مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 13-06-2000, 12:04 PM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post الفاطميون يتحالفون مع الصليبيين

هكذا كانت علاقة الفاطميين بالصليبيين:

انعكس الخلاف العقدي والسياسي بين الدولتين الفاطمية والعباسية على موقف الفاطميين من الزحف الصليبـي، الذي اعتقدت القاهرة في بادئ الأمر أنه يتوقف عند حدود بلاد الشام الشمالية ولا يواصل إلى جنوبها (فلسطين) حيث النفوذ الفاطمي(1).
كما يظهر أن القيادة الفاطمية لم تشعر بالخطر الصليبـي في أوله، بل ظنت أنها ستستفيد منه، ففي الوقت الذي انشغل فيه ملوك بلاد الشام الشمالية؛ وجلهم من السلاجقة الموالين للخلافة العباسية في بغداد؛ بدفع العدوان، "قيل إن أصحاب مصر من العلويين لما رأوا قوة الدولة السلجوقية وتمكنها واستيلاءها على بلاد الشام إلى غزة ولم يبق بينهم وبين مصر ولاية أخرى تمنعهم، ودخول الأقسيس إلى مصر وحصرها، فخافوا وأرسلوا إلى الفرنج يدعونهم إلى الخروج إلى الشام ليملكوه ويكون بينهم وبين المسلمين. والله أعلم"(2).
وبالفعل؛ أرسل الفاطميون، بتدبير الوزير الأفضل شاهنشاه ابن بدر الجمالي، وكان الحاكم الفعلي للبلاد، وفداً في مطلع سنة 492هـ/ 1099م إلى الغزاة الجدد وهم على أبواب أنطاكية يعرضون عليهم الصلح والتفاهم على صيغة سياسية تكفل اقتسام البلاد الشامية بينهم(3). وشهد الوفد الفاطمي سقوط أنطاكية وما وقع لأهلها من المآسي والمذابح، ومع ذلك أظهر أفراده حسن النية والعزيمة على إنجاز ما جاؤوا من أجله، فرافقهم وفد صليبـي إلى القاهرة لمقابلة القيادة المصرية بهذا الخصوص(4).
وعرضت القاهرة على الغزاة الأوروبيين المتسترين بشارة الصليب الانفراد بأنطاكية على أن يبقى بيت المقدس تحت النفوذ الفاطمي، وأن يُسمح للفرنجة بزيارة الأماكن المقدسة وأداء طقوسهم الدينية بشرط أن لا تزيد مدة إقامة أحدهم بها عن شهر واحد، وألا يدخلوها بسيوفهم(5).
ورفض الصليبـيون العرض، اعتداداً منهم بقوتهم من جهة، ولأنهم عزموا على تحقيق الشعار الذي جمعوا بسببه العامة والغوغاء وهو تحرير القبر المقدس وتخليص بيت المقدس من أيدي المسلمين، من جهة أخرى(6).
وقد رأى جمهرة المؤرخين في ذلك تحالفاً صريحاً، واقتساماً واضحاً لمناطق النفوذ في شمال بلاد الشام على حساب السلاجقة السُّنة، على أن يبقى جنوب الشام (فلسطين) تحت نفوذ الفاطميين الذين أهمّهم خروج دمشق من يدهم إلى يد السلاجقة حلفاء بغداد العباسية(7) وما فتئوا يتحينون الفرص لاستعادتها.
ويقال بأن نصيحة الإمبراطور البيزنطي (ألكسي كومنين)(8) لجموع الصليبـيين الزاحفين باتجاه الشرق أن يتحالفوا مع الفاطميين(9) ساهمت في حفاوة استقبال الوفد والاستماع إليه باهتمام(10). وقد كان التعاون والانسجام تاماً بين إمبراطور بيزنطيا والفاطميين(11).
وزيادة في تضليل الرأي العام العربي عن معرفة مقصدهم، كاتب الصليبـيون صاحبي حلب ودمشق بأنهم لا يقصدون إلا البلاد التي كانت بأيدي الروم(12) ، وكانوا يرمون من وراء ذلك كسب مزيد من الوقت لتحقيق تجمعهم وأخذهم أهل الحصون على انفراد في طريقهم إلى القدس.
