واجبات المسلمين تجاه أمتهم

[الخطاطبه]

.
- إن رب هذه الأسرة باراً بوالديه مقيم الصلاة مثال المسلم الحق يقتـدي بــه أهله لا يجدون عليه ثغرة بل انه قدوة حسنة لهم .
- إن رب هذه الأسرة علم أنه فرض عليه أن لا يدع أمواله في الخارج بل أقام المشاريع التي تقوي دول المسلمين ولو قلت المرابح أو حتى انعدمت , فيكفيه أنه قد حرم أعداء الإسلام الاستفادة من تشغيل أمواله وباعد بينه وبين دنس بنوك الصليبيين وعمل على تقوية اقتصاد دول يحيا بها أكثرية مسلمة , وعلم بنيه أن نعمة المال وكثرته في الدنيا تحتاج لحسن التصرف به على هدي الشرع الحنيف للبعد عن غضب الله تعالى والعمل ليوم الحساب الذي لابد آت .
- إن رب هذه الأسرة سار على درب النور فلن يخيب بل سيهتدي لما قصـــر بـــه , سيكون سعيه كله فلاح ونتيجةً مباركة بإذن الله , فرب الأسرة هذا تعب على تربيــة أسرته , لن يجد من بنيه من يعقه في مكبره انه يضــع طيــب الــرزق الذي جناه بالحلال والجهد والعمل في أجساد طيبة تنبت على النهج الطيب لا نــدم ولا فجـور, فلن ينبــت نبـاته إلا طيبـا .
فكم الفرق شاسع بين من أحسن التربية والوجهة ودقق ولاحـظ واجتهــد ولم يترك موقف يحتاج لتوجيه لأبنائه إلا أحسن استغلاله وكان بين الشدة واللين , وبين ذاك رب الأسرة الذي غرته حياة الدنيا فكان أولاده محرومين من تعليمه وتوجيهه لـــهم وتربـيتهم التربية الصالحة , فتكون النشأة على جهل وبعد عن الله تعالى وتعاليمه فيكون , كـل ما جنــــاه من مال وزرع وعمار ودور في هذه الدنيا الفانية وأرصدة في البنوك مهددة بالزوال على يدي أحد أفراد أسرته لغـلبة الشيـــطان على تسيير أمور أسرته , فتكون لحظة طيش أحد أبنـاءه في لعبـة قمار أو فقدان عقله بالخمر والمخدرات فيبيع الغالي بالرخيص ويكون من الخاسرين في الدنيا والآخرة .
فاتعظ وأعلم أن طريق النور أولى والهـــدى أكمـل وأتم , وأن العاقبة للمتقين وما تغني بهرجة الدنيا وزينتها وزهو قوة وتمكـن في الأرض مـــن الله شــيء , فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان ذكر وأنثى يعلم ما توسوس فيـه نفسه وما يدبر , يعلـم جل وعلا ما يناسب هذا المخلوق وما هو أفضل نهج وطريـق ليكــوـن بألف خيــر ,
فكانت سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من قول وعمل وإشارة هي نهج الحياة الأمثل والأفضل لشخص المسلم على هـذه الأرض , وأمرنا أن نتبع هذا النهج لنكون على خير , من الناجين من نار جهنم إلى جنـــــات الخلــد برحمة الله وعفــوه .
فأجب الأمر وانضبط أيها الإنسان لأمر رب الكون خالقك , بالالتزام بما شـرع القرآن الكريم والانتهاء عما حرم ونهى و سنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هي الفيصل والمنجى .
كم من ولد جهل على والديه وجعل حياة والديه جحيــــم , كم من جريـــمة مخالفة لشرع الله اقترفت من جراء إهمال الوالدين بالأمانـة الموكلــة إليهما بتربية الأسرة تربية طيبة , حيث لم ينشأ النشأة الصالحة السوية , كم من عائلة قطعت أوصالهـا ودمرت وهوت لعدم تأسيسها على قواعد تربوية إسلامية صحيحة .
