مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 22-05-2006, 01:21 PM
صتيمه صتيمه غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 75
إفتراضي الأمير الزاهد محمد بن عبدالعزيز

الأمير الزاهد محمد بن عبدالعزيز


--------------------------------------------------------------------------------
الأخبار والسير سواء لعلماء أفذاذ أم لزهاد عباد أم لحكام عادلين أم لمجاهدين فاتحين أم مبدعين مصلحين , أو لأضدادهم من حزب الباطل أكبـــــــــــــــــــر العظــــــــــــــــات والعبر والفوائد العظيمة فالنفوس مجبولة على حب سماع القصص والأمثال لذا فالله تعالى ذكرها في الكتاب العزيز وقال : ( ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ومثلاً من الذين من قبلكم وموعظة للمتقين ) وقال ( لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ماكان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شئ وهدى ورحمة لقوم يؤمنون ) وإن من الواجب لهؤلاء الرجال ان تحفظ سيرهم ويحيى بين الناس ذكرهم , وفاء لهم ونصحا للأمة وتشجيعا وحفزا لأهلهم وذويهم ومعاصريهم ليسلكوا دربهم ويشمروا عن ساعد الجد في طلب الخير والمكرمات
كما فعل أسلافهم كما قال الأول:

إنا وإن أنسابنا عظمت لسنا على الأنساب نتكل

نبني كما قد كان أولنا يبني ونفعل مثل مافعلوا

وسيرة الأنبياء والصالحين معطرة بنماذج فريدة عالية سطرت وعرفت , ولعلنا نلقي نظرة على جانب من سير بعض الحكام والأمراء الصالحين في العهد القريب والزمن المعاصر ليعرف الجيل الحاضر مآثرهم , ومن أولئك الرجال : أميـــــر سعــــــــــــودي لا يعرف عن حياته وسيرته العطرة إلا أهله وصحبه ومن عاشره , وجهله الكثير من أبناء عصره بل ومن أفراد أسرته وبخاصة فئة الشباب منهم , فمن هو ذلك الأميــــــــــــــــــر الزاهد : هو الأمير محمد بن عبد العزيز ابن الامام سعود بن الامام فيصل ابن الامام تركي بن عبدالله بن الامام محــــــمد بن سعــــــــود مؤسس دولة آل سعــــــــــــــــــــــــود , وأم الامير محمد هي الاميرة الجوهرة بنت بنت الامام عبد الله بن فيصل , فهو ثمرة طيبة من شجرة طيبة . وهذه الأسرة المباركة ( آل سعود) نالت المفاخر بعد مناصرتها لدعوة التوحيد التي قام بها الإمام المجـــــدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الجزيرة العربية وانتشرت اثارها في أصقاع الأرض شرقا الى الهند وغربا الى المغرب واستمر سلطانها قرابة ثلاثة قرون الى اليوم , رغم الخطوب المدلهمة التي عصفت بها , وكثرة الأعداء والمتربصين , وقلة المناصر إلا من الله تعالى في أكثر الأحيان , وكان حكامها أهل صلاح واستقامة في الجملة ولله الحمد , مناصرين لدعوة التوحيد مستمسكين بغرز الشريعة الاسلامية وأهلها , قائمين بالعدل قدر طاقتهم , فمكـــّن الله لهم في الأرض , ورزقهم من الطيبات, منذ عهد الإمام الأول محمد بن سعود رحمه الله ومن بعده أبناؤه وأحفاده الى اليوم , ومن أبرزهم في الدولة السعودية الأولى الإمام الملك الهمام عبد العزيز بن محمد بن سعود القائد الذي ولي بعد أبيه ففتح الله على يديه البلدان ونشر به التوحيد والإيمان

وقال فيه الشاعر : سلام على من حل نجداً موحدا مجدد دين الله بالمرهف الحد

له همة في نصرة الدين والهدى بتلك ارتقى أعلى المراتب والمجد

إمام الهدى عبد العزيز الذي حما صفوة التوحيد من كدر الضــد

قال عنه المؤرخ الشهير ابن غنام في روضة الأفكار : كان كثير الخوف من الله والذكر له , آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر , كثير الرأفة بالرعية , شديدا على من جنى جناية أو قطع سبيلا أو سرق شيئاً, ينفذ الحق ولو في أهل بيته وعشيرته , لا تأخذه في الله لومة لائم , وكان عابداً عالــــــماً أخذ عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب , وكان قويا شجاعا , ولي قرابة أربعين سنة وانتشر العدل في وقته وكثرت الأرزاق , وأمن الناس حتى كانوا يسافرون في نجد والحجاز والبصرة واليمن وتهامة غيرها لا يخشون الا الله , لقوة سطوته على السراق والمفسدين , وكان يفرق الزكاة والأخماس والصدقات على الفقراء من البوادي وغيرهم , توفي عام 1218هـ طعنه رافضي من أهل مشهدا لحسين وهو يصلي العصـــر , تغمده الله بواسع رحمته .

أما الأمير الزاهد محمد فقدولد – رحمه الله- في حائل عام 1313هـ ونشأ فيها يتيماً , ثم ذهب مع أخيه الامير سعود بن عبدالعزيز (الملقب الكبير) الى مكة المكرمة فوضعهما شريف مكة في الاقامة الجبرية , لكن الامير سعود تخلص منها ثم تبعه أخوه محمد , وقدم الامير محمد على الملك عبدالعزيز وهو في غزوة جراب ففرح به وأرسله الى الرياض مع ابنه الملك سعود بن عبدالعزيز رحمهم الله جميعاً .

