مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 01-03-2004, 01:22 AM
علي علي2 علي علي2 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 156
إفتراضي كوابيس مطار القاهرة

عبد الباري عطوان
اصبح مطار القاهرة الدولي بمثابة الكابوس بالنسبة الي ابناء الشعب الفلسطيني، وخاصة اولئك الذين كتبت عليهم الاقدار ان يكونوا من ابناء قطاع غزة، وليس امامهم من خيار للتواصل مع اهلهم الا عبره، اي عبر المطار المذكور.
فضباط الجوازات، ورجال الامن في المطار يصابون بمس من الجن او العفاريت، اذا تقدم اليهم احد الفلسطينيين بجواز سفره، أيا كان هذا الجواز، امريكيا او المانيا او اردنيا، او فلسطينيا، حيث يبدأ مسلسل الاهانات والتعذيب النفسي، والتحقيق التعسفي، وبطرق ليست لها علاقة بالانسانية وصلات العقيدة والجوار.
الغالبية الساحقة من الفلسطينيين الذين مروا عبر مطار القاهرة، او معبر رفح الحدودي يملكون رصيدا من القصص، يروونها بألم وحنق حول عمليات الاذلال التي يتعرضون لها، والشتائم التي يواجهونها، وايام الحجز في غرف ضيقة، قذرة، تحت الارض في قبو المطار.
يتحدثون بمرارة عن رجال الامن الذين يبتزونهم، ماليا ونفسيا، من اجل السماح لهم بمغــادرة غرفة الحجز للذهاب الي دورة مياه قذرة طافحة ارضيتها بالقاذورات. أو من اجل شراء علبة حليب لطفل، او زجاجة مياه لارواء الظمأ.
سيدة قادمة من السعودية ومعها ثلاثة اطفال، دون العاشرة من عمرهم، يتعرضون للحجز ليلتين، في زنزانة صغيرة مع خمس اسر اخري، وعندما تتوسل الي رجال الامن السماح لها بالمبيت في فندق المطار، تواجه بالشتائم والكلمات النابية، لانها تجرأت واحتجت علي هذه المعاملة.
فهي في عرف هؤلاء ارهابية واطفالها الصغار محترفو اجرام، ومغادرتهم المطار تشكل خطرا علي الامن القومي المصري.
رجل عجوز ضرير جاء من دولة خليجية في طريقه لزيارة اهله، وربما لكي يدفن في ثري بلاده، تعرض للاحتجاز والاهانات، وانهار باكيا في عصبية ملحوظة، وقضي ليلته في الزنزانة نفسها، ليرحل بعد ظهر اليوم الثاني مخفورا الي معبر رفح. رغم انه لا يحمل متفجرات، وليس في نيته تفجير كباري القاهرة وانفاقها.
نحن علي ثقة ان الشعب المصري الذي لم يبخل ابدا بأرواح ابنائه في خدمة قضايا الامة العادلة، لا يمكن ان يقبل هذه المعاملة التي ترتكب باسمه ضد شعب شقيق يقدم يوميا الشهداء نيابة عن العرب والمسلمين ودفاعا عن كرامتهم ومقدساتهم.
الرئيس حسني مبارك توجه الي ليبيا علي رأس وفد كبير لمعالجة قضية التأشيرات التي فرضتها الحكومة الليبية علي المواطنين المصريين، ولتسهيل تحركهم بين البلدين دون منغصات، فلماذا يقبل ان يعامل شعب اعزل يواجه الاضطهاد والقتل الاسرائيليين بهذه الطريقة المذلة في مطار بلاده ومعبر رفح؟
نحن لا نطالب الحكومة المصرية بدعم المقاومة الفلسطينية، وقصف تل ابيب ردا علي قصف غزة، لاننا ندرك ان تحقيق هذا الطلب من سابع المستحيلات، او عاشرها، ولكننا نطالب فقط بمعاملة اهل هذه المقاومة بطريقة انسانية فقط، ولا نعتقد ان اذلال الفلسطينيين في المطار هو ايضا مطلب امريكي او اسرائيلي.
وقد يجادل البعض بالقول ان المصريين انفسهم، او بعضهم، يواجهون مضايقات في المطار من قبل رجال الامن، ولكن هذه المضايقات ايضا مدانة ومرفوضة، وتكشف عن احتــــقار للمواطــــن، وانتهاك لحقــوقه. وارتباك امني خطير في الوقت نفسه. فالدول التي تحترم حقوق مواطنيها لا تحتجزهم في المطارات، اللهم الا اذا خالفوا القوانين، وكان هناك امر قضائي باعتقالهم.
