مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 12-04-2001, 09:26 AM
ابن وائل ابن وائل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
المشاركات: 4
Post المذهب الحنبلى..الاولية لتدوين الحديث وتدبير الحسبة والوعظ..

..////أسس الإمام أحمد بن حنبل، بجمعه المتميز للحديث النبوي، قاعدة تاريخية لمذهبه الفقهي خصوصاً، ولمدرسة الحديث عموماً، ومن صفوة فقهائه المتأخرين الأئمة: ابن تيمية (ت 728هـ) وابن قيم الجوزية (ت 751هـ) ثم محمد بن عبدالوهاب (ت 1206هـ). ولشدة تمسك مؤسس هذه المدرسة بالأثر النبوي لم يعدّ بعض المؤرخين بتأثير الخلافات المذهبية - محمد بن جرير الطبري (ت 310هـ) مثلاً - مؤسس مدرسة فقهية، بحجة ان روادها كانوا محدثين لا فقهاء. لكن المسائل والرسائل والفتاوي الفقهية لشيوخ وأئمة هذا المذهب، وفي مقدمتهم مؤسس المذهب، تؤكد غير ذلك.
ولد الإمام ابن الحنبل العام 164هـ، واختلفت الروايات علي مسقط رأسه في بغداد كان أم بمرو؟ قال الخطيب البغدادي: انه بصري من اهل خراسان، ولد ببغداد ونشأ بها . ولعله أصبح بصرياً إذ نقل ابن الجوزي قوله: دخلت البصرة خمس دخلات ، أولها العام 186 وآخرها العام 200هـ. وقال أيضاً: حمل من مرو وامه به حامل، وجده حنبل بن هلال والي سرخس، وكان من أبناء الدعوة أي الدعوة العباسية. وينسب اليه القول: قُدم بي من خراسان وانا حمل، وولدت ها هنا، ولم أر جدي ولا أبي .
ونقل ابن الجوزي قول ابن حنبل حول خلفية اهتمامه بجمع الحديث: كنت ربما أردت البكور في الحديث، فتأخذ أمي بثيابي وتقول: حتي يؤذن الناس، أو حتي يصبحوا، وكنت ربما بكرت الي مجلس أبي بكر بن عياش وغيره ، وكان دخل الكتاب (المدرسة) وهو غلام، فيطلب نـساء مرافقي هارون الرشيد، في موسم اصطيافه في الرقة، من معلم الصبيان كتابة الرسائل الي أزواجهن، فيكـلف ابن حـنبل بذلك، لقدرته علي الكتابة وصغر سنه، وذكر ابن الجوزي كان يجيء اليهن مطاطئ الرأس، فيكتب جواب كتبهن، فربما أملين عليه الشيء من المنكر فلا يكتبه لهن .
كان أول شيوخه في الحديث هشيم بن بشير حتي وفاته السنة 183هـ. قال ابن حنبل: كتبنا عنه كتاب الحج نحواً من ألف حديث، وبعض التفسير، وكتاب القضاء، وكتباً صغاراً . ودرس عند يزيد بن هارون في واسط، وعند عبدالرزاق بن همّام الصنعاني (ت 211هـ) في اليمن، وكان سار اليها ماشياً، كما خرج، من أجل الحديث، الي طرطوس ماشياً. وخرج الي البصرة وعبادان سنة ست وثمانين ومئة، بعدها بسنة خرج الي مكة، وأخذ من المحدث سفيان بن عيينة (ت 198هـ). ورغب في الخروج الي الري لحضور دروس جرير بن عبدالحميد (188هـ)، لكنه لا يملك اجرة الرحلة، فعدل عن ذلك الي الكوفة، وسكن في بيت خال، يضع تحت رأسه لبنة وينام.
كرس ابن حنبل حياته للحديث، مؤكداً ذلك بقوله: مع المحبرة الي المقبرة . ولا يستغرب مسير ابن حنبل علي الأقدام الي اليمن وطرطوس، أو توسده اللبنة، فقد كان يعيش كما يذكر ابن الجوزي في كتابه مناقب الإمام أحمد بن حنبل من اللقاط، السنبل الذي تخطئه المناجل، وعمل مع الحمالين . وهو القائل: خرجت الي الثغر علي قدمي فالتقطنا، وقد رأيت قوماً يفسدون مزارع الناس، لا ينبغي لأحد ان يدخل مزرعة رجل إلا بإذنه . وكان ميالاً الي العزلة، بقوله: أريد النزول بمكة، ألقي نفسي في شعب من تلك الشّعاب حتي لا أعرف .