بدأ الامير محمد طلبه للعلم والتعلق به في عام 1333هـ عندما كان مرافقا للملك عبدالعزيز في الغزو , فقد لاحظ الامير محمد المشائخ محمد بن عبد اللطيف آل شيخ ومحمد بن عبالعزيز آل شيخ الملقب بالصحابي وغيرهم يقرؤون القرآن الكريم حفظاً عن ظهر قلب , فوقع ذلك في نفسه فمكث مدة في حفظه حتى ختمه , ثم مكث سنة كاملة يختمه كل يوم , وفي السنة التالية يختمه كل يومين حتى أتقن حفظه , ثم حفظ عدداً من المختصرات أهمها: كتاب التوحيد وكشف الشبهات للامام المجدد محمد بن عبدالوهاب والعقيدة الواسطية لشيخ الاسلام ابن تيمية , وزاد المستقنع في الفقه والرحبية في الفرائض , واستمر في العلم والتزود منه وقرأ على الشيخ سعد بن عتيق قاضي الرياض وحضر دروسه ثم قرأ على مفتي الديار السعودية سماحة الشيخ محمد بن ابراهيم ولزم دروســــه وواظب عليها , وكان الشيخ محمد يعرف له مكانته ويجيب على أسئلته بالتفصيل مما يفيد جميع الحاضرين . وهكذا نشأ الامير العالم الزاهد في بيئة سلفية فرضع لبان التوحيد ونشأ على صفاء المعتقد الذي هو امتداد للفطرة السليمة التي فطر الله الناس عليها , ولا زالت بحمد الله عقيدة أهل السنة والجماعة في بلاد الإسلام , وفي بلاد الحرمين المملكة العربية السعودية قادةً ورعية بوجه الخصوص , ولا ينكر ذلك إلا جاهل أو حاقد معاند, ولهذا نجـــــد المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز يقول في خطبة له بمكة المكرمة عام 1351هـ : أنا مبشر أدعو لدين الاسلام ولنشره بين الأقوام , أنا داعية لعقيــــــــدة الســــــــلف الصـــــالح , وعقيدة السلف الصالح هي التمسك بكتاب الله وسنة رسوله وماجاء عن الخلفاء الراشدين اهـ وهكذا أعلن أبناؤه الملوك من بعده هذا الالتزام الخالد بعقيدة التوحيد والذود عنها مهما ادلهمت الخطوب وعصفت الفتن ، وهاهو خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله وفقه الله لرضاه يقول في كلمته للمواطنين حين توليه الحكم : أعاهد الله ثم أعاهدكم أن أجعل القرآن الكريم دســــــتوري .. وقدأثبت تأريخ المسلمين عبر القرون , وفي الدولة السعودية بالذات على مرّ عشرات السنين قوة هذا المبدأ وصلاحيته للبقاء وتأييد الله تعالى لمن تمسك به وعمل به وطبقه واقعا وليس شعاراً فحسب , ولله تعالى في خلقه سنناً, وهذه سنة ماضية لكل من أطاعه وعمل بما يرضيه وتمسك بسنته وعمل بشريعته العظيمة , يقول الملك عبد العزيز رحمه الله في خطبة له بمكة: أنا بذمتكم , وأنتم بذمتي , إن الدين النصيحة , أنا منكم وأنتم مني , هذه عقيدتنا في الكتب , بين أيديكم فان كان فيها ما يخالف كتاب الله فردونا عنه , واسألونا عما يشكل عليكم فيها والحكم بيننا كتاب الله وما جاء في كتب الحديث والسنة.

ويقول من خطبة ارتجلها في مكة سنة 1353هـ : كل حرية باطلة إلا حرية الاسلام , والانسان لاينفع إلا بالدين ونحن لا نبغي محاربة أوربا , وإنما نطلب حقوقنا باتحادنا فنعتصم بالله , والإسلام أكبر وسيلة وأكبر حصن , هو أكبر من مزايا الحسب والنسب , فيجب على المسلم محبة دينه وشعبه ووطنه.

ويقول أيضاً: يسموننا بالوهابيين , ويسمون مذهبنا بالوهابي , باعتبار أنه مذهب خاص , وهذا خطأ فاحش , نشأ عن الدعايات الكاذبة التي كان يبثها أهل الأغراض , نحن لسنا أصحاب مذهب جديد أوعقيدة جديدة ولم يأت محمدبن عبد الوهاب بالجديد فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله وما كان عليه السلف الصالح, نحن نحترم الأئمة الأربعة ولا فرق عندنا بين الأئمة مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة , كلهم محترمون في نظرنا. ويقول بموضع آخر : نحن معشر المسلمين ضعفاء بأنفسنا أقوياء بالإسلام , فاتخذوا من اتحادكم قوة , وليس معنى هذا أني أدعوكم لحرب أوربا ! لأن هذا عمل لايجدي نفعاً , ولكن إذا تمسكنا بديننا فاننا نعظم في عيون الخلق , وقد تحدث إليّ كثير من الأوربيين , فعلمت منهم أن المتمسك بديـــنـــه مـــــحتــــرم أينما كـــــــان.

