مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 22-12-2004, 11:47 PM
شوكت شوكت غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2001
المشاركات: 348
إفتراضي من هم أولئك الذين يؤججون التوتر الطائفي في العراق ولماذا؟

د. بشير موسي نافع
فوجيء العراقيون والعرب جميعاً مساء الخامس عشر من هذا الشهر بتصريحات حازم الشعلان، وزير دفاع الحكومة المؤقتة، التي فتح بها النار علي القائمة الشيعية وعلي الذين وقفوا وراءها من مكتب السيد السيستاني. قال الشعلان ما معناه ان القائمة التي تضم مرشحين للمجلس الوطني المزمع انتخابه في نهاية الشهر القادم هي قائمة المتعاونين مع إيران، وإيران كانت وما زالت تشكل الخطر الأكبر علي العراق والعرب. ولما كانت القائمة قد أعدت لتعبر عن تحالف شيعي لجماعات الحكيم والدعوة والجلبي وشخصيات مقربة من مكتب السيستاني، فقد استدعي الشعلان في تصريحات التاريخ ليصف علاقة أحزاب التحالف بالجمهورية الإسلامية في إيران بأنها من قبيل الهجمة الصفوية الجديدة علي العراق. وهدد الشعلان، فوق ذلك، بان العراقيين لن يسمحوا بتولي الشهرستاني، الفيزيائي العراقي الشيعي الذي أشرف باسم مكتب السيستاني علي إعداد القائمة وأحد المرشحين ضمنها للانتخابات، رئاسة الحكومة العراقية. وكان اسم الشهرستاني، الذي عرف في سنوات المعارضة بانه سياسي من الدرجة الثالثة، قد تردد باعتباره أحد المرشحين لرئاسة الحكومة المؤقتة قبل ان تسند الرئاسة لعلاوي.
أثبت الشعلان في مناسبات سابقة بأنه وزير من صنف البندقية الفالتة (إن صحت هذه الترجمة للتعبير الإنكليزي Loose cannon)، لكن تصريحاته الأخيرة من الخطورة بحيث يصعب تصور عدم إدراكه دلالات وعواقب ما يتفوه به. بل ان تلك التصريحات جاءت في سياق خطاب له أمام وحدات عسكرية، وكأنه يستعرض عقيدة الجيش الجديد. وقد تصور كثيرون، في ظل أجواء التصعيد الطائفي في العراق، ان الشعلان لا بد ان يكون سنياً؛ والحقيقة انه شيعي ينتمي لاحدي أهم العشائر العربية الشيعية. ولم تكن تصريحات الشعلان متفردة، فقد جاءت متزامنة مع تصريحات مشابهة للعاهل الأردني عبدالله الثاني، الذي أبدي في مقابلة مع واشنطن بوست تخوفاً من اختلال التوازن في العراق بين السنة والشيعة ومن قيام هلال شيعي يمتد من إيران إلي لبنان. رافقت هذا كله تعليقات ومقالات رأي نشرتها كبريات الصحف الأمريكية والأوروبية تصب جميعها باتجاه تصريحات الملك ووزير الدفاع. في العراق، هناك بلا شك مؤشرات علي توتر طائفي، أخذت في الظهور منذ ما بعد الاحتلال بقليل. فمن هم أولئك الذين يؤججون الانقسام الطائفي، ولماذا؟
بالرغم من رواج الخطاب الطائفي في ظل الاحتلال، فالعراق الحديث لم يعرف الانقسام الطائفي منذ ولادته في أعقاب الحرب العالمية الثانية. المجموعة التي تسلمت مقاليد العراق الملكي كانت في أغلبها من الضباط العثمانيين السابقين الذين انضموا للثورة العربية الكبري، أو من رجال الإدارة العثمانية الذين عادوا لموطنهم بعد نهاية الحرب. كانت الأغلبية العظمي من هؤلاء سنة؛ بعضهم من أصول كردية أو تركمانية، وآخرون من أصول عربية، انضووا في سلك الخدمة الحكومية العثمانية، العسكرية أو المدنية، عندما أخذت الدولة العثمانية المتأخرة في توسيع دائرة العاملين في جهاز الدولة والجيش لتضم ابناء العناصر غير التركية. ويعود الضعف النسبي لتمثيل العراقيين الشيعة في الطبقة المبكرة للحكم الملكي إلي الموقف التقليدي للعلماء الشيعة الداعي لمقاطعة وظائف الدولة، وليس إلي تمييز عثماني طائفي. فقد انطلقت عملية التشيع بين العشائر العراقية الجنوبية في نهاية القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر في ظل الحكم العثماني وبموافقة المسؤولين العثمانيين؛ بينما احتل العديد من أبناء الأسر الشيعية اللبنانية، التي لم تخضع للتأثير العلمائي الذي خضع له شيعة العراق، مواقع عدة في جهاز الدولة.
