مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #91  
قديم 11-11-2005, 07:38 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

[ نزول الرسول بالشعب وتعبيته للقتال ]
قال ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل الشعب من أحد ، في عدوة الوادي إلى الجبل فجعل ظهره وعسكره إلى أحد ، وقال لا يقاتلن أحد منكم حتى نأمره بالقتال وقد سرحت قريش الظهر والكراع في زروع كانت بالصمغة من قناة للمسلمين فقال رجل من الأنصار حين نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القتال أترعى زروع بني قيلة ولما نضارب وتعبى رسول الله صلى الله عليه وسلم للقتال وهو في سبع مئة رجل وأمر على الرماة عبد الله بن جبير ، أخا بني عمرو بن عوف وهو معلم يومئذ بثياب بيض والرماة خمسون رجلا ، فقال انضح الخيل عنا بالنبل ، لا يأتونا من خلفنا ، إن كانت لنا أو علينا ، فاثبت مكانك لا نؤتين من قبلك وظاهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين درعين ودفع اللواء إلى مصعب بن عمير ، أخي بني عبد الدار .
[ من أجازهم الرسول وهم في الخامسة عشرة ]
قال ابن هشام : وأجاز رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ سمرة بن جندب الفزاري ورافع بن خديج ، أخا بني حارثة وهما ابنا خمس عشرة سنة وكان قد ردهما ، فقيل له يا رسول الله إن رافعا رام ، فأجازه فلما أجاز رافعا ، قيل له يا رسول الله فإن سمرة يصرع رافعا ، فأجازه ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد وعبد الله بن عمر بن الخطاب وزيد بن ثابت ، أحد بني مالك بن النجار والبراء بن عازب ، أحد بني حارثة ، وعمرو بن حزم ، أحد بني مالك بن النجار وأسيد بن ظهير ، أحد بني حارثة ثم أجازهم يوم الخندق ، وهم أبناء خمس عشرة سنة .
قال ابن إسحاق : وتعبأت قريش وهم ثلاثة آلاف رجل ومعهم مئتا فرس قد جنبوها ، فجعلوا على ميمنة الخيل خالد بن الوليد ، وعلى ميسرتها عكرمة بن أبي جهل .
[ أمر أبي دجانة ]
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يأخذ هذا السيف بحقه ؟ فقام إليه رجال فأمسكه عنهم حتى قام إليه أبو دجانة سماك بن خرشة ، أخو بني ساعدة فقال وما حقه يا رسول الله ؟ قال أن تضرب به العدو حتى ينحني قال أنا آخذه يا رسول الله بحقه فأعطاه إياه وكان أبو دجانة رجلا شجاعا يختال عند الحرب إذا كانت وكان إذا أعلم بعصابة له حمراء ، فاعتصب بها علم الناس أنه سيقاتل فلما أخذ السيف من يد رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرج عصابته تلك فعصب بها رأسه وجعل يتبختر بين الصفين .
قال ابن إسحاق : فحدثني جعفر بن عبد الله بن أسلم ، مولى عمر بن الخطاب ، عن رجل من الأنصار من بني سلمة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأى أبا دجانة يتبختر إنها لمشية يبغضها الله إلا في مثل هذا الموطن .
[ أمر أبي عامر الفاسق ]
قال ابن إسحاق : وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة : أن أبا عامر عبد عمرو بن صيفي بن مالك بن النعمان أحد بني ضبيعة وقد كان خرج حين خرج إلى مكة مباعدا لرسول الله صلى الله عليه وسلم معه خمسون غلاما من الأوس ، وبعض الناس كان يقول كانوا خمسة عشر رجلا ، وكان يعد قريشا أن لو قد لقي قومه لم يختلف عليه منهم رجلان فلما التقى الناس كان أول من لقيهم أبو عامر في الأحابيش وعبدان أهل مكة ، فنادى : يا معشر الأوس ، أنا أبو عامر قالوا : فلا أنعم الله بك عينا يا فاسق - وكان أبو عامر يسمى في الجاهلية الراهب فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم الفاسق - فلما سمع ردهم عليه قال لقد أصاب قومي بعدي شر ، ثم قاتلهم قتالا شديدا ، ثم راضخهم بالحجارة .
[ أسلوب أبي سفيان في تحريض قريش ]
قال ابن إسحاق : وقد قال أبو سفيان لأصحاب اللواء من بني عبد الدار يحرضهم بذلك على القتال يا بني عبد الدار إنكم قد وليتم لواءنا يوم بدر فأصابنا ما قد رأيتم وإنما يؤتى الناس من قبل راياتهم إذا زالت زالوا ، فإما أن تكفونا لواءنا ، وإما أن تخلوا بيننا وبينه فنكفيكموه فهموا به وتواعدوه وقالوا : نحن نسلم إليك لواءنا ، ستعلم غدا إذا التقينا كيف نصنع وذلك أراد أبو سفيان .
[ تمام قصة أبي دجانة ]
قال ابن إسحاق : فاقتتل الناس حتى حميت الحرب وقاتل أبو دجانة حتى أمعن في الناس .
قال ابن هشام : حدثني غير واحد من أهل العلم أن الزبير بن العوام قال وجدت في نفسي حين سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم السيف فمنعنيه وأعطاه أبا دجانة وقلت : أنا ابن صفية عمته ، ومن قريش ، وقد قمت إليه فسألته إياه قبله فأعطاه إياه وتركني ، والله لأنظرن ما يصنع فاتبعته فأخرج عصابة له حمراء ، فعصب بها رأسه فقالت الأنصار : أخرج أبو دجانة عصابة الموت ، وهكذا كانت تقول له إذا تعصب بها فخرج وهو يقول
أنا الذي عاهدني خليلي ونحن بالسفح لدى النخيل
ألا أقوم الدهر في الكيول أضرب بسيف الله والرسول
قال ابن هشام : ويروى في الكبول .
قال ابن إسحاق : فجعل لا يلقى أحدا إلا قتله . وكان في المشركين رجل لا يدع لنا جريحا إلا ذفف عليه فجعل كل واحد منهما يدنو من صاحبه . فدعوت الله أن يجمع بينهما ، فالتقيا ، فاختلفا ضربتين فضرب المشرك أبا دجانة فاتقاه بدرقته فعضت بسيفه وضربه أبو دجانة فقتله ثم رأيته قد حمل السيف على مفرق رأس هند بنت عتبة ، ثم عدل السيف عنها . قال الزبير فقلت الله ورسوله أعلم .
قال ابن إسحاق : وقال أبو دجانة سماك بن خرشة : رأيت إنسانا يخمش الناس خمشا شديدا ، فصمدت له فلما حملت عليه السيف ولول فإذا امرأة فأكرمت سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أضرب به امرأة .
[ مقتل حمزة ]
وقاتل حمزة بن عبد المطلب حتى قتل أرطاة بن عبد شرحبيل بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار وكان أحد النفر الذين يحملون اللواء ثم مر به سباع بن عبد العزى الغبشاني وكان يكنى بأبي نيار فقال له حمزة هلم إلي يا ابن مقطعة البظور - وكانت أمه أم أنمار مولاة شريق بن عمرو بن وهب الثقفي .
( قال ابن هشام : شريق بن الأخنس بن شريق ) . وكانت ختانة بمكة - فلما التقيا ضربه حمزة فقتله .
قال وحشي ، غلام جبير بن مطعم : والله إني لأنظر إلى حمزة يهد الناس بسيفه ما يليق به شيئا ، مثل الجمل الأورق إذ تقدمني إليه سباع بن عبد العزى ، فقال له حمزة هلم إلي يا ابن مقطعة البظور فضربه ضربة فكأن ما أخطأ رأسه وهززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه فوقعت في ثنته حتى خرجت من بين رجليه فأقبل نحوي ، فغلب فوقع وأمهلته حتى إذا مات جئت فأخذت حربتي ، ثم تنحيت إلى العسكر ولم تكن لي بشيء حاجة غيره
[ وحشي يحدث الضمري وابن الخيار عن قتله حمزة ]
قال ابن إسحاق : وحدثني عبد الله بن الفضل بن عباس بن ربيعة بن الحارث عن سليمان بن يسار عن جعفر بن عمرو بن أمية الضمري قال خرجت أنا وعبيد الله بن عدي بن الخيار ، أخو بني نوفل بن عبد مناف في زمان معاوية بن أبي سفيان ، فأدربنا مع الناس فلما قفلنا مررنا بحمص - وكان وحشي ، مولى جبير بن مطعم ، قد سكنها ، وأقام بها - فلما قدمناها ، قال لي عبيد الله بن عدي هل لك في أن نأتي وحشيا فنسأله عن قتل حمزة كيف قتله ؟ قال قلت له إن شئت . فخرجنا نسأل عنه بحمص فقال لنا رجل ونحن نسأل عنه إنكما ستجدانه بفناء داره وهو رجل قد غلبت عليه الخمر فإن تجداه صاحيا تجدا رجلا عربيا ، وتجدا عنده بعض ما تريدان وتصيبا عنده ما شئتما من حديث تسألانه عنه وإن تجداه وبه بعض ما يكون به فانصرفا عنه ودعاه قال فخرجنا نمشي حتى جئناه فإذا هو بفناء داره على طنفسة له فإذا شيخ كبير مثل البغاث .
- قال ابن هشام : البغاث ضرب من الطير إلى السواد - فإذا هو صاح لا بأس به . قال فلما انتهينا إليه سلمنا عليه فرفع رأسه إلى عبيد الله بن عدي فقال ابن لعدي بن الخيار أنت ؟ قال نعم قال أما والله ما رأيتك منذ ناولتك أمك السعدية التي أرضعتك بذي طوى ، فإني ناولتكها وهي على بعيرها ، فأخذتك بعرضيك ، فلمعت لي قدماك حين رفعتك إليها ، فوالله ما هو إلا أن وقفت علي فعرفتهما . قال فجلسنا إليه فقلنا له جئناك لتحدثنا عن قتلك حمزة كيف قتلته ؟ فقال أما إني سأحدثكما كما حدثت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سألني عن ذلك كنت غلاما لجبير بن مطعم وكان عمه طعيمة بن عدي قد أصيب يوم بدر فلما سارت قريش إلى أحد ، قال لي جبير إن قتلت حمزة عم محمد بعمي فأنت عتيق قال فخرجت مع الناس وكنت رجلا حبشيا أقذف بالحربة قذف الحبشة ، قلما أخطئ بها شيئا ; فلما التقى الناس خرجت أنظر حمزة وأتبصره حتى رأيته في عرض الناس مثل الجمل الأورق يهد الناس بسيفه هدا ، ما يقوم له شيء فوالله إني لأتهيأ له أريده وأستتر منه بشجرة أو حجر ليدنو مني إذ تقدمني إليه سباع بن عبد العزى ، فلما رآه حمزة قال له هلم إلي يا ابن مقطعة البظور . قال فضربه ضربة كأن ما أخطأ رأسه . قال وهززت حربتي ، حتى إذا رضيت منها ، دفعتها عليه فوقعت في ثنته حتى خرجت من بين رجليه وذهب لينوء نحوي ، فغلب وتركته وإياها حتى مات ثم أتيته فأخذت حربتي ، ثم رجعت إلى العسكر فقعدت فيه ولم يكن لي بغيره حاجة وإنما قتلته لأعتق . فلما قدمت مكة أعتقت ، ثم أقمت حتى إذا افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة هربت إلى الطائف ، فمكثت بها ، فلما خرج وفد الطائف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسلموا تعيت علي المذاهب فقلت : ألحق بالشأم أو اليمن ، أو ببعض البلاد فوالله إني لفي ذلك من همي ، إذ قال لي رجل ويحك إنه والله ما يقتل أحدا من الناس دخل في دينه وتشهد شهادته .
[ وحشي بين يدي الرسول يسلم ]
فلما قال لي ذلك خرجت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، فلم يرعه إلا بي قائما على رأسه أتشهد بشهادة الحق فلما رآني قال أوحشي ؟ قلت : نعم يا رسول الله . قال اقعد فحدثني كيف قتلت حمزة قال فحدثته كما حدثتكما ، فلما فرغت من حديثي قال ويحك غيب عني وجهك ، فلا أرينك . قال فكنت أتنكب رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان لئلا يراني ، حتى قبضه الله صلى الله عليه وسلم
  #92  
قديم 11-11-2005, 07:42 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

[ قتل وحشي لمسيلمة ]
فلما خرج المسلمون إلى مسيلمة الكذاب صاحب اليمامة خرجت معهم وأخذت حربتي التي قتلت بها حمزة فلما التقى الناس رأيت مسيلمة الكذاب قائما في يده السيف وما أعرفه فتهيأت له وتهيأ له رجل من الأنصار من الناحية الأخرى ، كلانا يريده فهززت حربتي حتى إذا رضيت منها دفعتها عليه فوقعت فيه وشد عليه الأنصاري فضربه بالسيف فربك أعلم أينا قتله فإن كنت قتلته ، فقد قتلت خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد قتلت شر الناس .
