مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 24-06-2005, 10:22 AM
الجلاد10 الجلاد10 غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2005
الإقامة: بلاد الله
المشاركات: 498
إفتراضي حـوار مع الـحـارس الشخصي لابن لادن ( عشر حلقات )

تنبيه :

* نحن حينما نضع هذا اللقاء لا يعني صحة معلوماته كلها أو تبنيها .

* أبو جندل متهم الآن من قبل بعض التيار الجهادي في اليمن بالعمالة للحكومة اليمنية .ونحن لا نثبت هذه التهمة أو ننفيها .

* نقلنا لكم المقابلة معه كاملة والتي أجرها الصحفي : خالد الحمادي (مراسل القدس العربي في صنعاء ) ونشرة في صحيفة ( القدس العربي ) .

* يمكن للإخوة إيضاح ما يرون أن أبو جندل قد خالف الحقيقة فيه ولكن بدون تجريح للذات .

*عدد حلقات الحوار عشر حلقات .

التوقيع :
ســـريـنـــا

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@




تنظيم القاعدة من الداخل كما يروي ابو جندل (ناصر البحري).. الحارس الشخصي لابن لادن





الحلقة الاولى

17 / 3 /2005م


السعودية وفرت المناخ الديني والاعلامي للجهاد الافغاني وانقلبت علي المجاهدين لخوفها من أثرهم
بن لادن استخدم الأراضي السعودية مكانا لاستقطاب عناصر القاعدة ولكن تحت غطاء دور الضيافة


بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001 كُتب الكثير والكثير وبعدة لغات عن تنظيم (القاعدة) الذي يتزعمه أسامة بن لادن، غير أن تلك الكتابات كلها كانت من خارج التنظيم ولم تعدُ أن تكون مجرد اجتهادات صحافية أو استندت علي تقارير استخباراتية،
قد يصيب بعضها ولكن قد يخيب أغلبها
.
ولذا حاولت القدس العربي التميّز والاقتراب من ذلك بإجراء هذه السلسلة المطوّلة من هذه اليوميات والذكريات للحارس الشخصي السابق لأسامة بن لادن، المعروف بلقب (أبو جندل) واسمه الحقيقي ناصر البحري، الذي حاولنا من خلاله فتح الأبواب المغلقة، وزيارة المملكة المحظورة، تنظيم (القاعدة)، والغوص في أغواره من الداخل عبر واحد من أهم العناصر الذين يكتنزون معلومات عميقة عنه وعن تركيبته التنظيمية.
وأبو جندل شاب غزير الثقافة، شديد الذكاء، محاور جيد، سريع البديهة، يبهرك بطرحه القوي كلما حاولت محاصرته بالاسئلة، ويتمتع بذاكرة حديدية، وفوق هذا كله مفتول العضلات، ولذا ربما كان اختياره لحراسة أسامة بن لادن ليس من قبيل الصدفة.
عاد من أفغانستان إلي اليمن قبيل عملية تفجير المدمرة الأمريكية (كول) في ميناء عدن عام 2000 بحوالي شهرين، ألقي القبض عليه عقب ذلك وأمضي في السجن اليمني سنة و10 أشهر، منها 13 شهرا في السجن الانفرادي.
يقيم حاليا في صنعاء، ويمارس حياة طبيعية فيها، يتجول بحرية في شوارعها ويمارس نشاطه المهني بكامل إرادته، غير أنه ربما ليس حرا من أعين (الرقيب) المحلي والخارجي، حيث يعيش تحت الإقامة الجبرية في العاصمة صنعاء ومحظور عليه الانتقال للعيش في المناطق اليمنية الأخري، كما أن اتصالاته تحت الرقابة الدائمة.
بعد محاولات متواصلة استمرت ستة أشهر لفتح هذه الملفات، تعاقبت خلالها عمليات رفض مستمرة من قبل الأجهزة الأمنية لذلك، ثم الموافقة المبدئية أحيانا والرفض أحايين أخري، حتي تمكنا من اقتناص هذه الفرصة لإجراء هذه السلسلة من الحلقات التي تعطي القاريء صورة عن تنظيم (القاعدة) وتقدم رؤية من الداخل عن زعيمه ومؤسسه أسامة بن لادن، ابتداء من التنشأة والبيئة الدينية التي تربي عليها في السعودية، مرورا بحياته في السودان ونشاط التنظيم في إفريقيا، وانتهاء بحياته الشخصية وحياة التنظيم وعناصره في أفغانستان حيث استقر التنظيم والمنظّم فيها حتي اليوم والتي اتخذ منها منطلقا لتنفيذ أبرز وأخطر العمليات العسكرية غير الحكومية، التي تسميها أمريكا (إرهابا) وتسميها القاعدة (جهادا)، والتي شكلت منعطفا هاما في السياسة الدولية.



السعودية وفرت المناخ الديني والاعلامي للجهاد الافغاني
وانقلبت علي المجاهدين لخوفها من أثرهم

بن لادن استخدم الأراضي السعودية مكانا لاستقطاب عناصر القاعدة ولكن تحت غطاء دور الضيافة
في هذه الحلقة سيتحدث أبوجندل عن خلفيته الشخصية وعن البيئة الدينية
التي عاشها في السعودية
وتربي فيها أسامة بن لادن أيضا.


س/ في البداية نرجو إعطاءنا فكرة شاملة عن شخصيتكم، البداية، النشأة والدراسة وكل ما يتعلق بها؟

ج / اسمي الكامل ناصر أحمد ناصر عبد الله البحري، من أهالي محافظة شبوة اليمنية، مغترب في السعودية، من مواليد مدينة جدة السعودية، سنة 1972، تربيت وترعرعت ونشأت في المملكة العربية السعودية، من أب وأم يمنيين، الوالدة تعمل ربة بيت والوالد ميكانيكي يعمل في ورشة للهندسة الميكانيكية، وهو رجل عادي جدا، درست المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية في المدارس السعودية، عشت مع أهلي في الأراضي السعودية، وتربيت مع أبناء تلك البلاد، احتضننا علماؤها ومشايخها ودعاتها، عشت أغلب حياتي في المملكة العربية السعودية، وخرجت من السعودية وعمري 21 سنة، ومنذ ذلك الوقت وأنا خارج الأراضي السعودية، ولكن حياتي الأولي كانت أغلبها في السعودية، حتي أن الكثير ممن يستمع إلي حديثي يظن أنني سعودي، من خلال اللهجة.

س/ حالتكم الاجتماعية؟

ج/ حالتي الاجتماعية حاليا متزوج وأب لثلاثة أطفال، ولد وابنتين، مقيم في العاصمة اليمنية صنعاء، تزوجت بداية العام 1999، وقصة زواجي كانت غريبة، حتي أنه لم تكن لدي نية للزواج، ولكن قدر الله وما شاء فعل. خرجت من أفغانستان حينذاك ورجعت إلي اليمن وكانت النية أن أذهب إلي الشيشان، لكن الشيخ أسامة بن لادن دبّر لي مع بعض الشباب وقال لا بد أن يتزوج هذا الرجل، فأرسل لي بعض الأخوة وقال زوّجوه، فقررت الزواج من اليمن، رغم أن نيتي كانت الذهاب إلي الشيشان، فكانت قصة زواجي أنني بدأت البحث عن فتاة تفهمني وتقدر وضعي وحالتي ووضعي الجهادي، وخصوصا أنني كنت حينذاك لا أري في أن أترك الجهاد علي الإطلاق، حيث كان تفكيري أن آخذ زوجتي وأولادي وأعيش في ساحة الجهاد مثلي مثل الشيخ أسامة بن لادن وغيره من المجاهدين، حيث كنت أتساءل: ما هو الفرق بيننا وبينهم؟ ولذا كنت أبحث عن فتاة مناسبة، فطفت أغلب اليمن تقريبا من أقصاه إلي أدناه بحثا عن هذه الفتاة، فقدّر الله لي أن أتزوج من زوجتي الحالية من مدينة صنعاء.
س/ هل سافرت بها معك إلي أفغانستان؟

ج/ نعم، سافرت بها إلي أفغانستان بعد شهر ونصف من الزواج، حيث أخذت زوجتي إلي أفغانستان بعد زواجنا بشهر ونصف وحملت وأنجبت في مدينة قندهار طفلي الأول واسمه حبيب، وخرجنا من أفغانستان وعمره أربعة أشهر.

س/ هل كانت تعيش معك في الجبهات، أم في بيوت خاصة أم في المدينة مع الأفغان؟

ج/ كانت تعيش معي في مجمع خاص بأسر المجاهدين في مطار قندهار، أما بالنسبة لأسر المجاهدين الذين يعيشون في مدينة كابول فكانوا يستأجرون بيوتا صغيرة مثلهم مثل بقية الأفغان، حتي أن المجاهدين العرب القندهاريين والكابوليين كانوا يشاركون الأفغان في مناسباتهم العديدة، في أعراسهم وأحزانهم، وكان الأفغان يزورونا ونزورهم، ونعيّد عليهم ويعيّدوا علينا، ونقضي شهر رمضان مع بعض، وكذا قضينا فترات الأفراح والأتراح، حيث عشنا حياة اجتماعية طبيعية ولكن في مجتمع غريب عنا من ناحية اللغة والبيئة وطرق العيش.

س/ كما ذكرتم بأنكم عشتم أغلب حياتكم في السعودية، كيف تأثرتم بالفكر الجهادي في السعودية رغم أنها تتبع المنهج السلفي؟

ج/ هناك معضلة وسوء فهم يواجهها الكثير من أبناء المسلمين، تتلخص في أن الجهاد أصبح مجرد فكر لديهم، ونسوا أن الجهاد أمر فرضه الله علينا، مثله مثل الصلاة، مثل الصيام، مثل الزكاة ومثل الحج، وهذا مذكور في القرآن، وبهذا الفهم نحن نقرأ القرآن؛ علي الرغم من أن جميع أصحاب التيارات الإسلامية بأفكارهم وبمناهجهم المتعددة يقرؤون نفس القرآن، فالله سبحانه وتعالي كما قال كتب عليكم الصلاة قال أيضا كتب عليكم القتال، فتأكد أمر الجهاد لدينا وجاء تأثرنا بما يدور من أحداث ومن مآس في العالم الإسلامي، وهو ما أشعل فينا جذوة الجهاد، حيث كانت عملية التأثر ليست بالجهاد كفكر، وإنما كانت عملية التأثر في بداية الأمر بأحداث المسلمين؛ طبعا أنا التزمت دينيا بفضل الله في العام 1987 فكنا نهتم بكل شأن يهم أمر المسلمين ونتابع أحداث المسلمين عبر ما تنشره الصحف والمجلات الإسلامية وغيرها، وحينها بدأنا بمتابعة أحداث أفغانستان ومعارك مدينة خوست وبعدها سقوط مدينة كابول، وكنا نتأثر كذلك بخطب خطباء المساجد الذين كان بعضهم يخطب في مدينة جدة عن الجهاد في أفغانستان، وأكثر شرائط الكاسيت المسجلة عن الجهاد التي تأثرنا بها هي شرائط الشيخ عائض القرني، وبالذات الشريط الأول واسمه (ليالي في أفغانستان) والشريط الثاني (أفغانستان التي رأيت)، فكان يتكلم ويحرّض ويدعو إلي الجهاد بشكل عجيب جدا، فأصبحنا نهتم بأمر الجهاد والمجاهدين، وجاءت بعد ذلك أحداث الكويت التي هزت العالم الإسلامي، ثم بعد ذلك مباشرة انتقلنا لأحداث البوسنة والهرسك، فكنا نشاهد أحداث المجازر وعمليات ذبح المسلمين هناك، وطبعا قبل ذلك كله وقبل متابعتنا لأحداث أفغانستان والبوسنة والهرسك كنا نتابع الأحداث في فلسطين، حيث أذكر أن صورة ارتسمت في مخيلتي ومازالت حتي اليوم لجندي يهودي يكسر أطراف طفل فلسطيني بالحجر، أمام مرأي ومسمع من العالم ولم يتحرك أحد من أجله، فكانت عيوني تدمع لأجل ذلك المشهد. وهذه الأحداث جميعها التي تحدث هنا أو هناك لم نكن بعيدين عنها، خاصة وأننا كنا شبابا نتفاعل معها بشكل كبير ونتابعها علي الدوام من منطلق ديني كشباب متدين، فأصبح الوازع لدينا في عملية الانطلاق والدفاع عن أعراض المسلمين ليس من وازع نخوة وشجاعة فقط ولكن من وازع ديني أكثر شدة، يضاف إلي ذلك عمليات التحريض والدعوة للجهاد عبر خطب الجمعة وشرائط الكاسيت، والمجلات التي تغطي هذه الأحداث وغيرها، فتأثرت كثيرا بذلك وتمنيت لو أني أصبح مجاهدا من أولئك المجاهدين، أدافع عن أراضي المسلمين وكنت أعتبر الجهاد وحمل السلاح نوعا من العمل الخيري، وكنت أنظر للجهاد بأنه ليس فرض عين (علي كل شخص)، وإنما فرض كفاية (إذا قام به البعض سقط عن الباقين) ولكن بإذن الوالدين، فكان دافعنا الأساسي للجهاد هو الدفاع عن أراضي المسلمين، من خلال المآسي التي كنا نشاهدها، والأحداث التي كنا نراها، بكاء الأطفال، ترمّل النساء، الأرقام الكبيرة لعمليات هتك الأعراض، فتأثرنا لذلك تأثرا كبيرا، وعندما انطلقنا للجهاد عشنا في واقع مرير ومناظر أعظم مما كنا نتوقعها أو نسمع عنها أو نشاهدها في وسائل الإعلام، وكأننا كنا مثل (القطة المغمّضة) وفتحت عيونها علي هذا الهول، حيث بدأنا الاحتكاك الفعلي مع التيارات الأخري، مع أعداء الأمة وأصبح فكر (الأمّة) ينشأ في رؤوسنا، وأدركنا أننا (أمةّ) لها مكانتها المتميزة بين الأمم، وإلا ما الذي أخرجني من السعودية، وأصولي من اليمن لأذهب للقتال في البوسنة؟ موضوع القومية خرج من رؤوسنا وأصبحت عندنا نظرة أكبر من ذلك، وهو موضوع أمّة، وإن كانت القضية في بدايتها بسيطة جدا، فهذه كانت عملية حافز ودافع لنا للجهاد.


