مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الترفيهي > خيمة الأصدقاء والتعارف
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 08-09-2001, 06:16 AM
الشاب الألماسي الشاب الألماسي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2001
المشاركات: 109
Unhappy قــصــه واقــعــيــه

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اخواني هذه قصه واقعيه حدثت لأخواننا

وادعو الله ان بزيل الكربه والغمامه وان ينصرنا على الاعداء نصرا قريبا


المفتاح وموسم اللوز

صرخات مدوية هنا وهناك .. استيقظت فاطمة على أصوات اطلاق الرصاص . الناس خائفون يصرخون .. يستنجدون بأهل القرى المجاورة ;<ماذا يجري ؟؟
دير ياسين .. نساؤها تصرخ .. شيء ما يحصل في القرية لا تدري فاطمة ما هو ..!
قامت من فراشها ونظرت من النافذة فوجدت أهل القرية يتراكضون هنا وهناك ; اليهود هجموا على دير ياسين .. ماذا تفعل ؟؟ زوجها ليس في البيت .. ووالد زوجها مع الثوار في الجبال .. الأصوات تتوالى : اليهود هجموا على دير ياسين ..! وسيهجمون على القرى المجاوره ..
خافت على بناتها الثلاث .. توالت الصيحات .. اهل دير ياسين يذبحون .. هجم عليهم الصهاينه وذبحوهم .. هكذا وصلت اليهم الأخبار ..ورأت فاطمة اهل قريتها يقررون مغادرة منازلهم مؤقتاً ..
خافت فاطمة على بيتها الجديد الذي لم تسكنه بعد .. امسكت بمفتاح البيت واحتضنته بقوة .. وانضمت مع بناتها الى سكان القرية.. الذين غادروها ليلاً .. وهم لا يملكون الا ما عليهم من الثياب ..افترشوا الأرض .. وتلحفوا السماء ..
ماذا يجري ؟؟ كانت فاطمة تسأل هنا وهناك .. لكن ما من مجيب ..
مرت ايام .. وعرفوا بما جرى لقرية دير ياسين .. وما جرى لستة من اهل قريتها الذين لم يغادروا القرية .. فقد ذبحوا كالخراف ..!
انطلقت فاطمة وعائلتها الى أريحا قرب منطقة الأغوار ..وهكذا أصبحت فاطمة بلا مأوى ..
شدت يدها على المفتاح .. كانت تخاف عليه من الضياع .. وتتذكر دائما البيت .. العطر الذي كانت ترشه بسخاء في غرف البيت .. ثيابها الأنيقة .. فهي تهوى الثياب .. اما الآن فهي ترتدي ثوبا حصلت عليه من صاحبة المكان الذي آواهم.. وها هي تعمل مع زوجها في قطف الموز !
..بعد شهرين توفي والد زوجها .. قهرا والماً بعد ان فقد كل ما يملك ..وبعد ان ترك أراض شاسعة اشتراها على مر الأيام .. بعمله وجهده ..اما الان فقد اختفى كل شيء ..
ماذا سيحصل ؟ الكل يقول انها فترة مؤقته .. وبعدها ستعود لبيتنا واراضينا ..لنقطف اللوز .. فهذا هو موسم اللوزيات .. والان تنتشر رائحة زهر اللوز في الحقول ..
فاطمة خائفه على بناتها وهي حامل .. وكانت تردد دائما : لا لن يتركنا العرب وحدنا ..!
مرت الليالي كسلحفاة تتنزه في حقل كبير .. وبعد اشهر من الالم والمرارة وعدم معرفة ماذا جرى ؟ وماذا سيحصل ..انجبت فاطمة ولداً .. لوكنا في بيتنا وقريتنا لقمنا بعمل مولد دعونا اليه جميع اهل القرية .. فهو ولد جاء بعد ثلاث بنات ..!
بكت فاطمة كثيراً .انها متعبة وتشعر بالألم .. ورقدت في الفراش .. انها الملاريا اللعينة !
أصيبت فاطمة بالملاريا ستة اشهر ..فقد انتشر المرض بين المهاجرين .. ونصحا اكثر من شخص : اذهبوا الى المناطق الصحراوية ..فهي خاليه من مصادر المياه ولا يوجد فيها ملاريا ..وستقدم لهم وكالة الغوث مساعدات تقدم لمن يصل ..المغريات كثيرة .. وهكذا قررت عائلة فاطمة الذهاب الذهاب .. مع اللاجئين على ان يعودوا الى بيتهم بعد شهر او اثنين
حزمت فاطمة ما لديهم من ملابس رثة .. وسافرت مع عائلتها ..الى منطقة خالية .. أصيبت بالدهشة عندما شاهدتها ..أين البيوت ؟ أين الناس ؟ ..
الصحراء تمتد كامتداد السماء .. أين ستسكن ؟ ماذا سنفعل ؟ ..تذكرت بيتها الجديد في القرية .
لا لن اخاف عليه .. فمفتاحه قلادة في عنقي ..سأحضنه دائما كي لا يضيع ..
الليل خلع عليهم ستار .. عويل الذئاب في كل مكان ..والخيمة لا تكاد تمنع برد الليل من التغلغل في أجساد الصغار ..صارت هي وزوجها ينامان بالتناوب .. هي فترة قصيرة وسنعود للوطن ..لكن فاطمة لم تكن تدري ما تخبئه لها الأيام ..
كانت الخيام التي تبرعت بها ( الانروا ) .. تمتد لتشكل مخيما .. الخيام متشابهة والجميع سواء .وها هم الان وسط صحراء ممتدة عبر الأفق
هجمات البدو عليهم ليلاً تخيفهم وعويل الذئاب ..
الى أين جئنا ؟ وماذا حصل لنا ؟ ماذا سنفعل ؟
الخيام اخذت شيئاً فشيئاً تتحول الى بيوت اسمنتية .. تحيط بها مزروعات بسيطة .. ورود .. واشجار .. وكبرت الأشجار أصبحت بستناناً صغيراً حول منزل فاطمة ..متى ستعود الى الوطن ؟؟
بُنيت المدارس أقيمت المساجد .. واصبح المخيم مدينة تضم المهاجرين من كل الوطن ..
الأطفال كبروا .. وتعلموا .. وحولوا الصحراء الى مدنٍ كبيرة ..
انجبت فاطمة أربعة عشرة ولداً وبنتاً ..جميعهم انهوا دراساتهم الجامعية .. وانتشروا في دول مختلف .. والوطن اصبح ذكرى بعيدة .. مقدسه .. مفرحه .. مؤلمة ..تخنق فاطمة كلما تذكرت موسم اللوز وكلما حضنت مفتاح بيتها .. هناك في الوطن ..
وتوفيت فاطمة قبل ست سنوات وهي تحضن مفتاح بيتها الجديد الذي لم تسكنه بعد هناك في الوطن .. ------------
__________________
من غلاك ودي اكتب في عيونك قصيده بس الحبر خلص والبقاله بعيده

الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م