قلتها كلمة وحكيمة..

[منال درويش]

قلتها كلمة وحكيمة
ضاعت الحكمة القديمة
في الملامح والخطوط
والحزن عشش في البيوت
بين ايدين الاخطبوط
قلت جايز يجي بكرة
يمحى من قلبي الجمود والذل
اوح يمسح دمعة حايرة من عيون الكل
مش عشانك أو عشانى
ح اكتب واقول ما ح امل
لأ عشان ابنى وابنك
نمحى عار الانكسار والذل..


قلتها كلمة وحكيمة
لما شاب الطفل فينا
والأمانى المستكينة
لما مات النور
وغرقت بينا أحلام السفينة
وانتحر ضى القمر
لما دقنا الشهد مر
والحنين للوطن دايماً يغر
يلاه نرجع ..لا مفر
العروسة لابسة توبها
والفتى مستنى دوره
لجل يرجع للحبيبة
ليها ح يعدى بحوره
نهر فايض من محبة
حلم تتأصل جذوره
وانتى شاهدة يالحبيبة انى راجع
مهما كان الجرح دامع
مهما كان القلب شاهد ولا سامع
انى سيبتك غصب عنى
وانتى جوة القلب نينى
بس نفسي يبقى عندى جلابية ،
جديدة نوفى
حتى اقابل بيها احبابي وضيوفى
غربتى يمكن طويلة والسبب ايدى العليلة
والأمانى المستحيلة
اسمعى همسى وشوفى
آه بحبك ..بس لكن من سكات
عشت فيك العمر كله باصحى ع الاحزان وابات
لما احس انك غريبة عن عيونى
والحقيقة فيكى ضايعة
والفساد فارد دراعه
لما يبقى مسلمات
باتخنق وأفور وأغلى وارمى نفسي
في حضن غيرك
من سكات..!!
ليه يا (وطنى) تقل خيركْ.
ينتحر حلمي وضميركْ
لما مات العدل فيكْ
يوم بكيت ليه وليكْ
قلت رايح
مش راح ارجع
وانتَ جرح في قلبي يوجع
باشتكيكْ بس ليكْ
عمري ما داعيت يوم عليكْ
وانتهى بيا المطاف
اركب الموجة ..ما اخاف
دوست على قلبي اللي شاف
فيك يا وطنى سنين عجاف
قلت اضيع وسط الخلايق
مهما خانتنى الحقايق
مش ح اقول أنا كنت راضى
باللي حاصل واللي ماضى
كنت ثاير
جرحي غاير
شوكة في قلب الضماير
واللي راح زي اللي شاف
مش ح تفرق!!
قلب حاير
عشت الملم في الفلوس
اللي داست ع النفوس
واللي خان اهله عشانها
دوس على الناس بيها دوس
والسنين مرت طويلة
والايدين ما بقت كليلة
قلت ارجع
عايز اسمع
صوتها تانى
مش ح اكون انسان انانى
عايز اكون ليها وبيها
لجل ابنى مش عشانى

قلتها كلمة وحكيمة
يلاه راح نركب سفينة
والشراع مفرود يشاور
ع الحبيبة أم البشاير
مهما كان البعد بينا
ح التقيها بحلمى طاير
كنت واحد من الاف
عدى بحر الخوف ما خاف
انا شوفت لحظة موتى صورة مش خيال
الارض تصرخ ع الولد لأ والجبال
وعنيا غرقت في الدموع
انا شوفت موتى وسط بركان الخضوع
السفينة لما مالت مالت الاحلام معاها ، بدون رجوع
قلت اصرخ يمكن القى حد يسمع
ولا عين تبكي وتدمع
طائر النورس حزين
كان بيسأل أنتوا مين ؟!
قلنا : غلابة ومحرومين
اترمينا في حضن ما بيرحم جنين
ولا يشفع للامال جوانا أو حتى الحنين
آآآه يا وطن المظلومين
الف واحد منا ماتوا
مين ح يحمل ذنبنا؟!!
ولا يدافع عننا
وصل المطاف بينا يتاجروا في دمنا
وفي لحمنا
ولا عشان اكمننا
من الغلابة المحرومين
اللي داقوا م الهوان مر السنين
تاجروا في قوتنا وحلمنا

والعتمة ليها ميت دليل
القلب صارخ
والعذاب في حشانا جارح
واللي ماتوا مش قليل
لما مات فينا الضمير
انهزمنا كلنا ..
واللي هزمنا ،حبنا ليك يا وطن
بيصوروك دايماً بخيل..!!!!!