ان هذه التصرفات المسيئة واللاانسانية، التي تستهدف الفلسطينيين في مطار القاهرة، تجعلنا نتوقف كثيرا عند الاحاديث التي تكشف عن دور امني مصري في قطاع غزة بعد انسحاب القوات الاسرائيلية المتوقع، هربا من العمليات الاستشهادية التي تستهدفها وتسليما بفشل السياسات الاستيطانية وكل الاجراءات القمعية والعقوبات الجماعية.
فاذا كانت السلطات المصرية ستعامل الفلسطينيين من ابناء القطاع بالطريقة نفسها التي تعاملهم فيها في مطاراتها وعلي معابرها، فان هذا الاشراف الامني سيؤدي الي توتير العلاقة بين الجانبين، اللهم الا اذا تعهدت السلطات المصرية بتغيير هذا النهج من اساسه، والتعامل مع ابناء القطاع كبشر، وليس كقطيع من الحيوانات.
كان بودنا ان نخاطب المسؤولين الفلسطينيين بالدخول في حوار مسبق مع نظرائهم المصريين حول هذه المسألة، ولكننا احجمنا عن ذلك، لاننا ندرك جيدا ان هؤلاء، والامنيين منهم علي وجه الخصوص، لا يجرؤون علي مجرد الهمس علي استحياء بمثل هذه المواضيع، لان كل اهتمامهم منصب علي الاحتفاظ بامتيازاتهم ومعاملاتهم الخاصة في المطار، حيث تفتح لهم قاعات كبار الزوار، ولا يريدون ان يزعجوا انفسهم بقصص المعاناة التي يواجهها ابناء جلدتهم.
فمن المفارقة، انه وبينما تفتح الحكومة المصرية قاعة الشرف لممثل حماس في حوارات الفصائل الفلسطينية من اجل التوصل الي هدنة ووقف العمليات الاستشهادية بطلب امريكي، تعتقل السلطات الامنية زوجة السيد موسي ابو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة حماس في المطار لمدة يومين وتمنعها من دخول القاهرة للالتقاء ببعض افراد اسرتها القادمين من غزة خصيصا لرؤيتها، وتعيدها الي دمشق، حيث اتت، رغم انها تحمل توصية وتأشيرة دخول من السفارة المصرية. هل هناك احتقار للشعب الفلسطيني وقياداته ورموزه الوطنية اكثر من هذا الاحتقار؟!
من المحزن ان بعض المسؤولين المصريين يبررون هذه الاجراءات بالخوف من اقامة بعض الفلسطينيين في مصر، وزيادة مشاكل الشعب المصري المثقل بالاعباء، وينسي هؤلاء ان الاقامة في اي بلد اوروبي ارخص بالنسبة الي الفلسطيني من الاقامة في مصر، لانه يعامل كأجنبي وعليه ان يدفع رسوم تعليم ابنائه في الجامعات والمدارس مثل الامريكان والانكليز، وهو امر ما كان يحدث في زمن عبد الناصر المشرف. وحتي لو اقام بعض الفلسطينيين في مصر، فان الشعب المصري (70 مليون نسمة) ينجب ما يوازي ابناء قطاع غزة في ستة اشهر، وكل الشعب الفلسطيني في اقل من عامين.
دول الخليج التي يعتبرها دهاقنة الامن المصري متخلفة، تفتح ابوابها للزوار من مختلف الجنسيات دون تأشيرة دخول، وتعاملهم بطرق حضارية، حتي ان حكومة دبي تفتخر بان الزائر لا يتوقف امام ضابط الجوازات اكثر من دقيقتين، وهم يفعلون ذلك من اجل تحريك اقتصادهم، وهم الذين يملكون البترول والثروة والرخاء، الفارق ان الامن عندهم لم يعد وفق النظريات القديمة البالية المتبعة في مطار القاهرة، مثل اذكر اسم امك الرباعي، وجد جدك الخماسي.
نأسف لكل ما يحدث في مصر، ونشعر بالمرارة ونحن نكتب هذا الكلام، فمصر بالنسبة الي كل عربي هي القيادة والريادة والقلب الكبير.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م