كان من عادته ان يحفظ متن الحديث واسناده علي ظهر قلب، وفي ذلك قال لولده عبدالله: خذ أي كتاب شئت من كتب وكيع من المصنف، فإن شئت ان تسألني عن الكلام حتي أخبرك بالإسناد، وان شئت بالإسناد حتي أخبرك انا بالكلام . وقيل: حُزرت كتبه في اليوم الذي مات فيه، فبلغت اثني عشر حملاً وعدلاً، ما كان علي ظهر كتاب منها حدثنا فلان، ولا في بطنه حدثنا فلان، وكل ذلك يحفظه من ظهر قلب . وثني ابن حنبل علي أهل الحديث، وفي مقدمتهم الشافعي، الذي نهض به، بعد الإمام مالك بن أنس، علم الحديث وتوافد الكتاب علي كتابته والحفاظ علي حفظه، فمن أقواله فيهم: سُرج الإسلام ، و أحبار رسول الله .
وعلي رغم نهيه عن كتابة أو املاء تراثه، كلامه ومسائله ولو رأي ذلك لكـانـت له تصـانيف كثيرة ولنقلت عنه كتب ، إلا ان ابن الجوزي عدَّ له المصنفات الآتية: كتاب المسند وهو ألف حديث، وكان يقول لابنه عبدالله: احتفظ بهذا المسند فإنه سيكون للناس إماماً، و التفسير وهو مئة ألف حديث وعشرون ألفاً، و الناسخ والمنسوخ و التاريخ ، و حديث شعبة (الرواية)، و المقدم والمؤخر في القرآن ، و جوابات القرآن و المناسك الكبير والصغير .
يخبر الإمام ابن حنبل يوميات محنته أيام المعتصم بقوله: لما كان في شهر رمضان سنة تسع عشرة، حُولتُ الي دار اسحاق بن ابراهيم، يوجه اليّ في كل برجلين، أحدهما يقال له أحمد بن رباح، والآخر أبو شعيب الحجام، فلا يزالان يناظراني، حتي إذا ارادا الانصراف دُعي بقيد فزيد في قيودي، فصار في رجله أربعة أقياد . و قال (المعتصم) للجلادين: تقدموا. قال: فجعل يتقدم اليّ الرجل فيضربني سوطين، فيقول له: شد، قطع الله يدك! ثم يتنحي، ثم يتقدم الآخر فيضربني سوطين، وهو (المعتصم) في ذلك يقول لهم: شدوا قطع الله ايديكم. فلما ضربت تسعة عشر سوطاً قام اليّ: فقال: يا أحمد، علام تقتل نفسك؟ اني والله عليك شفيق. قال: فجعل عُجيف (قائد عباسي) ينخسني بقائم سيفه، وقال: أتريد ان تغلب هؤلاء كلهم؟ وجعل بعضهم يقول: ويلك، الخليفة علي رأسك قائم؟ وقال بعضهم: يا أمير المؤمنين، أنت صائم، وأنت في الشمس قائم. فقال لي: ويحك يا أحمد، ما تقول؟ فأقول: اعطوني شيئاً من كتاب الله عز وجل أو سنَّة رسوله، صلي الله عليه وسلم، أقول به . اطلق سراحه بعد ان مكث في السجن منذ أخذ وحمل الي ان جُلد وخُلي عنه، ثمانية وعشرين شهراً . وفي الوقت الذي كان فيه يفضل الموت علي ضرب السياط، وان الفقيه ابن سماعة قال للمعتصم: اضرب عنقه ودمه في رقبتي، وحذر أحمد بن أبي دؤاد المعتزلي من قتله .
أراد المعتصم ان يحتاط لرفع مسؤوليته، عن وفاة ابن حنبل، ان حصلت بعد خروجه من السجن، فقد فعل ذلك والده هارون الرشيد مع الإمام موسي الكاظم، بعد ان مات في سجنه السنة (183هـ) كما يذكر اليعقوبي في تاريخه. ورد في رواية ابن الجوزي ان دعا المعتصم بعمِّ أحمد بن حنبل، ثم قال للناس: تعرفونه؟ قالوا: نعم! هو أحمد بن حنبل. قال: فنظروا اليه، أليس هو صحيح البدن؟ قالوا: نعم!. وذكر ولده صالح القسوة التي ضرب بها المحققون والده بقوله: نظر الي أبي رجل ممن يبصر الضرب والعلاج، فقال: قد رأيت من ضرب ألف سوط، ما رأيت ضرباً مثل هذا، لقد جُرَّ عليه من خلفه ومن قدامه، ثم أخذ ميلاً فأدخله في بعض تلك الجراحات، فنظر فيها، فقال: لم يُنقب، وجعل يأتيه ويعالجه، وقد كان أصاب وجهه غير ضربة، ومكث متكئاً علي وجهه ما شاء الله . وبعد اطلاق سراحه سمح له في مزوالة أموره، ومنها لقاءاته مع أصحابه من دون قيود، ويذكر ان المشايخ من الفقهاء زاروه مهنئين، منهم يعقوب بن ابراهيم الزهري (توفي 208هـ)، وسليمان بن داود الهاشمي (توفي 219هـ) قد قبلاه. وأخذ الزوار يرفعون من معنوياته بذكرهم ما حل بالعلماء والفقهاء، فقال له الحارث بن مسكين (توفي 250هـ) معزياً: ما زال الناس يبتلون في الله تعالي ويصبرون .
