ما أشبه البارحة باليوم
لقد كنت مع مجموعة من الأصدقاء معتصمين بأحدى ساحات العاصمة و جائنا خبرا من المشرفين على التجمع مفاده أن إخوانكم في جامعة باب الزوار للعلوم و التكنلوجيا (أكبر جامعة في الجزائر أكثر من 32 ألف طالب) محاصرين من طرف قوات الأمن الوثني و لا بد من فك حصارهم، و ما كاد المنادي يكمل كلامه حتى هب الجميع ملبين النداء و في الطريق رحت أنظر إلى الأصدقاء و المعتصمين فرأيتهم مقبلين غير مدبرين عازمين على المواجهة مع قوات الطاغوت و إن كلفهم ذلك أعز ما يملكونه أرواحهم.
و ما هي إلا ساعة و نصف حتى كنا على أبواب الجامعة التي لم أكن قد دخلتها بعد و فعلا وجدنا قوات الطاغوت تحاصر الجامعة و بداخلها آلاف الطلبة يلوحون باوراق بيضاء و يتحدون زبانية النظام و كان منظرا حقا تنشرح له النفوس الأبية ... ولقد أخذ شيخ في العقد السابع من عمره علما جزائريا كبيرا و راح يلوح به في و جه قوات الخونة و أبناء العاهرات هؤلاء فزادهم غيضا ...
وفي خضم هذه الأجواء المشحونة تأتي سيارة Fiorino و تبدأ بتوزيع عبوات من الخل الذي كان تبلل به المناديل و توضع على الأفواه و الأنف لتخفيف أثر الغازات المسيلة للدموع و لكنها انسحبت بسرعة فتفطن أحد الإخوان للعبة الشيطانية و نبه الجميع لهذا المقلب الذي كان سيؤدي إلى كارثة أخرى....أفرغ ذلك الأخ محتوى العبوة على الأرض فإذا هو يغلى لقد كان حامضا كيماويا قوي المفعول و سيأتي ذكره في المواضيع اللاحقة بإذن الله
لقد ذكرني هذا بأحداث أكتوبر يوم كانت النساء و الولدان يخرجون الدلاء مملوءة بالماء و الخل و يشكلون جبهة دعم لوجيستيكي و معنوي للمتظاهرين الذين يواجهون العدو العميل في الأمام فما كان من المندسين من الخونة الذين باعوا أنفسهم للشيطان إلا أن يضعوا علب الخل مملوءة بالحامض الذي يذيب اللحم في الشارع و ينتظرون أن تنطلي اللعبة على الشباب و لكن هبهات....فما أشبه البارحة باليوم!!!
|