قال ابن إسحاق : وحدثني عبد الله بن الفضل عن سليمان بن يسار عن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وكان قد شهد اليمامة ، قال سمعت يومئذ صارخا يقول : قتله العبد الأسود .
[ خلع وحشي من الديوان ]
قال ابن هشام : فبلغني أن وحشيا لم يزل يحد في الخمر حتى خلع من الديوان فكان عمر بن الخطاب يقول قد علمت أن الله تعالى لم يكن ليدع قاتل حمزة
[ مقتل مصعب بن عمير ]
قال ابن إسحاق : وقاتل مصعب بن عمير دون رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قتل وكان الذي قتله ابن قمئة الليثي وهو يظن أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجع إلى قريش فقال قتلت محمدا . فلما قتل مصعب بن عمير أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم اللواء علي بن أبي طالب ، وقاتل علي بن أبي طالب ورجال من المسلمين .
قال ابن هشام : وحدثني مسلمة بن علقمة المازني ، قال لما اشتد القتال يوم أحد ، جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت راية الأنصار ، وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي بن أبي طالب رضوان الله عليه أن قدم الراية فتقدم علي ، فقال أنا أبو الفصم ويقال أبو القصم فيما قال ابن هشام - فناداه أبو سعد بن أبي طلحة ، وهو صاحب لواء المشركين أن هل لك يا أبا القصم في البراز من حاجة ؟ قال نعم . فبرزا بين الصفين فاختلفا ضربتين فضربه علي فصرعه ثم انصرف عنه ولم يجهز عليه فقال له أصحابه أفلا أجهزت عليه ؟ فقال إنه استقبلني بعورته ، فعطفتني عنه الرحم وعرفت أن الله عز وجل قد قتله . ويقال إن أبا سعد بن أبي طلحة خرج بين الصفين فنادى : [ أنا قاصم ] من يبارز برازا ، فلم يخرج إليه أحد . فقال يا أصحاب محمد زعمتم أن قتلاكم في الجنة وأن قتلانا في النار كذبتم واللاتي لو تعلمون ذلك حقا لخرج إلي بعضكم فخرج إليه علي بن أبي طالب ، فاختلفا ضربتين فضربه علي فقتله .
قال ابن إسحاق : قتل أبا سعد بن أبي طلحة سعد بن أبي وقاص .
[ شأن عاصم بن ثابت ]
وقاتل عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح ، فقتل مسافع بن طلحة وأخاه الجلاس بن طلحة ، كلاهما يشعره سهما ، فيأتي أمه سلافة فيضع رأسه في حجرها فتقول يا بني من أصابك ؟ فيقول سمعت رجلا حين رماني وهو يقول خذها وأنا ابن أبي الأقلح . فنذرت إن أمكنها الله من رأس عاصم أن تشرب فيه الخمر وكان عاصم قد عاهد الله أن لا يمس مشركا أبدا ، ولا يمسه مشرك . وقال عثمان بن أبي طلحة يومئذ وهو يحمل لواء المشركين
إن على أهل اللواء حقا أن يخضبوا الصعدة أو تندقا
فقتله حمزة بن عبد المطلب .
[ حنظلة غسيل الملائكة ]
والتقى حنظلة بن أبي عامر الغسيل وأبو سفيان فلما استعلاه حنظلة بن أبي عامر رآه شداد بن الأسود ، وهو ابن شعوب قد علا أبا سفيان . فضربه شداد فقتله . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن صاحبكم يعني حنظلة لتغسله الملائكة . فسألوا أهله ما شأنه ؟ فسئلت صاحبته عنه . فقالت خرج وهو جنب حين سمع الهاتفة .
- قال ابن هشام : ويقال الهائعة . وجاء في الحديث خير الناس رجل ممسك بعنان فرسه كلما سمع هيعة طار إليها قال الطرماح بن حكيم الطائي ، والطرماح الطويل من الرجال - :
أنا ابن حماة المجد من آل مالك إذا جعلت خور الرجال تهيع
( والهيعة الصيحة التي فيها الفزع )
قال ابن إسحاق : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك غسلته الملائكة
[ حديث الزبير عن سبب الهزيمة ]
قال ابن إسحاق : ثم أنزل الله نصره على المسلمين وصدقهم وعده فحسوهم بالسيوف حتى كشفوهم عن العسكر وكانت الهزيمة لا شك فيها .
قال ابن إسحاق : وحدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه عباد عن عبد الله بن الزبير ، عن الزبير أنه قال والله لقد رأيتني أنظر إلى خدم هند بنت عتبة وصواحبها مشمرات هوارب ما دون أخذهن قليل ولا كثير إذ مالت الرماة إلى العسكر حين كشفنا القوم عنه وخلوا ظهورنا للخيل فأتينا من خلفنا ، وصرخ صارخ ألا إن محمدا قد قتل ; فانكفأنا وانكفأ علينا القوم بعد أن أصبنا أصحاب اللواء حتى ما يدنو منه أحد من القوم
قال ابن هشام : الصارخ أزب العقبة ، يعني الشيطان .
[ شجاعة صؤاب وشعر حسان في ذلك ]
قال ابن إسحاق : وحدثني بعض أهل العلم أن اللواء لم يزل صريعا حتى أخذته عمرة بنت علقمة الحارثية ، فرفعته لقريش فلاثوا به . وكان اللواء مع صؤاب غلام لبني أبي طلحة حبشي وكان آخر من أخذه منهم فقاتل به حتى قطعت يداه ثم برك عليه فأخذ اللواء بصدره وعنقه حتى قتل عليه وهو يقول اللهم هل أعزرت - يقول أعذرت - فقال حسان بن ثابت في ذلك
فخرتم باللواء وشر فخر لواء حين رد إلى صؤاب
جعلتم فخركم فيه بعبد وألأم من يطا عفر التراب
ظننتم والسفيه له ظنون وما إن ذاك من أمر الصواب
بأن جلادنا يوم التقينا بمكة بيعكم حمر العياب
أقر العين أن عصبت يداه وما إن تعصبان على خضاب
قال ابن هشام : آخرها بيتا يروى لأبي خراش الهذلي وأنشدنيه له خلف الأحمر
أقر العين أن عصبت يداها وما إن تعصبان على خضاب
في أبيات له يعني امرأته في غير حديث أحد . وتروى الأبيات أيضا لمعقل بن خويلد الهذلي .
[ ما لقيه الرسول يوم أحد ]
قال ابن إسحاق : وانكشف المسلمون فأصاب فيهم العدو ، وكان يوم بلاء وتمحيص أكرم الله فيه من أكرم من المسلمين بالشهادة حتى خلص العدو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . فدث بالحجارة حتى وقع لشقه فأصيبت رباعيته وشج في وجهه وكلمت شفته وكان الذي أصابه عتبة بن أبي وقاص .
قال ابن إسحاق : فحدثني حميد الطويل عن أنس بن مالك ، قال كسرت رباعية النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد ، وشج في وجهه فجعل الدم يسيل على وجهه وجعل يمسح الدم وهو يقول كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم ، وهو يدعوهم إلى ربهم فأنزل الله عز وجل في ذلك ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون .
قال ابن هشام : وذكر ربيح بن عبد الرحمن بن أبي سعيد الخدري عن أبيه عن أبي سعيد الخدري أن عتبة بن أبي وقاص رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ فكسر رباعيته اليمنى السفلى ، وجرح شفته السفلى ، وأن عبد الله بن شهاب الزهري شجه في جبهته وأن ابن قمئة جرح وجنته فدخلت حلقتان من حلق المغفر وجنته ووقع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حفرة من الحفر التي عمل أبو عامر ليقع فيها المسلمون وهم لا يعلمون فأخذ علي بن أبي طالب بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفعه طلحة بن عبيد الله حتى استوى قائما ، ومص مالك بن سنان ، أبو أبي سعيد الخدري الدم عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ازدرده فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من مس دمي دمه لم تصبه النار .
قال ابن هشام : وذكر عبد العزيز بن محمد الدراوردي : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أحب أن ينظر إلى شهيد يمشي على وجه الأرض فلينظر إلى طلحة بن عبيد الله
وذكر يعني عبد العزيز الدراوردي ، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عيسى بن طلحة ، عن عائشة عن أبي بكر الصديق أن أبا عبيدة بن الجراح نزع إحدى الحلقتين من وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم فسقطت ثنيته ثم نزع الأخرى ، فسقطت ثنيته الأخرى ، فكان ساقط الثنيتين .
[ ابن السكن وبلاؤه يوم أحد ]
قال ابن إسحاق : وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين غشيه القوم من رجل يشري لنا نفسه ؟ كما حدثني الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ ، عن محمود بن عمرو ، قال فقام زياد بن السكن في نفر خمسة من الأنصار - وبعض الناس يقول إنما هو عمارة بن يزيد بن السكن - فقاتلوا دون رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا ثم رجلا ، يقتلون دونه حتى كان آخرهم زياد أو عمارة فقاتل حتى أثبتته الجراحة ثم فاءت فئة من المسلمين فأجهضوهم عنه فقال رسول الله أدنوه مني ، فأدنوه منه فوسده قدمه فمات وخده على قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم
  #93  
قديم 11-11-2005, 07:45 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

[ حديث أم سعد عن نصيبها في الجهاد يوم أحد ]
قال ابن هشام : وقاتلت أم عمارة نسيبة بنت كعب المازنية يوم أحد . فذكر سعيد بن أبي زيد الأنصاري : أن أم سعد بنت سعد بن الربيع كانت تقول دخلت على أم عمارة فقلت لها : يا خالة أخبريني خبرك ; فقالت خرجت أول النهار وأنا أنظر ما يصنع الناس ومعي سقاء فيه ماء فانتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في أصحابه والدولة والريح للمسلمين . فلما انهزم المسلمون انحزت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمت أباشر القتال وأذب عنه بالسيف وأرمي عن القوس حتى خلصت الجراح إلي . قالت فرأيت على عاتقها جرحا أجوف له غور ، فقلت : من أصابك بهذا ؟ قالت ابن قمئة أقمأه الله لما ولى الناس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل يقول دلوني على محمد ، فلا نجوت إن نجا ، فاعترضت له أنا ومصعب بن عمير ، وأناس ممن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربني هذه الضربة ولكن فلقد ضربته على ذلك ضربات ولكن عدو الله كان عليه درعان
[ أبو دجانة وابن أبي وقاص يدفعان عن الرسول ]
قال ابن إسحاق : وترس دون رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو دجانة بنفسه يقع النبل في ظهره وهو منحن عليه حتى كثر فيه النبل . ورمى سعد بن أبي وقاص دون رسول الله . قال سعد فلقد رأيته يناولني النبل وهو يقول ارم فداك أبي وأمي ، حتى إنه ليناولني السهم ما له نصل فيقول ارم به
[ بلاء قتادة وحديث عينه ]
قال ابن إسحاق : وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى عن قوسه حتى اندقت سيتها ، فأخذها قتادة بن النعمان ، فكانت عنده وأصيبت يومئذ عين قتادة بن النعمان ، حتى وقعت على وجنته .
قال ابن إسحاق : فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ردها بيده فكانت أحسن عينيه وأحدهما .
[ شأن أنس بن النضر ]
قال ابن إسحاق : وحدثني القاسم بن عبد الرحمن بن رافع أخو بني عدي بن النجار قال انتهى أنس بن النضر ، عم أنس بن مالك ، إلى عمر بن الخطاب ، وطلحة بن عبيد الله ، في رجال من المهاجرين والأنصار ، وقد ألقوا بأيديهم فقال ما يجلسكم ؟ قالوا : قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فماذا تصنعون بالحياة بعده ؟ ( قوموا ) فموتوا على ما مات عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم استقبل القوم فقاتل حتى قتل وبه سمي أنس بن مالك .
قال ابن إسحاق : فحدثني حميد الطويل عن أنس بن مالك ، قال لقد وجدنا بأنس بن النضر يومئذ سبعين ضربة فما عرفه إلا أخته عرفته ببناته .
[ ما أصاب ابن عوف من الجراحات ]
قال ابن هشام : حدثني بعض أهل العلم . أن عبد الرحمن بن عوف أصيب فوه يومئذ فهتم وجرح عشرين جراحة أو أكثر أصابه بعضها في رجله فعرج .