- لقد أصبح رب الأسرة الذي أحسن التربية بعد حين من الزمان تبعاً لأحـد قادتها الشبان الجدد , لقد شبت شجيراته التي غرسها منذ سنـــوات وسقاهــا بتوجيهـات وهدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم المبينة في كتــب الحديث والسنة النبـوية المطهرة ومن كتاب الله تعالى الذي يتلــــوه جــــوف الليل وبعد الفجر وكل حين يتسنى له متـــدبراً آياته داعياً الله تعالى بكل خير .
إن وجهه يتهلل فرحاً كلمـا رأى غراسه تطبق ما أنشأها عليـه , كلمـا أثمـرت ثمرة طيبة , فقد نجح وأفلح فمن أنشـأ فتيانه على التقى وشرع الله تعالى اتقوا الله به عند المشيب والمكبر ورفعوه إلى مكانــه دوماً علياً مطاع القول علمــاً لهــم ومرشــد .
فكيف مـــــن شب على التقى أن يضيع دينه ويجهل ؟
- رب الأسرة ما زال يقظاً حارساً على ما بنى في نفــوس أبناء عائلته لا يترك
فرصة تفوته إلا يرشد ويعلم ولا عطلة مدرسة إلا يضع من أبنائه تحت يد معلم
في صنعة يعلمه النجارة أو العمارة أو السباكة أو الخراطة فيسهــل عليهم ما
هو صعب حين المكبر ويجعلهم على علم بكل أمر من أمور الحياة تحـت إشرافه وعلمه, فاصنع لنفسك أخي المسلم أسرة قدوتها محمد صلى الله عليــه وسلم تكون الأسعــــد في الدنيا والآخرة برحمة الله تعالى .
- إن رب الأسرة علم أن لوالديه وبرهما واجب قبل بنيه , وصلـة أرحامــه وود أقاربه , أمر بهم الشرع الحنيف فوفى بهما على أحسن وجـه , وليــست صلة الرحم تقاس بكم من الهدايا أغدق الفرد , فقد انتشرت العــــادات والتأويـلات الغــريبة على مجتمعنا المسلم فأصبح الأرحام لا توصل إلا بعيد أو مناسبة فقــط , هذا ليس الصلاح والفلاح . كم من أبوين فقدا ولدهما لإهمال تربيته منذ الصغر على هدي سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم بـل كلمــا سنحــت الفرصة وباستمــــرارية لا تحددها شروط وحواجـــز .
الإصلاحات المحيطة للإنسان المسلم
إن المجتمع الذي يحيا به المسلم هو الجسم النابض للأمة الإسلامية , فإذا كان هـذا المسلم وعائلته كخلية رائحتها المسك , على التقوى تنشر الفكر والوعي الإسلامي لما حولها من الأسر قولاً وعملاً , تكون قدوةً حسنةً لما حولها من الأسـر المحيطة بها .