استمر إحجام العراقيين الشيعة عن الانخراط في السلك الحكومي حتي بعد قيام الدولة الملكية، حيث وجدت العناصر الشيعية التي رشحت لمواقع وزارية مبكرة صعوبات متفاوتة في الحصول علي دعم المرجعية الشيعية في النجف. شيئاً فشيئاً تغيرت الأمور؛ أصبح العلماء أقل تمسكاً بمعارضتهم، وأدي الجهد الرسمي إلي تزايد ملموس في عدد الطلاب الشيعة الملتحقين بالتعليم الحديث، من المدرسة إلي المعاهد العليا. كانت سياسة الدولة، التي يقال الآن انها كانت دولة سنية، تشجيع الشيعة علي الالتحاق بالتعليم الحديث والانخراط في جهاز الدولة. وتوضح سجلات الوزارات العراقية تزايد عدد الوزراء الشيعة في الأربعينات والخمسينات، إلي ان أصبحت الأغلبية من رؤساء الوزراء العراقيين في السنوات العشر الأخيرة من العهد الملكي من الشيعة. لا أحد يعرف علي وجه اليقين تعداد الشيعة والسنة في العراق، إذ لم تشهد البلاد إحصاء طائفياً منذ بدء الإحصاءات في نهايات العهد العثماني إلا إحصاء بريطانياً واحداً في بداية الانتداب، سجل المحصون البريطانيون أنفسهم تحفظات عدة عليه نظراً لاستثنائه العشائر غير المستقرة وقطاعات كردية واسعة؛ ولم تنظر الدولة العراقية الحديثة إلي الشيعة من مواطنيها من زاوية الأكثرية والأقلية بل من الزاوية الاجتماعية، فقد كان الجنوب العشائري ـ الزراعي منذ البداية أقل تطوراً وتحديثاً من الوسط والشمال، وكان علي الدولة تكريس جهد واستثمارات أكبر للجنوب وهو ما لم يحدث دائماً.
كما بقية المنطقة العربية، أخذ العراق في التعرف علي الأيديولوجيات السياسية الكبري منذ الأربعينات. وقد كان العراقيون الشيعة من أبرز العناصر النشطة في الحزب الشيوعي وفي التنظيمات القومية، حتي ان القادة الثلاثة الأول لحزب البعث كانوا من الشيعة العرب. ومن السذاجة توصيف الدولة الجمهورية بالطائفية. بعض قادة الجمهورية كانوا أقرب إلي التشيع، مثل قاسم، وبعضهم كان أقرب إلي التسنن، مثل عارف؛ أما صدام حسين، الذي لعب رجال الدولة الشيعة دوراً بارزاً في نظامه، فإن الاتهامات المتأخرة له بالطائفية هي تزييف فاضح لتاريخ العراق. كان مشروع صدام، بغض النظر عن اخطائه، هو إقامة عراق قوي وتأسيس دور كبير له في المنطقة؛ أولئك الذين انخرطوا في هذا المشروع، شيعة كانوا أو سنة، عرباً أو كرداً أو تركماناً، حافظوا علي مواقعهم في النظام لسنوات طوال؛ وأولئك الذين عارضوا المشروع أو حاولوا تقويضه، إخواناً مسلمين أو دعوة أو شيوعيين، أو حتي بعثيين، أطيح بهم وطوردوا. وكما وجهت الدولة قواتها لإخماد التمرد الكردي في الشمال في السبعينات والثمانينات، كذلك فعلت في المحافظات الجنوبية في مطلع التسعينات، وفي الأنبار في منتصفها.
الخطاب الطائفي الحالي هو خطاب أيديولوجي بحت، هدفه تسويغ وجود وشرعية كيانات سياسية حزبية، أو دور ومكاسب عناصر سياسية طامحة. وكأي خطاب أيديولوجي، فإن الخطاب الطائفي يقوم علي قراءة خاصة وانتقائية للتاريخ، قراءة إنشائية، لا تنسجم دائماً مع حقائق التاريخ، فالتاريخ بالنسبة لها يستدعي لتبرير الموقف السياسي والأيديولوجي لا للتعرف علي الحقيقة والواقع. بعض أصحاب الخطاب الطائفي، كموفق الربيعي ومن وقعوا علي بيانه سييء الذكر في نهاية التسعينات، تبني النهج الطائفي قبل الغزو وبوضوح. بعضهم الآخر حرص علي إخفاء طائفيته إلي ما بعد الإحتلال. ولكنهم جميعاً الآن لا يجدون ملجأ لهم خارج الموقف الطائفي.
