مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 26-06-2007, 06:35 AM
جهراوي جهراوي غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
المشاركات: 309
إفتراضي قراءة في عملية "السهم الخارق" في ديالي . د/اكرم حجازي

منذ فجر الثلاثاء (19 / 6 / 2007) شرعت القوات الأمريكية بشن حملة عسكرية على ولاية ديالى في محاولة منها للقضاء على نفوذ دولة العراق الإسلامية فيها وطردها منها نهائيا. ويجمع المراقبون والمحللون الاستراتيجيون على أن الحملة هي الأوسع منذ غزو العراق في آذار / مارس 2003 وليس فقط منذ عملية الفلوجة سنة 2004. ورغم ضخامة الحملة بما تحمله من أهداف غير مسبوقة إلا أن الملفت للانتباه هو التجاهل الإعلامي الكبير لما يجري من معارك بين الجانبين حتى القوات الأمريكية اعترفت بشدتها وذهلت لنتائجها الأولية على قدر ما منيت به من خسائر وهي تخوض قتالا بالغ الشراسة. لكن الأهم من هذا التجاهل، ومع بعض التحييد المؤقت للأهداف المعلنة، ربما يكمن في البحث مبدئيا عن المبررات التي دفعت بالأمريكيين إلى شن حملة عسكرية على هذا المستوى من الاتساع. ما هي الخلفيات السياسية والأمنية للحملة؟ ومن هي القوى المهاجمة والمدافعة عن ديالى؟ وما هي الوقائع؟ تلك هي محاور هذه المقالة الأشبه بالتفرير الميداني.
أولا: التصريحات الأمريكية وبيانات الحملة
منذ تعيين روبرت غيتس وزيرا للدفاع خلفا لدونالد رامسفيلد كان متوقعا دخول مراكز القوى في الولايات المتحدة في مناقشات حامية الوطيس على خلفية البقاء في العراق أو الانسحاب منه. وفي الجدل الذي احتدم في الكونغرس الأمريكي حول رغبة الديمقراطيين بضرورة وضع جدول زمني للانسحاب من العراق مقابل تمويل جزئي للحرب بدا الموقف الأمريكي متخبطا إلى حد مثير للسخرية، وبالرغم من موافقة الكونغرس على إقرار تمويل القوات الأمريكية الذي وقعه فيما بعد الرئيس الأمريكي إلا أن رئيسة المجلس نانسي بيلوسي أعربت عن غضبها وهي تتهم البيت الأبيض، تحت ضغط الفيتو، باعتماد سياسة المواجهة مع الكونغرس بدلا من التعاون. ومع ذلك يتفق المراقبون على أن التوجهات السائدة تقضي بسحب نصف القوات الأمريكية من العراق خلال العام المقبل وبالتحديد مع حلول فصل الربيع إذا ما سارت الأمور بحسب المأمول!
وفي نقاش يوم الثلاثاء، أول أيام الحملة على ديالى، أدلى السيناتورهنري ريد زعيم الأغلبية في مجلس النواب بتصريحات هجومية قال فيها: "أعتقد أنّ وزيرة الخارجية ووزير الدفاع ... يعرفان أنّ هذه الحرب خاسرة ..." وهو ما لم يوافق عليه وزير الدفاع الذي علق عليها بمؤتمر صحفي مشيرا أن: "التزاماتنا في العراق طويلة المدى، إلا أنها ليست التزاماً ببقاء شبابنا من الرجال والنساء في شوارع بغداد دونما نهاية"! ومع تصريحات ريد هذه بدا الأمر مزعجا لآخرين وهم يقرون بالهزيمة ولكنهم لا يرغبون في دفع استحقاقاتها بحجة أن الوقت غير ملائم، وهو ما عبر عنه السناتور جو ليبرمان في انتقاده لتصريحات ريد، ذلك أنه: "ليس الوقت المناسب لاستنتاج أننا خسرنا الحرب في العراق أو أنّ استراتيجيتنا الجديدة فشلت".
