مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 09-05-2000, 08:47 AM
ميموزا ميموزا غير متصل
شذا الفصحى
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2000
المشاركات: 707
إرسال رسالة عبر  AIM إلى ميموزا
Post وصية .

قالوا : اتق الله وأوص . قال : أوصيكم بالشعر :

فالشعر صعب وطويل سلمه
إذا ارتقى فيه الذي لا يعلمه
زلت به إلى الحضيض قدمه
والشعر لا يسطيعه من يظلمه
يريد أن يعربه فيعجمه
ولم يزل من حيث يأتي يحرسه
من يسم الأعداء يبق ميسمه

شعر : الحطيئة .
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 28-05-2000, 06:59 PM
نشوة نشوة غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 1
Smile

واللة كلامك صحيح خصوصا مع الشعراء الذين ليسوا ب...
فى هذه الايام.
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 06-06-2000, 10:23 PM
سلاف سلاف غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 2,181
Post

ما القولُ فيمن ساقَ نثراً يظلمُهْ
وقلّ َ فيـه عن نـقاطٍ كَلِـمُهْ
من خطَّـهُ معناه ُ لا لا يعْلَمُـهْ
فما جناحُ الفيلِ غابتْ أنْجُمُهْ ؟
إنْ طنَّ في إذْنِ حصـانٍ يؤْلِمُـهْ
كأنّهُ من فـي أخيهم بَلْـغَمُـهْ
وقالَ هذا شعرُنا من يُكْرِمُــهْ ؟
من وزنِهِ ضجَّ الخليلُ أَعْـظُمُهْ

الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 07-06-2000, 09:52 AM
ميموزا ميموزا غير متصل
شذا الفصحى
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2000
المشاركات: 707
إرسال رسالة عبر  AIM إلى ميموزا
Smile

إذا ضيعت الأمانة ، فارتقب الساعة .
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 10-06-2000, 11:19 AM
majdi majdi غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 686
Post

ليتك يا سلاف توضح مرادك فأنا أراك تقصد النثر أو الشعر الحر ومن يسيئون إلى الشعر الحر إذا وافقنا على هذه التسمية
الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 10-06-2000, 11:51 AM
سلاف سلاف غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 2,181
Post

ما أطيبك يا أخي الحبيب، وأنت بهذه الطيبة في مرضاة من ربك إن شاء الله
وهل يمكن أن اعني إلا ذاك، أيها اللبيب الأريب. وذلك بدليل كل بيت فيه:
1. ما القولُ فيمن ساقَ نثراً يظلمُه = لا وزن
2. وقلّ َ فيـه عن نـقاطٍ كَلِـمُهْ = الطريقة التي يكتب بها هذا النوع من الشعر فلا يضعون في السطر إلا كلمة أو اثنتين
3. من خطَّـهُ معناه ُ لا لا يعْلَمُـهْ
فما جناحُ الفيلِ غابتْ أنْجُمُهْ ؟ = إشارة إلى غموض المعاني وعبثيتها حتى لا يفهمها كاتبها
4. إنْ طنَّ في إذْنِ حصـانٍ يؤْلِمُـهْ : إشارة إلى نبو وتنافرر تراكيه المتحررة من الوزن والقافية

فالمقصود الذي تنطبق عليه الأوصاف هو ما يبتسر إطلاق اسم الشعر علية دون أن يكون ذا وزن ولا قافية وأحيانا يكون
بدون معنى محدد، ولا شيْ سوى ذاك.

وليحفظْك الله ويرعاك.

وما أسميه البند المقفى أو شعر التفعيلة فيه الكثير من الجمال.
الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 10-06-2000, 06:43 PM
ميموزا ميموزا غير متصل
شذا الفصحى
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2000
المشاركات: 707
إرسال رسالة عبر  AIM إلى ميموزا
Smile

