مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #11  
قديم 23-07-2004, 04:41 PM
شاعر ولهان شاعر ولهان غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2004
المشاركات: 16
إفتراضي

اللله ذكريات ممتعه هههههههههههههههههههههه امزحدمي خفيف صح
  #12  
قديم 24-07-2004, 04:54 AM
Ali4 Ali4 غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الوطن العربي - ومن القطر الفلسطيني تحديدا !
المشاركات: 2,299
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى Ali4
إفتراضي

__________________


إن حرية الكلمة هي المقدمة الأولى للديمقراطية - جمال عبد الناصر


* ما اخذ بالقوة لا بد ان يسترد بالقوة

*وما نيل المطالب بالتمني ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال ... اذا الاقدام كان لهم ركابا

Ali_Anabossi@hotmail.com


اضغط هنا
  #13  
قديم 23-07-2005, 09:42 AM
Ali4 Ali4 غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الوطن العربي - ومن القطر الفلسطيني تحديدا !
المشاركات: 2,299
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى Ali4
إفتراضي

عن ثورة 23 يوليو.. القيادة والفكر والأداة، بقلم: صبحي غندور

«إنّ قوّة الإرادة الثورية لدى الشعب المصري تظهر في أبعادها الحقيقية الهائلة إذا ما تذكرنا أنّ هذا الشعب البطل ،


بدأ زحفه الثوري من غير تنظيم ثوري سياسي يواجه مشاكل المعركة، كذلك فإنّ هذا الزحف الثوري بدأ من غير نظريةٍ كاملة للتغيير الثوري. إنّ إرادة الثورة في تلك الظروف الحافلة لم تكن تملك من دليلٍ للعمل غير المبادئ الستّة المشهورة».


هذا القول الذي ورد في الباب الأوّل من «الميثاق الوطني» الذي قدّمه جمال عبد الناصر للمؤتمر الوطني للقوى الشعبية في مايو 1962 يضع الإطار الصحيح لكيفية رؤية «ثورة 23 يوليو» وإنجازاتها ولتطوّر مسارها في مصر وعلى المستوى العربي عموماً.


فحينما تقوم ثورة بعظمة «ثورة يوليو» عام 1952، وتحدث تغييراتٍ جذريةً في المجتمع المصري ونظامه السياسي والاقتصادي والعلاقات الاجتماعية بين أبنائه، وتكون أيضاً ثورة استقلالٍ وطني ضدّ احتلالٍ أجنبي مهيمن لعقودٍ طويلة (الاحتلال البريطاني لمصر)، ثمّ تكون أيضاً قاعدة دعمٍ لحركات تحرّرٍ وطني في عموم أفريقيا وآسيا، ثمّ تكون كذلك مركز الدعوة والعمل لتوحيد البلاد العربية ولبناء سياسة عدم الانحياز ورفض الأحلاف الدولية في زمن صراعات الدول الكبرى وقمّة الحرب الباردة بين الشرق والغرب.. حينما تكون «ثورة يوليو» ذلك كلّه وأكثر، لكن دون «تنظيم سياسي ثوري» ودون «نظرية كاملة للتغيير الثوري» كما قال ناصر في «الميثاق الوطني» ـ فإنّ هذا شهادة كبرى للثورة ولمصر ولقائد هذه الثورة نفسه جمال عبد الناصر.


فإنجازات «ثورة يوليو» ومسارها التاريخي أكبر بكثير من حجم أداة التغيير العسكرية التي بدأت الثورة من خلالها، وهي مجموعة «الضباط الأحرار» في الجيش المصري. كذلك، فإنّ الأهداف التي عملت من أجلها الثورة طوال عقدين من الزمن تقريباً، إي إلى حين وفاة جمال عبد الناصر عام 1970، كانت أيضاً أوسع وأشمل بكثير من «المبادئ الستّة» التي أعلنها «الضباط الأحرار» عام 1952. فهذه «المبادئ» جميعها كانت «مصرية» وتتعامل مع القضاء على الاستعمار البريطاني لمصر وتحكّم الإقطاع والاحتكار وسيطرة رأس المال على الحكم في مصر، وتدعو إلى إقامة عدالة اجتماعية وبناء جيش مصري قوي وحياةٍ ديمقراطيةٍ سليمة.


أفق الثورة وإذا كان واضحاً في هذه المبادئ الستة كيفية تحقيق المرفوض (أي الاحتلال وتحكّم الإقطاع والاحتكار)، فإنّ تحقيق المطلوب (أي إرساء العدالة الاجتماعية والديمقراطية السليمة) لم يكن واضحاً بحكم غياب «النظرية السياسية الشاملة» التي تحدّث عنها ناصر في «الميثاق الوطني». أيضا، لم تكن هناك رؤية فكرية مشتركة لهذه المسائل بين أعضاء «حركة الضباط الأحرار»، حتى في الحد الأدنى من المفاهيم وتعريف المصطلحات, فكيف بالأمور التي لم تكن واردة في «المبادئ الستة» أي بما يتعلّق بدور مصر العربي وتأثيرات الثورة عربياً ودولياً وكيفية التعامل مع صراعات القوى الكبرى ومع التحدي الصهيوني الذي فرض نفسه على الأرض العربية في وقتٍ متزامنٍ مع انطلاقة ثورة يوليو، حيث شكّل هذا التحدي الصهيوني المتمثّل بوجود دولة إسرائيل (هذا الوجود المدعوم والمستخدَم من قبل الغرب) أبرز ما واجهته ثورة يوليو من قوّة إعاقةٍ عرقلت دورها الخارجي وإنجازاتها الداخلية. أهمّية هذه المسألة المتمثّلة في ضيق أفق أداة الثورة (الضباط الأحرار) ومحدودية (المبادئ الستّة) مقابل سعة تأثير القيادة الناصرية وشمولية حركتها وأهدافها لعموم المنطقة العربية ودول العالم الثالث، أنّها تفسّر حجم الانتكاسات التي حدثت رغم عظمة الإنجازات، وأنّها تبيّن كيف أنّ الثورة كانت تيّاراً شعبياً خلف قائدٍ ثوري مخلص، لكن دون أدواتٍ سليمة تربط ما بين القائد وجماهيره، وبين الأهداف الكبرى والتطبيق العملي أحياناً.


ورغم هذه السلبية الهامّة التي رافقت «ثورة 23 يوليو» في مجاليْ الفكر والأداة، فإنّ ما صنعته الثورة داخل مصر وخارجها ـ تحت القيادة الناصرية ـ كان أكبر من حجم السلبيات والانتكاسات.


وإذا كانت الإنجازات المادية للثورة في داخل مصر تتحدّث عن نفسها في المجالات كافّة، الاقتصادية والاجتماعية والتربوية..الخ، فإنّ الإنجازات الفكرية والخلاصات السياسية لهذه الثورة، خاصّةً في العقد الثاني من عمر الثورة، هي التي بحاجةٍ إلى التأكيد عليها بمناسبةٍ أو بغير مناسبة.


فالقيادة الناصرية لثورة 23 يوليو طرحت مجموعة أهدافٍ فكرية عامّة وعدداً من الغايات الاستراتيجية المحدّدة، إضافةً إلى جملة مبادئ حول أساليب العمل الممكنة لخدمة هذه الغايات الاستراتيجية والأهداف الفكرية العامّة.


وقد ظهرت هذه الأمور الفكرية والاستراتيجية والتكتيكية في أكثر من فترة خلال مراحل تطوّر الثورة، لكن نضوجها وتكاملها ظهر واضحاً في السنوات الثلاث الأخيرة من حياة عبد الناصر، أي ما بين عامي 1967 و1970.


الأبعاد الفكرية فاستناداً إلى مجموعة خطب عبد الناصر، وإلى نصوص «الميثاق الوطني» وتقريره، يمكن تلخيص الأبعاد الفكرية لثورة «23 يوليو» الناصرية بما يلي: ـ رفض العنف الدموي كوسيلةٍ للتغيير الاجتماعي والسياسي في الوطن أو للعمل الوحدوي والقومي.


ـ الاستناد إلى العمق الحضاري الإسلامي لمصر وللأمّة العربية انطلاقاً من الإيمان بالله ورسله ورسالاته السماوية، والتركيز على أهمّية دور الدين في بناء مجتمعٍ قائم على القيم والمبادئ الروحية والأخلاقية.