آخر تعديل بواسطة الجلاد10 ، 24-06-2005 الساعة 10:31 AM.
  #2  
قديم 24-06-2005, 10:24 AM
الجلاد10 الجلاد10 غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2005
الإقامة: بلاد الله
المشاركات: 498
إفتراضي

س/ هل كان جميع مشايخ العلم في السعودية يحضّون الشباب ويحرّضوهم علي الجهاد ويناقشون قضاياه في خطب الجمعة وفي دروسهم المسجدية؟

ج/ في الدروس الخاصة لم يكونوا ليناقشوا قضايا الجهاد، ولكن الموضوع كان أبعد من ذلك، حيث كان المشايخ يجهزون الشباب للجهاد، علي سبيل المثال أذكر أن الكثير من الشباب جهّزهم للجهاد الشيخ سلمان العودة، فكانت أول انطلاقة لهم للجهاد وتجهيزهم المادي والمعنوي الأول للجهاد كان من قبل الشيخ سلمان العودة، طبعا كان هذا في فترة أحداث البوسنة، وبعض الشباب الذين جهزهم الشيخ العودة إلي طاجيكستان اعتقلوا هناك. وأذكر أن هناك بعض الحملات الخيرية لجمع التبرعات للبوسنة والهرسك مثلا، كانت تخصص بعضها لتجهيز الشباب للجهاد، فكانت عمليات التجهيز للجهاد متوفرة بمبالغ خرافية، وما كان هناك أي شيخ يقف ضد هذا التيار علي الإطلاق، لأن السعودية كانت كلها ابتداء من الحكومة، مرورا بمشايخ العلم وانتهاء بعامة الشعب كانوا جميعا يقفون إلي جانب دفع الشباب باتجاه الجهاد في البوسنة والهرسك، فاندفعنا لذلك، حيث لم يكن هناك أي شيخ علم أو خطيب إلا ويتحدث علي الجهاد في البوسنة والهرسك وعما يعانيه المسلمون في كل مكان.

س/ هل كان مشايخ العلم يمولون التجهيز للجهاد من أموالهم، أم أنهم كانوا يقومون بعمليات جمع التبرعات من الأثرياء ومن ثم يصرفون بعضها في عمليات التجهيز؟

ج/ كانت عمليات التجهيز للجهاد جميعا من أموال التبرعات، وما كنت أسمع أن شيخا جهز مجاهدا من ماله الخاص إلا شيخا واحدا أو اثنين فقط، فكان مشايخ العلم عبارة عن حلقة وصل بين المتبرعين من أهل الخير وبين الشباب الراغبين في الذهاب إلي الجهاد، أنا علي سبيل المثال جهزتني للجهاد امرأة، في أول انطلاقة لي للجهاد تعمل مدرّسة، سمعت عن مآسي المسلمين في البوسنة والهرسك فأرادت المساهمة بالدفاع عنهم، فتـــساءلت ما هو أفضل شيء يمكنني المشاركة به في ذلك؟ فكان الجواب: جهّزي مجاهدا، فقالت أتبرع براتب شهر كامل لتجهيز مجاهد، وكان يساوي تقريبا ألفي دولار، وكان ذلك المبلغ أول تجهيز لي للجهاد في البوسنة والهرسك.

س/ أكدت بعض المصادر أن تنظيم (القاعدة) كان يرسل دعاته إلي مكة المكرمة، لاستقطاب عناصر جديدة له، ماذا تقولون في ذلك وهل كان بالفعل له مكاتب في أكثر من بلد للاستقطاب والتجنيد؟

ج/ نعم، كان هذا الشيء موجوداً بشكل كبير جدا في السعودية، ولكن تحت غطاء المضافات (دور الضيافة)، ودور استقبال الجرحي لمعالجتهم في المستشفيات السعودية، حيث كانت هذه المضافات تستخدم غطاء لمكاتب تنظيم (القاعدة)، وكان كل من يذهب إلي هذه المراكز يجد فعلا أن هناك نوعاً من الحركة والتوجيه نحو معسكرات (القاعدة) في أفغانستان. وأذكر أنه كان يتم تشغيل أفلام فيديو للزائرين لهذه المضافات عن أحداث الجهاد في أفغانستان، وعن المواضيع الحوارية الحماسية الدافعة لحب الجهاد، لحثّ زائري هذه المضافات للانضمام إلي قافلة الجهاد هناك التي ربما تهيئ الانضمام لتنظيم (القاعدة). وكانت هذه المضافات التي تعجّ بالجرحي من المجاهدين في أفغانستان مفعمة بالنفحات الإيمانية وبالأجواء الإيمانية الشديدة التأثير، التي تولّد حب المغامرة وحب الجهاد، فكانت هذه الأجواء وهذه المناخات تستخدم لاستقطاب الشباب إلي ساحات الجهاد، رغم أن عملية الاستقطاب لم تكن في ذلك الوقت ممنهجة بشكل واضح باتجاه تنظيم (القاعدة) ولكنها فيما بعد أصبحت نوعا من الاستقطاب الموجه باتجاهه، والانضمام لتنظيم (القاعدة) المعزز بالبيعة. ولكن الشيخ أسامة أكد أن جميع هذه الأوعية في السعودية لتنظيم (القاعدة) تم تفكيكها بالكامل وتم إلغاؤها فيما بعد، في مطلع التسعينات تقريبا عندما انتقل للسودان، بسبب خشيته من تفلت بعض المسؤولين عن هذه المراكز وقيامهم بأعمالهم قد لا تصب في إطار التوجه العام للتنظيم، وذلك حتي رجع إلي أفغانستان عام 1996، حيث أعاد إحياء هذه الفكرة ففتح فروعا لتنظيم (القاعدة) في كل من السعودية واليمن وغيرهما، فكان أبو علي الحارثي مسؤولا عن ساحة اليمن وكان العديد من الأخوة مسؤولين عن ساحة السعودية.

س/ هل كان تشجيع الحكومة السعودية للمجاهدين من حيث تقديم الدعم المادي لهم، أم من حيث توفير المناخ المناسب وتوفير التسهيلات لهم؟

ج/ من ناحية التسهيلات أولا، ثم من ناحية النشاط الاعلامي ثانيا، والذي كان له دور كبير في تأجيج جذوة الجهاد لدي الناس، من خلال التغطيات الاعلامية لساحات الجهاد وخاصة المقابلات الصحافية التي كانت تجري مع بعض رموز المجاهدين، مثل الشيخ محمود باحاذق (أبو عبد العزيز)، أول أمير للمجاهدين العرب في البوسنة، حيث أذكر أنه أجريت معه في إحدي المرات مقابلة مطولة من ست حلقات، ثم بعد ذلك حضرنا له محاضرات في السعودية، وحضرنا خطب له تحدث فيها عن الجهاد في البوسنة، وكانت توزع له شرائط كاسيت عبارة عن مقابلة بين الشيخ محمود باحاذق والشيخ محمد ناصر الدين الألباني في موضوع الجهاد وشرعية الجهاد في البوسنة والهرسك، وكيف يتم توجيه الشباب نحوه وكيف يتم إقناع الشباب بذلك الجهاد، ومثل هذه الأمور كانت تمثل تعبئة معنوية وإعلامية معلنة وكان مصرح لها من قبل الحكومة ولم تكن فيها أية مشكلة.

س/ ولكن لو قارنا ساحة السعودية بالساحات الأخري لوجدنا أن النشاط الجهادي فيها كان في تلك الفترة أكثر بكثير من أي بلد آخر، ألا يُؤخذ ذلك بأنه كان لإبن لادن تأثير في السعودية بحيث خلق هذا الحراك، حتي قبل تأسيسه لتنظيم القاعدة؟

ج/ كان موضوع المناخ الإسلامي في كل مكان بالسعودية وكان روح الإسلام في كل شيء، في مجالس العلم وفي حلقات الذكر، واذكر أن أناسا كثيرين كانوا يأتون من خارج السعودية من دول عربية ومن دول إسلامية من أجل العيش في ظل هذا المناخ الإسلامي، وكان المجتمع بأكمله هناك نسيجا واحدا، وكان يستحيل أن يخلو بيت من ريحة التيارات الإسلامية، بأي شكل من الأشكال، فإذا لم يكن في البيت شاب ملتزم تكون فيه شابة ملتزمة، وإذا لم تكن فيه شابة ملتزمة ربما فيه شريط إسلامي أو كتاب إسلامي؛ فحتي عام 1991 تقريبا كان كل هذه الأعمال الجهادية قائمة باسم الإسلام وتنحو باتجاه الإسلام، ولم يكن هناك شيء اسمه (فكر جهادي) وهذا (فكر سلفي) وهذا (فكر إخواني)، وغيرها، لم يكن هناك وجود لأي شيء من هذا.

س/ ألم يخرج أسامة بن لادن من عباءة السلفيين؟

ج/ بلي، الشيخ أسامة بن لادن سلفي، تربي علي المنهج التربوي السلفي السعودي، القائم علي المنهج الواحد، وهو المنهج الوهابي، حيث تدرس كافة المدارس السعودية كتاب (التوحيد)، دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وكنا نلقّن فيها هذه الدعوة صباح مساء، مثلما ترضع الأمهات أبناءها الحليب، حتي أصبحنا نحفظ شخصية محمد بن عبد الوهاب أكثر من حفظنا لتاريخ الصحابة، فالشيخ أسامة بن لادن خرج من تحت عباءة الدعوة السلفية السعودية.

س/ أنتم كشباب متدينين، بماذا تأثرتم جهاديا، وما هو دور العائدين من ساحات الجهاد في أفغانستان في هذا التأثير عليكم؟

ج/ لا أخفيك أن الكثير من الشباب المتدين السعودي كان يقضي العشر الأواخر من رمضان في أفغانستان، بل كان بعضهم يقضي إجازة نهاية الأسبوع في أفغانستان في ظل الجسر الجوي المفتوح والرحلات المتواصلة بين السعودية ومدينة بشاور الباكستانية التي لا تصلها من الخارج سوي طائرات الخطوط السعودية، وكانت الأمور مسهّلة لهم إلي هذا الحد، وكان الشباب يغبطون الذين يذهبون إلي أفغانستان ويتأثرون كثيرا بهم، أذكر أن أحد زملائنا ذهب إلي أفغانستان وقضي فيها أسبوعين من رمضان، وعندما عاد استقبلناه استقبال الفاتحين، وأثّر فينا تأثيرا بليغا، وعندما ننظر إلي البدلة الأفغانية التي كان المجاهدون العائدون يلبسونها ويتجولون بها في شوارع جدة أو شوارع مكة والمدينة كنا نشعر وكأننا نعيش مع جيل الصحابة الفاتحين، وبالتالي كنا نتخذهم قدوة لنا ومرجعية لنا.

س/ كيف تفسرون إذا الانقلاب السعودي الكبير علي شبابها المجاهد العائد من أفغانستان، رغم كل تلك التسهيلات التي قدمتها لهم حكومتها؟

ج/ هذه هي المأساة الخطيرة، التي تعبّر عن خطأ هذا الموقف الذي جعل الوضع ينقلب علي عقبيه، وهنا أود الإشارة إلي أن الوضع السياسي في السعودية قائم علي أساس التحالف بين الدعوة السلفية الوهابية التي أسسها الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وبين إمارة آل سعود، وهذا الحلف السياسي الديني، كان يقوي أحيانا ويضعف أحيانا أخري؛ وأعتقد أن انقلاب السعودية علي الشباب المجاهد له أسبابه ودوافعه الكثيرة داخل النظام السعودي ذاته، وخصوصا خوف الشريك الثاني (آل سعود) في السلطة من تنامي ومن سيطرة حليفهم الديني علي كل شيء، ويخشون أن يلغوهم إلغاء كاملا، ولذا قرروا اتخاذ عملية عكسية للتراجع عن هذا التحالف، والتي جلبت علي السعودية كل هذه المعاناة التي لم تقف عن حد؛ وكانت فترة اعتقال مشايخ السعودية المؤثرين من سنة 1993 إلي سنة 1998 كافية لتفلت الشباب من أيدي هؤلاء المشايخ الذين كانوا يمثلون صمام الأمان لهؤلاء الشباب وكانوا يكبحونهم من التهور، وبمجرد انفصال الرأس عن الجسد، انطلق هؤلاء الشباب باتجاه آخر، فتلقفهم الشيخ أسامة بن لادن في تنظيم القاعدة، وأصبح الشباب يندفعون باتجاه الجهاد وباتجاه حيازة السلاح.
  #3  
قديم 24-06-2005, 10:25 AM
الجلاد10 الجلاد10 غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2005
الإقامة: بلاد الله
المشاركات: 498
إفتراضي


س/ هل تعتقد أن ما حصل مؤخرا من تفجيرات داخل الأراضي السعودية كان بمثابة رد فعل علي الانقلاب السعودي ضد الجهاديين، وما سر توقيته الحالي؟

