مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > خيمة الأسرة والمجتمع
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #31  
قديم 09-08-2005, 11:49 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

واجبات مدير المدرسة :

إن المهام الملقاة على عاتق مدير المدرسة كبيرة جداً ، وهي تتطلب منه أن يكون قادراً على القيام بتلك المهام بأسلوب خلاق ، وأن يكون متسلحاً بسلاح العلم والمعرفة ، والخبرة الضرورية التي ينبغي أن يكون قد اكتسبها خلال سنوات عمله كمعلم ، وقبل أن يكلف بأعمال الإدارة المدرسية ، وأن يكون من المشهود لهم في قدراته وقابليته على تحمل عبء هذه المسؤولية الجسيمة والحساسة

إن مهام مدير المدرسة يمكن تحديدها بأمور ثلاث :

1 ـ إدارة المدرسة .
2 ـ الأشراف التربوي .
3 ـ التقويم والضبط .

وسأتعرض فيما يلي لكل من هذه المهام ، لكي يكون كل مدير مدرسة على بينة منها ، ولكي يستطيع أداء واجباته على الوجه الأكمل ، ويحقق النتائج المرجوة من عمله.

أولاً ـ الإدارة المدرسية :

قبل الولوج في هذا الموضوع أود أن أوضح أن إدارة المدرسة كما هو معروف ، ليست غاية بحد ذاتها ، وإنما هي وسيلة لتحقيق أفضل السبل لعملية التربية والتعليم ، فهي والحالة هذه عملية تنظيمية محضة ، وهي بطبيعة الحال تستند إلى ركيزتين أساسيتين هما :

1ـ رسم تخطيط برامج العمل بالتعاون مع المعلمين كافة ، إذ أن إشراك المعلمين في رسم وتخطيط أساليب العمل في المدرسة عامل حاسم في النجاح .وطبيعي أن رسم وتخطيط أساليب العمل يتسم بأهمية كبرى ، فهذا العمل يجنب إدارة المدرسة الارتباك ، وإصدار القرارات الارتجالية التي غالباً ما يواكبها الخطأ وضياع الوقت والجهد .

2 ـ تنفيذ المقررات والخطط الموضوعة ، والإشراف على التنفيذ بدقة وأمانة ، فالعبرة ليست فيما يتخذ من قرارات ، ويرسم من خطط ، وإنما العبرة في تنفيذها ، وكثيراً ما نجد مجالس المعلمين تعقد الاجتماعات ، وتتدارس مشاكل المدرسة والطلاب ، وتضع الخطط والحلول ، لكنها تبقى حبراً على الورق فحسب .

إن المدير الناجح هو الذي يستطيع متابعة سير تنفيذ تلك القرارات والخطط لكي تؤدي دورها الذي رسم من أجله ، مع دراسة نتائج التنفيذ بغية معرفة ما أمكن تحقيقه ، وما يبرز من أخطاء أثناء التطبيق والعمل على إصلاحها .

وأعود الآن إلى مهام المدير الإدارية والتي يمكن تلخيصها بما يأتي :

1 ـ قبول وتسجيل الطلاب في المدرسة ، وتوزيعهم على الصفوف .
2 ـ توزيع الدروس على المعلمين كل حسب اختصاصه وقابليته،ووضع جدول الدروس .
3 ـ توزيع الكتب والقرطاسية على الطلاب .
4 ـ تامين ما تحتاج إليه المدرسة من أثاث ولوازم ، ووسائل إيضاح .
5 ـ تنظيم المدرسة والعناية بنظافتها .
6 ـ توزيع أعمال النشاط اللاصفي ، الأدبي والفني والرياضي ، وغيرها من أوجه النشاطات الأخرى .
7 ـ مسك وتنظيم السجلات المدرسية التالية ، على أسس صحيحة ودقيقة يمكن الرجوع إليها عند الحاجة وهي :

ـ سجل الطلاب العام .
ـ سجل المعلمين .
ـ سجل شخصي لكل طالب [ الإضبارة الشخصية ]
ـ سجل الدوام اليومي للطلاب ، مع تنظيم خلاصة الدوام الشهري في نهاية كل شهر .
ـ سجل الأثاث واللوازم المدرسية .
ـ سجل الكتب والقرطاسية .
ـ سجل نتائج الامتحانات .
ـ سجل الإشراف التربوي .
ـ سجل الشهادات الصادرة والواردة
ـ سجل الكتب الرسمية الواردة والصادرة .
ـ سجل المصروفات النثرية .
ـ سجل غيابات الطلاب .

وبالنظر للمهام الجسيمة التي تقع على عاتق المدير فأنه يتطلب تعين معاون أو أكثر لمدير المدرسة ، حسب سعة المدرسة وعدد طلابها ،كما تستدعي الحاجة لمرشد تربوي ،أو أكثر متخصصين في معالجة المشاكل السلوكية والنفسية للطلاب ، لمساعدة مدير المدرسة في الأمور التربوية والإدارية.



ثانياً ـ الإشراف التربوي :


يشمل الإشراف التربوي إشراف المدير على عمل المعلمين والطلاب معاً ، وقبل الخوض في هذا الموضوع لابد من أن نضع الحقائق التالية التي توضح الطريق أمامه وهي :

1 ـ إن على المدير أن يحدد لكل معلم مكانته ، وذلك بإظهار مدى إتقان كل معلم لواجبه . إن هذا العمل يؤدي بلا شك إلى الاستقرار النفسي للمعلم ، ويجعله يندفع في عمله بحماس شديد ، بدلاً من أن يذهب إلى الصف بخمول وفتور .

2 ـ إن على المدير أن يوطد علاقته بكافة المعلمين ، ويشترك معهم في المناقشات الخاصة بالأمور المدرسية ، وكل مدير يتعالى على معلميه ، ويعزل نفسه عنهم فإن عمله هذا يؤدي إلى ضعف وانحلال الروابط بين المعلمين والإدارة ، وبالتالي فشل المدرسة إذ أن الإدارة ما وجدت إلا لتسهيل وتنظيم عمليتي التربية والتعليم ، والتي يكون المعلم فيها العامل الحاسم ، فعليه والحالة هذه أن يمد يد العون والمساعدة للمعلم لتمكينه من أداء واجبه على الوجه الأكمل .

3 ـ إن كثيراً من مديري المدارس يلجأون إلى إجراء تغيرات في توزيع الدروس ، وإسناد المهمات إلى المعلمين بمعزل عنهم ، وبدون مناقشتهم والتباحث معهم حول التغيير وقبل إجرائه . إن هذا الأمر يخلق في نفس المعلم الإحساس بأنه آلة صماء ينفذ الأوامر فحسب ، وبأنه غير قائم بواجباته بصورة صحيحة ، وأن جهوده التي بذلها لا تحضى بالتقدير . وعلى هذا الأساس ، وإذا أراد مدير المدرسة أن يكون ناجحاً في مهمته ، أن يتجنب كل ما من شأنه التسبب في مثل هذه المشاكل .

