مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الرمضانيـة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 04-10-2005, 04:57 PM
المناصر المناصر غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
المشاركات: 396
إفتراضي رمضان.. محطة سفر إلى الجنة ( 2 )

رمضان محطة سفر إلى الجنة..(2)

ميادين تأهيل المسافر في هذه المحطة للسفر إلى الجنة.

المسافر إلى الجنة يحتاج إلى تدريب يؤهله لهذا السفر المبارك، وميادين التدريب كثيرة، ومن أهمها الميادين الآتية:

الميدان الأول: صيام نهار الشهر المبارك:

( الصوم المشروع هو الإمساك عن المفطرات، من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس ). [المغني لابن قدامة (3/4)]

أما الصيام في لسان العرب:
فهو مطلق الإمساك عن أي شيء، فلو أمسك غير المسلم عن المفطرات، في نهار رمضان أو غيره، اعتبر صائماً في اللغة العربية..

ولو أمسك المسلم عن ذلك في نهار رمضان أو غيره، قاصداً التداوي بذلك صحة جسمه، وليس أداء العبادة، فهو صائم في اللغة العربية.

ولو صام المسلم ليلاً وأفطر نهاراً في شهر رمضان، قاصداً بذلك العبادة، لم يعد صائماً الصيام الشرعي، لأنه لم يصم في النهار.

فقد فرض الله صيامه نهاراً، لا ليلاً، فقال تعالى بعد أن ذكر وجوبه أياماً معدودات: (( فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ )) [البقرة: من الآية185].

والأيام إذا أطلقت يراد بها أوقات النهار، وأكدت ذلك سنة الرسول صلى الله عليه وسلم القولية، والفعلية، وعلى ذلك إجماع الأمة.

والصيام قسمان:

القسم الأول:
صيام مفروض للوقت أي يجب على المسلم أن يصومه، بمجرد دخول وقته، وهو شهر رمضان المبارك، الذي هو أحد أركان الإسلام الخمسة، وهي الشهادتان، والصلاة، والزكاة، والحج، يأثم تاركه، ويكفر جاحده، كما تجب الصلاة بمجرد دخول وقتها.

وصيام مفروض لإيجاب الإنسان ذلك على نفسه، وهو صوم النذر الذي يجب الوفاء به.. [اقرأ الآية 7 من سورة الإنسان]

وصيام مفروض للكفارات، كالحنث في اليمين، فيجب صيام ثلاثة أيام، إذا لم يجد إطعام عشرة مساكين، أو كسوتهم، أو تحرير رقبة مؤمنة.. [اقرأ الآية 89 من سورة المائدة].

وصيام شهرين متتابعين لمن قتل مؤمناً خطأ، ولم يجد تحرير قبة مؤمنة.. [اقرأ الآية (92) من سورة النساء].

ومثله مَن ظاهر من زوجته ثم عاد إليها ولم يجد رقبة يعتقها.. [اقرأ الآيتين 3،4 من سورة المجادلة].

وصيام مفروض على من حج قارناً أو متمتعاً ولم يجد الهدي، فإنه يصوم عشرة أيام ثلاثة في الحج، وسبعة إذا رجع.. [اقرأ الآية (196) من سورة البقرة].

القسم الثاني:
صيام مندوب… وسيأتي الكلام عنه في بعض الحلقات بإذن الله.

والذي يعنينا هنا هو صيام شهر رمضان المبارك..

فقد فرض الله سبحانه وتعالى على المسلمين صيامه، كما كتب عليهم النطق بالشهادتين، والصلاة والزكاة والحج، وهذه الأربعة مع صيام رمضان هي مباني الإسلام وأركانه.

وقد دل على وجوب صومه القرآن والسنة القولية والفعلية، وإجماع الأمة:
قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ )) [البقرة (183)]

ومن السنة القولية، ما رواه ابن عمر رضي الله عنهما، قال:
"قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان )".[البخاري (4/1641) ومسلم (1/45) واللفظ له]

ومن السنة الفعلية، حديث أنس رضي الله عنه، قال:
"واصل رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول شهر رمضان، فواصل ناس من المسلمين، فبلغه ذلك، فقال: ( لو مد لنا الشهر لواصلنا وصالاً يدع المتعمقون تعمقهم، إنكم لستم مثلي ) ـ أو قال: ـ ( إني لست مثلكم، إني أظل يطعمني ربي ويسقيني )" [البخاري (3/796) و مسلم (2/776) واللفظ له].

وأجمع المسلمون على أن صيام شهر رمضان فريضة لازمة لكل مسلم بالغ قادر، خلا من عذر شرعي. [المغني لابن قدامة (3/3)]

كيف يؤهل الصيام صاحبه للسفر إلى الجنة؟

المسلم الذي يصوم رمضان، إيماناً بالله وبرسوله واليوم الآخر، محتسباً صيامه وأعماله الصالحة فيه عند ربه، جدير بأن يكون أهلاً للسفر إلى جنة الخلد...

