مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 12-06-2007, 11:20 PM
كريم الثاني كريم الثاني غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
المشاركات: 150
إفتراضي نذار جديد من إعصار "غونو"

إنذار جديد من إعصار "غونو"





فهمي هويدي

أستغربُ صمت الإعلام العربي على الزيارة غير المرحب بها، التي قام بها إعصار غونو لسواحل الخليج. وأرجو أن يكون التفكر والتدبر هو الدافع إلى ذلك الصمت، وليس الذهول أو التستر.

وأياً كان السبب، فإنني أزعم أن موضوع الزيارة التي فاجأنا بها الإعصار ينبغي أن يؤخذ على محمل الجد، لأنها تبعث إلينا برسالة يجب أن نتسلمها وأن نقرأها جيداً. لكي نستوعب مضمونها ودروسها قبل فوات الأوان.

قبل كل شيء ينبغي أن نحمد الله على أن الإعصار لم يكن بقوة ولا وحشية الإعصارين تسونامي وكاترينا الشهيرين اللذين ضربا السواحل الآسيوية والأمريكية قبل سنتين، وأحدثا خرابا ودمارا واسع النطاق لم يتم التعافي من آثاره حتى هذه اللحظة. صحيح أن سلطنة عمان أوذيت إلى حد ما، كذلك إيران، ولكن ذلك الأذى لا يكاد يُقارن مع ما خلفه الإعصاران سابقا الذكر. إذ أن التقارير والتصريحات الرسمية العمانية تحدثت عن مصرع 49 شخصاً، واعتبار 27 آخرين في عداد المفقودين.

كما أنه دمر الطرق الرئيسية والجسور التي تربط الولايات الشرقية بالعاصمة مسقط، وسبَّب فيضانات وانهيارات أرضية. وفي الوقت ذاته فإنه أثَّر على صادرات النفط الخام من ميناء الفحل. وأوقف تصدير الغاز في ميناء صور، وتسبب في إغراق عدد محدود من القرى. وحين وصل الإعصار إلى جنوب إيران فإن قوته كانت قد هدأت نسبياً، ولم يتجاوز ضحاياه 12 قتيلاً وتسعة مفقودين، وأدت السيول إلى تشريد 40 ألفاً من سكان أربعة أقاليم، تضررت فيها الطرق والجسور والمنازل.

وإذ ظلت سواحل الأقطار الخليجية الأخرى بعيدة عن مجرى الإعصار، الأمر الذي أعفاها من آثاره، فتلك نعمة أخرى لا بد أن نحمد الله عليها، ونشكره إذ جنبها المكروه الذي أصاب غيرها. ومن الحمد والشكر أن يتعظ الجميع ويتحسبوا لوقوع مثل ذلك الاحتمال في المستقبل. على الأقل من حيث أن التجربة أثبتت أن منطقة الخليج ليست بعيدة عن مرمى الأعاصير. وأن الذي نجا منها هذه المرة لا يستطيع أن يقطع بأنه لا بد أن ينجو منها في كل مرة. صحيح أن الدراسات تشير الى أن إعصار غونو يظهر كل ثلاثين سنة، لكن هذه تظل ترجيحات علمية ليس مقطوعا بدقتها. وحتى إذا توفرت لها الدقة اللازمة، فإن ثلاثين سنة ليست بالزمن البعيد في أعمار الشعوب وخطط العمل.

ليس سرا أن ظهور بوادر الإعصار أثار قلقاً عميقاً لا يزال مكتوماً في منطقة الخليج بشكل عام، وهذا القلق تزايدت وتيرته خلال اليومين اللذين ضرب فيهما الإعصار السواحل العمانية، لأن أحداً لم يكن مطمئناً إلى مساره أو قوته. وفي حدود علمي، فإن القلق لم يتبدد تماماً، لأن ظهور الإعصار في المنطقة أعاد فتح ملف المخاطر التي تتهدد مشروعات البناء في البحر التي أُنفقت عليها مليارات الدولارات، في حالة ما إذا وقعت الواقعة لا قدر الله، وتعرضت المنطقة لإعصار مماثل في أي فترة زمنية قادمة.

إنني أستطيع أن أتفهم الأسباب التي دعت إلى تضييق دائرة مناقشة الموضوع، والحذر الشديد في تناوله، لكنني مقتنع بأنه ليست هناك مصلحة في تجاهل الملف أو إغلاقه. هذا إذا استثنينا مصالح الشركات التي وقفت وراء مشروعات البناء في البحر، وبالغت في إغراء الناس بتملك الوحدات السكنية وسط المياه، كما بالغت في طمأنتهم إلى أنها اتخذت كافة الاحتياطات لضمان سلامة المباني.

