مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 19-05-2002, 08:50 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي الغزالي المفترى عليه

الغزالي خصم العقل؟ القارئ يعرف بلا شك التاريخ الأسود لعلاقة الكنيسة الغربية مع العلم الطبيعي حتى وقت قريب (ربما حتى القرن الثامن عشر) فقد أحرق بعض العلماء ولوحق بعضهم وأسكت بعضهم بالقوة ولجأت الكنيسة الغربية إلى فرض مفاهيمها الخاصة عن العالم على العلماء بحيث صرنا في الوقت الحاضر نعد من البديهي أن من يسمون "رجال الدين" أذعنوا بالقوة للعلم (أي العلم الطبيعي إذ هذه الكلمة تعني في الأصل عندنا مجمل علوم الشريعة ثم استعملت لاحقاً بدءاً من العصر الحديث كاسم لقطاع البحث الطبيعي) بعد معارضة طويلة وصراع مرير ومحاولة لكم أفواه الباحثين. من المعروف أن الإسلام ليس فيه "رجال دين" ولكن المثقف العربي المقلد يسمي علماءنا رجال دين فلنسر مؤقتاً مع هذه التسمية الغبية ونقول: الغزالي عند المثقف العربي الحديث يعد (كمسلمة صارت مع التكرار بديهية) خصماً للعقل وبالتالي فإنهم لن يصدقوا إن قلنا لهم إن "رجل الدين المتعصب" هذا وليس مثلاً رجل دين أوروبي حديث من القرن الحادي والعشرين الميلادي هو الذي كتب ( في "تهافت الفلاسفة") ما نسوقه حالاً:

في نقده للفلاسفة ذكر أن النقاش معهم قد يتناول واحدا من ثلاثة أمور: خلاف على الألفاظ وهو لا يخوض في إبطال هذا ثم خلاف حول مسائل رياضية وطبيعية وهنا يأتي الاستشهاد الذي أركز عليه في هذه الفقرة: "كقولهم إن الكسوف القمري عبارة عن انمحاء ضوء القمر بتوسط الأرض بينه وبين الشمس من حيث أنه يقتبس نوره من الشمس، والأرض كرة والسماء محيطة بها من الجوانب فإذا وقع القمر في ظل الأرض انقطع عنه نور الشمس وكقولهم: عن كسوف الشمس معناه وقوع جرم القمر بين الناظر وبين الشمس وذلك عند اجتماعهما في العقدتين على دقيقة واحدة.
وهذا الفن أيضاً لسنا نخوض في إبطاله إذ لا يتعلق به غرض. ومن ظن أن المناظرة في إبطال هذا من الدين فقد جنى على الدين وضعف أمره، فإن هذه الأمور تقوم عليها براهين هندسية حسابية لا يبقى معها ريبة. فمن يطلع عليها ويتحقق أدلتها حتى يخبر بسببها عن وقت الكسوفين وقدرهما ومدة بقائهما إلى الانجلاء إذا قيل له: إن هذا على خلاف الشرع لم يسترب فيه وإنما يستريب في الشرع وضرر الشرع ممن ينصره لا بطريقة أكثر من ضرره ممن يطعن فيه بطريقة وهو كما قيل: "عدو عاقل خير من صديق جاهل".

فإن قيل: فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الشمس والقمر لآيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى ذكر الله والصلاة" فكيف يلائم هذا ما قالوه؟ قلنا: و ليس في هذا ما يناقض ما قالوه، إذ ليس فيه إلا نفي وقوع الكسوف لموت أحد أو لحياته والأمر بالصلاة عنده. والشرع الذي يأمر بالصلاة عند الزوال والغروب والطلوع من أين يبعد منه أن يأمر عند الكسوف بها استحباباً؟ فإن قيل: فقد روي أنه قال في آخر الحديث: "ولكن الله إذا تجلى لشيء خضع له" فيدل على أن الكسوف خضوع بسبب التجلي قلنا هذه الزيادة لم يصح نقلها فيجب تكذيب ناقلها، وإنما المروي ما ذكرناه، كيف ولو كان صحيحاً لكان تأويله أهون من مكابرة أمور قطعية. فكم من ظواهر أولت بالأدلة العقلية التي لا تنتهي في الوضوح إلى هذا الحد. وأعظم ما يفرح به الملاحدة أن يصرح ناصر الشرع بأن هذا وأمثاله على خلاف الشرع فيسهل عليه طريق إبطال الشرع إن كان شرطه أمثال ذلك."