فأذكر وأنا طفل في الثامنة من العمــر , أن أختي الكبــرى كانت تدرس فــي مدرسة مدينتنا الثانوية للبنات , وفي ذلك الزمان اتفقت أختــي مع مـدرس التربية الإسلامية في المدرسة الثانويــة حينه على أن تفصـــل عند الخياطــة الــزي الشرعي الساتر لها ولمجموعة من زميلاتها حيث كان اللباس الدارج تلك الأيام هو القصير من اللباس , ما يسمى بالمنــي جـوب للفتيــات والشارلســتن للشبــاب والشعر الطويل والسوالف والحال كان حال جهــل وانجراف وراء تقليــد ألبسة الفجور والرجعية بكل معانيها بل البهيمية (أهل الغرب) , للصغار والكبار والشباب والشياب , و بالفعـل ارتــدت هـذه الفتيات اللباس الشرعي الساتر فكان جداً غريب بين النــاس فـي هــذه المدينـــة العربية وأصبح الأطفال بعض الأوقات يتبعوهن بالهتاف والحجـارة وصمـــدت الفتيات بوجه التحدي وكن قدوة حسنة لأهل البلاد بأسرها حتى أصبـحــت بعــد مرور السنــوات , أصبحـــت الفتاة التي لا تلبس هــذا اللبـاس المكتمل الشـرعي لا يتقدم أحد من الشباب لخطبتها, لقد قامت هذه الفتيات بإحياء أمـر مــن أوامـــر الله تعالى في كتابه العزيز وكذلك سنة حسنة مع الأسـتاذ الفاضــل الذي لا أذكر أسمه ولكن عمله يعلمه الله تعالى ومسجــل في صحائفه , والفتيــات الباســلات منهن الآن الداعيات ومديرات المدارس , قدوة حسنــة جــزاهـن الله خيــر جــزاء
- إن رب الأسرة المسلمة وزوجته الطاهرة تعاونــا بكل صدق وإيمان بــأن هـذا السبيل هو الحق لا غيره . اقتنعا بما يفعلان وتعاهــدا على ألا يتخاذلا عن ذلـك ولا يغيران نهجهما ليصلا بعون الله بقاربهما الذي يـبحر في بحـر مظـلم لجــــي عواصفه هوجاء ولو بعد صبر طويل ليوصلهـم إلى شاطــئ الأمـــان والنجـــاة والسؤدد , إلى الاهتداء بطريق النور التي رسمها لنــا القرآن الكـريم وسنـة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وآله وصحبه أجمعين.
- فإذا كان المسلم مثالاً للتقوى من صدق وأمانة وإخلاص ووفاء بالعهـد ودقـــة بالموعد , يكن عامل دعوة إلى دين الله تعالى دون أن يعلم, فالدين المعاملة والدين الصدق بالمعامـلــة والمسلـــم مـــن سلـــــم الناس مـــــن يـــده ولـســــــانـــــه .
- فـــــإذا كــان المسلم لطيــف المعاملـــة دمـــث الخلق كــان خيراً لنفسه وأمته,
- فقد كان لخلق التجار المسلمين الذين تعاملوا مع الحضارات الأخرى أكبر الأثر في دخول أمم بأكملها الإسلام دون أدنى عنـــاء ,
فما بال الكثير ممن هداهم الله تعالى لم يجتهدوا على كافــة أوامـــر الله تعالى ورسوله الأمين محمد صلى الله عليه وسلم من دعــــوة لمـــن يحتاجـها وأمــــر بالمعروف والنهي عن المنكر, ما بال مدنكــــم تملؤهـــا الحمــلات التبشيــــرية النصرانية , تنخر عظام وعقيدة شبابكم و فقرائكم وضعفائكم فاكتفيتم بالقعـــــود فتقاعستم عن تقديم جميـــل موعظـــة , من وعيد وتحذيــر من نار السعيـــــر وجهنم التي تنتظر المقصرين الهاجرين لعبــادة الله تعالى وبيـــن ترغيـــب بجنــــات النعيم وما فيها من خير وفير لا عيــــن رأت ولا أذن سمعـــت وحــور عيــــن كأمثال اللؤلؤ المكنون لقوله تعالى :

( سورة النحل الآية ( 125)
- ما بال نظام وتوجيه جماعتك أو حزبك أصـبح أولى وأبدى مـــن تطبــيق نص القرآن الكريم وهدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم النبي الذي هـــو وحي يوحــى ,
- لقد اصبح الكثير من أبناء وبنـات المسلمين يعملون لدى مصانع اليهـود أعداء الله ورســـولــــــه , يقتلون شبابنا ويهدمون مصانعنا وبيوتنا ويقصفون مدننا بالطائرات ويغتالون خيرة أبنائنا , ونعمل لديهم ونحتضن مصانعهم ومؤسساتهم ونسوق منتجاتهم ونؤجرهم أخصب أراضينا لعشرات السنين ونفتح لهم أبوابنا على مصراعيها لنكن فريسة سهلة لأطماعهم التي لا تنتهي عند حد , ألا يستطيع مجموعة من أهل مدينتكم , والأثرياء كثيرون لفتح مصانــع بديـلــة يعمل فيها أبناؤكم أيها المسلمون ؟ فتعاونوا على البر والتقوى .
