ذم البــــــــــدع وأهلهــــــــــا
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده و رسوله صلى الله عليه وعلى آله و صحبه و سلم تسليما كثيرا.
أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار .
مما جاء عمن بعد الصحاب رضي الله عنهم
عن عمر بن عبدالعزيز رحمه الله : " كان يكتب في كتبه : إني أحذركم ما مالت إليه الأهواء والزيغ البعيدة "
- ولما بايعه الناس ؛ صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : " أيها الناس ! إنه ليس بعد نبيكم نبي ، ولا بعد كتابكم كتاب ، ولا بعد سنتكم سنة ، ولا بعد أمتكم أمة ، ألا وإن الحلال ما أحلَ الله في كتابه على لسان نبيه حلال إلى يوم القيامة ، ألا وإن الحرام ما حرم الله في كتابه على لسان نبيه حرام إلى يوم القيامة ، ألا وإني لست بمبتدع ولكني متبع ، ألا وإني لست بقاض ولكني منفذ ، ألا وإني لست بخازن ولكني أضع حيث أمرت ، ألا وإني لست بخيركم ولكني أثقلكم حملاً ألا ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " ثم نزل.
- وفيه قال عروة بن أذينة يرثيه بها :
* وأحييت في الإسلام علماً وسنة
* ولم تبتدع حكماً من الحكم أضجعا
* ففي كل يوم كنت تهدم بدعةً
* وتبني لنا من سنة ما تهدما
ومن كلامه الذي عنى به ويحفظه العلماء وكان يعجب مالكاً جداً ، وهو أن قال :
" من رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر من بعده سنناً ، الأخذ بها تصديق لكتاب الله ، واستكمال لطاعة الله ، وقوة على دين الله ، ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها ولا النظر في شيء خالفها ، من عمل بها مهتد ،ومن انتصر بها منصور ، ومن خالفها اتبع غير سبيل المؤمنين ، وولاه الله ما تولى ، وأصلاه جهنم وساءت مصيراً "
وبحق ما كان يعجبهم ؛ فإنه كلام مختصر ، جمع أصولاً حسنة من السنة :
منها ما نحن فيه ؛ لأن قوله : " ليس لأحد تغييرها و تبديلها ولا النظر في شيء خالفها " ؛ قطع لمادة الابتداع جملة .
وعلى هذا المعنى بنى مالك بن أنس في احتجاجه بالعمل ورجوعه إليه عند تعارض السنن .
وهو أصل مقرر في غير هذا الموضع ، فقد جمع كلام عمر رحمه الله أصولاً حسنة وفوائد مهمه .
ومما يعزى لأبي إلياس الأبياني : " ثلاث لو كتبن في ظفر ؛ لو سعهن وفيهن خير الدنيا والآخرة : اتبع لا تبتدع ، اتضع لا ترتفع ، ومن ورع لا يتسع .
|