4 ـ إن التقدير والثناء يلعب دوراً بارزاً في جعل المعلمين والطلاب يندفعون في أداء واجباتهم بكل طاقاتهم ، وبارتياح نفسي وفكري ، وعلى العكس من ذلك نجد أن توجيه اللوم والتأنيب لأتفه الأسباب للمعلم مثلاً ، يسبب له رد فعل شديد يبعده بكل تأكيد عن الانصراف إلى أداء مهمته برغبة واندفاع . فالمدير الناجح يستطيع أن يتدبر ذلك خلال مناقشته للمعلم ومحاسبته بصورة غير مباشرة ، بإبراز الجوانب الإيجابية لديه ، وتقديرها وتثمينها ، ومن ثم يستطيع تنبيه المعلم إلى الجوانب السلبية بروح من الشعور بالمسؤولية ، وبدون أن يجرح مشاعره ، أو ينتقص من جهوده وفاعليته ، وليشعره أن غايته ليس الطعن فيه ، أو الانتقاص من جهوده ، وإنما تصحيح الأخطاء التي تبرز أثناء العمل المدرسي . (32)

وكما أسلفنا أن الإشراف التربوي يشمل المعلمين والطلاب معاً ، وسأحاول توضيح طرق ومتطلبات الإشراف التربوي التي أراها ضرورية لنجاح العملية التربوية والتعليمية في فصل قادم .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
الرد مع إقتباس
  #32  
قديم 09-08-2005, 11:50 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

1 ـ الإشراف على عمل المعلمين :

يتطلب من المدير أن يتعرف على مدى قيامهم بواجباتهم ، والأساليب التربوية التي يتبعونها ، ومدى فاعليتها ، وطرق تحسينها وتطويرها ، ومدى ضبط كل معلم لطلاب صفه ، ومدى قابليته على جلب انتباههم للدرس ، وذلك عن طريق زيارته للصفوف ، وسماعه للدروس وتدوين النقاط الإيجابية والسلبية في عمل المعلم ، بغية العمل على تطويرها ، وتعميم الإيجابية منها ، وتصحيح الجوانب السلبية منها ، وذلك خلال اجتماعات مجلس المعلمين .

ولابدّ أن أقول بمرارة أن الاهتمام بانعقاد مجالس المعلمين يكاد يكون ضعيفاً، وهو إن جرى عقده فإنه لا يأخذ طابع الجدية في بحث المشاكل ، ووضع الحلول لها ، في كثير من الأحيان يلجأ المدير إلى تدوين بعض القرارات بمفرده ، وحسب رغبته وقناعته ، ويطلب من المعلمين الالتزام بها . كما أن هناك الكثير من المعلمين ممن لا يبدون أدنى اهتمام لمناقشات مجلس المعلمين ، ولا يسمع منه سوى كلمة موافق .

إن انعقاد مجالس المعلمين بصورة منتظمة ، ومتقاربة ،أمر هام جداً في في العمل التربوي والتعليمي حيث يتم خلالها استعراض إنجازات المدرسة في كافة مجالات عملها ،ومقدار ما حققته من نجاح وما جابهها من مشاكل ، ودراستها بجدية ، ووضع الحلول الصائبة لها ، بالاشتراك مع كافة المعلمين ، وبالإمكان الاستعانة بأولياء أمور التلاميذ للمشاركة في بحث المشاكل السلوكية ،والدراسية ،التي يعاني منها أبنائهم ، والتغلب عليها

2 ـ الإشراف على أوضاع الطلاب الدراسية والسلوكية :

يشمل الإشراف التربوي لمدير المدرسة سلوك الطلاب وأخلاقهم داخل المدرسة وخارجها ، وملاحظة انتظام دوامهم ،ومحاسبة المنقطعين عن الدوام ، وكذلك الإشراف على سير التعليم ، وأداء الواجبات ، وتشجيع المتفوقين منهم ، ومكافئتهم ، ومحاسبة المقصرين ، بأتباع الأساليب التربوية الحديثة ، ودفعهم للسعي والاجتهاد ، وذلك بالتعاون مع كافة المعلمين ، وأولياء أمور الطلاب من خلال الاتصال المستمر بهم ، وإشراكهم في كافة النقاشات والدراسات المتعلقة بمشاكل أبنائهم الدراسية والسلوكية ، وسوف أتعرض لهذا الموضوع بشكل مفصل في فصل خاص تحت عنوان [تعاون البيت والمدرسة ]وذلك بالنظر لما لهذا التعاون من أهمية قصوى في تربية أبنائنا.

3 ـ التقويم والضبط :

إن التقويم والضبط أمران هامان جداً لنجاح المدرسة ، ذلك أن العمل في أي مجال من مجالات الحياة لابدَّ وأن يظهر فيه مشاكل ومصاعب وأخطاء ، وإن هذا الأمر بالطبع يتطلب دراسة تلك المشاكل والأخطاء دراسة جدية ، والعمل على تصحيحها وتقويمها ، لكي لا تؤدي أساليبنا التربوية إلى نتائج عكسية لما نصبو إليه في تربية جيل مسلح بسلاح العلم ،والأخلاق الفاضلة .

إن اكتشاف الأخطاء وتصحيحها ، وتحسين العمل ،يعطي المدرسة زخماً شديداً ، ويدفعها إلى الأمام ويعطي النتائج المثمرة والمرجوة في عملنا التربوي .

تلك هي بوجه عام واجبات مدير المدرسة التي ينبغي أن يقوم بها جميعاً دون استثناء ، وإن إهمال أي ركن من أركانها يفقده القدرة على الحصول على نتائج حسنة في عمل المدرسة ، وعلى المدير أن لا يهتم بجانب على حساب جانب آخر لآن كل جانب مكمل للجانب الآخر بكل تأكيد .


.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
الرد مع إقتباس
  #33  
قديم 09-08-2005, 11:54 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

وصايا لمدير المدرسة :

1ـ ينبغي لمدير المدرسة أن يكون المثل الأعلى لكافة المعلمين في القيام بواجباته المدرسية ، فالمعلمون غالباً ما يقتدون بمدير مدرستهم ، ينشطون بنشاطه ويهملون بإهماله.

2 ـ ينبغي لمدير المدرسة أن يكون مرناً بتصرفاته ، غير متسرع في إصدار القرارات ، وبذلك يتمكن من معالجة ما يصادفه من مشاكل ، ويذللها بسهولة ويسر .

3 ـ ينبغي لمدير المدرسة أن يجمع بين العطف والمحبة والحزم في علاقاته مع الطلاب والمعلمين ، ويعرف متى يستخدم الحزم في حل المشاكل ، ومتى يستخدم اللين .

4 ـ على مدير المدرسة أن يكون ديمقراطياً في تصرفاته وتفكيره ، لأن الديمقراطية هي السبيل الأمثل للوصول إلى النتائج الصحيحة ، ليس في مجال التربية والإدارة فحسب ، بل في كافة مجالات الحياة الأخرى .

5 ـ على مدير المدرسة أن يكون متواضعاً ، بعيداً عن التعالي والغرور ، وأن يعمل بكل جهده على كسب ثقة المعلمين لأن ذلك هو السبيل لخلق التعاون بين المعلمين والإدارة ، وبالتالي نجاح المدرسة ، فلا يمكن أن تحقق المدرسة أهدافها إلا إذا ساد التعاون في المحيط المدرسي .

6 ـ على مدير المدرسة أن يتجنب كل ما من شأنه أن يخلق التكتلات في صفوف الهيئة التعليمية ، وعليه أن يتجنب تقديم معلم على حساب الآخرين ، لأن ذلك يخلق بكل تأكيد روح التذمر في نفوس المعلمين ويجعلهم يعزفون عن التعاون .

7 ـ على مدير المدرسة أن يكون قادراً على التعبير عما يريده تكلماً وكتابة ، فالمدير المتمكن من التعبير الجيد يؤثر تأثيراً بالغاً في نفسية المعلمين والطلاب ، ويجعلهم يثقون بأن مدير مدرستهم أهلُ لهذا المنصب .

8 ـ على مدير المدرسة أن تكون له معرفة جيدة بطلاب مدرسته ، وذلك عن طريق حفظ أسمائهم والتعرف على الطلاب المتفوقين منهم والمتأخرين ، والذين هم مثال للأدب والأخلاق ، والطلاب المشاكسين الذين يميلون للشراسة وخلق المشاكل ، من معالجة مشاكلهم وحلها .