ومن الواضح أن الخلاف المذهبي والسياسي وما ترتب عليهما من صراع النفوذ بين معسكر أهل السُّنة والجماعة تحت مظلّة الخليفة العباسي ببغداد، وبين الإسماعيلية تحت قيادة الفاطميين في القاهرة كان له أكبر الأثر على سوء النية المتبادلة بين المعسكرين، الأمر الذي فتح ثغرة واسعة في جدار الأمة، وترك الفرنجة (الصليبـيون) يعبثون بالبلاد وقد أمنوا الردع الفاعل بسبب تفتت الصف الإسلامي.
وبالرغم من قوة الأسطول المصري ومن التنظيم الإداري الدقيق الذي عرف به الفاطميون، فإنهم لم يحرّكوا ساكناً لمواجهة حقيقية وجادة في وجه الزحف الصليبـي. ويصف ابن تغري بردي ذلك بعبارات مليئة بالأسى فيقول:
"وكان الآمر يتناهى في العظمة ويتقاعد عن الجهاد، وما قاله الذهبي في ترجمته فبحق، فإنه مع تلك المساوي التي ذكرت عنه، كان فيه تهاون في أمر الغزو والجهاد حتى استولت الفرنج على غالب السواحل وحصونها في أيامه"(13).
ويتابع المؤرخ المشهور بث همومه مقارناً حالة الضعف والانحدار بعهد سلفه المستعلي الذي سقطت القدس في عهده، فيلتمس له عذراً بأنه بذل جهده وأرسل جنده وإن لم يوفق في حركته بينما يرى الآمر جامداً أمام الهجمة الغربية بلا حراك، فيقول:
"وإن كان وقع لأبيه المستعلي أيضا ذلك وأُخذ القدس في أيامه، فإنه اهتم لقتال الفرنج وأرسل الأفضل ابن بدر الجمالي أمير الجيوش بالعساكر فوصلوا بعد فوات المصلحة بيوم، فكان له في الجملة مندوحة بخلاف الآمر هذا فإنه لم ينهض لقتال الفرنج البتة"(14).
ولا يلتمس العذر للفاطميين حتى لو استنهض أحد وزرائهم وحاول شيئاً فهو في نظره ليس بشيء ذي قيمة، ويفصّل سبب نظرته السلبية هذه عقب عرضه لأحداث أودت بملك بني عمار في طرابلس الشام وقد استنجدوا بسيدهم الفاطمي فجاءهم مدده بعد سقوط البلاد في براثن من لا يرقُب في مؤمن إلاً ولا ذمة، فيقول:
"قلت: ومن هذا يظهر عدم اكتراث أهل مصر(15) بالفرنج من كل وجه، الأول: من تقاعدهم عن المسير في هذه المدة الطويلة، والثاني: لضعف العسكر الذي أرسلوه مع أسطول مصر، ولو كان لعسكر الأسطول قوة لدفع الفرنج من البحر عن البلد على حسب الحال، والثالث: لم لا يخرج الوزير الأفضل بن أمير الجيوش بالعساكر المصرية كما كان فعل والده بدر الجمالي في أوائل الأمر هذا مع قوتهم من العساكر والأموال والأسلحة"(16).
ومثل هذه المواقف الانهزامية أججت تطلع الجمهور إلى شخصية مجاهدة تستردّ كرامة الأمة وتعيد الحق المغصوب، الأمر الذي رآه مؤرخو الإسلام متحققاً في صلاح الدين الأيوبي "فيما فعله في أمر الجهاد وفتح البلاد"(17).