وقال أيضاً: دستوري وقانوني ونظامي وشعاري دين محمد صلى الله عليه وسلم , فإما حياة سعيدة على ذلك وإما موتة سعيدة.

وعوداً لسيرة الأمير محمد فقدكانت مجالسه مجالس علم وتذكير بالله ووعظ وإرشاد لا تذكر فيها الدنيا وان ذكرت لايأبه لها , وكان قد خصص درساً يومياً لتدارس العلم في بيته من بعد صلاة الظهر الى قرب صلاة العصر , واختار أحد طلبة العلم وهو الشيخ فهد ابن حميّن لملازمته حضرا وسفرا فكان يقرأ عليه ويتباحثان ويتذاكران العلم , حتى قرأ الشيخ على الامير كتبا عظيمة من كتب أهل الاسلام مثل: جامع البيان وهو تفسير ابن جرير الطبري وهو من أجمع كتب التفسير بالمأثور وأغزرها فائدة , وقرأ الصحيحين صحيح البخاري وصحيح مسلم والمسند العظيم للإمام أحمد ( أكثر من ثلاثين ألف حديث) , وقرأ عليه في الفقه: الكافي وكشاف القناع والشرح الكبير ,وأحيانا يقرأ فتاوى شيخ الاسلام ابن تيمية وبعض كتب تلميذه العلامة ابن القيم , وهكــــــــذا في سلسلة مباركة نافعة من كتب ائمة الدعوة السلفية وتلاميذهم وعلماء آل سعود وكتب الوعظ والآداب والتاريخ , وربما قرئ عليه كتب السير والمغازي وفتوح البلدان الاسلامية . وبالجملة كانت مجالسه ريـــــــــــــاضا من رياض الجنّــــــــــــــــة يذكر الله فيها ويتنقل بين بساتين العلم النافع ويحث فيها على ماينجي في الدنيا والآخرة وينشط على العمل الصالح, وكان يرتاد هذه المجالس أهل الخير والصلاح من كل لون , فقد كان الامير محمد رحمه الله حريصا على تقريب الصالحين والانس بهم . ولا عجب فالعلم ومجالسة الصالحين مطلب سادات المسلمين وقادتهم قديماً وحديثاً فهذا الملك الهمام عبد العزيز رحمه الله درس العلم على بعض شيوخ الرياض في طفولته وصباه , وأصغى في مجالسه الخاصة عشرات السنين إلى قارئ يتلو في مجلسه مساء كــــــل يـــوم شيئا من التفسير وشيئا من كتب العلماء وبعض التواريخ والأدب وقليلا من الشعر , وحرص على تقريب العلماء الأفذاذ الصادقين وتوليتهم المناصب الدينية وكان يستشيرهم في مهمات الأمور, ومدلهمات الخطوب,ومن جانب آخر حرص على تعليم أبناءه الدين وزرعه في نفوسهم منذ الصغر , ورباهم على معالي الامور وتحمل المسؤوليات وسياسة البلاد , وعمل على نشر العلوم النافعة وعلى رأسها علوم الشريعة بكل جهده. وكان يقول : اثنتان أحمد الله على واحدة منهما وأشكره على الأخرى , أحمد الله على أني أكره أهل الضلال , وعلى كراهة أهل الضلال لي , واشكره على محبة أهل الخير لي ومحبتي لهم .

يتبع
__________________
وردوهن هيت وأخطاه الدليلـه

...............................والموارد غير هيت مقضباتي

روحن مثل القطا صوب الثميله

................................ضمرٍ تضفى عليهن العباتـي

آه من قلب على جال المليلـه

...............................لاتذكرت العصور الماضياتـي

عصرمن ينطح مقاديم الدبيلـه

.................................لابتي لاجا نهـار الموجباتـي

من تعبث بالفرايض عزتي له

...........................تقعده حدب السيوف المرهفاتي

من قصائد الملك عبدالعزيز رحمه الله
  #2  
قديم 22-05-2006, 01:26 PM
صتيمه صتيمه غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 75
إفتراضي

