مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 09-06-2005, 08:51 AM
rajaab rajaab غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
المشاركات: 112
إفتراضي اتخاذ القرار الحاسم

اتخاذ القرار الحاسم:

--------------------------------------------------------------------------------

اتخاذ القرار الحاسم:

كما ذكرنا، العمل الناجح يمر بمراحل مرتبة على التوالي : الغريزة، فالمظهر، فالإحساس بالواقع، فالتفكير، فالعمل لتحقيق قيمة من القيم الأربع.

وهناك محطة فاصلة بين التفكير والعمل، وهي مرحلة (اتخاذ القرار الحاسم) ، فأحياناً بعد أن يفكر المسلم على أساس الإسلام في العمل الذي سيقوم به، والقيمة التي يقصد تحقيقها من العمل يتردد في التنفيذ، وغالباً ما يحصل هذا في الأعمال التي تترتب عليها أمور مهمة، سواء بالنسبة للعامل نفسه، أو بالنسبة لغيره، ولا سيما في القضايا المصيرية، فيتوقف الإنسان بعد التفكير، وقبل القيام بالعمل، وتتنازعه مشاعر متناقضة .. أيقدم على العمل أم يحجم عنه!؟ .

ولتوضيح ذلك نسوق هذه القصة التي حصلت مع سرية من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم – بإيجاز – في يوم الرجيع :

قدم على الرسول صلى الله عليه وسلم بعد أُحد رهط من عضل والقارة قبيلتين من قبائل العرب، وقالوا : يارسول الله : إن فينا إسلاماً، فابعث معنا نفراً من أصحابك يفقهونا في الدين، ويقرؤننا القرآن، ويعلموننا شرائع الإسلام، فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معهم نفراً ستة من أصحابه هم : مرثد الغنوي، وخالد بن البكير، وعاصم بن ثابت، وطارق بن عبد الله، وخبيب بن عدي، وزيد بن الدثنة، وأمر عليهم مرثد الغنوي.

فخرجوا، حتى إذا كانوا على الرجيع ماء لهذيل بناحية الحجاز، غدر بهم الرهط الذين معهم، واستنصروا عليهم هذيلاً، ففاجأوهم في رحالهم وهم يحملون بأيديهم السيوف، فأخذ الصحابة أسيافهم ليقاتلوا، فقال لهم المشركون : إنا والله ما نريد قتلكم، ولكننا نريد أن نصيب بكم شيئاً من أهل مكة، ولكم عهد الله وميثاقه أن لا نقتلكم.

فأما مرثد الغنوي أمير السرية، وخالد بن البكير، وعاصم بن ثابت، فقالوا : والله لا نقبل من مشرك عهداً ولا عقداً أبداً، وقال عاصم بن ثابت شعراً :


ما علتي وأنا جلد نابل والقوس فيها وتر عنابل

تزل عن صفحتها المعابل الموت حق والحياة باطل

وكل ما حم الإله نازل بالمرء، والمرء إليه آئل

إن لم أقاتلكم فأمي هابل

وقاتل مرثد وعاصم وخالد حتى قتلوا، وأما الثلاثة الباقون : زيد بن الدثنة وخبيب بن عدي، وعبد الله بن طارق فلانوا، ورقوا ورغبوا في الحياة واستسلموا فأسرهم المشركون، ثم خرجوا بهم إلى مكة ليبيعوهم بها، حتى إذا كانوا بالظهران انتزع عبد الله بن طارق يده من الحبل المربوط به، ثم أخذ سيفه، واستأخر عنه القوم، فرموه بالحجارة حتى قتلوه.

وباعوا خبيباً وزيداً لأهل مكة فقتلوهما.

قصة هؤلاء الصحابة الستة تعطينا نماذج ثلاثة لاتخاذ القرار الحاسم في الموقف الواحد.

ويتمثل النموذج الأول في مرثد الغنوي أمير السرية، وصاحبيه عاصم وخالد، الذين واجهوا الموقف المفاجئ بعد التفكير الذي تجلت فيه سرعة البديهة، فاتخذوا قراراً حاسماً قبل الإقدام على العمل، ويتضح قرارهم من قولهم : (والله لا نقبل من مشرك عهداً ولا عقداً أبداً) ومن شعر عاصم بن ثابت قال فيه :


وكل ما حم الإله نازل بالمرء، والمرء إليه آئل

إن لم أقاتلكم فأمي هابل

فهو قرار حاسم وسريع في قضية مصيرية، يترتب عليها الحياة والموت.

