كيف تكتب قصه ؟؟!!

[ابو طارق]

ايها الساده...
كيف يمكنم كتابة القصه بشكل صحيح وجيد ؟
مثلا.... البدايه..

" منظر الغروب .. نراه كل يوم .. و لا نمله أبدا ! " على سبيل المثال ..

" كل الأسر السعيدة متشابهة و لكن لكل أسرة تعيسة نمطها الخاص في التعبير عن تعاستها "

هذخ أمثلة من المقدمات التي تبدأ فيها القصة ، و هي عبارة عن جمل تقريرية تعطي فكرة عما سيقال لاحقا .

و هناك نوع آخر ..

" لماذا يغضب الكبار بسرعة يا ماما ؟ "
" هل أنت راحل ؟ "

أن تبدأ القصة بنوع من الأسئلة ، هذا الأسلوب أكثر جاذبية لأنه يأخذك مباشرة إلى الأحداث .. و ما إن ينتهى الحدث الأول حتى يشعر بالقارئ بفضول في معرفة ما سيحدث .. أو قد ينتهى الحدث الأول دون أن تكون للقارئ فكرة عما يجري فيبدأ في القراءة من أجل أن يفهم أكثر .. ما يحدث مع أبطال القصة التي يقرؤها ..و يستحسن بعد الحدث أن يأتي الشرح و الوصف حتى تتكون للقارئ خلفية عن " عقدة القصة و علتها "

و أنا شخصيا أحبذ هذا النوع خاصة في كتابة الروايات لأنه أكثر جاذبية و إن كان أقل بلاغة و فصاحة ، و لكن البساطة في التعابير ليست عيبا في القصة أبدا .. و على العموم اشهر القصاص يستخدمون هذا النوع في قصصهم ، بل و يبالغ بعضهم ويقول بأن القصة الناجحة تكون بلا مقدمة .. لأنها تأخذك مباشرة لتضيع في بلبلة أحداثها .. و ما إن يحدث ذلك حتى يتمسك القارئ بقراءة الكتاب أكثر ، خاصة و أن كثير منا يتخلى عن قراءة الكتاب بعد قراءة 3 أو 4 سطور من المقدمة المملة ..

و هناك نوع ثالث .. لا أحبذ استخدامه كمقدمة و إنما بعد المقدمة و هو الوصف .. مثلا..
" كل شيء حولي يثير في نفسي الاكتئاب .. هذا العبوس الرهيب في وجوه المارة ، و هذه الأرصفة الرمادية الحائرة .. و نعيق الغربان على أشجار الخريف الصفراء .. و هذه الغيوم السوداء التي تحجب النور و تزيد من برودة الطقس و جفائه .. كل شيء حولي يثير في نفسي الملل و السأم .. كم أكره فصل الخريف ! "

" كلنا في يوم من الأيام سوف نئول إلى هذا المصير .. إلى ركام من الأوراق الميتة على قارعة الطريق "

وصف المكان و الزمان مهم جدا ليرسم ملامح القصة بوضوح في ذهن القارئ ، لكن الإسهاب به مدعاة للملل .. على سبيل المثال الكاتب الروسي ليو تولستوي يكتب 3 صفحات في وصف المفرش و الطاولة ! من منا مستعد لهذه الثرثرة ؟ كانت ناجحة في وقتها و لكنها عقيمة في عصر السرعة

و أحب أن أشير إلى موضوع مهم و هو وصف الشخصيات ..
" كان خالد شابا وسيما جدا ، مفتول العضلات عريض الصدر و الكتفين بهي الطلعة ، ذو شعر أسود ليلي و عينان رماديتان حادتان ... ! "
مثلا .. أو
" كم كانت امرأة فاتنة تلك التي صاحبتي بالقطار ، لا أنكر أنني فتنت بها منذ أول ما رأيتها تسير بين المقصورات ، كان لها شعر أشقر طويل ، و عينان عسليتان واسعتان حالمتان .. تحملان الكثير و الكثير من الأسرار و المعاني .. ثغرهاقمر قرمزي .. و قوامها الرشيق يتمايل بنعومة و رقة تنم على رقة إحساسها .. لا أنكر ! أنني فتنت بها ... "

هذا النوع من الوصف طريف للقارئ ، و لكن ... بعض القصاص لجأوا إلى أنه يمكن تبين صفات الأبطال من خلال الحوار و الأحداث .. و هذا مجال خصب فيمكن لكل قارئ أن يرسم في ذهنه صورة مختلفة للبطل كما يريدها أن تكون ... " كثير منا يخيب أمله عندما يجري تمثيل قصة قرأناها فنفاجأ بالأبطال مختلفين عما تصورناه "

أما عن وصف الشخصيات :
" احمد شاب مشاكس محب للعبث .. "
يمكن الاستغناء عن هذا الوصف لأنه يمكن استنباطه من القصة بسهولة

النوع الرابع و الأخير من أنوع المقدمات هو الجملة الفعلة ..
" استيقظ من نموه باكرا و أخذ يجول ببصره في أرجاء المكان الذي بدا له غريبا جدا ... " أين أنا يا ترى ؟ " .. نهض من السرير بتثاقل و راح يسترجع بذاكرته ما حدث معه بالأمس ..
" أوه صحيح ... أنا في الفندق ! "

مثلا

آمل أن تجدوا هذا الدرس مفيد و ممتع
تحياتي