ج/ أساس فكرة التفجيرات كلها عملية رد فعل، فبعد رجوع الشباب من جبهات الجهاد الخارجية زجت الحكومة السعودية بالشباب في السجون والمعتقلات ومارست ضدهم التعذيب، وتلفيق التهم العشوائية، وكان إذا اجتمع خمسة شباب علي مائدة طعام أو التقوا علي أي شيء تلقي عليهم القبض بتهمة التخطيط لقلب نظام الحكم، وكان التحرك الأمني السعودي فيه نوع من التناقض والغرابة. وأقسم بعض الشباب الذين اعتقلوا بأن الأجهزة الأمنية أجبرتهم علي التوقيع علي ورقة بيضاء وتم تعبئتها وفقا لأهواء رجال الأمن، وكانت الأحكام قاسية جدا ومجحفة في حق الشباب، وفجأة تخلي عنهم العلماء، ومارست السلطة ضدهم سياسة القمع والضرب بالحديد والنار، فتولد لدي الشباب نزعة انتقامية ونزعة التكفير للحكومة، من منطلق أن هذه الأعمال الوحشية ليست من صفات ولا من أخلاق المسلم ولا يمكن أن يقترف مثلها. ولذلك تواجهت الخبرة والمهارة القتالية والأمنية التي اكتسبها هؤلاء الشباب في أفغانستان وفي البوسنة والهرسك وفي ساحات جهادية أخري بالقصور والنسبة الكبيرة من عدم الخبرة لدي الأجهزة الأمنية السعودية، ونجحوا في تنفيذ هذه التفجيرات نتيجة لذلك، حيث يوجد لدي هؤلاء الشباب خلاصة خبرة الجماعات الإسلامية المسلحة في العالم الإسلامي بأكمله، من سورية، من مصر، من ليبيا، من الجزائر، ومن غيرها واحتكوا كثيرا بخبراء من كل هذه الدول، واختلطوا بأصناف وأشكال كثيرة من الخبرات ومارسوا الكثير من عمليات التجارب، بالإضافة إلي فترة صراع بينهم وبين الحكومة السعودية منذ 1993 وحتي الآن، وخلاصة كل هذه التجربة طبقوها في وجه الحكومة السعودية، التي تلقي عناصر أجهزتها الأمنية تأهيلا وتدريبا حديثا في الخارج ولكنه يظل نظريا ومحدودا ولا يوازي حجم الخبرة لدي العائدين من بين الحديد والنار في ساحات وجبهات الجهاد؛ كما أن سلطات الأمن السعودية بدأت من حيث بدأ الآخرون، بينما هؤلاء الشباب انطلقوا من حيث توقف الآخرون، ومن هذه الزاوية أصبح الكثير من الشباب يستطيعون تنفيذ عملية انتحارية بمفردهم، وأبرز مثال علي ذلك عملية اقتحام القنصلية الأمريكية في جدة مؤخرا، التي أثبتت مدي البراعة لدي هؤلاء الشباب والدقة في العمل الاستخباراتي والعمل العسكري في تنفيذهم للعمليات الخاصة بحيث استطاعوا اقتحام القنصلية الأمريكية في جدة التي تعتبر ثكنة عسكرية لوحدها. ومثال آخر عملية قتل روبرت جاكسون الخبير العسكري الأمريكي في طائرة الأباتشي، كيف عرف هؤلاء الشباب أن هذا خبير في طائرة الأباتشي، وكيف حصلوا علي هذه المعلومات، ثم وصلوا إلي داخل بيته وقتلوه فيها، رغم أنه كان في مهمة استخباراتية بالسعودية بغطاء العمل في شركة نفطية؛ وهذا يعني أن الشباب وصلوا إلي مرحلة عالية من الخبرة والدقة ومن القدرة علي الحصول علي المعلومات والتفوق في كل الاتجاهات. ولذا أعتقد أن رد فعل الحكومة السعودية علي هؤلاء الشباب وتخلّي العلماء عنهم جعل وسيجعل الشباب يصدرون الفتاوي من ذات أنفسهم، وإلا فمن هم المنفذون للعمليات الأخيرة في السعودية؟ جميعهم شباب عاديون، ولكنهم أصبحوا متعطشين لتنفيذ العمليات الأمنية، وأصبحوا ينظرون للأمريكان بأنهم محتلون والحكومة السعودية حكومة عميلة ومرتدة.

س/ منذ نهاية العام 2002 توقفت العمليات الإرهابية في اليمن، ما أسباب ذلك؟ وهل يعطي مؤشرا بأن عناصر (القاعدة) في اليمن وصلوا إلي درجة من الضعف بحيث أصبحوا عاجزين عن تنفيذ أي عملية من هذا النوع، أم أنهم توصلوا إلي هُدنة مع السلطة كنتيجة لحوارها معهم؟

ج/ في الحقيقة الحكومة اليمنية استخدمت عدة آليات في التعامل مع الشباب العائدين من أفغانستان، كانت أفضلها وأقواها آلية (الحوار)، حيث اضطرت الحكومة اليمنية إلي التعامل مع هذا الموضوع بهذه الآلية رغم استخدامها لآلية الحديد والنار وآلية المحاكمات في العديد من المواقف؛ واعتقد أن استخدامها لموضوع الحوار وجعله الركيزة الرئيسية لتعاملها مع هؤلاء الشباب والسياسة المتبعة لديها أسهم في إنجاح جهودها لامتصاص ردة الفعل العكسية لديهم، وحتي الآن ما زال هذا الحوار متقدما بنجاح قوي ومعظم الشباب الذين خرجوا من داخل السجون اليمنية كنتيجة لهذا الحوار التزموا بالعهد الذي أدوه للحكومة أثناء خروجهم من السجون بألا يقوموا بأي شيء يخل بالأمن داخل البلد، وتولدت لديهم هذه القناعة بالفعل وأنهم لا يريدوا افتعال مشاكل وقلاقل داخل بلدهم، حيث حب الوطن من الإيمان، وحب هؤلاء الشباب لبلدهم عميق في صدورهم، لكني أوجه دعوة صريحة للحكومة اليمنية بأن تقوم فعلا بتنفيذ ما التزمت به من وعود لحل مشاكل هؤلاء الأشخاص الاجتماعية والمعيشية وغيرهما، لأن كثيرا منهم يعاني من عدم الاستقرار المادي ومن عدم استقرار الوضع الاجتماعي، والحكومة التزمت بحلها وتستطيع أن تحل هذه المشاكل عبر أي وسيلة تراها مناسبة، حتي يعودوا للوضع الطبيعي ويندمجوا في مجتمعهم مرة أخري بمثل ما كانوا عليه ويمكن أن تتم الاستفادة من خبرتهم ليصبحوا في المستقبل حماة لبلدهم. لذا أعتقد أن موضــــــــوع الحوار الذي انتهجته الحكومة اليمنية وإطلاق صراح الكثير منهم من السجون عقبه كان وســــيلة جيدة للتعامل مع العائدين من أفغانستان، وقفزة نوعية فيما يسمي بمكافحة الارهاب، وامتصاص غضب هؤلاء الشباب علي حكومة بلدهم، وهذا ما ساهم في توقف العمليات العسكرية لهؤلاء داخل الأراضي اليمنية.
  #4  
قديم 24-06-2005, 08:18 PM
كوكتيل كوكتيل غير متصل
ديـنـاصـور الـخـيـمـة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2001
الإقامة: فوق الثراء
المشاركات: 11,627
إفتراضي

ننتظر حتى يكتمل
((
العقد الفريد
))



  #5  
قديم 25-06-2005, 01:19 PM
الجلاد10 الجلاد10 غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2005
الإقامة: بلاد الله
المشاركات: 498
إفتراضي

الحلقة الثانية

18 / 3 / 2005م

الجماعة الاسلامية دخلت البوسنة اولا.. وبن لادن ركز علي الصومال.. واحمد شاه مسعود خاننا في طاجيكستان
اردت الذهاب للبوسنة فحذرني المشايخ من نساء بني الاصفر الجميلات واقترحوا المشاركة بنشر السلفية في ارتيريا
في هذه الحلقة سيتحدث أبو جندل عن محطته الجهادية الأولي وعن محطاته اللاحقة حتي استقر به الأمر في محطة تنظيم (القاعدة).


س/ ما هي محطتكم الجهادية الأولي، أو ما هي الوجهة الأولي التي انطلقتم إليها عندما قررتم خوض غمار الجهاد؟

ج/ كانت محطة انطلاقي الأولي للجهاد البوسنة والهرسك، وكان انطلاقي الجهاد في ذلك الوقت ليس انطلاقا منظما، بقدر ما كان انطلاقا عاطفيا للجهاد، حيث كنت أنظر لما يحدث من مآسي المسلمين في البوسنة ومن ذبح الأطفال والنساء والعجزة ومن هتك للأعراض واغتصاب جماعي للفتيات وما خلفته تلك الحرب من عدد هائل من الأيتام والأرامل، فقررت الذهاب للجهاد كشاب تربّي علي التدين والنخوة ومفعم بالحرارة والغيرة علي الدين وعلي المسلمين. وكنت قبلها أتمني بشدة المشاركة في الجهاد الأفغاني، ولكن شاء الله أن تفوتني تلك الفرصة، فكانت ساحة الجهاد في البوسنة والهرسك بالنسبة لي فرصة، والشباب الذين كانوا يدعوني إلي فكرة الجهاد في البوسنة كانوا يحاولون تحويلي عن تلك الفكرة إلي التوجه باتجاه اريتريا، لكن بعد تفكير عميق هدتني قناعتي إلي الانطلاق نحو البوسنة، رغم أن الشباب كانوا يحكون لي باستفاضة عن الجهاد في إريتريا وعن طريقة القتال فيها وكنت أسألهم: ما هو سبب اندفاعكم إلي الجهاد في إريتريا؟ فكانوا يجيبون بأن ذلك ينطلق من ضرورة نشر الدعوة السلفية هناك وخلق فرصة لهيمنة الحركة السلفية والسلفيين في تلك الساحة، فقلت: يا شباب إذا كان تفكير الأخ الواعي بهذه الطريقة فأنا لا أتفق مع ذلك، ولا أرغب بالذهاب إلي إريتريا، فقالوا سنسهل لك الذهاب إلي أي ساحة جهادية أخري غير البوسنة، لأن في البوسنة فسادا أخلاقيا وفيها مغريات، وبناتها الأوروبيات وبنات بني الأصفر ربما يؤثرن عليك، قلت: والله لا نريد أن ينطبق علينا قول الرسول صلي الله عليه وسلم حين رد علي ذلك الصحابي الذي قال أخشي علي نفسي من بنات بني الأصفر، وأوضحت أن ساحة البوسنة أكثر أهمية خاصة وأن التوجه الدولي مركّز عليها كثيرا، ولذلك قررت الانطلاق نحو البوسنة.

س/ متي كان ذلك؟

ج/ كان ذلك في شهر جمادي الثاني سنة 1415 هجرية (الموافق 1994)، حيث خرجت حينها من السعودية إلي اليمن في شهر تشرين الاول (أكتوبر) 1994 هاربا من البيت دون إذن من أسرتي، ولعدم امتلاكي جواز سفر دخلت اليمن بتصريح عبور استخرجته من السفارة اليمنية، بشهادة الميلاد وبصورة من بطاقة هوية الوالد التي تثبت جنسيتي اليمنية، وبموجب تلك الوثائق استخرجت بطاقة (هوية) شخصية وجواز سفر يمني من اليمن، وفيها بدأت التدبير من أجل الانطلاق إلي البوسنة، فبقيت في اليمن قرابة سنة، حتي تصاعدت المعارك في البوسنة في صيف 1995 فانطلقت باتجاه البوسنة وكان الهدف من ذلك حب الشهادة والاندفاع ورغبة فيما عند الله عزوجل، وكان هذا دافعي القوي لذهابي للجهاد هناك، وكانت تلك محطتي الجهادية الأولي.

س/ هل وجدت هناك الكثير من المجاهدين العرب، ممن كانوا في أفغانستان؟

ج/ وجدنا هناك مجموعتين عربيتين رئيسيتين، مجموعة (أبو الزبير) الحائلي، وهي مجموعة تشكلت من الأخوة الذين كانوا في أفغانستان، من المجاهدين أو الأفغان العرب القدامي الذين خرجوا من هناك، والمجموعة الثانية هي (كتيبة المجاهدين)، و كان الجيش البوسني يعترف بهاتين المجوعتين، ككتائب عسكرية نظامية رسمية، بحكم أن الجيش البوسني كان جيشا منظما، علي عكس الوضع الذي كان في أفغانستان، من عصابات وأحزاب وقوي سياسية، حيث كانت البوسنة تحت مظلة دولة وحكومة ورئاسة وجيش منظم. وكانت (كتيبة المجاهدين) العرب التي كانت العقل المسيّس والمنظر الشرعي لها الجماعة الإسلامية المصرية، بقيادة الشيخ أنور شعبان، عليه رحمة الله، وكانت تتشكل من الكثير من المصريين والجزائريين وخليط من الجنسيات الأخري، وأما (مجموعة الزبير) الحائلي فقد كانت أعضاؤها عبارة عن مجموعة من المقاتلين المحترفين من الأفغان العرب، وكان لهم خبرة سابقة في القتال في أفغانستان، وكانوا عبارة عن مجموعات صغيرة موزعة في مناطق كثيرة، ولكنهم كانوا يلتحمون وقت المعارك الساخنة في كتيبة واحدة، وهاتان هما المجموعتان الرئيسيتان من المجاهدين العرب في البوسنة والهرسك.

س/ كيف كانت طبيعة الاعتراف الرسمي البوسني بهاتين المجوعتين المسلحتين الأجنبيتين؟

ج/ كانت هاتان المجموعتان معترفاً بهما رسميا هناك من خلال ضمهما في التشكيل العسكري البوسني حينذاك، حيث كانت كتيبة المجاهدين تحت قيادة الفيلق الثالث للجيش البوسني، كما كانت مجموعة الزبير تحت قيادة ذات الفيلق ولكن في كتيبة أخرى .

س / هل كان للمجاهدين العرب تأثير عسكري كبير في البوسنة من خلال مشاركتهم وخوضهم للكثير من المعارك؟
ج/ إن الفكر لا يواجه إلا بالفكر والعقيدة لا تواجهها إلا العقيدة، وإن الشباب المجاهدين كانوا يذهبون للجهاد من أجل الجهاد ومن ثم من أجل الشهادة، لكن في البوسنة هذا الوضع قد تغيرّ، كانت هناك خلافات بين المجاهدين العرب، لأن البوسنة كانت للتو خارجة من تحت مظلة الحكم الشيوعي، والتي مسح فيها الفكر الشيوعي كل معالم الدين الإسلامي والفهم للإسلام، حتي أننا كنا لا نري في المساجد سوي العجزة وكبار السن، أما الشباب فلا وجود لهم و لا يعرفون أي شيء عن دينهم، ورأينا بعض الشباب المسلم يعلقون الصليب علي رقابهم ولا يعرفون دلالة ذلك، رغم أنهم ينتمون إلي اسر مسلمة وأسماء بعضهم عربية إسلامية. فكانوا يجهلون الإسلام جهلا كاملا، ولذا وجدنا أن المسؤولية الملقاة علي عاتقنا في البوسنة كانت أوسع وأشمل من مهمة القتال التي جئنا من أجلها، فكنا نجد أنفسنا قد أصبحنا حملة سلاح وفي ذات الوقت حملة دعوة وحملة كتاب وحملة رسالة، وقمنا بدور لا بأس به في هذا المجال بكل الوسائل المؤثرة والسبل الممكنة، فكان تأثيرنا التوعوي والتثقيفي والفكري في المجتمع البوسني أكبر ربما من تأثيرنا العسكري، علاوة علي أن المجاهدين العرب هناك ضربوا أروع الأمثلة في الاستبسال بجبهات القتال وفي حب الاستشهاد، رغم صغر أعمارهم.

