تابع :وفي الثالث من شباط عام 1975 انتقلت ام كلثوم الى الرفيق الاعلى ورنا الحزن على ملايين من مريديها وعشاق فنها والذين امتعنتهم بصوتها الندي المعجز طوال خمسين عاما من الزمان ..........
لم تكتفي ام كلثوم بغنائها للقصائد العاطفية التي اعطتنا معنا ساميا للحب .
فهي لم تنسى الغناء الديني الذي بدأت به حتى وهي بالقمة وكما تقول هي فان العاطفة الدينية هي اقوى عاطفة لديها . فقد كانت متدينة وحين سئلت مرة لو لم تكن ام كلثوم ماذا احبت ان تكون اجابت بانها احبت ان تكون واحدة من المسلمات الاوائل لتكحل عينها برؤية النبي وبرؤية فجر الاسلام ...
وقد غنت تقريبا لجميع مناسباتنا الدينية . ذكرت الاسراء والمعراج في قصيدة احمد شوقي ( نهج البردة ) ، وغنت للمولد النبوي في قصيدة ايضا لشوقي وهي (ولد الهدى ) او (الهمزية النبوية ) وغنت للحج ومناسكة (الى عرفات الله ) و(القلب يعشق كل جميل ). هذا عدا عن باقي الاغاني الدينية ك(سلوا قلبي ) و (رباعيات الخيام ) و(حديث الروح ) و (الثلاثية المقدسة ) و(تائب تجري دموعي ندما) و (برضاك يا خالقي ) وابتهال ( يا رسول الله خذ بيدي ) بالاضافة الى اوبريت رابعة العدوية والذي غنت به عدة اغني دينية اخرى .......
كما انها واكبت الاحداث الوطنية منذ ان جائت الى القاهرة حتى وفاتها . فغنت عند وفاة سعد زغلول ترثيه عام 1927 (ان يغب عن مصر سعد ) وغنت للجامعة العربية عند افتتاحها عام 1945 ( زهر الربيع ) وغنت للحرب في فلسطين عام 48 ( نشيد الشباب ) . وحين بدأ المد الوطني يزداد في مصر وازدادت المقاومة ضد الانجليز غنت عدة اغاني حماسية وقصائد لشوقي تمس الموضوع وكان بيت الشعر الذي غنته " وما نيل المطالب في التمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا" يجلجل على كل لسان
وفي عام 1951 ومع تزايد الشعور الوطني عند الجميع في مصر غنت (مصر تتحدث عن نفسها ) للشاعر حافظ ابراهيم . وفي عام 1952 حيت الثورة باغنية (صوت الوطن ) او المعروفة ب(مصر التي في خاطري ) . ومن ثم غنت للجلاء وغنت تبث الحماس في حرب 56 اغنية (والله زمان يا سلاحي ) والتي تحولت لنشيد وطني لمصر حتى عام 1977 وغنت للمصريين الذين استطاعوا تشغيل القناة (محلاك يامصري ) وغنت للوحدة بين مصر وسوريا عام 1958 وللسد عام 1960 وللانفصال عام 1961 .
وظهر دورها البارز في جمع التبرعات بعد هزيمة 67 فهبت الى العالم تجمع التبرعات للمجهود الحربي فسافرت الى باريس وزارت معظم الدول العربية ومنذ 1967 لم تعد تقبض مقابلا لحفلاتها بل كانت تتبرع بكل اجرها للمجهود الحربي وكان لها دور كبير في جمع المال والذهب للجيش . كما انها غنت الكثير لتحميس الشعب ك(قوم بايمان وبروح وضمير ) او (حق بلادك ) ( قصيدة مصر ) (انا فدائيون ) وغيرها......
هذا ولم تقتصر بمواكبة الاحداث في بلدها مصر بل غنت للدول العربية فغنت للعراق (بغداد يا ذات القطوف الدانية ) (بغداد يا قلعة الاسود ) و (شعب العراق الحر ثار ) .
وغنت للكويت بعيد استقلالها ( يا دارنا يا دار ) وعند اعلان دستورها ( ارض الجدود )
وغنت قصيدة (السودان ) لاحمد شوقي
وغنت لفلسطين (راجعين بقوة السلاح ) و (طريق واحد )او المعروفة ب(اصبح عندي الان بندقية )وغنت للقدس في الثلاثية المقدسة هذا الى جانب مكة والمدينة المنورة .
كما وذكر كلا من سوريا واليمن في العديد من اغانيها .............
لقد كانت ام كلثوم امراة متواضعة عبقرية ومحتشمة ، محتشمة بغنائها محتشمة باخلاقها ومحتشمة بلباسها فمنذ وصولها الى القاهرة وحتى اخر حفلاتها لبست اللبس المحتشم الكم الطويل والثوب الغير ملتصق .. وهذا ما ينقص فننا اليوم الاحتشام بكل شيء فما نراه اليوم هو راقصون وراقصات لا يلبسون شيئا تقريبا يرددون كلمات بلا معنى والحان متشابه لا يواكبون الحداث الوطنية ولا يغنون الا الاغاني العاطفية ونحن اليوم نفتقد للغناء الديني والوطني والوصفي ففي الاحداث الدينية نذيع اغانينا القديمة وكذلك في الاحداث الوطنية لان "مغنينا " لا يواكبون ..............
فرحم الله ام كلثوم ...
هناك كثير من المواقع تتحدث عن ام كلثوم ولكني اخترت ان اضع هذا الموقع لما يشتمل على اغاني دينية ووطنية لم اجدها في مواقع اخرى :
www.omkolthoum.com
منقوووووووووووووووووول