مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 25-05-2005, 07:28 AM
علاوي علاوي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2005
الإقامة: البحرين
المشاركات: 85
إفتراضي (( سيماء العابدين الصالحين))


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمد وآل محمد

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وآله الطاهرين وردت في نهج البلاغة الكثير من المطالب التي تشير الى أصل السلوك والعبادة وبعبارة أخرى تصوير سيماء العابدين والعبادة من خلالها فتارة تصور سيماء العبادة والسالكين بإحياء الليل بالعبادة والخوف والرهبة والرجاء والشوق والمكابدة والذوبان والبكاء والنحيب وتلاوة القرآن وأخرى صورت المكاسب القلبية والفيوضات الغيبية التي يجنونها في ظل العبادة ومحاسبة النفس ومجاهدتها . ومرة يتم بحث العبادة من خلال التطهر من الذنوب وازالة آثارها وأكدارها . وأخرى يشار فيها الى آثار العبادة في علاج بعض الامراض الاخلاقية وطرحت كذكر لما يعيشه العّباد والزهاد والسالكون من الملذات وحالات الانس الخالصة التي لا تشوبها شائبة .
عالم العبادة ان مفهوم عالم العبادة كما ذكر في نهج البلاغة هو عالم من نوع آخر فهو مفعم باللذة هذه اللذة لا يمكن مقارنتها مع لذة الدنيا أبدا لنواح عدة :
فعالم العبادة مليء بالتحرك والنشاط والسفر والتجوال بيد أن هذا السفر أو التجوال لا ينتهي الى أرض كأرض الحجاز والعراق أو أي بلد آخر على وجه الارض إنه يقود الى ( عالم الغيب) وعالم العبادة لا يعرف الليل والنهار بل أن النور يكتنف جوانبه كلها فهو دائم النور انه عالم خال من الظلام والحزن والمنغصات . عالم يذدهر بالصفاء والصدق والاخلاص والسعيد في نظر نهج البلاغة من يضع أقدامه في هذا العالم وتداعب روحه نسائمه العبقة . ومن دخله لا يبالي حينذاك بما يصيبه في عالم المادة والجسم وقد ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام ( طوبى لنفس ادت الى ربها فرضها وعركت بجنبها بؤسها وهجرت في الليل غمضها حتى اذا غلب الكرى عليها افترشت ارضها وتوسدت كفها في معشر سهر عيونهم خوف معادهم وتجافت عن مضاجعهم جنوبهم وهمهمت بذكر ربهم شفاههم وتقشعت بطول استغفارهم ذنوبهم اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون ) نهج البلاغة خطبة رقم 45

احياء الليل
لقد اوعز الباري جل وعلا في كتابه الى المؤمنين ان يحيوا شطرا من الليل بقراءة القرآن وتلاوة آياته وهم يعيشون في خضم توجههم الى الله أثناء صلاتهم . ففي خطابه للرسول صلى الله عليه وآله يقول تعالى( يا أيها المزمل قم الليل الا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا) المزمل 1-2
والترتيل هو قراءة القرآن بتأن وترو بعيدا عن السرعة التي تؤدي الى عدم فهم معانيه أو البطء الفاحش الذي يؤدي الى فقدان الترابط بين الكلمات . وفي هذا المقطع يخاطب الحق تعالى نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بأن يقرأ القرآن وهو بحالة من التوجه لمضمون آياته . ثم يؤكد الآيات التالية من نفس السورة على أنه صلى الله عليه وآله وسلم يحتاج الى النوم والراحة من أجل انجاز اعماله اليومية كالتجارة والجهاد في سبيل الله وفي نفس الوقت عليه أن لا يغفل عن التفرغ من أجل العبادة .
ان أنغام القرآن الكريم هي الدافع الوحيد الذي يبعث النشاط والحيوية في المسلمين وينمي الجانب المعنوي والاخلاص والصفاء الباطني لديهم فنداء القرآن هو الذي صنع من جهلاء الجزيرة العربية خلال مدة قصيرة اناسا مؤمنين قارعوا اعتى الدول في زمانهم واستطاعوا قهرها وهزيمتها وهم لم يكونوا ينظرون الى القرآن على انه تعليم أو تدريس فحسب بل على أنه مصدر للغذاء الروحي وملهم يمنحهم القدرة والايمان وما أحوجنا اليوم الى القرآن في ظل هذه الهجمة الصليبية على الاسلام والقرآن .... من هنا كانوا يتلون آياته بكل صفاء وكما قال الامام زين العابدين عليه السلام ( واجعل القرآن لنا في ظلم الليالي مؤنسا) .