ولعل أطرف ما في الحملة العسكرية على ديالى والتي أسميت بـ "السهم الخارق" هو ما قاله الجيش الأمريكي، في بيان له، من أن السلفية الجهادية في المنطقة هي الهدف المقصود في حملة الإبادة في إشارة خفية إلى أن الجماعات الأخرى إن وجدت فمن المرجح أنها غير مستهدفة. وأضاف البيان: "أن هذه العملية ستكون بمثابة الضربة القاضية ضد تنظيم القاعدة وأنها تختلف عن العمليات السابقة" وأن "الغرض النهائي هو القضاء على نفوذ القاعدة في هذه المحافظة"، وبحسب التصريحات الرديفة للبيان فقد: "كانت شبكة القاعدة والجماعات المتمردة تتحرك عبر أنحاء العراق في السابق، حيث كنا نتصدى لأفرادها في مكان ما فينتقلون إلى مكان آخر، لكن لن يبقى هناك أي ملاذ آمن للقاعدة أو قياداتها في هذه المحافظة، وإذا انتقلوا من هنا فسنتعقبهم ونلاحقهم ونقضي عليهم". وأضاف الجنرال الأمريكي مايك بدناريك "أنه لم يتم تحديد جدول زمني لهذه العملية في ديالى وأن الوضع الميداني سيحدد مدتها"!
هذه التصريحات إما أنها هوليودية بامتياز وإما أنها واقعية أو على درجة عالية جدا من التضليل والخداع بحيث لا يدري الخصم ما إذا كانت الولايات المتحدة قد هزمت أم لا؟ وأنها فعلا عازمة على الانسحاب؟ ولا نستطيع فعلا أن نجزم فيما إذا كانت من هذا النوع أو ذاك، لكن تصريحات قائد القوات الأمريكية في العراق الجنرال ديفيد بيتريوس حول حاجة قواته إلى عقد من الزمان "لتأمين العراق والقضاء على المسلحين" تبدد أي احتمال بانسحاب قريب للقوات الأمريكية، والأصح القول بتوقع انسحاب جزئي أو ما يمكن تسميته بمصطلحات عسكرية بإعادة الانتشار للقوات الذي قد يتضمن تخفيضا للقوات، وفي هذا السياق كان لافتا للانتباه إعلان وزير الدفاع عن ثقته بتقديرات ضباطه في العراق، ولافتا أكثر ما جاء في رد الدولة وكتائب ثورة العشرين على تصريحات بتريوس، فالأولى اعتبرته مأزوما نفسيا وأن ديالا ستكون شرارة الفتح المبين للأمة فيما بشرته الثانية باستعدادها لمقاتلته ثلاثين عاما أخرى. أما كاتب المقالة فلم يعد يدري بالضبط ما هي حالة بتريوس بعد هذه التوصيفات والبشائر.
