مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 28-06-2006, 07:51 AM
الرد الرد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
المشاركات: 93
إفتراضي دعاوى الجهاد بين الخنادق ... والفنادق لفضيلة الشيخ أبي أنس محمد بن موسى آل نصر

بسم الله الرحمن الرحيم

الخطبه الاولى

بسم الله والصلاه والسلام على نبينا محمد عليه افضل الصلاة والتسليم
اما بعد
يقول الحق جل جلاله:{ وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُّتَعَمِّداً فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً }.

ويقول -سبحانه-:{ إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}.

ويقول -صلى الله عليه وسلم-:«لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل امرئ مسلم».
وقال في أعظم مجمع من مجامع الإسلام والمسلمين -في يوم عرفة-:«إن أموالكم وأعراضكم ودماءَكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا».
وقال:«كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه».

ولهذا؛ جاء الإسلام العظيم بحفظ الحقوق والنهي عن سلبها، وانتقاصها، ومصادرتها، جاء بحفظ الأرواح، والأنفس، والأموال، والأعراض، جاء بحفظ العقل والدين، وهذه هي الضرورات الخمس، التي أنزل الله -عزَّ وجل- من أجلها كتبه، وأرسل لها رسله.

وأمر الله بالعدل، ونهى عن الظلم وحرّمه الله على نفسه، وعلى عباده؛ فقال -جلّ من قائل-: «يا عبادي إني حرّمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم بينكم محرّماً فلا تظالموا» . . .
فالمسلم معصوم الدم، معصوم العرض، معصوم المال «كل المسلم على المسلم حرام»؛ ولهذا لا يجوز تحقير المسلم، ولا الاستهانة به . . .

فكيف يجوز قتله وبخاصّةٍ إذا كان بغير حق، وإذا كان بريئاً لم يقترف ذنباً ولا جرماً، فكيف إذا كان طفلاً رضيعاً، فكيف إذا كانت امرأة لا تحمل سلاحاً، فكيف إذا كان شيخاً كبيراً فانياً، وكيف إذا كان في ذلك التقتيل ترويع للآمنين، وزعزعة لأمن البلاد، ونشر للفوضى والفساد بين العباد، وتطميع للطامعين من الأعداء في بلاد الإسلام؛ فإذا كانت الوحوش الكاسرة تخشاها مثيلاتها وهي في قوّتها وفي صحتها، بينما تطمع فيها الحشرات إذا جرحت أو وقعت، بل يطمع فيها الذَّرُّ والنمل، فيقتلها ويأكلها، وهي تنظر إليه! فكيف في بلدان آمنة إذا ما زعزع أمنها؟ فإنّه يتطلّع إليها أولئك الطغاة، وأولئك الجبابرة، وأولئك المستعمرون الجدد، الذين يسيل لعابهم على أرض العرب والمسلمين، يسيل لعابهم لسلخهم من دينهم، ولنهب خيرات بلادهم، فيتَّخذونها فرصة، ويبتهلونها مناسبة ليتدخَّلوا في شؤون هذه البلدان.

نعم يا عباد الله! إنّ الغلو والتطرف والإرهاب بمعناه المعاصر: لا المعنى الشرعي، وهو ترويع الآمنين؛ إنّ هذا الإرهاب المعاصر لا دين له، ولا هوية، ولا حدود، ولا زمان، ولا مكان، فهو قد بدأ من زمن الصحابة -رضي الله عنهم-، حينما قتل هؤلاء الغلاة التكفيريون الذين -كانوا يُسَمّون في ذلك العصر بالخوارج-؛ لخروجهم على الخليفة الراشد علي -رضي الله عنه-، ولخروجهم على أئمة المسلمين وعامتهم بالسيف، واليوم: يُسَمّون بالتكفيريين؛ لأنهم يكفرون بالجملة، يكفرون الأنظمة والشعوب، يكفرون كلّ موظف في الدولة، ولهذا يستبيحون دماء الجميع، أمّا هؤلاء الضحايا من المساكين من نساء وأطفال فعندهم -يبعثون على نيّاتهم، فالتكفيريون يفهمون النصوص فهماً منعكساً، فهماً غالياً، فهماً لا يمت إلى كتاب الله ولا إلى سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا إلى نهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين بِصِلَةٍ، لا يفهمون الشرع فهماً صحيحاً، ولذلك أُتوا من جهلهم، ومن قلّة علمهم، ومن ضعف بصيرتهم، ومن حداثة أسنانهم، ولهذا قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: «حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام، يقولون بقول خير البريّة»، ولكن بينهم وبينه بُعْدَ المشرق والمغرب، قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: «الخوارج كلاب أهل النار، إذا مرضوا فلا تعودوهم، وإذا ماتوا فلا تمشوا في جنائزهم، لئن أدركتهم لأقتلنّهم قتل عاد وثمود، لمن قتلهم أجر كذا وكذا عند الله»، ولهذا يجب محاربة هذا الفكر الفاسد، العاطل، الباطل، الكاسد، هذا الفكر القديم الجديد المتجدّد، والذي يُنسب -أحياناً- ظلماً وزوراً إلى السلفيّة، والسلفيّة منه براء؛ فَالسلفيّة: علم، السلفيّة: إخلاص، السلفيّة: صدق، السلفيّة: اتّباع، السلفيّة: رحمة وليست لعنة!! حاشا لله أن ينتمي هؤلاء إلى السلف الصالح، حاشا لله أن ينتمي هؤلاء إلى الصحابة الكرام، الذي تنتمي إليهم المدرسة السلفيّة المباركة -التي على رأسها أئمتها الثلاثة: ابن باز، والألباني، وابن العثيمين، وفتاواهم محفوظة، ومسطورة في التحذير من هذا الفكر، والبراءة من هذه الأفعال الشنيعة -قبل أن تظهر هذه التفجيرات هنا وهناك-؛ لأنهم ينطلقون من عقيدة سلفيّةٍ، وأصولٍ صحيحة، ولولا الإطالة لأتينا بكلامهم الذهبي الذي يكتب بماء العيون وقرأناه عليكم، إنهم كانوا سبباً في نزول الآلاف من الجبال في الجزائر، من الذين كانوا يقتلون، ويشردون، ويسلبون، وينهبون، ويغتصبون العواتق والأبكار، ويقتلون الأطفال، حينما وصلت رسالتهم إليهم؛ نزل الآلاف منهم من الجبال، وألقوا السلاح، وفِعْلُ مشايخنا هذا كان أسوة بفعل ابن عباس العالم الرباني، الحبر ترجمان القرآن، الذي ذهب إلى الخوارج وناظرهم، وأقام عليهم الحجة، وقال لهم: جئتكم من عند أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وليس فيكم واحد منهم؛ -لأنه حاشا لله أن يخرج الصحابة، وأن يَسْفَهُوا سَفَهَ هؤلاء-، فناظرهم، فعرضوا عليه الشبه ورد عليها وأفحمهم، فرجع منهم ألفان، والأكثر ظلوا على عُتُوِّهم وعنادهم، فقاتلهم علي واستأصلهم، وهم –أي الخوارج- الذين قتلوا عثمان، وقتلوا علياً، وحاولوا قتل معاوية فلم يفلحوا، وهم الذين لم يعرف عنهم في تاريخ الإسلام إلا أنهم كما قال -عليه الصلاة والسلام-: «يقتلون أهل الإسلام، ويَدَعون أهل الأوثان» هذا دَيدنُهم، وكما قال أحد العلماء: «لا للباطل كسروا، ولا للحقّ نصروا».