أستاذي الغالي ... سلاف
سيكون ملائماً جداّ هنا أن تطلعنا على ما حذفته من موضوع خرنق حول الشعر المنثور ، ونتعرف أكثر على كتابك وما يحويه من آراء تتعلق بقصيدة النثر التي يدللها البعض بالنثيرة !!!
قلت مرة لشاعر يكتب هذا اللون ، كيف تكون قصيدة ونثراً ، لا يوجد إنسان عاقل مجنون !!! فغضب مني وأوصاني بإعادة النظر في ثقافتي الكلاسيكية !!! ولكن العجيب هو جلد أهل هذه الدعوة الباطلة في الترويج لسخفهم ، وتبني كثير من أساتذة النقد لهم ، وتشجيعهم في مشروعهم ( الثقافي الرائد ) ، كبرت كلمة تخرج من أفواههم !!!!!
الرد مع إقتباس
  #8  
قديم 11-06-2000, 02:02 PM
سلاف سلاف غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 2,181
Post

أختي ميموزا
كان بائع يبيع البطيخ ويقسم والناس يشترون لقسمه دون وعي منهم إلا بأن هناك قسما يفترضونه
على الاحمرار. وكان قسمه انه أحمر مثل البفت (قماش أبيض) وهذه حال وصف النثر بانه شعر بما أسموه
قصيدة النثر ودعاتها وكثير من مستقبليها على أنها شعر.