العطار الخطاطبه

[الخطاطبه]

- .
- وليعمل أبناؤكم فالفراغ للشباب غير مناسب فإذا بعض الجماعات الإسلامية لا تحبب التعاون بين المسلمين اقتصادياً متذرعين بالحجـج الواهيـة فالـشــــرع واضح لا لبس به .
- المسلمون علماء وعمال وصناع واقتصاديون وعسـكريون وساســــة ورعــــاة أبقار وأغنام وفلاحين أبرع الزراع , إنكم استدرجتم ونسيتم الجـذور, نســــيتم مـا كان يصنع آبائكم و الجدود , لقد بارت أراضيكم ونسيتم أن آبائكم بأيديهم كانـــوا لها يحرثون , ويزرعونها القمح الإسلامي ليبقى رغيفهــــــم الـــذي يأكـلونــــــه إسلامي نقي حلال , والخيل مربوطة سلالاتها معروفــة و يـوم الغـــارة مـعـــدودة .
وتقولون إن أبناءنا بلا عمل ولا توجد وظائف شاغرة وأراضي الأمة الخصـبـة بالماضي لا حياة فيها اليوم تنتظر أبناءنا الذين بلا عمـل لتوزع عليهـم لتحــرث وتزرع وتغرس . فأين التخطيط الاقتصـادي والاستغـــلال الأمثـــل للـــثروات وطاقات الشباب العاطل بل المعطل عن العمـل ؛ لينحــرف وتتبخــر طـاقــاتــه وقدراته دون فائدة تذكر بل تكون النتيجة عكسية على الشباب الــذي قد اجتهــد حتى حصل على الشهادات الجامعية , ومنهم مــن كلــف أهلــه المبالــغ الطائلــه ليدرس وينهي الجامعة وتكون النتيجـة إن لا مجــال له للعمـل , ولكن يأتـي هنــا رأي هذا الخريج الشاب الذي يتمسك بمبدأ أنه لن يعمـل إلا بتخـصصــه الــذي قد درسه فهل طاقات الإنسان الهائلة محصـورة ببعــض الكتــب والـمناهج التي قد درسها أثناء فترة الجامعة ؟ فتقوقع فيها ووقــع بالمصيدة , مصيدة تحديد وتقـــييد اجتماعي يمنع الخريج من ممارسة أي نشاط آخــر وهذا بحـد ذاته قمـة الجهـــل , إن منهاج الجامعي بأكمله لا يأخذ من خلايا دماغ الإنســان إلا القليــل مــــــن حيزها , فالأحرى بأبناء الأمة جامعييــن وحرفييــن أن لا يتــوانوا عــــن العمــل الصعب والسهل , الزراعة والتجـــارة الصنــاعة والجنــدية والطــب والهندســة وشتى العلـــوم المفيـــدة فـلا يتقوقع الخريج بتخصصه الجامعي فقــط فيكون قـد قصر بحق نفسه وأسرته وأمتــه فإن أبواب العمــل كثيــرة ومختلفـــة ونحــــن نتكيف معها ونعد أنفسنا وقدرتنا ونتعلم الوسـائـــل التــي تــؤدي إلــى العمــل بهذه الفرص فأراضينا الأميرية الجـرداء واسعــة تحتـــاج إلى مـن يزرعــها ؛ فهي مصدر ثروات زراعية خصبة ومعدنية وغيره ،
- فأين اعتبارنا من الخطوات التي اتبعتها الدول المجاورة مـثل مصر وغيرهــا في توزيع أرضها لشباب الوطن لتزرع , وليس ثمن تبديل لوطن بديــل لشعــــب أصيل يرفض غير أرضه المقدسة فلسطين بديل ....فلنعمل لتستغل طاقات شبابنــا بما يفيد فهناك الكثير الكثير من الأبواب الممكن استغلالها وطرحها للشباب الـــذي ينتظر فرصة العمل
- والمسلم الذي أصبح يدخل المسجد ويخرج كأنه غريب عن رواده مع انهـــم أهله وأعضاء كلهم مشتركون في جسد واحـــد .......فلتفــشوا الســلام بينـــكم وتعارفوا وتزاوروا في الله الحي الباقي الذي لا يموت وأنت تمــــوت , وتعاونوا على البــر والتقـــوى والأمــر بالمعـروف والنهي عن المنكر فكيف تسمـحـون يا رواد المساجد يا أمة محمد صلى الله عليه وسلــم ؟ كيــف تسمحــون لبعـــض المنحرفين في عقيدتهم أن يتطاولوا ولفكر غير هـدي نبـينا محمـــد صلى الله عليه وسلم ينشرون ويروجون ويحــاولـــون أن يقنعـــوا الشبــاب المسـلم فـي مساجدكم ؟ كل هذا التخريب في صفوف المسلمين وأنتم إليهم تنـظرون وكــأن أمــر الديـــن لا يعنيكم وكأن المسجد بيت الله لا يعنيكم .
