مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 19-10-2001, 10:49 PM
السنونو المهاجر السنونو المهاجر غير متصل
مراقب متقاعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
الإقامة: الصحراء العربية
المشاركات: 1,216
Post تعلم كيف تصير كاتبا ناجحا...

الكتاب والصحفيين
____________
المادة مترجمة عن: Botev, Hristo, Izbrani tvorbi,B. pisatel. C.1972

أيها الكتبة والمستكتبين من ذوي الزغب والمخضرمين، يا حمائمي الهادلة أنصتوا لنصح شيخكم لعلكم تعقلون، استغلوا الفرص المؤاتية لربما تفلحون. من لم يجد عملاً وعجز عن إطعام زوجته وأطفاله، ولا يضيرنه لقب "شحاذ نبيل" ويعيش حياة سهلة بنعمة وبحبوحة، أو ثري ينقصه الجاه وماء الوجه عليه أن يصير معلماً، أو أن يكتب ويؤلف الكراريس المختلفة أو أن يصدر صحيفة. هذه المهن الثلاث سهلة المنال، مدرة للمال وتصنع سمعة وشأناً لمن لا شأن له. أما بخصوص القراء، وما أدراك ما القرّاء. إنهم يسلحون على الصخر يتغنجون من الضجر، يشربون البحر ويبولون نهر، يقطنون الأرض ورؤوسهم في الفلك، البحر من خلفهم والنهر من أمامهم، ذروا الناقة والبعير، يمتطون دواباً أنيقة تشرب سائلا يشتعل كالماء، تفوح من عقالهم رائحة التبغ المستورد والقهوة المرة المطعمة بحب الحال، وفي بوز الواحد منهم خرطوم النرجيلة . تقوّلْ بما لا يفهم، فسيتبعك هؤلاء والغاوون من خلفهم. لا يفرقون بين بغل الوالي وجحش المختار ينعب فوقهم غراب أدهم يسمونه عندليب.
عليك أن ترتدي بدلة جديدة، قميص أبيض، على ربطة العنق مشبك من الذهب التقليدي، حتى ولو لم تكن بحاجة للنظارات يجب أن تختار موديل الإطار من تصميم فرساتشي أو كاردان وما شابه. تطور أحداث القبيلة اليوم هي أفضل ما يمكن استغلاله لعصافير الدوري من أمثالك. باشر بالكتابة والتنميق، وان تجاسر أحداً ووصفك بالأهبل، وتمارس عمل من لا عمل له، تهرف بما لا تعرف، وأن دماغك موجود في كعبك… مثل هذا يمكنك أن تشتمه بما تحفظ ويحفظ حمالي السوق من سباب، انعته بالجاسوس، العميل المجرد من الوطنية، قل له أنه مأجور باع ضميره ويعمل لصالح طرف معادي للوطن، وليكن مدسوس من جزر القمر، جزر النجوم لا يهم. توجه بخطبة حجاجية للقرّاء الأعزاء والأكارم كيلا يعيرون ترهاته انتباهاً. بلا شك للقارئ أن يصدق أو لا يصدق، لكن ولكي تقع كلماتك في المكان المراد وتصادف أذناً صاغية يجب أن تمدح البقرة الحلوب، وتوزع الألقاب والإطراءات بسخاء: أب الآباء، نجل النبيل، شارب البحر، بالع السكين بحديه، أبو الرجال… الخ. وهكذا يا حسوني الذكي إن عملت بنصيحتي، أؤكد لك إن كنت من الشحاذين النبلاء فإن لقمة عيش أسرتك مكفولة، وتتعدد أطباق سُفرتك، أما إذا كنت ثري وتستجدي الجاه والشهرة، يمكنك أن تنام قرير العين، منذ الآن فصاعداً سينادونك بلغة الجمع والتفخيم، وسينسى الناس صعلوك الأمس، بائع الممنوع والمسموح، بل صرت الأستاذ أبو فلان أو الدكتور علتان وسيحترمك القاصي والداني في الوطن والمهجر. لكن حذار ثم حذار من مديح فقير لعقله أو حكمته…! حذار من مصاحبة غني مال به الدهر واعتراه الفقر، كريم نفس وعزيز أصل لا يملك متجر أو على الأقل تاجر شنطة…! جريمة كهذه تقذف بك في خبر كان وأخواتها. احترس واحرص..! ويجب أن تعلم أن كلـب الوالي لن يصفح عن ذاك الكاتب الذي يضع اسمه في نفس السطر الذي ورد فيه اسم علم لمن ليس هو علم.