فشهروا سيوفهم وقاتلوا حتى استشهدوا رضي الله عنهم.

والنموذج الثاني يتمثل في تصرف طارق بن عبد الله الذي استسلم في أول الأمر، فأخذوه أسيراً وربطوا يديه بالحبال، وفي الطريق غير قراره الأول، وهو الرضا بالأسر ثم البيع في مكة، إلى قرار جديد وهو القتال، كما فعل الأمير وصاحباه، فأخرج يده من الحبال ليستعمل سيفه في قتالهم، فلم يمكنوه، ورجموه حتى قتلوه واستشهد.

والنموذج الثالث يتمثل في خبيب بن عدي وزيد بن الدثنة اللذين قبلا بالأسر حتى باعوهما لكفار قريش، فقتلوهما ثأراً لقتلاهم في بدر، وقد واجها الموت بنفوس شجاعة، وقلوب مطمئنة بقضاء الله.

فهذا زيد بن الدثنة يقول رداً على سؤال وجهه إليه أبو سفيان : (والله ما أحب أن محمداً صلى الله عليه وسلم الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه، وإني جالس في أهلي) .

وهذا خبيب بن عدي يقول بعد أن صلى ركعتين قبل قتله : (أما والله لولا أن تظنوا أني إنما طولت جزعاً من القتل لاستكثرت من الصلاة) .

فهؤلاء الصحابة الستة رضي الله عنهم كانوا يتوقون إلى الشهادة في سبيل الله، ولكن قراراتهم التي اتخذوها في موقف واحد كانت مختلفة، وذلك بناء على تفكيرهم الذي سبق العمل.

ولو خيرنا بعد معرفة قصتهم في اتخاذ القرار الحاسم في موقف مثل موقفهم، لأخذنا القرار الأول الذي اتخذه أميرهم وصاحباه، لأنهم كانوا أدق من الباقين في فهم نفسية المشركين الذين لم يرعوا عهداً ولا ذمة، ولأنهم أدركوا نية المشركين أسرع من أصحابهم.

وهذا لا يعني أن قرار طارق بن عبد الله كان حراماً، أو استسلام خبيب وزيد كان حراماً، لأن كلاً منهم أخذ بالقرار الذي توصل إليه عقله في فهم الموقف والحكم عليه بناء على الأحكام الشرعية.

فالمسلم بعد أن يحس بالواقع، عليه أن يفكروا فيه، وأن يتخذ القرار الملائم بناء على الأحكام الشرعية المتعلقة بالموقف وبالواقع، ثم يقدم على العمل أو يحجم عنه من أجل تحقيق القيمة التي عينها الشرع لهذا العمل.

و قال تعالى : (وشاورهم في الأمر، فإذا عزمت فتوكل على الله، إن الله يحب المتوكلين) فبعد الأخذ بمقومات التفكير الصحيح والحكم على الواقع المراد التصرف تجاهه، يتخذ المسلم القرار الحاسم، وهو العزم على القيام بالعمل متوكلاً على الله، ثم يقوم بالعمل فالعزم والتوكل على الله يسبقان العمل، ويكون التفكير بالواقع وفي الحكم الشرعي الذي ينطبق عليه، من أجل أن يكون العمل حسب أوامر الله ونواهيه، قال تعالى : (فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين) فالجهر، هنا، هو العمل الذي طلبه رب العالمين، فإن كان هذا الأمر المطلوب واضحاً لا يحتاج إلى اجتهاد وإعمال فكر، وكان فرضاً يجب على المسلم الإقدام على العمل بعد التوكل على الله .

واتخاذ القرار الحاسم الملائم له أهميته في حياة الفرد والأمة، فالقرار الذي اتخذه حمزة يوم أعلن إسلامه كان له الأثر في حياة حمزة رضي الله عنه كلها، والقرار الذي اتخذه أبو بكر في قتال مانعي الزكاة كان له الأثر الفعال في حياة الدولة الفتية.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م