ولابد إظهاراً للحق أن نسجل هنا أن التقاعص أمام الصليبـيين، والتحالف معهم أحياناً، لم يقتصر على الفاطميين، بل تعداهم إلى بعض ملوك السلاجقة المحليين، الذين جمعتهم مواجهة الفرنجة أولاً ثم فرّقتهم المصالح السياسية، وفضّل بعضهم اللجوء إلى عدو الأمس للحفاظ على موقعه في السلطة كما فعل المحيطون بالصالح إسماعيل ابن نور الدين في مواجهة قوة صلاح الدين الأيوبي الناشئة(18).
كما لابد أن نسجل بعض الصحوات الفاطمية، ولو كانت متأخرة، في مواجهة الزحف الصليبـي، ومن ذلك موقف الوزير الأفضل عندما أدرك أن الزحف الصليبـي يقصد الاستيلاء على بيت المقدس الذي كان تحت الإدارة المصرية، وكان قد كاتب حليف الفاطميين التقليدي، إمبراطور القسطنطينية (ألكسي كومنين) وسأله عن مدى تبعية القوات الغازية له أو قوة تحالفها معه، فأنكر الإمبراطور أي ارتباط بينه وبين الغربيين القادمين تحت راية الصليب.
وللأسف؛ أدى لين الفاطميين أمام الصليبـيين إلى إغراء هؤلاء على المضي قدماً في مشروعهم الاستعماري بعدما رأوا من ضعف القاهرة، فطمعوا باحتلال القدس، التي دخلوها بعد مقاومة أهلية شديدة استمرت أربعين يوماً، وانتهت بمذبحة مروعة يوم الجمعة 23 شعبان 492هـ(19) (15/7/1099م) "كل ذلك وعساكر مصر لم تهيأ للخروج" "وكان بالقدس افتخار الدولة مِنْ قِبَل المستعلي"(20).
وبعد القدس اندفعوا باتجاه مصر نفسها. وسنرى في طيات الدراسة التحالف الذي قام بين الفاطميين والصليبـين ضد جند الشام بقيادة أسد الدين شيركوه وابن أخيه صلاح الدين.
وكيف دار الأمر؛ بقي دوْرُ الفاطميين في الوعي الشعبي العربي دورَ المتخاذل عن نصرة القدس، الرمز والقلب، وبقي الأمل الذي يراود الأمة أن تتحرر القدس الشريف من رجس الاحتلال، وهو أمر قُدِّر له أن يتحقق لاحقاً على يدي السلطان الناصر صلاح الدين بعدما قضى على الدولة الفاطمية المحتضرة.
----------
1) عمل (حسن الأمين) على الدفاع عن تخاذل الدولة الفاطمية أمام الصليبـيين، والتمس لها الأعذار، ملتفاً على حقائق التاريخ، بعملية انتقائية، ثم اشتط في ذلك حتى رمى كرة الاتهام في ساحة السلطان الناصر، ووزع الاتهامات جزافاً على منتقدي كتابه متهماً إياهم بالتعصب والخروج على الموضوعية. انظر: حسن الأمين، صلاح الدين الأيوبي بين العباسيين والفاطميين والصليبـيين، بيروت، دار الجديد، ط1، 1995م.
2) ابن الأثير، الكامل في التاريخ9/13-14.
3) ريمونداجيل، تاريخ الفرنجة، هامش6 ص112 نقلاً عن: Hamilton Gibb, The Caliphate and the Arab States, A History of the Crusades. 1, 1955, pp. 81-89.
4) ريمونداجيل، تاريخ الفرنجة105.
5) د. محمد جمال الدين سرور، النفوذ الفاطمي في بلاد الشام والعراق66.
6) وليم الصوري، الحروب الصليبـية1/56-57.
7) حاول حسن الأمين في كتابه (صلاح الدين الأيوبي، ص86-89) أن يبرر تصرف الفاطميين، وكان وحده من بين الذين تناولوا الموضوع في صف التفاوض الفاطمي الصليبـي.
8) تسميه بعض المصادر (ألكيوس).
9) ريمونداجيل، تاريخ الفرنجة112.
10) فهمي توفيق مقبل، الفاطميون والصليبـيون55.
11) أمين معلوف، الحروب الصليبـية69-72.
12) ابن الأثير، الكامل9/15.
13) ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة5/178.
14) ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة5/178.
15) كثيراً ما يستخدم المؤرخون السنة تعبير (مصر) و(أهل مصر) للإشارة إلى الحكم الفاطمي.
16) ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة5/179-180.
17) ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة5/180.
18) انظر: ابن واصل، مفرّج الكروب2/17-24.
19) ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة5/148. وسبط ابن الجوزي، مرآة الزمان، حوادث 492هـ. والذهبي، العبر في خبر من غبر3/334.
20) ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة5/148.
  #2  
قديم 15-06-2000, 03:37 AM
المقنع الكندي المقنع الكندي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2000
المشاركات: 42
Cool

الأستاذ صلاح الدين انما يكتب التاريخ بأقلام المنتصرين (عسكريا على اي حال)
لو افترضنا جدلا صحة مااوردته من تحالف الفاطميين مع الصليبين وبطبيعة الحال انك انما تريد ان تنال من الشيعه بهذا الكلام على كل حال لماذ ترجع الى هذا التاريخ او الى الفاطميين الذين بنو القاهره والأزهر واهتمو بالعلم والعلماء
هلا نظرت الى الدول السنيه التي هي الغلبيه الأن فقلت لي اي هذه الدول ليس متحالفا مع الصليبين بل واليهود ايضا ؟؟؟؟؟؟؟؟
  #3  
قديم 15-06-2000, 10:09 AM
صلاح الدين صلاح الدين غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2000
المشاركات: 805
Post

العودة إلى التاريخ لا تهدف النيل من أحد، وذلك لاعتقادي بأن السياسيين الذين يعملون للسياسة لا لله، لا يتورعون عن توظيف واستغلال أي شيء، بما في ذلك الدين من أجل مآربهم الشخصية.
وكان منطلق الكتابة عن الفاطميين (وبالمناسبة لم يكونوا على وفاق مع أي من فرق الشيعة الأخرى لاسيما الإسماعيليين القرامطة، والاثني عشرية) أن أحدهم أنكر ما حدث للمسلمين على أيديهم باسم (المهدي من آل محمد) كما أنكر ما وقع للأمويين تحت شعار (الرضا من آل محمد) وما وقع على أيدي الصفويين ضد المسلمين وعلمائهم وكتبهم تحت شعار (صاحب الزمان). وقلت يومها إن آل البيت برءاء من كل دم أريق بغير الحق.
وشواهد التاريخ تؤكد استغلال الفاطميين للشعارات الإسلامية من أجل ملكهم لا من أجل الإسلام نفسه، والدليل على ذلك أنهم لم يطبقوا الإسلام في انطلاقته المحمدية، ولا في أفقه السامي.
أما (الأزهر) فكان مكاناً لنشر الفكر (الفاطمي) وليس جامعة للدين، والذي حوله إلى جامعة مفتوحة الذراعين للجميع هم الأيوبيون وتوج شيوخ الأزهر ذلك باعترافهم وتدريسهم للمذاهب والفرق، وقد أفتى الشيخ محمود شلتوت بصحة التعبد على مذهب الإمام جعفر، الأمر الذي لم يفعله الفاطميون بل أعملوا السيف فيمن يخالفهم الفتوى أو القول، ومنعوا قيام رمضان (التراويح) وركعتي الضحى بالقوة، وجلدوا وحبسوا ونكلوا بمن قام بها.
وجعلوا سب الصحابة (رضي الله عنهم) جزءاً من أعمال المساجد(؟)
نرجو أن يتسع صدرك لشيء من الموضوعية.
أما واقع الحكومات والدول الإسلامية (السنية) إن شئت، فهو أفضل بكثير مما فعله شاه إيران، والصفويون قبله باسم الشيعة في تحالفاتهم مع شياطين الإنس والجن ضد الأمة المسلمة، وهم بذلك ضيعوا مصالح إيران نفسها، ومصالح الأمة الفارسية التي اختارت الإسلام، كما لا يخفى عليك.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م