ثم هناك الخلاف حول مسائل دينية تتعلق بأصل من أصول الدين كالقول في حدوث العالم وصفات الصانع ويبيان حشر الأجساد والأبدان"وقد أنكروا جميع ذلك فهذا الفن ونظائره هو الذي ينبغي أن يظهر فساد مذهبهم فيه دون ما عداه".

النص لا يمكن أن يتعارض مع الحقائق العلمية

كان بودي في الحقيقة أن أتكلم عن نقطة غريبة على الكثيرين في عصرنا وهي النقطة التي تقول إن كروية الأرض كانت بديهية في الحضارة الإسلامية ولم نستوردها من أوروبا،ولم تكن تفسيرات ظاهرة الكسوف والخسوف العلمية مجهولة عندنا(وإن خفيت على العامة بعد ذلك في عصور الانحطاط الحضاري الذي أصاب الأمة في القرون الأخيرة) بل أكثر من ذلك:هناك من الوثائق ما يثبت أن علماء المسلمين عرفوا أن الأرض تدور حول الشمس قبل كوبرنيكوس بقرون ولكن هذا ليس موضوع هذا المقال فلنعد لأبي حامد وموقفه من العلاقة بين النص والحقائق العلمية الثابتة.

إنه يقول بوضوح وحسم في الفقرة السابقة إن الحقائق العلمية لا يمكن أن تتعارض مع النص وإن النص لا يجوز قبول تأويل له يعارض هذه الحقائق وإن أهل الإلحاد يرحبون "بالصديق الجاهل" للإسلام الذي يريد أن يحارب الحقائق العلمية بتأويل النصوص بما يناقضها ويقول إن العدو خير من هذا الصديق الجاهل.

الغزالي إذن يرى أن العقل أساس يعتمد عليه في معرفة سنن الله في الطبيعة ومعرفة الظواهر الطبيعية وهذا يدحض لعمري "شائعات" الحداثية العربية المستلبة عن عداء أبي حامد للعقل(وسميتها شائعات لأن أفكار هؤلاء عن علماء التراث مجرد شائعات يتداولونها دون أن يعود شخص منهم لقراءة النصوص الأصلية).

ولعل القارئ يعرف المبدأ الشهير في علم الحديث القائل إن من علامات وضع الحديث مخالفته للسنن الطبيعية أو للعقل.

لهذا لم يجر اضطهاد للعلماء في تاريخنا ولو ذكرنا علم الفلك وهو أكثر من غيره العلم الذي ناله الاضطهاد في أوروبا على يد الكنيسة فلا بد أن نذكر أن الدين الإسلامي كان من أكبر عوامل تشجيع هذا العلم لعلاقته الوطيدة مع العبادات الرئيسية كالصلاة والصوم والحج ومن هنا ازدهرت المراصد الفلكية في بلاد الإسلام ومولت علماءها الدول الإسلامية بسخاء.

الخلاف مع الفلاسفة كان على إدخال العقل في مجال ضلاله فيه مؤكد

العلمانيون العرب المتطرفون يتبعون "منطقاً" هو في غاية البدائية في الحكم على "عقلانية" فكر أو مفكر معين من التراث: إنه يكون "عقلانياً" –أي في سياقنا هذا نصيراً للعقل ودوره- بقدر ما يصطدم مع الدين وكل مفكر يأخذ جانب الدفاع عن النظرة الدينية يكون نصيراً "للظلامية" و "اللاعقلانية" ومن هنا حكموا على الغزالي بأنه مروج اللاعقلانية في تاريخنا.

من الغريب حقاً أن باحثينا العلمانيين يهاجمون نقد أبي حامد الغزالي لفلاسفة عصره دون أن يخطر على بالهم أن يراجعوا موقف العلم الحديث الذي يفترض أنهم أنصاره من هذا الخلاف!

لا تستغربوا إن قلت لكم إن العلم الآن يقر الغزالي ويخطئ الفلاسفة في معظم النقاط!