س/ هل هذا التأثير يعني أن التواجد العربي كان كبيرا في البوسنة؟

ج/ بحكم وضعي العسكري هناك، حيث كنت حارس كتيبة وأسماء جميع (كتيبة المجاهدين) العرب بحوزتي، كان عدد العرب المنضوين في (كتيبة المجاهدين) بالبوسنة 450 شخصا، وبإضافة هذا الرقم إلي عدد أعضاء مجموعة (الزبير الحائلي) ربما يصل العدد الكلي للعرب في البوسنة إلي 1000 عربي، لكنهم رغم قلتهم كانوا يعملون بهمة عشرة أضعافهم.

س/ هل كان المجاهدون العرب في البوسنة يشكلون امتدادا لتنظيم (القاعدة)، أم غير ذلك؟

ج/ من معلوماتي الشخصية ومما عرفته أيضا من الشيخ أسامة بن لادن نفسه أن بن لادن أرسل في ذلك الوقت فريقين للجهاد خارج أفغانستان، الفريق الأول أرسله إلي الصومال، والفريق الآخر أرسله إلي البوسنة والهرسك، ولكن الأخير عندما وصل إلي البوسنة وجد أن (الجماعة الإسلامية) المصرية قد سبقت في الوصول إليها، بحكم وجود الشيخ أنور شعبان، الذي كان إماما وخطيبا لجامع ومسجد هناك، ولذا كانت الجماعة الإسلامية المصرية أسرع دخولا إلي البوسنة والهرسك، من عناصر (القاعدة) الذين كانت قيادتهم (أسامة بن لادن) في السودان حينها، كما كانت (القاعدة) أقرب إلي الصومال من غيرها من التيارات الجهادية؛ ولذا عندما وصلت فرقة (القاعدة) المرسلة للبوسنة أرسلت تقارير تبين وجود الجماعة الإسلامية هناك، فقرر الشيخ أسامه حينها توحيد عمله وجهده كله باتجاه القوات الأمريكية في الصومال؛ لأن رؤيته كان مبنية علي توقعات وجود رغبة أمريكية في تحويل الصومال إلي قاعدة أمريكية خلفية موازية لتواجدها في الخليج العربي، خصوصا وأن الصومال كانت أرضا سهلة ومناسبة للقتال، وشعبها جائع وفقير، ولذا دخلت القوات الأمريكية إلي الصومال في العملية التي أسمتها (إعادة الأمل)، غير أنها قوبلت بشراسة من المجاهدين الصوماليين ومن تنظيم (القاعدة) الذين تمكنوا من إخراج القوات الأمريكية من الصومال مهينة ذليلة ولقّنوها درسا عسكريا قاسيا، إلا أنه لم تكن هناك تغطية إعلامية محايدة لأحداث الصومال وكنا حينها لا نعلم بوجود عمل جهادي منظم هناك، ولم نعرف بحدوث عمليات جهادية قوية في الصومال ومشاركة تنظيم (القاعدة) فيها إلا عندما ذهبنا إلي أفغانستان وعملنا مع الشيخ أسامة بن لادن، وعرفنا حينها كل شيء عن ذلك، عمن كان يقود العمليات في الصومال ضد الأمريكان وطبيعة العمليات التي نُفذّت هناك وغير ذلك؛ ولذا ان تنظيم (القاعدة) كتنظيم بهذه الراية، لم يكن له وجود واضح في أحداث البوسنة، ولكن التربية الدينية والجهادية التي تربي عليها المجاهدون العرب الذين شاركوا في البوسنة كانت تتجه نحو حب التنظيم وحب العمل المنظم، إيمانا منهم بأنه لا نجاح لأي تجارب عملية جهادية إلا بالعمل المنظم.

س / بعد انتهاء الحرب في البوسنة إلي أين اتجه (المجاهدون) العرب الذين كانوا فيها؟

ج / قررت مجموعة منهم التوجه نحو الفلبين، ومجموعة اتجهوا نحو الشيشان وكنت ضمن مجموعة ثالثة اتجهت نحو الصومال، ولذا تحولوا من (نيزك) إلي عدة (شُهُب).

س/ هل خرجوا جميعا من البوسنة والهرسك؟

ج/ الغالبية العظمي منهم خرجوا منها، خصوصاً مواطني الجزيرة العربية، حيث خرجوا منها جميعا، بالإضافة إلي بعض المجاهدين العرب من شمال إفريقيا، وأما القلة القليلة الذين بقوا في البوسنة فهم أولئك الذين لم تسمح لهم ظروفهم الأمنية بالخروج من البوسنة، مثل بعض الأخوة المصريين والجزائريين والتونسيين وغيرهم، لعدم إمكانية عودتهم إلي أوطانهم لأنهم مطلوبون أمنيا فيها، فاضطروا للبقاء في البوسنة، غير أنهم توقفوا عن العمل المسلح واتجهوا نحو النشاط الدعوي والتربوي والعمل الخيري الإغاثي.

س/ عندما غادرتم البوسنة واتجهتم نحو الصومال، هل كان ذلك بتوجيه أو إيعاز من تنظيم (القاعدة)، أم أنه كان بدافع ذاتي لأن (الجهاد) كان قائما هناك؟

ج/ كان التفكير بالتوجه إلي الصومال بدافع شخصي جدا، لأنه لم يكن في فترة مشاركتي بالجهاد في البوسنة وجود لأي علاقة بيني وبين عناصر من (القاعدة) أو بيني وبين تنظيم (القاعدة) ذاته، حيث كان كل تفكيري الذي يشغل كياني كله هو الدفاع عن أراضي المسلمين وعن المسلمين أينما كانوا وبالذات الضعفاء والمستضعفين في الأرض، وحب الشهادة والاستشهاد من أجل ذلك، وكان هذا كل ما يملأ رؤوسنا ويشغل بالنا، وأنا شخصيا لم أقابل أسامة بن لادن وجها لوجه ولم أعرفه إلا بعد عودتي من طاجيكستان إلي أفغانستان.

  #6  
قديم 25-06-2005, 01:21 PM
الجلاد10 الجلاد10 غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2005
الإقامة: بلاد الله
المشاركات: 498
إفتراضي

س/ هل تحولتم من البوسنة إلي الصومال مباشرة أم عبر بلد ثالث؟

ج/ بحكم عدم إمكانية الانطلاق مباشرة إلي الصومال رجع كل منا إلي بلده، وبعد ذلك بدأنا البحث عن سبل الوصول إلي الصومال، وعن حل لهذه المعضلة التي واجهتنا، وهي بقاؤنا بدون عمل جهادي، وكنا نري أنه ليس من المعقول أن نبقي هكذا مفرغين من المهمة التي نذرنا أنفسنا لها، وهي الجهاد، خاصة وأننا كنا شبابا غير متزوجين وليست وراءنا مسؤوليات أسرية واجتماعية، وكنا شبابا متفرغين للجهاد، وليس معنا عمل غيره، وكانت حينها قضية الصومال ساخنة وبالذات قضية الإقليم الصومالي المسلم في إثيوبيا، أوجادين، الذي كنا نسمع عن الإضطهادات والظلم فيه، فاتجهت نحو الصومال مع اثنين من الشباب وهما الأخ عبد العزيز المقرن، رحمه الله، والأخ أحمد الخضر، فك الله أسره، المعتقل في سجن يمني بصنعاء، واتفقنا نحن الثلاثة اتفاقا شخصيا مع إخواننا المجاهدين بالذهاب إلي الصومال، وكُلفنا بمهمة الإطلاع علي الأوضاع هناك، وعما إذا كان الوضع مناسباً تنظيميا للجهاد أم لا، وكان كل تفكيرنا هو حصول كل منا علي التجهيز الشخصي وما يكفيه من سلاح وذخيرة وبعد ذلك سنرتب أوضاعنا الأخري، وأهم شيء كان هو معرفة هل هناك أمل في المشاركة بالجهاد أم لا، وعلي هذا الأساس انطلقنا.

س/ هل توجهتم نحو الصومال بسبب وجود القوات الأمريكية هناك، أم لأن الصراع ومعاناة المسلمين كانت حاضرة هناك؟

ج/ لا، ليس بسبب الأمريكان وإنما لأن الصراع كان قائما هناك بين المسلمين وغيرهم.

س / لكن ذلك الصراع كان غير واضح المعالم إلا في ظل وجود القوات الأمريكية؟

ج/ ليس بالضبط، لأن فترة وجود القوات الأمريكية في الصومال كانت في حدود سنة واحدة فقط، ولم يكن لنا في فترة دخول الأمريكيين وخروجهم من الصومال أي اتجاه بالذهاب إلي هناك، ولكن تعززت قناعتنا بضرورة التوجه إليها بعد إطلاعنا علي طبيعة الصراع الإقليمي الدائر هناك بين حركة الاتحاد الإسلامي الصومالية وبين الحكومة الإثيوبية، فكان هدفنا دعم جهود الحركة الإسلامية الصومالية إلا أننا واجهنا هناك الكثير من المشاكل، بسبب اختلاط المصالح الشخصية بالمصالح العامة، وعدم وضوح الرؤية لدي الجميع، ما خلق نوعا من عدم الثقة بيننا وبين قيادات العمل الإسلامي الصومالي وأدي ذلك إلي خلاف بيننا وبينهم، بسبب شكوكهم حولنا بالانتماء لتنظيم (القاعدة) علي الرغم من أننا لم نكن مرتبطين بهذا التنظيم حتي تلك الفترة، وتناقشنا معهم كثيرا حول موضوع سلامة نوايانا الجهادية الصافية من الذهاب إلي الصومال للدفاع عن أعراض المسلمين إلا أنهم كانوا يشككون في ذلك وكانوا يسألوننا: لماذا تأخرتم كثيرا عن الوصول إلينا، وتركتمونا لفترات طويلة نقاتل بمفردنا؟ قلنا والله ما كنا نسمع عنكم شيئا لأن صوتكم الإعلامي كان ضعيفا وصوت الآخرين كان أقوي فاتجهنا نحوهم، أي للبوسنة والهرسك ولو كنا سمعنا عنكم من قبل لكُنّا جئناكم من وقت مبكر، فهدؤوا بعد ذلك ولكن كانت لهم مواقف سلبية مع تنظيم (القاعدة) عرفتها فيما بعد.

س/ لماذا قرر أسامة بن لادن نقل بعض قوات تنظيم (القاعدة) إلي الصومال؟

ج/ إن تأثير الأحداث الدولية في الصومال ودخول القوات الأمريكية إليها، كانت المبرر لدخول تنظيم (القاعدة) إليها، حيث فهم تنظيم (القاعدة) دخول الأمريكيين إلي الصومال ليس من أجل سواد عيون الصوماليين وإنقاذهم مما حلّ بهم، ولكن من أجل السيطرة الأمريكية علي الصومال ومن ثم الهيمنة علي المنطقة، وتحقيق عدة أشياء أولا ضرب الحركة الإسلامية المتفاعلة والمتنامية داخل السودان، ثانيا عملية مد قاعدة أمريكية خلفية في الخليج، بحكم أن الصومال كانت أقرب نقطة انطلاق ومنطقة متاحة أمامهم نحو الخليج العربي، ولأنهم وجدوها بلدا غير آمن اضطروا لمغادرتها وظلوا يبحثوا عن بلد آخر حتي تمكنوا من احتلال العراق، الذي ظنوا أنه يمكن أن يكون قاعدة خلفـــية لهم ولكنه تحوّل إلي مستنقع.

س/ هل انضممتم في الصومال إلي معسكرات (القاعدة) أم بقيتم وحدكم؟

ج/ في الحقيقة كانت معسكرات (القاعدة) تتركز في منطقة كامبوني بينما كنا في الشمال الغربي للصومال، ولم نكن نعرف بالضبط مناطق تواجدهم، وأيضا كانت معاملة الصوماليين السيئة لنا والتكتيم الشديد علينا، ومحاصرتهم إعلاميا لنا، وأطبقوا علينا نوعا من الحصار، ونتيجة لذلك كنا لا نعلم بوجود الأخوة العرب من تنظيم (القاعدة) في منطقة كامبوني ومنطقة بورجابو، فاستأت لهذه المعاملة القاسية، ونظرا لأني كنت أفهم قليلا اللغة الصومالية لمست العديد من محاولات المكر بنا من بعض قيادات الحركة الإسلامية الصومالية في تلك المنطقة، رغم أننا أقبلنا إليهم كمساعدين وداعمين لهم، وكنا نحاول إقناعهم بأننا عبارة عن رُسلٍ لمن خلفنا، ولكنهم لم يقتنعوا بذلك، وبسبب هذا الوضع القيادي السيئ هناك قررنا الانسحاب من الصومال.

س/ هل شاركتم في أي عمليات عسكرية ضد القوات الأمريكية أثناء تواجدكم في الصومال؟

ج/ أبدا، لم أشارك في أي معارك في الصومال، لأن الفترة التي دخلت فيها إلي الصومال كان تنظيم القاعدة نفسه قد بدأ بالخروج من الصومال، ولم يبق معه فيها سوي معسكر أو معسكرين فقط، وهذه المعسكرات كانت معسكرات تدريبية فقط، ولم تكن لديه أية عمليات عسكرية إضافية، فقد خرج بعملياته وبقادته العسكريين.

س/ بعد خروجكم من الصومال إلي أين توجهتم؟

ج/ بعد خروجي من الصومال مرورا بكينيا رجعت إلي بلدي اليمن، ومكثت فيه ما يقارب ثلاثة أشهر، بعدها بدأت التواصل مع الشباب لترتيب سفري إلي طاجيكستان، مرورا بباكستان وأفغانستان، وكانت رحلتي هذه باتجاه المحطة التالية وهي محطة طاجيكستان.