ولابدّ للمدير لكي يقوم بهذا العمل ، أن ينظم لكل طالب ملف خاص به ، تدون فيه كافة المعلومات المتعلقة بأوضاع الطلاب السلوكية والدراسية ، وتكون مرجعاً له وللمعلمين عند معالجتهم المشاكل التي تنشأ في المدرسة ، إذ بواسطتها يمكن التعرف على سيرة التلاميذ وسلوكهم ، ونقاط الضعف فيهم ، وبالتالي معالجة تلك المشاكل بالشكل الذي يحقق الهدف المنشود للتربية .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
الرد مع إقتباس
  #34  
قديم 27-09-2005, 05:28 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

الفصل السابع

المعلم

أولاً ـ الصفات التي ينبغي توفرها في المعلم .
ثانياً ـ كيف ننهض بمستوى المعلم ؟
ثالثاً ـ كيف ينبغي للمعلم القيام بواجباته ؟
رابعاً ـ كيف ينبغي أن نعد المعلم ؟



أولاً : الصفات التي ينبغي توفرها في المعلم :

أن المهمة الملقاة على عاتق المعلم هي بكل تأكيد شاقة وجسيمة ، فهي تهدف إلى إعداد الأجيال المتلاحقة ، جيلاً بعد جيل ، اجتماعياً وأخلاقياً وعاطفياً ، والعمل على تهيئة كل الوسائل والسبل التي تمكنهم من تنمية أفكارهم وشخصياتهم بصورة تؤهلهم للوصول إلى الحقائق بذاتهم ، وبذلك يكونون عناصر فعالة ومحركة في المجتمع .
إنها تهدف إلى إذكاء أنبل الصفات والمثل الإنسانية العليا في نفسية الجيل الصاعد وجعلهم يدركون حاجات المجتمع ، ويتفاعلون معه ، من أجل تحقيق تلك الحاجات ، وبالتالي تطوير المجتمع ، ورقيه وسعادته .
أن المعلم يستطيع ، وبكل تأكيد ، أن يؤثر إلى حد بعيد بتلاميذه ، وإن هذا التأثير ونوعيته ، ومدى فائدته وفاعليته يتوقف بالطبع على نوعية المعلم ، وثقافته وقابليته وأخلاقه ، ومدى إيمانه بمهمة الرسالة التي يحملها ، وعظم المسؤولية الملقاة على عاتقه ، فإن كل أعمال المعلم وسلوكه وأخلاقه وصفاته تنعكس تماماً على التلاميذ الذين يقوم بتربيتهم وتعليمهم .وعلى هذا الأساس ينبغي ، إن أردنا النهوض بمدارسنا ومجتمعنا ، أن نحدد الصفات التي ينبغي توفرها في المعلم ، والشروط الواجبة في اختياره ، والتي يمكن أن نحددها بما يلي :-

1 ـ ينبغي للمعلم أن يكون ذا مظهر جذاب ، حيث أن المظهر ، وشخصية المعلم وهندامه تؤثر جميعها تأثيراً فعالاً في نفسية التلاميذ وتجعلهم يقتدون به ، ويتخذونه مثلاً أعلى في مظهرهم وهندامهم وشخصيتهم .

2 ـ ينبغي للمعلم أن يتصف بروح الفكاهة والمرح ، لكي يستطيع جذب انتباه التلاميذ نحوه ، وجعل الدرس محبوباً إليهم ، حيث يندفعون إليه بشوق وسرور لأن نفسيته وروحه المرحة ذات تأثير بالغ على نفوس التلاميذ ، وعلى مدى نجاحه في أداء مهمته في آن واحد ، ولو أجرينا استفتاءاً لدى التلاميذ حول شعبية المعلمين ، والدروس التي يحبونها أكثر من غيرها لتأكد لدينا بشكل قاطع أن المعلمين الذين يتمتعون بهذه الصفة هم على قدر كبير من الشعبية وأن دروسهم هي على قدر كبير من الرغبة لدى التلاميذ .

3 ـ ينبغي للمعلم أن يكون حسن التصرف في تربية أبنائه التلاميذ ،وحل مشاكلهم بروية وحكمة ، فالمعلم يجابه خلال عمله كل يوم مشاكل لا حدّ لها ، أخلاقية ، وتربوية وتعليمية ، وإن تذليل هذه المشاكل وحلها يتوقف على أسلوب المعلم وحكمته وحسن تصرفه ولابد أن أشير بهذا الخصوص إلى أن أساليب العنف ضد الأبناء التي تمارس في البيت ، ومنذ الطفولة المبكرة نتيجة الجهل في أساليب التربية تسبب الضرر البليغ لشخصية الأطفال وتخلق لديهم العديد من الصفات السيئة والخطيرة ، كالخوف والانكماش والخنوع ،وضعف الشخصية والتمرد على المجتمع.

4 ـ إن الوعي الاجتماعي لدى المعلم أمر مهم جداً ، ولا يمكن الاستغناء عنه لأي معلم ناجح ، ذلك أننا كما أسلفنا أن عملية التربية والتعليم هي عملية تفاعل اجتماعي تتطلب دراسة وفهم المجتمع دراسة وافية ، والتعرف على ما يعانيه مجتمعنا من مشاكل وعيوب ، وكيف يمكن معالجتها وتذليلها.
إن كل معلم يعزل نفسه عن المجتمع ، ولا يشارك في فعالياته ومنظماته الاجتماعية ، لا يمكن أن يكون معلماً ناجحاً .

5 ـ أن على المعلم أن يكون محباً لتلاميذه ، متفهماً لحاجاتهم وسلوكهم ، والعوامل التي تحدد هذا السلوك وتتحكم فيه ، واعني بها الدوافع الإنسانية [ الغرائز ] ، ذلك أن الغرائز هي التي تحدد سلوك الفرد ، خيراً كان أم شراً ، وهنا تبرز أهمية المعلم ودوره في صقل تلك الغرائز ، وتوجيهها الوجهة الصحيحة الخيرة ، حيث أن الغرائز لا يمكن أن تقهر ، بل يمكن السمو بها إذا ما عرفنا كيف نتعامل مع أبنائنا التلاميذ ، ولاشك أن المعلم يستطيع صقل هذه الغرائز إن هو أدرك حقيقتها ، ومدى تأثيرها في سلوك أبنائنا التلاميذ ، وعلى العكس من ذلك نجد هذه الغرائز إذا تركت وشأنها فكثيراً ما توجه صاحبها الوجهة الضارة الشريرة . إن غريزة التنازع على البقاء كانت تعني في المجتمعات المتخلفة البقاء للقوي والموت للضعيف ، غير أنه بفضل التطور الحاصل في المجتمع البشري على مدى العصور ، وبفضل ما توصل إليه العلم والعقل الإنساني يمكن أن تكون صراعاً ليس بين إنسان قوي وآخر ضعيف ، أو أمة قوية وأخرى ضعيفة ، بل بين المجتمع الإنساني ككل وبين الطبيعة ، من أجل تهيئة كل الوسائل والسبل للسمو بمستوى حياة الإنسان المادية والمعنوية ، فكل تطور في ميادين العلوم والصناعة والزراعة ، وكافة مجالات الحياة الأخرى يهيئ ، ويوفر كل حاجات الإنسان ومتطلباته .

6 ـ ينبغي للمعلم أن يكون ميالاً للتجدد والتطور بشكل مستمر ، حيث أن الأساليب التربوية قد تطورت تطوراً كبيراً عما كانت عليه في الماضي ، فلا يوجد شيء في الوجود بحالة ثابتة جامدة ، بل إن كل شيء في حالة تغير وتطور مستمر ، ولابد للمعلم ، أن هو أراد النجاح في عمله ، أن يطور نفسه ، ويطور معلوماته ، ويجددها باستمرار ، عن طريق التتبع والمطالعة ، والوقوف على أحدث النظريات التربوية ، وتجارب الآخرين في مضمار العلم والثقافة ، والوقوف على آخر التطورات الحاصلة في عالمنا في شتى شؤون الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية .
إنه من المؤسف أن نجد الكثير من المعلمين ينتهي من الدراسة والتتبع حال استلامه شهادة التخرج ، فكأنما قد بلغ درجة الكمال ، وكأنما العلم والمعرفة قد انتهيا عند هذا الحد .

