مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 28-07-2005, 10:58 PM
المناصر المناصر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 396
إفتراضي د،الأهدل: صعوبة الإخلاص وما يعين عليها (3)

صعوبة الإخلاص وما يعين عليها (3)

الأمور التي تعين على الإخلاص..

ويعين العبد على تجاوز هذه الصعوبة في الإخلاص الأمور الآتية:

الأمر الأول: تذكر أمر الله تعالى له بالإخلاص في عمله وعدم الالتفات إلى غيره في كل أعماله، كما مضى قريباً..

وهناك نصوص أخرى في السنة، تبين خطر الرياء على حبوط الأعمال التي ظاهرها الصلاح، نذكر منها ما يناسب المقام وهو في غاية الصراحة في حبوط عمل من لم يخلص لله فيه..

بل تثبت أن بعض المرائين يجدون أنفسهم يوم القيامة ممن يسحبون على وجوههم في نار جهنم، بعد أن يكذبهم الله في إظهار أنهم عملوا ما عملوه له تعالى..

كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
( إن أول الناس يقضى يوم القيامة عليه رجل استشهد فأتي به فعرفه نعمه فعرفها..
قال: فما عملت فيها؟
قال: قاتلت فيك حتى استشهدت..
قال: كذبت ولكنك قاتلت لأن يقال جريء فقد قيل..
ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار.
ورجل تعلم العلم وعلمه وقرأ القرآن فأتي به فعرفه نعمه فعرفها..
قال: فما عملت فيها؟
قال: تعلمت العلم وعلمته وقرأت فيك القرآن..
قال: كذبت ولكنك تعلمت العلم ليقال عالم وقرأت القرآن ليقال هو قارئ فقد قيل..
ثم أمر به فسحب على وجهه حتى ألقي في النار..
ورجل وسع الله عليه وأعطاه من أصناف المال كله فأتي به فعرفه نعمه فعرفها..
قال: فما عملت فيها؟
قال: ما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيها إلا أنفقت فيها لك..
قال: كذبت ولكنك فعلت ليقال هو جواد فقد قيل..
ثم أمر به فسحب على وجهه ثم ألقي في النار
)..
[صحيح مسلم (3/1513)] وأخرجه غيره من أهل السنن.

وهؤلاء الثلاثة الذين سحبوا على وجوههم إلى النار، لا يخلون من أحد حالتين:

الحالة الأولى: أن يكونوا منافقين نفاقاً اعتقادياً، بمعنى أنهم يكفرون بالله تعالى وبجميع أصول الإيمان وفروعه وبالإسلام جملة، كإخوانهم من المنافقين في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم..

الذين قال الله تعالى فيهم: (( وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ )) [إلى آخر الآيات المتعلقة بهم من سورة البقرة].

وقوله تعالى: (( إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ )) [المنافقون: 1].

وغير ذلك من الآيات الدالة على أن المنافقين نفاقاً اعتقادياً كفار في الدرك الأسفل من النار، وعلى هذا فهم كفار كفراً أكبر مخلدون في نار جهنم، أعاذنا الله منها..

الحالة الثانية: أن يكونوا مؤمنين ضعاف الإيمان، ويكون نفاقهم نفاقاً عملياً، كمن إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف وإذا عاهد غدر..

عملوا الأعمال الصالحة في الأصل لله تعالى، ولكنهم خلطوها بالالتفات إلى الناس ليثنوا عليهم، فصار التفاتهم من النفاق العملي، وهو نوع من الشرك الأصغر، وهو مع صغره ذو خطر عظيم ومن أكبر الكبائر..

فاستحقوا دخول النار على عمل قلوبهم الخفي على غير الله، ولكنهم كغيرهم من العصاة لا يخلدون في النار، بل يعذبون بقدر معاصيهم التي لا يرضى الله عن أهلها، ثم يدخلون بعد ذلك الجنة..

وقد بيّنت مذاهب الفِرق فيما يتعلق بأهل الكبائر ورجَّحت على ضوء الكتاب والسنة ما ذهب إليه أهل السنة، خلافاً لمذهبي الخوارج والمعتزلة، في مبحث مستقل بعنوان: "التكفير والنفاق ومذاهب العلماء فيهما"..
http://www.al-rawdah.net/r.php?sub0=...5_general&p=10

وهو من البحوث التي سألحقها بكتابي "الردة عن الإسلام وخطرها على العالم الإسلامي"..

فالمؤمن الذي يعلم أن الرياء يحبط عمله عند الله يجب أن يجاهد نفسه في الإخلاص، بحيث لا يفارقه في أي عمل يريد أن يتقرب إلى الله..

الأمر الثاني: عدم الاغترار بالعمل الذي يقوم به..

لأن عباد الله الصالحين يقومون بالأعمال الصالحة وهم في خوف شديد من عدم قبولها، لأي سبب من الأسباب التي عملها لأمر يعلمه الله وهو لا يعلمه..

كما قال تعالى عنهم: (( إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (57) وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (58) وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ (59) وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ (60) أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ )) [المؤمنون (61)]

وكذلك التواضع لله وعدم التعالي على الناس والاتصاف بالصفات التي يحبها الله تعالى، فإن ذلك يعين على الإخلاص..