ـ الدعوة إلى الحرية، بمفهومها الشامل لحرية الوطن ولحرية المواطن، وبأنّ المواطنة الحرّة لا تتحقّق في بلدٍ مستعبَد أو محتَل أو مسيطَر عليه من الخارج. كذلك، فإنّ التحرر من الاحتلال لا يكفي دون ضمانات الحرية للمواطن، وهي تكون على وجهين: ـ الوجه السياسي: الذي يتطلّب بناء مجتمعٍ ديمقراطي سليم تتحقّق فيه المشاركة الشعبية في الحكم، وتتوفر فيه حرية الفكر والمعتقد والتعبير، وتسود فيه الرقابة الشعبية وسلطة القضاء.


ـ الوجه الاجتماعي: الذي يتطلّب بناء عدالةٍ اجتماعيةٍ تقوم على تعزيز الإنتاج الوطني وتوفير فرص العمل وكسر احتكار التعليم والاقتصاد والتجارة.


ـ المساواة بين جميع المواطنين بغضّ النظر عن خصوصياتهم الدينية أو العرقية، والعمل لتعزيز الوحدة الوطنية الشعبية التي بدونها ينهار المجتمع ولا تتحقّق الحرية السياسية أو العدالة الاجتماعية أو التحرّر من الهيمنة الخارجية.


ـ اعتماد سياسة عدم الانحياز لأي من القوى الكبرى ورفض الارتباط بأحلافٍ عسكرية أو سياسية تقيّد الوطن ولا تحميه، تنزع إرادته الوطنية المستقلّة ولا تحقّق أمنه الوطني.


ـ مفهوم الانتماء المتعدّد للوطن ضمن الهويّة الواحدة له. فمصر تنتمي إلى دوائرَ أفريقية وإسلامية ومتوسطيّة، لكن مصر - مثلها مثل أيّ بلدٍ عربي آخر- ذات هويّة عربية وتشترك في الانتماء مع سائر البلاد العربية الأخرى إلى أمّةٍ عربيةٍ ذات ثقافةٍ واحدة ومضمونٍ حضاري مشترك.


ـ إنّ الطريق إلى التكامل العربي أو الاتحاد بين البلدان العربية لا يتحقّق من خلال الفرض أو القوّة بل (كما قال ناصر) «إنّ الإجماع العربي في كلّ بلدٍ عربي على الوحدة هو الطريق إلى الوحدة».. وقال ناصر أيضاً في «الميثاق الوطني»: «طريق الوحدة هو الدعوة الجماهيرية.. ثمّ العمل السياسي من أجل تقريب يوم هذه الوحدة، ثمّ الإجماع على قبولها تتويجاً للدعوة وللعمل معاً».


وقال أيضاً في الميثاق: «إنّ اشتراط الدعوة السلمية واشتراط الإجماع الشعبي ليس مجرّد تمسّك بأسلوبٍ مثالي في العمل الوطني، وإنّما هو فوق ذلك، ومعه، ضرورة لازمة للحفاظ على الوحدة الوطنية للشعوب العربية».


التحدي الصهيوني أمّا على صعيد مواجهة التحدّي الصهيوني، فقد وضعت قيادة «ثورة يوليو» منهاجاً واضحاً لهذه المواجهة، خاصّةً بعد حرب عام 67، يقوم على: 1ـ بناء جبهةٍ داخليةٍ متينة لا تستنزفها صراعات طائفية أو عرقية ولا تلهيها معارك فئوية ثانوية عن المعركة الرئيسة ضدّ العدوّ الصهيوني، ومن خلال إعدادٍ للوطن عسكرياً واقتصادياً بشكلٍ يتناسب ومستلزمات الصراع المفتوح مع العدوّ.


2ـ وضع أهدافٍ سياسيةٍ مرحلية لا تقبل التنازلات أو التفريط بحقوق الوطن والأمة معاً، ورفض الحلول المنفردة أو غير العادلة أو غير الشاملة لكلّ الجبهات العربية مع إسرائيل.


3ـ العمل وفْقَ مقولة «ما أُخِذ بالقوّة لا يُسترّدّ بغير القوّة»، وأنّ العمل في الساحات الدبلوماسية الدولية لا يجب أن يعيق الاستعدادات الكاملة لحربٍ عسكريةٍ تحرّر الأرض وتعيد الحق المغتصَب.


4ـ وقف الصراعات العربية/العربية، وبناء تضامنٍ عربي فعّال يضع الخطوط الحمراء لمنع انزلاق أيّ طرفٍ عربي في تسويةٍ ناقصةٍ ومنفردة، كما يؤمّن هذا التضامن العربي الدعم السياسي والمالي والعسكري اللازم في معارك المواجهة مع العدوّ الإسرائيلي.


هذه باختصار مجموعة خلاصات فكرية وسياسية أراها في ثورة 23 يوليو، خاصّة في حقبة نضوجها بعد حرب عام 1967.


لكن أين هي مصر الآن وأين هي المنطقة العربية من هذه الخلاصات الفكرية والمواقف الاستراتيجية؟ هنا يعود الأمر بنا إلى ما قاله جمال عبد الناصر عن كيف أنّ الثورة بدأت دون «تنظيم سياسي ثوري» ودون «نظرية سياسية ثورية»، وهنا أجد تفسيراً أيضاً لما وصلت إليه مصر والأمة العربية بعد وفاة جمال عبد الناصر، حيث فقدت الجماهير العربية اتصالها مع القائد بوفاته، ولم تكن هناك بعده أداة سياسية سليمة تحفظ للجماهير دورها السليم في العمل والرقابة والتغيير. أيضاً، مع غياب ناصر، وغياب الأداة السياسية السليمة، أصبح سهلاً الانحراف عن المبادئ، والتنازل عن المنطلقات، والتراجع عن الأهداف.


مكامن العطب «ثورة 23 يوليو» كانت من حيث الموقع الجغرافي في بلدٍ يتوسّط الأمّة العربية ويربط مغربها بمشرقها، وكانت من حيث الموقع القارّي صلة وصلٍ بين دول العالم الثالث في أفريقيا وآسيا، وكانت من حيث الموقع الزمني في منتصف القرن العشرين الذي شهد متغيّراتٍ واكتشافاتٍ كثيرةً في العالم وحروباً وأسلحةً لم تعرف البشرية مثلها من قبل، كما شهد القرن العشرون صعود وأفول ثوراتٍ كبرى وعقائد وتكتّلات ومعسكرات.. وشهد أيضاً اغتصاب أوطانٍ واصطناع دويلات.. كذلك، فإنّ ثورة 23 يوليو، من حيث الموقع الفكري والسياسي، كانت حالاً ثالثةً تختلف عن الشيوعية والرأسمالية، قطبيْ العصر الذي تفجّرت فيه الثورة، فقادت «ثورة 23 يوليو» ثورات العالم الثالث من أجل التحرّر من كافة أنواع الهيمنة وبناء الاستقلال الوطني ورفض التبعية الدولية.


أمّا اليوم، ونحن في مطلع القرن الحادي والعشرين، فإنّ مصر تغيّرت، والمنطقة العربية تغيّرت، والعالم بأسره شهد ويشهد متغيّراتٍ جذرية في عموم المجالات.. لكن يبقى لمصر دورها الطليعي في أحداث المنطقة العربية إيجاباً أو سلباً، وتبقى الأمة العربية (التي هي أمة وسطية في مضمون حضارتها) بحاجةٍ أكثر من أيّ وقتٍ مضى إلى مشروع فكري نهضوي وإصلاحي معاً، إلاّ أنّ هذا المشروع يتطلّب أولاً إصلاحاً ونهضة في حال الأدوات السياسية العربية، سواء أكانت في الحكم أم في المعارضة أم في الخارج.


إنّ العطب الآن هو في الفكر والأدوات معاً، والأمل في إصلاحهما معاً، فظروف قيام ثورة 23 يوليو وقيادتها المخلصة النادرة، أمران لن يتكرّرا في المدى القريب، وإن حصل ذلك، فلن يكون النجاح ممكناً دون «نظرية سياسية سليمة» ودون «تنظيم سياسي سليم» !!
__________________


إن حرية الكلمة هي المقدمة الأولى للديمقراطية - جمال عبد الناصر


* ما اخذ بالقوة لا بد ان يسترد بالقوة

*وما نيل المطالب بالتمني ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال ... اذا الاقدام كان لهم ركابا

Ali_Anabossi@hotmail.com


اضغط هنا
  #14  
قديم 23-07-2005, 09:58 AM
Ali4 Ali4 غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الوطن العربي - ومن القطر الفلسطيني تحديدا !
المشاركات: 2,299
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى Ali4
إفتراضي

__________________


إن حرية الكلمة هي المقدمة الأولى للديمقراطية - جمال عبد الناصر


* ما اخذ بالقوة لا بد ان يسترد بالقوة

*وما نيل المطالب بالتمني ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال ... اذا الاقدام كان لهم ركابا

Ali_Anabossi@hotmail.com


اضغط هنا
  #15  
قديم 23-07-2005, 10:43 AM
Ali4 Ali4 غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الوطن العربي - ومن القطر الفلسطيني تحديدا !
المشاركات: 2,299
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى Ali4
إفتراضي

من خطابات عبد الناصر في اعياد الثوره


كلمة الرئيس جمال عبد الناصر
من إذاعة صوت العرب بمناسبة العيد الثانى للثورة
٢٤/٧/١٩٥٤
إخوانى المصريين والعرب:

فى هذه المناسبة السعيدة أتقدم إليكم فى مقامكم البعيد وراء حدود الوطن بأعظم التحية وأخلص الحب، متمنياً لكم أنتم هناءة العيش، وطمأنينة الأمل، وسعادة المستقبل.

إن الوطن العربى الكبير ليذكركم فى العيد المبارك بخير ما يذكر الأب بنيه المغتربين، فهم عنده أحب وآثر، وهو بهم أعظم أملاً فى المستقبل. وإن قلوب مواطنيكم وأهليكم فى مصر وفى البلاد العربية ليحتفلون فى بلادهم مظاهر هذا العيد الوطنى الكبير وقلوبهم ترفرف حواليكم، وأمانيهم تحلق فى سمائكم.

ولست أشك أن قلوبكم كقلوبهم ترفرف فى هذا اليوم حول المعانى السامية التى تبعثها ذكرى الخلاص فى قلب كل عربى فى مصر وغير مصر، فإن الشعور بالكرامة والعزة القومية ليجمعنا اليوم وإياكم، وإنه ليوحدنا عاطفة وأملاً فى المستقبل لبلادنا العزيزة.

بنى وطنى:

لقد مضى عامان منذ رفعنا راية الحرية ثائرين على الاستعمار والفساد والطغيان والرجعية، معلنين حق الشعب فى السيادة. وإنى ليطيب لى - كما لابد أن يطيب لكم - أن تؤتى ثورتنا ثمراتها الطيبة قبل أن يكتمل العامان على مولدها، فيزول الفساد، ويذهب الطغاة والطغيان، وتنتهى الرجعية، وتختفى مساوئ الحزبية من حياتنا العامة، وتتحقق للشعب وحدته وحريته وسيادته فينعم بالاستقرار والأمان والطمأنينة بعد قرون طويلة لم ينعم فيها بشىء.

وإذا كانت الثورة قد لقيت فى طريقها إلى أهدافها الوطنية بعض العقبات من تدبير بعض ذوى الهوى والأثرة، أو من اندفاع ذوى الغرور والطيش، فإنى ليسعدنى اليوم - بقدر ما يسعد كل وطنى مخلص لبلاده - أن ينتهى ذلك كله، فقد استوى اليوم طريقنا إلى الغاية الوطنية آمناً مستقيماً ليس فيه عوج ولا التواء ولا تربص ولا توجس، وتحققت وحدة الشعب بوحدة قادته، واجتمعت قلوب الأمة حكاماً ومحكومين على هدف وخطة وعاطفة، فلم يبق بين المصريين اليوم مكان لوصولى ولا لمستغل، وعرف الشعب نهجه إلى غاياته البعيدة السامية.

إخوانى:

إن عليكم حيث كنتم واجبات مفروضة لأمتكم ولوطنكم الحبيب مصر، لوطنكم العربى الأكبر، واجبات قد تكونون فى غربتكم وراء الحدود أشد شعوراً بتبعاتها الثقيلة، فأنتم مصر كلها، وأنتم العرب جميعاً فى أعين كل من حولكم من الأجانب لا يعرفون من مصر ولا من العرب أحداً غيركم، فكونوا دائماً عنواناً على أصالة الحضارة، وكرامة النفس، وشرف الوطنية، وحقيقة الإنسانية العليا التى يؤمن بها كل مصرى وكل عربى.

أنتم مصر كلها، وأنتم العرب جميعاً فى أعين كل من يراكم حيث كنتم، فانظروا ماذا تريدون أن تكون مصر وأن يكون العرب فى أعين كل من يراهم، ثم كونوا لأنفسكم - على اختلاف شعوركم - كما يكون المواطن للمواطن، مؤمنين بأن العرب أمة واحدة؛ لأنهم كذلك بدءوا وكذلك يجب أن يكونوا أبداً.

العرب أمة واحدة، ذلك أول الطريق وآخره، ووسيلة المجد وغايته. والله ولى التوفيق.
__________________


إن حرية الكلمة هي المقدمة الأولى للديمقراطية - جمال عبد الناصر


* ما اخذ بالقوة لا بد ان يسترد بالقوة

*وما نيل المطالب بالتمني ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال ... اذا الاقدام كان لهم ركابا

Ali_Anabossi@hotmail.com


اضغط هنا
  #16  
قديم 23-07-2005, 10:45 AM
Ali4 Ali4 غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الوطن العربي - ومن القطر الفلسطيني تحديدا !
المشاركات: 2,299
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى Ali4
إفتراضي

خطاب الرئيس جمال عبد الناصر فى الاحتفال بذكرى العيد الثانى للثورة من ميدان الجمهورية
٢٢/٧/١٩٥٤
بنى وطنى:

ما جئنا اليوم لنلهب العواطف أو لنثير الغرائز، ولكنا جئنا هنا لنلتقى بكم ولنتحدث إلى عقولكم، وإلى قلوبكم؛ ولهذا فأنا أطالبكم بأن تبطلوا الهتاف، وأن تبطلوا التهليل، وأن تستمعوا، وأن تنتظموا، وأن يجلس كل فرد منكم فى مكانه.. أطالب أن يجلس كل فرد منكم فى مكانه.

إخوانى:

أطالبكم بالجلوس حتى يمكن أن نتحدث إلى العقول، وأطالبكم بالكف عن الهتاف؛ فإننا نريد أن تفهموا ونريد أن نلتقى بعقولكم.. لا نريد أن نثير غرائزكم أو نلهب عواطفكم. فليجلس كل فرد منكم فى مكانه.. فليجلس كل فرد فى مكانه.. فليجلس كل فرد فى مكانه.

أيها المواطنون:

يجب أن نتمسك بالنظام، ويجب أن نستمع إلى ما يقال، ويجب أن نكف عن الهتاف.. إخواننا اللى بيهتفوا هناك بلاش هتاف.. أقعد من فضلك.. أقعد من فضلك.. إخوانى كل واحد يقعد فى محله ويسكت، يا محمد.. محمد.. حد يقعد الناس اللى واقفين هناك دول فى الأول.

أيها المواطنون:

أحييكم، وأرجو أن تعلموا أننا اليوم لا نريد هتافاً ولا نريد تصفيقاً؛ لأننا سنتحدث معكم عما قامت به الثورة، وعما ستقوم به الثورة، وهذا يستدعى أن يكون كل فرد منكم واعياً منصتاً، فاهماً لما يقول، واننا قد قلنا كثيراً. إننا لا نريد أن نثير العواطف، ولا نثير الغرائز، ولا نريد هتافاً، ولا نريد تهليلاً، فطالما هتفنا، وطالما هللنا.. فماذا كانت النتيجة؟ إنكم تعرفون ماذا كانت النتيجة..