لنسأل أنفسنا :

كم كتاباً يقرأ كل معلم خلال السنة ؟
كم محاضرة تربوية ألقيت في كل مدرسة خلال السنة ؟
كم دورة تربوية وثقافية نظمها الجهاز التربوي للمعلمين ؟
وبالتالي كيف يمكن للمعلم أن يكون متجدداً ومتطوراً إذا لم يواكب التطورات الحاصلة في المجالات التربوية والاجتماعية في شتى بقاع العالم كي ينهل منها ،ويطور معارفه بما يخدم العملية التربوية .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
الرد مع إقتباس
  #35  
قديم 27-09-2005, 05:36 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

ثانياً : كيف ننهض بمستوى المعلم :

إن النهوض بمستوى المعلم منوط بلا أدنى شك بوزارة التربية والتعليم، فإن بإمكانها الارتفاع بمستوى المعلم وتجدده وتطوره وذلك عن طريق السبل التالية :

1ـ فتح دورات تربوية وتثقيفية للمعلمين كل سنة ، لتنمية وتجديد معلوماتهم في كافة مجالات الحياة المختلفة ، بشكل تجعل المعلمين يندفعون إلى الدخول بهذه الدورات عن رغبة وارتياح ، وذلك بمنح المعلمين المتفوقين امتيازات خاصة .
ومن المستحسن جداً الأخذ بنظام المعلم الأول ، حيث تكون مهمة المعلم الأول للمادة في المدرسة بالإضافة إلى التعليم ، القيام بالأشراف التربوي والتعليمي على عمل معلمي نفس المادة والطلاب معاً ، وبهذا الأسلوب نستطيع أن نخلق في نفوس المعلمين الرغبة في الانخراط في هذه الدورات ، والنجاح فيها ، وفي التنافس فيما بينهم في مجال عملهم الوظيفي .
أن عنصر الرغبة هام جداً في تحقيق ما تهدف إليه هذه الدورات ، وبدونها لا يمكن أن نحقق التجدد والتطوير المنشود لمعلمينا ، وبالتالي تصبح الدورات هذه مضيعة للوقت والجهد والمال .

2 ـ مساعدة وتشجيع المعلمين في الدخول إلى الكليات المسائية ، والعمل على إيجاد وتشجيع الدراسة بالمراسلة في هذه الكليات ، ولاشك أن ألوفاً من المعلمين سوف يندفعون للدراسة والتتبع بسرور واشتياق ، وخصوصاً العاملين منهم في القرى والأرياف ، حيث الفراغ الهائل الذي يعانون منه هناك .

3 ـ ضرورة قيام وزارة التربية وجهاز الأشراف التربوي بإعداد الندوات التربوية للمعلمين ، وجعلهم يقفون على آخر التطورات الاجتماعية والتربوية في مختلف بلدان العالم من جهة ، والوقوف على نماذج من الأساليب التربوية والخبرات والتجارب التي حصل عليها المعلمون خلال عملهم ، وعلى نماذج للمشاكل التي يصادفونها في المدرسة وطرق وأساليب علاجها .

4 ـ ضرورة عقد ندوات شهرية يساهم فيها المعلمون والأباء ، وتطرح خلالها القضايا التربوية التي تجابههم سواء كان ذلك في البيت أو المدرسة ، وطرق علاجها ، على أن تقدم كل مدرسة خلاصة البحوث والمناقشات والنتائج التي خلص إليها المجتمعون والمجتمعات في هذه الندوات ، وإرسالها إلى إدارات التربية التي عليها إعداد جهاز خاص ذي قدرة وقابلية على دراسة تلك المحاضر وتنسيقها ، بغية الوقوف على كافة الجوانب السلبية والإيجابية في أوضاع مدارسنا وطلابنا وطالباتنا ، من أجل معالجة علمية لجوانبها السلبية ، وتعميق وتعميم جوانبها الإيجابية ، وبذلك تساهم مساهمة فعالة لا في رفع مستوى المعلم والمعلمة فحسب ، بل وفي رفع مستوى الآباء والأمهات أيضاً .

5 ـ ضرورة خلق الروابط والاتصالات ، وتبادل الخبرات بين المعلمين في مختلف بلدان العالم بغية الوقوف على احدث الأساليب التربوية والتعليمية التي تنتهجها ، وكيف تعالج هذه البلدان مشاكل المعلمين والطلاب في آن واحد .

***

7 ـ إن تحديد عدد الحصص التي يقوم بتدريسها المعلم من جهة ، وتحديد عدد طلاب كل صف من جهة أخرى أمران هامان يؤثران تأثيراً بالغاً على إمكانياته وكفاءته ورفع مستواه . أن حشر العدد الكبير من الطلاب أوالطالبات في صف واحد ، وإرهاق المعلم أو المعلمة بالحصص سيقلل حتماً من نشاطهما وحيويتهما من جهة ، ولا يتيح لهما فرصة العمل المثمر ، والتتبع والدراسة وتطوير قدراتهما ، وقابليتهما من جهة أخرى .
لقد أدركت الدول المتقدمة أهمية هذه النقطة فسعت إلى تقليص عدد طلاب الصف إلى أدنى حد ممكن ، وكذلك قلصت عدد الحصص الأسبوعية لكل معلم ، ليتمكن من أداء واجبه على الوجه الأكمل .
غير أن الحال في مختلف الدول النامية ودول العالم الثالث مختلف تماماً ، فالمعلم والمعلمة مرهقان جداً ، والصفوف لا تكاد نجد مكاناً للمرور فيها حيث حُشرت فيها أعداد كبيرة من الطلاب أوالطالبات ، بحيث أصبح من العسير على المعلم والمعلمة التفرغ لهم ، وحتى معرفة أسمائهم وحفظها ، كما أصبح من العسير عليهم إعطاء الواجبات البيتية وتصحيحها على الوجه الأكمل ، وأصبح من العسير أيضاً دراسة مشاكل الطلبة وحلها بشكل تربوي سليم ، فكيف يستطيع المعلمون والمعلمات أداء واجباتهما على الوجه الأكمل إذا كان الصف الواحد قد حُشر فيه أكثر من خمسين طالب أوطالبة ،إن 20 ـ24 طالباً أوطالبة في كل صف من جهة ، و18 ـ20 حصة للمعلم أوالمعلمة من جهة أخرى كفيلان برفع مستوى المعلم والتعليم والتربية على حد سواء .

***

9 ـ إن جهاز التعليم يضم في صفوفه عناصر غير جديرة بأي حال من الأحوال للقيام بهذا الواجب المقدس ، بل على العكس من ذلك فإن وجودهم وبقائهم فيه خطر كبير على عملية التربية والتعليم ، ولأجل معالجة هذه الأمور الحساسة ينبغي لوزارة التربية القيام بما يلي :

أ ـ تطهير جهاز التعليم من كافة العناصر الخاملة والكسولة ، والتي يثبت فشلها ، ونقلهم إلى وظائف أخرى .

ب ـ هناك عناصر لا يشجع سلوكها وأخلاقها على البقاء في سلك التعليم ، وينبغي التخلص منها إن سلك التعليم ينبغي أن لا يفتح أبوابه إلا لمن اتصف بأسمى المثل الإنسانية ، والأخلاق الفاضلة ، لأن التلاميذ يقلدون معلميهم في أعمالهم وسلوكهم وتصرفاتهم ، وكما أسلفنا فإن عملية التربية ما هي إلا عملية تفاعل بين المعلمين والتلاميذ ، وما العادات والأخلاق ، والتصرفات التي تظهر لدى التلاميذ إلا انعكاساً لعادات وتصرفات وأخلاق مربيهم سواء كان ذلك في البيت أم المدرسة.

