تفسير اية من سورة لقمان

[محمد طه]

ان الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا كما امر والصلاة والسلام على خير البشر محمد بن عبدالله وعلى اله واصحابه الاجمعين وعلى من اتبع الهدى.
اما بعد يقول عز في هذه السورة الكريمة(خلق السموات بغير عمد ترونها والقى في الارض رواسى ان تميد بكم وبث فيها من كل دابة وانزلنا من السماء ماء فانبتنا فيها من كل زوج كريم هذا خلق الله فاروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين)الايتين 10\11
صدق الله العظيم.
يبين سبحانه بهذا قدرته العظيمة على خلق السموات والارض وما فيها ومابينهما فقال تعالى(خلق السموات بغير عمد)قال الحسن وقتادة ليس لها عمد مرئية ولاغير مرئية وقال ابن عباس وعكرمة ومجاهد لها عمد لاترونها وقد تقدم تقرير هذه المسالة في اول سورة الرعد بما اغنى عن اعادته (والقى في الارض رواسى) يعني الجبال ارست الارض وثقلتها لئلا تضطرب باهلها على وجه الماء.ولهذا قال( ان تميد بكم) اي لئلا تميد بكم.
وقوله تعالى(وبث فيها من كل دابة)اي وذرا فيها من اصناف الحيوانات مما لا يعلم عدداشكالها والوانها الا الذي خلقها.ولما قرر سبحانه انه الخالق نبه على انه الرازق بقوله(وانزلنا من السماء ماء فانبتنا فيها من كل زوج كريم) اي حسن المنظر وقال الشعبي والناس ايضا من نبات الارض فمن دخل الجنة فهو كريم ومن دخل النار فهو لئيم وقوله تعالى (هذا خلق الله) اي هذا الذي ذكره الله تعالى من خلق السموات والارض ومابينهما صادر عن فعل الله تعالى وخلقه وتقديره وحده لاشريك له في ذلكولهذا قال تعالى(فاروني ماذا خلق الذين من دونه)اي مما تعبدون وتدعون من الاصنام والانداد(بل الظالمون) يعني المشركين بالله العابدين معه غيره(في ضلال)اي جهل وعمى(مبين)اي واضح ظاهر لاخفاء به.

[أبو إيهاب]

أفاض الله سبحانه وتعالى عليك من نعمه ابننا "محمد طه" .


1 - بخصوص العمد التى فسرها البعض بأنها لا مرئية ولا غير مرئية ، وفسرها ابن عباس بأنها غير مرئية ... فجمال القرآن الكريم أنه يأتى بالتعبير الذى يصلح لكل زمان ، ويفهمه كل جيل بما أتيح له من علم ... وبعد تقدم العلوم فى عصرنا هذا فنحن نعلم أن الأجرام السماوية تتماسك بالجاذبية بينها ، وهذه الجاذبية يمكن تفسيرها بأنها عمد غير مرئية .


2 - حينما أقرأ فى القرآن الكريم كلمة الجبال الرواسى ، وأن الله سبحانه وتعالى خلقها حتى لا تميد الأرض ، يذهب تفكيرى مباشرة إلى كل جسم يدور ، لابد من أن يكون الدوران متزنا حتى لا يحدث له اهتزاز ، والصورة التى نلمسها أمام أعيننا هو إطارات السيارة وحينما نغير هذه الإطارات نذهب إلى المختصين لعمل ميزان لها حتى لا يحدث رجفة أثناء السير بسرعة ، فيقوم هؤلاء المختصون بوضع ما يشبه الجبال بالنسبة للأرض ، وهى الرصاصات التى يضعونها لتتزن العجلة ... فهذا مثل يوضح العظمة فى الخلق ، فنحن على هذه الأرض لا نحس بأى إهتزاز بالرغم من السرعة المذهلة التى تدور بها الأرض .

[محمد طه]

جزاك الله خير الجزاء يا اخي في الله ابوايهاب على مرورك وعلى الموضوع الذي كتبته افدتني واثابكم جنة الفردوس