ثانيا: فشل الفتنة وخطة أمن بغداد
تلا إعدام الرئيس العراقي السابق تدشين حملة إعلامية شرسة تعرضت لها الجماعات الجهادية ما لبثت أن توجت بفتنة طاحنة أدت في بعض الأحايين إلى صدامات دامية، غير أن فشل الفتنة وأدواتها في تحقيق الأهداف المرجوة منها دفع الولايات المتحدة، على ما يبدو، إلى أخذ زمام المبادرة من جديد ومواجهة السلفية الجهادية بنفسها خاصة وأن روبرت غيتس سبق له وأعلن عن خيبة أمله من أداء حكومة نوري المالكي وفشلها فيما يسميه خطة أمن بغداد مما اضطر الأمريكيين إلى العمل على أكثر من جبهة ووفق استراتيجيات بعضها جديد وبعضها الآخر مكرور، ولا شك أن مظاهر الفشل الأمريكي في العراق بادية على أكثر من صعيد على الأقل حتى الآن:
· مظهر تغير الاستراتيجيات الأمريكية
فمن جهته ذكر بيان الجيش الأمريكي"أن قرابة 10 آلاف عنصر من قواته والجيش العراقي بدؤوا عملية عسكرية واسعة ضد الجماعات الإرهابية التكفيرية في محافظة ديالى شمال شرقي العاصمة بغداد، منذ فجر الثلاثاء". ومن الواضح أن المقصود هي دولة العراق الإسلامية وجماعات السلفية الجهادية قاطبة في المنطقة. وتذكر صحيفة لوس أنجلوس تايمز أن العمليات العسكرية الجارية "تشير إلى حدوث تغير في استراتيجية إدارة الحرب في العراق ... وأن هذا التحرك،وعلى حد قول قادة أمريكان في العمليات، يهدف أولا إلى القضاء على تدفق القنابل والمفخخات إلى بغداد انطلاقا من محافظة ديالى"، هذه التصريحات أكدتها صحيفة الهيرالدتريبيون الأمريكية صبيحة الثلاثاء واصفة الهجوم بأنه "غير عادي في اتساعه وأهدافه، ويمثل استراتيجية أكثر حزما في مهاجمة معاقل عدة في وقت متزامن".فبعد أن كانت أكثر المواجهات تقع في بغداد وضواحيها بهدف تطبيق تأمينها نراها تنتقل الآن إلى ديالى حيث معقل القاعدة بعد الأنبار، وفي هذا السياق تقول الصحيفة: "إن القادة العسكريين الأمريكان يرفضون فكرة أن التركيز على ما وراء بغداد يمثل زحفا للمهام العسكرية. إلا أن كبار الجنرالات تحدثوا عن أهمية تامين"حزام بغداد" على مدى شهور"، مما يعني أن الاستراتيجيات القديمة فشلت وأن القوات الأمريكية مقدمة فعلا على التوسع في عملياتها ولمدة غير منظورة. ولكن كيف يمكن القول بنجاح الاستراتيجيات الجدية وحملة بغداد الضارية على الجماعات الجهادية تدخل شهرها الثالث دون أن تحقق أية نتائج تذكر؟
· مظهر مواجهة عموم أهل السنة
ومن جهة أخرى فإن مواجهة عموم أهل السنة ليس إلا مؤشرا على عودة السياسة الأمريكية القديمة بتفعيل الصدام السني الشيعي وإثارة الفتن عبر بوابة تفجير المراقد والمساجد والحسينيات. ولعل جميع القوى الجهادية بما فيها هيئة علماء المسلمين وبلسان حارث الضاري قد اتهمت حكومة المالكي والقوات الأمريكية بوقوفهما وراء التفجيرات الأخيرة التي ضربت مآذن مرقدي الإمامين الهادي والعسكري وما تبعهما من تفجيرات ونسف لمساجد سنية في مناطق عدة من العراق بما فيها البصرة. ولا يحتاج الأمر إلى تحقيقات من أي نوع لكشف حقيقة السياسة الأمريكية وعملائها في تفعيل هذه الفتنة من جديد لاسيما وأن المرقدين على وجه التحديد محصنان أمنيا فضلا عن اختراقهما نهارا جهارا وسحب بعض الحراس من جوانبهما قبل يوم من التفجيرات.
· فشل اختراق الحواضن الاجتماعية للمجاهدين
أظهر التماسك الاجتماعي السني في العراق أنه رقم صعب لا يمكن تجاوزه في حسم الكثير من الفتن والتصدي لدعاتها ومروجيها. ففي أعقاب تفجير الفلوجة وأحداث العامرية بين الجيش الإسلامي ودولة العراق الإسلامية تدخلت قوى اجتماعية نافذة من بينها شيوخ عشائر وفقهاء وعلماء ومجاهدين وحتى جماعات جهادية لوأد الفتنة بعد أن تبين لها بالقطع الجهات الساعية لها وبراءة القاعدة مما يلصق بها من اتهامات، وتشير بعض المصادر أن هذه القوى هددت برفع الغطاء الشرعي والاجتماعي والكشف عما أسمته برموز الفتنة ودعاتها إن لم ترتدع عن توجهاتها الضارة في المشروع الجهادي وفي أمن الناس وعصمة دماء المسلمين. بل أن إحدى الشبكات الجهادية فاض بها الكيل وأقدمت على توقيف معرّف إحدى القوى الجهادية بطريقة أقرب ما تكون إلى طردها نهائيا من رحاب السلفية الجهادية.