صفات الأميـــــــــــر الزاهد وأخلاقه :
فقد كان الأمير محمد رحمه الله متمسكا بالسنة ملتزما بها في عبا دته كلها , مبتعدا عن الغلو والتنطع , بل انه ربما أهديت له كتب لا يعرف توجهها العقدي فيأمر بإتلافها خوفا أن يكون فيها بدعة فتنتشر عن غير قصد , والامير محمد رحمه الله لا تكاد تبلغه سنة الا عمل بها , وقد حدّث الذين شاهدوه أنه كان يحج متمتعا كل سنة ويقف عند الصخرات واذا قدم من السفر بدأ بالمسجد يصلي فيه ركعتين , وكان ينام بعد العشاء مباشرة الا للحاجة أحيانا وبقدر محدود , وذلك استعدادا لقيام الليل والتهجد , وكان يعتني بمظهره فيلبس أنظر الثياب والبشوت ويتطيب بأحسن الطيب اقتداءً بالسنة , أما عبادته فقد كان نادر المثال في عصره , إذ كان يحافظ محافظة تامة على الفرائض قبل الأذان في المسجد وعلى قيام الليل دائما , وفي رمضان يصلي التراويح عشرين ركعة حتى بعد كبره , كما كان حريصا على صيام التطوع , وعلى الاعتكاف في العشر الاخير من رمضان في غرفة متواضعة في المسجد خالية من وسائل التبريد وقتئذ, ولا يدع الحج سنوياً منذ دخل الملك عبدالعزيز مكة حتى توفاه الله وقد بلغ التسعين , بل انه لا ينيب أحداً في شئ من أعمال الحج مع كبر سنه حتى الرمي , وعندما حج عام 1401هـ رأى زحمة شديدة في النفرة من عرفة مشى على قدميه , وذكر عبدالرحمن بن جمعان وهو أحد ملازميه فترة طويلة أنه في احدى عمره طاف بالبيت تطوعا ثم صلى ركعتين ثم طاف وصلى حتى تعب أبناؤه معه , وقالوا نحن نطوف بأرجلنا وهو يطوف بقلبه رحمهم الله جميعا , بمعنى أنه كان يتلذذ بالعبادة ويأنس لها قلبه , وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء , أما تلاوة القرآن الكريم فقد كان يقضي غالب وقته في عرضه ومراجعته هو والشيخ فهد بن حميّن حتى يختمـــــانه , وكان يختم في الشهر مرتين , والامير محمد رحمه الله يحرص على الأوراد الشرعية والأذكار في أوقاتها كما هو دأب الصالحين , وكان كثير الابتهال والدعاء لله والتضرع بين يديــــــه سبحانه , ومن حرصه على فعل الخير ومما يسره الله له لما ذهب الى لبنـان للعلاج عام 1382هـ حرص كل الحرص على الصلاة في المسجــــد الاقصى فيسّر الله له ذلك وصلى به الظهر والعصر جمعاً .

وكان رحمه الله ناصحا صادق النصيحة , آمرا بالمعروف , ناهيا عن المنكر , يحث كل من عرف على الخير , فقد كان يلاحظ أن بعض جيرانه لا يشهدون الصلاة مع الجماعة في المسجد فما كان منه الا أن كتب لهم يذكرهم بالله ويحثهم على صلاة الجماعة , وهكذا كان يأمر أهله وذويه بها , ولا يتهاون بذلك أبدا , حتى اذا رأى من بعضهم تقصيرا قال له : أتظن أنه لا يموت الا الكبار ؟ الصغار الذين يموتون أكثر؟ ويذكر ابن جمعان أن الامير يحثه دائما على حفظ القرآن ويرغبه فيه .

وهذا الموقف من الأمير هو امتداد للواجب على كل مسلم في النصح والارشاد الى الخير بالحكمة والموعظة الحسنة والامر بالمعروف والنهي عن المنكر ,

وبحمد الله فقد كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة الى الله من أهم الركائز التي قامت عليها الدولة السعودية , فأنشات رئاسة خاصة لهذه الوظيفة الكبرى و لهذا الواجب العظيم منذ قيام الدولة الى يومنا هذا ولله الحمد وهي تقوم يواجب جبار ومشكور -مع قلة الامكانات- لحماية المجتمع من الآفات ودلالة أفراده الى الخير وتلقى كل التأييد والدعم من ولاة الأمر وفقهم الله

أما الدعوة الى الله تعالى فإن هذه الدولة هي دولة الدعوة المباركة الى الكتاب والسنة وهدي سلف الأمة بمنهج الاعتدال والحزم ولله الحمد, فسخرت امكاناتها المادية والبشرية في سبيل ذلك ,

يقول الملك عبد العزيز :

إنني أدعو المسلمين جميعا الى عبادة الله وحده , والرجوع للعمل بما كان عليه السلف الصالح , لأنه لا نجاة للمسلمين إلا بهذا . ويقول : كل أمة تريد أن تنهض لابد لكل فرد فيها أن يقوم بواجبات ثلاثة : اولــــــــــــــــها واجباته نحو الله والدين .... وجانب رائع في حياة أميرنا تميّز به دون غيره ممن هو على مثل حاله, ذلكم هو الزهـــــــــــد والورع فقد شهد له بذلك كل من عرفه أو خدمه وعاشره تغمده الله برحمته , فقد أعرض عن المناصب كلية و كان أهلا لها , فأقبل على العلم وتعليمه , وشغل وقته بعبادة ربه ونفع عباده , وربما كان يخشى على نفسه من ثقل الامانه وعظم المسؤولية , وأنها تشغله عن التزود من الاعمال الصالحة , بخلا ف آخرين حرصوا عليها ولم يقوموا بأدائها كما ينبغي , فقصّروا أو ظلموا, ومن زهده – وهو سليل الأئمة – أنه يعيش عيشة عامة الناس في الهيئة والمسكن ويذهب ويجئ دون حرس أو شار ة توحي بنسبه ومكانته تواضعا لله واقتداءً بسيد الخلق عليه الصلاة والسلام , بل انه مكث ببيت من الطــــين حتى عام 1399هـ ولم يخرج منه

حتى عـــزم عليه خادم الحرمين الملك فهد رحمه الله وأمر له بأحد بيوته . كما عرف عن الأمير محمد أنه لا يطلب شيئا من الدنيا يرفعه لولاة الأمر , مع كونه من أولى الناس بالعطاء لمكانته النسَبــية والعلمية والدينية , ولما قدّمه لهذه الدولة المباركة في أيامها الأولى ,و مع هذا لم يؤثر عنه الطلبات, بل اذا جاءه شئ أخذه من غير استشراف له أو طلب اتباعا للسنـــــــــّة ,

وعرض عليه الملك خالد رحمه الله مرة بيتاً في الطائف فلم يقبل , ومن ورعه أنه وهب له بيت في الرياض فوصل له خبر يوهم الشك بان احدى العوائل لها حق فيه فما كان منه الا أن أعاد الصك للعائلة المذكورة إبراءً لذمته وتورعا عن الوقوع في المشتبهـــات !