إننى أطالبكم أن تتمسكوا بالنظام، وأن تتمسكوا بالاتحاد، وأن تنصتوا حتى تفهموا وحتى تعوا لما نقول.. فإننا لم نحضر اليوم لكى تهتفوا لنا أو تصفقوا لنا، ولكنا اجتمعنا بكم حتى نقول لكم ماذا عملت الثورة، وحتى يعرف كل فرد منكم ماذا عملت الثورة. وبهذا - يا إخوانى - سنسير متمسكين بالوعى القومى، ومتمسكين بالروح العالية، وبهذا - يا إخوانى - سنحقق الآمال، وسنحقق الأهداف.

إنى أطالبكم أن تكفوا عن الهتاف، وأن تكفوا عن التصفيق.. لا هتاف بالأسماء، ولا تصفيق مطلقاً ولا تهليل، ولكن انصتوا واتجهوا إلى الوطن، والوطن وحده. أرجو أن تنصتوا حتى أتحدث إليكم.. مش عايزين هتاف من فضلك.. جمال مش عايز هتاف من فضلك.. إخوانا اللى بيهتفوا يقعدوا.. إخوانا اللى واقفين قدام.. اقعد من فضلك.. اقعد من فضلك.

أيها الإخوان:

فى هذا الاحتفال بالعيد الثانى للثورة أرجو أن تثبتوا أنكم قد فهمتم أهداف الثورة، وتتمسكون بها.. إخوانا اللى واقفين هناك اقعد من فضلك.. اقعد هناك من فضلك.. اقعد.. إخوانا اللى فى الوسط هناك من فضلك.. هذا - يا إخوانى - هو المظهر الذى يليق بكم، وإنى أشكركم وأرجو أن تستمعوا وتنصتوا.

أيها المواطنون:

أحييكم، وأهنئكم، وأهيب بكم وأجدد العهد لكم.. أحييكم تحية ملؤها الحب والإعجاب بكم.. تحية تستيقظ فيها ذكريات جهادكم وجهاد أجدادكم من أجل حريتكم، ومن أجل كرامتكم، وأهنئكم بالعيد الثانى لثورتكم؛ ثورتكم التى عملتم لها سنين طويلة، وبذلتم فى سبيلها تضحيات ثقيلة، وارتقبتم انبلاج نهارها وشبوب نارها فى صبر المؤمن، وإيمان الواثق بحقه وبالله العلى العظيم. وأهيب بكم أن تضاعفوا الجهد وتواصلوا السعى، وأن توقنوا أن ثورتنا فى ٢٣ يوليو ليست إلا نقطة الابتداء دفنا فيها الماضى ليخرج المستقبل إلى النور؛ والمستقبل وديعة فى أيدينا، وأمانة فى أعناقنا.. إن شئنا جعلناه بهيجاً مشرقاً، وإن شئنا أحلناه حزيناً مخزياً.

وأجدد العهد باسمى واسم إخوانى على أن نكون لكم وبكم.. أن نكون خداماً لوطنكم، يسهرون من أجل أولادكم ويشقون فى سبيل مجدكم، إن طمعوا ففى شرف الخدمة، وإن زاحموا ففى سبيل العمل الصالح، متأسين بقول خاتم الرسل والنبيين: "اللهم أحينى مسكيناً وأمتنى مسكيناً واحشرنى فى زمرة المساكين". أجدد العهد أن نكون كما كنا؛ لا سند لنا إلاكم، ولا مدد لنا إلا ثقتكم.

أيها المواطنون:

لقد دعوناكم فى أول ثورتنا أن تصبروا وأن تضحوا ببعض رغائد الحياة العاجلة، ورددنا على أسماعكم قول الله تعالى: (ولنبلونكم بشىء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين). (١)

والآن أدعوكم فى هذا العيد أن تبتهجوا وأن تفرحوا، وأن تنسوا فى مجد هذا اليوم الباهر متاعبكم وهمومكم، وأن تتزودوا منه بزاد من السرور والتفاؤل؛ لتعودوا إلى أعمالكم ولتستأنفوا من جديد كفاحكم أقوى عزماً وأكثر أملاً. وليس بدعاً - أيها الإخوان - أن نحتفل بانتصارنا وأن نجعله عيداً، فما من جيل خلا تاريخه من يوم يحتفل به، والمنتسبين إليه، وما من أمة إلا وخصت بعض أيامها المشهودة بالتكريم والإعزاز؛ إذ لابد للسائرين من وقفة يستريحون فيها وينظرون إلى الخلف ليروا كم قطعوا من الطريق، وليمدوا أبصارهم إلى الأمام ليحسبوا حساب ما بقى من السفر. وإن حق الأمة أن تحتفل بيوم من أيام انتصارها، فما أجدرنا نحن المصريين وأولانا بأن نجعل من ٢٣ يوليو يوماً نهز بموسيقاه وأهازيجه وخطبه وأناشيده وجموعه ومواكبه مشاعر أولادنا، ونحرك عواطف شبابنا لا لنقول لهم: إنهم أصبحوا أحراراً، بل لنهتف فى أعماق ضمائرهم: لقد بدأ طريق الحرية فامضوا إلى غايته واندفعوا إلى نهايته، وإياكم.. إياكم أن يغلبكم الغرور، وأن تحسبوا أن الزمن سالمكم وأن الحظ حالفكم، فإن العزة لا تبقى إلا بين ذراعى الأقوياء، والحرية لا تتبع إلا خطى الساهرين.

يتبع....
  #17  
قديم 23-07-2005, 10:47 AM
Ali4 Ali4 غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الوطن العربي - ومن القطر الفلسطيني تحديدا !
المشاركات: 2,299
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى Ali4
إفتراضي

أيها المواطنون:

نعم ما أحقنا بأن نحتفل بعيد صنعه كل فرد فينا؛ صنعه الفلاح والعامل بعملهما الطويل فى الحقل والمصنع دون جزاء عادل أو ثواب، وصنعه الطلاب والشباب الذين استشهدوا فى ثوراتنا فى القرن التاسع عشر، وفى ثورة ١٩، وفى ثورة ٣٥، صنعه أبطالنا المغاوير الذين بذلوا المهج والأرواح فى فلسطين، صنعه إخواننا السودانيون الذين ماتوا ميتة الشرف والفخار سنة ٢٤.

إذ لولا هذه التضحيات، ولولا تعاون الأجيال جيلاً بعد جيل لما كان الفجر الذى طلع علينا بنوره فى٢٣ يوليو. نعم ما أحقنا بأن نحتفل بعيد ٢٣ يوليو ونحن الذين فرض علينا الطغاة والمستبدون أعياداً لا تمت إلينا، ولا تحرك عاطفة فى وجداننا؛ لأنها أعياد انتصارهم علينا وإذلالهم لنا واسترقاقهم لفلاحينا وعمالنا؛ ولذلك كانت هذه الأعياد حزينة كئيبة، حتى أصبح العيد عندنا عنواناً على الألم، ومثاراً للحزن. أما اليوم فالعيد هو مصدر لسعادتنا نتبادل فيه التهانى والتحايا، ونشعر فى ظله بشعور الأخوة القوية والوحدة الوطنية، ويقول كل منا لأخيه: أخى لنجعل حياتنا أعياداً، ولنقف متراصين؛ حتى لا يغلبنا الماضى فيسترد ما أخذناه، ويستعيد ما كسبناه.

أيها المواطنون:

لقد نسى بعضنا الماضى، ونسى ما كنا نكابده منه، وهذا النسيان أخطر علينا من أعدائنا؛ فإن أعدائنا نعرفهم ومظهرهم وحده يحفزنا إلى دوام اليقظة، أما النسيان فيسلمنا إلى الاسترخاء والاستسلام؛ لذلك يجب أن تذكروا صوراً من الماضى الرهيب لتمدكم بإيمان جديد بالثورة يزيد الثورة تمكيناً وقوة، يجب أن تذكروا أن ألفين من الملاك كانوا يملكون من الأرض الزراعية أكثر من مليون و٢٠٠ ألف فدان، بينما يملك ٧٢% من الملاك الزراعيين مالا يزيد عن ١٣% من الأراضى الزراعية؛ أعنى أن ألفين من الملاك يملك كل واحد منهم فى المتوسط نحو ١٠٠٠ فدان وثلاثة ملايين من الفلاحين لا يبلغ ما يملكه الواحد منهم فداناً واحداً، وليس لهذا إلا نتيجة واحدة هى أن صغار الملاك يعيش كل منهم على دخل ربع فدان واحد. ويكمل هذه الحقائق المروعة أننا نزيد فى العام الواحد بمقدار ثلث مليون؛ أى أننا نزيد فى كل ثلاثة أعوام مليوناً، بينما أن الأرض الزراعية التى نعيش عليها ونأكل من محاصيلها لا تزيد بل تنقص.

