وردتنى هذه الفتوى من دار الإفتاء عن ... " صدق الله العظيم "

[أبو إيهاب]

وردتنى هذه الفتوى من دار الإفتاء المصرية

قل صدق الله مطلقا سواء في نهاية القرأة أو في أي مقام ولا قيد ولا بدعة .

أحب أن أنوه ... بأن سؤالى لدار الفتوى المصرية كان أمينا وواضحا ، كما أحلت لهم كثيرا من الأقوال التى ذكرتموها فى تعليقاتكم .

[يتيم الشعر]

جزاك الله خيراً أبا إيهاب

[طابور]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

بما أن المسأله خلافيه ( وطبعا ليس كل خلاف له وجاهه وقبول ) فإني أطمئن إلي رأي القائلين بالمنع لأنه ليس لها أصل من السنة ولا من عمل الصحابه .

قال تعالي :
( وإن أختلفتم في شيء فردوه إلى الله ورسوله )

فبالرجوع إلي القرآن الذي هو كلام الله وحجته علي خلقه وفيه تفصيل كل شيء لم أجد ما ينص أو يرخص علي قول صدق الله العظيم بعد قراءة سوره أو آيه من القرآن ، وإنما وجدت الآيه : ( فإذا قرأت القرآن فأستعذ بالله من الشيطان الرجيم )([النحل/98]... وأيضا فـقول (( صدق الله العظيم )) يعتبر ثناء على الله عز وجل بوصفه سبحانه وتعالى بالصدق (ومن أصدق من الله قيلاً) والثناء على الله بالصدق عبادة والعبادة لا يمكن أن يتقرب الإنسان بها إلا إذا كانت موافقة للشرع وهنا ننظر هل جعل الشرع انتهاء القراءة سبباً لقول العبد صدق الله العظيم إذا نظرنا إلى ذلك وجدنا أن الأمر ليس هكذا بل أن الشرع لم يجعل انتهاء القاري من قراءته سبباً لأن يقول صدق الله العظيم.

وبالرجوع إلي السنة نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقلها ، قال تعالي : ( ولكم في رسول الله أسوة حسنة ) ، وقد روي عنه: ( أنه قال لعبد الله بن مسعود رضي الله عنه أقرأ قال يا رسول كيف أقرأ عليك وعليك أنزل قال إني أحب أن أسمعه من غيري فقرأ حتى بلغ قوله تعالى (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً) فقال النبي صلى الله عليه وسلم حسبك .. ) ولم يقل عبد الله بن مسعود صدق الله العظيم ولم يامره النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وهكذا ، وأيضاً قرأ زيد بن ثابت على النبي صلى الله عليه وسلم سورة النجم حتى ختمها ولم يقل صدق الله العظيم وهكذا لم ينقل عن أحد من الصحابه فيما نعلم أنه قال صدق الله العظيم بعد القراءه .. والله تعالي أعلم واحكم .

[أبو إيهاب]

قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {95} سورة آل عمران


اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثاً {87} سورة النساء


وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً وَعْدَ اللّهِ حَقّاً وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً {122} سورة النساء

[طابور]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

أخي الفاضل (( أبو أيهاب )) الله وحده يعلم كم أحييك وأحب فيك إستشهادك بالقرآن والسنة عند الحوار وهي ميزه مباركه بلا شك تميزك عن الآخرين ، نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد .

أخي الحبيب أسمح لي بهذه الوقفات مع مداخلتك السابقه :

أولا : ليس هناك دليل في ما أوردته من الآيات يدل علي مشروعية قول صدق الله العظيم بعد قراءة القرآن ، وأي نعم يسمح لنا شرعا أن نقول صدق الله ثناءا علي الله بالصدق ولكن أن نقيدها بقراءة القرآن فهذا يحتاج إلي دليل ، وأنظر علي سبيل المثال إلي قوله تعالي : ( فإذا قرأت القرآن فأستعذ بالله من الشيطان الرجيم ) وقارنها جيدا مع ما أوردته من الآيات ..

ثانيا : يلزم من فتوي الأزهر ومن إستدلالك بتلك الآيات أن النبي صلي الله عليه وسلم قد ترك هذا الأمر أو أنه خفي عليه ( وحاشاه ) وحاشكم كذلك أن تقولوا ذلك ، وأيضا لو كان الأمر كما فهمتم لما سبقتم النبي عليه الصلاة والسلام ولا أصحابه الكرام إلي قول ( صدق الله العظيم ) بعد قراءة القرآن .

ثالثا: أليس النبي عليه الصلاة والسلام خير من قرأ القرآن ورتله وفهمه وفسره وعمل بكل ما فيه .....إذا فلماذا لا نقتدي به حقا ونتبعه فيما عمل وقال ؟؟ أليس في ذلك الكفايه والغني ؟؟
قال تعالي : ( اليوم اكملت لكم دينكم ... ) .