· تفكك مجلس عشائر الأنبار وانهيار التجربة
لعل أبرز حدث على الساحة الاجتماعية في الأسابيع الأخيرة تجلت في انهيار ما يسمى بتجربة مجالس الإنقاذ العشائري. فالأمريكيون يعلمون أن هذه المجالس قد تنقلب عليهم بين لحظة وأخرى كونها لا ترتبط بهم على أسس الموالاة بقدر ما تبحث عن الشهرة والمال والمكاسب الشخصية، وهو ما كان قد أشار إليه الشيخ عبدالله سليمان العمري حكيم كتائب ثورة العشرين الذي أكد أن هذه العشائر تحالفت مع حكومة المالكي والأمريكيين بدافع من الامتيازات أو المصالح الخاصة. وفعليا عملت هذه العشائر بزعامة عبد السستار أبو ريشة كمنتفعين يتقاضون رواتب مماثلة لتلك التي يتلقاها مرتزقة الجيش الأمريكي بواقع 900 - 3000$ للفرد.
غير أن بعض العشائر التي حُشرت رغم أنفها في المجلس المسمى لاحقا بصحوة الأنبار انتفضت على الدور الخياني الذي تلعبه بقيادة أبو ريشة والذي يعترف الأمريكيون أنفسهم أنه بنى ثروة من السطو المسلح على شاحنات النفط وأعمال البلطجة والقتل الذي تمارسه مجموعاته في مناطق عدة من الأنبار وبغداد. وصرح عديد المشايخ أن عملهم في المجلس هو عمالة وخيانة لله ولرسوله وللجهاد والمجاهدين. ومع ذلك وكوسيلة للربح والاستثمار في القتل والخيانة حاول بعض المشايخ، ممن لديهم ذات المواصفات التي يتمتع بها أبو ريشة، تقليد التجربة في صلاح الدين وتكريت وكركوك وديالى إلا أنهم ووجهوا من العشائر هناك بالطرد تارة والقتل تارة أخرى والتبرؤ منهم تارة ثالثة، وقبل بضعة أيام سرت شائعات قوية تتحدث عن فرار أبو ريشة إلى جهة مجهولة بعد أن جمع ثروة تقدر بـ 75 مليون دولار بعضها رواتب لعصابته لم يدفعها لهم منذ شهرين.
هذه النهايات المحتومة لأمثال هؤلاء الخونة شدت من أزر العشائر وتصميمها على التبرؤ من مجالس العمالة واستغلت الفرصة لتجديد تمسكها بثوابت العقيدة والعرف العشائري الذي يأبى السقوط في أوحال الخيانة والغدر وتدنيس الشرف والكرامة بوصفها قيم تعتز بها العشائر العربية الأصيلة. كما أن هذه النهايات وسقوط محاولات زرعها في مناطق أخرى يثبت بالقطع ما ذهب إليه حكيم الكتائب وبيانات دولة العراق الإسلامية مرارا وتكرارا من أن الجسم العشائري في العراق سليم وأصيل وعصي على أن يقبل الدنية في دينه أو كرامته.
هكذا إذن بدت الفتنة أو محاولات زرعها أقرب إلى الفشل حيث المناخ السائد لم يعد يساعدها على النمو ولم يعد قادرا على تقبلها، فهدأت جذوتها من جهة وانزوى عتاتها من جهة أخرى دون أن يعني ذلك نهايتها ولكن لتنحصر في فئات بات سهلا على الجماعات الجهادية تحديدها بالاسم والتهديد بفضحها كما فعلت كتائب العشرين في بيانها الأخير.
[ .
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م