ومن ورعه أنه يحج ويعتمر في سياراته الخاصة أو سيارات أبناءه مع أن الدولة وفقها الله وفرت له الطائرة , أما مجلسه فلا يرضى غيبــة أحد فيه أو سخرية وينهى ذويه عنه , مع أنه كثير التبسم والانشراح غفرالله له .

ومن كرم هذا الامير أنه ربما جاءه السائل وليس معه شئ فيستلف ما تيسر ثم يعطيه السائل , سواء عرف السائل أم لم يعرفه , كما كان جواداً بما آتاه الله من مكانة وجاه , فهو مع ذلك لم يكتب لولاة الأمر لطلب حاجة تخصه إلا أنه ربما كتب اليهم شفاعة فقد كتب مرة يشفع لتوظيف سبعة عشر نفرا , فاستجيبت شفاعته ووظفوا جميعا , وكان ينزل عليه بعض أصحابه من البادية في رمضان فلا يزالون عنده مكرمين حتى يصلوا العيد وربما أعطاهم بعض الاعطيات .

متيّم بالندى لو قال سائله هب لي جميع كرى عينيك لم ينم

يتبع
__________________
وردوهن هيت وأخطاه الدليلـه

...............................والموارد غير هيت مقضباتي

روحن مثل القطا صوب الثميله

................................ضمرٍ تضفى عليهن العباتـي

آه من قلب على جال المليلـه

...............................لاتذكرت العصور الماضياتـي

عصرمن ينطح مقاديم الدبيلـه

.................................لابتي لاجا نهـار الموجباتـي

من تعبث بالفرايض عزتي له

...........................تقعده حدب السيوف المرهفاتي

من قصائد الملك عبدالعزيز رحمه الله

آخر تعديل بواسطة صتيمه ، 22-05-2006 الساعة 01:32 PM.
  #3  
قديم 22-05-2006, 01:27 PM
صتيمه صتيمه غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 75
إفتراضي

كما كان رحمه الله جوادا بعلمه , فقد استفاد منه كل من عاشره , وكان لا يتطلع ويستشرف ما بأيدي الناس . ومما اشتهر به كذلك الصبر والحلم والتسامح مع الناس , مما أكسبه محبة الجميع , ومن صبره واطمئنان قلبه أنه عاش يتيما فقد ماتت أمه وهو صغير ثم تبعها أبوه بسنتين, و توفي له ابنان في حادثين أثناء رحلة صيد أحدهما برصاصة خاطئة والآخر بحادث سير, فلم يغضب ويعنّف , بل استفسر عن الأمر واسترجع وحمد الله تعالى . وبالجملة :

فيكفي وصف الشيخ فهد بن حمين له بأنه ( من خيرة أهل زمانه ) وقد صحبه ولازمه قريبا من ثلث قرن ,

وقد أجمعت كلمات أفاضل العلماء وولاة الأمر بل كل من عرفه واتصل به على جميل أخلاقه ووصفه بالعلم والعبادة والزهد وحب الخير ,

وكان يشارك كبار العلماء عند الشيخ محمد بن ابراهيم أمثال المشائخ عبدالله بن حميد وصالح بن غصون وعبدالرحمن الفريان وعبدالعزيز بن محمد آل شيخ وعبدالله بن منيع وعبدالله بن جبرين وغيرهم رحم الله الجميع,

قال عنه الإمام الجهبذ سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز :

كان من خير الناس وأتقاهم فيما علمت من حاله , وكان ملازما لمجالس شيخنا العلامة محمد بن ابراهيم , وكان حريصا على معرفة الحق بدليله ,

وقال عنه الشيخ ابن غصون : هو بحق رجل فاضل يتحلى بكثير من الصفات الحميدة من الديانةوالتواضع والورع وحب العلم ...

وقال عنه الشيخ عبدالعزيزبن محمد آل شيخ : كان أميرا يتحلى بخصال حميدة من المهابة وسمو المنزلة والقدر ومحاسن الأخلاق ومن المعروفين بالصلاح والتقوى ... وأنا اعتبره زميلا اعتز بزمالته .

وقال فيه الشيخ ابن فريان : كان حسن الخلق يحب الاخوان وطلبة العلم ويساعدهم ويدنيهم ويشفع لمن يحتاج للشفاعة منهم , ويزور المشائخ ويحضر الدروس ويحب البحث اذا مر عليه شئ يسأل عنه , وكان متمسكا بالســـــنة ملتزما بالأخلاق الطيبة , وله لحية طويلة لا يأخذ منها شيئا أبدا وكان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر بقوة وصدق وحماس , يحب العلم والعلماء , وكانت شخصيته عظيمة , له هيبة واحترام ووقار , وله تبسم وبشاشة , وكان ثبتا ورعا وقّافاً عند حدود الله , لايرضى أحدا يغتاب عنده أحدا , ويحرص على تربية أولاده وأهل بيته على آداب الاسلام , ولا يرضى أن يتكاسل أحد عنده عن الصلاة أو يفعل شيئا من المنكرات ,