س/ رحلتكم إلي طاجيكستان، كيف كانت وهل من تفصيل حول خلفياتها؟

ج/ طبعا جمهورية طاجيكستان كانت ضمن الدول الثماني التي استقلت حديثا عن الاتحاد السوفييتي السابق، وعاصمتها دوشنبيه، واستقلال طاجيكستان كان بحركة إسلامية داخلية بقيادة حزب النهضة الإسلامي، بزعامة السيد عبد الله نوري، طبعا وجهة نظر السوفييت وبقايا الشيوعيين في هذه المناطق لم يتقبلوا فكرة صعود نهضة قوية إسلامية في طاجيكستان، فبدؤوا بشن مجازر ضد المسلمين وضد حزب النهضة، فاضطر الأهالي والمسلمون في طاجيكستان للهجرة والفرار من داخل بلدهم طاجيكستان إلي شمال أفغانستان وتمركز المهاجرون الطاجيك في ولاية بدخشان الأفغانية، وولاية قندز وولاية تخار، ومع تصاعد أحداث طاجيكستان بدأ المجاهدون العرب الذين كانوا ما زالوا في أفغانستان أو الذين خرجوا منها بعد انتهاء الجهاد في أفغانستان وانتقلوا لجبهات أخري خارجية، بتشكيل مجموعات جهادية باتجاه جبهة طاجيكستان، فتشكلت أول مجموعة بقيادة يعقوب البحر، رحمه الله، وتشكلت مجموعة خطّاب، رحمه الله، الذي استشهد بالمعارك الأخيرة في الشيشان، وتشكلت مجموعة أخري ولكنها كانت مجموعة غير منضبطة تحت قيادة معينة، وهذا التشكيل الثالث انتهي بسبب عدم وضوح القيادة، وبقيت المجموعتان الرئيسيتان، اللتان شنتا عمليات في داخل طاجيكستان، حتي أن مجموعة يعقوب البحر دخلت إلي أعماق طاجيكستان وبدأت بتنفيذ عمليات عسكرية من داخل العاصمة دوشنبيه، ومجموعة خطّاب بدأت بشن معارك وحملات وضربات من المناطق الحدودية مع أفغانستان إلي مراكز القوات الشيوعية داخل طاجيكستان، وكانت مجموعة خطّاب مدعومة دعما عسكريا رئيسيا من القائد الأفغاني الشيخ عبد رب الرسول سياف، وكان هناك العديد من القادة الميدانيين التابعين لسيّاف يقاتلون مع مجموعة خطّاب وتحت إمرته، وطبعا مجموعة خطّاب أوجعت الشيوعيين وجعا شديدا وضربت لهم أكبر قاعدة في القوات الروسية في طاجيكستان وعملت لهم مجازر عسكرية عنيفة جدا، حتي تم إعلان الهدنة في طاجيكستان بسبب الضغوط الدولية علي الحركة الإسلامية، حيث تراجعت بعدها مجموعة خطّاب وخرجت مجموعة يعقوب البحر من طاجيكستان بعد استشهاده هناك إلي أفغانستان، وحينها منهم من اتجه باتجاه البوسنة والهرسك ومنهم من اتجه باتجاه الشيشان، وكان الوضع وقتئذ مع بداية اشتعال قضية الشيشان، فكانت هذه المرحلة الأولي في طاجيكستان، أما المرحلة الثانية هي التي شاركنا فيها، وكنا حينها قد خرجنا من الصومال واتجهنا نحو طاجيكستان، وكانت رحلتي إليها بدأت من اليمن ثم إلي باكستان مرورا بأفغانستان، طبعا عملية انتـــــقالي إلي طاجيكستان تمت بتنسيق مع بعض الأخوة العرب، منهم الأخ حسام بن عتش، رحمه الله، المكنّي المهند الجدّاوي.

س/ هل جميع الذين انضووا تحت قيادة يعقوب البحر وخطّاب كانوا جميعهم عربا؟

ج/ نعم كان أغلبهم عربا، وبالذات الركيزة الأساسية والنواة الأولي لهاتين المجموعتين، وكانوا من الذين يمتازون بالخبرة السابقة علي القتال حيث كانوا من الذين شاركوا في معارك جلال أباد بأفغانستان، عام 1988، وكان معهم أخونا حمزة الغامدي الذي ذكره الشيخ أسامة في أكثر من مناسبة لمشاركته في أكثر من ارض، ابتداء من أحداث معركة جاجي عام 1988 مرورا بأحداث جلال أباد عام 1988، وشارك في العديد من المعارك اللاحقة وصمد مع الشيخ أسامة حتي آخر لحظة، حيث كان من ضمن المشاركين في معركة تورا بورا الأخيرة مع القوات الأمريكية.

س/ هل كانت عناصر المرحلة الثانية من الجهاد في طاجيكستان منضوية تحت قيادة المجموعتين السابقتين، أم تشكلت مجموعات جديدة؟

ج/ بعد أحداث التجربة الأولي في طاجيكستان اندمج من بقي من مجموعة خطاب مع من تبقي من مجموعة يعقوب البحر، فاندمجوا بشكل مجموعة تحت إمارة أخونا حمزة الغامدي، وكان جميعهم دماء جديدة.

س/ تحت أي مسمي كانت هذه المجموعة؟

ج/ أسميت هذه المجموعة بمجموعة الشمال، بقيادة حمزة الغامدي.

س/ وكم بقيتم هناك؟

ج/ منذ أن تحركنا حتي رجوعنا بقينا نحو ستة أشهر، لأننا لم نستطع المشاركة في معارك طاجيكستان بسبب الخيانات، من داخل الحكومة الأفغانية السابقة التي كانت حينذاك بقيادة أحمد شاه مسعود، الذي ضيق الخناق علي المجاهدين العرب في شمال أفغانستان، حيث خانونا في الطريق وحاولوا الغدر بنا أكثر من مرة.

س/ وما ذا فعلتم بعد ذلك؟

ج/ رجعت مجموعتنا بالكامل إلي داخل أفغانستان، وهي التي ـ كما ذكرت ـ كانت تحت مسمي مجموعة الشمال، وكانت هذه المجموعة تتكون من حوالي 36 أخاً عربياً، معظمهم من أبناء الجزيرة العربية، من السعودية واليمن والخليج، باستثناء واحد مصري وآخر مغربي وثالث أوزبكي، أما البقية، الثلاثة والثلاثون، فجميعهم من أبناء الجزيرة العربية.
  #7  
قديم 25-06-2005, 01:23 PM
الجلاد10 الجلاد10 غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2005
الإقامة: بلاد الله
المشاركات: 498
إفتراضي


س/ ما هي الأسباب المباشرة لعملية تراجعكم وكيف كانت؟

ج/ تراجعنا بسبب خيانة دليل المجموعة التي كنا فيها، وقد كان طاجيكياً، حيث حاول أن يخوننا ويبيعنا للقوات الروسية، طبعا الروس في تلك الفترة كانوا متوجعين، ولم يستطيعوا أن يتحركوا وأثناء تحركنا باتجاه بعض المناطق الطاجيكية علي الحدود الجنوبية بلّغ هذا الدليل القوات الروسية أن هناك 36 مجاهدا عربيا يريدون اقتحام معسكراتكم، طبعا كان نحو 15 مجاهدا عربيا قلبوا ميزان القوي داخل طاجيكستان فما بالك بستة وثلاثين رجلاً، من أصحاب الخبرة العسكرية الجيدة وخارجين بتجارب متعددة وطويلة، وكانت هذه المجموعة تعتبر نواة مشكّلة من أفضل الخبرات الجهادية العربية من مختلف جبهات العالم، فالروس عرضوا جائزة لكل من يسلم لهم عربيا، ووعدوا بمنح 100 ألف دولار لكل من يسلّم لهم مقاتلا عربيا، فتخيّل 36 مقاتلا في 100 ألف كم سيصل المبلغ؟ حوالي ثلاثة ملايين و600 ألف دولار، فالطاجيكي يبدو أنه طمع بحجم هذا المبلغ الكبير، وقرر تسليمنا للقوات الروسية، ونتيجة لذلك شكلت روسيا قوات كبيرة تجاوزت 35 ألف مقاتل، ونشرتهم علي طول الحدود الجنوبية لطاجيكستان (الحدود الطاجيكية الأفغانية) للسيطرة علينا ومنع تغلغلنا داخل الأراضي الطاجيكية. وعندما سمعنا بخبر تحرك القوات الروسية الكبيرة باتجاهنا وقطع الطريق أمامنا قررنا التراجع نحو أفغانستان.

س/ كيف عرفتم بخبر تحرك القوات الروسية باتجاهكم، هل كان لديكم جهاز استطلاعي، أو استخباراتي؟

ج/ عرفنا بهذا الخبر عن طريق شاب طاجيكي، تربّي بين الأخوة العرب، مع بداية الأحداث في طاجيكستان، وتعلم منهم اللغة العربية، فكان فيه نوع من الوفاء وقام بهذا العمل لرد الجميل لهم، وقال: لكم فضل كبير عليّ، وأنا أحذّركم أن دليلكم الطاجيكي قرر تسليمكم للقوات الروسية، فاتخذنا إثر ذلك خطة للانسحاب. طبعا كنت أنا أحد أعضاء مجلس الشوري لهذه المجموعة، المكون من ستة أعضاء، منهم عبد الرحيم الناشري، المكني بالمُلاّ وأيضا بالفاروق وفاروق المكي وبلال المكي، وأيضا من بينهم أخونا عمر الفاروق الكويتي، وهما معتقلان الآن في أمريكا فرّج الله عنهم، فجاءني الأخ حمزة الغامدي وكنت حينها مريضا بالتيفوئيد وقال لي ما رأيك يا أبا جندل، الأوضاع تأزمت والروس يتحركون باتجاهنا، فقلت له من الأفضل أن نرجع، ما دام أن الظروف صعبة والثلوج قطعت الطرق أمامنا، وإذا شاء الله عز وجل سنعاود الكرّة مرة أخري في الصيف أو في الربيع، بعدها اخبرني بخبر خيانة الطاجيكي، فقررنا علي الفور إرسال اثنين من إخواننا إلي أقرب معسكر في شمال أفغانستان تابع للحزب الإسلامي الذي يتزعمه قلب الدين حكمتيار، لإبلاغهم بوضعنا وأننا ترغب في العودة فأرسلوا إلينا مجموعة مسلحين من أتباعهم ورجعنا تحت حمايتهم حتي وصلنا إلي مدينة فيض آباد عاصمة ولاية بدخشان وهناك بدأنا ترتيب وضعنا، خاصة وأن أغلبنا كانوا مرضي، وقررنا العودة إلي جلال آباد عبر العاصمة كابول التي كانت حركة طالبان بدأت بالزحف باتجاهها وباتجاه معظم الولايات الأفغانية الشمالية وذلك في العام 1996.
  #8  
قديم 16-02-2006, 12:07 AM
ناجى العلى1 ناجى العلى1 غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2006
المشاركات: 232
إفتراضي

الحلقة الثالثة

20 / 3 / 2005م

سفارتا امريكا في شرق افريقيا استهدفتا لدورهما في اشعال الحرب العرقية في رواندا وبروندي
القاعدة شاركت في معارك الجنوب السوداني.. ومحاولة اغتيال مبارك كانت ضمن المواد التدريبية في افغانستان .
في هذه الحلقة سيتحدث أبو جندل عن الفترة السودانية لزعيم تنظيم (القاعدة) أسامة بن لادن وأتباعه المقربين وطبيعتها، وعن مستوي تغلغل التنظيم في أعماق القارة الإفريقية.

س/ لننتقل إلي السودان، كيف ولماذا قرر أسامة بن لادن مغادرة بلده السعودية إلي السودان؟

ج/ في الحقيقة لم تكن مغادرة الشيخ أسامة من السعودية إلي السودان مباشرة، ولكنه خرج من السعودية إلي باكستان، وبقي فيها فترة من الزمن، وخلال ذلك كان يبحث عن أنسب أرض مستعدة لاستقبال المجاهدين من أتباعه، بحكم أن السعودية ضيّقت عليهم، والنظام تنصل من مسؤولياته إزاءهم، وحتي الشيخ أسامة نفسه مُِنح جواز سفر لسفرة واحدة فقط، يستخدمه للخروج من السعودية وعودة واحدة فقط، وقد استغل هذا الجواز للخروج النهائي من السعودية ولم يعد إليها بعد ذلك، وقد مُنح له هذا الجواز بحكم علاقته الشخصية مع بعض أفراد العائلة المالكة، وقد أعطي له هذا الجواز للسفر إلي باكستان من أجل تصفية أعماله ثم العودة للسعودية والإقامة الجبرية فيها، غير أنه استغل جزئية السماح له بالخروج ولم يعد إليها بعد ذلك، اتجه إلي باكستان وكان قد قرر البقاء فيها، غير أن الحكومة الباكستانية بدأت بشن حملات مضايقة وملاحقات ضد المجاهدين العرب، ابتداء من بشاور وغيرها من المدن، وكانت هذه الحملات الباكستانية ضد الأفغان العرب المقيمين فيها بسبب خلفيتهم الجهادية وكانت أيضا بسبب التصرفات والأفعال الصبيانية لبعضهم الذين استخدموا خبرتهم العسكرية بتنفيذ أعمال تخريبية وتفجيرات في باكستان، وكانت هذه الأعمال سببا في التشديد الباكستاني علي المجاهدين العرب وبالذات بعد عملية تفجير السفارة المصرية في العاصمة الباكستانية إسلام أباد، فقد شهدت تلك الفترة أكبر عملية تشديد ومطاردة للأفغان العرب، وفي هذه الفترة واجه الشيخ أسامة مضايقات كبيرة في باكستان فقرر البحث عن بلد آخر مناسب له ولأتباعه ويكون مستعدا لاستقباله، فاختار السودان الذي كان ما زال في أوج عنفوانه الثوري الإسلامي، في ظل تزعم الجبهة الإسلامية للسلطة، بقيادة الدكتور حسن الترابي، فانطلق الشيخ أسامة نحو السودان واستقبله السودانيون بكل ترحاب، من منطلق الاستفادة الاقتصادية من رؤوس الأموال التي سيستثمرها في السودان، وبدأ هناك تنفيذ العديد من المشاريع الاستثمارية العملاقة، حيث أنشأ خمس شركات استثمارية مهمة، أبرزها شركة وادي العقيق لإنتاج المواد الزراعية، ودخل شريكا في شركة الكنانة لإنتاج السكر، وشارك في شركة المقاولات التي أنشأت مطار بورت سودان، وأنشأت كذلك (طريق مدني خرطوم)، لتسهيل نقل المواد الزراعية، وتنفيذه لهذه المشاريع الاستثمارية مع الحكومة السودانية كان بهدف عمل تجاري استثماري بحت.