ج ـ هناك العديد من المعلمين الذين بلغوا من العمر حداً جعل طاقاتهم للعمل محدودة ، وبالتالي عجزوا عن القيام بواجباتهم التربوية بالشكل الذي يؤمن الفائدة المرجوة ، لذلك فإن من الأفضل إحالتهم على التقاعد دون إبطاء ، مع تكريمهم بالشكل الذي يستحقونه ، جزاء ما قدموه من خدمات لأبناء شعبهم ووطنهم ، وليحل مكانهم العناصر الشابة الكفوءة كي يستطيعوا حمل الرسالة بجد ونشاط .

في هذا الرد بعض التصرف

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
الرد مع إقتباس
  #36  
قديم 27-09-2005, 05:44 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

ثالثاً ـ كيف ينبغي أن يقوم المعلم بواجباته :

لكي يستطيع المعلم أداء واجباته على الوجه الأكمل ، ولكي يحصل على نتائج مسرة في عمله ، ينبغي له أن يضع نصب عينيه ما يلي :

1 ـ ينبغي أن يدرك المعلم أن واجبه الأساسي هو التربية قبل التعليم ، وأن المناهج والكتب المقررة في المدارس ما هي إلا وسيلة يستخدمها التلاميذ لغاية أهم ، ألا وهي النمو العقلي ، والجسمي والعاطفي ، وعلى المعلم والحالة هذه أن يركز جلّ اهتمامه للناحية التربوية ، والعمل على معرفة مشاكل التلاميذ ، ومساعدتهم على حلها والتغلب عليها ، وهذا بالطبع لا يمكن أن يتم إلا إذا شعر المعلمون تجاه تلاميذهم شعوراً ودياً يمكنهم من فهمهم ، ومن غير الممكن تربية التلاميذ وتعليمهم إن لم يشعروا أن المعلم يحترمهم ويعطف عليهم ، ويسعى من أجلهم .
إن الجو الذي ينبغي أن يسود المدرسة هو كجو المستشفيات تماما، حيث الحنان والعطف من لدن الأطباء والممرضات على المريض ، وبذلك نستطيع أن نخلق شباباً لائقاً ، وقادراً على قيادة الأمة والنهوض بها ،فهم بكل تأكيد سيكونون رجال المستقبل .

2 ـ ينبغي للمعلم أن يكون على علم بأن التربية الحقيقية هي التي تقوم على أساس نابع من حاجات التلاميذ الاجتماعية ، وإن إدراك هذه الحقيقة تحتم على المعلم تتبع الأوضاع والأحوال الاجتماعية في البلد من جهة ، وتمكين التلاميذ من دراسة هذه الأوضاع والعمل على تطويرها وتحسينها .

3 ـ ينبغي للمعلم التعرف على تلاميذه في بداية السنة الدراسية ، والوقوف على مستواهم في مختلف المجالات لكي يتمكن على ضوء ذلك من تحديد الموقع الذي يجب أن يبدأ منه ، ويمكن تحديد تلك المجالات بما يلي :
ا ـ التعرف على التلاميذ من الناحية التربوية عن طريق دراسة سلوكهم وتصرفاتهم ، وأوضاعهم في البيت والمدرسة ، والمشاكل التي يعانون منها لكي يستطيع على ضوء ذلك وضع خطة العمل المناسبة لحل مشاكلهم ، وتنشئتهم النشأة الصحيحة .
ب ـ التعرف على مستواهم الدراسي بغية التأكد من أن ما درسوه في السنة الدراسية الماضية قد تم فهمه واستيعابه ، وعلى ضوء ذلك يستطيع المعلم أن يحدد المكان التي يبدأ منها .

4 ـ ينبغي للمعلم أن يكون منتبهاً إلى ضرورة ربط الدرس الجديد بالدرس السابق كي يكون سلسلة متواصلة تسهل على التلاميذ تتبع الموضوع وتفهمه بصورة جيدة .

5 ـ ينبغي للمعلم أعداد خطة فصلية للمنهج الدراسي المقرر ، وخطة يومية للدرس لكي يدخل الصف وهو على كامل الاستعداد لمتطلبات الدرس .

6 ـ ينبغي للمعلم أن يوفق بين قابلية التلاميذ على التعلم ، وسرعة التعلم ، فليس العبرة في كثرة ما يدرّسه المعلم من مواد للتلاميذ ، بل العبرة في الفهم والاستفادة ، فعلى المعلم أن يضع نصب عينيه دائماً الجانب النوعي لا الكمي .

7 ـ ينبغي الاهتمام بالفروق الفردية بين تلاميذ الصف ، حيث أنهم ليسوا على استعداد واحد ، وقابلية واحدة ، وذكاء واحد ، بل أن كل تلميذ يختلف عن الآخر ، وعلى هذا الأساس فأن المعلم لا يستطيع النجاح في عمله إن لم يراعي هذه الفروق الفردية والتي يمكن تلخيصها بما يلي :

ا ـ الفروق الجسمية :
هناك تلاميذ أصحاء ، أقوياء البنية ، جيدو التغذية ، وهناك تلاميذ مرضى ، ضعاف البنية ، سيئو التغذية ، وعلى هذا الأساس ليس من الحكمة معاملة هذين الصنفين معاملة واحدة .

ب ـ الفروق العقلية :
هناك تلاميذ متخلفون عقلياً ، وتلاميذ ضعيفو الذكاء ، أو متوسطو الذكاء ، أو فوق المتوسط ، وهناك شديدو الذكاء ، وعلى هذا الأساس فإن قابلية التلاميذ على التعلم ليست واحدة ، ولابد والحالة هذه من دراسة أوضاع التلاميذ ، وإجراء اختبارات الذكاء للوقوف على مستوى ذكاء كل تلميذ والتي تحدثنا عنها في الفصل الأول .

ج ـ الفروق الاجتماعية والاقتصادية :
إن المعلم يدرك بلا شك أن التلاميذ يعيشون في بيئات اجتماعية واقتصادية مختلفة بعضها عن البعض الآخر ، فهناك تلاميذ يعيشون في بيئة اجتماعية متقدمة ، ويحيون حياة رغيدة ، وتتوفر لهم كل متطلبات الحياة ومباهجها ومسرّاتها .
وهناك تلاميذ كثيرون يعيشون في بيئة متخلفة جداً ، ويحيون حياة بائسة يسودها الفقر والجهل ، فليس من الحكمة والحالة هذه النظر إلى كافة التلاميذ بمنظار واحد ، ولا بدّ من اخذ هذه الأمور بعين الاعتبار ، والعمل على تقديم كل المساعدات الممكنة للطلاب الذين يعانون من المشكلات الاحتماعية والاقتصادية ، وإعطائهم المزيد من الجهد والوقت لتذليل الصعوبات التي تجابههم وتمكنهم من تخطيها .

د ـ فوارق الميول والرغبات الخاصة :
إن هذه الفوارق ذات أثر حاسم في سلوك التلاميذ ونشاطهم المدرسي ، و لابدّ لأي معلم يبغي النجاح في عمله أن يدرس أحوال تلاميذه ويتعرف على ميولهم ورغباتهم ليستطيع على ضوء هذه الدراسة تحديد الاتجاه الذي يمكن للتلميذ السير فيه بنجاح .

7 ـ ينبغي للمعلم لكي يحمل تلاميذه على الانتباه للدرس وفهمه أن يعمل على إفهامهم أهمية المادة التي يدرسونها ، وما تقدمه لهم من فوائد كثيرة ذات تأثير بالغ على مستقبلهم .

8 ـ الثناء على التلاميذ المتقدمين وذوي السلوك الجيد يشجعهم ويدفعهم للاهتمام بدروسهم ، كما أنه يكون حافزاً لبقية التلاميذ لكي يحذوا حذوهم .