وقال عنه الشيخ صالح اللحيدان

: واني أعرف الأمير محمد رحمه الله واعرف كثيرا من صفات الفضل فيه وكان يتميز بتواضعه وحبه للعلم وطلاب العلم وكان من المتعبدين الذين لايفقدهم أحد من أهل المسجد في فريضة .. كما كان باذلا للمعروف منذ عرفته عام سبعة وستين وثلاثمئة وألف ... والامير محمد الذي يعد فيما نرى من المشائخ سمتا وعلما مع فضل تواضع جميل .. الى أن قال الشيخ ابن لحيدان : رحم الله سمو الامير محمد وأحسن لي ولذريته وذريتنا جميعا الخاتمة وأبقى لآل سعود مع ذكرهم استمرار دولتهم في عز ونصرة للعقيــــــدة وفي حمايـــــة الاخلاق والعـــــــــدل ورفع قدر أهل الايمـــان وإذلال أهل الفسق وفاسدي الاعتقاد .

وقال عنه سماحة الشيخ المفتي عبدالعزيز آل شيخ

: كان من العبّـــاد المشهورين حريصا على الصلوات ملازما للجماعة , حريصا على الاعتكاف في شهر رمضان حريصا على العمرة والحج , زاهداً في الدنيا ملازما للعلم معظما للدليل باحثا عنه عاملا به نحسبه ولا نزكي على الله أحدا.

وقال عنه الشيخ ابن جبرين :

لقد شغف هذا الامير بالانشغال بالعلم النافع والتزود من كل العلوم المفيدة , وقد ظهرت آثار العلم النافع على أفعال هذا الامير , فهو يحب العبادة بأنواعها , ويعمل بما بلغه من أحاديث الفضائل ... ورغم ماله في النفوس من مكانة وأنه من الاسرة المالكة وأنه من ذوي الجاه لكنه التزم التواضع لربه تعالى , فلا يتــــــرفــــع ولا يتـــــــكبــــر على المخلوقين , ولا يشمخ بأنفه ويعتز بمكانته , فهو في حلقات الدرس يجلس على التراب والحصباء , ولم تكن المساجد إذ ذاك فرشت بالزل ... وكان الامير يختار من الجلساء والرفقاء أفضلهم ومن الخدم أحسنهم وأنزههم , فكل جلساءه أخيار صالحون من أهل العلم والدين وأهل السمت والاستقامة , فليس فيهم صاحب مسكرات أو مخدرات أو دخان أو نحو ذلك من المعاصي ... وذكر الشيخ أبناء الامير الزاهد فقال : أما عبدالله فلم يكن لي شرف التعرف عليه الا بالذكر وأما سعود فهو الصاحب الصادق ولقد عرفته في عام 1374هـ حيث كان يسكن في الحي الذي كنا فيه ذلك العام , وإنه لنعم الرجل فقد اقتدى بأبيه في ملازمة الصالحين .. وأما سعد فنعم الرجل ... وأما سلطان فهو الذي تفرغ لطلب العلم فواصل الدراسة حتى أنهى المرحلة الجامعية في جامعة الامام.

وقال فيه الشيخ ابن منيع : لقد عرفت سموه تقيا صالحاً آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر لم يغتر بحسب ولا نسب ولا مقام ... ومن كان على استقامة وديانة وتقوى وصلاح فسموه موال له يعامله معاملة الاخ لاخيه . وقال عنه الشيخ صالح الفوزان : .. لكني أسمع عنه الأخبار السارة من حيث ورعه وعبادته ومحبته الخير وصلته بالعلماء مع التواضع وحسن الخلق .. وكنت أرى عليه آثار الوقار والعبادة فيحبه قلبي وأدعو له , وقد جاورناه في بعض حجاته في مشعر منى فكان نعم الجار , وشاهدته مرة في رجوعه من رمي الجمرات الى منزله في منى ماشـــياً وحــده تجلله الهيبة والوقار والتواضع مما زاد محبته في قلبي وبقاءه في ذاكرتي .

ويقول فيه الشيخ فهد بن حميّن : الامير محمد من خيرة أهل زمانه ... كان يحفظ القرآن جيدا ويكثر من تلاوته باستمرار وكان رجلا صدوقا في الحديث قلّ أن تجد مثله مخلصا في عمله , ملازما للأذكار في الصباح والمساء , يعتكف العشر الاخير من رمضان ويحج ويعتمر كل سنة , وعنده درس في بيته وكنت أقرأ عليه من حين صحبته قرأنا كتبا كثيرة تفسير ابن جرير وصحيح البخاري وصحيح مسلم كررناه عدة مرات وغيرها , وبالجملة فهو من أحسن الناس الذين عرفتهم ... وإن قلت انني لم أسمعه يخوض في أمور الدنيا طيلة صحبتي له فإني صادق , كان حريصا على العمل بالسنة قل ان تبلغه سنة الا حاول العمل بها .

