الاخت بنت رجال
موضوع جميل و يستحق المناقشة دون الحاجة الى استخدام كلمة (بليييييييز)
و ساحاول ان اجيب على اسألتك من خلال ما اراه من وجهة نظري الشخصية.
كما ذكرت , الكبت موجود في منطقة الخليج , و تعاني منه نساء كثيرات. و لكنه يختلف من امرأة لاخرى.
و رغم ان معظم الفتيات و النساء , يرون ان في منعهن من الخروج الى الملاهي و المطاعم و مشاهدة القنوات الفضائية انما هو نابع من الخوف عليهن .الا ان الكثيرات منهن يرفضن هذا الخوف داخليا ( فكل ممنوع مرغوب) و البعض منهن يحملن بداخلهن قنبلة من الممكن ان تنفجر في اي لحظة اذا ما زاد عليها الضغط.
*اولا:من هي المرأة المكبوتة ؟
المرأة المكبوتة هي تلك التي تتمنى في داخلها ان تقوم بسلوك معين , يمنعها سلطة المجتمع و الاهل من القيام به ,و لا تجد امامها طريقة شرعية لتعبر عنه.فتعاني من الكبت.
*هل الأخ أو الزوج المتدين مثلا أو الأب هو السبب المباشر للكبت ؟
اسباب التمرد تختلف من امرأة الى اخرى , فاحيانا يكون التدين الزائد , و لكن في احيان اخرى يدفعها الى ذلك رؤيتها لاخوانها يمارسون ما يحلو لهم دون حسيب او رقيب و دون ان يقال لهم هذا حلال و هذا حرام.على عكس لائحة الممنوعات التي فرضت عليهن.
و احيانا يكون بسبب مرافقتها للنساء المتحررات مما يجعلها تشعر بشيء من الحرمان , فتسعى الى الافصاح عنه عند اول فرصة , كالسفر الى الخارج مثلا , او الغياب عن اعين الاهل.
و احيانا يكون بسبب الزوج , و ذلك حينما ترى زوجها مولعا بالنساء المتحررات المنفلتات عن القيم و القوانين , في حين انه يحجر عليها .فتشعر بالظلم كونها لم تجد التقدير الكافي الذي تستحقه جراء التزامها بالقوانين .
*ما أسبابه ومامظاهره ؟
ذكرت بعض اسبابه , اما مظاهره فتختلف من امرأة الى اخرى. و لكن معظمهن يسعين الى الظهور بالمظهر الملتزم امام افراد الاسرة و المجتمع و ما ان يبتعدن عن تلك الانظار حتى يتصرفن بطريقة اخرى,فمنهن من اوصلهن كبتهن الى خلع الحجاب او العباءة ,و منهن من ادمنت العلاقات المحرمة , و منهن من اقبلت على شرب الخمور و المسكرات. ( و لدي حالات واقعية ان رغبتي ذكرتها لك)
و و لعلمك فهناك مظاهر اخرى للكبت منها ( الثرثرة)
.
*هل عدم أعطاء المرأة فرصة للنقاش أو الحوار أو أخذ رأيها
في أمور الأسرة سببا لكبتها ؟
نعم , و قد يكون سببا لشعورها بالدونية ايضا , و هذا ما قد يولد لديها مزيدا من التمرد.
*هل الفتاة مجبورة للآلتزام بالدين مثل والدها أو أخوها ؟
الفتاة شأنها شأن الرجل , لابد و ان تلتزم بالدين و ان لم ترغب , فليس لاحد ان يكرهها على شيء قال تعالى (لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي) , فسواء التزمت او لم تلتزم , فسيجازيها ربها جزاء من جنس عملها. و الاسلام حينما نزل على البشرية لم يخصص للرجل دون المرأة او العكس فعقوبة عدم الالتزام متساوية بينهما .
قال تعالى : ( و الزانية و الزاني فاجلدوا كل واحد منهما مئة جلدة)
هذا هو العدل الالهي الذي نفتقده في عاداتنا و تقاليدنا , فنعطي الضوء الاخضر لينفلت الرجل , في حين اننا تقطع المرأة الى اشلاء على اصغر هفوة تصدر منها رغم تساوي الذنب بينهما .
*هل هناك صراعا فكريا وأخلاقيا للفتاة المكبوتة ؟
من الطبيعي ان كل انسان يشعر بالكبت و يريد ان يتخلص منه ,لابد و ان يعيش صراعا في داخله.
فكما هو معروف ان النفس الانسانية مقسمة الى ثلاثة اقسام: ( الانا العليا) و هي المسؤولة عن تذكير الانسان بالمبادىء و الاخلاقيات و القيم و منعه من الوقوع في الخطا.
وثانيا ( الهو) و هو المسؤول عن رغبات الانسان الفطرية و احيانا الحيوانية .
و اخيرا ( الانا) و هي المحصلة النهائية لتحكم ( الانا العليا) بال(هو) و التي ينتج عنها التصرفات الخارجية التي نراها في الشخص.
و الفتاة التي تعاني من الكبت تعيش صراعا بين ( الهو ) الذي يأمرها بممارسة السلوكيات الخاطئة ,و (الانا العليا ) التي تقف حائلا امامها و تسبب لها الشعور بتأنيب الضمير.
و هذا الصراع الذي تعاني منه هو الذي يسبب الاضطراب في سلوكياتها الخارجية.
*هل الكبت ظاهرة للفتاة معرض للزوال أو فكرا تحمله الفتاة
حتى آخر يوم من حياتها ؟
كل شيء معرض للزوال الا وجهه الكريم.
و لكن يبقى علينا ان نبحث عن حلول للتمكن من ازالتها.
اهمها من وجهة نظري:
- تقوية الوازع الديني للفتاة بالترغيب لا بالترهيب.
-اعطاء الفتاة الفرصة للتعبير عن اراءها و تفهم مشكلاتها و مراعاة مرحلتها العمرية.
- عدم التفضيل في اسلوب المعاملة بينها و بين الرجل .و السماح له بممارسة السلوكيات الخاطئة و منعها من ذلك.فاما ان يشمل العقاب الجميع او ان يتعدى الجميع.
- انشاء اماكن ترفيهية مخصصة لها , حتى تتصرف بحريتها و لا تكون مضطرة لان لوجود رجال حولها يحمونها و يراقبونها على الدوام .
- منحها الثقة اللازمة . فالفتاة اذا شعرت بانها موضع ثقة اهلها و مجتمعها , ستشعر بكيانها .و لن تكون مضطرة للقيام بسلوكيات خاطئة من وراءهم جراء الكبت الذي تعانيه.
ارجو ان اكون وفقت في اجابتي
اتمنى لك عودا حميدا
و عذرا للاطالة...