مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 06-11-2001, 03:20 PM
بوفاتح بوفاتح غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2001
المشاركات: 46
Post في انتظار الوزير

في إنتظار الوزير
كل شيء كان يبدو عاديا تلك الليلة ، بعد سهرة راقصة مع رجال الأعمال وأعيان المدينة في ملهى القمر الأحمر ، غادرصالح المكان على الساعة الثالثة صباحا نحو قصره في حي المترفين وبالرغم من حالة السكر التي كان فيها فقد إستطاع الوصول بسلام الى حيث يريد .
بعد نصف ساعة من إستلقاءه على السرير بكل ثياب السهرة ، أحس بأنغام الحفل تتهادى نحو أذنيه ولكن الغريب أنها لم تكن صاخبة بل هادئة ومميزة ، فتح عيناه وشغل أذناه ، إنه صوت الهاتف ن بعد جهد إستطاع أن يقترب من حافة السرير ، سمع صوتا مألوفا لديه يخاطبه .
- صديقي صالح ، بدون مقدمات ، هناك خبر سار أود أن أزفه إليك
- لست بحاجة الى عملة صعبة ولا مشاريع ولا نساء ،ماذا تريد ياسمير؟
- لو تسمع الخبر ستفقد رشدك وتنهض في الحال
- هيا إسرع ، إنني جد متعب .
- سيستقيل غدا خمس وزراء من الحكومة
- وماذا يعنيني ، حتى ولو تستقيل الحكومة كلها
- ستكون وزيرا يا صالح
نهض دفعة واحدة من فوق سريره وكأنه لم يشرب قطرة كحول
- هل صحيح ما تقول؟ وكيف حدث ذالك؟
- لقد إتصل بي أحد الرجال المهمين ، فأقترحتك عليه ، يجب أن تكون غدا في العاصمة لكي تقترب من مصدر القرار.
- إنه أسعد خبر سمعته في حياتي ، لقد جربت كل شيء وملكت كل ما أريد ولم يبقى لي سوى ان أجرب الوزارة.
- لكن أي وزارة تريد أن تقودها ؟
- المهم أن أكون وزيرا و لو ليوم واحدا
- إذن غدا سأنتظرك ، فلا تتأخر لأن الحسابات كثيرة والطامحون الى السلطة أكثر
- لا تخشى شيئا غدا سيكون عندك الوزير
بعد المكالمة الوزارية قضى صالح ليلته يوقع القرارات ويمنح التفويض بالإمضاء لكل المديرين العامين من أجل تسهيل العمل والمبادرة الفردية ويستقبل في مكتبه مبعوثي السفارات الأجنبية، وفجأة سمع رنينا قويا أكيد رئيس الحكومة على الخط ،وضع يده على السماعة بسرعة فتحول الهاتف بقدرة قادر الى منبه ، لقد إستيقظ من حلمه الجميل ، إنها الحادية عشر والنصف صباحا ، على كل حال سيتجسد الحلم الى الواقع قريبا ، ويمكن إعتبار ما حدث له في المنام بمثابة تربص تحضيري للعمل الفعلي .
بعد حوالي ساعة كان صالح المرشح للوزارة في كامل إستعداده لمغادرة قصره، بأناقته الكلاسيكية وحقيبته الديبلوماسية ، سيكون وزيرا بمجرد مروره أمام مبنى قصر الحكومة
أوصله سائقه الخاص الى المطار ، كانت الأنظار منصبة نحوه ليس لكونه سيصبح وزيرا ولكن لأنه بكل بساطة أكبر رجل اعمال في المدينة ، الجميع يقدمون له أخلص التحيات وهو يرد بنصف إبتسامة مصطنعة ، وده لا يقاس بأموال ونفوذه يسبقه لأي مكان ما إن تجاوز ردهة المطار حتى هرع نحوه المدير .
- مرحبا بالسيد صالح لك تذكرة محجوزة على أي خط داخلي أو خارجي تصله طائراتنا ،
درجة أولى طبعا .
- شكرا تذكرة الى العاصمة فقط
- حاضر ، موجودة وستنطلق الطائرة ولو بنصف الركاب ، تعال إنتظر في مكتبي ثواني حتى أعطي أمر الطيران .
عندما كانت الطائرة تشق أديم السماء ن كان صاحبنا يجول بذهنه عبر آفاق المستقبل القريب ، سأصل العاصمة في الموعد المحدد قبل التعديل الحكومي ، كل ما أتمناه أن تكون المناصب الوزارية المقترحة في مستوى تطلعاتي ، ما يهمني هو الإشراف على وزارة فاعلة تصب فيها كل المصالح ، لن أرضى عن وزارة الإقتصاد أو الصناعة بديلا ، إذا ظهرت معطيات أخرى سأقبل وزارة الخارجية أو وزارة الداخلية بكل تحفظ ولكن لن أقبل بأي حال من أحوال بكتابة الدولة للصيد البحري أو الغابات أو البيئة .