كانت - أيها المواطنون - هذه الحقائق لدولة تفكر وتعى وتشعر أشبه شىء بقنبلة زمنية لابد أن تنفجر فى وقت ما؛ لأن عقارب الساعة فيها تسير نحو لحظة الهلاك سيراً منتظماً. ولكن الدولة كانت تنظر بملء الارتياح والسرور إلى ملايين جديدة من الفقراء تدخل إلى جحيم الحياة فى مصر ليكون حظها المرض والعمى، ولتضاف إلى جيش المتسولين والعجزة الذين يحملون معهم جراثيم السخط والانهيار. كانت الدولة مشغولة عن تدبير مستقبل هذه الملايين الجديدة بإرضاء مليك البلاد وسيد العباد وسبط رسول الله فاروق الأول، كانت الأحزاب والزعماء وكانت الأقلام والألسنة مشغولة بالتسبيح بحمده ورفع آيات الولاء والعبودية لسيادته، وكانت ميزانية الدولة صدى لشهوات هؤلاء الحكام لا تمثل حاجياتها لهذه الملايين من الفقراء والمتسولين، ولا تعرف شيئاً عن مرضهم، ولا عن جهلهم، ولا عن الجحيم الذين يتقلبون بين نيرانه. (هتاف).

إخوانى:

لقد قلت لكم إننا لا نريد هتافاً ولا تهليلاً، ولكن نريد أن تفهموا.. لا نريد هتافاً.. طالما هتفتم طويلاً.. لا نريد هتافاً ولا تهليلاً.

أيها المواطنون:

كانت ميزانية الدولة تنفق على يخوت الملك وقصوره، وعلى الشوارع التى تتشرف بسيره فيها أو بسير حاشيته وبطانته والسادة الذين كانوا يأكلون فتات موائده من الزعماء والوزراء، ولكن حكمة الله قد قضت بأن يهدد فقر الفقراء أمن الأغنياء فيسلبهم الطمأنينة ويحرمهم الراحة؛ ولذلك كان لابد للدولة التى انقلب الحال فيها، وساء توزيع الثروة بين أبنائها - كمصر قبل يوليو٥٢ - أن توزع على المحرومين والمطرودين من رحمة المجتمع مخدرات تسكن آلامهم. وقد سار العهد المنقرض على هذه السياسة؛ فخلق رواجاً مصطنعاً بالعبث فى سوق القطن، وقد نجم عن ذلك ما تعرفونه، وما كشفت عنه القضايا التى نظرتها محكمة الثورة، والغدر من ارتفاع سعر الأقطان المتوسطة التيلة على سعر الأقطان الطويلة التيلة، وأسفرت هذه العملية الخاسرة غير المشروعة عن إفلاس الخزانة العامة، وتهديد البلاد بالخراب الشامل.

أيها المواطنون:

لا تظنوا أننا نرسم لكم صورة من خيالنا فإن الأرقام وحدها هى التى ترسم هذه الصورة، وليس أصدق من الأرقام ولا أكثر نزاهة، ولقد ورثت حكومة الثورة ميزانية بلغ العجز فيها ٥٥ مليوناً. وقد كنا إزاء هذا العجز بين أمرين أحلاهما مر؛ كنا بين أن ندع هذا العجز يتفاقم ويشتد، فى مقابل أن نعطى الناس بعض ما يلزمهم من الخدمات العاجلة؛ مثل المستشفيات والمدارس والطرق، وبين أن نقتصد قليلاً ونتقشف لندرأ عن بلادنا الخراب الشامل، ولنرد ماليتنا إلى النقاهة، ولنضع أساساً جديداً لسياسة مالية إنتاجية تخلق لنا موارد جديدة. ولقد دعوناكم إذ ذاك إلى الاحتمال والصبر، وإلى الاقتصاد والتقشف، وزدنا - مضطرين كارهين - أسعار بعض الحاجيات، وأنقصنا علاوات الموظفين فترة قصيرة. ويعلم الله أننا فى ذلك الحين كنا أشبه شيئاً بالوالد الذى يجرع ابنه الحبيب الدواء وهو يتألم، ولكنه يعلم أن فى هذا ما ينقذ حياة وليده.

ولقد وعد الله الصابرين بالفرج، ولقد واتانا الفرج حقاً، وواتانا بأسرع مما كنا نرجو، فلقد وازنا الميزانية فى سنة ٥٣، فما جاءت سنة ٥٤ حتى وضعنا ميزانية تهدف إلى الإنعاش، وتتسم بطابع التقدم، وتوازن بين الخدمات وبين الإنتاج.. الخدمات التى تخفف متاعب الحياة وتزيدها راحة، والإنتاج الذى يزيد من مواردنا ويجعلنا أقدر على منح نصيب أكبر من تلك الخدمات للشعب.

ولقد كان إلى جانب عجز الميزانية البالغ قدره ٥٥ مليوناً عجز فى الميزان التجارى بلغ فى سنة ٥٢ (٨١) مليوناً، فمازالت حكومة الثورة تعالجه حتى هبط فى نهاية ٥٣ إلى ٣٨ مليوناً، ثم أسفر فى الأربعة الأشهر الأولى من عام ٥٤ عن فائض؛ أى زيادة قدرها ١٤ مليوناً. (هتاف).

وكان العجز فى ميزان المدفوعات عام ٥٢ (٥٥) مليوناً من الجنيهات أيضاً فهبط فى نهاية ٥٣ إلى ٨ مليون جنيه، وينتظر أن يتوازن فى سنة ٥٤. وكان مجموع أرصدة العملات الأجنبية الحرة مقومة بالجنيه المصرى عام ٥٢ (٤٤) مليوناً فأصبح فى يوليه ٥٤ (٥٥) مليوناً من الجنيهات، منها ٣٥ مليون بالجنيه الإسترلينى.

أيها المواطنون:

لم يكن الخراب الذى هيأتنا له سياسة الأحزاب والزعماء الذين كانوا يعملون فى خدمة الملك قاصراً على إفلاس الخزانة، وخلو أيدينا من العملات الصعبة، والعبث بأقطاننا عبثاً صرف عملاءنا عنا، بل ارتفعت الأسعار فى الحرب العالمية الثانية بسبب المغالاة فى إصدار ورق نقد من غير عرض متناسب من السلع والخدمات، فبعد أن كانت الأرقام القياسية لأسعار الجملة سنة ٣٨ (٩٩) أصبحت فى ٤٤ (٣٠٠)، كما وثبت أسعار التجزئة من ١١٣ إلى ٣٠٦.

ولكن الحرب وضعت أوزارها منذ عشر سنوات، وكان المفروض أن تعمل الحكومات المتوالية على خفض أسعار المعيشة، ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث. أما حكومة الثورة فقد عملت من جانبها - على الرغم من شدة الظروف التى تعمل فيها - على ذلك الخفض، فانخفض الرقم القياسى لنفقات المعيشة من ٣٢٢ فى سنة ٥٢ إلى ٢٩٥ فى سنة ٥٣، ثم إلى ٢٨٠ سنة ٥٤، كما انخفض الرقم القياسى لأسعار الجملة من ٣٧٢ فى سنة ٥٢ إلى ٣٥٩ سنة ٥٣ و٣٤١ سنة ٥٤. ولن تهدأ حرب الحكومة على الغلاء مستعينة فى ذلك بنضج الشعب وحسن إدراكه، وبروح التعاون مع الحكومة التى ترتبط به وتعتمد عليه، والتى تريد له حياة طابعها الرخاء والسعة. (هتاف).

