بسم الله الرحمن الرحيم
ومع إقترابِ الأيامِ من الذكرى الرابعةِ لليومِ الذي تغيّرَ فيهِ وجهُ التاريخ الحديث،أو على الأقل هذا ما اُريد لنا أن نقتنع به من قِبَلِ البعض،وبغض النظر عن أي تفسيرات وتحليلات وبعيداً عن لغة التنظير،والأسئله التي لن تقدم أو تؤخر من الواقع شيئاً،إذا إستثنينا كلُ هذا تتبقى لدينا الحقائق المجرّده فقط،ولا شيء سواها.
أولُ هذهِ الحقائق هو ما شاهده العالم أجمع صبيحةَ الحادي عَشر من سبتمبر قبلَ أربعِ سنوات عجاف من الآن حيث ضربت طائرات أمريكيه أبراجاً أمريكيه على أراضٍ أمريكيه،مما شكل صفعةً مدَوّيه على قفا الإداره الأمريكيه،وغيرَ هذه الحقيقه التي يتفق عليها العالم أجمع لا توجد حقائق ثابته اُخرى،هل فعلها بن لادن أو المخابرات الأمريكيةِ نفسها،ليس هذا محور حديثي اليوم،ما أود طرحه ببساطه هو بعد أربع سنوات من تلكم الصفعه هل حققت أمريكا إنتقامها؟،وهل الإداره الأمريكيه أقوى اليوم مما كانت عليه قبل ذلك اليوم؟،أم أنها دخلت في دوامه لم تستطع الفاكاك منها إلى الآن!.
لابد وأن الذي ينظر للأمور بعين الإنصاف والحياد سيرى سريعاً حجم الورطه الأمريكيه التي تورطها بوش في المستنقع العراقي،وأكاد أجزم أن الكثير ممن صفّق لبوش عشيةَ إلقائه خطابه الشهير بعد أحداث سبتمبر،والذي قال فيه صراحةً "إنها حربٌ صليبيه جديده"،لابُدَّ أن هؤلاء يعضُّون أصابعهم الآن ندماً وحسره على تأييدهم لهذا المعتوه في هذه الحرب الغير عادله!،الغير عادله بالنسبه للأمريكان أنفسهم وليس أبناء العراق الأبيّ،ليس للمقاومه التي تُكبد الجيش الأمريكي خسائرفادحه_بإعترافات الأمريكان أنفسهم_ولولا التعتيم الإعلامي الشديد والتسييس الإعلامي الأمريكي للآله الإعلاميه الغربيه والعربيه على حدٍ سواء لرأيتم وسمعتم عجباً.
إن كانت الإداره الأمريكيه ظنت أن "صفعة" سبتمبر قد أعطتها مبرراً كافياً للإنطلاق في تحقيق أحلامها التَوَسعّيه في السيطره على منابع النفط وثروات العالم في المنطقه العربيه،فأعتقد أن هذه الأحلام أخذت بالتلاشي على يد المقاومه،ولا أدلً من إعترافات بوش بنفسه بالأمس من كاليفورنيا "أن التحديات في العراق صعبه،والمقاومه هناك شديده"،ناهيك طبعاً عن حالة المخاض الشديد والتي تمر بها المنطقه ورياح التغيير التي هبّت نسائمها هنا وهناك.
لهذا كله أقول إن كانَ سبتمبر وأحداثه هي أول الدرب في طريق يقظة هذهِ الأُمه وإستعادة أمجادها وعزتها،فمرحباً بسبتمبر من جديد،ضيفٌ عزيز،وليقل من شاء ما يشاء بعدها،فطريقُ المجد صعبٌ وشائك،وإنني والله أحس بإقتراب الفرج بإذن الله تعالى،اللهم أعز دينك وأنصر أوليائك.
والسلام عليكم ورحمة الله.