشر يفطر و الباقي مفهوم .

و إذا كان العلم لم يصل إلى سبب ما يفعل القمر بالناس فأنا اعتقد ان المعصوم عليه الصلاة وا لسلام الذي علم كيف يشق القمر هو الاعلم بهذا السبب من غيره.

فسبحان من خلق سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم على هذا الكمال النوراني.

هذه المعجزة النبوية كما رايتها مما ترائى لي من كلام علماء الدنيا عن حال الناس وقت اكتمال البدر .. و لمن أراد قول رأيه فيه فأرجو ان اكون مهدت له تمهيدا جيدا للكلام بالمديح و الثناء على سيد البشر و سيد الخلق المعصوم الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم. و لله الحمد و المنة

هذا و الله تعالى اعلى و أعلم

[ابو حمد]

اللهم صلي على سيدنا محمد
انه لاينطق عن الهوى
جزاك الله خير