س/ كيف كانت حياة بن لادن الشخصية في السودان وكيف كان يعيش فيها، هل بشكل طبيعي أم كانت لديه أنشطة خاصة؟

ج/ حسب علمي بوضعه هناك أنه كان يعيش حياة طبيعية جدا، ولكنه كان يتواصل مع الآخرين، وكان يتابع الأحداث بعمق، سواء الأحداث المحلية أو الإقليمية أو الدولية ويقرأ تأثيراتها علي العالم الإسلامي، وعرفت أنه كان يتابع الحرب اليمنية في صيف 1994عن كثب وكان علي إطلاع دائم بها، وأنه حاول إرسال عناصر من (القاعدة) للمشاركة في تلك الحرب إلي جانب القوات الحكومية الشرعية غير أن الشباب أنفسهم لم يتمكنوا من الاشتراك في تلك الحرب باسم التنظيم، بحكم سرعة انفجارها وسرعة إخمادها، ومع ذلك شارك في تلك الحرب العديد من عناصر (القاعدة) السابقين من الذين كانوا في أفغانستان، أمثال طارق الفضلي وجمال النهدي، اللذين كانت تربطهم بأسامة بن لادن علاقة وطيدة.

س/ هل بقاء أسامة بن لادن في السودان لأغراض استثمارية فقط، كان شرطا سودانيا للموافقة علي استضافته، أم أنه كان قرارا ذاتيا للهدوء والتخلي عن بعض أعماله العسكرية؟

ج/ كانت الفترة السودانية فترة هدوء بالنسبة للشيخ أسامة، وفعلا لم تكن للتنظيم أية أعمال عسكرية في تلك الفترة، إلا في الصومال فقط، وأما في السودان فكانت نشاطاته كلها أعمالا استثمارية اعتيادية، وأعتقد أن الشيخ أسامة قرر الهدوء من ذات نفسه، ولكنه كان يتابع الأحداث عن كثب في السعودية ويتفاعل معها، ولم يكن ذلك الهدوء بسبب طلب من الحكومة السودانية، فذلك لم يكن حاصلا، علي العكس كان العديد من عناصر (القاعدة) الذين كانوا معه في الخرطوم يشاركون في الحرب بجنوب السودان مع المتطوعين السودانيين إلي جانب القوات الحكومية، وبعضهم كان ينطلق للقتال في الصومال وهكذا، ولم يكن للحكومة السودانية أي دور في تقييد حركته وتحجيم نشاط أتباعه، وركز في تلك الفترة علي تنمية أمواله وتوسيع دائرة نشاطه التجاري والاستثماري، وربما اتخذ تلك الفترة مرحلة للتفكير العميق حول خطط المستقبل.

س/ ولكن عقب محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في أديس أبابا، اتهمت الحكومة المصرية أسامة بن لادن بأنه كانت لديه معسكرات تدريب في السودان، هل سمعتم بشيء من ذلك؟

ج/ حسب علمي بأنه لم يكن في السودان أي معسكر للتدريب تابع لتنظيم (القاعدة)، وكان الشيخ أسامة يكرس نشاطه هناك للعمل التجاري البحت، وللعملية الاستثمارية الصرفة، لأنه كان أيضا يضع حسابا للحكومة السودانية ويفكر بمصالحها وأبعادها، ولا يحب إيذاءها أو التسبب في جلب السوء لها، فلذلك لم يحاول الشيخ أسامة إنشاء معسكرات فيها، وإن كان في بداية أيامه في السودان في الفترة الأولي لثورة الإنقاذ برئاسة عمر حسن البشير فتح بعض المعسكرات للحركة السلفية الإريترية، إلا أنها كانت ضعيفة الذكر وضعيفة الصيت، وكان الشيخ أسامة يركز بدرجة أساسية علي معسكرات (القاعدة) التي أنشاها في الصومال.

س/ هل تعتقد أن لتنظيم (القاعدة) ولأسامة بن لادن دورا في محاولة اغتيال الرئيس المصري حسني مبارك، في العاصمة الاثيوبية؟

ج/ في الحقيقة ليس لي علم بذلك، ولكن أذكر أنه عندما كنا نتدرب في معسكرات (القاعدة) كان بعض أعضاء الجماعة الاسلامية المصرية يحكون لنا هذه القصة وكيف تمت محاولة الاغتيال، كنوع من المواد التدريبية، وقصة تدريبية نطبق عليها، فكانوا يحكون لنا هذه القصة ولكن لم يكونوا يؤكدون لنا أنها من تنفيذ (القاعدة)، ولا أظن بأن للقاعدة ضلعا في هذه العملية.

س/ هل هذا يعني أن الجماعة الإسلامية المصرية هي التي نفذت عملية الاغتيال؟

ج/ نعم، هي التي قامت بتنفيذ هذه العملية بكوادر مصرية، وكل شيء مصري، وقد كانت عملية اغتيال حسني مبارك في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا من تخطيط وتنفيذ الجماعة الإسلامية المصرية.

س/ مع بقاء أسامة بن لادن لفترة طويلة في السودان، يشار إلي أنه استغله لخلق جسور وامتدادات طويلة لتنظيم (القاعدة) في أعماق إفريقيا، هل عرفتم شيئا من ذلك؟

ج/ في الحقيقة بعد المضايقات الباكستانية للمجاهدين العرب في مدينة بشاور، أصبحت السودان بمثابة الحضن الآخر لعناصر معظم الجماعات الجهادية العربية، مثل الجماعات المصرية، الجماعات الليبية والجماعات الجزائرية وغيرها بالإضافة إلي الشيخ أسامة بن لادن ومن معه من عناصر تنظيم (القاعدة). وأما عملية امتداد تنظيم (القاعدة) في إفريقيا فقد كان شيئا من ذلك، من خلال متابعة الشيخ أسامة لأحداث جميع الدول المحيطة والقريبة من السودان، مثل أحداث ليبيا، أحداث الجزائر، أحداث اليمن، أحداث الصومال وأحداث إريتريا، أحداث مصر، وحتي أحداث ليبيريا رغم أنها بلد بعيد في غرب القارة الإفريقية. حيث كانت الأحداث تدور في ليبيريا، وما كنا نعرف ماذا يدور هناك، لكن عن طريق تنظيم القاعدة وبعض الجماعة الإسلامية إتضح أن الصراع الذي كان دائرا في ليبيريا كان صراعا إثنيا دينيا بين المسيحيين والمسلمين، في بلد نسبة عدد المسلمين فيه في حدود 20% من إجمالي عدد السكان، لذا كان الكثير من عناصر (القاعدة) يتمنون نقل الجهاد إلي ذلك البلد، بأسلوب (القاعدة) وعلي الطريقة الأفغانية، حتي أن أحد قادة الجماعات الإسلامية في ليبيريا كان يقول تمنينا لو أننا استطعنا التواصل مع الأفغان العرب، حتي يقلبوا ميزان القوي في هذا الصراع داخل ليبيريا. من هنا كان للشيخ أسامة نشاطات في إفريقيا ولكن ـ علي ما أعتقد ـ كان معظم تلك النشاطات في إطار الإطلاع علي الأوضاع هناك، للتواصل مع بعض التنظيمات هناك ومعرفة أحوالهم واحتياجاتهم، لكن لا أعرف إذا كان هذا النشاط انتقل إلي مستوي دعم تلك التنظيمات أو وجود نشاط عملي في البلدان الإفريقية.

س/ لفتت حادثة غرق القائد العسكري لتنظيم (القاعدة) أبو عبيدة البنشيري في بحيرة فكتوريا بإفريقيا الأنظار إلي مستوي تغلغل تنظيم (القاعدة) في القارة السمراء، فما هي الرقعة التي استطاعت (القاعدة) الوصول إليها في إفريقيا؟

ج/ حسب ما عرفته من الشيخ أسامة وبعض الأخوة الآخرين، كان الأخ أبو عبيدة البنشيري، يحاول الاستفادة من الصراعات المسلحة التي كانت تدور في إفريقيا، كقضية وسط إفريقيا، بروندي ورواندا، وغيرها، لتسهيل عملية تغلغل عناصر (القاعدة) في إفريقيا. وأذكر أن من الأشياء التي كان الشيخ أسامة يذكرها لنا عن السفارتين الأمريكيتين في نيروبي ودار السلام، أن هاتين السفارتين كانتا عبارة عن معقل أمريكي في إفريقيا وأنهما كانتا العقل المدبر للأحداث في رواندا، التي قُتل فيها أكثر من 80 ألف مسلم، بسبب المجازر التي قامت هناك بين الهوتو والتوتسي، والتي كانت في الحقيقة بين المسيحيين والمسلمين، وكانت السفارتان الأمريكيتان تغذيان ذلك الصراع، وكان هذا الكلام من ضمن المعلومات التي حصل عليها الشيخ بن لادن من عمليات الاستطلاع علي الأحداث هناك من خلال عناصر (القاعدة)، وقد قام أبو عبيدة البنشيري بجولة استطلاعية ميدانية في جميع مناطق الصراع في إفريقيا؛ وأثناء إحدي جولاته استشهد غرقا في بحيرة فيكتوريا. وتربط منطقة البحيرات في إفريقيا بين 8 ـ 10 دول إفريقية، وهذه الدول جميعها كانت تدور فيها أحداث مهمة، ولكن كنا لا نعلم عن تلك الأحداث شيئا، لأنها معزولة عن العالم الخارجي، وكان المسلمون هناك يعانون من ويلات تلك الأحداث وكانوا ضمن أطراف الصراع، فكان الأخ أبو عبيدة يخطط ويفكر في كيفية إخراج هذه الأحداث المغمورة إلي السطح الدولي، وتحويل قضايا تلك الدول إلي قضايا دولية، وإبرازها إلي ساحة الأحداث الدولية، لأنها لو ظهرت إلي ساحة الأحداث الدولية فإنها قد تساهم في استقطاب شباب جدد إلي ساحة الجهاد هناك، واستقطاب عناصر جديدة وفتح الأبواب لعمليات جهادية أخري، وكان هدف الأخ أبو عبيدة فتح جبهات كثيرة علي التحالف الصليبي اليهودي في كل مكان حول العالم، لمحاولة تشتيتهم واستنزافهم وصرف نظرهم عن الهجوم علي الأمة.

  #9  
قديم 03-04-2006, 04:41 AM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي

الحلقة الرابعة


21 / 3 / 2005م

حاولت الابتعاد عن التنظيم بعد تجربتي في طاجيكستان.. واسلوب ابو عبدالله الهادئ اقنعني بالمبايعة لم يكن هناك شيء اسمه القاعدة.. وبن لادن كان يعمل تحت امرة عبدالله عزام في البداية .
في هذه الحلقة سيتحدث أبو جندل عن ارهاصات تعرّفه علي أسامة بن لادن وعن الآلية التي استطاع بها بن لادن استقطابه وعن الاستفادة التي جناها من انخراطه في تنظيم (القاعدة).



س/ كيف كان صيت حركة طالبان في مناطق الشمال الأفغانية، خاصة أنها كانت حركة وليدة ولا أحد يعرف عنها شيئا؟ بمعني أنها لم تكن من الأحزاب أو الحركات الأفغانية العريقة؟

ج/ في الحقيقة كان الجميع من أهل الشمال يضللونا ويحذرونا من حركة طالبان ويخبرونا أنهم شيوعيون، وكنا حينها لا نعرف بالضبط هوية طالبان، وفجأة سمعنا أخبار المعارك وأن طالبان اقتحمت جلال أباد وأخذت طورخم وأرغنداب ودرونكا وبدؤوا بالدخول نحو الولايات الشمالية، فقلنا ما هذا الجيش العرمرم الذي يدخل المناطق بهذه السرعة، ولم نكن نعلم حينها أن حركة طالبان حركة اسلامية، وحركة دينية، فأصبحنا خائفين خوفا شديدا من أن يتم تسليمنا لهؤلاء الشيوعيين مرة أخري وهم طالبان، فبدأنا نرسل أخوة علي شكل فرادي الي ولاية قندز عن طريق جماعة الشيخ عبد رب الرسول سياف، وكنت آخر من تحرك منهم، لبشرتي السمراء خشية اكتشاف هويتي العربية، حيث تحركت مع قافلة عسكرية تابعة لقوات أحمد شاه مسعود، كان قائدها يجيد اللغة العربية لأنه كان يدرس في الرياض، وأوصلني الي خط التماس بين قوات طالبان والقوات الحكومية السابقة بقيادة احمد شاه مسعود، وقال لي: هذه حدودي وهذه قوات حركة طالبان، وربنا يوفقك. فأخذته علي جنب، وسألته عن هوية طالبان وقُلت له أسألك بالله أُصدقني القول: ما رأيك في حركة طالبان؟ فأجابني: هم خير منا. فقلت له: لماذا تقول عنهم الاذاعات الأفغانية في كابول وقندوز أنهم شيوعيون؟ فأخبرني أن هذه الاذاعات تابعة للحكومة، تحاول تضليل الناس لكسب ولائهم لها. بعدها تحركت باتجاه جبهة طالبان عبر طريق كان التنقل فيها متاحاً للعامة بين خطي القتال، وعندما وصلت الي الجهة التي تسيطر عليها حركة طالبان وكنت حينها في حالة من الذعر لكثرة ما سمعت عنهم وخشية ان يُمسكوا بي، تفاجأت بهم، اذ كانوا شبابا مطبقين للسنة باطلاق اللحي وبملابسهم التي لا تخلو من العمائم وكانوا مكحلي العيون، ورأيت بعضهم خلف المدرعات يقرأ القرآن، فنظر لي أحدهم وسألني: أنت عربي؟ فأجبته: نعم أنا عربي. فصاح باتجاه القائد: عربي، عربي، عربي، واجتمع لذلك الكثير من الناس حولي، وأصروا علي أن أتناول معهم الشاي، وشرحت لهم وجهتي فوضعوني بسيارة تحت الحراسة وقالوا لي أنت آمن حتي تصل الي جلال أباد، رغم أن المسافة كانت بعيدة جدا، والطريق حسب علمي مليئة بالعصابات وقُطّاع الطرق، ولكن الوضع تغيّر، فعلا كانت الطريق آمن، لا أثر فيها لعصابات ولا لقطاع طرق والبلاد فعلا آمنة. وفي تلك الفترة التي تعرفت فيها علي حركة طالبان حصل لقاء بيني وبين الشيخ أسامة بن لادن في جلال أباد والذي كان الخطوة نحو انضمامي لتنظيم (القاعدة) فيما بعد.