والفصل من كتاب استشرت فيه واوافق على محتواه وإليك ذالك الفصل
راجيا رايك فيه :
.(الشعر الحر والشعر المنثور!)
لم تكن لدي فكرة واضحة عن الحدود بين الشعر الحر والشعر المنثور، وكان الانطباع لدي أنهما مشتركان في هدم عمود الشعر ومن أصنافهما ما وقف في الهدم عند حد معين ، ومنها ما ذهب فيه إلى مدى بعيد، ومنها ما تجاوز هدم الشعر إلى هدم النثر باستعمال أساليب غير عربية في الكتابة.وكنت أجد في بعضهما جمالا يشدني وأحيانا أعجز عن حمل نفسي على إكمال سطور محدودة من بعضهما الآخر دون أن أصاب بالدوار وأحيانا بالغثيان.ثم قرأت عن هذا وذاك واستبانت لي تفاصيل، وعرفت الفرق بين الحر والمنثور ولكن بعد ما قرأت وتعلمت وجدت انطباعي الأول باقيا كما هو، وبقيت أستمتع أحيانا ببعض ما سمي بالشعر الحر ولا أجد فيه من الغضاضة إلا كلمة الشعر في اسمه ،كأن العربية لقلة في مفرداتها ضاقت بتعبير عن هذا الكلام الذي فيه الجميل وغيره -شأنه في ذلك شأن الشعر والنثر- فاضطرها ذلك إلى تسميته شعرا.هذه اللغة التي فيها للشيء الواحد عشرات الأسماء التي يرى بعض أئمتها أنها ليست مترادفات بل بينها من الفروق ما يعبر عن فروق في أحوال أو صفات المسمى، ولو أنهم سموا هذا الذي بدعوه اسما غير الشعر كالتفعيليِّ أو المفعَّل على غرار الموشح الذي لم يصفه أحد بشعر الموشح لأمكن تجنب هذه المعركة التي احتدمت ولوسعتهم العربية برحابتها كما وسعت العديد من أشكال التعبير المبتدعة كالمقامات والموشحات والبند، ولانتفت مبررات النظر إليه سلبا. والأهم من ذلك أنها ما كانت لتفتح الطريق لهذا النثر الإدِّ في معظمه الذي لم يكتف ذووه بتسميته شعرا، بل طالما صرحوا ولمحوا ولا يزالون أنهم وراء هدم الموروث بعامة شكلا ومضمونا من الشعر والنثر وثوابت الأمة بعد أن اعتبروها نوعا من التراث، وإنما هي المقصودة أساسا وهم يمتازون في هذا بوضوحهم مع أنفسهم وصدقهم مع الآخرين .وهذا الموقف ليس بدعا، فكل من استهدف القرآن الكريم سلك إحدى طريقتين: مهاجمته مباشرة ككثير من المستشرقين وقليل من المستغربين أو مداورة من خلال البدء باللغة دأْبَ من يقول بعدم صلاحيتها للعصر ويدعوا إلى تبني سواها من لغات أجنبية أو لهجات عامية أطلق عليها لغات ككثير من المستغربين. وهذا أمر مفهوم فالعربية هي لسان القرآن الكريم وقطع الاتصال إما أن يكون بقطع اللسان أوسد الآذان، وهو ما نشهده من إفساد للذوق في الأدب والفنون عامة ومن رطانة في كثير من وسائل الاتصال العام بقصد خلق جفوة بين الأمة وركيزة شخصيتها، وليس في هذا غرابة ولا جدة، فهو واضح عند الحريصين على أمتهم وضوحه عند أعدائها، وما العناية بالشعر الجاهلي من الحريصين- على ما في كثير منه من منافاة للإسلام وهجوم عليه احيانا- إلا حرصا على سلامة وفهم لغة القرآن، كما أن الطعن فيه من قبل الأعداء -على مناصرة بعضه لهم مضمونا -يستهدف التشكيك بهذه المرجعية اللغوية وصولا إلى كتاب الله الكريم.
هذا شأن من هاجموا اللغة بكلياتها وليس بينهم من هو حسن النية ، ولكن هناك من أخذوا ينتقصون اللغة من جوانب معينة منها، الأمر الذي لا يختلف في النتيجة عن سابقه ولا في دوافع الكثيرين ممن يتبنونه، ولكن بينهم من هو حسن النية يرى أو ينخدع بدعاوى التيسير والتجديد والتعبير عن العصر بما يناسبه، دون تمييز بين الغث الهادم والسمين الهادف، وإن كان من حق في قول الهادمين فهو أن ما آلت إليه الأمور يتطلب ممن يمجدون هذا المآل ويدعون إلى الإخلاد إليه استعمال لغة من جنسه ومستواه ، وهما ما تتنـزه عنهما لغة الضاد.