أيها المواطنون:

لقد ورثنا إلى جانب هذه التركة المثقلة - وأعنى بها الخزانة المفلسة، والميزانية غير المتوازنة - أداة للحكم أشبه ما تكون بالآلة القديمة التى أكل الدهر عليها وشرب، والتى لم تجد من يصلحها أو يرمم قصورها. والحق أن الرشوة، والمحسوبية، والصراع الحزبى، والأغراض الشخصية، وتسخير أداة الحكم فى قضاء أغراض الطبقة الحاكمة ومن يلوذ بها دون أفراد الشعب قد حطم الأداة الحكومية، وارتفع بتكاليف إدارتها إلى أبعد حد. ولذلك كان من واجب حكومة الثورة أن تنظر فى عيوب هذه الأداة لتصلحها، وتقيمها على قدميها، وتدفعها إلى الأمام، وتبث فيها حيوية، وتغير من الأساس الذى تقوم عليه ليشعر الشعب أن الحكومة فى خدمته، وأنها تلبى طلباته المشروعة فى نشاط وفى سرعة وبأقل عناء وبأقل جهد وبأقل مصروف.

ولقد كان من أولى الحقائق التى كشف عنها البحث أن الوزارات المختلفة لا تتعاون فى أداء الوظائف الملقاة عليها، بل إنها بعض الأحيان تعطل بعضها بعضاً، وتفسد إحداها عمل الأخرى، لا لأن روح التعاون مفقودة فقط، بل لأن التنسيق بين هذه الوزارات التى تهدف إلى غرض واحد معدوم. لقد كانت نقطة الابتداء فى هذا التمزيق أن توزع الوزارات إلى مجموعتين كبيرتين: إحداهما مجموعة وزارات الإنتاج، وثانيهما مجموعة وزارات الخدمات. وأولى المجموعتين هى التى تزيد موارد الدولة، وتقوم الثانية بتقديم خدمات صحية، أو تعليمية، أو اجتماعية، أو ثقافية، أو روحية. وقد أنشىء للمجموعة الأولى مجلس من وظائفه أن ينسق بين أعمال الوزارات، ويرسم سياسة الإنتاج الطويلة والقصيرة، هو المجلس الدائم لتنمية الإنتاج القومى، وأنشىء للمجموعة الثانية مجلس، هو المجلس الأعلى للخدمات.

يتبع......
  #18  
قديم 23-07-2005, 10:48 AM
Ali4 Ali4 غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الوطن العربي - ومن القطر الفلسطيني تحديدا !
المشاركات: 2,299
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى Ali4
إفتراضي

ومن حقكم - أيها المواطنون - أن تعرفوا شيئاً عن أعمال المجلسين خلال الشهور القليلة التى يتكون منها عمر كل منهما. لقد كان أكبر مصائبنا فى العهد الماضى أننا نعيش على موارد محدودة لا تزيد، فكنا أشبه شيئاً بأسرة يتزايد عدد أعضائها ويبقى دخلها ثابتاً لا ينمو. ولقد أهملت حكومات العهد الماضى مشروعات الإنتاج عن جهل حيناً وعن عمد حيناً؛ وذلك لأن مشروعات الإنتاج تحتاج بعد الدرس إلى صبر، وإلى مثابرة، والحكومات كانت تفضل أن تسكت الناس بقليل لا يدوم على أن تقوم بأعمال طويلة العمر عظيمة النفع، قد لا يتم تنفيذها فى عهد الوزارة التى بدأتها، وبذلك يعود الفضل فيها إلى غيرهم.

ولقد أرادت حكومات العهد الماضى أن تقلد فى الظاهر ما تتبعه الحكومات الرشيدة التى تهدف إلى خدمة الشعب، بوضع مشروعات إنتاجية تنفذ فى عدد معين من السنوات - غالباً ما تكون خمسة - فوضعت مشروعاً اسمه "برنامج الخمس سنوات" قدرت لتكاليف تنفيذه ٢٦ مليوناً، زادت إلى ٣٧ مليوناً. وقد مضت السنوات الخمس دون أن يصرف من هذا المبلغ سوى ١٨ مليوناً، وكان الصرف شاملاً لمشروعات الإنتاج والخدمات معاً، ولم يزد فى السنة الواحدة لمشروعات الإنتاج عن مليونين من الجنيهات، بينما اعتمد لمشروعات الإنتاج فى ميزانية هذا العام - عام ٥٤/٥٥ - ٤٣ مليوناً من الجنيهات. (هتاف).

مش عاوزين هتاف، عاوزين نفهم.. من فضلك أرجو منكم عدم الهتاف.. وقلنا من الأول ان احنا مش عاوزين حد يهتف لنا، واحنا جايين هنا علشان تفهموا مش علشان تهتفوا لنا. (هتاف).

أما المشروعات العامة والخاصة الرئيسية التى يتضمنها برنامج الخمس سنوات الذى وضعه مجلس الإنتاج فتبلغ تكاليفه حوالى ٢٠٠ مليون من الجنيهات، بمعدل ٤٠ مليون فى السنة الواحدة. وهذا الانفاق والاستثمار سيؤديان - بإذن الله - إلى زيادة الدخل القومى بما يساوى ٢٠٠ مليوناً من الجنيهات، زيادة عما كان عليه عام ٥٢، كما سيترتب على تنفيذ المشروعات تشغيل عدد عظيم من الأيدى العاملة لن يقل عن ٣٠٠ ألف عامل فى السنة الواحدة.

ولن أحدثكم - أيها المواطنون الأعزاء - عما ننوى عمله؛ فقد شبعتم حديثاً عن الأمانى، واتخمتكم الوعود، بل سأحدثكم عما فعلناه حقاً. فمن أجل التوسع الزراعى بدأنا فى العام الماضى مشروعاً لاستصلاح ٣١١ ألف فدان، ولتحسين الصرف فى ٣٠٧ ألف فدان، وحددنا لإنجاز المشروع كله مدة لا تتجاوز ٤ سنوات، واعتمدنا له ١١ مليون و٧٢٠ ألفاً. وقد بلغ ما أنفق فعلاً حتى نهاية يونية ٥٤، مليون و٤٠٠ ألف من الجنيهات، وسيتزايد الإنفاق فى تنفيذ هذا المشروع عاماً بعد عام.

ويسرنى أن أنوه فى هذا المكان بالجهد العظيم الذى بذل فى إنشاء مديرية التحرير التى تعمل على تعمير الصحراء، وجذب نشاط الشباب إلى ناحية كانت إلى الأمس القريب مهجورة منسية لا يفكر فيها أحد. وقد كان لزاماً علينا أن نزيد - إلى جانب استصلاح الأراضى الجديدة - القدرة الإنتاجية للأراضى المنزرعة فعلاً إلى الحد الأقصى فاعتمدنا ٣ مشروعات:

يهدف الأول منها إلى تعميم تقاوى القمح المنتقاة، وأدى ذلك إلى تدبير نحو ٢٩٠ ألف إردب من التقاوى الجديدة زادت غلة الفدان، الأمر الذى يعرفه الآن كل فلاح، فقد بلغ محصول القمح فى عام ٥٤ نحو ١١.٥ مليون إردب. وأحب أن أذكر هنا أن مصر قد استوردت فى السنوات ٥٠ و ٥١ و ٥٢ قمحاً قيمته أكثر من ٨١ مليوناً من الجنيهات، أما اليوم - أيها الإخوان - فإننا نعتمد على أنفسنا.

ويرمى المشروع الثانى إلى تدبير تقاوى الذرة الهجين التى تمتاز بزيادة غلتها عن الأصناف المحلية بما لا يقل عن الربع؛ وبذا ينتظر زيادة المحصول الإجمالى بنحو ٣ مليون إردب، مما قد يعين فى المستقبل على وقف استيراد الذرة كليةً، وخفض المستورد من القمح بما يعادل محصول الذرة.

يتبع
  #19  
قديم 23-07-2005, 10:54 AM
Ali4 Ali4 غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الوطن العربي - ومن القطر الفلسطيني تحديدا !
المشاركات: 2,299
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى Ali4
إفتراضي

أما المشروع الثالث فيهدف إلى إعداد التقاوى اللازمة لجميع المساحة المنزرعة أرزاً من نوع يزيد محصوله عن غلة التقاوى الحالية بأقل من الربع قليلاً، بما يحقق زيادة فى الإنتاج تقدر بنحو ١٥٠ ألف ضريبة. وتبلغ تكاليف المشروعات الثلاثة أكثر من ١٠ مليون من الجنيهات و٦٠٠ ألف.

