العراقي في دوامه

[النيساني]

ان من اسوء ما افرزه الاحتلال عقب سقوط الدوله العراقيه هو ان الوضع الجديد وضع المواطن العراقي امام المراة فجعل من الحتميه رويه ماكان ممنوع من رؤيته او حتى الهمس به رغم انه يشعر به بوضوح وذلك هو الانتماء الطائفي فبعد ماحل بالعراق من الخراب التتري الجديد بدا الحديث والتساؤل عن الانتماء الطائفي هل انت سني ام شيعي عربي ام كردي بعد ان كان السوال التقليدي سابقا من اي عمام الاخ وربما كان السوال قديما بهذه الصيغه هو الفضوليه لمعرفه المقابل وانتمائه الطائفي والعرقي فاذا اجاب المقابل مثلا اني من سامراء عرف انه عربي سني او من غير مكان في الجنوب كالناصريه فهذا يعني ان الاخ عربي شيعي وهذا يعني ان العراق لم يكن موحدا بصوره طبيعيه رغم وجود الاحترام والمحبه الى حد ما والسبب على الارجح لكون ان فئات من الشعب كان لديها هاجس ان الفئه الاخرى متسلطه عليها والاخرى بالمقابل لديها هواجس من الفئات الاخرى من ان الوضع لو تغير يوما ما فان اولئك سيستبيحون دمائهم واذا ابديت تذمرا من البعثيين سيجيبك احدهم باللهجه العراقيه المميزه قائلا يمعود خلينا هييج احسن ماتصير مذابح والان وبعد الحريه الفوضويه التي فرضها الاحتلال يجد المواطن العراقي البسيط الذي يريد العيش بسلام وكرامه طافيا في دوامه ليس لها اول من اخر فيجد الجميع يتكلم بالوحده الوطنيه ولكنه يعمل للطائفيه والعرقيه ويثيرها من حيث يدري ولا يدري فالحمد لله ان كل عراقي سياسي بل ويجد في نفسه الاستحقاق ان يكون وزيرا للخارجيه حتى ان احدهم تهكم قائلا ان الرئيس العراقي يجب ان يكون شني_كردى اذن الان الجميع امام الصورة للشعب العراقي التي كان يخشى رؤيتها ويتهرب من رؤيتها وينتظر كيف السبيل الى الحل هل ستكون الحرب الطائفيه التي تقضي على البلدالمدمر اصلا ام ان هناك من سينتشله وليس لنا سوى ان نرجو الله ان لايكون المنقذ العجم او العفالقه فلا اظن ان احدا يريد هذين الانجسين ان ينتقذهم لانهم حتما سيجرونا الى الهاويه واخيرا نتوسم في بقيه الخيرين تجاوز كل ما يفتت او يساعد على تفتت ارض الرافدين مهد الانبياء والحضارات