الشعر من أهم جوانب اللغة، وكان من أثر استعمال مصطلح الشعر الحر، أن وجد بعض دعاته أنفسهم تحت إغراء أو اضطرار التنقص من الشعر والثورة عليه، وكأنَّ الساحة لا تتسع له ولهم، ولعل ذلك لإحساسهم بوطأة المقارنة التي تفرض نفسها بين قولهم وبينه- شأن بعض الصغار من الناس الذين يرون في وجود شخص مستقيم بقربهم فضحا لهم فتراهم يهدمونه أو يُقصونه - وكأنهم لا يرتاحون إلا بانعدام المقارنة غير المتكافئة باستبعاد أحد ركنيها محوا وهو عسير أو تسفيها يصرف عنه الأنظار، وذلك ما قادهم إلى الكثير من المغالطات، ليبرروا لأنفسهم هذا الذي رأوه تجديدا أو ثورة على ما دعوه القديم، وأولى هذه المغالطات مصطلح الشعر العمودي وكأن هناك شعرا بغير عمود. إن من يستعمل لغة عليه أن يستعمل ألفاظها بمعناها الذي تحدده تلك اللغة وهذا هو الشعر في العربية التي لم ولا تضيق بالتجديد ولكن الهدم المتدثر بالتجديد أخذ يضيق بها.
تقول نازك الملائكة (14-223) عن الذين يسمون النثر شعرا:"فالشعر في نظر أصحاب هذه الدعوة ليس إلا معاني من صنف معين ، فيها خيال وعاطفة وصور ، وسواء بعد ذلك أن المواجه للتعريف يكون موزونا أو غير موزون لأن الوزن في رأيهم ليس شرطا في الشعر……ومن الواضح أن مفهومهم هذا للشعر يقف في الطريق الأقصى للتعريف العربي القديم الذي كان يحدد الشعر بأنه (الكلام الموزون المقفى ) دون اعتراف بالمضمون، والحقيقة أن كلا التعريفين قاصر ناقص ".والوسطية جيدة حيث تنطبق، ولكن من الأمور ما لا مجال فيه لوسطية كاختلاف اثنين حول مدينة بعينها هل هي في القطر (أ) أو القطر (ب) فكيف تمكن الوسطية هنا. وكثير من الناس يصطنع حول موقفه طرفين ليقول إن موقفه وسط، وهذا ما قامت به السيدة نازك الملائكة، فالشكل للتمايز، وإنما التفاضل بالمضمون، وكم من نثر أرقى مضمونا من كثير من الشعر، وكم من شعر ذي مضمون هابط ولكن لا هبوط مضمون الشعر جعله نثرا، ولا ارتفاع مستوى مضمون النثر جعله شعرا. ولو قالت إن شكل الشعر ليس دلالة على رقيه، كما أن شكل النثر ليس دلالة على هبوطه، بل يقرر الرقي والهبوط في كل منهما مضمونه، لأصابت كبد الحقيقة. وشبيه بهذا قول من يقول إن الرجولة الحقة هي الوفاء والإخلاص، وهذا حق .بقدر قولنا إن الأنوثة الحقة هي الوفاء والإخلاص، فالمضمون لا جنس له يستوي الأمر في ذلك بين ذكر وأنثى وبين شعر ونثر. ومن وجهة نظر إسلامية فأهبطُ مضمونٍ هو ذاك الذي يحارب الله ورسوله، فهل أنكر أحد من المسلمين على الشعر الذي قاله أعداء الرسول عليه السلام في زمنه حقه في اسم الشعر لهبوط المضمون؟ وهل أنكر أحد من علماء المسلمين على أحط وأفحش أقوال بعض الشعراء في العصر العباسي أنها شعر وكتابها "قضايا الشعر المعاصر" حافل بالأدلة على عدم علاقة المضمون بتعريف الشعر والنثر، فكل تقعيد مؤلفته لما أسمته الشعر الحر انصب على الشكل وعلى سبيل المثال أين مكان المضمون في العبارات التالية من مقدمة الطبعة الخامسة التي تتناول علاقتها وموقفها بما يسمي الشعر الحر وبجانب كل عبارة رقم الصفحة التي وردت فيها :
1. …فإن شعرنا الجديد مستمد من عروض الخليل بن أحمد قائم على أساسه.ص 7
2. ولعل العصر نفسه لم يكن مهيأ لتقبل الشكل الجديد إذ ذاك. ص 17
3. ولذلك وجدت أذني تتقبله كلما مر الزمن ص 25
4. ما تقبله أذن شاعرة مدربة مثلي لا يمكن أن يكون فوضى لا ضابط لها.ص 27
5. لا أستبعد أن يكون سمعي العروضي متأثرا بالوزن الإنجليزي والفرنسي. ص 27