ونظراً لزيادة نسبة الهندى، والهندى الهجين فى بذرة القطن الأشمونى، وحرصاً على سمعته العالمية؛ وضعت وزارة الزراعة مشروعاً بقصد تركيز زراعة الأشمونى فى منطقة المنيا، وتنقية هذه المنطقة من نباتات الطقس الهندى. وبإتمام هذا المشروع يسترد الدخل القومى نحو ٢ مليون ونصف مليوناً من الجنيهات، هى قيمة الخسارة الناتجة من انخفاض مستوى القطن الأشمونى. ولمكافحة النقص فى الغلال الذى كان يكبدنا سنوياً مليوناً من الجنيهات، دعيت الشركات العالمية إلى تقديم عروض لإقامة صومعتين للغلال؛ إحداهما بالقاهرة وتسع ٤٠ ألف طن، والأخرى بالإسكندرية وتسع ٣٠ ألف طن. وقد قدمت الشركات عروضها فعلاً، ودرست، وقرر مجلس الوزراء اشتراك مجلس الإنتاج بمبلغ ١٠٠ ألف جنيه بصفة مبدئية، وبنك التسليف الزراعى والتعاونى بربع مليون جنيه فى شركة مساهمة مصرية لتنفيذ هذا المشروع الحيوى الذى يتكلف نحو مليون وربع مليون من الجنيهات.

أيها المواطنون:

هذا بعض ما قام به مجلس الإنتاج فى ميدان الزراعة، أما ما قام به فى ميدان الإنتاج الصناعى فقد تناول أكثر من مشروع عظيم؛ تناول الحديد، وتناول الصلب، والجوت، وإطارات الكاوتشوك، والبطاريات السائلة، والورق، وكابلات الكهرباء، والمسامير، والمواسير. ولقد تألفت شركة تساهم فيها الحكومة ومجلس الإنتاج بـ ٣ ملايين من الجنيهات لإنشاء مصنع ينتج ٢٢٠ ألف طن من منتجات الحديد والصلب. وقد وصلت تصميمات هذا المصنع ورسوماته التنفيذية من ألمانيا، وسيدعى الشعب قريباً للمساهمة فى هذا المشروع الذى يتكلف ١٧ مليوناً من الجنيهات. وبذلك يشترك الشعب فى بناء صناعة من أضخم الصناعات، كما يشترك فى دحض هذه الفرية التى عمل الاستعمار طويلاً لترويجها وتثبيتها فى أذهاننا وقلوبنا؛ من أننا زراعيون لا نصلح للصناعة، وأن بلادنا تعوزها الخامات.

وعندما يرى الشعب هذه المصانع توجد الواحدة فى أثر الأخرى، وتدور عجلاتها، وتخرج للناس إنتاجها سيؤمن بالصناعة إيمانه بالزراعة، وسيقيم بلاده على هاتين الدعامتين اللتين بنى أجدادنا عليها مجدهم الغابر. وقد أرسلت الدعوات إلى الشركات العالمية لتقدم عروضها حتى يوم ١٥ أكتوبر لإنشاء مصنع ينتج ٢٧٠ ألف طن من سماد النشادر، ويبلغ تكاليفه ٢٢ مليون من الجنيهات.

ويسرنى أن أشير إلى أن الحكومة قررت أن تضمن حداً من الربح فى هذه المشروعات. وقد وافق مجلس الوزراء على العرض المقدم من إحدى الشركات المصرية لإنشاء مصنع لإطارات الكاوتشوك لسد حاجة الاستهلاك المحلى. كما قررت الحكومة إعفاء المواد الخام اللازمة لصناعة البطاريات السائلة؛ وذلك لتشجيع الشركات على إنشاء هذه الصناعة؛ وبالفعل أخذت شركتان مصريتان فى إقامة المصانع اللازمة بالتعاون مع الشركات العالمية، وبدأ إنتاجها. ودعيت الشركات الأجنبية والمصرية إلى التقدم بعروضها لإنشاء مصنع ينتج ٣٠ ألف طن من ورق الطباعة والكتابة، ويتكلف إنشاؤه ٣ ملايين من الجنيهات، وفتحت العروض، ونستطيع القول: إن مصر ستصبح فى العام القادم وقد استكملت عدتها للاكتفاء الذاتى من الحرير الصناعى.

إن هذه المشروعات الصناعية التى أذكرها - على سبيل المثال - تبلغ تكاليفها ٥٠ مليوناً من الجنيهات، وهى تنفذ - بإذن الله - فى خمس سنوات، والتفكير فيها وتنفيذها هو دور حاسم وخطير فى الثورة الصناعية فى مصر.

أيها المواطنون:

إن حكومتكم وهى تفكر فى تصنيع البلاد فكرت فى توفير القوى المحركة اللازمة للصناعة لزومها للزراعة والنقل؛ ففى ميدان الكهرباء بدأت الحكومة فعلاً فى مشروع كهربة خزان أسوان، ومحطتى طلخا وإدفو، وتوسيع محطة شمال القاهرة، وهى مشروعات تقيمها الدولة وتمولها بنحو ٤٠ مليوناً من الجنيهات. وسيتم تنفيذ عمليات إدفو وطلخا فى سنة ٥٤، وشمال القاهرة فى سنة ٥٥، وجنوب القاهرة بوحدتيها فى سنتى ٥٧ و٥٨ إن شاء الله، أما كهربة خزان أسوان فتنتهى فى أوائل سنة ١٩٥٨. وببدء تنفيذ مشروع كهربة خزان أسوان انتهت مآسى الحكم البائد الذى اتخذ من هذا المشروع الحيوى خلال سنين طويلة وسيلة للمضاربة الحزبية، ضيعت على البلاد ثروة عظيمة، ورفعت من تكاليف تنفيذه أربعة أضعاف.

أما ميدان الإنتاج البترولى فقد ظفر بعناية حكومة الثورة التى عقدت العزم على تنمية ثروة البلاد من هذا الوقود الحيوى؛ فمنحت امتياز استغلال بئرى وادى فيران، وبدأ الإنتاج فعلاً فى إحدى البئرين. وأعطيت امتيازات البحث والكشف فى الصحراء الغربية لأول مرة لـ٢ من الشركات العالمية، ويقدر الخبراء أننا سنكون قادرين على إنتاج ما يلزمنا من البترول، وليس هذا بالشىء القليل فقد أنفقت مصر فى سنة ٥٢ على استيراد البترول ١٢ مليوناً من الجنيهات.

أما عملية توسيع معمل التكرير الحكومى فقد عولجت بعد أن بقيت تتعثر من سنة ٤٨، شأن جميع المشروعات الحيوية فى العهد الماضى؛ وقد تم تركيب الوحدة الرئيسية للتكرير فى هذا الشهر، ويتم تركيب الوحدة الثانية قبل انتهاء العام الحالى، وبذلك ترتفع كفاءة المعمل على التكرير من ٣٠٠ ألف طن إلى مليون و٣٠٠ ألف طن.

وقد بقيت مصر متخلفة عن التطور العالمى فى نقل المنتجات البترولية؛ إذ درجت على نقل تلك المنتجات من السويس إلى القاهرة بواسطة الصنادل النهرية، وبواسطة السيارات، وبواسطة السكك الحديد، فرأت حكومة الثورة مد خط للأنابيب، ورسى العطاء فعلاً على إحدى الشركات الإيطالية لتنفيذه خلال اثنى عشر شهراً، وهو رقم قياسى فى التنفيذ. ولكى أقرب لكم فائدة هذا المشروع أقول لكم إن أجرة نقل الطن من المازوت ستهبط بفضله من ١٠٠ قرش إلى ٣٥ قرشاً . وقد رأى مجلس الإنتاج أن خطة التنمية الاقتصادية لا يمكن أن تتكامل عناصرها أو تسير نحو أهدافها إلا إذا صحبها برنامج منسق مطرد للمواصلات على اختلاف أنواعها. وقد بدأنا فعلاً فى العام الماضى برنامجاً للطرق البرية، ينفذ على عامين، ويبلغ طول الطرق الداخلة فى نطاقه حوالى ثلاثة آلاف من الكيلومترات، ورصد لذلك ٦ مليون جنيه، ثم زيد هذا الاعتماد أخيراً ٣ ملايين أخرى.