فواجبكم دعوة هؤلاء الجهلة بدين الله تعالى للعودة إلى السنة النبوية المطهــرة وعدم التسمي بأسماء ما أنزل الله بها من سلطان لجماعاتهم التي تلبـس عباءة الإسلام وعمامته , على قلب الله أعلم بمكنونة , انهم يعلــمون القرآن الكــــــــريم وأحاديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولكن البعض منهم يحــاول الوثوب من خلال تحريفها ودس الأحاديث الضعيـفة والاستشهاد بتاريخ المستشرقين العابثين الذين منهم من دسوا وحرفوا وشوهوا صورة تاريخ أمتنـا المشرقــة الأبيــة الذي هو زاخـــر بالأمثلة المشرقة المشرفة .
- فلنعود إخوة العقيدة والدين الحنيف لحديث نبينا وسيدنا محمـد صلى الله عليــه وسلم , ورد عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في مختصر صحيح البخاري / التجريد الصحيح لأحاديث الجامع الصحيح للإمام زيد الدين الزبيدي – كتاب الأدب , لتسلسل إسناده / حديث رقم 2018 – صفحه رقم 467 (عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( تـرى المؤمنين في تراحمهم وتوادهم وتعاطفهم كمثل الجســـد , إذا أشتـكى عضـــواً تداعى له سائر جســده بالسـهر والحــمى ) ,
هكـــذا وصــف وأراد سيدنا وقدوتنا محمــد رسول الله صلى الله عليه وسلــم أن تكــون علاقاتنـا مـــع بعضنا كمسلمين لنكون أقوياء حقاً مسلمين ليس بالاسم فقط,
- فلنتزاور ولا نتدابر ولنصل الرحم ويكون الجار لجاره الأخ الناصــح المساعــد على نوائب الدهر , ولنتحاب في الله ونتناصح , وليكن الأخ المسلم مكمل لأخيه المسلم وغطاء ساتر له وسنداً له على نوائــب الدهــر والزمــا ن لا يكون ميزان علاقاتهم إلا حب في الله تعالى ورسوله الكريـــــم صلى الله عليــه وسلم .
ولنكن كمركز دعوي لدين الله تعالى وإشعاع حضاري وعلمي وتربوي. لا عصبية ولا قبلية ولا عشائرية ولا حزبية ولا انقياد لمخططات المستعمريــن ( فرق تسد ) فطاعة الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم أعلى وأولى وأجـل وبه الخير كله والفلاح والسؤدد والرفعة بين الأمم في العمل بها .
- فليتفقد كل أهل حي مريضهم فيعودوه مسلم كان أو ذمي , من أهـل المسجــد أو من غيرهم فهذا فعل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
- فليتفقد كل أهل حي الغائب منهم عن صلاة الجمعة فيعودوه إذا مرض , ويعينوه على النوائب وليجمعوا له إذا اقتضى الأمر ليعد من الهم والغــم وســوء الحــال سليماً معافى بفضـــل الله تعالى وسنـــة نبيـــه محمـــد صلى الله عليــه وســـلم .