[ أول من عرف الرسول بعد الهزيمة ]
قال ابن إسحاق : وكان أول من عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الهزيمة وقول الناس قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ذكر لي ابن شهاب الزهري كعب بن مالك ، قال عرفت عينيه تزهران من تحت المغفر فناديت بأعلى صوتي : يا معشر المسلمين أبشروا ، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشار إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنصت .
قال ابن إسحاق : فلما عرف المسلمون رسول الله صلى الله عليه وسلم نهضوا به ونهض معهم نحو الشعب ، معه أبو بكر الصديق ، وعمر بن الخطاب ، وعلي بن أبي طالب ، وطلحة بن عبيد الله ، والزبير بن العوام ، رضوان الله عليهم والحارث بن الصمة ورهط من المسلمين .
[ مقتل أبي بن خلف ]
قال ) : فلما أسند رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشعب أدركه أبي بن خلف وهو يقول أي محمد لا نجوت إن نجوت فقال القوم يا رسول الله أيعطف عليه رجل منا ؟ فقال رسول الله دعوه فلما دنا ، تناول رسول الله صلى الله عليه وسلم الحربة من الحارث بن الصمة يقول بعض القوم فيما ذكر لي : فلما أخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم منه انتفض بها انتفاضة تطايرنا عنه تطاير الشعراء عن ظهر البعير إذا انتفض بها - قال ابن هشام : الشعراء ذباب له لدغ - ثم استقبله فطعنه في عنقه طعنة تدأدأ منها عن فرسه مرارا .
قال ابن هشام : تدأدأ يقول تقلب عن فرسه فجعل يتدحرج .
قال ابن إسحاق : وكان أبي بن خلف ، كما حدثني صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف ، يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فيقول يا محمد إن عندي العوذ فرسا أعلفه كل يوم فرقا من ذرة أقتلك عليه فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أنا أقتلك إن شاء الله . فلما رجع إلى قريش وقد خدشه في عنقه خدشا غير كبير فاحتقن الدم قال قتلني والله محمد قالوا له ذهب والله فؤادك والله إن بك من بأس قال إنه قد كان قال لي بمكة أنا أقتلك ، فوالله لو بصق علي لقتلني . فمات عدو الله سرف وهم قافلون به إلى مكة .
[ انتهاء الرسول إلى الشعب ]
( قال ) : فلما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى فم الشعب خرج علي بن أبي طالب ، حتى ملأ درقته ماء من المهراس ، فجاء به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشرب منه فوجد له ريحا ، فعافه فلم يشرب منه وغسل عن وجهه الدم وصب على رأسه وهو يقول اشتد غضب الله على من دمى وجه نبيه
[ حرص ابن أبي وقاص على قتل عتبة ]
قال ابن إسحاق : فحدثني صالح بن كيسان عمن حدثه عن سعد بن أبي وقاص أنه كان يقول والله ما حرصت على قتل رجل قط كحرصي على قتل عتبة بن أبي وقاص ، وإن كان ما علمت لسيئ الخلق مبغضا في قومه ولقد كفاني منه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم اشتد غضب الله على من دمى وجه رسوله .
[ صعود قريش الجبل وقتال عمر لهم ]
قال ابن إسحاق : فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشعب معه أولئك النفر من أصحابه إذ علت عالية من قريش الجبل .
قال ابن هشام : كان على تلك الخيل خالد بن الوليد .
قال ابن إسحاق : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إنه لا ينبغي لهم أن يعلونا فقاتل عمر بن الخطاب ورهط معه من المهاجرين حتى أهبطوهم من الجبل
[ ضعف الرسول عن النهوض ومعاونة طلحة له ]
قال ابن إسحاق : ونهض رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى صخرة من الجبل ليعلوها ، وقد كان بدن رسول الله صلى الله عليه وسلم وظاهر بين درعين فلما ذهب لينهض صلى الله عليه وسلم لم يستطع فجلس تحته طلحة بن عبيد الله ، فنهض به حتى استوى عليها . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه عن عبد الله بن الزبير ، عن الزبير قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ يقول أوجب طلحة حين صنع برسول الله صلى الله عليه وسلم ما صنع
قال ابن هشام : وبلغني عن عكرمة عن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبلغ الدرجة المبنية في الشعب .
[ صلاة الرسول قاعدا ]
قال ابن هشام : وذكر عمر مولى غفرة : أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر يوم أحد قاعدا من الجراح التي أصابته وصلى المسلمون خلفه قعودا
[ مقتل اليمان وابن وقش ]
قال ابن إسحاق : وقد كان الناس انهزموا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهى بعضهم إلى المنقى ، دون الأعوص .
قال ابن إسحاق : وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، عن محمود بن لبيد ، قال لما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد ، رفع حسيل بن جابر وهو اليمان أبو حذيفة بن اليمان ، وثابت بن وقش في الآطام مع النساء والصبيان فقال أحدهما لصاحبه وهما شيخان كبيران ما أبا لك ، ما تنتظر ؟ فوالله لا بقي لواحد منا من عمره إلا ظمء حمار إنما نحن هامة اليوم أو غد ، أفلا نأخذ أسيافنا ، ثم نلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم لعل الله يرزقنا شهادة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فأخذا أسيافهما ثم خرجا ، حتى دخلا في الناس ولم يعلم بهما ، فأما ثابت بن وقش فقتله المشركون وأما حسيل بن جابر فاختلفت عليه أسياف المسلمين فقتلوه ولا يعرفونه فقال حذيفة أبي ; فقالوا : والله إن عرفناه وصدقوا قال حذيفة يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يديه فتصدق حذيفة بديته على المسلمين فزاده ذلك عند رسول الله صلى الله عليه وسلم خيرا
[ مقتل حاطب ومقالة أبيه ]
قال ابن إسحاق : وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة : أن رجلا منهم كان يدعى حاطب بن أمية بن رافع وكان له ابن يقال له يزيد بن حاطب أصابته جراحة يوم أحد ، فأتي به إلى دار قومه وهو بالموت فاجتمع إليه أهل الدار فجعل المسلمون يقولون له من الرجال والنساء أبشر يا ابن حاطب بالجنة قال وكان حاطب شيخا قد عسا في الجاهلية فنجم يومئذ نفاقه فقال بأي شيء تبشرونه ؟ بجنة من حرمل غررتم والله هذا الغلام من نفسه .
[ مقتل قزمان منافقا كما حدث الرسول بذلك ]
قال ابن إسحاق : وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، قال كان فينا رجل أتى لا يدرى ممن هو يقال له قزمان ، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا ذكر له إنه لمن أهل النار ، قال فلما كان يوم أحد قاتل قتالا شديدا ، فقتل وحده ثمانية أو سبعة من المشركين وكان ذا بأس فأثبتته الجراحة فاحتمل إلى دار بني ظفر ، قال فجعل رجال من المسلمين يقولون له والله لقد أبليت اليوم يا قزمان ، فأبشر قال بماذا أبشر ؟ فوالله إن قاتلت إلا عن أحساب قومي ، ولولا ذلك ما قاتلت . قال فلما اشتدت عليه جراحته أخذ سهما من كنانته فقتل به نفسه
  #94  
قديم 11-11-2005, 07:47 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

قتل مخيريق
قال ابن إسحاق : وكان ممن قتل يوم أحد مخيريق ، وكان أحد بني ثعلبة بن الفطيون قال لما كان يوم أحد ، قال يا معشر يهود والله لقد علمتم أن نصر محمد عليكم لحق ، قالوا : إن اليوم يوم السبت قال لا سبت لكم .
فأخذ سيفه وعدته وقال إن أصبت فمالي لمحمد يصنع فيه ما شاء ثم غدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقاتل معه حتى قتل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيما بلغنا - مخيريق خير يهود
[ أمر الحارث بن سويد ]
قال ابن إسحاق : وكان الحارث بن سويد بن صامت منافقا ، فخرج يوم أحد مع المسلمين فلما التقى الناس عدا على المجذر بن ذياد البلوي وقيس بن زيد أحد بني ضبيعة ، فقتلهما ، ثم لحق بمكة بقريش وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيما يذكرون - قد أمر عمر بن الخطاب بقتله إن هو ظفر به ففاته فكان بمكة ثم بعث إلى أخيه الجلاس بن سويد يطلب التوبة ليرجع إلى قومه . فأنزل الله تعالى فيه فيما بلغني ، عن ابن عباس : كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين إلى آخر القصة .
[ تحقيق ابن هشام فيمن قتل المجذر ]
قال ابن هشام : حدثني من أثق به من أهل العلم أن الحارث بن سويد قتل المجذر بن ذياد ولم يقتل قيس بن زيد والدليل على ذلك أن ابن إسحاق لم يذكره في قتلى أحد ; وإنما قتل المجذر لأن المجذر بن ذياد كان قتل أباه سويدا في بعض الحروب التي كانت بين الأوس والخزرج ، وقد ذكرنا ذلك فيما مضى من هذا الكتاب . فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفر من أصحابه إذ خرج الحارث بن سويد من بعض حوائط المدينة ، وعليه ثوبان مضرجان فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان ، فضرب عنقه ويقال بعض الأنصار .
قال ابن إسحاق : قتل سويد بن الصامت معاذ بن عفراء غيلة في غير حرب رماه بسهم فقتله قبل يوم بعاث
[ أمر أصيرم ]
قال ابن إسحاق : وحدثني الحصين بن عبد الرحمن بن عمرو بن سعد بن معاذ عن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد عن أبي هريرة قال كان يقول حدثوني عن رجل دخل الجنة لم يصل قط ، فإذا لم يعرفه الناس سألوه من هو ؟ فيقول أصيرم ، بني عبد الأشهل ، عمرو بن ثابت بن وقش
قال الحصين فقلت لمحمود بن أسد : كيف كان شأن الأصيرم ؟ قال كان يأبى الإسلام على قومه . فلما كان يوم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحد بدا له في الإسلام فأسلم ثم أخذ سيفه فعدا حتى دخل في عرض الناس فقاتل حتى أثبتته الجراحة . قال فبينا رجال من بني عبد الأشهل يلتمسون قتلاهم في المعركة إذا هم به فقالوا : والله إن هذا للأصيرم ما جاء به ؟ لقد تركناه وإنه لمنكر لهذا الحديث فسألوه ما جاء به فقالوا : ما جاء بك يا عمرو ؟ أحدب على قومك أم رغبة في الإسلام ؟ قال بل رغبة في الإسلام آمنت بالله وبرسوله وأسلمت ثم أخذت سيفي ، فغدوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قاتلت حتى أصابني ما أصابني ، ثم لم يلبث أن مات في أيديهم . فذكروه لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنه لمن أهل الجنة
[ مقتل عمرو بن الجموح ]
قال ابن إسحاق : وحدثني أبي إسحاق بن يسار ، عن أشياخ من بني سلمة أن عمرو بن الجموح كان رجلا أعرج شديد العرج ، وكان له بنون أربعة مثل الأسد يشهدون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاهد فلما كان يوم أحد أرادوا حبسه وقالوا له إن الله عز وجل قد عذرك ، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن بني يريدون أن يحبسوني عن هذا الوجه والخروج معك فيه . فوالله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما أنت فقد عذرك الله فلا جهاد عليك ، وقال لبنيه ما عليكم أن لا تمنعوه لعل الله أن يرزقه الشهادة فخرج معه فقتل يوم أحد
[ تحريض عمر لحسان على هجو هند بنت عتبة ]
قال ابن إسحاق : فحدثني صالح بن كيسان أنه حدث أن عمر بن الخطاب قال لحسان بن ثابت يا ابن الفريعة - قال ابن هشام : الفريعة بنت خالد بن خنيس ويقال : خنيس ابن حارثة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج - لو سمعت ما تقول هند ، ورأيت أشرها قائمة على صخرة ترتجز بنا ، وتذكر ما صنعت بحمزة ؟ قال له حسان والله إني لأنظر إلى الحربة تهوي وأنا على رأس فارع - يعني أطمه - فقلت : والله إن هذه لسلاح ما هي بسلاح العرب ، وكأنها إنما تهوي إلى حمزة ولا أدري ، لكن أسمعني بعض قولها أكفكموها ، قال فأنشده عمر بن الخطاب بعض ما قالت فقال حسان بن ثابت :
أشرت لكاع وكان عادتها لؤما إذا أشرت مع الكفر
قال ابن هشام : وهذا البيت في أبيات له تركناها ، وأبياتا أيضا له على الدال . وأبياتا أخر على الذال لأنه أقذع فيها .
