مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 06-02-2002, 09:36 AM
أبوياسر أبوياسر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2002
المشاركات: 1
Post الأدب مع الله عز وجل

الأدب مع الله عز وجل

المسلم ينظر إلى ما لله تعالى عليه من منن لا تحصى ، ونعم ، لا تعد اكتنفته من ساعة علوقه نطفةً في رحم أمه ، وتسايره إلى أن يلقى ربه عز وجل فيشكر الله تعالى عليها بلسانه بحمده والثناء عليه بما هو أهله ، وبجوارحه بتسخيرها في طاعته ، فيكون هذا أدبا منه مع الله سبحانه وتعالى ، إذ ليس من الأدب في شيء كفران النعم ، وجحود فضل النعم ، والتنكر له ولإحسانه وإنعامه ، والله سبحانه يقول : ( وما بكم من نعمة فمن الله ) ويقول سبحانه ( وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ) ويقول جل جلاله ( فاذكروني أذكركم وأشكروا لي ولا تكفرون ) " البقرة " .

وينظر المسلم إلى علمه تعالى به واطلاعه على جميع أحواله فيمتلىء قلبه منه مهابة ونفسه له وقاراً وتعظيماً ، فيخجل من معصيته ، ويستحي من مخالفته ، والخروج عن طاعته . فيكون هذا أدبا منه مع الله تعالى ، إذ ليس من الأدب في شيء أن يجاهر العبد سيده بالمعاصي ، أو يقابله بالقبائح والرذائل وهو يشهده وينظر إليه . قال تعالى ( ما لكم لا ترجون لله وقارا وقد خلقكم أطوارا ) وقال ( يعلم ما تسرون وما تعلنون ) وقال ( وما تكون فى شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهوداً إذ تفيضون فيه ، وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ) " يونس " .

وينظر المسلم إليه تعالى وقد قدر عليه ، وأخذ بناصيته ، وأنه لا مفر له ولا مهرب ، ولا منجا ، ولا ملجأ منه إلا إليه ، فيفر إليه تعالى ويطرح بين يديه ، ويفوض أمره إليه ، ويتوكل عليه ، فيكون هذا أدبا منه مع ربه وخالقه .

إذ ليس من الأدب في شيء الفرار ممن لا مفر منه ، ولا الاعتماد على من لا قدرة له ، ولا الاتكال على من لا حول ولا قوة له . قال تعالى ( وما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها ) وقال عز وجل ( ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين ) وقال ( وعلى الله فتوكلوا إن كنتم مؤمنين ) .

وينظر المسلم إلى ألطاف الله تعالى به في جميع أموره ، وإلى رحمته له ولسائر خلقه فيطمع في المزيد من ذلك ، فيتضرع له بخالص الضرإعة والدعاء ، ويتوسل إليه بطيب القول ، وصالح العمل فيكون هذا أدباً منه مع الله مولاه إذ ليس من الأدب في شيء اليأس من المزيد من رحمة وسعت كل شيء ، ولا القنوط من إحسان قد عم البرايا ، وألطاف قد انتظمت الوجود . قال تعالى : ( ورحمتي وسعت كل شيء ) " الأعراف ". وقال : ( الله لطيف بعباده ) " الشورى " . وقال : ( لا تيأسوا من روح الله ) " يوسف " . وقال : ( لا تقنطوا من رحمة الله ) " الزمر " .

وينظر المسلم إلى شدة بطش ربه ، وإلى قوة انتقامه ، وإلى سرعة حسابه فيتقيه بطاعته ، ويتوقاه بعدم معصيته فيكون هذا أدبا منه مع الله ، إذ ليس من الأدب عند ذوي الألباب أن يتعرض بالمعصية والظلم العبد الضعيف العاجز للرب العزيز القادر ، والقوي القاهر وهو يقول : ( وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له ، وما لهم من دونه من والٍ ) " الرعد " ويقول : ( إن بطش ربك لشديد ) " البروج " . ويقول : ( والله عزيز ذو انتقام ) " آل عمران " . وينظر المسلم إلى الله عز وجل عند معصيته ، والخروج عن طاعته ، وكأن وعيده قد تناوله وعذابه قد نزل به ، وعقابه قد حل بساحته ، كما ينظر إليه تعالى عند طاعته ، واتباع شرعته وكأن وعده قد صدقه له ، وكأن حلة رضاه قد خلعها عليه فيكون هذا من المسلم حسن ظن بالله ، ومن الأدب حسن الظن بالله ، إذ ليس من الأدب أن يسيء المرء الظن بالله فيعصيه ويخرج عن طاعته ، ويظن أنه غير مطلعٍ عليه ، ولا مؤاخذ له على ذنبه ، وهو يقول : ( ولكن ظننتم أن الله لا يعلم كثيرا تما تعلمون ، فذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين ) " فصلت " . كما أنه ليس من الأدب مع الله أن يتقيه المرء ويطيعه ويظن أنه غير مجازيه بحسن عمله ، ولا هو قابل منه طاعته وعبادته ، وهو عـز وجـل يقول : ( أومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون ) " النور " . ويقول سبحانه : ( من عمل صالحا من ذكر وأنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) " النحل " . ويقول تعالى : ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون ) " الأنعام ". وخلاصة القول : أن شكر المسلم ربه على نعمه ، وحياؤه منه تعالى عند الميل إلى معصيته ، وصدق الإنابة إليه ، والتوكل عليه ورجاء رحمته ، والخوف من نقمته وحسن الظن به في إنجاز وعده ، وإنفاذ وعيده فيمن يشاء من عباده ؟ هو أدبه مع الله ، وبقدر تمسكه بي ومحافظته عليه تعلو درجته ، ويرتفع مقامه وتسمو مكانته ، وتعظم كرامته فيصبح من أهل ولاية الله ورعايته ، ومحط رحمته ومنزل نعمته .

وهذا أقصى ما يطلبه المسلم ويتمناه طول الحياة . اللهم ارزقنا ولايتك ، ولا تحرمنا رعايتك ، واجعلنا لديك من المقربين ، يا ألله يا رب العالمين . .
---------------------------------
نقل هذا الموضوع من كتاب منهاج المسلم للشيخ / أبو بكر الجزائري
__________________
قال عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ :

" أصحاب الرأي أعداء السنن ؛أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها ،فقالوا بالرأي فضلوا وأضلوا
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م