مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #61  
قديم 04-05-2004, 06:06 PM
الهادئ الهادئ غير متصل
جهاد النفس الجهاد الأكبر
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2003
الإقامة: بلد الأزهر الشريف
المشاركات: 1,208
إفتراضي

الشيخ القرضاوي يهنئ العالم الإسلامي بالمولد النبوي


ذكرى المولد النبوي....كل عام وانتم بخير







أيها الأخوة المسلمون، أهل علينا شهر ربيع الأول، وهبت علينا ذكريات رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكريات مولده عليه الصلاة والسلام، ففي شهر ربيع الأول ولد محمد صلى الله عليه وسلم وفيه بعث وفيه هاجر، هذا النبي الكريم من حقه علينا أن نتذكر سيرته كلما جاءت مناسبة من المناسبات، وليس هذا من الاحتفال المبتدع، فنحن إنما نذكر الناس بهذه السيرة ونربطهم بهذه الرسالة المحمدية، وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يذكرون رسول الله صلى الله عليه وسلم في كل حين، ويقول سعد بن أبي وقاص: كنا نروج لأبنائنا مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم كما نحفظهم السورة من القرآن، يروون لهم ما حدث في بدر وما حدث في أحد وما حدث في الخندق وفي بيعة الرضوان .. الخ، فلذلك علينا أن نهتدي بالصحابة وننتهز الفرص بعد الفرص لنذكر الناس بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فحينما نحتفل بمولده عليه الصلاة والسلام أننا لا نحتفل بمولد شخص إنما نحتفل بمولد رسالة ظهرت على يد رسول الله صلى الله عليه وسلم باعتباره شخصاً أعدته العناية الإلهية ليحمل الرسالة الخاتمة للبشرية ويحمل الرسالة العالمية التي امتدت طولاً حتى شملت آباد الزمن وامتدت عرضاً حتى انتظمت آفاق الأمم وامتدت عمقاً حتى استوعبت شئون الدنيا والآخرة، وصدق الله العظيم إذ يقول لرسوله (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين) ، (لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب، ما كان حديثاً يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون).

للمزيد

http://www.qaradawi.net/site/topics/...&parent_id=188
  #62  
قديم 04-05-2004, 06:14 PM
الهادئ الهادئ غير متصل
جهاد النفس الجهاد الأكبر
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2003
الإقامة: بلد الأزهر الشريف
المشاركات: 1,208
إفتراضي

رأى الشيخ العلامه أ. د. أحمد الحجي الكردي خبير في الموسوعة الفقهية، وعضو هيئة الإفتاء في دولة الكويت





الفتاوى الشرعية : متفرقات في الحظر والإباحة : الاحتفال بعيد المولد النبوي

بسم الله الرحمن الرحيم:
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على المصطفى الامين,و بعد:
باقتراب المولد النبوي الشريف, اسمح لي ,سيدي الفاضل,ان استفسر عن حكم الشرع في الاحتفال به ,و ما هي الطريقة التي يجب على كل مسلم التعامل بها ازاء هذه المناسبة؟
جزاك الله عنا كل خير و رفع درجاتك في الدنيا و الاخرة.


أجاب

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم، على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالاحتفال بالمولد النبوي في هذا اليوم بل في هذا الشهر كله مشروع، ويكون بالصيام والصلاة والتسبيح والذكر والصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم واستعادة سيرته العطرة وسنته الشريفة وبكل ما هو عبادة لله تعالى أو مباح في شريعة الإسلام، لأن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم سئل عن صيامه هو في يوم الإثنين فقال : ( هو يوم ولدت فيه) رواه مسلم وغيره. فدل ذلك على مشروعية الاختفال في هذا اليوم بالعبادة.

والله تعالى أعلم.

____________________________
أ. د. أحمد الحجي الكردي

الرابط

http://islamic-fatwa.net/viewtopic.p...ID=11353#21926
  #63  
قديم 04-05-2004, 07:01 PM
مساهم مساهم غير متصل
فقط لنتأمل
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2003
المشاركات: 651
إفتراضي

حسناً يا صلاح الدين ..