الخط الذي يمثله أبو مصعب الزرقاوي وأولئك الذين قتلوا الشيعة العرب علي الهوية جنوب بغداد قبل أشهر قليلة هم طائفيون بلا جدال، وادعاؤهم المقاومة لا يجب ان يمنع إدانتهم وإدانة نهجهم السياسي والفكري. المنضوون في إطار ما سمي بالقائمة الشيعية الموحدة، من المجلس إلي الدعوة إلي الجلبي، هم طائفيون بلا جدال، حتي إن وجد بينهم علمانيون لا علاقة لهم بالتشيع مثل الجلبي، أو معممون مثل الحكيم. ولا يجب ان يكون هناك شك في ان السيد السيستاني ورجال مكتبه، الذين وقفوا خلف هذه القائمة وباركوها، يلعبون دوراً طائفياً خطراً، حتي وإن ادعوا الابتعاد عن السياسة. ومثلهم الذين التقوا للتخطيط لفيدرالية في الجنوب أو في الفرات الأوسط. وإلي هؤلاء جميعاً، أولئك الذين يتبادلون القوائم والنسب الوهمية ـ الخرافية حول تعداد هذه الطائفة أو تلك، سنة كانــوا أو شيعة.
تبني الخطاب الطائفي في بلد لم يبن علي أسس طائفية هو تعبير عن العجز وفقدان الشرعية، وهو بلا شك سبيل بالغ الخطورة للعمل السياسي، قد يهدد استقرار العراق ووحدة شعبه ولكنه لن يعود علي أصحابه إلا بالوبال. تبني الخطاب الطائفي هو تعبير عن العجز، لأن أصحابه يدركون ان وجودهم ودورهم السياسي غير ممكنين بدون اللجوء إلي الابتزاز الطائفي، ابتزاز من يرغبون بالحصول علي تأييدهم وابتزاز مواطنيهم ككل. الذين خسروا مصداقية خطابهم الإسلامي، والذين يدركون ان لا أحد سيأخذهم علي محمل الجد إن ادعوا الدفاع عن استقلال العراق وسيادته وحريته، والذين يعرفون ان لا جذور شعبية لهم ولم يعد لهم من نصير أجنبي، يجدون في الخطاب الطائفي الوسيلة الوحيدة المتبقية لجلب التأييد وتأسيس الشرعية. وكلما امتد الصراع في العراق وعليه، ستزداد حدة الفرز بين قواه السياسية. بعض من جروا إلي مواقع طائفية سيبصر العواقب ويراجع موقفه؛ والبعض الآخر سيتضاعف توغله في الخطاب الطائفي إلي ان يحاول إشعال صراع أهلي يحاول من خلاله حماية نفسه ومكتسباته ودوره.
بيد ان العلاقة بين القوي الطائفية وتصريحات الشعلان والملك عبدالله هي علاقة غير مباشرة، بمعني ان الأخيرين يدركان الخلفية الطائفية لخطاب بعض القوي السياسية المتواجدة في الساحة العراقية اليوم ولكنهما ليسا طرفاً طائفياً. الشعلان هو حليف مخلص لعلاوي، وعمان هي أهم العواصم العربية المؤيدة لرئيس الوزراء المؤقت. كلاهما يريد فوز قائمة علاوي وحلفائه، ويسعي من خلال المخاوف الطائفية والقومية علي مستقبل العراق لان يستدر أصوات العراقيين السنة والشيعة الوطنيين، والقوميين ومن لم يقعوا في فخ الطائفية. هذه لحظة انفراط عقد من جمعهم مشروع الغزو والاحتلال، لإن كعكة الحكم لا تكفي لهم جميعاً. أما السبب الثاني فهو القلق الأمريكي المتزايد من النفوذ الإيراني في العراق. تري طهران ان لها حقاً طبيعياً وتاريخياً في التواجد في العراق، لكن واشنطن لا تريد شركاء، وبالذات شركاء من إيران التي يجمعها واياها ميراث طويل من التوجس وعدم الثقة. ونظراً لان القوي المتحالفة في القائمة الشيعية هي جميعاً من أصدقاء إيران وحلفائها التقليديين، فإن إضعاف هؤلاء أصبح جزءاً من المواجهة مع نفوذ الجمهورية الإسلامية في العراق، بالرغم من ان التحالف التقليدي لا يعني بالضرورة التحالف الدائم.
السؤال الآن هو إلي أين تذهب قوي مثل المجلس والدعوة إن تصاعد التصدي الأمريكي لها وازداد صراع القوي الوافدة مع الاحتلال حدة؟ هل تذهب إلي صف القوي المعارضة للاحتلال، أو تحاول كسب ثقة الحليف الأمريكي بمزيد من التوغل في العلاقة التحالفية معه؟
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م