كنت قد كتبت أكثر من مرة قبل عامين، داعياً أهل الخليج إلى الانتباه إلى مخاطر البناء في البحر والمغامرة بدفن مليارات الدولارات في أعماقه. وكانت إحدى تلك المقالات تحت عنوان "رسالة كاترينا إلى عرب الخليج"، وفيه ذكرت أن ذلك الإعصار بعث برسائل عدة إلى كل الدول المطلة على السواحل، خصوصاً تلك التي تقع تحت سطح البحر. وكانت هولندا في مقدمة تلك الدول، إذ ما برحت تتحسب لهياج البحر الذي قد لا تستطيع مقاومته في ظل العواصف الشديدة أو الأعاصير. وقد مرت بتجربة مؤلمة سنة 1953 وصل عدد ضحاياها إلى 1500 شخص. فما كان من الحكومة إلا أن وضعت خطة لمدة 30 سنة ـ تكلفت 3 مليارات دولار ـ لتعزيز قدرات الجسور وتشييد شبكة ضخمة من القنوات والجزر الصناعية، إضافة إلى إقامة أكثر من 60 ممراً للسيطرة على دخول مياه بحر الشمال وخروجها في المناطق المنخفضة بالأقاليم الجنوبية. وبعد إعصار كاترينا تجدد الحوار بين الخبراء والمسؤولين حول أفضل السبل لحماية الشواطئ وتأمينها ضد التقلبات المناخية المختلفة التي أصبحت تهدد العمران في العالم؛ وفي المقدمة منها ظاهرة الاحتباس الحراري، التي تعد زيادة الفيضانات من نتائجها المباشرة.

قلت في تلك المقالة أيضا إن منطقة الخليج تعيش سكرة البناء في البحر التي بدأت تتمادى ثم كان لها صداها في عدد آخر من دول المنطقة، وهو ما فتح الباب واسعاً لإنفاق مليارات الدولارات واستنزاف أموال شريحة واسعة من البشر وإغراقهم في الديون، بدون انتباه إلى أن ذلك كله بمثابة مغامرة ليست دائماً مأمونة العاقبة.

وهذا الذي قلته بعد إعصار كاترينا، كنت قد نبهت إليه في أعقاب إعصار تسونامي الذي أشاع الخراب والدمار في السواحل الآسيوية، وساندني في هذه الدعوة بعض الخبراء العرب الغيورين على مصالح الأمة ومواردها، والذين أزعجتهم هرولة من يملكون ومن لا يملكون نحو إلقاء أموالهم في البحر، استجابة لإغراء شركات الاستثمار، التي ما برحت تدغدغ مشاعر الناس وتشجعهم على الانتقال من حياة البر والاستمتاع بالحياة وسط مياه البحر وهي العملية التي تتكلف مبالغ طائلة، تصل إلى عشرة أضعاف تكلفة البناء في البر، ومساحات شاسعة للغاية في منطقة الخليج، وهي أحوج إلى التعمير من غيرها.

وقتذاك نظمت شركات الاستثمار التي تبنت مشروعات البناء في البحر حملة دعائية واسعة النطاق، استهدفت إقناع الممولين بأن الأمر خضع لدراسات مكثفة حصنت كل المشروعات ضد مختلف الاحتمالات والتقلبات. وهذا صحيح بدرجة نسبية، لأنه أياً كانت الدراسات التي تمت فهي لا تستطيع أن تقطع بان نسبة المغامرة غير موجودة. والدليل على ذلك أن مفاجأة إعصار غونو لم تكن في الحسبان، لا في توقيته ولا في مساره ولا في درجة قوته. ورغم أن الخبراء الذين ساندوا تلك المشروعات لهم حججهم القوية فيما يدعونه، إلا أن هناك خبراء آخرين لهم وجهات نظر معاكسة تدحض الحجج التي يسوقونها، وتحذر من المضي في ذلك المسار كله.

وقتذاك أيضاً دعوت إلى تنظيم عقد لقاء بين الخبراء أنصار البناء في البحر ونقاده، يبسط فيه كل طرف حججه ويتناقشون فيما هو مختلف فيه وما هو محل لبس أو اشتباه، بحيث يخلصون إلى اتفاق يطمئن الجميع. لكن الفكرة لم تلق ما تستحقه من حماس من جانب أصحاب مشروعات التمدد في البحر، والذين تحقق لهم تلك المشروعات مكاسب خرافية، تصم آذانهم عن أي دعوة للمراجعة أو إعادة النظر في خططهم.