هذا هو حالهم على مرّ التاريخ، والآن ها هم ينقلون المعركة مِن الأراضي المحتلة في مقابلة الأعداء -كما ينبغي أن تكون-؛ فينقلونها إلى أرض المسلمين، وإلى مجتمعاتهم، بل ينقلونها إلى الأعراس، وهي لمسلمين يظهرون الفرحة -حتى لو وقعوا في شيء من المعاصي أو المخالفات- فلستَ مسؤولاً عن قتلهم، فلا يجوز قتلهم بحال، بل عليك أن تَعِظَهم، وأن تذكرهم، ولكن ليس هذا هو السبب في جريمتهم، إنّ السبب الرئيسَ في حمل هؤلاء المجرمين القتلة على سفك الدماء البريئة، وترويع الآمنين في هذا البلد الآمن -الذي يضرب به المثل في أمنه- بل يغبطه الصديق، ويحسده العدو على أمنه واستقراره، هذا البلد الذي أصبح ملاذاً للخائفين، فكل خائف يجد ملاذاً له في هذا البلد، يجد كَرَمَ الضيافة، يجد المحبة، يجد النصرة وسعة الصدر، ولكنه -بعد- يجازى جزاء سنمّار، ذلك المهندس العظيم الذي بنى قصراً عظيماً، ثمّ دعى الملك صاحب القصر، وأصعده فوق القصر وقال له -بعد أن أعجبه القصر-: إنّ في هذا القصر لبنة لو نزعت من مكانها انهار القصر كله، فقال له الملك: هل يعرفها غيرك؟ فقال: لا، فأهوى به من سطح القصر إلى الأرض فقتله!

فلهذا -أيها الإخوة-: إنّ هذه الجرائم، وهذا التفجيرات، وهذا التدمير إنما يُراد به زعزعة أمن هذا البلد، الذي يغبط على أمنه، ويضرب به المثل في أمنه، الناس يتخطّفون من حولنا، ويفزعون إلينا، فيجدون الأمن والأمان، فأراد هؤلاء القتلة المجرمون -باسم الإسلام- والإسلام منهم براء، والدين عنهم في معزل، أرادوا أن يزعزعوا أمن هذا البلد، ولكن هيهات! هيهات؛ لأنّ الله تكفّل بحفظ بلاد الشام، قال صلى الله عليه وسلم: «إنّ الله تكفّل لي بالشام وأهله»، قال: «إنّ الملائكة باسطة أجنحتها فوق الشام» . . .

وإنّ السبب الرئيسَ في ذلك الإجرام، والدافعَ له: هو تكفير أولئك الضُلاّل للمجتمعات الإسلاميّة، والحكم على أهلها بأنهم خرجوا من الملّة، وعليه؛ فإنّهم يستحلُّون دماءهم وأموالهم وأعراضهم، ويفعلون بهم هذه الأفاعيل.

ولكنّ الله -تعالى- حفظ بلاد الشام، وتكفّل بها، ولذلك ما من معتد غاشم أراد أرض الشام بسوء إلا أخذه الله وجعله نكال الآخرة والأولى.

ماذا فعل الله بالصليبيين؟ وماذا فعل بالمغول؟ وأين كانت هزائمهم؟ تلك بقاياهم وآثارهم، فاصبروا وصابروا.
عباد الله! اتقوا الله، واعلموا أنّ الإيمان والأمن صنوان لا يفترقان، فإذا ضاع الإيمان ضاع الأمن كما قال الحقّ -جلّ جلاله-: {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون} [أي: المعاصي والذنوب، وأعظمها الشرك].

فتكفّل الله لمن آمن بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمدٍ صلى الله عليه وسلم نبيّاً ورسولاً، بالأمن والهداية، وهما من أعظم النعم التي ينعم الله بها على بني الإنسان، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م