- فلتحل أي مشكلة أو خلاف يقع بين سكــان الحي على شـــرع الله ربنــا تعالى وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم )
- وليدعوا أهل المسجد من لا يصلـي في المسجد مـــن أهــل الحــي المسلمــين بالحسنى .
- فليقم أهل هذا الحي بإقامة الدروس المبرمجة لنساء الحي كل حصة في منـزل إحداهن أو في قسم النساء في المسجد أو ما أمكــــن وأنســب , وكــذلك للصبـيــة والرجال والشيوخ تعليم وعلم لأمور الدين والدنيـــا , لشـرع الله تعـــالى , الثــواب والعقاب والحساب ترهيب للعاصيين مما أعد الله تعالى , من نار وعقاب وترغيــب لمن استقام على الطريقة المحمدية من الأمة , ورد عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في مختصر صحيح البخاري / التجريد الصحيح لأحاديث الجامع الصحيح للإمام زيد الدين الزبيدي – الاعتصام بالكتاب والسنة , باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم , لتسلسل إسناده / حديث رقم 2212 – صفحه رقم 508 (عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى , قالوا يا رسول الله : ومن يــأبى ؟ قال من أطاعني دخل الجنة , ومن عصاني فقد أبى ) .
- فواجبات أهل الحي الغافلين عن تأديتها كثيرة جداً إذا قاموا بها كانــوا كـمركز إشعاع ونور , كانوا قدوة لباقي الأمة , حلقات حلقات في مساجد الله يتباحثون كتاب الله تـعـالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم تحفهم الملائكة ومن جالسهم لمجرد المجالسـة أو الاطلاع وتــذكرهـــــم الملائكـة في الملأ الأعلى , فما أجمل أن تحف مجالسنا الملائكة , فما المانع أن نكون عبـاد الله الصالحــيـن قوماً مؤمنين ( فنحن أحفاد السلف الصالح ) لا يستطيع سلخـنـا عـــن جــذورنا واقتلاعنا أحد من البــــشر كائن مـــــن كــــــــان ,
- ليتعاون الحي كله صغيره وكبيره المتعلم والأمي بشتى مهــنهــم وأعمــارهـم , لكي ينمو فيهم جيل صالح يحفظ القرآن الكريم ويعمـــل به ويعـلــم ترتيلــــه ومعانيه وناسخه ومنسوخه , تفسيره وسبب نزوله آية آية وكذلك هـدي نبـينا محمـد صلى الله عليه وسلم صاحب الشفاعة صاحب طريق النـور التي شقـهــا ومهدها لنا وجعل طبقاتها من نور ليهتدي لها من يشاء الله تعالى له الهدى , فـادعـــوا الله تعالى أن يهدينا أجمعين لنعمل كجسد واحد , فأمن واستقـرار أمـــن هــــذا الحــي والبلاد من أمن أبنائنا , إذا تعـثـر أحـــدهم أسعفنـــاه وإذا مرض عالجنـــــاه وإذا انحـــــرف أنـقـــــذنـــــاه وكــنا كلنا كجــسد واحــــــد .
- فــهلا بدأنا بحيــنا المتواضـــــع البسيط , رتبنا مسجدنا وجعلناه مركزاً لتلاقي أروح أبنـاء الأمة وعقولهم المتحابة في الله المتفـانية مــن أجــل حبــه تعالــى ورسوله صلى الله عليه وسلم , ...نــعم هذا ما كان نبيـنا محمــد صلى الله عليــه وسلم يفعل يلتقي بصحبه وأفراد أمته أجمعين في المســجـد , لا في قاعــــات ولا منتديات ولا بيوت ، لنفلح في سعينا وخدمتــنا لحينا ومجتمعنا الإسلامي عامة ’ فالحي مثال مصغر عن الأمة كاملـــة ودورها الذي أهملته واستصغرته مع أنه من أهم خطوات وأسبـاب ترابـــط الأمــــة ومنــعتها في وجـــه أعدائهـــا الذين يمكــــرون ويخطـــطون للنيــل منا ولـــو بعـــد حين ولكــن العاقبة للمـــتــقين .
