# قــوافــل الإيمـــان .
في هذه الأيام المباركة ، وبعد استعدادات مكثفة من النواحي كافة وفدت قوافل الإيمان إلى الديار المقدسة لأداء الحج والعمرة .
إن رحلة الحج وما تمثله من مناسك مختلفة ، تمثل قمة الطاعة من الإنسان المسلم لخالقه تبارك وتعالى ، لأنها تمثل وحدة إيمانية وشعوراً عاماً يجمع بين أبناء الأمة الإسلامية من مشارق الأرض ومغاربها ، فهم في وحدتهم تلك يعايشون تجليات إيمانية وأخلاقية ملؤها المحبة التي تجمع بينهم .. وفي ذلك اللقاء الإيماني تنصهر الفوارق بين بني البشر ، الموحدين لله ، فاالكل هناك سواسية ، لا فرق بين عربي وأعجمي أو فقير وغني .. فاالكل في حالة من الخشوع ينادي ويلبي بدعاء واحد راجياً المغفرة والرضا من رب العالمين .
الخشوع النابع من الشعور الإيماني الذي يكتسبه المسلمون في تلك الديار المباركة ، يجب أن يحمله كل فرد منهم في أعماقه ، ليس في ذلك الحيز الزمني والمكاني ، بل في كل الأحوال ، لأن ذلك الشعور الإيماني هو الذي يمدهم بمنهج السلوك القويم الذي يعطي لحياتهم أسمى وأبهى معانيها ، من المؤسف أن البعض أو قل الكثير من أبناء الأمة الإسلامية لا يعون المعنى الحقيقي لمناسك الإسلام العظيم ، فهي اليوم أصبحت مجرد عادة يؤديها المسلمون .
ومع مناسبات الحج والعمرة يحتفل المسلمون بعيد الأضحى المبارك الذي يأتي بعد أداء أكبر شعيرة من مناسك الحج وهي الوقوف بعرفة حيث يجتمع المسلمون بمكان واحد .. هذا العيد يمثل معاني روحية واجتماعية تتزين بلحظات الفرح البشري ، في تجمع وتآلف يسوده الصفاء والمحبة بين القلوب المؤمنة ، فترى الصغير والكبير في بوتقة الفرح باالعيد .. والإحتفال بفرح العيد لا يمثل لهواً وزهـواً بمـلابس جديدة ، بل هو احتفال بسمو المعاني التي تهب النفس والقلب أسمى الفضائــل والقيم .
وعندما يعود الحجاج من رحلتهم فرحين بما حققوه من نعمة أداء الحج والعمرة تعم الفرحة جميع الأهـل والأقـارب ، حيث يقومون بزيارات للحجاج مهنئين بسلامة العودة إلى ديارهم ومباركين لهم بما منّ الله عليهم من التوفيق في أداء مناسك الحج والعمرة ، ها ذي هي الأيام المباركة قد أقبلت علينا ، بفيض رحماتها ، فلنغتنم منها ما يعيننا على مواصلة الطاعة لله ، حتى نتمكن من تصحيح أحوالنا ، نبارك لجميع المسلمين بقدوم عيد الأضحى المبارك ، جعله الله عيد مودة وتآلف بين الجميع ، وكل عام والجميع بخيــر .