إن رجاك الوالي ألا تغدق على حمـاره بوابلٍ من الإطراءات والمديح في جريدتك أو كتابك القادم وألا تنعته بما ليس فيه لئلا يكون أضحوكة يتفكه بها الآخرين فلا ترد عليه! ولتعلم أن كثرة السمن لا تفسد الطعام، والهتاف بحياة من لا حياء فيه لن يؤثر على جيوبه الحبلى بثمن عرق ودم سواد الشعب. وكما يقول الرعاة يرضع الحمل الوديع من نعجتين. امدح ولا تخف. لا يتطلب الهتاف امتلاكك خبزاً ساخناً وحذاء دافئاً. الكذب سلعة لا تدفع عليها ضرائب وجمرك ولا حتى ديش باراسي(*). تباع سلعتك بلا أي تكاليف ضرائبية ولا رقابة بوليسية. وبهذا تعود لدارك هادئ البال، تكثر عيالك وينمو قطيعك. إن قُبض على مواطن بتهمة بيع أو شراء المحظورات، ودفع لك مبلغاً محترماً يغطي تكاليف إصدار صحيفتك للعام القادم، وقتئذٍ عليك بالصمت كأنما لو لم يحدث الأمر. إن صمتت فلن يأكل الصدأ لسانك، وإن لم تصمت فليس هناك من يربت على كتفك ويقول لك:"عفارم..!". حتى ولو دفعوا لك فضة ثمناً للكلام فعليك بالصمت لأنه يجلب الذهب. ولا يجوز أن تنبس ببنت شفة على أن السكوت عن الشر غنى. والصمت في كل النواحي مفيد، حتى أمام أولياء نعمتك الذين تمدحهم كلما استدعى الحال وأمام أولئك الذين يغدقون عليك الوعود الدسمة، وأن تتظاهر بالقلة والفقر، وأنك من المعذبين في الأرض، بالكاد تؤمن لقمة عيش بلا أدام لصيصانك وأمهم. واعلم أن ثريد اليوم أفضل من وليمة الغد. لكن ليس بوسع الصياد أن يدري من أي واد سيقفز الأرنب. إن صفعك غني على خدك الأيمن أدر له الخد الأيسر. إن اتهمك بالحمق والبله، اذهب إليه في اليوم التالي وسله نصيحة لأمر من أمورك. وثق تماماً أنه لن تمض أسابيع حتى يجوب اسمك الآفاق كشخص عاقل يعول عليه.
على الكاتب والصحفي أن يتقن فن التسول بأناقة وكياسة قديس. إن عرض عليك إصدار هشاميات الجاحظ أو رسالة الغفران فلا يغرّنك الأمر وتستعجل، قد يكون أمامك أمر ذو أهمية أكبر، كأن يكون أحد الأغنياء غادر الحياة الدنيا مورثاً أمواله لمن يجب أن تعزيهم بالمفارق وتهنئهم بالبحبوحة. عليك أن تشكِ له وضعك الذي لا تحسد عليه، ألعن الوقت وغلاء الأسعار وشنهق أمامه واستحضر دموع التماسيح، تقدم له بلطف وكياسة في اللحظة المناسبة بطلبك، عليك بانتقاء العبارات والكلمات التي يفضلها ويفهمها، قل له أن ابنتك الكبرى قد شبت وكبرت مما يحملك أعباء طائلة، ولتعلم أن قلوب العازبين والمتزوجين ترق لمن شببن وكبرن من البنات. في لحظة تجاوب سامعك وإنصاته لك عليك أن تتوقف عن الحديث لبرهة، تتبسم بمكر وكأنك تتألم، تتأوه بأسى وأطلب من بطلك الوطني الغيور أن يدفع ثمن اشتراك سنوي لعدة نسخ من جريدتك كمساهمة لحساب الفقراء والمساكين الذين لا يقوون على دفع ثمن اشتراك سنوي. في حال ادعى نبيل البشرية بأن لا وقت لديه ليبدده بقراءة الجرائد أو أن جريدتك لا تعجبه، فلا تفقد الأمل، "هو سيد العارفين" ويمكنه أن يقدم لك النصح عن كيفية إصدار الجرائد وطباعة الكتب، ولكل شيء ثمنه.
أما بخصوص المواضيع التي يجب أن تتناولها مطبوعاتك من كتب وجرائد فهي بالأمر الهين ولا داعي لتشغل بالك به. لديك الكثير مما تكتب وتحبر الصفحات، وأنت تعلم أنه لا يُقرأ أصلاً. هناك نوادر جحا، مجلة المرآة العاكسة، جريدة دليل التائه، أفكار الشمطي. وقع عقد نكاح كاثوليكي مع جريدة مدينة المدائن الأفلاطونية في دولة ابن خلدون وبهذا تكون مهمتك كاملة الأوصاف والنعوت. نحن لا نعيش في عهود الظلام الماضية، حينما كان الكتاب والصحفيون يبحثون عن غذائهم الروحي في التلال الإغريقية والمقاهي التركية. اليوم نحن في القرن التاسع عشر. ولا تنزعج إن ولدت كل يوم صحيفة أو مجلة جديدة، بهذا القدر تموت. المنافسة ضرورية. لأن تصير محرر ليس بالضرورة أن يكون لك مخ تفكر من خلاله وفم تتحدث عبره، بل يكفي أن تملك أذنان تسمع بهما، وتسجل ما تسمع. ويجب أن تعلم أنه في سنين القحط السياسي "كل شعب يستحق مليكه" وكل حكومة تشبه مواطنيها.
______________________
* dish-parasi – ضريبة عثمانية يدفعها رب الدار للضيوف لاستعمال أسنانهم في طعامه.
__________________
متى كانت الهزيمة نكسة والخيانة وجهة نظر...!
Les loups ne se mangent pas entre eux
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م