يبدو أن النقاش سيطول معك فعلاً ... ولست أدري كيف تريد أن يكون النقاش ؟ لقد كنا نوجه إليك الأسئلة ونطلب منك إجابتها ولكنك تأبى إلا الصدود عنها .. لقد بينت في ردي السابق رأي الإمام ابن تيمية بكل إنصاف وحيادية وكنت أتمنى منك مناقشتي حول ما كتبت إن لم تقتنع ولكني تفاجأت بك تقذفني بالإفتراء عليه دون أن تناقش !!

فأخبرني بالله عليك أين هذا الحوار الذي تنادي به ؟ ثم إن قول ابن تيمية الآخر والذي اختضمته كعادتك أيضاً يبين نفس مقصده الذي ذكرت .. وإن كنت لم تفهم قوله كما فهمته أنا فهذه مشكلتك يا عزيزي .
أما رأي السيوطي وابن حجر فإن آراءهم تهم جميع المسلمين .. وإن كان رأيهم كما ذكرت فهذا لا يعني أن ألزم نفسي أن أقتنع بما هو ليس بمقنع لدي .. ويضلون أهل علم لهم وجاهتهم ومكانتهم العلمية .. ومع هذا .. فإنني على يقين من وجود الكثير من الأمة السابقين من يرى حرمته أو كراهته على الأقل .. كما هو رأي ابن تيمية ..

إنه من الظاهر لقول ابن تيمية أن الإحتفال بدعة لا أصل لها وهي أمر منكر للعارفين لربهم .. ولكنها تجوز ومع الكراهة للعامة من الناس .. واستشهد على ذلك بقول الإمام أحمد حول إجازته للبدعة التي كان يراها مكروهة ولكنه أجازها لمن بعيدون عن ربهم .. ولذلك عدها في المرتبة الثانية وهي المرتبة ذات الأوجه المستحبة والأوجه المكروهة وبين أن أهلها أفضل حالاً من أهل الكفر والضلال .. لأن للمنكر مراتب كما قال ..

ومختصر رأيه .. أن هذا الإحتفال منكر ومستقبح للمؤمنين المسددين والعارفين لربه .. وأما العوام والجهلة فإن لهم أجراً لحسن مقصدهم ولأنه أفضل لهم من غيهم وفسادهم .. ولكن تضل الكراهة في هذا العمل لأنه أمر بدعي ..

ولا أظنك ستنكر أن ما قلته عن رأيه سليم مئة بالمئة ..
وعلى العموم .. إن كنتَ قد وجدت من أهل العلم من يؤيدك رأيك فلقد وجدنا نحن أيضاً من يؤيدنا قولنا ...وقد أعجبني قول الفاكهاني الذي نقله دايم العلو وأراه قولاً راجحاً ومسدداً ... وليس أمامنا سوى الرجوع إلى الكتاب والسنة لقوله تعالى { فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر .. }
  #64  
قديم 04-05-2004, 07:17 PM
الهادئ الهادئ غير متصل
جهاد النفس الجهاد الأكبر
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2003
الإقامة: بلد الأزهر الشريف
المشاركات: 1,208
إفتراضي

أقوال العلماء في موضوع الاحتفال بالمولد النبوي الشريف:

ألّف الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي رسالة سماها :

(حسن المقصد في عمل المولد ) وهي مطبوعة ضمن كتابه (الحاوي للفتاوي ) ، نقل فيها انتقادات المنكرين ، وأجوبة المقرّين ، ثم أبدى رأيه خلال مناقشتهم في أدلتهم وسنورد ملخصاً لما جاء فيها :

{ الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى ، وبعد :
فقد وقع السؤال عن عمل المولد النبوي في شهر ربيع الأول ، ما حكمه من حيث الشرع ؟ وهل هو محمود أومذموم ؟ وهل يُثاب فاعله أو لا ؟

الجواب عندي : أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرآن ، ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، وما وقع في مولده من الآيات ، ثم يُمَدّ لهم سِماطٌ يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك ، هو من البدع الحسنة التي يُثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي صلى الله عليه وسلم ، وإظهار الفرح والإستبشار بمولده الشريف } .