[ استنكار الحليس على أبي سفيان تمثيله بحمزة ]
قال ابن إسحاق : وقد كان الحليس بن زبان أخو بنو الحارث بن عبد مناة ، وهو يومئذ سيد الأبيش ، قد مر بأبي سفيان وهو يضرب في شدق حمزة بن عبد المطلب بزج الرمح ويقول ذق عقق فقال الحليس يا بني كنانة هذا سيد قريش يصنع بابن عمه ما ترون لحما ؟ فقال ويحك اكتمها عني ، فإنها كانت زلة .
[ شماتة أبي سفيان بالمسلمين بعد أحد وحديثه مع عمر ]
ثم إن أبا سفيان بن حرب حين أراد الانصراف أشرف على الجبل ثم صرخ بأعلى صوته فقال أنعمت فعال وإن الحرب سجال يوم بيوم أعل هبل أي أظهر دينك ; فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قم يا عمر فأجبه ، فقل الله أعلى وأجل ، لا سواء قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار . فلما أجاب عمر أبا سفيان قال له أبو سفيان هلم إلي يا عمر ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر ائته فانظر ما شأنه ; فجاءه فقال له أبو سفيان أنشدك الله يا عمر أقتلنا محمدا ؟ قال عمر اللهم لا ، وإنه ليسمع كلامك الآن قال أنت أصدق عندي من ابن قمئة وأبر لقول ابن قمئة لهم إني قد قتلت محمدا .
قال ابن هشام : واسم ابن قمئة عبد الله .
[ توعد أبي سفيان المسلمين ]
قال ابن إسحاق : ثم نادى أبو سفيان : إنه قد كان في قتلاكم مثل والله ما رضيت ، وما سخطت ، وما نهيت وما أمرت . ولما انصرف أبو سفيان ومن معه نادى : إن موعدكم بدر للعام القابل فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل من أصحابه قل نعم هو بيننا وبينكم موعد
[ خروج علي في آثار المشركين ]
ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب ، فقال اخرج في آثار القوم ، فانظر ماذا يصنعون وما يريدون فإن كانوا قد جنبوا الخيل وامتطوا الإبل فإنهم يريدون مكة ، وإن ركبوا الخيل وساقوا الإبل فإنهم يريدون المدينة ، والذي نفسي بيده لئن أرادوها لأسيرن إليهم فيها ، ثم لأناجزنهم قال علي : فخرجت في آثارهم أنظر ماذا يصنعون فجنبوا الخيل وامتطوا الإبل ووجهوا إلى مكة .
[ أمر القتلى بأحد ]
وفرغ الناس لقتلاهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حدثني محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة المازني أخو بني النجار من رجل ينظر لي ما فعل سعد بن الربيع ؟ أفي الأحياء هو أم في الأموات ؟ فقال رجل من الأنصار : أنا أنظر لك يا رسول الله ما فعل سعد فنظر فوجده جريحا في القتلى وبه رمق . قال فقلت له إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أنظر أفي الأحياء أنت أم في الأموات ؟ قال أنا في الأموات فأبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم عني السلام وقل له إن سعد بن الربيع يقول لك : جزاك الله عنا خير ما جزى نبيا عن أمته وأبلغ قومك عني السلام وقل لهم إن سعد بن الربيع يقول لكم إنه لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى نبيكم صلى الله عليه وسلم ومنكم عين تطرف قال ثم لم أبرح حتى مات قال فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته خبره .
قال ابن هشام : وحدثني أبو بكر الزبيري أن رجلا دخل على أبي بكر الصديق ، وبنت لسعد بن الربيع جارية صغيرة على صدره يرشفها ويقبلها ، فقال له الرجل من هذه ؟ قال هذه بنت رجل خير مني ، سعد بن الربيع ، كان من النقباء يوم العقبة ، وشهد بدرا ، واستشهد يوم أحد
[ حزن الرسول على حمزة وتوعده المشركين بالمثلة ]
قال ابن إسحاق : وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني ، يلتمس حمزة بن عبد المطلب ، فوجده ببطن الوادي قد بقر بطنه عن كبده ومثل به فجدع أنفه وأذناه . فحدثني محمد بن جعفر بن الزبير : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين رأى ما رأى : لولا أن تحزن صفية ، ويكون سنة من بعدي لتركته ، حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير ولئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن لأمثلن بثلاثين رجلا منهم . فلما رأى المسلمون حزن رسول الله صلى الله عليه وسلم وغيظه على من فعل بعمه ما فعل قالوا : والله لئن أظفرنا الله بهم يوما من الدهر لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب .
قال ابن هشام : ولما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمزة قال لن أصاب بمثلك أبدا ما وقفت موقفا قط أغيظ إلي من هذا ثم قال جاءني جبريل فأخبرني أن حمزة بن عبد المطلب مكتوب في أهل السموات السبع حمزة بن عبد المطلب ، أسد الله وأسد رسوله وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وحمزة وأبو سلمة بن عبد الأسد ، إخوة من الرضاعة أرضعتهم مولاة لأبي لهب .
[ ما نزل في النهي عن المثلة ]
قال ابن إسحاق : وحدثني بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي عن محمد بن كعب القرظي ، وحدثني من لا أتهم عن ابن عباس : أن الله عز وجل أنزل في ذلك من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وقول أصحابه وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون فعفا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصبر ونهى عن المثلة
قال ابن إسحاق : وحدثني حميد الطويل عن الحسن عن سمرة بن جندب ، قال ما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم في مقام قط ففارقه حتى يأمرنا بالصدقة وينهانا عن المثلة
[ صلاة الرسول على حمزة والقتلى ]
قال ابن إسحاق : وحدثني من لا أتهم عن مقسم ، مولى عبد الله بن الحارث ، عن ابن عباس ، قال أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحمزة فسجي ببردة ثم صلى عليه فكبر سبع تكبيرات ثم أتي بالقتلى فيوضعون إلى حمزة فصلى عليهم وعليه معهم حتى صلى عليه ثنتين وسبعين صلاة
[ صفية وحزنها على حمزة ]
قال ابن إسحاق : وقد أقبلت فيما بلغني ، صفية بنت عبد المطلب لتنظر إليه وكان أخاها لأبيها وأمها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنها الزبير بن العوام : القها فأرجعها ، لا ترى ما بأخيها ; فقال لها : يا أمه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن ترجعي ، قالت ولم ؟ وقد بلغني أن قد مثل بأخي ، وذلك في الله فما أرضانا بما كان من ذلك لأحتسبن ولأصبرن إن شاء الله . فلما جاء الزبير إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بذلك قال خل سبيلها ، فأتته فنظرت إليه فصلت عليه واسترجعت واستغفرت له ثم أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فدفن
  #95  
قديم 11-11-2005, 07:48 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

[ دفن الشهداء ]
قال ابن إسحاق : وكان قد احتمل ناس من المسلمين قتلاهم إلى المدينة ، فدفنوهم بها ، ثم نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك وقال ادفنوهم حيث صرعوا .
قال ابن إسحاق : وحدثني محمد بن مسلم الزهري ، عن عبد الله بن ثعلبة بن صعير العذري ، حليف بني زهرة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أشرف على القتلى يوم أحد ، قال أنا شهيد على هؤلاء ، إنه ما من جريح يجرح في الله إلا والله يبعثه يوم القيامة يدمى جرحه اللون لون دم والريح ريح مسك انظروا أكثر هؤلاء جمعا للقرآن فاجعلوه أمام أصحابه في القبر - وكانوا يدفنون الاثنين والثلاثة في القبر الواحد
قال وحدثني عمي موسى بن يسار أنه سمع أبا هريرة يقول قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم ما من جريح يجرح في الله إلا والله يبعثه يوم القيامة وجرحه يدمى ، اللون لون دم والريح ريح مسك
قال ابن إسحاق : وحدثني أبي إسحاق بن يسار ، عن أشياخ من بني سلمة : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يومئذ حين أمر بدفن القتلى : انظروا إلى عمرو بن الجموح وعبد الله بن عمرو بن حرام فإنهما كانا متصافيين في الدنيا ، فاجعلوهما في قبر واحد
[ حزن حمنة على حمزة ]
قال ابن إسحاق : ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعا إلى المدينة ، فلقيته حمنة بنت جحش ، كما ذكر لي ، فلما لقيت الناس نعي إليها أخوها عبد الله بن جحش ، فاسترجعت واستغفرت له ثم نعي لها خالها حمزة بن عبد المطلب فاسترجعت واستغفرت له ثم نعي لها زوجها مصعب بن عمير ، فصاحت وولولت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن زوج المرأة منها لبمكان لما رأى من تثبتها عند أخيها وخالها ، وصياحها على زوجها .
[ بكاء نساء الأنصار على حمزة ]
قال ابن إسحاق : ومر رسول الله صلى الله عليه وسلم بدار من دور الأنصار من بني عبد الأشهل وظفر فسمع البكاء والنوائح على قتلاهم فذرفت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى ، ثم قال لكن حمزة لا بواكي له فلما رجع سعد بن معاذ وأسيد بن حضير إلى دار بني عبد الأشهل أمرا نساءهم أن يتحزمن ثم يذهبن فيبكين على عم رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال ابن إسحاق : حدثني حكيم بن حكيم عن عباد بن حنيف عن بعض رجال بني عبد الأشهل قال لما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بكاءهن على حمزة خرج عليهن وهن على باب مسجده يبكين عليه فقال ارجعن يرحمكن الله فقد آسيتن بأنفسكن
قال ابن هشام : ونهي يومئذ عن النوح . قال ابن هشام : وحدثني أبو عبيدة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سمع بكاءهن قال رحم الله الأنصار فإن المواساة منهم ما عتمت لقديمة مروهن فلينصرفن
[ شأن المرأة الدينارية ]
قال ابن إسحاق : وحدثني عبد الواحد بن أبي عون عن إسماعيل بن محمد عن سعد بن أبي وقاص ، قال مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بامرأة من بني دينار ، وقد أصيب زوجها وأخوها وأبوها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحد فلما نعوا لها ، قالت فما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قالوا : خيرا يا أم فلان هو بحمد الله كما تحبين قالت أرونيه حتى أنظر إليه ؟ قال فأشير لها إليه حتى إذا رأته قالت كل مصيبة بعدك جلل
[ غسل السيوف ]
قال ابن إسحاق : فلما انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهله ناول سيفه ابنته فاطمة فقال اغسلي عن هذا دمه يا بنية فوالله لقد صدقني اليوم وناولها علي بن أبي طالب سيفه فقال وهذا أيضا ، فاغسلي عنه دمه فوالله لقد صدقني اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لئن كنت صدقت القتال لقد صدق معك سهل بن حنيف وأبو دجانة
قال ابن هشام : وكان يقال لسيف رسول الله صلى الله عليه وسلم ذو الفقار .
قال ابن هشام : وحدثني بعض أهل العلم أن ابن أبي نجيح قال نادى مناد يوم أحد :
لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي
قال ابن هشام : وحدثني بعض أهل العلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي بن أبي طالب لا يصيب المشركون منا مثلها حتى يفتح الله علينا
قال ابن إسحاق : وكان يوم أحد يوم السبت للنصف من شوال .
[ خروج الرسول في أثر العدو ليرهبه ]
قال فلما كان الغد ( من ) يوم الأحد لست عشرة ليلة مضت من شوال أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الناس بطلب العدو فأذن مؤذنه أن لا يخرجن معنا أحد إلا أحد حضر يومنا بالأمس . فكلمه جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام ، فقال يا رسول الله إن أبي كان خلفني على أخوات لي سبع وقال يا بني إنه لا ينبغي لي ولا لك أن نترك هؤلاء النسوة لا رجل فيهن ولست بالذي أوثرك بالجهاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على نفسي ، فتخلف على أخواتك ، فتخلفت عليهن . فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرج معه
وإنما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مرهبا للعدو وليبلغهم أنه خرج في طلبهم ليظنوا به قوة وأن الذي أصابهم لم يوهنهم عن عدوهم .
