مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 02-09-2001, 10:27 AM
mojahid mojahid غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
المشاركات: 522
Post وأن النصر مع الصبر

وأن النصر مع الصبر
بقلم : المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الأستاذ مصطفى مشهور

يشفق كثير من المخلصين على إخواننا الفلسطينيين عندما يقارنون بينهم وبين عدوهم الصهيوني، فهم أقل عدداً وهم شعب أعزل لا جيش له ، وعدوهم كلهم عسكريون رجالا ونساء ، وهم يتسلحون بالحجارة وبعض البنادق، وعدوهم يمتلك احدث الأسلحة الأمريكية الفتاكة المدمرة وأرقى التقنيات العسكرية ، وهم محاصرون من كل جانب ، وعدوهم يحاصرهم ويقطع عنهم كل مقومات الحياة ويدمر منازلهم ويقتلع مزروعاتهم ويعمل فيهم آلة القتل والتنكيل والتعذيب ليل نهار ورغم هذا الظلم البين والوحشية البشعة يتمتع الصهاينة بتأييد الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوربى بالإضافة إلى هيمنة على أجهزة الإعلام الغربية قادرة على قلب الحقائق ونشر الأكاذيب وغسل الأدمغة ولذلك حق لهؤلاء المخلصين أن يشفقوا بيد أن هذا هو منطق الحسابات إلا أن هناك منطقا آخر ينظر بنور الله ويستوعب دروس التاريخ ويستمد حيثياته من الحق (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ..) أصحاب هذا المنطق يستحضرون مشهد المسلمين الأوائل فى مكة وهم يسامون سوء العذاب وتفيض أرواحهم تحت التعذيب وهم يحاصروهم فى شعب أبى طالب ثلاثة أعوام كاملة حتى يضطروا أن يأكلوا أوراق الشجر وهم يطردون من بلادهم ويستولى المشركون على دورهم وأموالهم ويكاد أصحاب هذا المنطق يستمعون إلى صوت الوحى وهو يقرأ على النبي صلى الله عليه وسلم (إن الذي فرض عليك القران لرادك إلى معاد ) ثم يتحقق هذا الوعد يوم فتح مكة حينما يجمع المصطفى صلى الله عليه وسلم المشركين قائلا لهم : ما تظنون أنى فاعل بكم ؟قالوا: خيراً ، أخ كريم وابن أخ كريم، فيقول عليه الصلاة والسلام : اذهبوا فانتم الطلقاء .

ويتذكر أيضا أصحاب هذا المنطق الحروب الصليبية التى دارت رحاها فى بلاد الشام وما حولها لمدة قرنين من الزمان واستولى خلالها الصليبيون على مساحات شاسعة أقاموا عليها ممالك قوية واستولوا على بيت المقدس ما يقرب من تسعين عاما وخلال هذه الفترة قتلوا ملايين المسلمين وطردوا ملايين آخرين ولكنهم لم ينعموا بالهدوء إلا قليلا حتى تحاملت الأمة على جراحها ولملمت أطراف عزيمتها وهبت للجهاد فى سبيل الله وخاضت آتون المعارك وبذلت الأرواح والدماء سخية لاستعادة الأرض وتطهير المقدسات وصبرت على لأواء الحرب فتنزل عليها نصر الله (وكان حقا علينا نصر المؤمنين) فتساقط قادة الفرنجة اسرى فى أيدى المسلمين يطلبون الرحمة ويبذلون الفدية مقابل الخلاص فعاملهم صلاح الدين الأيوبى كأحسن ما تكون المعاملة وارقى ما تكون الأخلاق.

ويستحضرون من التاريخ الحديث معركة تحرير الجزائر التى زعمت فرنسا أنها جزء لا يتجزأ منها وشرعت فى فرنستها لغة وقانونا وسلوكا واستيطانا فما كان من جماعة العلماء إلا أن حرضوا الناس على الجهاد فى سبيل الله لتحرير البلاد من المحتل الغاصب فهب الشعب عن بكرة أبيه بقليل من السلاح والعتاد يحارب الإمبراطورية الثانية على مستوى العالم وتعرض لحرب إبادة باطشة ولوحشية دونها وحشية السباع أودت بحياة مليون ونصف المليون شهيد ورغم هذا لم تلن لهم قناة ولم تخضد لهم شوكة حتى اضطر المستعمر الدخيل إلى أن يحمل عصاه ويرحل مخزيا مدحورا .

ويرون قوات العدو الصهيونى وهى تفر كالجرذان المذعورة رغم أنها مدججة بالسلاح أمام مئات من جنود حزب الله فى جنوب لبنان الذين استرخصوا المهج والأرواح فى سبيل الله ذلكم هو منطق الإيمان والشهادة والصبر الذي هو طريق النصر كما قال تعالى : ( قال الذين يظنون انهم ملاقوا الله كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين ) وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم : (واعلم أن النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا ) وكما قال الشاعر :