ثم أورد الإمام السيوطي قول الشيخ الفاكهاني من متأخري المالكية ، والذي ينكر عمل المولد ويصفه ( بالبدعة المذمومة ، , وأنه لا أصل له في الكتاب أوالسنة ، ولم يُنقل عن أحد من الصحابة أو التابعين أو علماء الأمة ، وأننا لو أدرنا عليه الأحكام الخمسة لقلنا :

إما أن يكون واجباً أو مندوباً أو مباحاً أو مكروهاً أومحرّماً ، فهو ليس بواجب إجماعاً ، ولا مندوباً ، لأن حقيقة المندوب ما طلبه الشرع من غير ذم على تركه ، وهذا لم يأذن فيه الشرع ، ولا فعله الصحابة ولا التابعون المتدينون ، و لامباحاً لأن الإبتداع في الدين ليس مباحاً ، فلم يبق إلا أن يكون مكروهاً أو حراما ) .

ثم أورد الفاكهاني قول الإمام أبي عمرو بن العلاء حيث قال :

( الشهر الذي ولد فيه صلى الله عليه وسلم هو بعينه الشهر الذي توفي فيه ، فليس الفرح فيه بأولى من الحزن فيه ) . انتهى

ويرد الإمام السيوطي بقوله :

أما قوله : ( لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة ) فيُقال عليه : نفي العلم لا يلزم نفي الوجود ، وقد استخرج له إمام الحفاظ ابن حجر أصلاً من السنة ، واستخرجت له أنا أصلاً ثانياً وسيأتي ذكرهما بعد هذا .

وقوله : ( بل هو بدعة أحدثها البطالون ) إلى قوله : ( ولا العلماء المتدينون )، فيُقال عليه :

قد تقدّم أنه أحدثه ملك عادل عالم ,هو : (المظفر) صاحب اربل ،وقصد به التقرب إلى الله تعالى ، وحضر عنده فيه العلماء والصلحاء من غير نكير منهم ، وارتضاه ابن دحية وصنف له من أجله كتاباً ، فهؤلاء علماء متدينون رضوه وأقروه ولم ينكروه

، وقوله : ( ولا مندوبا ) يُقال عليه : إن الطلب في المندوب تارة يكون بالنص ، وتارة يكون بالقياس ، وهذا وإن لم يرد فيه نص ففيه القياس على الأصلين الآتي ذكرهما .

وقوله : ( ولاجائز أن يكون مباحاً )، كلام غير مسلّم ، لأن البدعة لم تنحصر في الحرام والمكروه ، بل قد تكون أيضا مباحةً ومندوبة وواجبة ، قال النووي في تهذيب الأسماء واللغات : البدعة في الشرع هي إحداث مالم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وهي منقسمة إلى حسنة وقبيحة ، وقال الشيخ عز الدين بن عبد السلام في القواعد :

البدعة منقسمة إلى واجبة ومحرمة ومندوبة ومكروهة ومباحة ، والطريق في ذلك أن تعرض البدعة على قواعد الشريعة ، فإذا دخلت في قواعد الإيجاب فهي واجبة ...... الخ ، وروى البيهقي باسناده في مناقب الشافعي عن الشافعي قال :

المحدثات من الأمور ضربان ، أحدهما ما أُحدث مما يُخالف كتاباً أو سنة أو أثراً أو إجماعاً فهذه البدعة الضلالة ، وما أحدث من الخير لاخلاف فيه لواحد من هذا فهذه محدثة غير مذمومة ، وقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قيام شهر رمضان : ( نعمت البدعة هذه ) يعني أنها مُحدثة لم تكن ، وإذا كانت فليس فيها ردّ
لما مضى . هذا آخر كلام الشافعي .

وقوله : ( أنه شهر وفاته صلى الله عليه وسلم أيضا )، فيقال :

أن ولادته صلى الله عليه وسلم أعظم النعم علينا ، ووفاته أعظم المصائب لنا ، والشريعة حثت على إظهار شكر النعم ، والصبر والسكون والكتم عند المصائب ، وقد أمر الشرع بالعقيقة عند الولادة وهي إظهار شكر وفرح بالمولود ، ولم يأمر عند الموت بذبح ولا غيره ، بل نهى عن النياحة والجزع ‘ فدلت قواعد الشريعة على أنه يحسن في هذا الشهر إظهار الفرح بولادته صلى الله عليه وسلم دون إظهار الحزن فيه بوفاته .