[ مثل من استماتة المسلمين في نصرة الرسول ]
قال ابن إسحاق : فحدثني عبد الله بن خارجة بن زيد بن ثابت ، عن أبي السائب مولى عائشة بنت عثمان أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني عبد الأشهل ، كان شهد أحدا مع رسول الله قال شهدت أحدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأخ لي ، فرجعنا جريحين فلما أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخروج في طلب العدو قلت لأخي أو قال لي : أتفوتنا غزوة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ والله ما لنا من دابة نركبها ، وما منا إلا جريح ثقيل فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت أيسر جرحا ، فكان إذا غلب حملته عقبة ومشى عقبة حتى انتهينا إلى ما انتهى إليه المسلمون
[ شأن معبد الخزاعي ]
قال وقد مر به كما حدثني عبد الله بن أبي بكر ، معبد بن أبي معبد الخزاعي ، وكانت خزاعة ، مسلمهم ومشركهم عيبة نصح لرسول الله صلى الله عليه وسلم بتهامة صفقتهم معه لا يخفون عنه شيئا كان بها ، ومعبد يومئذ مشرك فقال يا محمد أما والله لقد عز علينا ما أصابك ، ولوددنا أن الله عافاك فيهم ثم خرج ورسول الله صلى الله عليه وسلم بحمراء الأسد حتى لقي أبا سفيان بن حرب ومن معه بالروحاء وقد أجمعوا الرجعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وقالوا : أصبنا حد أصحابه وأشرافهم وقادتهم ثم نرجع قبل أن نستأصلهم لنكرن على بقيتهم فلنفرغن منهم . فلما رأى أبو سفيان معبدا ، قال ما وراءك يا معبد ؟ قال محمد قد خرج في أصحابه يطلبكم في جمع لم أر مثله قط ، يتحرقون عليكم تحرقا ، قد اجتمع معه من كان تخلف عنه في يومكم وندموا على ما صنعوا ، فيهم من الحنق عليكم شيء لم أر مثله قط ; قال ويحك ما تقول ؟ قال والله ما أرى أن ترتحل حتى أرى نواصي الخيل قال فوالله لقد أجمعنا الكرة عليهم لنستأصل بقيتهم قال فإني أنهاك عن ذلك قال والله لقد حملني ما رأيت على أن قلت فيهم أبياتا من شعر قال وما قلت ؟ قال قلت :
كادت تهد من الأصوات راحلتي إذ سالت الأرض بالجرد الأبابيل
تردى بأسد كرام لا تنابلة عند اللقاء ولا ميل معازيل
فظلت عدوا أظن الأرض مائلة لما سموا برئيس غير مخذول
فقلت : ويل ابن حرب من لقائكم إذا تغطمطت البطحاء بالجيل

إني نذير لأهل البسل ضاحية لكل ذي إربة منهم ومعقول
من جيش أحمد لا وخش تنابلة وليس يوصف ما أنذرت بالقيل
فثنى ذلك أبا سفيان ومن معه .
[ رسالة أبي سفيان إلى الرسول على لسان ركب ]
ومر به ركب من عبد القيس ، فقال أين تريدون ؟ قالوا : نريد المدينة ؟ قال ولم ؟ قالوا : نريد الميرة قال فهل أنتم مبلغون عني محمدا رسالة أرسلكم بها إليه وأحمل لكم هذه غدا زبيبا بعكاظ إذا وافيتموها ؟ قالوا نعم ؟ قال فإذا وافيتموه فأخبروه أنا قد أجمعنا السير إليه وإلى أصحابه لنستأصل بقيتهم فمر الركب برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بحمراء الأسد فأخبروه بالذي قال أبو سفيان فقال حسبنا الله ونعم الوكيل .
[ كف صفوان لأبي سفيان عن معاودة الكرة ]
قال ابن هشام : حدثنا أبو عبيدة أن أبا سفيان بن حرب لما انصرف يوم أحد ، أراد الرجوع إلى المدينة ، ليستأصل بقية أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم صفوان بن أمية بن خلف : لا تفعلوا ، فإن القوم قد حربوا ، وقد خشينا أن يكون لهم قتال غير الذي كان فارجعوا ، فرجعوا . فقال النبي صلى الله عليه وسلم وهو بحمراء الأسد حين بلغه أنهم هموا بالرجعة والذي نفسي بيده لقد سومت لهم حجارة لو صبحوا بها لكانوا كأمس الذاهب
[ مقتل أبي عزة ومعاوية بن المغيرة ]
قال أبو عبيدة وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم في جهة ذلك قبل رجوعه إلى المدينة ، معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس ، وهو جد عبد الملك بن مروان ، أبو أمه عائشة بنت معاوية وأبا عزة الجمحي وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أسره ببدر ثم من عليه فقال يا رسول الله أقلني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم والله لا تمسح عارضيك بمكة بعدها وتقول : خدعت محمدا مرتين اضرب عنقه يا زبير . فضرب عنقه
قال ابن هشام : وبلغني عن سعيد بن المسيب أنه قال قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين اضرب عنقه يا عاصم بن ثابت فضرب عنقه .
[ مقتل معاوية بن المغيرة ]
قال ابن هشام : ويقال إن زيد بن حارثة وعمار بن ياسر قتلا معاوية بن المغيرة بعد حمراء الأسد ، كان لجأ إلى عثمان بن عفان فاستأمن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمنه على أنه إن وجد بعد ثلاث قتل فأقام بعد ثلاث وتوارى فبعثهما النبي صلى الله عليه وسلم وقال إنكما ستجدانه بموضع كذا وكذا ، فوجداه فقتلاه
  #96  
قديم 11-11-2005, 07:50 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

[ شأن عبد الله بن أبي بعد ذلك ]
قال ابن إسحاق : فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، وكان عبد الله بن أبي ابن سلول ، كما حدثني ابن شهاب الزهري ، له مقام يقومه كل جمعة لا ينكر شرفا له في نفسه وفي قومه وكان فيهم شريفا ، إذا جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وهو يخطب الناس قام فقال أيها الناس هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهركم أكرمكم الله وأعزكم به فانصروه وعزروه واسمعوا له وأطيعوا ، ثم يجلس حتى إذا صنع يوم أحد ما صنع ورجع بالناس قام يفعل ذلك كما كان يفعله فأخذ المسلمون بثيابه من نواحيه وقالوا : اجلس أي عدو الله لست لذلك بأهل ، وقد صنعت ما صنعت فخرج يتخطى رقاب الناس وهو يقول والله لكأنما قلت بجرا أن قمت أشدد أمره . فلقيه رجل من الأنصار بباب المسجد فقال ما لك ؟ ويلك قال قمت أشدد أمره فوثب علي رجال من أصحابه يجذبونني ويعنفونني ، لكأنما قلت بجرا أن قمت أشدد أمره . قال ويلك ارجع يستغفر لك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال والله ما أبتغي أن يستغفر لي
[ كان يوم أحد يوم محنة ]
قال ابن إسحاق : كان يوم أحد يوم بلاء ومصيبة وتمحيص اختبر الله به المؤمنين ومحن به المنافقين ممن كان يظهر الإيمان بلسانه وهو مستخف بالكفر في قلبه ويوما أكرم الله فيه من أراد كرامته بالشهادة من أهل ولايته .
ذكر ما أنزل الله في أحد من القرآن
بسم الله الرحمن الرحيم قال حدثنا أبو محمد عبد الملك بن هشام . قال حدثنا زياد بن عبد الله البكائي عن محمد بن إسحاق المطلبي قال فكان مما أنزل الله تبارك وتعالى في يوم أحد من القرآن ستون آية من آل عمران ، فيها صفة ما كان في يومهم ذلك ومعاتبة من عاتب منهم يقول الله تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال والله سميع عليم قال ابن هشام : تبوئ المؤمنين تتخذ لهم مقاعد ومنازل .
إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا أن تتخاذلا ، والطائفتان بنو سلمة بن جشم بن الخزرج ، وبنو حارثة بن النبيت من الأوس ، وهما الجناحان يقول الله تعالى : والله وليهما أي المدافع عنهما ما همتا به من فشلهما ، وذلك أنه إنما كان ذلك منهما عن ضعف ووهن أصابهما غير شك في دينهما ، فتولى دفع ذلك عنهما برحمته وعائدته حتى سلمتا من وهونهما وضعفهما ، ولحقتا بنبيهما صلى الله عليه وسلم .
قال ابن هشام : حدثني رجل من الأسد من أهل العلم قال قالت الطائفتان ما نحب أنا لم نهم بما هممنا به ، لتولى الله إيانا في ذلك
قال ابن إسحاق : يقول الله تعالى : وعلى الله فليتوكل المؤمنون أي من كان به ضعف من المؤمنين فليتوكل علي وليستعن بي ، أعنه على أمره وأدافع عنه حتى أبلغ به وأدفع عنه وأقويه على نيته .
ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون أي فاتقوني ، فإنه شكر نعمتي . ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أقل عددا وأضعف قوة إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين أي إن تصبروا لعدوي ، وتطيعوا أمري ، ويأتوكم من وجههم هذا ، أمدكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين .
قال ابن هشام : مسومين معلمين . بلغنا عن الحسن بن أبي الحسن البصري أنه قال أعلموا على أذناب خيلهم ونواصيها بصوف أبيض فأما ابن إسحاق فقال كانت سيماهم يوم بدر عمائم بيضا . وقد ذكرت ذلك في حديث بدر . والسيما : العلامة . وفي كتاب الله عز وجل سيماهم في وجوههم من أثر السجود : أي علامتهم . و حجارة من سجيل منضود مسومة يقول : معلمة . بلغنا عن الحسن بن أبي الحسن البصري أنه قال عليها علامة أنها ليست من حجارة الدنيا ، وأنها من حجارة العذاب . قال رؤبة بن العجاج :
فالآن تبلى بي الجياد السهم ولا تجاريني إذا ما سوموا
وشخصت أبصارهم وأجذموا
أجذموا " بالذال المعجمة " : أي أسرعوا ، وأجدموا " بالدال المهملة " : أقطعوا ) . وهذه الأبيات في أرجوزة له . والمسومة ( أيضا ) : المرعية . وفي كتاب الله تعالى : والخيل المسومة و شجر فيه تسيمون تقول العرب : سوم خيله وإبله وأسامها : إذا رعاها . قال الكميت بن زيد
راعيا كان مسجحا ففقدناه وفقد المسيم هلك السوام
قال ابن هشام : مسجحا : سلس السياسة محسن ( إلى الغنم ) . وهذا البيت في قصيدة له . وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم أي ما سميت لكم من سميت من جنود ملائكتي إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به لما أعرف من ضعفكم وما النصر إلا من عندي ، لسلطاني وقدرتي ، وذلك أن العز والحكم إلي لا إلى أحد من خلقي . ثم قال ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين أي ليقطع طرفا من المشركين بقتل ينتقم به منهم أو يردهم خائبين أي ويرجع من بقي منهم فلا خائبين لم ينالوا شيئا مما كانوا يأملون .
[ النهي عن الربا ]
ثم قال يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافا مضاعفة ; أي لا تأكلوا في الإسلام إذ هداكم الله به ما كنتم تأكلون إذ أنتم على غيره مما لا يحل لكم في دينكم واتقوا الله لعلكم تفلحون أي فأطيعوا الله لعلكم تنجون مما حذركم الله من عذابه تدركون ما رغبكم الله فيه من ثوابه واتقوا النار التي أعدت للكافرين أي التي جعلت دارا لمن كفر بي .
[ الحض على الطاعة ]
ثم قال وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون معاتبة للذين عصوا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أمرهم بما أمرهم به في ذلك اليوم وفي غيره . ثم قال وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين أي دارا لمن أطاعني وأطاع رسولي . الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين أي وذلك هو الإحسان وأنا أحب من عمل به والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون أي إن أتوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم بمعصية ذكروا نهي الله عنها ، وما حرم عليهم فاستغفروه لها ، وعرفوا أنه لا يغفر الذنوب إلا هو . ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون : أي لم يقيموا على معصيتي كفعل من أشرك بي فيما غلوا به في كفرهم وهم يعلمون ما حرمت عليهم من عبادة غيري . أولئك جزاؤهم مغفرة من ربهم وجنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ونعم أجر العاملين أي ثواب المطيعين .
ثم استقبل ذكر المصيبة التي نزلت بهم والبلاء الذي أصابهم والتمحيص لما كان فيهم واتخاذه الشهداء منهم فقال تعزية لهم وتعريفا لهم فيما صنعوا ، وفيما هو صانع بهم قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المكذبين أي قد مضت مني وقائع نقمة في أهل التكذيب لرسلي والشرك بي : عاد وثمود وقوم لوط وأصحاب مدين ، فرأوا مثلات قد مضت مني فيهم ولمن هو على مثل ما هم عليه من ذلك مني ، فإني أمليت لهم أي لئلا يظنوا أن نقمتي انقطعت عن عدوكم وعدوي ، للدولة التي أدلتهم بها عليكم ليبتليكم بذلك ليعلمكم ما عندكم .