6. وبعد فهذه هي الحواشي التي أريد إضافتها إلى ما قلت في هذا الكتاب سنة 1962 (بتاريخ 1978) ومنها يلوح أن تطورا ملحوظا قد وقع لسمعي وللشعر الحر نفسه. ص 28 واسترعى انتباهي في هذه العبارات ترددها في غير مجال وعلى غير صعيد من واقعنا المعاش، والشأن في هذا شأن مستوى الماء في الأواني المستطرقة ، فإذا اتصلت أنابيب كبيرة بأنبوب صغير كان مستوى الماء في الصغير هو نفس مستواه في الكبير. والقارئ مدعو إلى استعراض الواقع على مستويات شتى ومقارنة التبريرات والدعاوى والمقدمات والنتائج ما بين الواقع وما يسمى الشعر الحر. ومن ذلك استمداد المبرر لنقض عروض الخليل من عروض الخليل، وتهيؤ العصر لقبول ما كان يرفضه !!!، واتخاذ الأُذُن المدربة المتأثرة بالوزن الإنجليزي والفرنسي مرجعا لإقامة مرجعية سنة 1962تطورت سنة 1978 بناءا على تطور المرجع ، والله وحده يعلم مسار تطورها وما سيصل إليه في قادم الأيام. على أننا نستطيع التخمين على مآل هذا التطور من مشاهدة ما وصل إليه المطورون الـمتسارعون من دعاة شعر النثر الذين تقول المؤلفة بصددهم:"فلعلنا نستطيع أن نلاحظ أن تسميتنا للنثر (شعرا) هي ،في حقيقة الأمر ، كذبة لها كل ما للكذب من زيف وشناعة ، وعليها أن تجابه كل ما يجابهه الكذب من نتائج.والكذبة اللغوية لا تختلف عن الكذبة الأخلاقية إلا في المظهر.إن كل كذبة سائرة إلى أن تتكشف أمام عيون الطبيعة الصادقة التي لا تنطق إلا بالحق وبالاستقامة. واللغة الإنسانية، كل لغة، هي الصدق في أنقى معانيه واسماها."ولي على هذه الفقرة من كلامها الملاحظات والتعليق التالي.
1- لا ذكر للمضمون فيها والموضوع متعلق بالشكل ولا شيء سواه.
إنها تعبر بهذه العبارات الموجهة إلى الشعراء الناثرين عن موقف أنصار الشعر تجاه الشعراء الأحرار، أفضل تعبير.فمرجعية الشعراء الأحرار آذانهم ومرجعية الناثرين آذانهم التي لا سبيل إلى فهمها على من لم يدخلها- وقدوتهم في ذلك المؤلفة -وفكرهم ، وهم يمتازون عنها بالوضوح وعدم تلمس تبرير من داخل الأمر لتغييره أو نقضه. وهل يجوز لمن يطور مرجعية أن يقف بالتطوير عند حد ، وأن يحجره على غيره بعد هذا الحد. وإنني أرى موقف الناثرين منطقيا في سياق ابتداع المرجعيات من حيث بدايتهم من النهاية التي يؤول إليها تطوير المرجعية، وهو رفض هذه المرجعية. فلكي تستحق المرجعية هذا الاسم ينبغي أن تكون ثابتة لا تتطور بل تطور سواها وفقا لذاتها.
جاء من مقال في جريدة الحياة لصالح هاشم (25/3/98):"…وبما أن هذا الخرق للعمود الشعري المتواصل منذ الجاهلية وحتى أحمد شوقي، أحدث صدمة هائلة للوعي العربي ، فما كان ممكنا الانتقال منه مباشرة إلى قصيدة النثر. بل كان ضروريا المرور بقصيدة التفعيلة التي تحافظ على الحد الأدنى من الموسيقى أو الإيقاع الشعري. بهذا المعنى فإن قصيدة التفعيلة تشكل حلا وسطا بين شكلين متطرفين: الشكل التقليدي للقصيدة العربية وشكل قصيدة النثر.وقد فهم (الرواد) جيدا أن الأذن العربية المعتادة على الإيقاع الضخم للقصيدة الكلاسيكية عاجزة عن الانتقال دفعة واحدة إلى قصيدة النثر التي يبدو إيقاعها خافتا أو معدوما (اللهم إلا بالنسبة إلى الذواقين الذين يعرفون كيف يلتقطون الإيقاع الصامت). لهذا السبب سيطرت قصيدة التفعيلة على مرحلة الشعراء الرواد بل ومر بعضهم بالقصيدة الكلاسيكية قبل أن يتوصل إليها. نعم كان من المحتم أو الإجباري المرور بحل وسط (أو تسوية وسطى) لكي نستطيع أن نساير هذا التطور الهائل الذي حصل خلال ربع قرن فقط."
علاوة على ما في هذه الفقرة من صحة في التعبير عن الهبوط ومراحله وآلياته ومصطلحاته ومرجعياته فيما يخص الشعر، فإنها تصلح مؤشرا -كما في الأواني المستطرقة- لسوى الشعر مما تسوده مثل عباراتها من تدرج وتطرف وتوسط ومرحلية وتسوية ورواد وذواقين ومرور بكلاسيكية لا بد منه وصولا للحداثة، انتهاءا بتفريغ من المحتوى الذي يمثله شعر النثر ذو الإيقاع الصامت الذي يوصف من لا يفهمه شكلا او مضمونا بالجهل والتخلف المؤديين إلى الخروج من التاريخ. ويتعدى الشبه ذلك إلى القول في نفس المقالة:"…ان الانتصار الشكلي لقصيدة النثر أصبح مؤكدا الآن."
