# العـولـمــة . . كيـف نفهمهــا ؟
هل يمكن القول أن العولمة تمثل خطراً كبيراً ؟
الإجابة عن هذا التساؤل تستدعي بحثاً مطولاً ، يصعب حصره في بضعة أسطر ، ولكني سألفت النظر إلى مسألة مهمة هي أن العولمة بما تمثله من تحـدٍ ثقافي كبير تهدد كثيراً من الثقـافـات الصغيرة التي يرفض المحـور الحضـاري الغـربـي الإعتراف بهـا . . فهذه الثقافات العريقة التي يبلغ بعضها من العمر آلاف السنين لا تزال تفتقر إلى وسائل التأثير في الثقافات الأخرى الناشئة ، مقارنة بما تمتلكه دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية .
ولذا فإن ترك الثقافتين " الناشئة القوية والعريقة الضعيفة " في ميدان مصارعة يعني إنسحاباً من القيم الإنسانية الرفيعة ومن التقاليد المجتمعية الراسخة .
إن ميدان المصارعة أو التحدي هو العولمة . . هذه المفردة الطاغية التي تضرب في كل جزء من أجزاء إنسانيتنا .
ويبدو أن هذا الطغيان سيواصل تحديه لكل ما هو قـيِّـم وسـامٍ وبسيط ، على الرغم من تعدد محاولات كبحـة أو لجمـة ، ولهذا فلا بد من العمل الحثيث على تثبيت الهويات الأخرى وترسيخها ولا منجى إلا باالتأكيد المستمر على ما للقيم والمثـل الإنسانيـة من مكـانـة ، حتـى وإن رفضت الشركـات متعددة الجنسية إلقاء نظـرة ولو عابرة على هذا الملف .