من عظم فيما يتقيه اصطباره فقد عظم فيما يرتجيه مناه

واليوم تتكرر الملحمة وتتجسد صورة البطولة فى اسمى تجلياتها فى شعب فلسطين الصامد الصابر المرابط دفاعا عن الأرض المقدسة فبعد أن ظن العدو الصهيونى ومن ورائه الغرب الظالم أن امتنا أصبحت جسدا هامدا وانه قد حان وقت تنفيذ المخططات الشيطانية والأطماع العنصرية فى الاستيلاء على فلسطين كلها وطرد شعبها وهدم المسجد الأقصى لبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه والهيمنة على المنطقة تمهيدا لمزيد من التوسع نحو الفرات والى النيل إذا بالشعب الفلسطينى البطل يثور وينتفض ويبعث روح الإيمان والجهاد والصبر والثبات فيقلب الموازين والحسابات ومنذ أحد عشر شهرا وهو يغذي نار انتفاضته الباسلة بوقودها من المجاهدين والاستشهاديين دون ضعف ولا ضجر فيسقط حكومة باراك ثم يراهن الشعب الصهيونى على سفاحه الدموي شارون الذي وعدهم بإخماد الانتفاضة خلال مائة يوم وإجبار الفلسطينيين على الاستسلام راكعين ولقد صرح هذا الطاغية بأن على العرب أن يستسلموا لأنهم هزموا فى كل المعارك وهاهى المائة يوم تنتهي وتوشك المائة الثانية أيضا أن تنتهي ونرى الشباب الفلسطينى الاستشهادي يفجر فى قلب الكيان الصهيوني فى القدس وفى حيفا ومن قبل فى تل أبيب وفى ناتنيا وغيرها كما نرى الصبيان الذين لم يناهزوا الحلم بعد يتسابقون على الشهادة والرجال والنساء يفتخرون ويفرحون بأبنائهم الذين نالوها وأن أمة انبعثت فيها هذه الروح لن تنهزم بإذن الله أبدا وهكذا تنهدم نظرية الأمن بالقوة والبطش والإرهاب وينهال التراب على آمال الصهاينة فى أن يناموا مطمئنين فى ظل وعود شارون الكاذبة .

وإذا كان العدو يستغل العمليات الاستشهادية لمزيد من البطش أو لخلق حقائق جديدة على الأرض فيستولى على بيت الشرق وعدد من المؤسسات الفلسطينية فى القدس وما حولها من قرى وفى هدم البنى التحتية ومرافق الحياة بغية تهجير المقدسيين منها ضاربا عرض الحائط بكل الحقوق والمواثيق والشرائع التى تجرم هذه الأفعال ومستهينا بالإدانات اللفظية من هنا أو من هناك فان ذلك لن يزيد الانتفاضة إلا اشتعالا والفلسطينيين إلا إصرارا على نيل حقوقهم كاملة وبمنطق الشهادة الذي تعلموه من أسلافهم ( احرص على الموت توهب لك الحياة ) (ولا تحسبن الذين قتلوا فى سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون ) وفى المقابل فان عدوهم قد وصف فى القران الكريم (ولتجدنهم احرص الناس على حياة ومن الذين أشركوا يود أحدهم لو يعمر ألف سنة ..).

فعلى العرب والمسلمين أن يعوا الدرس ويتحملوا مسئوليتهم تجاه القضية المقدسة فيلتمسوا أسباب القوة المعنوية والمادية وأولها قوة الإيمان وحب الشهادة الصبر على المكاره والترفع على الدنيا (يا أيها الذين آمنوا مالكم إذا قيل لكم انفروا فى سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا فى الآخرة إلا قليل ) فيجب تربية الأفراد والشعوب على هذه المبادئ وثانيها قوة الوحدة والترابط وهذا يقتضى المصالحة بين الشعوب والأنظمة بإطلاق الحريات والالتزام بالشورى والقضاء على الاستبداد والفساد وإقامة العدل وإعطاء الحقوق ثم إزالة أسباب الشقاق والخلاف بين الحكومات وتطبيق قرارات مؤتمرات القمم العربية والإسلامية (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) ( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا )وثالثها القوة المادية بالحض على العلم وتطبيقاته فى كل المجالات ولا سيما فى مجالات التسلح ( واعــــدوا لهم ما استطعتم من قوة ..) وفى مجالات الاقتصاد وإقامة السوق العربية الموحدة تمهيدا لسوق إسلامية موحدة واستخدام المصالح الاقتصادية للضغط على الولايات المتحدة والغرب لاتخاذ مواقف عادلة تجاه قضيتنا الأساسية فلسطين وأيضا اقتحام مجال الإعلام بقوة والإنفاق عليه بسخاء بغية تصحيح صورة القضية فى أذهان شعوب الغرب للتأثير على حكوماتها وإزالة آثار تضليل الأجهزة الصهيونية وأيضا من اجل نشر دعوة الإسلام وتصحيح المفاهيم عنه ويجمع ذلك كله تطبيق شريعة الإسلام التى تقيم العدل وتحمي الحق وتحارب الفساد فى الأنفس والمجتمع والحكومة ومؤسساتها وتدعم التقدم وتأخذ بأسباب القوة .

وأما واجبنا فلا ينبغي أن يقتصر على الإعجاب بالموقف البطولى للشعب الفلسطينى الصامد ولكن يجب أن يتعدى ذلك إلى الدعاء لهم بالتثبيت والنصر والجهاد معهم بالمال الذي يجب اقتطاعه ولو من القوت الضروري وبدعوة الحكومات لاتخاذ المواقف الداعمة للمجاهدين والخاذلة للمعتدين سياسيا وإعلاميا واقتصاديا بقطع العلاقات والمقاطعة الاقتصادية وبإلحاق الضرر بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية والغرب المتواطئ مع الصهاينة وبتعبئة الشعوب والاستعداد للمشاركة فى الجهاد حتى يأذن الله وهذا أيضا واجب الأحزاب والنقابات وجميع مؤسسات المجتمع المدنى .

( كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وانتم لا تعلمون ) .
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م