3-ألا تقول الشاعرة في الفقرة التي أوردتُها لها قبل هذه بان سمعها العروضي -وهو من مراجعها - لا يستبعد أن يكون تأثر بالوزن الإنجليزي والفرنسي، فماذا على هؤلاء الناثرين إن كان مدى تأثرهم أو منهلهم فيه مختلفا عنها؟.بل ما ذا على كل فئة أو شخص أن يكون منهله مختلفا عن سواه فتتطور الآذان والأسماع التي تعطي لنفسها حق المرجعية؟ ويذكر هنا ما كان يفعله الخلفاء من إرسال أبنائهم إلى البادية لتتجذر اللغة بما فيها الشعر في نفوسهم.ثم هل يقتصر التأثير الأجنبي على الآذان؟ وهل نجت منه نظرة بعضنا إلى ذاته ووطنه ودينه؟
هل هذه دعوة للتحجر ؟ كلا، فنحن لسنا أمام حالة افتراضية تحتمل كل هذا الاختلاف، ومن يدعي أن الشعر العربي في كافة عصوره لم يشهد تطورا لا يمكن أن يكون جادا، ولكنه التطور في رحاب المرجعية الضخمة التي أجمعت عليها الأمة طوال وجودها، هذه المرجعية التي مع رفضها لقيم الجاهلية حافظت على شكل الشعر الجاهلي بل وصانت نصوصه، واستوعبت بنفس أوزان الشعر مضامين مغايرة بل مناقضة لمضامين الشعر الجاهلي في الغالب، لم لا وفي أوزانه من التنوع والسعة ما يكفي لملائمة المواضيع والمشاعر على اختلافها، ولم يقل أحد كما يقول مطورو اليوم إنه بحاجة إلى شكل جديد من الشعر للتعبير عن الواقع الجديد -وربما يكون رد دعاة "شكل جديد لمضمون جديد" أن لا فرق بين مضموني الإسلام والجاهلية-ثم سمحت هذه المرجعية بالتطور بل حفزته لاستيعاب تأثيرات من شتى الحضارات مع الحفاظ على الذات، وكان بين من أسلم وتعرب من تشربوا حضارات فارس والهند والروم وسواها بشكل لاشك أنه أكبر وأعمق من تأثر الشاعرة والناثرين بمؤثرات الإنجليز والفرنسيين ، ولكن إنتاجهم الأدبي والفكري على تنوعه ظل إنتاجا عربيا إسلاميا ، لأن نفوسهم صارت إسلامية، يصدق هذا على الشعر صدقه على سواه .وفي الحالات الشاذة التي تم فيها التأثر بالمؤثرات الأجنبية دون التقيد بمرجعية الأمة تم الخضوع لهذه المؤثرات وكان النتاج رفضا لمرجعية الأمة أدى إلى الخروج عليها. فهل المرجعية في المضمون بعيدة عن المرجعية في شكل الشعر؟ وكم ممن رفضوا عمود الشعر توقفوا في رفضهم عنده ؟ .
وأين يقف مِن هذا مَن دعا إلى ما أسموه لغات قطرية وأبجديات قطرية؟
وفي احترام مدلول اللغة فيما يخص الشعر مخرج من كل هذا . فليقل أو فليكتب من شاء ما يشاء بالطريقة التي يشاء، مع تسمية الأشياء بأسمائها .فالشعر شعر والنثر نثر وما بينهما ينبغي أن يصطلح له على اسم لن تعجز عنه العربية .والبند اسم ملائم لهذا النوع من الكلام وهو ما عرف به كلام التفعيلة منذ القرن الرابع الهجري ، كما تنقل نازك الملائكة (14-8) عن عبد الكريم الدجيلي من كتابه (البند في الأدب العربي ، تاريخه ونصوصه) كشفه أن(قصيدةً)-لا أدري من أطلق اسم القصيدة-قد وردت منسوبة إلى ابن دريد وقد روى الباقلاني النص في كتابة إعجاز القرآن وأدرجه كما يدرج النثر العادي واختارت المؤلفة إدراجه إدراج الشعر الحر .ومن النص :"رب أخ كنت به مغتبطا، أشد كفي بعرى صحبته، تمسكا مني بالود، ولا أحسبه يغير العهد ولا يحول عنه أبدا ما حل روحي جسدي." كما أوردت من كتاب الدجيلي نقلا من وفيات الأعيان عن أبي العلاء المعري قوله:"أصلحك الله وأبقاك، لقد كان من الواجب أن تأتينا اليوم إلى منزلنا الخالي، لكي نحدث عهدا بك يا خير الأخلاء فما مثلك من غيّر عهدا أو غفل." ولم يدَّع هذا الأسلوب الطريف الشعر اسما لنفسه ، وعندما انتشر استعماله وغدا في حاجة إلى اسم أعطوه اسم البند، وما يسمى الشعر الحر إن لم يكن البند فهو أقرب إليه من الشعر، وحري إن كان لا بد من انتمائه لأحد الصنفين أن ينتمي إلى البند لا الشعر. ثم تورد المثال التالي مما تصفه بالنظم الذي يغلب عليه التدوير:"طلعت نجوم الليل تفرش ظلمة الأحراش أحلاما طريات، ورش العطر خد الليل، والدنيا تلفع كل ما فيها بأستار الظلام المدلهم البارد القبري،وانتاب المدى خوف من المجهول."