الأمر اختلف الآن، أو أنه يجب أن يختلف، لأن المخاوف التي عبر عنها بعض الخبراء قبل سنتين، أصبحت تتردد الآن على ألسنة الممولين في منطقة الخليج الذين فوجئوا بهجوم الإعصار، والدمار النسبي الذي ألحقه بالسواحل العمانية والإيرانية. ولا بد أن بعضهم أصابه الفزع إذا ما خطر بباله احتمال أن يمر الإعصار على ساحل دولة الإمارات مثلاً، وهي التي كانت رائدة في حملة البناء في البحر، وما زالت تواصل إقامة مشروعاتها وسط مياهه.

لا أعرف كيف يفكر أهل القرار في الموضوع. ولا أستبعد أن يساورهم القلق الذي تسرب إلى نفوس الكثيرين. لكني أجدد التحذير من المضي في هذا الاتجاه، داعياً إلى وقفة لاستيعاب الرسالة الثالثة التي حملها إلى الجميع إعصار غونو، بعد رسالتيّ تسونامي وكاترينا.

أذكر في الختام بعبرة رمزية أشرت إليها من قبل تقول إن فيضاناً اجتاح بلدة حتى أغرق شوارعها بالماء، الذي ظل يتدفق طوال الوقت على نحو أثار فزع الناس الذين كانوا يرقبون ارتفاع منسوب المياه، فما كان منهم إلا أن استعانوا بالقوارب للنجاة من الغرق. وكان في طرف البلدة راهب يعيش في بيت زحفت نحوه المياه، الأمر الذي دفع الراهب إلى الخروج إلى الشارع لاستطلاع الأمر. وهو في وقفته اقترب منه صاحب أحد القوارب ودعاه إلى الركوب معه قبل أن يجرفه الطوفان. ولكن الراهب تمنع ورفض، قائلاً إن الرب هو الذي سيتولى إنقاذه.

فتركه الرجل ومضى، ثم تقدم نحوه قارب آخر، ودعاه صاحبه إلى الركوب معه، بعد أن لاحظ أن المياه غطت بعض جسمه، فاستمر الراهب في رفضه، محتجاً بأن الرب سوف ينقذه. وجاءه ثالث فلقي نفس الرد. كل ذلك ومنسوب المياه يعلو ويعلو حتى غرق صاحبنا، وصعدت روحه إلى السماء، حيث استقبلها أحد الملائكة فقالت للملك معاتبة: هل يعقل أن يترك الراهب للغرق لأنه رفض أن تمتد إليه يد البشر بالإنقاذ، في حين أنه كان واثقاً من أن يد الرب هي التي ستنقذه؟ عندئذ قال الملك: إن الله بعث إلى صاحبك بمن ينقذه ثلاث مرات، ولكنه فوَّت كل فرصة للنجاة أتيحت له. فكان لا بد أن يغرق في النهاية، لأن الله لا يجامل المغفلين!



أذكر في النهاية بأننا تلقينا حتى الآن ثلاثة إنذارات، الأول مع إعصار تسونامي، والثاني مع إعصار كاترينا، والثالث تسلمناه بعد الوصول مع إنذار غونو.. ولا تعليق!



*نقلاً عن صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية


http://www.alarabiya.net/views/2007/06/13/35439.html
  #2  
قديم 13-06-2007, 12:00 AM
غــيــث غــيــث غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الخيمة العربية
المشاركات: 5,289
إفتراضي

شكرآ اخي كريم على هذا النقل وأتفق مع الكاتب الكبير فهمي هويدي

وأعتقد أن هذا الإعصار كان مباغتآ وغير محسوب توقيته وآثاره

ولذلك كانت صدمة إنعدمت معها كل سبل التعامل وأصابت الدولة وبقية المنطقة

بما يشبه الذهول لهول المصاب وحجم الخراب الذي لم يزل لم تعرف آثاره...

الكاتب القدير لم يتطرق لكوارث أخرى طبيعية ربما تهدد المنطقة الى جانب الكوارث

التي من صنع الإنسان التي تمثل الحروب والقلاقل الدائمة في المنطقة وهي معلومة

ونضيف اليها كوارث نووية محتملة قد تعصف بالمنطقة مع هذا السباق المحموم على

إمتلاكها أضف الى ذلك التلوث البيئي والتزايد السكاني والجذب الصناعي المهول ...

كوارث طبيعية مثل الزلازل موعودة بها هذه المنطقة وهناك دلائل ومؤشرات على حدوثها

إذا لابد لهذه الدول مجتمعة أن تحسب حساب كل هذه المتغيرات المفزعة ولاننسى أن نذكر

أن كل شئ له ثمن وأسباب ليس أقلها أن إسلامنا أيضآ يتعرض لهزات نخشى أن تكون

هذه المسببات هي لتلك الأسباب .... حمانا الله وكل المسلمين من غضب الله وشديد عقابه

والله المستعان
__________________
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م