وفي الخطبة 193 من نهج البلاغة المعروفه بخطبة المتقين يعدد أمير المؤمنين عليه السلام صفات المتقين وبعد ان يتطرق الى بيان سلوكهم ومنطقهم ..... الخ يشرح عليه السلام ما هم عليه في الليل فيقول: أما الليل فصافون أقدامهم تالين لأجزاء القرآن يرتلونها ترتيلا يحزنون به انفسهم ويستشيرون به دواء دائهم فاذا مروا بآية فيها تشويق ركنوا اليها طمعا وتطلّعت نفوسهم اليها شوقا وظنوا انها نصب أعينهم واذا مروا بآية فيها تخويف أصغوا اليها مسامع قلوبهم وظنوا أن زفير جهنم وشهيقها في أصول آذانهم فهم حانون على أوساطهم مفترشون لجباههم وأكفهم وركبهم وأطراف أقدامهم يطلبون الى الله تعالى في فكاك رقابهم . وأما النهار فحلماء علماء أبرار أتقياء ) .
يقول الله تعالى ( إن ناشئة الليل هي أشد وطئاً وأقوم قيلا . ان لك في النهار سبحاً طويلا) 6-70المزمل . أي سخر الليل للعبادة وفي النهار يخوض معترك الحياة وقد كان الليل والنهار يتقاسمان شخصية علي عليه السلام فهو في النهار بشأن وفي الليل بشأن آخر .

وورد في نهج البلاغة
( قد أحي عقله وأمات نفسه حتى دق جليله ولطف غليظه وبرق لامع كثير البرق فأبان له الطريق وسلك به السبيل وتدافعته الابواب الى باب السلامة وثبتت رجلاه بطمأنينه بدنه في قرار الامن والراحة بما استعمل قلبه وأرض ربه ) خطبة 220 .
ترى هذه العبارات ان الحديث يدور حول حياة أخرى عبر عنها بحياة العقل انه حديث عن مجاهدة النفس وكبح جماحها وترويض البدن والروح والبرق الذي يلمع في قلب السالك فينيره اثر خوضه لعملية الجهاد ضد نفسه حديث عن المنازل والمراتب التي يطويها العاشق والسالك حتى يبلغ مرامه وهو غاية ما يرقى اليه البشر معنويا ( يا أيها الانسان انك كادح الى ربك كدحا فملاقيه) 3 الانشقاق انه حديث عما ينعم به قلب الواله المضطرب في نهاية الامر من اطمئنان وسكينه ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب) الرعد 28
وفي الخطبة 228 يصف عليه السلام ما توليه هذه الشريحة لحياة القلوب فيقول ( ويرون أهل الدنيا يعظمون موت أجسادهم وهم أشد أعظاما لموت قلوب أحيائهم)
وفي موضع آخر يقول عليه السلام واصفا الجذبات التي تخطف الارواح المتأهبة وتعرج بها نحو ذلك العالم
( صحبوا الدنيا بأبدان أرواحها معلقة بالمحل الاعلى )
وقال عليه السلام ( لولا الاجل الذي كتب لهم ( كتب الله عليهم) لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين شوقا الى الثواب وخوفا من العقاب ) نهج البلاغة 193
وقال عليه السلام ( وقد أخلص لله سبحانه فاستخلصه) نهج البلاغة 87
وفي جانب آخر يوضح عليه السلام العلوم الافاضية والاشراقية التي تنهال على أفئدة السالكين وما ينالون من يقين قاطع نتيجة تهذيبهم لنفوسهم وطيّهم لطريق العبودية فيقول عليه السلام
( هجم بهم العلم على حقيقة البصيرة وباشروا روح اليقين واستلانوا ما استوعره المترفون وآنسوا بما استوحش منه الجاهلون ) نهج البلاغة 147
اسأل الله العلى الاعلى أن يجذبنا اليه جذبة لا نرجع منها أبدا أنه حكيم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين .

والصلاة والسلام على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
أخوكم محب أهل البيت عليهم السلام
((علاوي))

 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م