ثم تعلق: "أليس هذا نظما سمجاً ميتا لا يحتمل ؟ " ورأيي أنه كلام لا يخلو من طرافة وجمال في الشكل والتعبير شأن مثَلَي البند الذين تقدماه، ولكنه ليس شعرا ، ونظلمه إن وصفناه بالشعر، وكأني به لو أوتي لسانا لقال : "خير لي أن أكون بندا جميلا حيّا من أن أكون شعرا باردا ميتا".بل إنه كبند أرقى في صوره وصياغته مما أورده الشيخ جلال ولمْ يصفه أحد بالبرودة تحت عنوان "استمرارية الكامل" (16-537):
"يمكن كتابة الرسائل بتفاعيل الكامل لأنه ذو استمرارية متدفقة وجريان متصل ومن ذلك"يا سيدي أنا بعض محسوبيك من زمنٍ بعيد غير أني لمْ أكن أسطيع أن ألقاك كي أفضيْ إليكَ بما يجولُ بخاطري مما يؤرق كل ذي حسٍّ ووجدانٍ فلو أنصفتني فنفضت عني ما تراكم من غبار الظلمِ والعدوان والخطب العصيب وإنني بالرغم من جلَدي فإنيَ قد تحملت الكثير من الأذى وصمدتُ في وجه الخطوبِ كأنني الطود الأشمّ وسوف ألبث صامدا. هذي رسالة مخلصٍ لك شاكرٍ ما كنتَ قد أسديتَ من فضلٍ عليه مدى الزمان مخلَّدٍ واسلمْ وقاك الله يا ربَّ المكارم والسلام."
ومن المناسب أن أورد هنا ما ذكره الشيخ جلال الحنفي عن البند (16-149) :"البند نمط من لهو الحديث والنثر الفني المطعم بتفاعيل معينة مرسلة على غير التزام بقافية أو أشطر شعرية، ولا مقدار له يضبط حدوده وأطرافه. فهو كلام ذو نفحات إيقاعية، تنساب في الأسماع بلطف ورقة، بغض النظر عن ركة تعابيره وضآلة شأن معانيه، وسذاجة أفكاره في كثير من الأحيان."ويقول (16-ص151):"وجميع مقولات البند ليست سوى نثر مرقق [ولعلها مرنق] مصنوع …ولكنه يختلف عن الشعر الحر في أن الشعر الحر غالبا ما يكون غير قاموسي الألفاظ، ولا ظاهر القصد ، أي أن مفرداته يتحكم في تقدير مفاهيمها قائلها وحده، دون أن تكون من صميم اللغة المتخاطب بها."وأورد مثالا على البند على طوله لأبين عبثية معركة كان يمكن تجنبها لو استمررنا في تسمية البند بندا وهو قول "للشاعر" وليد الأعظمي-وهو معاصر- (16-ص152):
مع الفجر بدت تسري
نسيمات من العطر
تحيل القلب نشوانْ
وتحيي ميت الوجد فتزهو منه أفنانْ
من الزهر وتهتز مع الطير ألحانْ
فتستمتع آذانْ
وتمتد من العشاق أعناقْ
وللنرجس أحداقْ
عليها من دموع الطلِّ رقراقْ
ويشتاقْ
فيسمو الذوقُ والحسُّ
وتستعلي به النفسُ
فلا قيدٌ ولا حبسُ
ولا لبسُ
ويمضي الفكر رقراقا طليقا
يجتلي الحسن ويجني منه أصنافا ويشتار من الشهد السماويِّ رحيقا."
وهكذا نرى أن هذا الشكل من النظم معروف منذ قرون، مستمر إلى اليوم، وهو مستلطف، والمغالطة ليست في ذاته بل في تسميته شعرا.والزعم بأنه شكل جديد. وإن كان لا بد من وصفه بالشعر فإن تعبير (شعر التفعيلة) فيه من دقة انطباق لفظ التفعيلة على واقعه ما يعوض جزئيا خطل تجاوز لفط البند إلى الشعر ويجعله بالتالي أدنى إلى الصواب من (الشعر الحر). على أن الكامل والرجز هما المثالان على شعر التفعيلة.
شكل الشعر هو النظم، ولكن ليس كل ما تزيا بزي الشعر شعرا، ولا ينقص ذلك من قيمة النظم -إن لزم اسمه -كما في نظم بعض العلوم.
الرد مع إقتباس
  #9  
قديم 13-06-2000, 07:06 PM
سلاف سلاف غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 2,181
Post

