صور من تعامل الإعلام العربي مع العقل
مجموعة أفكار من واقعنا العربي
هذه مجموعة أفكار موجودة في الساحات الثقافية والسياسية والاجتماعية ، من الناس من اقتنع بها وأشاعها – وله الحق – ومن الناس من لم يقتنع بها ودعا إلى تركها – وله الحق – ومن الناس من اقتنع ببعضها ورفض بعضها الآخر وأقنع الناس بصحة رأيه – وله الحق أيضا – والأفكار الموجودة في العقل العربي اليوم هي أفكار نسبية تحددها خصوصيات السياسة وضرورات الحاكم ، لا ثوابت الثقافة ومبادئ القيم .
وهذه الأفكار هي :
الفكرة الأولى :
الديناصور الأكبر قال بفصيح العبارة أنه سيشن حربا صليبية بل وأكد ذلك بإطلاقه اسم
( الطير النبيل ) - وهو اسم لإحدى الحملات العدوانية في الحروب الصليبية - على حملة من حملاته ونحن نفينا انه قال هذا الكلام ولم ننتظر حتى نسمع نفيه أو إثباته هو
الفكرة الثانية :
ادعت القوى الظالمة أن الشعب المحاصر لديه قوة تدميري شاملة ، والشعب المحاصر يستغيث بالإنسانية طالبا الغداء لإشباع جوعه والدواء لعلاج أمراضه ، ونحن بدلا من أن نقف على الحياد طالبنا الشعب المحاصر بالانصياع للقرارات ، وعندما اقتحمت القوة الظالمة ديار الشعب المظلوم لم تجد القوة التدميرية الشاملة التي كانت تدعيها ، ما هو الحل ؟
الفكرة الثالثة :
أقام القادة الإنجليز في البصرة حفلا تأبينيا بمناسبة مرور تسعين عاما عل وفاة مجموعة من المعتدين في ( الكوت ) جنوب العراق، ولم يبالوا بما خلفوه من ضحايا في ذلك الزمن وفي زماننا هذا ونحن أيضا لم نبالي بعشرات الآلاف من ضحايا العدوان الإنجليزي ، لك الله يا شعب العراق
الفكرة الرابعة :
شاهدنا بعض مشاهد عودة رجال المارينز إلى وطنهم وشاهدنا أطفالهم وزوجاتهم يستقبلونهم بالفرح والسرور ، هل لدى الرجال العائدين شعورا بما خلفوه من ضحايا وكوارث ؟ وهل أطفالهم يعرفون ما خلفه آباءهم من مآسي على إخوانهم من أطفال العراق ؟ – أقول إخوانهم لأنهم مولودون على الفطرة -
الفكرة الخامسة :
الديناصور الذي كان يغار على الكويت من حر الهجير ومن برد الصقيع صار لا يلتفت
اليوم بوجهه نحوها ، ولم يعطها أي قيمة ، لا لشيء إلا لأن دورها انتهى ، فهل مثقفوها ما كانوا يعون هذه اللعبة ؟
الفكرة السادسة :
كان هناك فكرة وجود أسرى ، وهناك فكرة مقابلة وهي مفقودون ، وقد نادى كل فريق بفكرته ، وبعد ما أدى اللاعبون الأقوياء أدوارهم وصار الفريقان في قبضة الديناصور ، فلا فريق الأسرى نسمعه اليوم يطالب بأسراه ولا فريق المفقودين أفاق من غيبوبته ولم تظهر أي بادرة تدل على وجود أسرى ، مما يدل أن مسألة الأسرى ما كانت إلا فكرة دينصورية أشاعوها أناس مثقفون محترمون حتى صدقوها وظل الناس مقتنعين بها طيلة ثلاثة عشر عاما ، والنتيجة أن فريق الأسرى وفريق المفقودين أديا دوريهما المطلوب فقط ، وحسب قانون الديناصور يجب على فريق الأسرى أن لا يصدق ما كان ينادي به وعلى فريق المفقودين أن ينسآ أنه كان هناك عراق ، ونحن نقول لأسر الضحايا : ابحثوا عن ضحاياكم جيدا
{ تسأل عن عمير كل ركب *** وعند جهينة الخبر اليقين }
الفكرة السابعة :
بعد أن أدت أحجار الشطرنج أدوارها ووصلت اللعبة إلى هنا ، يجب أن لا يشمت الشامتون بالدكتور / محمد المسفر ، وعبد الباري عطوان ، ومصطفى بكري ، على الأقل لأنهم لم يكونوا
أحجارا على رقعة الشطرنج بل كانوا فكرا من الأفكار التي تعبر عن ضمير الأمة
{ فقل للشامتين بنا أفيقوا *** سيلقى الشامتون كما لقينا }
__________________
لا يعرف الشوق إلا من يكابده *** ولا الصبابة إلا من يعانيه
لا يسهر الليل إلا من به ألم ***والنار ما تحرق إلا رجل واطيها
|