فالصائم بهذه الصفة، قد سيطر على نفسه وهواه وشيطانه، وهذه الثلاثة هي التي تلازم الإنسان وتلجئه إلى تعاطي أي شيء يشتهيه، ما لم يصده عنها صاد حسي أو معنوي.

المانع الحسي:
عدم قدرة الإنسان على تعاطي ذلك، إما بفقد الْمُشْتَهى، وإما لرقابة بشريه تحجزه عن ذلك مع وجوده، وهذا المانع غير مُجْدٍ إذا وجد المشتَهى، وفقد الحاجز.

أما المانع المعنوي المؤثر:
فهو ما يصاحب الإنسان في كل حالاته، في حال خلوته بنفسه وعدم وجود المخلوقين معه، وفي حال جلوته ، أي اختلاطه بالناس..

هذا المانع هو قوة إيمانه بربه، واستحضار عظمته، وكمال إحاطة علمه، وكمال قدرته على مجازاته، فرقابته رقابة إلهية تصبح عنده رقابة ذاتية، ثابتة في قلبه، مانعة لجوارحه من الإقدام على ما لا يرضي ربه.


وذكر العلماء أن من أسباب قول الله تعالى في الحديث القدسي: ((كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا الذي أجزي به )) أن الأعمال الأخرى غير الصيام واضحة يستطيع فاعلها أن يرائي بها الناس، كالصلاة والزكاة والحج، بخلاف الصوم فإنه بين الصائم وبين الله، لأنه عبادة غير ظاهرة.

فصيام المؤمنِ الصادقِ الإيمانِ، يجعله في مقام المراقبة الدائمة لربه تعالى، متمثلاً كمال علمه المحيط بكل شيء، وكمال قدرته التي تُصَرِّف كل شيء، كما دلت على ذلك الآيات والأحاديث الصحيحة الكثيرة..

قال تعالى: (( قُلْ إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفٌ بِالْعِبَادِ )). [آل عمران:29-30].

وفي حديث جبريل المشهور:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) [مسلم (1/37)]

ومن كمال قدرته وكمال علمه تعالى، أن جعل أعضاء الإنسان تسجل عليه أعماله التي يباشرها بتلك الأعضاء..

فإذا جاء وقت الجزاء والحساب شهدت عليه بكل ما اقترف، وأين يفر الإنسان من جلده وسمعه وبصره ويده ورجله، وهي تلازمه في كل مكان، بل بها يتعاطى الخير أو الشر؟!

إن أعضاء الإنسان آلات تصوير "كاميرات" تصور حركاته في الليل وفي النهار في الضوء وفي الظلمة، في السر وفي العلن، وهي كذلك آلات تسجيل "كاسيت" تسجل أصواته لتحتفظ بها، فتفاجئه بما لم يكن يتوقع من شهادتها عليه..

قال تعالى: (( وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلا أَبْصَارُكُمْ وَلا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا يَعْلَمُ كَثِيراً مِمَّا تَعْمَلُونَ * وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ )). [فصلت:19-23].

وقال تعالى: (( يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )) [النور:24].

وهذه هي حال الصائم، الذي يمتنع عما تشتهيه نفسه، وقد تشتد حاجته إلى تناوله، مما هو مباح له شرعاً في الأصل، وبخاصة الطعام الذي لا يُدفع الجوع إلا به، والشراب الذي لا يُدفع العطش إلا به، ومعاشرة زوجه التي قد تلح على تعاطيها غريزته، وكل تلك الأمور تكون غالباً متاحة له، وفي متناول يده.

فإذا امتنع المؤمن عن تلك المشتَهَيَات، مستحضراً عظمة الله، راغباً فيما عنده من الرضا والثواب، ورهبة مما سيلقاه - لو عصاه - من السخط والعقاب، فإنه بذلك يستحق أن يكون من وفود المسافرين إلى الجنة، التي لم يعدها الله تعالى إلا لعباده المؤمنين...

والمؤمن الحق الذي يترك ما هو مباح له في الأصل طاعة لربه، سيترك ما هو محرم عليه في الأصل من باب أولى، وبذلك يكون..

طاهر القلب..

نظيف الجوارح..

طيب السيرة..

صادق السريرة..

مؤهلاً لسفر إلى لقاء الله في دار ضيافته..


موقع الروضة الإسلامي..
http://www.al-rawdah.net/r.php?sub0=start
__________________
إرسال هذه الحلقات تم بتفويض من الدكتور عبد الله قادري الأهدل..
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك..
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م