من أبرز شخصيات المذهب الحنبلي من ذوي الأثر في الفقه والأدب واللغة، ومجالات الحياة العامة، من الذين ذكروا بين طبقات الحنابلة، أو لدلائل أخري، منهم: قاضي القضاة يحيي بن أكثم (ت 242هـ)، وكان ابن حنبل دفع ما شاع عنه، فحين ذكر له ذلك، قال: سبحان الله، ومن يقول هذا؟ وأنكر انكاراً شديداً . (طبقات الحنابلة). ومن النحويين: أحمد بن يحيي بن زيد المعروف بثعلب (ت 291هـ)، ابراهيم بن محمد المعروف بنفطوية (323هـ)، ولعل الشاهد علي انتماء الأخير للمذهب صلاة رئيس الحنابلة البربهاري علي جنازته، ومحمد بن القاسم الأنباري (328هـ)، وصاحب كتاب الأموال القاسم بن سلام (ت 224هـ)، والفقيه اسحاق بن ابراهيم المعروف بابن راهويه (ت 243هـ)، قال ابن حنبل: لم يعبر الجسر مثل اسحاق لكنه كان كما ورد في طبقات الحنابلة غير راضٍ عن أفعاله .
ومن الحفاظ صاحبي الصحيحين محمد بن اسماعيل البخاري (ت 256هـ) ومسلم بن الحجاج النيسابوري (261هـ)، وصاحب السنن سليمان بن أبي داود السجستاني (ت 275هـ)، وكان الأمير العباسي الموفق بالله (ت 278هـ) ولي عهد أخيه المعتمد، والخليفة الفعلي، أراده ان ينتقل الي البصرة بعد اخماد ثورة الزنج، قائلاً له: ليرحل اليك طلبة العلم من أقطار الأرض، فتعمر بك، فإنها قد خربت، وانقطع عنه الناس لما جري من مجيء الزنج . كذلك أراده الموفق لتعليم أولاده، الذين أصبحوا في ما بعد خلفاء، كتابه السنَّن بمجلس منفرد لأن أولاد الخلفاء لا يقعدون مع العامة ، لكنه اعترض بلطف، فأخذوا يقعدون ويضرب بينهم وبين الناس ستر، فيستمعون مع العامة (طبقات الحنابلة). ومن أبرز الشعراء الحنابلة كان علي بن الجهم (ت 248هـ). وورد في طبقات الحنابلة أسماء يصعب اعتبارهم حنابلة، ومنهم أساتذة ابن حنبل مثل: يزيد بن هارون (ت 206هـ)، والإمام الشافعي، والفقيه مسدد بن مسرهد، ومعروف الكرخي (ت 200هـ)، أو الوزير يحيي بن خاقان وغيرهم.
تشير هذه الأسماء الي منزلة المذهب الحنبلي بين الخاصة في العاصمة العباسية، اضافة الي تأثيره الكبير بين العامة، وقدرته علي تحريكها، في احتجاج أو تصدي لرأي مخالف، وخصوصاً في خلافهم مع الأشاعرة، التي كانت تمثلهم المدرسة النظامية في بغداد، وكانوا يحرضون علي قتال القرامطة، وبعث شيوخهم الي التحريض ضد ثورة الزنج في البصرة، وتصفية آثارها الفكرية، بفتح حلقات دراسية، في المساجد. وكان الخلفاء يستعينون بهم أيام الفتن والصراعات الطائفية، مثلما فعل الخليفة المستضيء بأمر الله السنة 571هـ ان أطلق يد ابن الجوزي الحنبلي في الوعظ.
ظلت علاقة المذهب الحنبلي، منذ ظهوره في القرن الثالث وحتي نهاية الدولة العباسية في القرن السابع، تتراوح بين صعود وهبوط. وتأثيره بين العامة جعل الكثير من الخلفاء يحسبون خطوتهم ضده. وبسقوط الدولة العباسية علي يد المغول السنة 656هـ، نُكب المذهب نكبة كبيرة، فقذ قتل فقهاؤه ومعظمهم من أسرة الوعاظ والمحتسبين آل الجوزي، مثل: محي الدين بن يوسف، محتسب بغداد ووالي ديوان الجوالي (ديوان شؤون أهل الذمة) وأستاذ دار الخلافة وسفيرها، وشرف الدين عبدالله بن يوسف، المحتسب والأستاذ في المدرسة البشرية، وسفير المستعصم الي هولاكو وهو في خراسان، وكان يحمل في سفارته ختم المستعصم، وجمال الدين عبدالرحمن بن يوسف المحتسب، الذي أخذ كنية واسم جده، وتاج الدين عبدالكريم بن يوسف. قتلوا جميعاً مع العائلة العباسية، وأكثر من سبعين عالماً وفقيهاً، وكانت ساحة الإعدام مقبرة الشيخ الخلال، كما يذكر ابن الفوطي، ويعرف المكان اليوم بالخلاني وسط بغداد.

 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م