كما في قوله تعالى: (( وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً )). [إلى آخر سورة الفرقان].

الأمر الثالث: لجوء المؤمن إلى ربه تعالى في كل أحواله..

وبخاصة عندما يريد أن يؤدي عملاً يتقرب به إلى الله، يلجأ إليه ويدعوه أن يجعل عمله خالصاً له فيقول: اللهم اجعل عملي خالصاً لوجهك الكريم، لا تشوبه شائبة رياء لأحد..

فإذا دعاه صادقاً راجياً منه ذلك أعانه وأذهب عنه الالتفات إلى سواه ووقاه وساوس الشيطان وهوى النفس الأمارة بالسوء، لأنه تعالى قد وعد عبادة بالاستجابة لدعائهم إذا صدقوا في دعائهم..

كما قال تعالى: (( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ )) [البقرة (186)].

وقال تعالى: (( وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ )) [ غافر:60].

ولاسيما دعاء المؤمن ربه في جوف الليل الذي يدفعه إيمانه بربه وخوفه منه، إلى هجر ما هو شديد الحب له والركون إليه من نوم عميق وراحة مرغوبة على فراش وثير، وخل أثير يهجر ذلك طمعاً في رضا الله وثوابه والفوز بما خفي عنه من قرة عين، وخوفاً من سخط الله وعقابه..

كما قال تعالى: (( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (16) فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) [السجدة:16-17].

سائراً في درب ذلك الركب العظيم الذين قال الله تعالى عنهم: (( وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً )) [النساء (69)].

يتحين ما يتحينه الصائد الماهر أوقات الفوز بالمطلوب..

كما روى أبو سعيد وأبو هريرة رضي الله عنهما قالاً:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله يمهل حتى إذا ذهب ثلث الليل الأول نزل إلى السماء الدنيا، فيقول هل من مستغفر هل من تائب هل من سائل هل من داع حتى ينفجر الفجر ) [صحيح مسلم (1/523)].

وفي رواية عنهما: ( إذا مضى شطر الليل أو ثلث الليل، أمر مناديا فنادى هل من داع فيستجاب له؟ هل من سائل فيعطى سؤله؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من تائب فيتاب عليه؟)..

الأمر الرابع: ومما يعين على صعوبة الإخلاص، أن يتذكر المسلم عظمة الله تعالى الذي لا ينفعه ولا يضره غيره لا في الدنيا ولا في الآخرة سواه، كما مضى..

قال تعالى: (( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )) [الأنعام:17، والآيات مثلها كثير].

ومن عظمته التي إذا تذكرها الإنسان أعانته إلى الإخلاص له، انه يعلم كل شيء لا تخفى عليه خافية، فكل ما تكنه الصدور هو عنده كما يظهر للناس لا فرق بين ما غاب عن الناس وما شهدوه، وليس هذا لأحد غير الله سبحانه وتعالى..

قال تعالى: (( وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ )) [النمل: 74].

فعلمه تعالى بما تخفيه الضمائر على سواه من المخلوقات دافع قوي ومعين عظيم للمؤمن على مجاهدة نفسه ليخلص أعماله لربه، فإن كل من عدا الله تعالى لا يعلم إلا ما ظهر له من قول أو فعل، أما رب السموات والأرض، فلا تخفى عليه خافية.

كما قال تعالى: (( وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُوا مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ )) [يونس (61)].

فإذا تصور العبد وهو يقدم على عمل أن ربه يعلم ما في قلبه ثم قصد بعمله غيره، فليعتبر ذلك برهاناً على فقده الإخلاص لله في ذلك العمل، فليجاهد نفسه وهواه والشيطان على تطهير قلبه من الشرك الخفي على غير الله ولينق عمله من شائبة العمل للمخلوقين، ويخلصه للخالق جل وعلا..

الأمر الخامس: أن العبد لا يدري عن الخاتمة التي يختم الله بها عمله..

فقد يبقى ظاهره الصلاح حتى يقترب أجله فينقلب صلاحه إلى ضده فينبغي أن يبقى خائفاً وجلاً داعياً ربه الذي يقلب قلوب عباده، أن يثبت قلبه على الإيمان والعمل الصالح ويختم له بخاتمة حسنة.

ففي حديث عبد بن مسعود رضي الله عنه، قال:
حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق:
( إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما [في رواية: "نطفة"]..
ثم يكون علقة مثل ذلك.. ثم يكون مضغة مثل ذلك..
ثم يبعث الله إليه ملكاً بأربع كلمات.. فيكتب عمله وأجله ورزقه وشقي أو سعيد..
ثم ينفخ فيه الروح..
فإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة..
وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار
) [صحيح البخاري (3//1174) وصحيح مسلم (4/2036)].

في الجزء القادم سنتناول ـ إن شاء الله ـ الاحتجاج بالقدر في حسن الخاتمة أو سوءها..


موقع الروضة الإسلامي..
http://www.al-rawdah.net/r.php?sub0=start
__________________
إرسال هذه الحلقات تم بتفويض من الدكتور عبد الله قادري الأهدل..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك..
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م