ثم قال تعالى : هذا بيان للناس وهدى وموعظة للمتقين أي هذا تفسير للناس إن قبلوا الهدى وهدى وموعظة أي نور وأدب " للمتقين " أي لمن أطاعني وعرف أمري . ولا تهنوا ولا تحزنوا أي لا تضعفوا ولا تبتئسوا على ما أصابكم وأنتم الأعلون أي لكم تكون العاقبة والظهور إن كنتم مؤمنين أي إن كنتم صدقتم نبيي بما جاءكم به عني . إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله أي جراح مثلها ، وتلك الأيام نداولها بين الناس أي نصرفها بين الناس للبلاء والتمحيص وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين أي ليميز بين المؤمنين والمنافقين وليكرم من أكرم من أهل الإيمان بالشهادة والله لا يحب الظالمين أي المنافقين الذين يظهرون بألسنتهم الطاعة وقلوبهم مصرة على المعصية وليمحص الله الذين آمنوا أي يختبر الذين آمنوا حتى يخلصهم بالبلاء الذي نزل بهم وكيف صبرهم ويقينهم ويمحق الكافرين أي يبطل من المنافقين قولهم بألسنتهم ما ليس في قلوبهم حتى يظهر منهم كفرهم الذي يستترون به .
  #97  
قديم 06-12-2005, 02:48 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي دعوة الجنة للمجاهدين

ثم قال تعالى : أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين أي حسبتم أن تدخلوا الجنة فتصيبوا من ثوابي الكرامة ولم أختبركم بالشدة وأبتليكم بالمكاره حتى أعلم صدق ذلك منكم بالإيمان بي ، والصبر على ما أصابكم في ولقد كنتم تمنون الشهادة على الذي أنتم عليه من الحق قبل أن تلقوا عدوكم يعني الذين استنهضوا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خروجه بهم إلى عدوهم لما فاتهم من حضور اليوم الذي كان قبله ببدر ورغبة في الشهادة التي فاتتهم بها ، فقال ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه يقول فقد رأيتموه وأنتم تنظرون أي الموت بالسيوف في أيدي الرجال قد خلي بينكم وبينهم وأنتم تنظرون إليهم ثم صدهم عنكم .
وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين أي لقول الناس قتل محمد صلى الله عليه وسلم وانهزامهم عند ذلك وانصرافهم عن عدوهم أفإن مات أو قتل رجعتم عن دينكم كفارا كما كنتم وتركتم جهاد عدوكم وكتاب الله . وما خلف نبيه صلى الله عليه وسلم من دينه معكم وعندكم وقد بين لكم فيما جاءكم به عني أنه ميت ومفارقكم ومن ينقلب على عقبيه أي يرجع عن دينه فلن يضر الله شيئا أي ليس ينقص ذلك عز الله تعالى ولا ملكه ولا سلطانه ولا قدرته وسيجزي الله الشاكرين أي من أطاعه وعمل بأمره .
[ ذكره أن الموت بإذن الله ]
ثم قال وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا أي أن لمحمد صلى الله عليه وسلم أجلا هو بالغه فإذا أذن الله عز وجل في ذلك كان . ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين أي من كان منكم يريد الدنيا ، ليست له رغبة في الآخرة نؤته منها ما قسم له من رزق ولا يعدوه فيها ، وليس له في الآخرة من حظ ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها ما وعد به مع ما يجزى عليه من رزقه في دنياه وذلك جزاء الشاكرين أي المتقين .
[ ذكر شجاعة المجاهدين من قبل مع الأنبياء ]
ثم قال وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين أي وكأين من نبي أصابه القتل ومعه ربيون كثير أي جماعة فما وهنوا لفقد نبيهم وما ضعفوا عن عدوهم وما استكانوا لما أصابهم في الجهاد عن الله تعالى وعن دينهم وذلك الصبر والله يحب الصابرين وما كان قولهم إلا أن قالوا ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين
[ تفسير ابن هشام لبعض الغريب ]
قال ابن هشام : واحد الربيين ربي ; وقولهم الرباب ، لولد عبد مناة بن أد بن طانجة بن إلياس ولضبة لأنهم تجمعوا وتحالفوا ، من هذا ، يريدون الجماعات . وواحدة الرباب : ربة ( وربابة ) وهي جماعات قداح أو عصي ونحوها ، فشبهوها بها . قال أبو ذؤيب الهذلي :
وكأنهن ربابة وكأنه يسر يفيص على القداح ويصدع
وهذا البيت في أبيات له . وقال أمية بن أبي الصلت :
حول شياطينهم أبابيل ربيون شدوا سنورا مدسورا
وهذا البيت في قصيدة له
قال ابن هشام : والربابة ( أيضا ) : الخرقة التي تلف فيها القداح . قال ابن هشام : والسنور : الدروع . والدسر هي المسامير التي في الحلق يقول الله عز وجل وحملناه على ذات ألواح ودسر قال الشاعر وهو أبو الأخزر الحماني ، من تميم
دسرا بأطراف القنا المقوم
قال ابن إسحاق : أي فقولوا مثل ما قالوا ، واعلموا أنما ذلك بذنوب منكم واستغفروه كما استغفروه وامضوا على دينكم كما مضوا على دينهم ولا ترتدوا على أعقابكم راجعين واسألوه كما سألوه أن يثبت أقدامكم واستنصروه كما استنصروه على القوم الكافرين فكل هذا من قولهم قد كان وقد قتل نبيهم فلم يفعلوا كما فعلتم فآتاهم الله ثواب الدنيا بالظهور على عدوهم وحسن ثواب الآخرة وما وعد الله فيها ، والله يحب المحسنين
[ تحذيره إياهم من إطاعة الكفار ]
يا أيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين أي عن عدوكم فتذهب دنياكم وآخرتكم بل الله مولاكم وهو خير الناصرين فإن كان ما تقولون بألسنتكم صدقا في قلوبكم فاعتصموا به ولا تستنصروا بغيره ولا ترجعوا على أعقابكم مرتدين عن دينه .
سنلقي في قلوب الذين كفروا الرعب أي الذي به كنت أنصركم عليهم بما أشركوا بي ما لم أجعل لهم من حجة أي فلا تظنوا أن لهم عاقبة نصر ولا ظهور عليكم ما اعتصمتم بي ، واتبعتم أمري ، للمصيبة التي أصابتكم منهم بذنوب قدمتموها لأنفسكم خالفتم بها أمري للمعصية وعصيتم بها النبي صلى الله عليه وسلم .
ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم عنهم ليبتليكم ولقد عفا عنكم والله ذو فضل على المؤمنين أي وقد وفيت لكم بما وعدتكم من النصر على عدوكم إذ تحسونهم بالسيوف أي القتل بإذني وتسليطي أيديكم عليهم وكفى أيديهم عنكم .
قال ابن هشام : الحس : الاستئصال يقال حسست الشيء أي استأصلته بالسيف وغيره . قال جرير
تحسهم السيوف كما تسامى حريق النار في الأجم الحصيد
وهذا البيت في قصيدة له . وقال رؤبة بن العجاج
إذا شكونا سنة حسوسا تأكل بعد الأخضر اليبيسا
وهذان البيتان في أرجوزة له .
قال ابن إسحاق : حتى إذا فشلتم أي تخاذلتم وتنازعتم في الأمر أي اختلفتم في أمري ، أي تركتم أمر نبيكم وما عهد إليكم يعني الرماة وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون أي الفتح لا شك فيه وهزيمة القوم عن نسائهم وأموالهم منكم من يريد الدنيا أي الذين أرادوا النهب في الدنيا وترك ما أمروا به من الطاعة التي عليها ثواب الآخرة ومنكم من يريد الآخرة أي الذين جاهدوا في الله ولم يخالفوا إلى ما نهوا عنه لعرض من الدنيا ، رغبة فيها ، رجاء ما عند الله من حسن ثوابه في الآخرة أي الذين جاهدوا في الدين ولم يخالفوا إلى ما نهوا عنه لعرض من الدنيا ، ليختبركم وذلك ببعض ذنوبكم ولقد عفا الله عن عظيم ذلك أن لا يهلككم بما أتيتم من معصية نبيكم ولكني عدت بفضلي عليكم وكذلك من الله على المؤمنين أن عاقب ببعض الذنوب في عاجل الدنيا أدبا وموعظة فإنه غير مستأصل لكل ما فيهم من الحق له عليهم بما أصابوا من معصيته رحمة لهم وعائدة عليهم لما فيهم من الإيمان .
[ تأنيبه إياهم لفرارهم عن نبيهم ]
ثم أنبهم بالفرار عن نبيهم صلى الله عليه وسلم وهم يدعون لا يعطفون عليه لدعائه إياهم فقال إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم أي كربا بعد كرب بقتل من قتل من إخوانكم وعلو عدوكم عليكم وبما وقع في أنفسكم من قول من قال قتل نبيكم فكان ذلك مما تتابع عليكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم من ظهوركم على عدوكم بعد أن رأيتموه بأعينكم ولا ما أصابكم من قتل إخوانكم حتى فرجت ذلك الكرب عنكم والله خبير بما تعملون . وكان الذي فرج الله به عنهم ما كانوا فيه من الكرب والغم الذي أصابهم أن الله عز وجل رد عنهم كذبة الشيطان بقتل نبيهم صلى الله عليه وسلم فلما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم حيا بين أظهرهم هان عليهم ما فاتهم من القوم بعد الظهور عليهم والمصيبة التي أصابتهم في إخوانهم حين صرف الله القتل عن نبيهم صلى الله عليه وسلم .
ثم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاسا يغشى طائفة منكم وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية يقولون هل لنا من الأمر من شيء قل إن الأمر كله لله يخفون في أنفسهم ما لا يبدون لك يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور فأنزل الله النعاس أمنة منه على أهل اليقين به فهم نيام لا يخافون وأهل النفاق قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية تخوف القتل وذلك أنهم لا يرجون عاقبة فذكر الله عز وجل تلاومهم وحسرتهم على ما أصابهم .
ثم قال الله سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم قل لو كنتم في بيوتكم لم تحضروا هذا الموطن الذي أظهر الله فيه منكم ما أظهر من سرائركم " لبرز " لأخرج الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم إلى موطن غيره يصرعون فيه حتى يبتلى به ما في صدورهم وليمحص ما في قلوبكم والله عليم بذات الصدور أي لا يخفى عليه ما في صدورهم مما استخفوا به منكم .
  #98  
قديم 06-12-2005, 02:51 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

[ تحذيرهم أن يكونوا ممن يخشون الموت في الله ]
ثم قال يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم والله يحيي ويميت والله بما تعملون بصير أي لا تكونوا كالمنافقين الذين ينهون إخوانهم عن الجهاد في سبيل الله والضرب في الأرض في طاعة الله عز وجل وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ويقولون إذا ماتوا أو قتلوا : لو أطاعونا ما ماتوا وما قتلوا " ليجعل الله ذلك حسرة في قلوبهم لقلة اليقين بربهم والله يحيي ويميت أي يعجل ما يشاء ويؤخر ما يشاء من ذلك من آجالهم بقدرته .
قال تعالى : ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون أي إن الموت لكائن لا بد منه فموت في سبيل الله أو قتل خير لو علموا وأيقنوا مما يجمعون من الدنيا التي لها يتأخرون عن الجهاد تخوف الموت والقتل لما جمعوا من زهرة الدنيا زهادة في الآخرة ولئن متم أو قتلتم أي ذلك كان لإلى الله تحشرون أي أن إلى الله المرجع فلا تغرنكم الدنيا ، ولا تغتروا بها ، وليكن الجهاد وما رغبكم الله فيه من ثوابه آثر عندكم منها .
[ ذكره رحمة الرسول عليهم ]
ثم قال تبارك وتعالى : فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك أي لتركوك فاعف عنهم أي فتجاوز عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين فذكر لنبيه صلى الله عليه وسلم لينه لهم وصبره عليهم لضعفهم وقلة صبرهم على الغلظة لو كانت منه عليهم في كل ما خالفوا عنه مما افترض عليهم من طاعة نبيهم صلى الله عليه وسلم .
ثم قال تبارك وتعالى : فاعف عنهم أي تجاوز عنهم واستغفر لهم ذنوبهم من قارف من أهل الإيمان منهم وشاورهم في الأمر أي لتريهم أنك تسمع منهم وتستعين بهم وإن كنت غنيا عنهم تألفا لهم بذلك على دينهم فإذا عزمت أي على أمر جاءك مني وأمر من دينك في جهاد عدوك لا يصلحك ولا يصلحهم إلا ذلك فامض على ما أمرت به على خلاف من خالفك ، وموافقة من وافقك ، وتوكل على الله ، أي ارض به من العباد إن الله يحب المتوكلين إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده أي لئلا تترك أمري للناس وارفض أمر الناس إلى أمري ، وعلى الله لا على الناس فليتوكل المؤمنون
[ ما نزل في الغلول ]
ثم قال وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون أي ما كان لنبي أن يكتم الناس ما بعثه الله به إليهم عن رهبة من الناس ولا رغبة ومن يفعل ذلك يأت يوم القيامة به ثم يجزى بكسبه غير مظلوم ولا معتدى عليه أفمن اتبع رضوان الله على ما أحب الناس أو سخطوا كمن باء بسخط من الله لرضا الناس أو لسخطهم .