9 ـ ينبغي للمعلم أن يعير اهتمامه الكبير للنشاط الذاتي الذي يقوم به التلاميذ أنفسهم ، من تجارب وتطبيقات على ما يدرسونه من دروس ، ويعمل على تشجيعه وتطويره ودفعه إلى الأمام .

10 ـ ينبغي للمعلم أن ينزل إلى مستوى التلاميذ خلال عملية التدريس لكي يتيسر لهم فهم مادة الدرس بصورة جيدة ، فمما لاشك فيه أن مستوى التلاميذ لا يمكن أن يكون بمستوى المعلم .
ومما يؤسف له أن كثيراً من المعلمين لا يلتفتون إلى هذه المسألة ، وينظرون للتلاميذ وكأنهم في مستواهم ، ويحملونهم أكثر من طاقتهم ، مما يسبب لهم النفور من الدرس ، وبالتالي الفشل .

11 ـ إن الدروس النظرية التي يدرسها التلاميذ لا تلبث أن تتبخر من عقولهم إن لم تطبق على الحياة العملية ، لأن التطبيق العملي يرسخ المادة في أذهانهم .

12 ـ على المعلم أن يستخدم السبورة خلال الدرس بشكل فعّال ، وبذلك يشرك حاسة البصر لدى التلاميذ إضافة إلى حاسة السمع ، وطبيعي كلما حاولنا إشراك اكثر ما يمكن من الحواس أثناء الدرس كلما حصلنا على نتائج جيدة ، ورسخنا مادة الدرس في عقول التلاميذ

13 ـ ينبغي للمعلم أن يستخدم وسائل الإيضاح المتوفرة لديه ، ويعمل على توفير ما يحتاج إليه من هذه الوسائل بالتعاون مع التلاميذ ، لأن وسائل الإيضاح تساهم بشكل فعّال في فهم الدرس ، ولاشك أن تطوير مديرية الوسائل التعليمية التابعة لوزارة التربية أمر ضروري جداً لكي تستطيع تقديم أكبر كمية ممكنة من وسائل الإيضاح للمدارس .

14 ـ على المعلم استخدام اللغة الفصحى في شرح المادة للتلاميذ ، على أن تكون الكلمات التي يستعملها واضحة وسلسة ، وطبيعي إن هذا الأمر يسهل على التلاميذ فهم المادة من جهة ، وينمي لديهم قوة التعبير والخطابة من جهة أخرى ، وقد لا أكون مغالياً إذا ما أكدت أن التحدث بغير اللغة الفصحى داخل الصف قد يرتفع إلى مستوى جريمة علمية ، ذلك أن ازدواجية اللغة عامل خطير يحدث اكبر الأثر في نتائجه من حيث القصور في الإفهام وصياغة الجمل والتعبير ، في شتى الدروس ، وإني أقولها مطمئناً أن التخلف العلمي والأدبي لدى التلاميذ وكذلك الخريجين تعود أسبابه إلى ازدواجية اللغة .

15 ـ ينبغي للمعلم أن يخلق وباستمرار الانفعالات السارة في نفوس التلاميذ ، ويسعى بكل طاقته إلى تقليل الانفعالات غير السارة لكي يستمع التلاميذ إلى الدرس بشوقٍ ورغبةٍ . إن خلق الانفعالات السارة لدى التلاميذ يتوقف بالطبع على طريقة معاملة المعلم لهم ، وكيفية معالجة مشاكلهم وأخطائهم وتصرفاتهم ، وعلى المعلم الذي يبغي النجاح في عمله أن لا يلجأ إلى أسلوب الإهانة والحطِّ من نفسية التلميذ فيجعله يحقد عليه ويعزف عن درسه . أن العلاج الإيجابي يخدم المعلم والتلميذ معاً ، ويبعث الارتياح في نفسيهما .

16 ـ ينبغي للمعلم الاهتمام الجدي بالواجبات البيتية وتصحيحها ، ولفت انتباه التلاميذ إلى الأخطاء التي وقعوا فيها وتصحيحها ، وإن عدم الاهتمام بها كما يجب يؤدي إلى نتائج عكسية تماماً فيبقى الخاطئ على خطأه والمهمل على إهماله . وعلى المعلم عندما يعطي الواجب البيتي للتلاميذ أن يضع نصب عينيه ما يأتي :

أ ـ يجب أن يكون الواجب البيتي متناسباً مع مستوى التلاميذ وقابليتهم.

ب ـ يجب أن يكون الواجب البيتي محدوداً لكي يستطيع التلاميذ إنجازه ، فعلى المعلم أن يدرك أن للتلاميذ واجبات أخرى لدروس أخرى .

ج ـ ينبغي توجيه عناية المعلم إلى النوع لا الكم عند إعطاء الواجبات البيتية .

إن من المؤسف حقاً أن نجد الكثير من المعلمين لا يهتمون بالواجبات البيتية ،وكثيراً منهم لا يقوم بتصحيحها ، وأن بعضهم يكتفي بالتأشير على الواجب دون قراءته وتصحيحه ، وطبيعي أن هذا العمل لا يمكن أن يعطينا إلا عكس ما نتوخاه ، فلو فرضنا أن معلم الرياضيات قد أعطى التلاميذ مسائل حسابية كواجب بيتي ولم يقم بتصحيحها فماذا ستكون النتيجة ؟ أنها بلا شك ستكون استمرار الخطأ لدى التلاميذ ، وبالتالي الرسوب والفشل وضياع الجهد والوقت . أن عدم إعطاء الواجبات البيتية لهو خير ألف مرة من إعطائه دون تصحيحه .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
الرد مع إقتباس
  #37  
قديم 27-09-2005, 05:54 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

رابعا : كيف ينبغي أن نعدّ المعلم ؟

إن إدراكنا لعظم الرسالة التي يحملها المعلم ، ومدى عمق التأثير الذي يحدثه في نفوس التلاميذ ، هذا التأثير الذي يحدد بدوره مستقبل الجيل الناشئ، وبالتالي مستقبل الأمة ، يفرض علينا أن نحدد الشروط الواجب توفرها فيمن يروم الانخراط في هذا المسلك ، وحمل هذه الرسالة بأمانة وإخلاص ، كي نستطيع أن نخلق جهازاً تربويا قادراً حقاً على أداء الرسالة .

فما هي الشروط التي ينبغي توفرها لدى الراغبين بهذه المهنة ؟
يمكننا أن نحددها ، على ضوء التجارب التي مررنا بها هذه الشروط بثلاثة أمور أساسية :

1 ـ توفر الرغبة الصادقة للمتقدم لهذه المهنة .
2 ـ الإيمان بهذه الرسالة ، والقدرة على حملها .
3 ـ الإيمان بالأخلاق والمثل الإنسانية العليا .

ولابدَّ لنا أن نوضح هذه الأمور بشيء من التفصيل للتعرف على مدى تأثيرها على العملية التربوية:

أولاً ـ توفر الرغبة الصادقة :

إن من المسلم به أن كل إنسان لا يمكنه أن يحقق نجاحاً تاماً في عمله ما لم تكن له الرغبة الكافية فيه ، لأن الرغبة عنصر حاسم في دفع المعلم إلى التتبع والدراسة ، بغية الوقوف على أحدث الأساليب التربوية من جهة ، والإخلاص في أداء الواجب من جهة أخرى .

كما أن الاندفاع والرغبة تنعكسان بكل تأكيد على التلاميذ الذين يتولى تربيتهم وتعليمهم ، فتدفعه لتحضير مادة الدرس ، ووسائل الإيضاح اللازمة ، ويتعب نفسه من أجل إيصال المادة لهم ، ويهتم بالواجبات البيتية والصفية ، وتصحيحها ، وبذلك ينشّط التلاميذ ، ويجعلهم يقبلون على الدرس بجد واشتياق .