س/ متي تعرفت علي أسامة بن لادن؟

ج/ تعرفت علي الشيخ أسامة والتقيته شخصيا عندما رجعت من رحلة الشمال التي كانت الي طاجيكستان، وتحديدا عندما وصلت الي جلال أباد، قادما من كابول التي كانت محطة العودة من طاجيكستان.

س/ عند ما رجعت الي جلال أباد، من رحلة الشمال، هل كان بن لادن مقيما في جلال أباد؟

ج/ نعم، كان الشيخ أسامة مقيما في جلال أباد منذ دخولنا الي أفغانستان وحتي عودتنا الي جلال أباد، ولذلك عندما سمع الشيخ أسامة أن هناك مجموعة من العرب متوجهة الي طاجيكستان حاول التواصل معنا، ولكن كنا نفر منه، لأننا كنا نعرف اذا أمسك بنا لن نستطيع أن نُفلت منه، والا كنا نعرف أن بن لادن في أفغانستان قبل وصولنا اليها.

س/ هل كنتم خائفين من بن لادن؟

ج/ لا، لم نكن خائفين منه، وتهرُّبنا ليس خوفا ولكن كنا نشعر أننا لن نتوافق مع بعض متطلبات أسامة بن لان، علي الرغم من أننا أثناء دخولنا أفغانستان لم نكن نعلم أنه أعلن الجهاد ضد الولايات المتحدة وأنه قرر أن يقاتل أمريكا، ولم نعلم بهذا الخبر الا بعد رجوعنا من رحلة الشمال، أي بعد ستة أشهر من انطلاقنا صوب طاجيكستان.

س/ عند ما رجعت من رحلة الشمال، هل كنت قد اتخذت قرارا بالعودة لليمن؟

ج/ نعم كنت مقررا العودة لليمن للاستقرار فيها أو الذهاب للجهاد في الشيشان، ولم تكن عندي أية نية للرجوع مرة أخري الي أفغانستان واحمل السلاح فيها، لأنه قد صارت عندي عقدة نفسية منها، من خيانة الأفغان، ومن صراع الأحزاب الاسلامية علي السلطة فيها بعد خروج القوات السوفييتية منها، وما الي ذلك، وكنت حينها أفكر بالانضمام الي تنظيمات الجهاد المنظم كما في الشيشان، حيث العمل فيها ضمن مجمـــوعات واضحة، والعمل منظم.

س/ كيف تمت عملية التواصل الأولي، والتعرف علي بن لادن في جلال أباد؟

ج/ عند ما وصلت الي جلال أباد التقي بنا الأخ أبو مهند الجدّاوي، حسام بن عتش، وكان دائما يكرر عليّ ويحاول اقناعي بضرورة مقابلة الشيخ أسامة، فقلت له يا أخي أنا رجل جبهات ولا أرغب بما يدعوني اليه بن لادن. فكان يقول لي ويلحّ عليّ: ضروري تزور الشيخ أسامة، وتتعرف عليه، فقلت له: يا عزيزي، خليني أكون صريحاً معك، أنا لست من النوع الذي يحب يقابل أبو عبد الله (بن لادن)، أنا حق جبهات، وأنا الآن خارج من أفغانستان وراجع الي اليمن، وهناك سأقرر اما أن أتزوج واما أن أتوجه الي الشيشان ، حيث كنا حينها نري أن موضوع الاستقرار والبقاء في أفغانستان بدون قتال نوع من العذاب وعقوبة ربانية، وأن الله غاضب علينا، لأننا كنا قد نذرنا أنفسنا للجهاد وانتهي الموضوع، وأن مهمتنا في الحياة أن نحمي الأمة حيثما استطعنا أن نذهب. حتي أننا كنا اذا سمعنا أن أي شاب من اخواننا تزوّج نذهب نُعزّيه وليس نهنئه كما جرت العادة، ونقول له عظّم الله أجرك في الجهاد، وانتهي الموضوع. فقلت لهم اذا وصلت الي اليمن أنا بين أمرين، اما أن أتزوج فتُعزّوني واما أن أذهب الي الشيشان فالحقوا بي. فحاول الأخ مهند وحاول الشباب الآخرون أن يقنعوني بأهمية زيارة الشيخ أسامة ولم يستطيعوا ذلك، حتي أنهم في النهاية أرسلوا لي الأخ أبو محمد المصري، وهو طالب علم ولطلاب العلم أسلوبهم الخاص بالاقناع بالأدلة القرآنية والأحاديث النبوية، وقال لي: يا أخي من حق أخيك المسلم أن اذا دعاك فأجبه، وتلبية دعوة الأخ أبو عبد الله حق عليك، فقلت له: والله أنتم يا مطاوعة ما في منكم فرار، فضحك الأخ أبو محمد المصري، ووافقته علي الذهاب معه الي الشيخ أسامة.

س/ هل أرسله بن لادن اليك لاحضارك اليه؟

ج/ نعم، رجع أبو مهند الي الشيخ أسامة وقال له: أبو جندل رافض يأتي اليك، فالشيخ أسامة بحكم الدعاية التي شنّها مهنّد عني لديه، وأني من الشباب الذين عقلياتهم نظيفة، و... و... الخ ولم أكن أعرف بذلك، وبما شنه مهنّد عني، وكان مهنّد يحاول بشتي الوسائل ايصالي الي الشيخ أسامة، فقلت خيرا انشاء الله ووافقت في الأخير. ذهبنا الي الشيخ أسامة وقابلته وبقينا مع بعض ثلاثة أيام، تعرفنا خلالها عليه، وأكلنا مع بعض، وكان خلال هذه الثلاثة أيام يشن نوعا من الحملة الاعلامية باتجاهنا، ويقنعنا بمبرر دعوته للجهاد ضد أمريكا، وذهب يحكي لنا الحال السيئة التي وصل اليها وضع الجزيرة العربية ويقنعنا بما حصل فيها من مساوئ جرّاء التدخل الأمريكي في المنطقة، وأنه شخصيا عرض علي المشايخ وعلي النظام في السعودية العديد من الحلول لذلك، ولكن دون جدوي، وكنا كل ما نملكه حينها من معلومات عن قضية التدخل الأمريكي في الخليج، قد عرفناها أثناء تواجدنا في السعودية ولكن حيثياتها وبواطن الأمور والروابط المتعلقة بذلك كانت غائبة عنا حتي قابلنا الشيخ أسامة في ذلك المكان وكشف لنا الكثير من الأمور التي لم يُكشف عنها الستار من قبل.

س/ لماذا، هل لأنه كان لديه أسلوب مقنع في الحديث، أم لأنه وجد أقنية فارغة فملأها بما يريد؟

ج/ لأنه كان من المحتكين مباشرة بقضية التدخل الأمريكي في الخليج والغزو العراقي للكويت، فكان يحكي لنا من واقع تجربته الشخصية، وهذا الطرح القوي فتّح لدينا آفاقا بعيدة وعميقة عن هذه القضية، وعن وضع العلماء في السعودية ووضع التحالف القائم بين النظام السعودي والحركة الاسلامية السلفية، دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وهذه كلها أصبحنا نُلم بها من كلام الشيخ أسامة وطريقة كلامه، طبعا بحكم تربيتنا الدينية السلفية لم أتقبل كلام الشيخ أسامة بالكامل مئة بالمئة، ولكنها فتّحت أمامي مجالا للبحث، وأصبحت أبحث عن بعض الأمور من خلال الاتصال ببعض الأشخاص الذين أعرفهم والبحث في الكتب والمطبوعات الصادرة هنا أو هناك، وبالذات تقارير ومنشورات حركة الاصلاح السعودي، وبدأنا التواصل بشأن قضية الشيخ سليمان العودة، وبدأنا نعيد سماع الأشرطة القديمة التي كنا نسمعها في السعودية، مثل (من وراء القضبان)، (الثبات حتي الموت) و(حتمية المواجهة) وأصبحنا بعد ذلك نفهم الرسائل التي كانت توجهها هذه الشرائط التي كانت توجه الينا بصيغة لم نكن نستوعبها من قبل، ولكن بعد الجلوس مع أحد أقطاب حركة الاصلاح السعودي ومع الشيخ أسامة تلقيناها بطريقة مختلفة، واستوعبنا القضية بطريقة أخري، وصار الادراك لدينا بشكل أقوي. وبحكم تجربتنا العسكرية وتجربتنا في حمل السلاح قلنا: ما هي أمريكا؟ اذا كنا نجحنا في العديد من المواجهات المسلحة والجبهات العسكرية ضد الصرب والروس وغيرهم، فأمريكا لن تكون شيئاً جديدا، وكنا كثيرا ما نجلس مع الأخوة الذين قاتلوا ضد الأمريكان في الصومال، وكنا نسمع عن الأخوة الذين ضربوا الأمريكان في فندق عدن مطلع التسعينات، وعن الأخوة الذين فجروا مساكن الأمريكان في الرياض والخبر، فوصلنا الي قناعة بأن أمريكا لا تفرق شيئا عن غيرها من القوي التي قاتلنا ضدها، حيث أصبحت (ملطشة) لكل من هبّ ودب، وكل من عاداها أعطاها علي قفاها، فقررتُ الالتحاق بالشيخ أسامة بن لادن، وكانت هذه بداية العمل مع تنظيم (القاعدة).

س/ كيف كانت تفاصيل اللقاء الأول بينك وبين بن لادن، وعلي ماذا كان يركز في كلامه وتصرفاته لجذبكم اليه؟

ج/ الحقيقة ان تفاصيل قصة لقائي الأول بالشيخ أسامة جميلة جدا، رغم أنه قد مر عليها أكثر من ست سنوات، وتفاصيل ذلك أني عند ما رجعت الي جلال أباد وصلت الي مقر هيئة الاغاثة الاسلامية العالمية فيها، لأني لم أكن أعرف أين استقر رفاقي العرب من مجاهدي مجموعة الشمال، فأخبرت الأخوة العرب من مسؤولي الهيئة بذلك فرفعوا جهاز المخابرة وبدؤوا ينادون علي نجم الجهاد، ونجم الجهاد كان موقع مقر الشيخ أسامة ومن معه من العائلات والمجاهدين في جلال أباد، فصاروا ينادون علي نجم الجهاد: طيبة طيبة، وهو الاسم الرمزي لأحد الأخوة هناك، فردوا عليهم من موقع نجم الجهاد وسألوهم: ما تريدون؟ فأجابوا: عندنا واحد من العرب يريد الأخ مهنّد. فقالوا: من هو؟ فردوا عليهم: أخبروه أنه ابن عمه. فعرف الأخ مهنّد مباشرة أنه أنا، فقال لهم: أوصلوني اليه، وفعلا وصل الينا الأخ مهنّد بعد صلاة العصر ومعه نحو خمسة مسلحين من الأخوة المجاهدين من تنظيم (القاعدة) واستقلوا سيارة خاصة وأخذوني الي مَضَافة (دار ضيافة) سرية في مدينة جلال أباد، كان الشباب العرب يرجعون اليها من مناطق الشمال، فجلسنا في هذه المَضَافة، وأول ما دخلتها رآني الشباب رفقائي في رحلة الشمال وفرحوا وهلّلوا وكبّروا، وكان منهم الأخ عزام، عليه رحمة الله، الذي فجّر السفارة الأمريكية في نيروبي. جلست مع بعض الشباب وكانوا يحكون لي ويكررون: الله ما أحسن الجلوس مع الشيخ أسامة، فقلت لهم ما لدي الشيخ أسامة؟ فكانوا يجيبون: أنت لا تعرف ما لدي الشيخ أسامة، ستنبسط واياه و...و... الخ فكنت أقول لهم: ما الذي عنده؟ فقالوا: بصراحة عند الشيخ أسامة طرح جديد في قضية هامة.