يقول أفمن كان على طاعتي ، فثوابه الجنة ورضوان من الله كمن باء بسخط من الله واستوجب سخطه فكان مأواه جهنم وبئس المصير أسواء المثلان فاعرفوا . هم درجات عند الله والله بصير بما يعملون لكل درجات مما عملوا في الجنة والنار أي إن الله لا يخفى عليه أهل طاعته من أهل معصيته .
[ فضل الله على الناس ببعث الرسل ]
ثم قال لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين أي لقد من الله عليكم يا أهل الإيمان إذ بعث فيكم رسولا من أنفسكم يتلو عليكم آياته فيما أحدثتم وفيما عملتم فيعلمكم الخير والشر لتعرفوا الخير فتعملوا به والشر فتتقوه ويخبركم برضاه عنكم إذا أطعتموه فتستكثروا من طاعته وتجتنبوا ما سخط منكم من معصيته لتتخلصوا بذلك من نقمته وتدركوا بذلك ثوابه من جنته وإن كنتم من قبل لفي ضلال مبين أي لفي عمياء من الجاهلية أي لا تعرفون حسنة و لا تستغفرون من سيئة صم عن الخير بكم عن الحق عمي عن الهدى .
[ ذكره المصيبة التي أصابتهم ]
ثم ذكر المصيبة التي أصابتهم فقال أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم إن الله على كل شيء قدير أي إن تك قد أصابتكم مصيبة في إخوانكم بذنوبكم فقد أصبتم مثليها قبل من عدوكم في اليوم الذي كان قبله ببدر قتلا وأسرا ونسيتم معصيتكم وخلافكم عما أمركم به نبيكم صلى الله عليه وسلم أنتم أحللتم ذلك بأنفسكم إن الله على كل شيء قدير أي إن الله على ما أراد بعباده من نقمة أو عفو قدير
وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين أي ما أصابكم حين التقيتم أنتم وعدوكم فبإذني ، كان ذلك حين فعلتم ما فعلتم بعد أن جاءكم نصري ، وصدقتكم وعدي ، ليميز بين المؤمنين والمنافقين وليعلم الذين نافقوا منكم أي ليظهر ما فيهم . وقيل لهم تعالوا قاتلوا في سبيل الله أو ادفعوا يعني عبد الله بن أبي وأصحابه الذين رجعوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سار إلى عدوه من المشركين بأحد وقولهم لو نعلم أنكم تقاتلون لسرنا معكم ولدفعنا عنكم ولكنا لا نظن أنه يكون قتال . فأظهر منهم ما كانوا يخفون في أنفسهم .
يقول الله عز وجل هم للكفر يومئذ أقرب منهم للإيمان يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم أي يظهرون لك الإيمان وليس في قلوبهم والله أعلم بما يكتمون أي ما يخفون الذين قالوا لإخوانهم الذين أصيبوا معكم من عشائرهم وقومهم لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرءوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين أي أنه لا بد من الموت فإن استطعتم أن تدفعوه عن أنفسكم فافعلوا ، وذلك أنهم إنما نافقوا وتركوا الجهاد في سبيل الله حرصا على البقاء في الدنيا ، وفرارا من الموت .
[ الترغيب في الجهاد ]
ثم قال لنبيه صلى الله عليه وسلم يرغب المؤمنين في الجهاد ويهون عليهم القتل ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون أي لا تظنن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا : أي قد أحييتهم فهم عندي يرزقون في روح الجنة وفضلها ، مسرورين بما آتاهم الله من فضله على جهادهم عنه .
ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم أي ويسرون بلحوق من لحقهم من إخوانهم على ما مضوا عليه من جهادهم ليشركوهم فيما هم فيه من ثواب الله الذي أعطاهم قد أذهب الله عنهم الخوف والحزن . يقول الله تعالى : يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين لما عاينوا من وفاء الموعود وعظيم الثواب .
[ مصير قتلى أحد ]
قال ابن إسحاق : وحدثني إسماعيل بن أمية عن أبي الزبير عن ابن عباس ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها ، وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش فلما وجدوا طيب مشربهم ومأكلهم وحسن مقيلهم قالوا : يا ليت إخواننا يعلمون ما صنع الله بنا ، لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا عن الحرب فقال الله تعالى : فأنا أبلغهم عنكم فأنزل الله على رسوله صلى الله عليه وسلم هؤلاء الآيات ولا تحسبن
قال ابن إسحاق : وحدثني الحارث بن الفضيل عن محمود بن لبيد الأنصاري عن ابن عباس أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهداء على بارق نهر بباب الجنة ، في قبة خضراء يخرج عليهم رزقهم من الجنة بكرة وعشيا
قال ابن إسحاق : وحدثني من لا أتهم عن عبد الله بن مسعود أنه سئل عن هؤلاء الآيات ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فقال أما إنا قد سألنا عنها فقيل لنا : إنه لما أصيب إخوانكم بأحد جعل الله أرواحهم في أجواف طير خضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها ، وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش فيطلع الله عز وجل عليهم اطلاعة فيقول يا عبادي ، ما تشتهون فأزيدكم ؟ قال فيقولون ربنا لا فوق ما أعطيتنا ، الجنة نأكل منها حيث شئنا قال ثم يطلع الله عليهم اطلاعة فيقول يا عبادي ، ما تشتهون فأزيدكم ؟ فيقولون ربنا لا فوق ما أعطيتنا ، الجنة نأكل منها حيث شئنا قال ثم يطلع عليهم اطلاعة فيقول يا عبادي ، ما تشتهون فأزيدكم ؟ فيقولون ربنا لا فوق ما أعطيتنا ، الجنة نأكل منها حيث شئنا . إلا أنا نحب أن ترد أرواحنا في أجسادنا ، ثم نرد إلى الدنيا ، فنقاتل فيك ، حتى نقتل مرة أخرى
قال ابن إسحاق : وحدثني بعض أصحابنا ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، قال سمعت جابر بن عبد الله يقول قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أبشرك يا جابر ؟ قال قلت : بلى يا نبي الله قال إن أباك حيث أصيب بأحد أحياه الله عز وجل ثم قال له ما تحب يا عبد الله بن عمرو أن أفعل بك ؟ قال أي رب أحب أن تردني إلى الدنيا فأقاتل فيك ، فأقتل مرة أخرى
قال ابن إسحاق : وحدثني عمرو بن عبيد ، عن الحسن قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ما من مؤمن يفارق الدنيا يحب أن يرجع إليها ساعة من نهار وأن له الدنيا وما فيها إلا الشهيد فإنه يحب أن يرد إلى الدنيا ، فيقاتل في سبيل الله فيقتل مرة أخرى
  #99  
قديم 06-12-2005, 02:54 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

[ ذكر من خرجوا مع الرسول إلى حمراء الأسد ]
قال ابن إسحاق : ثم قال تعالى : الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح أي الجراح وهم المؤمنون الذين ساروا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الغد من يوم أحد إلى حمراء الأسد على ما بهم من ألم الجراح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل والناس الذين قالوا لهم ما قالوا ، النفر من عبد القيس ، الذين قال لهم أبو سفيان ما قال ؟
قالوا إن أبا سفيان ومن معه راجعون إليكم . يقول الله عز وجل
فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم لما صرف الله عنهم من لقاء عدوهم إنما ذلكم الشيطان أي لأولئك الرهط وما ألقى الشيطان على أفواههم يخوف أولياءه أي يرهبكم بأوليائه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين ولا يحزنك الذين يسارعون في الكفر أي المنافقون إنهم لن يضروا الله شيئا يريد الله ألا يجعل لهم حظا في الآخرة ولهم عذاب عظيم إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان لن يضروا الله شيئا ولهم عذاب أليم ولا يحسبن الذين كفروا أنما نملي لهم خير لأنفسهم إنما نملي لهم ليزدادوا إثما ولهم عذاب مهين ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب أي المنافقين وما كان الله ليطلعكم على الغيب أي فيما يريد أن يبتليكم به لتحذروا ما يدخل عليكم فيه ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء أي يعلمه ذلك فآمنوا بالله ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا أي ترجعوا وتتوبوا فلكم أجر عظيم .
ذكر يوم الرجيع
في سنة ثلاث
[ طلبت عضل والقارة نفرا من المسلمين ليعلموهم فأوفد الرسول ستة ]
قال حدثنا أبو محمد عبد الملك بن هشام قال حدثنا زياد بن عبد الله البكائي عن محمد بن إسحاق المطلبي قال حدثني عاصم بن عمر بن قتادة ، قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أحد رهط من عضل والقارة .
[ نسب عضل والقارة ]
قال ابن هشام : عضل والقارة ، من الهون بن خزيمة بن مدركة .
قال ابن هشام : ويقال الهون ، بضم الهاء قال ابن إسحاق : فقالوا : يا رسول الله إن فينا إسلاما ، فابعث معنا نفرا من أصحابك يفقهوننا في الدين ويقرئوننا القرآن ويعلموننا شرائع الإسلام . فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم نفرا ستة من أصحابه وهم مرثد بن أبي مرثد الغنوي ، حليف حمزة بن عبد المطلب ; وخالد بن البكير الليثي ، حليف بني عدي بن كعب ، وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح ، أخو بني عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس ; وخبيب بن عدي ، أخو بني جحجبى بن كلفة بن عمرو بن عوف ، وزيد بن الدثنة بن معاوية أخو بني بياضة بن عمرو بن زريق بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج ; وعبد الله بن طارق حليف بني ظفر بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس .
[ غدر عضل والقارة بالنفر الستة ]
وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على القوم مرثد بن أبي مرثد الغنوي ، فخرج مع القوم .
حتى إذا كانوا على الرجيع ، ماء لهذيل بناحية الحجاز ، على صدور الهدأة غدروا بهم فاستصرخوا عليهم هذيلا ، فلم يرع القوم وهم في رحالهم إلا الرجال بأيديهم السيوف قد غشوهم فأخذوا أسيافهم ليقاتلوهم فقالوا لهم إنا والله ما نريد قتلكم ، ولكنا نريد أن نصيب بكم شيئا من أهل مكة ولكم عهد الله وميثاقه أن لا نقتلكم .
[ مقتل مرثد وابن البكير وعاصم ]
فأما مرثد بن أبي مرثد ، وخالد بن البكير ، وعاصم بن ثابت فقالوا : والله لا نقبل من مشرك عهدا ولا عقدا أبدا
[ حديث حماية الدبر لعاصم ]
فلما قتل عاصم أرادت هذيل أخذ رأسه ليبيعوه من سلافة بنت سعد بن شهيد وكانت قد نذرت حين أصاب ابنيها يوم أحد : لئن قدرت على رأس عاصم لتشربن في قحفه الخمر فمنعته الدبر فلما حالت بينه وبينهم [ الدبر ] قالوا : دعوه يمسي فتذهب عنه فنأخذه . فبعث الله الوادي فاحتمل عاصما ، فذهب به
وقد كان عاصم قد أعطى الله عهدا أن لا يمسه مشرك ولا يمس مشركا أبدا ، تنجسا ; فكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول حين بلغه أن الدبر منعته يحفظ الله العبد المؤمن ، كان عاصم نذر أن لا يمسه مشرك ولا يمس مشركا أبدا في حياته فمنعه الله بعد وفاته كما امتنع منه في حياته
[ مقتل ابن طارق وبيع خبيب وابن الدثنة ]
وأما زيد بن الدثنة وخبيب بن عدي ، وعبد الله بن طارق ، فلانوا ورقوا ورغبوا في الحياة فأعطوا بأيديهم فأسروهم ثم خرجوا إلى مكة ، ليبيعوهم بها ، حتى إذا كانوا بالظهران انتزع عبد الله بن طارق يده من القران ثم أخذ سيفه واستأخر عنه القوم فرموه بالحجارة حتى قتلوه فقبره رحمه الله بالظهران ، وأما خبيب بن عدي وزيد بن الدثنة فقدموا بهما مكة .