ثم ينقل السيوطي قول الإمام ابن حجر عندما سُئل عن عمل المولد فقال :

أصل عمل المولد بدعة لم تُنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة ، ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها ، فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة وإلا فلا ، قال : وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وسلم قَدِم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء ، فسألهم فقالوا : هو يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى ، فنحن نصومه شكراً لله تعالى ،فيُستفاد منه فعل الشكر لله على ما منّ به في يوم معين من إسداء نعمة أودفع نقمة ، وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي ، نبي الرحمة في ذلك اليوم ؟

ثم يقول الإمام السيوطي – رحمه الله - :

وقد ظهر لي تخريجه على أصل آخر وهو ما أخرجه البيهقي عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم عقّ عن نفسه بعد النبوة ، مع أنه ورد أن جدّه عبد المطلب عقّ عنه في سابع ولادته ، والعقيقة لاتُعاد مرة ثانية ، فيُحمل ذلك على أن الذي فعله صلى الله عليه وسلم إظهار للشكر على إيجاد الله تعالى إياه رحمة للعالمين وتشريع
لأمته ، ثم رأيت إمام القراء الحافظ شمس الدين بن الجزري قال في كتابه المسمى : ( عرف التعريف بالمولد الشريف ) ما نصه : قد رؤي أبو لهب بعد موته في النوم فقيل له ما حالك ؟ فقال في النار ، إلا أنه يُخفف عني كل ليلة اثنين ، وأمص من بين أصبعي ماء بقدر هذا – وأشار لرأس أصبعه – وأن ذلك باعتاقي لثويبة عندما بشرتني
بولادة النبي صلى الله عليه وسلم ، وبارضاعها له { الحديث موجود في البخاري في كتاب النكاح ، ورواه عروة بن الزبير مرسلاً } فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جوزي في النار بفرحه ليلة مولد النبي صلى الله عليه وسلم به ، فما حال المسلم الموحد من أمة النبي صلى الله عليه وسلم يُسرّ بمولده ، ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته صلى الله عليه وسلم ؟ لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يُدخله بفضله جنات النعيم ، وقال الحافظ شمس الدين بن ناصر الدمشقي في كتابه المسمى : ( مورد الصادي في مولد الهادي ) : قد صحّ أن أبا لهب يُخفف عنه عذاب النار في مثل يوم الإثنين لإعتاقه ثويبة سروراً بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم أنشد :

إذا كان هذا كافراً جاء ذمّه*** وتبت يداه في الجحيم مخلدا

أتى أنه في يوم الإثنين دائماً*** يُخفف عنه للسرور بأحمدا

فما الظن بالعبد الذي طول عمره*** بأحمد مسروراً ومات موحدا .

انتهى كلام السيوطي
  #65  
قديم 04-05-2004, 07:20 PM
الهادئ الهادئ غير متصل
جهاد النفس الجهاد الأكبر
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2003
الإقامة: بلد الأزهر الشريف
المشاركات: 1,208
إفتراضي

وهذا ما جاء في كتاب شيخنا الراحل سعيد حوى "السيرة بلغة الحب والشعر":

الاحتفال بالمولد النبوي الشريف جائز إذا انتفت المحرمات التي تصاحب هذا الاحتفال، وقد جاء في كتاب فضيلة الشيخ سعيد حوى ( أحد العلماء والدعاة المعاصرين بسوريا ) التفصيل في هذه المسألة.
مما استحدث خلال العصور الاحتفال بيوم ميلاد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتوضع حول هذا الموضوع عادات تختلف باختلاف البلدان، وقد تحدث ابن الحاج في مدخله عن كثير مما أنكره من عادات توضعت حول المولد، ووجدت بسبب من ذلك وبسبب من غيره ردود فعل كثيرة حول هذا الموضوع فمن محرم ومن مدافع، وقد رأينا أن لابن تيمية رحمه الله رأيا في غاية الإنصاف، فهو يرى أن أصل الاجتماع على المولد مما لم يفعله السلف ولكن الاجتماع على ذلك يحقق مقاصد شرعية.

