مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 05-04-2001, 08:04 AM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post تداخل الديني بالسياسي.. لبنان نموذجاً

قُدر عدد مستقبلي البطريرك الماروني من رحلته إلى الولايات المتحدة الأمريكية بأكثر من مائة ألف، سماهم البعض (حزب بكركي) باسم مقر البطريركية (بكركي) كناية عن مبايعتهم لرأس الكنيسة المارونية، الأوسع انتشاراً في لبنان بين الطوائف المسيحية، وتأييدهم لمواقفه السياسية التي دعا فيها إلى إعادة النظر في الانتشار العسكري السوري بلبنان.

ومقابل هذا التأييد الجماهيري الضخم للبطريركة خرجت أصوات عديدة من داخل الطائفة المارونية وخارجها، تدعو إلى نقيض ما يدعو إليه البطريرك، وترى في الوجود السوري ضرورة وطنية لبنانية، بل ذهب بعضهم إلى القول بأن التعرض للوجود السوري في لبنان يعني تأييد السياسة الإسرائيلية العدوانية على سوريا ولبنان معاً. وكان أبرز الأصوات وأعلاها في مخالفة شعارات البطريرك السياسية، تلك التي نسبت إلى عدد من علماء المسلمين السنة في عكار. وهي قضاء شمالي متاخم للحدود السورية يتصف بتعدد طوائفه مع غلبة نسبية للطائفة السنية، وتكاد عكار أن تستأثر بعدد الجنود المتطوعين في الجيش اللبناني.

وما يتبادر إلى الذهن للوهلة الأولى هو علاقة الديني بالسياسي بعد عهود من دعوة الغرب إلى فصل الدين عن الدولة، وهو فكر أثر بشكل أو آخر على مسيحيي الشرق، الذين طلبوا العلوم الدينية والدنيوية في عواصم الغرب، لاسيما إيطاليا وفرنسا.

ففي (الفاتيكان) حاضرة الكثلكة العالمية، تلقت جل القيادات المسيحية الروحية في لبنان علومها، واطلعت منذ القرن السابع عشر على المتغيرات الأوروبية في الفكر والسياسة والاقتصاد والمكتشفات العلمية، وتأثرت بكثير من الأطروحات الغربية، سواء لجهة العلاقة مع الآخر، وقبول أو رفض التعددية في مختلف ميادينها الإنسانية (الفكرية والعرقية واللغوية والسياسية).

والفاتيكان دولة مستقلة تحتل قلب العاصمة الإيطالية (روما) وتضم في جنباتها - بالإضافة إلى مقر البابا - أعرق الجامعات الكنسية، ومكاتب الوزراء المحيطين به، وهي مكاتب تخصصية تعنى بالشؤون الاجتماعية والتعليمية والتنصيرية والاقتصادية، بما يعين سيد الفاتيكان على القيام بواجبه تجاه مليار مسيحي يدينون بالولاء للكنيسة الكاثوليكية، وفي جملتهم موارنة لبنان الذين مثلهم البطريرك في انتخابات البابا وسواها من المهمات الرسمية.

ومن روما عادت وفود الخريجين، على دفعات وخلال قرون عدة لتنشر في بلادها الأم ما تلقته ووعته هناك، على مقاعد الدراسة وفي دروب الحياة.

وفي باريس كما في روما، روح جاذبة لمسيحيي الشرق، لاسيما أتباع الكنيسة الكاثوليكية وفي جملتهم موارنة لبنان. وبالرغم من ثورة فرنسا المشهودة على ارتباط الدولة بالكنيسة، ودعوتها إلى فصل الدين عن الدولة، وتبنيها حركة علمانية شاملة تكرّس شعار (ما لقيصر لقيصر، وما لله لله) وتفرضه في كل ميادين ومظاهر الحياة العامة، ابتداء من الحكم وانتهاء بمناهج الدراسة، ولعلنا نذكر جميعاً الضجة التي أثارها طرد طالبة مسلمة من إحدى المدارس الحكومية الفرنسية بسبب لبسها الحجاب الشرعي، وكان مبرر الإدارة أن الحجاب أحد مظاهر التدين الذي يتعارض مع العلمنة(!) بالرغم من ذلك كله ما زال للكنيسة الكاثوليكية ومؤسساتها الاجتماعية والتربوية أثر كبير ينطلق من فرنسا ليترك بصماته على دول في جهات العالم الأربع.

وتنتشر المدارس اليسوعية (الراهبات والفرير) في لبنان بالإضافة إلى جامعة القديس يوسف (الجامعة اليسوعية) المشهورة، وهي مدارس ومعاهد تلتزم الإيمان المسيحي ممزوجاً بالفكر التربوي الغربي (الفرنسي على وجه التحديد).

وبالعودة إلى المشهد السياسي اللبناني نرى المؤسسة الدينية الرسمية والشعبية ما زالت تتربع على سدة
القرار والتأثير الجماهيري. ولقائل أن يقول إن لبنان حالة استثنائية لأن نظامه السياسي قام على سياسة المحاصصة بين الطوائف مما ترتب عليه انتماء الفرد إلى (الطائفة) وليس إلى (الوطن) ومما جعل (لرؤساء الطوائف) ما ليس لرجال (السياسة). ولكن قراءة الساحة الدولية لن يخرج المشهد عما هو عليه في لبنان وإن كان الأمر بنسب متفاوتة، وربما عدنا إلى قراءة متأنية للساحة الدولية في مقال مستقل.
إن الدور الذي قامت به البطريركة المارونية منذ القرن الثامن عشر كان دوراً يجمع بين الديني والسياسي، فقد بذلت جهوداً كبيرة في ابتداع نظام المتصرفية (القرن الثامن عشر) ووظفت علاقاتها الخارجية الأوروبية في سبيل الضغط على الدولة العثمانية وانتزاع الإقرار بوضع خاص لجبل لبنان يكون على رأسه متصرف (حاكم) مسيحي عثماني يعاونه مجموعة تمثل الطوائف الدينية الموجودة بالجبل، وكانت البطريركة العين الساهرة على التزام المتصرف وإدارته بالسياسات المرسومة لهذه الرقعة العثمانية المتميزة بشيء من الخصوصية والاستقلال.

وما نراه اليوم من مواقف لبكركي - بعد نصف قرن من استقلال لبنان - لا يخرج عن سياق ما اعتاد عليه اللبنانيون وما عرفوه من لجوء إلى الديني كلما تهاون السياسي أو استرخى في تحقيق مطالب القاعدة الجماهيرية العريضة، وهي طبيعية جداً في ظروف البلد الحالية – لاسيما داخل الطائفة المارونية - بعد غياب بعض قيادات ورموز الحرب الأهلية وتغييب البعض الآخر.

وبالرغم من اعتراض رجال الحكم ورجال السياسة تبقى ظاهرة البطريركية اللبنانية نموذجاً واضحاً على تداخل الديني بالسياسي//
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م