كما أقر المجلس البرنامج الخاص بإنشاء وتوسيع شبكة التليفونات والتلغراف، بإضافة ٦٣٠ ألف خط خلال خمس سنوات، وتتكلف هذه العملية ٢٠ مليوناً من الجنيهات. أما السكة الحديدية فقد احتملت خلال الحرب ضغطاً شديداً دون أن يعقب ذلك أى اهتمام بعمليات التجديد فيها، ولذلك اعتمدت حكومة الثورة لهذه العمليات فى السنوات الخمس ١٤ مليوناً و٢٥٠ ألفاً من الجنيهات، رصد منها فى ميزانية هذا العام ثلاثة ملايين و٦٩٥ ألف جنيه.

ولابد لى أن أقول لكم كلمة خاصة على مشروع كهربة خط حلوان، فقد أقرت حكومة الثورة فى مستهلها هذا المشروع الذى لم يكن أسعد حظاً من غيره من المشروعات التى تاق الرأى العام إلى تحقيقها، فقد كان يؤجل ويقف، ثم يعدل عنه، ثم يستيقظ لينام، ثم ليموت، ثم تتكرر المعجزة فيبعث إلى الحياة، حتى ظن الناس أن هناك تعويذة سحرية تحول دون تنفيذه.

لذلك أرادت حكومة الثورة أن تقضى على هذا الوهم، وأن تبعث فى المصريين ثقتهم بحكومتهم، فنفذت المشروع، واعتمدت له مبلغ ٣ ملايين من الجنيهات و٧٣٠ ألفاً، وعهدت بتنفيذه إلى ٤ شركات دائبة على العمل فيه مستعينة بـ١٣٥٠ عامل يشتغلون فيه يومياً، وقد بلغت قيمة ما قبضوه من الأجور حتى اليوم مائة ألف جنيه.

يتبع...
__________________


إن حرية الكلمة هي المقدمة الأولى للديمقراطية - جمال عبد الناصر


* ما اخذ بالقوة لا بد ان يسترد بالقوة

*وما نيل المطالب بالتمني ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال ... اذا الاقدام كان لهم ركابا

Ali_Anabossi@hotmail.com


اضغط هنا
  #20  
قديم 23-07-2005, 10:54 AM
Ali4 Ali4 غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الوطن العربي - ومن القطر الفلسطيني تحديدا !
المشاركات: 2,299
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى Ali4
إفتراضي

أيها المواطنون:

لقد سمعتم منى اليوم أرقاماً كثيرة، وقد فعلت ذلك عن عمد، فقد كانت خطب الماضى صراخاً فى الهواء، كانت فراراً من مواجهة المشاكل، كانت لعباً بالألفاظ، وكان الناس يتغذون بالكلام ويستعذبونه غير شاعرين بما تدبره حقائق الحياة المريرة من مخاطر تبتلعنا، ومزالق تفضى بنا إلى قرار سحيق.

أريد منكم، ومن شبابكم بصفة خاصة أن يحتملوا سماع الأرقام وأن يفكروا فيها، وأن يحاسبونا على الملاليم والجنيهات، وأن يقيسوا أعمالنا بالأمتار والأطنان والأرطال، فنحن نبنى ونقيم، نحن نؤسس، نحن نوسع ونرسم، وهذا كله عمل شاق يحتاج إليكم، ويحتاج إلى معونتكم، ويحتاج إلى إيمانكم، يحتاج إلى تعاونكم، ويحتاج إلى ثقتكم، ولسنا نود أن نشترى ثقتكم الغالية وتعاونكم المنشود بثمن بخس؛ وإنما نريد أن ندفع فيه عرقاً يتصبب من الجبين، وسهراً مراً، وعملاً متصلاً. ونحن ندفع هذا الثمن راضية قلوبنا، طيبة نفوسنا؛ لأننا نعرف أن من ورائه مجداً لهذه الأمة، وعظمة لهذا الشعب، وكرامة لهذا الوطن الذى نفتديه بالمهج والأرواح. (هتاف متواصل).

أيها المواطنون:

أرجو أن نكف عن الهتاف.. أرجو أن نكف عن الهتاف..

أيها المواطنون:

قد يكون الحديث عن الجيش هو أقرب الموضوعات إلى القلب والذهن بعد الحديث عن عظمة الشعب ومجد الوطن، وبعد الكلام فى الصناعة والمصانع؛ فالجيش - أيها الإخوان - عنوان شرف الأمة، وهو قبضتها التى تضرب بها المهاجمين، وتلوح بها فى وجه المتربصين، وهو أخر الأمر خلاصة ما فى الشعب من قوة وثروة وعلم وأخلاق، فلن يكون فى أمة ضعيفة جيش قوى، ولن يكون جيش ضعيف فى أمة قوية. والجيش فى كل بلد متحضر ليس ثكنة أقيم بينها وبين الشعب جدار عال، بل هى جامعة مفتوحة الأبواب لطبقات الشعب جميعاً، تعلمهم وتصقل أبدانهم وترفع مستوى أرواحهم، لا تعلمهم النظام والطاعة وضبط النفس والتضحية فحسب، بل تعلمهم فوق ذلك حب البحث، وتدعوهم إلى القراءة، وتؤكد لهم أن الجيوش لا تنتصر إلا بفضل علم العلماء العاكفين فى معاملهم، وخلف مجاهرهم ومخابرهم، وبفضل جهد كل فرد عامل فى الأمة.

ولقد عرف الاحتلال ذلك فكان أول ما فعله أن قوض المصانع الحربية وهدمها، وأحال واحداً منها هو الحوض المرصود إلى مستشفى للعاهرات؛ إسرافاً منه فى التنكيل بالمجد المصرى، ومبالغة فى وضع شارات العار محل شارات العزة والشرف؛ ولذلك لن أحدثكم اليوم فى صدد الجيش إلا فى المصانع الحربية؛ لأنه أبلغ حديث فى هذا المعنى، ولأنه حديث الحقائق الملموسة التى تمسك بها اليد، وتحيط بها الجوارح. ففى يوم الاثنين ٢٦ يوليو سنة ٥٤ سيفتح مصنع للذخيرة الصغيرة، وفى يوم الأربعاء ١٤ أغسطس سنة ٥٤ سيفتح مصنع للذخيرة المضادة للطائرات، وفى يوم الخميس ٢٣ سبتمبر سنة ١٩٥٤ سيفتح مصنع للأسلحة الصغيرة، وفى يوم السبت ٣ أكتوبر سنة ١٩٥٤ سيفتح مصنع للأجزاء التكميلية للذخيرة، وفى يوم السبت ٢٣ أكتوبر سنة ١٩٥٤ سيفتح مصنع آخر كبير للذخيرة الصغيرة، وفى يوم الخميس ٢٣ ديسمبر سنة ١٩٥٤ سيفتح مصنع للخامات اللازمة للمصانع الحربية.

أيها المواطنون:

هذه هى المصانع التى رؤى التعجيل بها، أو التى قدر أن تكون صاحبة السبق فى الظهور، وقد تم إنشاؤها وحددت تواريخ تشغيلها. على أن العمل جار فى إنشاء مصانع حربية كبيرة أخرى ستلى فى الدور المصانع التى ذكرتها لكم، ومن تلك المصانع المصنع الكبير للذخيرة الثقيلة الذى سيحتفل بإرساء الحجر الأساسى له فى يوم الاثنين ٢٣ أغسطس سنة ٥٤. (هتاف).

أرجو أن نكف عن الهتاف.. أرجو أن نكف عن الهتاف..

أيها المواطنون:

لقد قلت لكم إننى أخاطب عقولكم؛ ولذلك أرجو أن نكف عن الهتاف، وأن نستمع ونفهم ما نقول.

ويسرنى أن أعلن لمن لم يعرف بعد، أمرين يرضيان كبرياء المصرى الواثق من المستقبل:

أولهما، أن مصنع تعبئة الذخيرة قد بدأ فعلاً فى الإنتاج، وستفتح فيه قريباً أقسام جديدة تزيد فى مجموعها عن معدات المصنع الحالية.

وثانى الأمرين، أن مصنعاً لطائرات التدريب قد أنشىء ونجح نجاحاً تاماً؛ فقد قدم لكلية الطيران الحربى باكورة إنتاجه من أسراب الطائرات، وقد تخرجت هذا العام الدفعة الأولى من الطيارين المصريين الذين تم تدريبهم على طائراتنا المصرية.

أيها المواطنون:

ومما يجب الوقوف عنده والانتباه إليه...

يتبع...
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م