وقال عنه الشيخ محمد الحقيل : جمعني به المسجد في حي جبرة قبل أربعين سنة وأعجبني قدرته على المواظبة الى التبكير للمسجد وكان يمكث بالمسجد يشتغل بالدعاء والتضرع بين يدي الله تعالى ويلح بالدعاء حتى أن من يجلس بجانبه يرق قلبه , رأيته على هذه الحال الخاشعة مرات كثيرة , أستطيع أن أقول انه من قلائل الرجال الذين رأيت قلوبهم معلقة بالمساجد .. وانما حكيت بعــــض ما رأيت من هذا الامام العابد الزاهد وما كتبت الا وفاء لبعض حقه وإحياء لسير الصالحين الذين قل أمثالهم في هذا العصر . وكان للأمير عدد من الزوجات ومنهن الأميرة الفاضلة منيرة بنت عبدالرحمن الفيصل , وهي ابنة عمه وشقيقة الامام الملك عبد العزيز طيّب الله ثراه , وقد كانت رحمها الله من أصلح النساء , بنت مساجد كثيرة بمكة والمدينة وغيرها , وكانت تصل أهل العلم وتقف معهم عند الحاجة , وقد ذكر لها ذلك سماحة الشيخ ابن باز , وكـــــــــــــان للأمير أبناء كثر , يفوقون أربعين نفساً , أفضلهم وأكبرهم سعود بن محمد وقد عرف بالتقى وقيام الليل وحب العلم وأهله , واشتهر بالكرم , وكل أبناء الأمير فيهم الخير ولله الحمد, وقد كانت علاقة الأمير محمد بذويه عامّــــة مبنية على العطف والرحمة وتشجيع المحسن وتوجيه المخطئ بالحسنى , واحترام خصوصيتهم والنصح لهم , وكان يوقظ الجميع لصلاة الفجر ويصطحب من وجبت عليه الصلاة الى المسجد , ويحرص على تعليم الجميع أمور دينهم , ويخصص لنساء بيته من يعلمهن من طالبات العلم , كما حرص على تعليم أبناءه الفروسية والرماية والسباحة , وكان يخرج ببعضهم في القيظ لتعلم الرماية , ويرسلهم في المساء لتعلم ركوب الخيل .

كما كان رحمه الله وصّالاً لرحمه , وبخاصة النساءمن ذوي رحمه , وكان له خالة هي سارة بنت الامام عبدالله الفيصل لا يقدم من سفر إلا زارها ابتداءً, وكان بنوه وأحفاده يجتمعون عنده بعد صلاة الجمعة , ويعطي الصغار بعض النقود والهدايا ترغيبا لهم في الزيارة والصلة , والأمير معتاد الخروج للصيد وكانت رحلاته لأهداف عظيمة ليست سبهللا وضياعا للوقت والفرائض , فأهله وأبناءه وأصحابه يستفيدون منه أحكاما شرعية في السفر والصيد, ولتعويد أبناءه الصبر والتحمل والبعد عن الترف والبذخ , وتعلم الفروسية والرماية وكان رحمه الله من فرسان زمانه ومن أســـدّ الرماة وقد اشترك في سبق زمن الملك عبدالعزيز فسبق الجميع , ومن أهداف الرحلة عنده تحصيل طعام مباح من أفضل الحلال وهو الصيد , فيأكل منه ويهدي ويخزن , وكان يحافظ في رحلاته تلك على الفرائض والعبادات لايخل بشئ , حتى قيام الليل والمكث بعد صلاة الفجر للذكر وقراءة القرآن وقراءة الكتب النافعة, فهـــــــــــذه ولاشك أهداف سامية قلّ من يتنبه لها , ولما حددت فترة الصيد بثلاثة أشهر كان يخرجها كاملة والتزم بما حدده ولي الأمر , فقال الملك خالد له : يا عم أنت لاتمنع من الحمى فنحن نحمي لك لا عنك ! ولكنه رحمه الله لا يرضى الا أن يلتزم بما يلزم به الناس جميعا للمصلحة العامة.

أما علاقة الامير محمد بولاة الأمر فهي علاقة نسب وصهر فهو ابن عمهم فيلتقي مع الملك عبد العزيز في جده القريب فيصل بن تركي , كما أنه صهــــر الملك فهو زوج أخته منيرة , إلا أن علاقته بولاة الأمر أكبر من هذا , فهو يتقرب الى الله عز وجل بطاعتهم بالمعروف كما قال الله ( يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ...) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( .... ومن يطع الأمير فقد أطاعني ومن يعص الامير فقد عصاني ) رواه مسلم . فهو يفعل ذلك تديـــّناً واحتساباًلا تزلــــفاً أو طلبا لشئ من الدنيا .

وصدق الملك الراحل عبدالعزيز رحمه الله حينما قال :

التباعد بين الراعي والرعية , يدع مجالا للنفعيين , فيجعلون الحق باطلا يصورون الباطل حقاً. ( من كلمة له عام 1346هـ) .