والذي نقوله: أن يعتمد شهر المولد كمناسبة يذكر بها المسلمون بسيرة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وشمائله، فذلك لا حرج، وأن يعتمد شهر المولد كشهر تهيج فيه عواطف المحبة نحو رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فذلك لا حرج فيه، وأن يعتمد شهر المولد كشهر يكثر فيه الحديث عن شريعة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فذلك لا حرج فيه.

وأن مما ألف في بعض الجهات أن يكون الاجتماع على محاضرة وشعر أو إنشاد في مسجد أو في بيت بمناسبة شهر المولد، فذلك مما لا أرى حرجا على شرط أن يكون المعني الذي قال صحيحا.

إن أصل الاجتماع على صفحة من السيرة أو على قصيدة في مدح رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ جائز ونرجو أن يكون أهله مأجورين، فأن يخصص للسيرة شهر يتحدث عنها فيه بلغة الشعر والحب فلا حرج.
ألا ترى لو أن مدرسة فيها طلاب خصصت لكل نوع من أنواع الثقافة شهرا بعينه فهل هي آثمة، ما نظن أن الأمر يخرج عن ذلك
. بعض أقوال العلماء في الاحتفال بالمولد.

1ـ رأي ابن الحاج ـ رحمه الله ـ في الاحتفال
من المعروف أن ابن الحاج في مدخله كان من أشد الناس حربا على البدع، ولقد اشتد رحمه الله بمناسبة الكلام عن المولد على ما أحدثوه فيه من أعمال لا تجوز شرعا من مثل استعمال لآلات الطرب، ثم قال: فآلة الطرب والسماع أي نسبة بينهما وبين تعظيم هذا الشهر الكريم الذي من الله تعالى علينا فيه بسيد الأولين والآخرين.

فكان يجب أن يزاد فيه من العبادات والخير، شكرا للمولى سبحانه وتعالى على ما أولانا من هذه النعم العظيمة، وإن كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يزد فيه على غيره من الشهور شيئا من العبادات، وما ذاك إلا لرحمته ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأمته ورفقه بهم، لأنه عليه الصلاة والسلام كان يترك العمل خشية أن يفرض على أمته رحمة منه بهم، كما وصفه المولى سبحانه وتعالى في كتابه حيث قال: (بالمؤمنين رؤوف رحيم) لكن أشار عليه الصلاة والسلام إلى فضيلة هذا الشهر العظيم بقوله عليه الصلاة والسلام للسائل الذي سأله عن صوم يوم الإثنين، فقال له عليه الصلاة والسلام: (ذلك يوم ولدت فيه) فتشريف هذا اليوم متضمن لتشريف هذا الشهر الذي ولد فيه.

فينبغي أن نحترمه حق الاحترام، ونفضله بما فضل الله به الأشهر الفاضلة، وهذا منها لقوله عليه الصلاة والسلام: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر" ولقوله عليه الصلاة والسلام: "آدم ومن دونه تحت لوائي".
وفضيلة الأزمنة والأمكنة تكون بما خصها الله تعالى به من العبادات التي تفعل فيها لما قد علم أن الأمكنة والأزمنة لا تتشرف لذاتها، وإنما يحصل لها الشرف بما خصت به من المعاني.
فانظر رحمنا الله وإياك إلى ما خص الله تعالى به هذا الشهر الشريف ويوم الإثنين، ألا ترى أن صوم هذا اليوم فيه فضل عظيم، لأنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولد فيه، فعلى هذا ينبغي إذا دخل هذا الشهر الكريم أن يكرم ويعظم ويحترم الاحترام اللائق به وذلك بالاتباع له ـ صلى الله عليه وسلم ـ في كونه عليه الصلاة والسلام كان يخص الأوقات الفاضلة بزيادة فعل البر فيها وكثرة الخيرات.
ألا ترى إلى ما رواه البخاري ـ رحمه الله تعالى: "كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان" فنتمثل تعظيم الأوقات الفاضلة بما امتثله عليه الصلاة والسلام على قدر استطاعتنا.

2ـ رأي ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في الاحتفال
معروفة شدة ابن تيمية وتشدده، ومع ذلك كان كلامه لينا في قضية المولد ومن كلامه في كتابه "اقتضاء الصراط المستقيم": (وكذلك ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، وإما محبة للنبي وتعظيما له، والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد لا على البدع، وأكثر هؤلاء الناس الذين تجدونهم حرصاء على أمثال هذه البدع، مع ما لهم فيها من حسن المقصد والاجتهاد الذي يرجى لهم به المثوبة، تجدونهم فاترين في أمر الرسول عما أمروا بالنشاط فيه.

