هل تعرفون لماذا ؟؟

[العربى1]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الآن ظهرت الحقيقة .... وبدا كل شىء واضحاً وظاهراً لا مجال لإنكاره ... ولا يمكن أن نزيد الأمر سوءاً بالتملص من المسئولية ..

نحن السبب يا سادة أوروبا وأمريكا ... نعم نحن السبب ...
نحن من أعطاكم السوط لتجلدونا مراراً ... تساهلنا معكم فى حقوق مستقبل أبناءنا وأوطاننا ..
وفتحنا لكم أبواب بلادنا لترتعوا فيها وتستحلوا أقدارا قدرها الله لنا من خير ونعم .. فوق الأرض وتحت الأرض ...
نحن من تركنا لكم البيت من الداخل لتعيثوا فيه فسادا بالتحكم فى دفة عقولنا وموجهينا... وتسلطتم على عدلنا مع أبناء بلادنا .. فدخل السجون والمعتقلات كل من يمثل لكم مجرد الإزعاج وأنتم فى القيلولة على أرضنا ...

وجرحتم كل كرامة الأمة .. عندما أعلنا رضانا أو صمتناعن كل ما أمليتمونه على ولاتنا .. وقبلنا سحقكم لإرادة شعوبنا عندما تعاون معكم خائنونا من الداخل

وسعينا لكسب رضاكم برفض أى شىء يرسم على وجوهكم الإستياء ... مجرد الإستياء ...
ولم نعترض على حشرنا فى سجونكم بدياركم وبديارنا ... حتى أصبحنا حبيسى نفوسنا ...

وعندما لم يعد شيئا لدينا من إرادة الرفض أردتم نزعنا من جذورنا ... وبدأتم برسولنا وقدوتنا .... حتى يتوقف الجذر عن إمداد الشجرة بالغذاء ... ويتوقف القلب عن تزويد الروح بالحياة ....

هل اخطأتم فى فعلتكم ؟؟ لا والله ... انتم لستم بملومين ... فقد طال وقت جسكم لنبضنا ... وربما افزعتكم سرعة تلبيتنا لرغباتكم ... ربما حسبتم انكم ستضيعون وقتا طويلا فى التخطيط والتدبير ... ولم تأملوا بحصد كل هذة المكاسب فى أقل الأزمنة ... فما فشلت فيه القوى الرادعة فى وقت الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام ... مع قلة تابعيه .. وضيق مساحة إنتشار الدعوة ... نجحتم أنتم فيه بإبهار مع قوتنا الظاهرة ... ومساحة أمتنا الممتدة التى أنعم الله بها علينا ... وعددنا الذى يسد عين الشمس ...... فرفضنا نعمائه سبحانه .. وفعلنا أفعال الأبناء المفسدين .. عندما أضعنا جهد الأباء والأجداد الكرام النبلاء وعمرهم فى التكوين والترتيب والتأسيس ... وعاشوا هم على الكفاف .... ونأتى نحن الأشاوز لننثر فى الهواء كنوزا ورثناها ... ونفرط فى حق وصلنا من أصحاب الحق .... بلا مبالاة ....

ربما غضبنا لما حدث ؟ .. واظهرنا رفضنا وشجبنا ؟ واستعملنا موهبتنا الفذة ومهارتنا فى الجعجعة ؟ ... ولكننا لم نحرك ساكنا للغد ..... وكأننا ننتظر فى بلاهة تكرار ما حدث .

هل فعلنا كآباءنا وجدودنا ؟؟ ماذا اعددنا لغد أبناءنا ؟؟ هل أصلحنا ما أفسدناه فيهم ؟؟ هل سعينا لرسم الطريق السوى لهم ؟؟ ها نحن حصدنا ما زرعناه بعملنا سالفا ... فما بال ما تركناه فى ولأبناءنا ؟؟؟

هل نلومهم على إحباطهم ويأسهم ؟؟ الم نكن نحن السبب ؟؟ هل زرعنا فيهم إرادة التغلب على المصاعب وكيفية مواجهتها ؟؟ أم ظللنا نتباهى بتوفيرنا كل وسائل رغد الحياة والرفاهية لهم بدون رصيد فى حسابهم للغد ؟؟

هل يمكن أن نصلح ما أفسدناه كرامة لله ولرسوله ؟؟ هل نتبع سنته ونعلمهم كيف يتبعونه عليه أفضل الصلاة والسلام ؟ ثم أليس فى سنته الحل والخير لنا فى دنيانا ولكل ما يمر بنا الآن وفى آخرتنا ؟؟ ألا نعد للغد لكي لا يكون أبناؤنا مجرد ريشة فى رياح أعدت نفسها لنا ولهم ؟؟ وحتى لا يكون عملهم مجرد رد فعل مثلنا ... الا نستلهم ما نقله لنا الآباء والأجداد وعلمونا إياه لنزرعه فيهم ؟؟ هل نترك لهم الدنيا بدون سند ولا تاريخ إلا أفعال السابقون ؟؟ هل نرضى أن يحذفنا التاريخ من سجله لنصبح بلا ذكر؟؟ ماذا سيقول أباؤنا لأحفادنا عنا بعد أن نترك الدنيا ؟؟

ولنسأل أنفسنا : هل أخلصنا فى أداء دورنا نحو أباءنا ؟؟ هل قمنا بكل ما علينا بإخلاص ؟؟ هل نقلنا الأمانة التى نقلها لنا أباؤنا وأجدادنا ؟

أرجو أن يتاح لنا الوقت قبل أن يسألنا الله عن رعيتنا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" ألا كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته فالإمام الذى على الناس راعٍ وهو مسئول عن رعيته والرجل مسئول عن أهل بيته وهو مسئول عن رعيته والمرأة راعيةُُ على أهل بيت زوجها وهى مسئولةُُ عنهم وعبد الرجل راعٍ على مال سيده وهو مسئول عنه ألا فكلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته " (البخارى 7138) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم .