رحلة قصيرة
الـولادة .. والمقبـرة
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد
********
إخواني في الله .. أخواتي الحبيبات
الرحلة ما بين مستشفى الولادة ... والمقبرة ... رحلة قصيرة !!
الفترة مابين ظلمة الرحم .. وظلمة القبر وجيزة ...!!
كم حسابها ...؟؟ وما مقدارها ...؟؟ أنعيش سنة ... !!
سنتين ... !! عشرين سنة ... !! خمسين مائة سنة ... !!
علــــــــــى كــــــــــل حــــــــــال
لن نبلغ عمر نوح عليه السلام ألف سنة إلاّ خمسين عاما
وهذا من فضل الله عز وجل ولطف ورحمة ... أن جعل أوسط ما نبلغه
نحن أمة الإسلام ستين سنة ونحوها ... نترنّح خلالها بين طفولة ...
وضعف وأمراض وأوجاع وهموم ثم شيخوخة ... نقتطع منها فترات النوم ...
والأكل اقتطاعا سخّيا ... ثم بعد ذلك ... بماذا نخلص ..؟؟
نخلص سنوات قصيرة قليلة تجري بنا سراعا نحو القبور ....
ومع هذا ... هذه السنوات القصار التي تفضل من أعمارنا ...
نجد أنفسنا نتقلب فيها بملل وسأم لأنها تمر في فراغ ....
نحاول أن نقتل الساعات والأوقات الثقيلة ....
ولا ندري أننا بذلك أما نقتل أنفسنا ... وننتحر انتحارا خفيا بطيئا ...
نقتلها بواجبات الشاي ....!!؟؟ ومتابعة التلفاز ... !!
وإن سكت التلفاز أنطقنا الفيديو !! نقتلها بالزيارة العقيمة ... !!
نقتلها بالتقلب الكسول الثقيل على الأرائك والمقاعد ... !!
خالصا لنا ( سنيوات ) قليلة .... !!
فكيف لو كنا بعمر نوح - عليه السلام - إذا كيف كنا سنعمل بفراغ المئين من السنين ...؟؟؟
الإسلام .. دين الهمة ... والعزيمة ...!! الإسلام ... دين العمل والبناء ..
والمسلم الحق ... لا يسكن .. وإن سكنت جوراحه ... يظل فكره يعمل ...
ويظل قلبه يعيش اسلامنا ... يذيقنا مذاقا جديدا لطعم للحياة
( بوك لأمتي في بكورها )
هكذا يبدأ عمر المسلم مع البكور ثم يمضي النهار بأوقاته المباركة ...
مقسم خمس فترات مثمرة ... جعلت الصلاة مواقيت لها ...
وتتخللها فترة الضحى بإشراقة الضحى ... وضحكة الشمس ...
تخر فيها الجباه نافلة لله .. وإعلانا عن المضي في ركب الحياة ...
وإن انتصف النهار ... وأثاقلت الآدمية الضعيفة ... فلا بأس باسترخاء ...
وراحة وقيلولة لأجل التزود لبقية اليوم ... ورحلة الحياة ....
ويختم النهار نصيبه من الحياة ... ويسلم الليل القياد ...فإذا الليل المسلم ...
حي مع هدوئه ... نائم ... مع سكونه مضيء ... مع حكمته ...
رسالة المسلم يؤديها ليلا ... قيام ... تهجد ...
ينبّيء أن ليل المسلم ... كنهاره ... عمل وإعمار ... وتمضي لحظات الليل ...
ويقترب الفجر ... فيسابقه المسلم الهمام ... يغرس فيه من أزهار الاستغفار...
ما يحيل حلكته أنوارا ومصابيح ... ومع بزوغ الفجر ...
يكون المسلم قد توج هامة الفجر.. وزين غرة النهار ... بقرآن الفجر ....
وما بين هذا وذاك ... يبتهج نهار المسلم ( معاشا ) ما بين عمل للآخرة محض ...
أو عمل للدنيا يبتغي فيه أجر الآخرة ... وهو يترقب يوم الحصاد القريب ..
فأين هذا الشغل الدؤوب .....؟؟؟؟؟؟؟
وأين هم الفارغون ..........؟؟؟؟؟؟؟
----------------------------------------
|