وإن عدم الرغبة ، والعزوف عن هذه المهنة له بالطبع عوامل ومسببات لابدَّ لنا من دراستها ، والوقوف عليها ومعالجتها ، وإذ ذاك نستطيع تهيئة الآلاف المؤلفة من المثقفين الشباب الذين سيندفعون إلى الانخراط بهذه المهنة المقدسة .


ثانياً ـ المنزلة الاجتماعية :

إن المعلم كما هو معلوم ، جندي مجهول في ميدان المعركة التي تخوضها الشعوب ضد الجهل والفقر والمرض، وتربية الجيل الصاعد وإعداده لتحمل مسؤولياته المقبلة ، نعم إنه جندي مجهول بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ، إنه الشمعة التي تحترق لتنير الطريق للأجيال الصاعدة نحو عالم أفضل ، وحياة اسعد وأرفه ، ولقد أجاد الفرنسيون حين وصفو التعليم بأنه {مهنة بلا مجد }، فالمهندس يتحدث عنه الناس بأنه مصمم هذه العمارة ، والطبيب يقولون عنه بأنه نجح في العملية الطبية ، والمحامي برع في تبرئة أو إدانة المتهم ، أما المعلم ...فهو بصمت ... معلم ...!!

وبعد كل هذا يحق لنا أن نتساءل : "هل تتناسب المنزلة الاجتماعية للمعلم وعظم الرسالة التي يحملها ، والواجب الذي يؤديه ؟"

ولاشك أن هناك بوناً شاسعا في المنزلة الاجتماعية للمعلم بين البلدان المتقدمة وبلدان ما يسمى بالعالم الثالث ، فما أكثر ما أهين المعلم في معظم بلدان العالم الثالث ،وأخيراً لا يسعني إلا أن أردد قول المربي الكبير خليل تقي الدين : [ أيها المعلمون حسبكم شرفاً أن العالم من صنع أيديكم ].

ثالثاً : مدى إرضاء الطموح :

طوال حياته من أجل التقدم والسمو ، ولن يتوقف هذا الطموح حتى النهاية .وعلى هذا الأساس يحق لنا أن نتساءل : "إن من الحقائق المسلم بها أن الإنسان ذا طموح لا حد له ، إنه يعمل هل تحقق هذه المهنة لصاحبها الطموح المنشود ؟ "
ونعود فنجيب أن المعلم [ خلق معلماً ويبقى معلماً ] .
إن مسألة إرضاء الطموح هي التي دفعت الكثير من الشباب المثقف القادر إلى العزوف عن هذه المهنة لكننا لا يمكن أن نسلم بهذا الواقع ، بل ينبغي لنا أن نعالجه ، ونعمل ما أمكننا التخفيف من آثاره السلبية إذا ما روعي ما يلي :

1 ـ ضرورة إدخال نظام المعلم الأول في المدارس ، حيث أن لهذا النظام تأثير بالغ الإيجابية في تحفيز المعلم ، وتحسين أساليب عمله ، وجعله يشعر بالتقدم بترقيته إلى درجة معلم أول في المدرسة .

2 ـ ضرورة اختيار مديري المدارس من بين المعلمين الذين اثبتوا جدارتهم في عملهم ، وإخلاصهم في أداء مهنتهم ، وحبهم لأبنائهم التلاميذ ، وبذلك نكون قد حققنا هدفين معاً :

أ ـ اختيار المدير اللائق والجدير ، الذي يعتبر عنصراً هاماً في نجاح المدرسة .
ب ـ شعور المعلم بأن جهوده وأتعابه لم تذهب سدا ،وإنما هي موضع تقدير وتثمين .

3 ـ ضرورة اختيار المشرفين التربويين من صفوف المعلمين الذين مارسوا التعليم والإدارة معاً مدة من الزمن لا تقل عن عشر سنين ، حيث يكونوا قد اكتسبوا خبراً وتجارب جمة ، أدركوا المشاكل والمصاعب التي تواجه المدرسة ، وأساليب حلها ، ذلك أن الذي يعيش مشكلة ما هو أدرى بطبيعتها وطرق معالجتها من أي شخص آخر . إن هذا التدرج في الخدمة التربوية والتعليمية سيثير بلا شك الطموح لدى المعلم .
ولابدَّ أن أشير هنا إلى أن التدرج في الوظيفة ، وفي الترفيع ،ينبغي أن يسبقه اختبار خاص للمرشحين لكي يكون الاختيار دقيقاً وأميناً .

4 ـ إن غاية ما يطمح إليه الإنسان هو أن يحيا هو وأفراد عائلته في سعادة ورفاه ، وإن هذا لا يمكن أن يتم إلا بتأمين القدر الكافي من الدخل الذي يمكّنه من تأمين حاجاته المادية ، فالجانب الاقتصادي له دور حاسم في خلق الرضا والسعادة للإنسان .

في هذا الرد بعض التصرف

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
الرد مع إقتباس
  #38  
قديم 27-09-2005, 05:58 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

إعداد المعلم :

لكي نستطيع أن نعد معلمين أكفاء قادرين على القيام بالمهمة الخطيرة الملقاة على عاتقهم ، ينبغي أن يكون الإعداد شاملاً للجوانب التالية :


1 ـ إعداد تربوي :

ذلك أن المهمة الأساسية للمعلم هي التربية قبل التعليم ، ولذلك فأن التربية عملية شاقة تتطلب من المعلم خبرة كافية تمكنه من دراسة شخصية التلاميذ ، وميولهم ، وحاجاتهم ، بغية إعدادهم إعداداً كاملاً ، نفسياً ، وخلقياً ، ووجدانياً ، وهذا الواجب الخطير لا يمكن القيام به إلا إذا كان المعلم قد أعد الإعداد التربوي اللازم على احسن الوجوه ويتمتع بالمهارات التالية :

1 ـ أن يمثل نموذجاً مناسباً للمهارات الاجتماعية ، والثقافية ، والانفعالية ، والأكاديمية .
2 ـ أن يظهر عدالة ، وحساسية ، وتعاطفاً ، وثباتاً ، وغيرها من القيم الإنسانية الهامة .
3 ـ يعبر عن مشاعر الفكاهة والمرح ، والسعادة ، والحماس في الأحوال المناسبة .
4ـ أن يبقى هادئاً وموضوعياً عند وقوع المشاكل والمواقف الضاغطة
5 ـ أن تكون لديه القدرة على إنشاء علاقات طيبة مع المعلمين الآخرين والإدارة والمهنيين الآخرين .
6 ـ يؤدي الأنشطة المهنية بطريقة أخلاقية


2 ـ إعداد اجتماعي :

لما كان التلميذ كائناً حياً يعيش في بيئة اجتماعية ، ويتعامل معها ، ويتفاعل بها ، فلا يمكن والحالة هذه إغفال علاقته بالمجتمع ، ومدى تأثره به ، ولذلك وجب على المعلم أن يكون ملماً إلماماً تاماً بأحوال وظروف المجتمع ، ومشاكله ، ووسائل التغلب عليها وحلها ، وهذا لا يتم إلا إذا أعدَّ المعلم إعداداً اجتماعياً دقيقاً ،وهذا يتطلب أن يلم إلماماً دقيقاً بأساليب التربية الحديثة وعلم النفس ، وأن يكون مطلعاً على خبر وتجارب ودراسات رجالات التربية لكي يستطيع مجابهة المشاكل التربوية والسلوكية لطلابه بطريقة علمية صحيحة ، والقدرة على تذليلها وعلاجها على الوجه الأكمل ، ولاشك أن هذا العمل ليس بالأمر الهين ، فمهنة المعلم هي من اصعب المهن .


3 ـ إعداد علمي :

إن المدرسة تقدم للتلاميذ المعارف المختلفة ، من لغات ، وعلوم اجتماعية ، وصحية ، وطبيعية ، وفيزيائية ، وغيرها من العلوم الأخرى ، ويقع العبء بالطبع في إيصال هذه المعارف إلى عقول التلاميذ على عاتق المعلم .
وعلى هذا الأساس ينبغي إعداد المعلم إعداداً علمياً شاملاً ، بحيث نمكّنه من تدريس المواد المختلفة للتلاميذ بسهولة ويسر .