الغزالي يخطئهم في قولهم إن العالم قديم لا أول له ومن المعلوم أن هذا ما يخطئه العلم المعاصر أيضاً الذي يحدد عمر الكون ويقرر أن الزمن بالذات بدأ مع خلق الكون!وهذا ما قرره أبو حامد بألمعية منقطعة النظير حين قال إن العجز عن تصور بدء وجود الزمان عائد "لعجز الوهم عن فهم وجود مبتدأ إلا مع تقدير قبل له" وفي الحقيقة فإن عالماً فيزيائياً معاصراً كتب خلاصة ما وصل إليه العلم الحديث في موضوع نشوء الكون في كتاب عنونه بالعنوان الدال التالي "تاريخ موجز للزمن"! ولا أعرف إن كان أصحابنا هؤلاء الذين يجعلون العقل في كفة الفلاسفة واللاعقل في كفة الغزالي سيظلون على رأيهم حين يرون اعتراض الغزالي على قولهم إن السماء حيوان يفكر ويريد!

واعترض أبو حامد على قياسهم للخالق على المخلوق واستنتاجهم صفات الخالق من المخلوق واعتراضهم على وجود وقائع غيبية كالجنة والنار وعلى قدرة الله على بعث الأجساد وعلى قلب العادات المألوفة. وفي كل هذا كان أبو حامد يرى أن العقل لا يكفي لوحده لتقرير حقائق العالم الآخر الذي لا يعرفه ولعل عصرنا الحالي الذي شهد عجائب الفيزياء الحديثة ومكتشفاتها التي تتناقض مع البداهة العقلية المعروفة تعطي الحق للغزالي في تشكيكه بالبديهيات الأرسطية حين تتجاوز مكانها الطبيعي وتحاول الحكم على أشياء لا يمكن للعقل المباشر أن يعرفها.

يبقى أخيراً أن نشير إلى أن ميول أبي حامد الانعزالية التصوفية المغالية التي ظهرت في بعض مؤلفاته المتأخرة لم ينقدها أهل الإلحاد بل وجدت نقدها المستنير الرائع من قبل كبار الفقهاء(والفقهاء تحديداً!) منهم ابن الجوزي في كتابه العبقري الذي هو حقاً من أمجد الدفاعات عن النظرية الحضارية المعتدلة للإسلام "تلبيس إبليس".وبالمقابل فإن علمانيينا المعاصرين هم الذين –وفقاً لقاعدتهم البدائية التي ذكرتها قبل قليل-من دافع عن غلاة التصوف وهاجم الفقهاء الذين حذروا من نزعة هؤلاء للميل بالمجتمع نحو الذهول والبعد عن الواقع والفكر السليم!
  #2  
قديم 19-05-2002, 12:03 PM
المتبع المتبع غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2002
المشاركات: 468
إفتراضي

أحسنت .أخي على هذا الموضوع القيم ....وكتاب الغزالي تهافت الفلاسفة كان هو الذي كسر الصنم .......لكن من الواضح ان الغزالي رحمه الله قد اعتمد في رده علىفلسفيات ابن سينا الذي يمثل النظر الارسطوي........ مع اعتبار الافلاطونيات في النظر الصوفي ......ومن هنا جاء رد ابن رشد رحمه الله تهافت التهافت وقد اجاد فيه ورد على الغزالي موضحا ان بعض الاقول لاتنسب الى جملتهم .....لكن الغزالي قد نص على ان ردوده سوف تكون منطلقه من ما ذكرت سابقا ...ولشيخ الاسلام ابن تيمية ردود مؤصلة وتعقيب يسير على بعض كلام الغزالي في التهافت .......

رحم الله علمائنا جميعا الذين نافحوا عن الدين ونصروه وهدى الله بعض مثقفينا ؟؟؟؟الذين يقصر عندهم النظر احيانا فيتتابعون على الاحكام الجائرة .....
  #3  
قديم 20-05-2002, 08:58 AM
محمد ب محمد ب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 1,169
إفتراضي

ألف شكر أخي المتبع
الغزالي وابن تيمية وابن القيم وغيرهم من فطاحل علمائنا علمونا أن يكون ردنا على الآاء والنحل المخالفة مستنداً إلى علم وقوة حجة ومنطق وليس مجرد السباب بلا دليل ومن هنا استطاع الغزالي وابن تيمية إسكات الآاء الهجينة الناجمة عن النقل من الأمم الأخرى بلا تفكير ولم يعتمدوا في ذلك على غير الحجة الدامغة والحمد لله
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م