بل أستاذتي قدرا ميموزا
أضفت ما حذف، أرجو أن لا تبخلي برؤيتك فيه.
الرد مع إقتباس
  #10  
قديم 15-06-2000, 04:22 PM
ميموزا ميموزا غير متصل
شذا الفصحى
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2000
المشاركات: 707
إرسال رسالة عبر  AIM إلى ميموزا
Lightbulb

أستاذي الغالي / سلاف .
لن أقدم بين يدي ما سأكتب كلمة اعتذار واحدة ؛ لتأخر ردي ؛ لأن كلمات الاعتذار ستجيء باهتة ، ولأن يقيني بكرمك وعطفك أطمعني بأنك ستلتمس لي الأعذار ، وإن لم أقدم عذراً ، هكذا عهدتك كبيراً وكريما ً .

أولاً : أحب أن تزودني بلمحة عن مضمون الكتاب ؛ لأضع هذا الفصل ضمن سياقه .
ثانياً : لو عمد صاحبنا إلى العناوين الفرعية في بحثه ، لجنبه هذا كثيراً من سوء الفهم الذي قد يقع له .
ثالثاً : يخلط صاحبنا بين ( شعر التفعيلة ) و( النثيرة ) ، وسأسمي شعر التفعيلة وهو المصطلح الأنسب لهذا النوع من النظم ، كما توصل صاحبنا في نهاية بحثه ، بالشعر الحر كما تحب نازك أن تسميه ، وكما سماه صاحبنا .
رابعاً : كان متحاملاً جداًّ على الشعر الحر على الرغم من بداياته المحافظة .
خامساً : عندما نقل ماذكرته نازك الملائكة عن الذين يسمون النثر شعراً ، لم ينصف نازك ، وظلم نفسه بما قال .
هناك خطأ في نقل عبارة نازك ، وهذا الخطأ يهون بجانب تأويله لكلامها ، دعنا نتفق يا سلاف أولاً على خطأ نازك ثم ننتقل إلى تعقيب صاحبنا المستفيض على هذا الخطأ ، لقد ذكرت نازك في ص223 من كتابها أن ( الكلام الوزون المقفى ) هو التعريف العربي القديم للشعر ، ولا أدري إلام استندت نازك في هذا ؟! فأبرز نقادنا تابعوا قدامة بن جعفر في تعريفه للشعر الذي ينص على أن الشعر ( قول موزون مقفى يدل على معنى ) ، وممن أيد هذا التعريف ابن رشيق القيرواني والزمخشري .
والعرب في العصر الجاهلي لم يكن نقدهم منصباًّ إلا على معاني الشعر ، منذ المحاولة الأولى على يد أم جندب ، مروراً بما وصلنا على لسان النابغة وغيره ، فالاهتمام بالمعاني لا سواها ؛ لأن الشكل أمر متفق عليه ، ولم يخرج عليه أحد .
لكن نازك تغفل هذا الجانب الهام ، وتنسب لنفسها التعريف الصحيح ، وصاحبنا يتابعها دون أن ينكر عليها ما قالته ، بل ويبني قصوراً شيدها من رمال على هذا الأساس الواهي ، ويبيح لنفسه كيل الاتهامات ، وتوجيه الضربات الموجعة لنازك ، ضربة تلو أخرى .

الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م