في هذا الرد بعض التصرف

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
الرد مع إقتباس
  #39  
قديم 03-12-2005, 12:39 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

الفصل الثامن

الإشراف التربوي

أولاً ـ تطور أساليب الإشراف التربوي .
ثانياً ـ أهداف الإشراف التربوي .
ثالثاً ـ واجبات المشرف التربوي .
رابعاً ـ كيف نستطيع النهوض بجهاز الإشراف التربوي ؟



أولاً ـ تطور أساليب الإشراف التربوي :

تطورت الأساليب التربوية في عصرنا الحاضر تطوراً هاماً جداً قلب المفاهيم التربوية السابقة رأسا على عقب ، فبعد أن كانت المناهج التي تدرس دروساً نظرية تلقن للتلاميذ ، وهي بعيدة كل البعد عن حاجاته وميوله ومشكلاته ، نراها اليوم وقد تحولت إلى مناهج تعي هذه الحقائق ، وتعتبرها أساساً واجباً لا يمكن الاستغناء عنها .

وبعد أن كانت العلاقة بين البيت والمدرسة تكاد تكون مقطوعة ، والمدرسة مستقلة عن المجتمع ، نجدها اليوم وقد حطمت تلك الحواجز اللعينة بين البيت والمدرسة والمجتمع ، وبين حياة التلاميذ داخل المدرسة وخارجها ، فلقد وثقت المدرسة صلتها بالبيت والمجتمع ، وتحولت إلى مركز للإشعاع الثقافي والاجتماعي .

وبعد أن كانت العلاقة بين التلميذ والمدرسة يسودها جو من الخوف والرهبة ، تحولت اليوم إلى المشاركة الديمقراطية والتعاون البناء بين المعلم والتلميذ .

إن كل هذا التطور في أساليب التربية والتعليم لم تأتِ إلا نتيجة حتمية لتغلغل الفلسفة الديمقراطية في التربية . وهكذا فإن هذه التطورات تجعلنا ملزمين بتبديل فكرتنا عن الإشراف التربوي ونظمه وأساليبه ، وإلا اصبح عائقاً يحول دون تطبيق الأساليب التربوية الحديثة في مدارسنا .

إن الإشراف التربوي ينبغي أن يكون خدمة تعاونية هدفها الأول دراسة الظروف التي تؤثر في عمليتي التربية والتعليم ، والعمل على تحسين هذه الظروف وفقاً لما تقضي به الأساليب الناجحة ، لا سيفاً مسلطاً على رقاب المعلمين ، جلَّ غايته تتبع هفوات المعلم ، وإظهار الجوانب السلبية لديه ، والتنكر لكل جانب إيجابي في عمله ، مما يؤدي إلى تحطيم نفسية المعلم ، وإخماد روح العمل والمثابرة فيه .

إن الإشراف التربوي ينبغي له أن يكون مرشداً للمعلم ، وعلى المشرف التربوي التركيز أولاً وقبل كل شيء على الجوانب الإيجابية في عمل المعلم وإطرائها ، قبل التعرض إلى الجوانب السلبية إن وجدت، شرط أن يكون ذلك بأسلوب تربوي لا يمس ، أو يجرح المعلم ، ويثبط عزيمته فتكون النتيجة على عكس ما توخاه المشرف التربوي ، وبهذه الطريقة يدفع المشرف التربوي المعلمين على تحسين أداء عملهم وتطويره ، وليكن معلوماً أن كل إنسان معرض للخطأ ، وأن الذي لا يعمل فقط هو الذي لا يخطأ ، والمهم هنا أن يكون دور المشرف التربوي التنبيه إلى الأخطاء بأسلوب مهذب ،ومساعدة المعلم على تجاوزها دون ضجيج.

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
الرد مع إقتباس
  #40  
قديم 03-12-2005, 12:42 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

ثانياً - أهداف الإشراف التربوي :

يمكننا تحديد أهداف الإشراف التربوي في الأمور التالية :
1 ـ توجيه المعلم وإرشاده ، ومعاونته على فهم خصائص نمو الأطفال ، وحاجاتهم ، وطرق إشباعها ، ووسائل حل مشاكلهم المختلفة بالأساليب التربوية الحديثة .

2 ـ إشعار المعلم بأنهما زميلان ، مهمتهما التعاون على تحقيق أهداف المدرسة ، في جو من الاحترام المتبادل ، فذلك وحده كفيل بإيجاد جو من التعاون الخلاق بين المعلم والمشرف التربوي، يستطيعان بواسطته معالجة كل ما تجابه المدرسة من مشاكل بيسر وسهولة .

3 ـ جمع الخبرات الجيدة التي يحصل عليها من خلال عمله كمشرف تربوي ، وتعميمها على المدارس للاستفادة منها ، ذلك أن المشرف التربوي بحكم عمله ، واتصاله بالمعلمين ، والاستماع إلى طرق وأساليب تربيتهم وتعليمهم ، يحصل على مجموعة من الخبرات والتجارب التي يمكن الاستفادة منها حين تعميمها .

ولابد للمشرف التربوي من عقد اجتماعات واسعة للمعلمين ، لا أن تقتصر زيارتهم في الصف لبضع دقائق لا غير . إن بضع دقائق يزور بها المعلم أثناء الدرس لا يمكن له أن يقف خلالها على مدى الجهد الذي يبذله المعلم ، ولا الوقوف على المشاكل التي يجابهها هو وتلاميذه على حد سواء ، وبالتالي لا يمكن أن يكون التقرير الذي يقدمه عن المعلم دقيقاً ومنصفاً .

4 ـ تيسير نجاح المعلم في تحقيق رسالته، عن طريق إيجاد فرص للتدريب ، والاتصال بالحياة ، والقضاء على العزلة الفكرية لدى المعلمين .

5 ـ خلق جو من التفاهم والاحترام المتبادل بين المعلم والمجتمع ، وهذا العمل يتطلب من المشرف التربوي الإلمام بظروف المدرسة والمجتمع ، كي يتمكن من إقناع الطرفين أن عملية التربية والتعليم تخص كلاهما ، وأن النجاح يتوقف على تعاونهما .

6 ـ تبيان أحسن الطرق والأساليب للمعلم في عرض مواد الدرس على التلاميذ ، وطرق ربطها ببعضها ، بحيث تتلاءم وعقول التلاميذ ، وتتناسب ومستوياتهم ، وتثير فيهم الاندفاع الذاتي وتشبع ميولهم ورغباتهم .

7 ـ التعرف على مستوى التلاميذ في جميع النواحي ، الشخصية ، والعلمية ، وتتبعه ، والإسهام في رفعه والسمو به ، ومن المؤسف أن نجد الكثير من المشرفين التربويين لا يهتمون إلا بالمستوى العلمي ، سواء كان ذلك بالنسبة للمعلم أو التلاميذ ، أما النواحي الأخرى ، والتي هي أكثر أهمية من تلقين التلاميذ لمواد معينة ، فتلك مسألة لا تستحق أي اهتمام !! .

8 ـ دفع المعلم إلى دراسة المناهج والكتب المدرسية المقررة ونقدها ، وتبيان جوانبها الإيجابية والسلبية ، وطرق معالجتها ، وبذلك يتحرر فكر المعلم من القيود البالية ، وتجعله يشعر بأنه مساهم فعّال في وضع المناهج وتطويرها .

إن هذه هي أهم الأهداف التي ينبغي أن يحققها المشرف التربوي الناجح ، والتي بواسطتها يمكن النهوض بالمدرسة من جهة ، وإمكانات المعلم من جهة أخرى .

.. يتبع ..
__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م