هذا والله أعلم وأحكم وصلي اللهم علي عبدك ورسولك محمد .

أخوكم المحب .. طابــور

[أبو إيهاب]

الأخ / طابور

أرد لك التحية فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وأشكر لك تعليقك ، فقد أمرنا حين الإختلاف أن نرد الأمر إلى الله ورسوله .

وقد أمرنا الله سبحانه وتعالى فى هذه الآية الكريمة :::

قُلْ صَدَقَ اللّهُ
فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ {95}
سورة آل عمران

وهذا أمر بأن نقول صدق الله ... على الإطلاق ... فسأقول " صدق الله العظيم " ، وأى وقت أنسب لقولها إلا حين سماع قرآنه ؟؟؟ ... هل تحب أن نكون كبنى إسرائيل وأمر الله لهم بذبح البقرة ؟؟؟ نعم سنقولها فى كل وقت وحين ، وبالأخص حينما نسمع كلام الله فلنصدقه ونقر بذلك ونقر بعظمة الله .

أخى الحبيب ... كما ذكرت أنا فى مكان آخر ، أنا لم أكتف بدار الإفتاء المصرية ... ولو أن فتواها تكفى ... ولكن لجأت إلى جهات أخرى لها قدرها ورسوخها فى العلم ... لأن الإسلام ليس فيه كهنوت ، ولكن فيه علماء يسترشد بكلامهم ، والمسئولية أمام الله سبحانه وتعالى فردية يوم القيامة " كل نفس بما كسبت رهينة " ... فلا قداسة لأحد ، ولاعصمة لأحد بعد الرسل .


دعنا نبسط الموضوع أكثر :::

1 - " قل " التى وردت بالآية الكريمة ، أليست فعل أمر من الله سبحانه وتعالى ، واجب التنفيذ ؟؟؟

2 - الأمر بأن نقول " صدق الله " ، ومتى نقول ذلك ؟؟؟ أليس حين سماع قوله سبحانه وتعالى ؟؟؟

3 - وهل حينما نمتثل للأمر ونقولها ، نكون قد ابتدعنا ؟؟؟ ويحق علينا دخول النار عقوبة لهذا الإبتداع ؟؟؟

4 - القرآن أنزل لك ولى وله ، وللعالم وللجاهل ، ماذا يفهم الجاهل من هذا الأمر ؟؟؟ وهل يحتاج لفتوى تصعب عليه الأمور ؟؟؟ وإذا نفذ الأمر دون فتوى هل يرمى بالإبتداع ؟؟؟ وهو قد امتثل لأمر الله طلبه منه فى القرآن الكريم .

[طابور]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وبعـــد ،،

أخي الحبيب ( أبو أيهاب ) وفقه الله ..

قلت : ( وهذا أمر بأن نقول صدق الله ... على الإطلاق ... فسأقول " صدق الله العظيم " ، وأى وقت أنسب لقولها إلا حين سماع قرآنه ؟؟؟ ) ..

ونقول وبالله التوفيق :
قولك وأى وقت أنسب لقولها إلا حين سماع قرآنه ؟؟؟ قول مجانب للصواب وفيه تجاوز .. فلو كان الأمر كما تصورت وزعمت فلن تسبقوا إليه النبي عليه الصلاة والسلام الذي لم يقلها حين سماع أو بعد قراءة القرآن وكذلك أصحابه الكرام رضي الله عنهم ..... أفلا يسعكم ما وسعهم ويكفيكم ما أكفأهم .


وقلت : 1 - " قل " التى وردت بالآية الكريمة ، أليست فعل أمر من الله سبحانه وتعالى ، واجب التنفيذ ؟؟؟

2 - الأمر بأن نقول " صدق الله " ، ومتى نقول ذلك ؟؟؟ أليس حين سماع قوله سبحانه وتعالى ؟؟؟

ونقول :
إتقي الله يا أخي فأنت بهذا القول تصور النبي عليه الصلاة والسلام علي أنه ترك أمر واجب التنفيذ وهذا مستحيل وغير ممكن ، ونصيحتي لك أن تتوب إلي الله وتستغفر من ذلك .

قال العلامه بن عثيمين في معرض رده علي سؤال بهذا الخصوص :
قد يقول قائل أليس الله تعالى قال قل صدق الله فنقول بلى إن الله تعالى قال قل صدق الله ونحن نقول صدق الله لكن هل قال الله تعالى قل عند انتهاء قراءتك قل صدق الله الجواب لا إذا كان كذلك فإننا نقول صدق الله ويجب علينا أن نقول ذلك بألسنتنا ونعتقده بقلوبنا وأن نعتقد أنه لا أحد أصدق من الله قيلا ولكن ليس لنا أن نتعبد إلى الله تعالى بشيء معلقاً بسبب لم يجعله الشارع سبباً له لأنه كما أشرنا من قبل لا تكون العبادة موافقة للشرع حتى يتحقق فيها أو بعبارة أصح لا تتحقق المتابعة في العبادة حتى تكون موافقة للشرع في الأمور الستة السابقة أن تكون موافقة للشرع في سببها وجنسها وقدرها وصفتها و زمانها ومكانها وبناء على ذلك فلا ينبغي إذا انتهى من قراءته أن يقول صدق الله العظيم نعم.

