مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 12-04-2001, 05:35 AM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post عندما لا يكون الشأن اللبناني ..... لبنانياً

لم يسدل اللبنانيون الستارة على الفصل الأول من المشهد السياسي الأخير مع استقبال سيد بكركي وتصريحاته التي أثارت الجدل حتى رفعوا ستارة الفصل الثاني على قصف البيانات التصعيدية بين أرباب المجالس المليّة، من مجلس المطارنة إلى مجلس المفتين، مما خوف البعض من عودة عقارب الساعة إلى الوراء، والانقلاب على (الطائف) بإشعال فتيل جديد في ساحة لم تنعم بعد بالسلام والهدوء المنشودين لإقامة وطن يواجه تحديات داخلية وخارجية أبرزها الخطر الإسرائيلي المتربص.

وكان الخطاب السياسي الذي وجهه الأمين العام لحزب الله في احتفالات ذكرى عاشوراء، ومن بعده بيان دار الفتوى الصادر عن اجتماع مفتي المناطق، وقبلهما بيان علماء عكار، وتصريحات النائب وليد جنبلاط، قد أعطى الانطباع عن التحالف الطائفي/ السياسي في نسخة جديدة معدلة، تضم في أحد جانبيها الموارنة والدروز (التيار الجنبلاطي) وتضم في جانبها الآخر السنة والشيعة، وتتخذ من موضوع الوجود السوري محوراً للفعل ولردة الفعل، وللبيان السياسي والبيان المضاد.

وزاد من حرارة الموقف اقتراب الذكرى السادسة والعشرين لاندلاع الحرب الأهلية (13/4/1975) يوم ابتدأ الجدل حول الوجود الفلسطيني المسلح في لبنان، ثم تحول إلى حوار أيدي وأرجل وتراشق كراسي مجلس النواب، ثم إلى حواجز أمنية (ثابتة وطيارة) وأخرى تقابلها هنا وهناك، ثم فرز طائفي للمناطق واشتعال لخطوط التماس، مع مسلسل من العدوان على الإنسان نفسه، مسلماً ومسيحياً، لبنانياً ومقيماً، بحيث أضحت حروب البرابرة التاريخية أكثر حضارة مما شهده اللبناني من ممارسات المسلحين من مختلف الطوائف والانتماءات.

وكانت موجات العنف تردفها موجات عاتية لا تعرف معنى الرحمة ولا الخطوط الحمراء، يومها بلغت القلوب الحناجر، وكادت القوى اليسارية المتحالفة مع القوى الفلسطينية - وعلى رأسها منظمة التحرير - تطبق على الجبل، فجاء التدخل السوري لمصلحة لبنان الذي نعرفه: متنوعاً متعدداً، لا يقتصر على لون مذهبي أو سياسي واحد. وكان دعاة إخراج السوريين اليوم على رأس المرحبين بالتدخل السوري الأمني والسياسي، ويومها زايدوا على التحالف اليساري الفلسطيني - ذي الطابع الإسلامي - بأنه ضد الخيار العربي(!)

ربما اختلفت أحداث العام 1975 عن فتنة العام 1860 في التاريخ والجغرافيا والأسماء، ولكنها – قطعاً - لم تختلف عن أسبابها المباشرة، ولا عن تفاصيلها ومجرياتها ونتائجها. فشعارات: الثأر للكرامة الوطنية، والمناداة بالعنفوان اللبناني، والدعوة إلى التميز عن المحيط العربي، هي هي، في القرنين التاسع عشر والعشرين، بدون زيادة ولا نقصان، وكأن قدر اللبنانيين أن يكرروا التجربة بالرغم من اقتناعهم بأن (المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين).

جديد اليوم أن القوى السياسية تختفي وراء المواقع الدينية، وأن رموز الطوائف أجازت لنفسها أن تسلك طريق الجلجلة لمصلحة القوى السياسية. والاستثناءات القليلة لا تغير شيئاً من المشهد العام.

وهذا الوصف المباشر والصريح للواقع لا يعني دعوة رؤوس المؤسسة الدينية اللبنانية إلى التخلي عن واجبهم الوطني، وإنما يدعوهم إلى القيام بهذا الدور بما يخدم قضية الوطن ولا يخذلها، فالنوايا الحسنة، ونظافة الكف، والمسيرة التاريخية لا تكفي وحدها لصناعة موقف سياسي تاريخي، أو القيام بتحرك قيادي تغييري، بل تحتاج إلى خطة واضحة صحيحة وقابلة للتطبيق، كما تحتاج إلى خطاب يتطابق مع الرمزية والصدقية المعهودة في هذه المؤسسات، لاسيما ونحن لم نخرج - بالكامل - بعد من مصيدة المخطط الاستراتيجي الصهيوني الساعي إلى تحويلنا جميعاً إلى أقليات يسهل عليه قيادها وتوجيهها وتسخيرها لخدمته وخدمة مشروعه.

وفي صلب (المخطط الصهيوني) القتال حتى آخر رجل في الجماعات الدينية والعرقية والسياسية العربية، مهما كانت الوسيلة والشعار والأسلوب المتبع، والطائفية أسهل أبواب التعبئة النفسية لشرائح واسعة – لاسيما من الشباب – الذي يقف عاجزاً أمام تحديات كبرى لا يجد لها حلاً جذرياً كالبطالة وضيق ذات اليد، وليس كالنقمة والإحباطات قنبلة موقوتة تدفع صاحبها إلى الانفجار في أية لحظة.

وما يجري الآن على الساحة اللبنانية قد يكون أبعد ما يكون عن حل القضايا العالقة والأخرى المستجدة في بلد يعاني من تضاعف الدّيْن العام، وتفشي البطالة، وتدني الدخل الفردي عن احتياجات الحد الأدنى لمتطلبات الحياة، والتخلف في مستوى البرامج التعليمية والتأهيلية عما ينبغي أن يكون الأمر عليه في مواجهة الزحف الإسرائيلي على العالم العربي أمنياً وسياسياً وتقنياً.

واللبنانيون لم يجمعوا على شيء كما أجمعوا على خطيئة الحرب الداخلية التي لم تحقق أي من شعاراتها في كلا المعسكرين المتراشقين، وعلى خطأ الرهان على العدو الإسرائيلي الذي لم يتورع عن نحر حلفائه كلما اقتضت مصلحته ذلك، فعلها في الجبل وفعلها في الجنوب، واللبنانيون والعرب يجمعون على حساسية الساحة اللبنانية في خضم المواجهة مع العدو الإسرائيلي، لاسيما عندما لا تكون الأزمة المتداولة أزمة لبنانية خالصة.

ربما على عقلائنا أن يعيدوا التدبر في المثل الشعبي القائل: (من جرّب المجرّب كان عقله مخرّب)، قبل أن تحترق البصرة ولا تجد حولها كوز ماء يطفئ نارها//

 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م