قال ابن هشام فباعوها من قريش بأسيرين من هذيل كانا بمكة
قال ابن إسحاق فابتاع خبيبا حجير بن أبي إهاب التميمي ، حليف بني نوفل لعقبة بن الحارث بن عامر بن نوفل ، وكان أبو إهاب أخا الحارث بن عامر لأمه لقتله بأبيه .
قال ابن هشام الحارث بن عامر خال أبي إهاب وأبو إهاب أحد بني أسيد بن عمرو بن تميم ويقال أحد بني عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم من بني تميم .
[ مقتل ابن الدثنة ومثل من وفائه للرسول ]
قال ابن إسحاق : وأما زيد بن الدثنة فابتاعه صفوان بن أمية ليقتله بأبيه أمية بن خلف ، وبعث به صفوان بن أمية مع مولى له يقال له نسطاس إلى التنعيم ، وأخرجوه من الحرم ليقتلوه . واجتمع رهط من قريش ، فيهم أبو سفيان بن حرب فقال له أبو سفيان حين قدم ليقتل أنشدك الله يا زيد أتحب أن محمدا عندنا الآن في مكانك نضرب عنقه وأنك في أهلك ؟ قال والله ما أحب أن محمدا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه وأنا جالس في أهلي . قال يقول أبو سفيان ما رأيت من الناس أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا ; ثم قتله نسطاس يرحمه الله
[ مقتل خبيب وحديث دعوته ]
وأما خبيب بن عدي ، فحدثني عبد الله بن أبي نجيح ، أنه حدث عن ماوية مولاة حجير بن أبي إهاب ، وكانت قد أسلمت قالت كان خبيب عندي ، حبس في بيتي ، فلقد اطلعت عليه يوما ، وإن في يده لقطفا من عنب مثل رأس الرجل يأكل منه وما أعلم في أرض الله عنبا يؤكل .
قال ابن إسحاق : وحدثني عاصم بن عمر بن قتادة وعبد الله بن أبي نجيح جميعا أنها قالت قال لي حين حضره القتل ابعثي إلي بحديدة أتطهر بها للقتل قالت فأعطيت غلاما من الحي الموسى ، فقلت : ادخل بها على هذا الرجل البيت قالت فوالله ما هو إلا أن ولى الغلام بها إليه فقلت : ماذا صنعت أصاب والله الرجل ثأره بقتل هذا الغلام فيكون رجلا برجل فلما ناوله الحديدة أخذها من يده ثم قال لعمرك ، ما خافت أمك غدري حين بعثتك بهذه الحديدة إلي ثم خلى سبيله .
قال ابن هشام : ويقال إن الغلام ابنها .
قال ابن إسحاق : قال عاصم ثم خرجوا بخبيب حتى إذا جاءوا به إلى التنعيم ليصلبوه قال لهم إن رأيتم أن تدعوني حتى أركع ركعتين فافعلوا ; قالوا : دونك فاركع . فركع ركعتين أتمهما وأحسنهما ، ثم أقبل على القوم فقال أما والله لولا أن تظنوا أني إنما طولت جزعا من القتل لاستكثرت من الصلاة قال فكان خبيب بن عدي أول من سن هاتين الركعتين عند القتل للمسلمين . قال ثم رفعوه على خشبة فلما أوثقوه قال اللهم إنا قد بلغنا رسالة رسولك ، فبلغه الغداة ما يصنع بنا ; ثم قال اللهم أحصهم عددا ، واقتلهم بددا ، ولا تغادر منهم أحدا . ثم قتلوه رحمه الله
فكان معاوية بن أبي سفيان يقول حضرته يومئذ فيمن حضره مع أبي سفيان فلقد رأيته يلقيني إلى الأرض فرقا من دعوة خبيب وكانوا يقولون إن الرجل إذا دعي عليه فاضطجع لجنبه زالت عنه .
قال ابن إسحاق : حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه عباد عن عقبة بن الحارث قال سمعته يقول ما أنا والله قتلت خبيبا ; لأني كنت أصغر من ذلك ولكن أبا ميسرة أخا بني عبد الدار أخذ الحربة فجعلها في يدي ، ثم أخذ بيدي وبالحربة ثم طعنه بها حتى قتله
قال ابن إسحاق : وحدثني بعض أصحابنا ، قال كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه استعمل سعيد بن عامر بن حذيم الجمحي على بعض الشام ، فكانت تصيبه غشية وهو بين ظهري القوم فذكر ذلك لعمر بن الخطاب وقيل إن الرجل مصاب فسأله عمر في قدمة قدمها عليه فقال يا سعيد ما هذا الذي يصيبك ؟ فقال والله يا أمير المؤمنين ما بي من بأس ولكني كنت فيمن حضر خبيب بن عدي حين قتل وسمعت دعوته فوالله ما خطرت على قلبي وأنا في مجلس قط إلا غشي علي فزادته عند عمر خيرا .
قال ابن هشام : أقام خبيب في أيديهم حتى انقضت الأشهر الحرم ، ثم قتلوه .
  #100  
قديم 06-12-2005, 02:56 AM
maher maher غير متصل
رب اغفر لي و لوالدي
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2004
الإقامة: tunisia
المشاركات: 2,978
إرسال رسالة عبر MSN إلى maher إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى maher
إفتراضي

[ ما نزل في سرية الرجيع من القرآن ]
قال . قال ابن إسحاق : وكان مما نزل من القرآن في تلك السرية كما حدثني مولى لآل زيد بن ثابت ، عن عكرمة مولى ابن عباس ، أو عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس . قال قال ابن عباس : لما أصيبت السرية التي كان فيها مرثد وعاصم بالرجيع قال رجال من المنافقين يا ويح هؤلاء المفتونين الذين هلكوا ( هكذا ) ، لا هم قعدوا في أهليهم ولا هم أدوا رسالة صاحبهم فأنزل الله تعالى في ذلك من قول المنافقين وما أصاب أولئك النفر من الخير بالذي أصابهم فقال سبحانه ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا أي لما يظهر من الإسلام بلسانه ويشهد الله على ما في قلبه وهو مخالف لما يقول بلسانه وهو ألد الخصام أي ذو جدال إذا كلمك وراجعك
( تفسير ابن هشام لبعض الغريب )
قال ابن هشام : الألد : الذي يشغب فتشتد خصومته وجمعه لد . وفي كتاب الله عز وجل وتنذر به قوما لدا وقال المهلهل بن ربيعة التغلبي ، واسمه امرؤ القيس ; ويقال عدي بن ربيعة :
إن تحت الأحجار حدا ولينا وخصيما ألد ذا معلاق
ويروى " ذا مغلاق " فيما قال ابن هشام . وهذا البيت في قصيدة له وهو الألندد .
قال الطرماح بن حكيم الطائي يصف الحرباء
يوفي على جذم الجذول كأنه خصم أبر على الخصوم ألندد
وهذا البيت في قصيدة له .
قال ابن إسحاق : قال تعالى : وإذا تولى أي خرج من عندك سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد أي لا يحب عمله ولا يرضاه . وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله والله رءوف بالعباد أي قد شروا أنفسهم من الله بالجهاد في سبيله والقيام بحقه حتى هلكوا على ذلك يعني تلك السرية .
[ تفسير ابن هشام لبعض الغريب ]
قال ابن هشام : يشري نفسه يبيع نفسه وشروا : باعوا . قال يزيد بن ربيعة بن مفرغ الحميري :
وشريت بردا ليتني من بعد برد كنت هامه
برد غلام له باعه . وهذا البيت في قصيدة له . وشرى أيضا : اشترى . قال الشاعر
فقلت لها لا تجزعي أم مالك على ابنيك إن عبد لئيم شراهما
[ من اجتمعوا لقتل خبيب ]
قال ابن إسحاق : وكان الذين أجلبوا على خبيب في قتله حين قتل من قريش : عكرمة بن أبي جهل ، وسعيد بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود والأخنس بن شريق الثقفي ، حليف بني زهرة وعبيدة بن حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص السلمي ، حليف بني أمية بن عبد شمس ، وأمية بن أبي عتبة وبنو الحضرمي .
حديث بئر معونة في صفر سنة أربع
قال ابن إسحاق : فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بقية شوال وذا القعدة وذا الحجة - وولي تلك الحجة المشركون والمحرم - ، ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحاب بئر معونة في صفر على رأس أربعة أشهر من أحد .
( سبب إرساله )
وكان من حديثهم كما حدثني أبي إسحاق بن يسار عن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، وغيره من أهل العلم قالوا : قدم أبو براء عامر بن مالك بن جعفر ملاعب الأسنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الإسلام ودعاه إليه فلم يسلم ولم يبعد من الإسلام وقال يا محمد لو بعثت رجالا من أصحابك إلى أهل نجد ، فدعوهم إلى أمرك ، رجوت أن يستجيبوا لك ; فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني أخشى عليهم أهل نجد ، قال أبو براء . أنا لهم جار فابعثهم فليدعوا الناس إلى أمرك .
[ رجال البعث ]
فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر بن عمرو ، أخا بني ساعدة المعنق ليموت في أربعين رجلا من أصحابه من خيار المسلمين منهم الحارث بن الصمة وحرام بن ملحان أخو بني عدي بن النجار وعروة بن أسماء بن الصلت السلمي ، ونافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي ، وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصديق في رجال مسمين من خيار المسلمين . فساروا حتى نزلوا ببئر معونة وهي بين أرض بني عامر وحرة بني سليم ، كلا البلدين منها قريب وهي إلى حرة بني سليم أقرب .
[ غدر عامر بهم ]
فلما نزلوها بعثوا حرام بن ملحان بكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عدو الله عامر بن الطفيل ; فلما أتاه لم ينظر في كتابه حتى عدا على الرجل فقتله ثم استصرخ عليهم بني عامر فأبوا أن يجيبوه إلى ما دعاهم إليه وقالوا : لن نخفر أبا براء ، وقد عقد لهم عقدا وجوارا ; فاستصرخ عليهم قبائل من بني سليم ( من ) عصية ورعل وذكوان ، فأجابوه إلى ذلك فخرجوا حتى غشوا القوم فأحاطوا بهم في رحالهم فلما رأوهم أخذوا سيوفهم ثم قاتلوهم حتى قتلوا من عند آخرهم يرحمهم الله إلا كعب بن زيد أخا بني دينار بن النجار فإنهم تركوه وبه رمق فارتث من بين القتلى ، فعاش حتى قتل يوم الخندق شهيدا ، رحمه الله
[ ابن أمية والمنذر وموقفهما من القوم بعد علمهما بمقتل أصحابهما ]
وكان في سرح القوم عمرو بن أمية الضمري ، ورجل من الأنصار ، أحد بني عمرو بن عوف .
قال ابن هشام : هو المنذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح . قال ابن إسحاق : فلم ينبئهما بمصاب أصحابهما إلا الطير تحوم على العسكر فقال والله إن لهذه الطير لشأنا ، فأقبلا لينظرا ، فإذا القوم في دمائهم وإذا الخيل التي أصابتهم واقفة . فقال الأنصاري لعمرو بن أمية ما ترى ؟ قال أرى أن نلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم فنخبره الخبر ، فقال الأنصاري : لكني ما كنت لأرغب بنفسي عن موطن قتل فيه المنذر بن عمرو ، وما كنت لتخبرني عنه الرجال ثم قاتل القوم حتى قتل وأخذوا عمرو بن أمية أسيرا ; فلما أخبرهم أنه من مضر ، أطلقه عامر بن الطفيل ، وجز ناصيته وأعتقه عن رقبة زعم أنها كانت على أمه .
[ قتل العامريين ]
فخرج عمرو بن أمية حتى إذا كان بالقرقرة من صدر قناة ، أقبل رجلان من بني عامر .
قال ابن هشام : ( ثم ) من بني كلاب وذكر أبو عمرو المدني أنهما من بني سليم .
قال ابن إسحاق : حتى نزلا معه في ظل هو فيه . وكان مع العامريين عقد من رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوار لم يعلم به عمرو بن أمية وقد سألهما حين نزلا ، ممن أنتما ؟ فقالا : من بني عامر فأمهلهما ، حتى إذا ناما ، عدا عليهما فقتلهما ، وهو يرى أنه قد أصاب بهما ثؤرة من بني عامر فيما أصابوا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قدم عمرو بن أمية على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد قتلت قتيلين لأدينهما
[ حزن الرسول من عمل أبي براء ]
ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا عمل أبي براء ، قد كنت لهذا كارها متخوفا . فبلغ ذلك أبا براء فشق عليه إخفار عامر إياه وما أصاب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بسببه وجواره وكان فيمن أصيب عامر بن فهيرة
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م