و كان الأمير يناصح ولاة الأمر ويحبهم ويزورهم للسلام وبخاصة في المناسبات , ويشفع لديهم لنفع الاسلام والمسلمين , وكان يكثر لهم الدعـــــاء بالصلاح والهداية والتوفيق, وقد كانت له رحمه الله مكانة عظيمة لدى الملك عبدالعزيز رحمه الله حتى إنه يوصي أبناءه بصلة الأمير محمد وزوجه الأميرة منيرة ويقول : هما خيرة آل سعـــــــــــــــود ,

وفي سنة من السنوات خرج الملك كما هي عادته للحجاز في رمضان وخرج في وداعه كبار العائلة المالكة , وافتقد الملك الامير محمد وعلم أنه معتكـــــــف بالمسجد ,

فقال : هو حقيق أن نذهب اليه ونودعه , فذهب وقت العصر فاذا الامير فرغ من تلاوته فأخذته غفوة ليرتاح , فإذا هو يشعر بريح طيب جميل يقبل بين عينيه ففتحهما فإذا الملك عبدالعزيز قد جاء يودعه لما علم أنه لا يستطيع الخروج لاعتكافه رحمهم الله جميعا, ولاريب أن هذا الفعل من الملك يدل على حسن سيرته وسريرته وتعامله مع ذويه وأهله وبخاصة الصالحين منهم,كما يدل ذلك على المكانة العظيمة للأمير عند الملك عبدالعزيز , لا سيما أن الامير محمد كان له اسهام مع الملك في توحيد المملكة وشارك في بعض الغزوات .

توفي الأمير محمد رحمه الله عام 1404هـ إثر مرض ألمّ به عن عمر يناهز إحدى وتسعين سنة وأم الناس بالصلاة عليه الامام العلاّمة سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله, وقد رُثي الفقيد بمراثي منها مرثية لأحد أحفاده يقول ( من الشعر الشعبي ) :

يابوي ما توفيك زرق الدمــــوعي... ولا مشاعر خاطري واحتـــدامه

الى قوله:

من غربها الغربي لحد الطلوعــــي... من فـــيه مثلك طاعة الله غرامه

وقال آخر :

آل السعود نجوم في الدجى سطعت... تهدي لكل دروب الخير والسبل

إذ قام سيدهم والله مقـــــصـــــده...... بنصرة الحق لم يخش من الدول

وخصّ بالذكر منهم زاهداً علمـــاً...... شيخاً كريماً سليل السادة الأول

أبا السعود أمير الزهد فــي زمن..... كقابض الجمر فيه كل معتـــدل



منقول من الكاتب المعلم نت بساحات السياسيه
__________________
وردوهن هيت وأخطاه الدليلـه

...............................والموارد غير هيت مقضباتي

روحن مثل القطا صوب الثميله

................................ضمرٍ تضفى عليهن العباتـي

آه من قلب على جال المليلـه

...............................لاتذكرت العصور الماضياتـي

عصرمن ينطح مقاديم الدبيلـه

.................................لابتي لاجا نهـار الموجباتـي

من تعبث بالفرايض عزتي له

...........................تقعده حدب السيوف المرهفاتي

من قصائد الملك عبدالعزيز رحمه الله
  #4  
قديم 22-05-2006, 01:29 PM
عربي سعودي عربي سعودي غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
الإقامة: السعودية - الرياض
المشاركات: 2,185
إفتراضي



إقتباس:
توفي عام 1218هـ طعنه رافضي من أهل مشهدا لحسين وهو يصلي العصـــر , تغمده الله بواسع رحمته .

رحمهم الله جميعا و تغمدهم الله بواسع رحمته

موضوع جميل و شكرا لك أخي العزيز صتيمه و لا تزعل




آخر تعديل بواسطة عربي سعودي ، 22-05-2006 الساعة 01:44 PM.
  #5  
قديم 22-05-2006, 01:37 PM
صتيمه صتيمه غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 75
إفتراضي

آمين وحياك الله اخوي وشرفني مرورك الكريم
لك اطيب تحيه
ملاحظه(صتيمه اسم لرجل)
__________________
وردوهن هيت وأخطاه الدليلـه

...............................والموارد غير هيت مقضباتي

روحن مثل القطا صوب الثميله

................................ضمرٍ تضفى عليهن العباتـي

آه من قلب على جال المليلـه

...............................لاتذكرت العصور الماضياتـي

عصرمن ينطح مقاديم الدبيلـه

.................................لابتي لاجا نهـار الموجباتـي

من تعبث بالفرايض عزتي له

...........................تقعده حدب السيوف المرهفاتي

من قصائد الملك عبدالعزيز رحمه الله
  #6  
قديم 22-05-2006, 02:29 PM
ابن اليمامة ابن اليمامة غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: May 2006
الإقامة: دمـتـمـﮯ سالمـينـﮯ
المشاركات: 1,033
إفتراضي

رحم الله محمد بن عبد العزيز واباه واسكنهما فسيح جناته أأأأأأأأأأأأأمــــــــــــــين
__________________
  #7  
قديم 20-07-2006, 12:01 AM
صتيمه صتيمه غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2006
المشاركات: 75
إفتراضي

آمين وجميع المسلمين حياك الله يابن اليمامه وشكرا على مرورك الكريم ولك اطيب تحيه
__________________
وردوهن هيت وأخطاه الدليلـه

...............................والموارد غير هيت مقضباتي

روحن مثل القطا صوب الثميله

................................ضمرٍ تضفى عليهن العباتـي

آه من قلب على جال المليلـه

...............................لاتذكرت العصور الماضياتـي

عصرمن ينطح مقاديم الدبيلـه

.................................لابتي لاجا نهـار الموجباتـي

من تعبث بالفرايض عزتي له

...........................تقعده حدب السيوف المرهفاتي

من قصائد الملك عبدالعزيز رحمه الله
  #8  
قديم 20-07-2006, 06:30 AM
"m3mol" "m3mol" غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
المشاركات: 8
إفتراضي

رحمه الله وأسكنه فسيح جناته
__________________
أبو جمانة الحربي
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م