انفجار الناصرية روع سكان المدينة "الآمنة"

[عراقيه حره]

أعرب عراقيون من جميع مناحي الحياة في أنحاء هذه المدينة الامنة بجنوب البلاد عن مشاعر الصدمة يوم الخميس إزاء التفجير الانتحاري الذي قتل 27 شخصا بينهم 18 ايطاليا.

وتحدث بعضهم بود عن القوة الايطالية التي يبلغ قوامها 2300 جندي مكلفون بالمحافظة على السلام في الناصرية وان كان اخرون يشعرون بأن الايطاليين متساهلون للغاية في تطبيق الامن وقالوا ان وجودهم جعل هذه المدينة الصغيرة التي تقع على ضفاف نهر الفرات هدفا للمهاجمين.

لكن الجميع اصيبوا بالفزع من ان الناصرية استدرجت الى دائرة العنف التي انتشرت من بغداد ومناطق الى الشمال والغرب من العاصمة الى الجنوب فيما يشن مقاومون هجمات على قوات الاحتلال التي تقودها الولايات المتحدة وأي طرف ينظر اليه على انه يقدم لهم الدعم.

وقال حارس بناية عراقي يدعى عامر (45 عاما) وهو يجلس خارج المبنى الذي دمره الانفجار في قاعدة الشرطة العسكرية الايطالية "كانت لدينا علاقات جيدة مع الايطاليين. وبالامس قام عراقيون بنقل ايطاليين جرحى الى المستشفى في سياراتهم."

وقال "الايطاليون كانوا يتسمون بالود وان كان الامريكيون أفضل في مجال الامن."

وقال الطالب هاشم عذب البالغ من العمر 17 عاما "كانوا (الايطاليون) ممتازين وكانوا لطفاء حقا لكنهم كانوا عديمي الجدوى الى حد ما ايضا. اننا لانريدهم في مدينتنا الان بعد ان جاء اشخاص لنسف انفسهم هنا."

ومزق الانفجار واجهة مبنى مؤلف من ثلاثة طوابق في القاعدة العسكرية مما ادى الى مقتل 16 شرطيا ايطاليا ومدنيين ايطاليين احدهما كان يعمل في فيلم وثائقي.

وقال مسؤولون بالمستشفى ان تسعة عراقيين على الاقل قتلوا وان اكثر من 80 جرحوا في الهجوم الذي شن على قاعدة عسكرية في المدينة التي تقع على مسافة 375 كيلومترا جنوب شرقي يغداد.

وألحق هذا الهجوم اكبر خسائر بشرية من حيث عدد القتلى بايطاليا منذ الحرب العالمية الثانية. وقال سيلفيو برلوسكوني ان القوات الايطالية ستبقى في العراق.

وكان الايطاليون أكثر حرصا في استخدام النيران مقارنة مع القوات الامريكية التي اتسمت بالصرامة. ولذلك كان بعض السكان المحليين يتهمونهم بالضعف وبأنهم لم يبذلوا جهدا يذكر لتحسين الامن.

وقال محمد ناصر وهو عاطل عن العمل وعمرع 25 عاما انه كانت تجري احتجاجات بشأن قضايا عادية مثل الوظائف.

وقال "لكن هذه هي المرة الاولى التي تشهد فيها مدينتنا العظيمة أي شيء من هذا النوع. انها اهانة للمجتمع كله. نظمنا مظاهرات لكنهم كانوا مسالمين ."

واضاف "هذه مدينة تشتهر بالوقوف في وجه نظام صدام حسين. وسقط لها العديد من الشهداء."

وقال "رجال الدين طلبوا منا عدم الاشتراك في الجهاد أو المقاومة. ونحن نتبع ما يقوله رجال الدين."

وشهدت الناصرية بعضا من اعنف القتال اثناء الحرب في مارس اذار وابريل نيسان للاطاحة بصدام.

لكن السكان الذين عانوا لسنوات عديدة من القمع خلال حكم صدام قالوا ان فدائيي صدام هم الذين يقودون القتال من بلدات سنية حول بغداد.