آخر تعديل بواسطة المصابر ، 03-04-2006 الساعة 04:47 AM.
  #10  
قديم 03-04-2006, 04:51 AM
المصابر المصابر غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
الإقامة: أرض الله
المشاركات: 3,304
إرسال رسالة عبر ICQ إلى المصابر إرسال رسالة عبر MSN إلى المصابر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى المصابر
إفتراضي

ولأنهم كانوا قد سبقوني للوصول اليه بأسبوع ويترددون عليه يوميا، سوّقوني اليه طوال ذلك الأسبوع قبل وصولي اليهم، وكنا حينها في تاريخ 25 شعبان أي قبل رمضان بنحو 4 أيام فقط، وكانوا يقولون لي: الله.. ضروري تذهب الي الشيخ أسامة لأنه سيقول كلاما مهما كثيرا ، ولم أكن أتفاعل مع كلامهم بجدية، وكان الأخ مهنّد يأتيني في الليل ونجلس واياه في حديقة المضافة، ويكرر علي طوال الليل: الشيخ أسامة عنده قضية، وأنه أعلن الجهاد علي أمريكا، ولا بد أن نحارب أمريكا، و... و...و...الخ، ويطلب مني أن أزور الشيخ أسامة، فكنت أقول له: هذا الموضوع ليس في بالي، لأني الآن عازم علي الرجوع لليمن، اما أن أتزوج من بنات عمي وأبقي في البلد، واما أن أنطلق للجهاد باتجاه الشيشان، وهذا الموضوع لا جدال عليه، فحاول وحاول معه الشباب لاقناعي وما تقبلت منهم أي شيء ولم يتوصلوا معي الي نتيجة. وفي ثالث يوم وتحديدا في 27 شعبان جاءني الأخ أبو محمد المصري، وهو من كوادر (القاعدة)، وكلمني بصريح العبارة: الشيخ أسامة يتمني أن يراكم ويجلس معكم ومع الشباب، ويتحدث معكم، وعنده قضية وموضوع يريد يعرضه علي الشباب، فوافقت علي الذهاب الي الشيخ أسامة، وكنت أنوي حينها زيارة الشيخ أسامة مرة واحدة فقط من باب رفع العتب ولا أعود اليه مرة أخري، فذهبت اليه والتقي بي الشيخ أسامة وبدأ يتحدث الينا ضمن حلقة تضم مجموعة كبيرة من الشباب، وكنت أجلس الي يمنيه في نفس الصف، وكان كلما يتحدث ينظر الي ويقول: هل فطنت يا أبو جندل، هل فهمت يا أبو جندل، وأرد عليه: نعم فهمت، نعم فطنت. وفي المساء عندما قررنا العودة الي المضافة التي كنا نقيم فيها، جاءني الشيخ أسامة وقال لي: كيف حالك يا أبو جندل؟ وسألني كم لك منذ أن أكلت معصوبة القرموشي؟ والمعصوبة هي وجبة شعبية بالسعودية، فأجبته: منذ أكثر من أربع سنوات تقريبا، فقال لي: اذا تُفطر عندي غدا صباحا معصوبة، لأني عادة أُفطر علي المعصوبة، فكأن الرجل كان يشعر أني مبيّت نية أخري، وكان لديه نوع من الفراسة، فقلت له: أعذرني يا شيخ من هذه الدعوة فقد لا أستطيع الحضور، فألح علي وقال: أبدا، ضروري تحضر واذا دعاك أخوك فأجب دعوته، فقلت: خيرا انشاء الله سآتيك في الصباح، وكان يقول لي: حق الضيافة ثلاثة أيام، وبعد انتهاء الثلاثة أيام خذ راحتك وقرر ما تشاء، وطبعا ظل الشيخ أسامة خلال الثلاثة أيام يتحدث معنا ويطرح علينا قضية الجزيرة العربية والاحتلال الأمريكي لها، طبعا نحن كنا مقتنعين بالتواجد الامريكي، وبوجود الاحتلال، لكن وجهة نظرنا تختلف عن طرحه بحكم فتاوي الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد صالح بن عثيمين اللذين أفتوا بجواز الاستعانة بالكافر، ولهذه الفتاوي كنا ساكتين، والا ما كنت أتوقع سكوت أحد، اذا جاء الشيخ بن باز أو الشيخ بن عثيمين بعكس ذلك وقال: لا يجوز دخول الكفار جزيرة العرب وأنها محرمة عليهم، وجاءنا بالأدلة التي أوردها لنا الشيخ أسامة؛ لو كان تم ذلك لا أتوقع أن أحدا من الشباب كان يمكن أن يسكت، وأعتقد أنه كانت ستقوم ثورة في السعودية ضد التدخل الأمريكي في الجزيرة العربية اذا أعلنت مثل هذه الفتوي، ولكن المشايخ كانت لديهم وجهة نظر أخري، كانوا يريدون ابعاد الفتنة عن البلاد، لأنه فعلا لو اشتعل القتال داخل المملكة العربية السعودية بين القوات الأمريكية الغازية التي جاءت بصيغة الحماية والدفاع وبين أبناء السعودية والخليج لن يكون هناك تكافؤ من حيث الامكانيات والسلاح، لأن الأمريكيين أقوياء في هذا الجانب، وقد يتحول الموضوع الي عذر تتخذه واشنطن ذريعة لاحتلال البلاد، خاصة وان الشباب كانوا غير مستعدين ولا مهيأين لمثل هذه المواجهة المسلحة ولم يكونوا مؤهلين عسكريا.

س/ كم استمر بن لادن يعطيكم الدروس والأحاديث لاستمالتكم وجذبكم الي صفه في تنظيم (القاعدة)؟

ج/ ظل الشيخ أسامة بن لادن ثلاثة أيام يلقي علينا دروسا يومية وحديثا موجها بدقة نحونا، فكنت أنظر للشباب والشباب كلهم ينظرون الي، بحكم أن الشباب يعرفون أني كنت أحد أعضاء مجلس الشوري لمجموعة الشمال، وكنت نائب احدي مجموعات الشمال التي كانت مهيأة للجهاد في طاجيكستان، فكان الشباب يحاولون معرفة رأيي في الموضوع، حيث كنا نرجع في المساء ونجتمع بالمضافة عقب عودتنا اليها وبدأ الشباب يسألوني: ما رأيك يا أبوجندل؟ ما الذي عندك بهذا الموضوع؟ فقلت لهم: والله كل واحد فيكم رجل وبالتالي يفترض أن يقرر بنفسه ويتبع الذي برأسه، أما أنا فوضعي مختلف . وكان الشباب يحاولون أن يعرفوا قراري، حتي يفعلوا ما سأفعله. وبعد ثلاثة أيام من الجلسات المتواصلة مع الشيخ أسامة وتحديدا قبل شهر رمضان بليلة طلبني الشيخ أسامة بعد العصر وقال لي: ما رأيك يا أبو جندل في الذي سمعته؟ قلت له لا أخفيك يا شيخ بأن كلامك مقنع وتطرح لقضية واضحة، ولكن الواضح عندي أنه ليس لديك أحد من أهل الأرض، أي من أهل الجزيرة العربية صاحبة القضية، فقال لي: فعلا كلامك صحيح، معظم الأخوة حولي مصريون وجزائريون ومن شمال افريقيا، ولذلك أدعوكم للانضمام الي قافلتنا. كنت أظن أن هذه الحقيقة غائبة عن الشيخ أسامة ولكني اكتشفت أنه كان يركز كثيرا علي أهل الجزيرة العربية وبالذات علي أهل الحجاز؛ وكنا نحن ـ مجموعة الشمال ـ أول مجموعة انضمت بشكل جماعي الي تنظيم (القاعدة)، حيث اختلي الشيخ أسامة بكل واحد فينا والكثير منا أعطاه البيعة فورا، وطبعا كانت البيعة في غاية السرية ولا أحد يعرف من الذي أعطاه البيعة من الذي لم يعطه؛ وأمّا أنا فقد اشترطت عليه شرطا لأداء البيعة، وقلت له أنا مستعد للعمل معك ولكن بشرط، فقال لي: ما هو؟ قلت في حال خرجتُ من تحت ظلّك ومن تحت قيادتك للمنطقة التي أنت فيها الي مكان آخر، ليس لك أمر عليّ. فالشيخ قَبِل بهذا الشرط وقال لي: أنا قابل بشرطك، وبعد أدائي البيعة اثر قبوله بشرطي بقيت معه شهر رمضان بالكامل في حالة عبادة وتعبّد؛ وكأن الشيخ كان يهدف الاستعانة بأبوجندل لفترة من الناحية الادارية والاستفادة من قدرته علي الطرح وقدرته علي الكلام مع الآخرين، فكان ربما يريد أن يستفيد مني في هذه الجزئية، فبقيت معه وكان الشيخ أسامة يركّز عليّ في موضوع التدريب، بقصد القيام بنوع من التعبئة الفكرية أثناء تدريبي ونوع من التوجيه والتثقيف حول القضية الرئيسية التي يحملها، فشاركت بالعديد من الدورات العسكرية، مثل دورة تأسيسية تكتيكية لحرب العصابات وبعض الدورات الخاصة باستخدام الأسلحة الرشاشة، وكنت كل ما أنتهي من دورة يستدعيني الشيخ أسامة اليه، فأذهب وأبقي عنده.

س/ أشرت الي أن البيعة كانت سرية، فهل هذا تأكيد بأنه ليس كل من عاشر أسامة بن لادن أو عمل معه يكون عنصرا في (القاعدة)؟

ج/ نعم، ليس شرطاً أن يكون كل الذين حول الشيخ أسامة أعضاء في تنظيم (القاعدة)، فقد تجد الأخ أمامك ويشارك معك في الجبهة وتجده حول الشيخ أسامة ويذهب ويأتي الي مجالسه ولا يمتنع عنهم الشيخ أسامة ولكن ليس عندك جزم بأن هذا الشخص في (القاعدة) أو ليس في (القاعدة)، لا تستطيع أن تقرر هذا الشيء، فليس من الضروري أن يكون عنصرا في (القاعدة) حتي لو كان مع الشيخ أسامة. العديد من الشباب عاشوا معه سنتين وثلاثا ولم يبايعوه ولم يكونوا عناصر في (القاعدة) رغم حضورهم المكثف وتواجدهم الدائم عنده. أحيانا كنا نسمع أن أحد الشباب نفّذ عملية استشهادية، وحينها فقط كنا نتأكد أنه قد أدي البيعة للتنظيم، حيث كان تنفيذ العمليات الاستشهادية نوعاً من الدلائل التي نعرف بها المبايعين للتنظيم من غيرهم.

س/ شاركتَ بالجهاد في البوسنة والصومال وطاجيكستان، ما الجديد عسكريا الذي استفدته من انضمامك الي تنظيم (القاعدة)؟

ج / بعد قضائي شهر رمضان مع الشيخ أسامة، قرر بعد العيد بيومين أو ثلاثة أيام ارسالي الي معسكرات (جهاد وال) في مدينة خوست، للتدريب العسكري ولاعطائي جرعة مركزة في العديد من الجوانب العسكرية الهامة، وفي كيفية رسم الخطط العسكرية وخوض المعارك وغير ذلك، صحيح أننا تدربنا في البوسنة وعرفنا بعض التجارب العملية داخل الصومال وداخل طاجيكستان لكن مفاتيح العمل ووضع النقاط علي الحروف كانت فعلا داخل معسكرات (القاعدة) التابعة للشيخ أسامة بن لادن، لأن فترة تدريبنا في البوسنة كانت قصيرة بحكم الحرب الدائرة هناك، والصومال لم يكن فيها عمل عسكري منظّم. وكانت معسكرات (جهاد وال) تسمي عند تأسيسها معسكر الفاروق وهو أول معسكر لتنظيم (القاعدة) في أفغانستان وهو ذات المعسكر الذي قصفته صواريخ كروز الأمريكية في العام 1998 عقب عمليتي تفجير السفارتين الأمريكيتين في نيروبي ودار السلام.

س/ من خلال معايشتك الطويلة لأسامة بن لادن فيما بعد، كيف نشأت فكرة تنظيم (القاعدة) لديه؟

ج/ البدايات الجهادية العملية للشيخ أسامة لم تكن تحت لافتة أي شيء اسمه تنظيم (القاعدة)، وانما كان يعمل مع الشيخ عبد الله عزام في مكتب الخدمات، بمدينة بشاور الباكستانية، لتنسيق وتسيير أمور المجاهدين العرب، القادمين من بلدانهم والمغادرين من أفغانستان، بحيث كان بن لادن يموّل خدمات هذا المكتب وعزام يدير عملياته بشكل مباشر أو غير مباشر، ومع تزايد قدوم المجاهدين العرب الي أفغانستان، فتحوا معسكرا للتدريب أسموه معسكر (صدي)، وكان المقصود من اسمه أنه صدي للجهاد، وذلك علي الحدود الباكستانية الأفغانية. وبعد قدوم الكثير من كوادر جماعة الجهاد والجماعة الاسلامية المصرية المؤهلين عسكريا أنشأ بن لادن ومن كانت تربطه به أي علاقة جهادية معسكرا جديدا للتدريب أكثر تطورا، كان بمثابة كلية عسكرية، سمي بمعسكر (الفاروق) أو كلية الفاروق العسكرية.
وتجاوز هذا المعسكر عملية التدريب السريع علي السلاح لمدة 45 يوما حسب ما كان معمولاً به في معسكر صدي، وانما قام علي أساس منهجية عسكرية واضحة، وكلية حربية يمر المنخرطون فيها بعدة مراحل ومستويات، حتي يتخرجوا منها في النهاية عند المستوي القيادي، كقادة ميدانيين، يستطيعون قيادة أي عمل جهادي في أي مكان. وكانت الفكرة من انشاء هذه الكلية الحربية فكرة عالمية، بحيث اذا انتهي الجهاد في أفغانستان، يستطيع المتخرجون منها الذهاب الي أي مكان في العالم وقيادة المعارك هناك باقتدار، وقد تحققت هذه الأهداف بالفعل من خلال النجاح الذي حققه الشباب الذين انتقلوا الي العديد من الجبهات خارج أفغانستان، في البوسنة والهرسك، في الشيشان، في الفلبين، في كوسوفو، اريتريا، الصومال، وبورما، وغيرها، وهذه الجبهات لم تنشأ من فراغ وانما نشأت بفعل كوادر مدرّبة، تدربت تدريبا منهجيا عسكريا. وكانت مناهج هذه الكلية أو المعسكر نفس المناهج العسكرية للكليات النظامية وتشمل كافة التخصصات، وكانت فيها لجنة تسمي لجنة المناهج العسكرية. وطبعا فيما بعد أسميت كلية الفاروق العسكرية بمعسكر القاعدة، من منطلق أنها قاعدة عسكرية للجهاد، ثم معسكر قاعدة أنصار الله، ولم يكن وقتئذ هناك أي شيء اسمه تنظيم (القاعدة).
وكان حينها معروف في الساحة الجهادية داخل أفغانستان وفي بشاور عند ما يري الناس شخصا يقولون هذا من أتباع الجماعة الاسلامية المصرية، هذا تابع للجزائريين، هذا تابع للمغاربة، لكن أصحاب بن لادن لم يكن لهم مسمي واضح، لأنهم كانوا خليطا من الدول العربية جمعاء، فأسموهم أصحاب القاعدة، ومع الأيام تطوّر هذا الأمر فأصبح لهم لقبا ملاصقا لهم، أي أصحاب القاعدة، ومع مرور الزمن وتطور العمليات الجهادية داخل وخارج أفغانستان بعد انتهاء الجهاد الأفغاني الأول ألصق هذا الاسم بالعناصر الجهادية من أتباع بن لادن، فبرز صيت هذا المعسكر الي مستوي التنظيم الحالي، ليصبح ما يسمي في العالم كله الآن بتنظيم (القاعدة)، والا لم يكن هناك شيء اسمه تنظيم (القاعدة) من أول أيام انشاء هذا المعسكر
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م