مرحلة جديدة

[هشام عودة]

مرحلة جديدة في عمل المقاومة العراقية الباسلة

عيسى شتات

تؤشر عمليات المقاومة العراقية الجريئة والقوية والمباغتة في قلب
الفلوجة ضد رأس قيادة قوات الاحتلال الاميركية الجنرال ابي زيد ومرافقيه من الجنرالات الاخرين الى مرحلة جديدة في استراتيجية مخطط قيادة المقاومة الوطنية العراقية في مواجهتها وتصديها للمشروع الامبريالي الصهيوني الانجلو امريكي وحلفائه من عرب وعجم وترك وغيرهم من الخدم والتابعين الاسيويين والاوروبيين والاميركيين .
في الاسبوع الماضي تم قصف اماكن تواجد نائب وزير الدفاع الاميركي في اربيل شمال العراق , كما تم تفجير مقرات الاحزاب الكردية العميلة واختراقها للجدار الامني القوي الذي كانت سيدته في غياب السلطة الوطنية طوال سنوات .
ان سقوط عدد من الرموز الكردية المسؤولة في عمليات اربيل هي نقطة لصالح المقاومة ضد اعدائها وجبهتهم الواسعة حيث اخترقت المقاومة برجالها البواسل والمؤمنيين بقضيتهم الوطنية وعدالتها صفوف العدو ووصلت الى قلب ورأس قيادة العدو بفعلها الوطني وجمعها البيانات والمعلومات الدقيقة عن تحركات العدو ورصدها له في الشمال والوسط والغرب والجنوب وتوجيه الضربات الموجعة له في كل شبر من ارض العراق , فان الاحتلال لا يستطيع تأمين حالة الامن للعراقيين رغم وجود اكثر من ربع مليون جندي اميركي وبريطاني و جنود من اكثر من دولة اجنبية بالاضافة لربع مليون شرطي عراقي وقوات دفاع وحماية وميليشيا اي ما مجموعه نصف مليون جندي فهو عدد القوات الاميركية في فيتنام في مطلع السبعينات . ان الضرب في مركز العاصمة وبتوقيت محدد يرهب المتعاونين ويشل قدرات العدو .
ان ضرب البولبديين في الديوانية جنوب العراق وقصف اليابانيين في السماوة وعمليات المقاومة المستمرة ضد مقرات ومراكز القيادة وآلة الاحتلال العسكرية والقوات المتعاونة معه سواء أكانت محلية من قوات الشرطة وغيرها او المتحالفة مع القوات الاجنبية او الميليشيات العملية في الشمال والجنوب والوسط على حد سواء تؤكد ان انتشار المقاومة هو على كل التراب العراقي من زاخو في الشمال الى الفاو جنوبا دون استثناء ومؤشر على اتساع رقعة المقاومة وانتشارها وحسن تخطيطها لضرب عدوها وارباكه وافشال مخططاته في خلق سلطة عملية وصنيعة للاحتلال تسبغ الشرعية على وجوده اللاشرعي .
ان تعرية الادارة الاميركية وكشف كذبها وخداعها سواء في موضوع كذبة اسلحة الدمار الشامل او التعاون ما بين الحكم الوطني في العراق وما يسمى بتنظيم القاعدة تتكشف اكاذيب ادارة بوش يوما بعد يوم ويظهر جليا ان قرار العدوان على العراق واحتلاله هو قرار صهيوني ولخدمة اسرائيل ومشروعها الاستيطاني التوسعي الاستعماري الذي بقف بالضد منه مشروع العراق الحضاري والقومي الرامي الى تحقيق النهضة العربية وتحرير الارض والثروة العربية والانسان العربي وتحقيق التنمية الشاملة .
الدعاية الاميركية بكل جبروت اعلامها وقوته وسيطرته وانتشاره لم تعد قادرة على اقناع احد سوى عملائها في مجلس الحكم العميل والجيب الكردي بان مقاتلي الحرية والمقاومة هم من ارض غير ارض العراق , اجهزة دعاية الاحتلال التي بدأت البث من فضائيات قوية وصحافة وراديو تحاول عبثا عبر رفع قيمة الجائزة عن رأس الزرقاوي الايحاء بان العمليات العسكرية للمقاومة في العراق هي من عمل مقاتليين اصوليين اجانب , وليس من عمل وطنيين عراقيين ولكن حبل الكذب قصير جدا .
فكيف سيجد هؤلاء الاجانب ملجأ في بلد غريب عنهم انها كذبة اخرى من اكاذيب الاعلام الاميركي , ان ابناء العراق هم الذين يتصدون للمحتل وعملائه واعوانه، ان ازمة بوش الابن تتعمق يوما بعد يوم داخل امريكا، وتتراجع شعبيته والخلافات بين اركان الادارة تتوسع وتشير استطلاعات الرأي الى تراجع شعبية بوش لصالح منافسه الديمقراطي جون كيري المرشح الاقوى حاليا للوصول الى كرسي الرئاسة .
وتسهم المقاومة العراقية التي هي العامل الاقوى في تعميق وحفر قبر ادارة بوش لاهالة التراب على هذه الحقبة السوداء في تاريخ العالم المعاصر , لكي يذهب " رئيس الحرب " الى غياهب النسيان وتنطوي صفحة المحافظين الجدد الى الابد بفعل صبر وصمود ومقاومة الشعب العراقي الباسلة وعدم الاستسلام امام هذا الوحش التوراتي الخارج من الظلام كشبح من الاشباح , والذي بعث الاحقاد الدينية والمذهبية والطائفية واطلقها من عقالها في عراق الحضارة ليضمن لنفسه السيطرة والتفوق فتحالف مع القوى الظلامية الا ساء ما يفعلون .
ان التلويح بمخاطر الحرب الاهلية في العراق هي فزاعة جديدة اطلقها الاحتلال , فالشعب العراقي هو ابعد شعوب المنطقة عن الحرب الاهلية والتنوع في العراق دليل صحة وعافية فخلال عشرات ومئات السنين عاش العراقيون بكل حب ومودة وتآلف , لم تكن تفرق بين مسيحي ومسلم وبين طائفة واخرى ومذهب وآخر فجاء الاحتلال وعملاؤه ومرتزقته العشرات الالاف لبث الفرقة بين العراقيين ان اكذوبة الحرب الاهلية لا تنطلي على احد , بل هي تذكرة دخول دائمة لعملاء الاحتلال للبقاء طويلا في العراق مع القوات الغازية والاجنبية ولضمان مصالح المرتزقة القادمين من وراء الحدود لنهب ثروات العراق وخيراته والتلويح باستمرار بفزاعة الحرب الاهلية من اجل استمرار الاحتلال بذريعة منع الاقتتال وقيام الحرب الاهلية . ان اهداف العراقيين واضحة وهي رحيل الاحتلال باسرع وقت ممكن وعودة السيادة الوطنية والحكم الوطني وانسحاب الجيوش والقوات الاجنبية وميلشياتها واستقلال العراق وسيطرته على ثرواته ومقدراته وحريته في اقامة مؤسساته الوطنية في ظل حكم وطني ممثل لكافة شرائح المجتمع العراقي بكل تلاوينه واطيافه وعودة العراق الى موقفه في الجسم العربي كمؤسس للجامعة العربية وللأمم المتحدة كعضو مؤسس وليس تابعا وعميلا للادارة الاميركية .