اثناء إنشغاله بإختياراته المختلفة ، أيقظته المضيفة من إغفاءته وقدمت له كوب من القهوة وجريدة مسائية ، المضيفات يضربن عرض الحائط طلبات الركاب الآخرين في حين يسارعن الى تنفيذ أي طلب لم يطلب للوزير الموعود .
تأمل صالح العناوين الإفتتاحية للجريدة ، ما أثار إنتباهه عنوان بارز وبالخط العريض
، خمس وزراء يقدمون إستقالتهم دفعة واحدة ، وكتب تحته مباشرة ، إنهيار خمس مساكن بحي شعبي ، تساءل صالح في أعماقه ، هل سقطت البيوت حزنا على ذهاب الوزراء الخمس؟
قرأ الخبر الذي يعنيه مليا ولكنه لم يجد فيه ما يشفي غليله ، حيث لم يتم ذكر طبيعة الحقائب الوزارية التي تم التخلي عنها بل كل ما كتب كان عبارة عن كلمات جافة من نوع مصدر مطلع وآخر مأذون ، الصحافة عندنا آخر من يعلم ، أعرف هذا الخبر قبل نزوله الى المطابع ، هؤلاء المعربون لا يخرجون من مكاتبهم ودائما يشتكون ليس يجيدون سوى اللعب على أوتار الماضي ومكاسب الأجداد ، أجزم بأنهم لا يعرفون شيئا إسمه المهنية .
بعد دقائق خرج صالح من الزوبعة التي أثارتها الجريدة في فنجانه فقد كان متأكدا بأنه سيعرف كل شيء عندما يصل الى العاصمة فصديقه سمير يعشش في دواليب الإدارة منذ زمان ، إنه مقتنع بأن تلك الهالة التي كانت حول الوزارة والمناصب السامية قد زالت عند كل المواطنين فمنصب الرئاسة لم يعد يثير الإكتراث فما بالك الوزارة وعليه فقد ترسخت في ذهنه فكرة واحدة وهي ضرورة إغتنام فرصة مكوثه في الوزارة لتحقيق كل مآربه الشخصية ، فلابد أن يخلق شبكة من المعارف في أجهزة السلطة حتى يضمن تواصل نفوذه وأقصى شيء يتمناه أن ينفى سفيرا الى الخارج ،االمهم في الوقت الحالي هو ضمان البداية
تأمل صالح حقيبته الدبلوماسية وأخد من خلالها يفكر في حقيبته الوزارية ، سيقوم بإرساء دعائم وتقاليد جديدة ن لن يغير مدخل الوزارة كما يفعل الآخرون بل سيغير كل المديرين العامين الموجودين بوزارته .
فجأة إنتبه جميع الركاب لصوت المضيفة وأعلنت عن حدوث خلل تقني بأحد المحركات وعليه طلبت من الجميع التأكد من ربط الأحزمة وأخد كل التدابيرالأمنية وإلتزام الهدوء،
أخدت عجوز تبكي وإمرأة تصرخ في أخد الرجال يرددون آيات وتسابيح ، الكل في رهبة ووجل، ماعدا صالح الذي أقنع نفسه بتفكيره الحضاري بأن المشكل طفيف وسيحل لا محالة
بعد دقائق أعلنت المضيفة خطورة الموقف وطلبت من الجميع إلتزام الهدوء ، صعق في مكانه ، أيعقل أن أموت بهذه الطريقة من الجو الى الأرض ، يا لها من ميتة فظيعة ، أين أنا من رحمة الله ؟ لم أفعل ما يستوجب رحمته .
بعد لحظات أعلن القائد بأنه سيلجأ الى الهبوط الإضطراري في أي مطار قريب وعليه فقد طمأنت المضيفة الركاب بان الطيار يتمتع بخبرة طويلة في الطيران .
- تبا لهذا القائد سوف يحقق الشهرة على حسابنا . قال أحد الخائفين
في هذه اللحظات لم يكن صالح رجل أعمال ولا وزير بل مجرد راكب طائرة مهدد بالموت بين الفينة والأخرى ، تمنى من صميم قلبه النجاة فهو مستعد للتخلي عن منصب الوزارة وكل أمواله مقابل الحياة ، ولو يقترح عليه في هذه اللحظات أحقر منصب عمل في العالم
سوف يقبله بدون تردد فهو خير من مكانه في العالم الآخر .
في اليوم الموالي فتح أحد القراء صحيفته ليثير إنتباهه عنوان بارزا في الوسط .الرئيس يعين خمس وزراء جدد. وفي زاوية أخرى عنوان أقل إثارة . بسسبب هبوط إضطراري في مطار مهجور قتيل وعشر جرحى . وجاء في تحليل الخبر الأخير . وقد أستدل على هوية القتيل بحقيبته الديبلوماسية وهو رجل أعمال مشهور .
__________________
ليست العظمة في أن لا تسقط ، ولكن العظمة في أن تسقط وتنهض من جديد.
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م