والله أعلم وأحكم .

[أبو إيهاب]

الأخ الكريم / طابور

أنا لم أذكر ما ذكرت إلا بعد أن سألت أهل العلم " دار الإفتاء المصرية" بسؤال مفصل وذكرت لهم ما ذكرتموه فى تعليقاتكم .

الرسول أمر بأركان الإسلام واحدة تلو الأخرى ، وكان هو أول من أقامها عليه الصلاة والسلام . وإذا أمر بأمر فهو أول الممتثلين له .

بمعنى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم امتثل لأمر الله سبحانه وتعالى وقال " صدق الله " ... وهذا لا مرية فيه ... فمتى يقول ذلك ؟؟؟ أليس بعد ذكر كلام الله ؟؟؟ صدق الله فى أى شئ ، أليس فيما أوحى به إلى الرسول ؟؟؟ وما هو الذى أوحى به للرسول ؟؟؟ أليس القرآن الكريم ؟؟؟
فقولك أنه عليه الصلاة والسلام لم يقل " صدق الله " بعد قراءة القرآن ، لا يتفق مع الحقيقة ، لأن قوله " صدق الله " كما أُمر بها ، بعد ذكر آيات من القرآن الكريم ، بديهية من البدهيات ، .

فتاوى السعودية العملية تختلف تماما مع هذه الفتوى ... فكم من ملايين المسلمين زاروا الحرمين إما حجا وإما عمرة ، وهم يستمعون " صدق الله العظيم " بعد كل تلاوة فى المسجدين ... كم من آلاف الملايين من المسلمين فى العالم الذين يستمعون لإذاعة القرآن الكريم بالسعودية يستمعون " صدق الله العظيم " بعد كل تلاوة للقرآن الكريم ،.. كم من المسلمين فى العالم الذين يستمعون إليها فى القنوات الفضائية التى تديرها السعودية ... كم من المسلمين على مرور التاريخ الذين يرددون هذا القول بعد التلاوة مقتدين بكم . " يسروا ولا تعسروا ، وبشروا ولا تنفروا " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .

أخى الكريم كن لطيفا فى محاورتك " فالكلمة الطيبة صدقة " ... ولا تنسى أنك تكلم مسلم وإن شاء الله مؤمن يرجو رحمة ربه ويخشى عذابه . أقولها لك ولى وللآخرين ... عسى الله سبحانه وتعالى أن يجمعنا على سرر متقابلين فى جنة النعيم .

وقد قلت لك أننى مازلت أنتظر فتاوى أخرى ، رغم أنى مقتنع بفتوى دار الإفتاء ، من مصادر عليمة أخرى ... ولن يجتمع المسلمون على ضلالة بإذن الله .

[عبد اللطيف سالم]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الأخ إيهاب .

والأخ طابور .

بارك الله بكما جميعا .

بلا شك أن النقاش الذي تتناقشون به نقاش علمي ، ولكن يبدوا أنكم كدتم تصلون إلى طريق مسدود .

إن الأدلة التي قدمها كل واحد منكم تجعل القضية في إطار الإباحة :

أي ليس واجبا أن تقول بعد التلاوة ( صدق الله العظيم ) .

وليس محرما أن تقولها .

و أما الإجابة على عدم الوجوب هو أنه لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قالها مع ورود الآيات الدالة على الأمر بقولها .

وأما الإجابة على عدم كونها من البدع هو : أن الآية تحتمل الأمر بها . وأنها وردت على ألسنة القراء الذين نقلوا القراءات لنا ، فربما نقلها القراء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من مواقف أخرى لم تثبت عن طريق الأحاديث .
ما ورد في هاتين الإجابتين وروايات أخرى رويت بعد قراءة سورة التين ووردت بعد قراءة سورة الملك ورويت في سرد موقف الجن عندما سمعوا القرآن نتج عنها القول الثالث وهو استحباب قول ( صدق الله ) بعد آيات الإخبار عن المغيبات وقول ألفاظ أخرى وردت في مواضع أخرى من التلاوة .

[عنتر الهوني]

[quote]الرسالة الأصلية كتبت بواسطة طابور
[b][align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،

بما أن المسأله خلافيه ( وطبعا ليس كل خلاف له وجاهه وقبول ) فإني أطمئن إلي رأي القائلين بالمنع لأنه ليس لها أصل من السنة ولا من عمل الصحابه .

قال تعالي :
( وإن أختلفتم في شيء فردوه إلى الله ورسوله )


قال تعالى فى الاية 59 من سورة النساء :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمر مِنْكُمْ فَإِنْ

تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ

الأخر ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تأويلا .




والله من وراء القصد