شرح الصفات الواجبة لله تعالى-الحلقة الثالثة
بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله:
الصفة الرابعة: الوحدانية
ومعناه أن الله تبارك و تعالى ليس له ثان و ليس مركبا مؤلفا كالأجسام كالعرش و الكرسي و الجنة و النار و السمـوات السبع والانسان و الملائكة و الجن فان هؤلاء أجسام مؤلفة أي تقبل الانقسام. العرش الكريم مؤلف من أجزاء فيستحيل أن يكون بينه و بين الله مناسبة كما يستحيل أن يكون بينه و بين شئ من سائر خلقه مناسبة, و البرهان العقلي على الوحدانية أنه تبارك و تعالى لو لم يكن واحدا و كان متعددا لم يكن العالم منتظما لكن العالم منتظم فوجب أن الله تعالى واحد, و أما البرهان النقلي على وحدانيته تعالى فكثير. من ذلك قول الله تعالى(قل هو الله أحد)و من اأحاديث ما رواه البخاري "أنه صلى الله عليه و سلم كان اذا تعار(أي استيقظ في الليل)من الليل قال "لا اله الا الله الواحد القهار رب السموات و الأرض و ما بينهما العزيز الغفار"
الصفة الخامسة: القيام بنفسه تعالى:
أي الاستغناء عن كل شئ, فالله تبارك و تعالى مستغن عن كل شئ و محتاج اليه كل شئ سواه
الصفة السادسة: مخالفته للحوادث
أي لا يشبه المخلوقات, و الدليل العقلي على ذلك أنه لو كان يشبه شيئا من خلقه لجاز عليه ما يجوز على الخلق من التغير و التطور و الفناء و لو جاز عليه ذلك لاحتاج الى من يغيره و المحتاج الى غيره لا يكون الها فثبت أنه لا يشبه شيئا,و أما البرهان النقلي لوجوب مخالفته للحوادث فمن ذلك قوله(ليس كمثله شئ)و هو أوضح دليل نقلي في ذلك جاء في القرءان لأن هذه الاية تفهم التنزيه الكلي لأن الله تبارك و تعالى ذكر فيها لفظ شئ في سياق النفي,و النكرة اذا أوردت سياق النفي فهي للشمول,فالله تبارك و تعالىنفى بهذه الجملة عن نفسه مشابهة الأجرام والأجسام والأعراض فهو تبارك و تعالى كما لا يشبه ذوي الأرواح من انس و جن و ملائكة و غيرهم لا يشبه الجمادات من الأجرام العلوية و السفلية لا يشبه شيئا من ذلك, فالله تبارك و تعالى لم يقيد نفي الشبه عنه بنوع من أنواع الحوادث بل شمل نفي مشابهته لكل أفراد الحادثات . و يشمل هذا النفي تنزيهه تعالى عن الكمية و الكيفية فالكمية هي مقدار الجرم أي فهو تبارك و تعالى ليس كالجرم الذي يدخله المقدار و المساحة و الحد فهو ليس بمحدود ذا مقدار و مسافة و من قال في الله تعالى ان لهحدا فقد شبهه بخلقه لأن ذلك ينافي الألوهية, والله تبارك و تعالى لو كان ذا حد و مقدار لاحتاج الى من جعله على ذلك الحدو المقدار كما تحتاج الأجرام الى من جعلها بحدودهاو مقاديرهالأن الشئ لا يخلق نفسه بمقداره, فالله تبارك و تعالى لو كان ذا حد و مقدار كالأجرام لاحتاج الى من جعله بذلك الحد أنه لا يصح في العقل أن يكون هو جعل نفسه بذلك الحد و المحتاج الى غيره لا يكون الـها لأن من شرط الألوهية الاستغناء عن كل شئ غيره.
و الحمد لله رب العالمين
|