- إن المسلــــم ليس خانع جبان ولا درويش مهمـــل ولا بليــد لا مبالي بل هو كتلة من النشاط وقوة الشخصية بالحق , يأمــر بالمعروف وينهـى عن المنكر فإذا رأى ما يمـــس أمـــــر الدين أرشــد وعلم وقـوم .- إذا رأى شيخ عشيرته يجهل وللجاه والوجاهة فقط يرجوا ويعمل . . فلــيعلمه أن عند الله تعالى وعلى هدي سيدنا محمد صــلى الله عليه وسلم خير الهدي في كتب الحديث والسيرة وان للإنسان ما ســــــــــــــــــــعـــــى .
- فــلا تبيــع يا شيــخ العشيـرة أخرتك بـــجاه ترجوه أو سمعة بين القرى تلوح وتشعشع على حساب الناس والحقــوق , تعتقد غير الله تعالى يعز ويذل والخـــير سبحانه عنده , فاصحوا يا غافل من غفلتك فلن ينفعك مـن تعـــتقد أن كرســي شيخ العشيرة بين يديه يطير أو يثبت فهو والله زائل وبالمــوت مقهور أو بالمرض أو غيره مهزوم .
- يا شيخ العشيرة أعطاك الله الجاه والجيرة والربط والحل وخولك ما لم يخـول غيرك , فأعمل بتعليماته التي أخبر الخلق كلهم في الكتاب العزيز(القرآن الكريم ، وسنه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ) : ترشد وتنجوا من عــذاب الله الذي لا بد واقـــــــع بكل عاصٍ لأوامـــره ورافض .
- فلماذا تحمل السلم بالعرض وتحمل كل الهم ؟.
- يا شيخ العشيرة افرض أنك أمرت أحد أتباعك بأمر صغير هين وقليل فرفض الأمر, ألا تغضب عليه وتسخط ؟ وكيف وأنت وتابعـك بشر ؟ كيــف وأمــر عزك وذلك بيده عز وجل مثل لمح البصر وعمرك عنده معلوم ولا بد في ساعة تحت التراب تتوارى مدثر بثوب أو ثوبين من قماش وقطنه , وعنـد ه جــل وعــلا حسابك , لا في فزعة ولا جماعتك يعرفون ما الذي جـرى بك ، 00000 فكــر قليلاً بدون غضب وتعــــوذ مــن شيطـــانك .
- والمشكلة الأدهى والأمر ليس بشيخ العشيرة فقط بل بكــل من سانــده وأيــده على الخطأ ولم يصوبه ولم يذكر له العبر فجل مــن لا يســهو ولا يخطىء عــز وجل وعلا .
- فيا بائعي الضمير من أجل كراسي المناصب التي مساميرها مصنوعة من ظلم العباد وخشبها من حقوقهم وحدائق وملاعب الأطفـال المؤجلات ........ أحســــــب حســـــاب يــــوم الـمـــــــوت الــــذي لا بـــد , لابد أنه آت
- فيا من تحسب حساباً لشيخ عشيرتك قبل ربك الله تعالى الذي خلقــك من تراب , يا من لم تحسب حساب لساعة السفر إلى حياة ما بعد الموت ولم تحضر ولم تجهز لها , اسأل عن هذه الساعة كيف تكون وماذا بعدها وما يجب أن تجهز لها يا عبـد الله , يا من لابد ملاقيه تعالى , اتقي الله في نفسك وبنيك وعشيرتك , وأمتك فشيخ قبيلتك لـــــن يستطيـــــــــع حمايتــــــك , ولا حـــــتى نفســه في ظلمة القبر والسؤال .
العطار الخطاطبه