واعلم أن من الأعمال ما يكون فيه خير لاشتماله على أنواع من المشروع، وفيه أيضا شر من بدعة وغيرها، فيكون ذلك العمل شرا بالنسبة إلى الإعراض عن الدين بالكلية، كحال المنافقين والفاسقين..
فتعظيم المولد واتخاذه موسما قد يفعله بعض الناس، ويكون له فيه أجر عظيم، لحسن قصده، وتعظيمه لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه يحسن من بعض الناس ما يستقبح من المؤمن المسدد، ولهذا قيل للإمام أحمد عن أحد الأمراء أنه أنفق على مصحف ألف دينار ونحو ذلك، فقال: دعه فهذا أفضل ما أنفق فيه الذهب، أو كما قال.

3ـ رأي السيوطي ـ رحمه الله ـ في الاحتفال
وللسيوطي في كتابه "الحاوي للفتاوى " رسالة مطولة أسماها: "حسن المقصد في عمل المولد" وهذه بعض فقراتها: عندي أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرآن ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماط يأكلونه، وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيها من تعظيم قدر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف0

وروى البيهقي بإسناده في مناقب الشافعي عن الشافعي قال: المحدثات من الأمور ضربان، أحدهما: ما أحدث مما يخالف كتابا أو سنة، أو أثرا أو إجماعا فهذه البدعة الضلالة، والثاني: ما أحدث من الخير لا خلاف فيه لواحد من هذا، وهذه محدثة غير مذمومة وقد قال عمر رضي الله عنه في قيام شهر رمضان نعمت البدعة هذه، يعني أنها محدثة لم تكن، وإذا كانت فليس فيها رد لما مضى هذا آخر كلام الشافعي.

وهو أي المولد وما يكون فيه من طعام من الإحسان الذي لم يعهد في العصر الأول، فإن إطعام الطعام الخالي عن اقتراف الآثام إحسان فهو من البدع المندوبة كما في عبارة ابن عبد السلام.

وقد سئل شيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل أحمد بن حجر عن عمل المولد فأجاب بما نصه: أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسن وضدها، فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كان بدعة حسنة وإلا فلا، قال: وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم فقالوا: "يوم أغرق الله فيه فرعون ونجى موسى فنحن نصومه شكرا لله تعالى" فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما من به في يوم معين من إسداء نعم، أو دفع نقمة، ويعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سنة، والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة، وأي نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبي نبي الرحمة في ذلك اليوم وعلى هذا فينبغي أن يتحرى اليوم بعينه حتى يطابق قصة موسى في يوم عاشوراء ومن لم يلاحظ ذلك لا يبالي بعمل المولد في أي يوم من الشهر، بل توسع قوم فنقلوه إلى يوم من السنة وفيه ما فيه، فهذا ما يتعلق بأصل عمله.

وأما ما يعمل فيه: فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم ذكره من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزهد المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخر، وأما ما تبع ذلك من السماع واللهو وغير ذلك فينبغي أن يقال ما كان من ذلك مباحا، بحيث يقتضي السرور بذلك اليوم ولا بأس بإلحاقه به، وكما كان حراما أو مكروها فيمنعه وكذا ما كان خلفا الأولى. انتهى.

قال السيوطي تعليقا على كلام ابن حجر: ـ (وقد ظهر لي تخريجه على أصل آخر وهو ما أخرجه البيهقي عن أنس أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عق عن نفسه بعد النبوة، مع أنه قد ورد أن جده عبد المطلب عق عنه في سابع يوم لولادته، والعقيقة لا تعاد مرة ثانية، فيحمل ذلك على أن الذي فعله النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إظهار للشكر على إيجاد الله إياه رحمة للعالمين، وتشريع لأمته كما كان يصلى على نفسه لذلك، فيستحب لنا أيضا إظهار الشكر بمولده بالاجتماع وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرات، ثم رأيت إمام القراء الحافظ شمس الدين ابن الجزري قال في كتابه المسمى عرف التعريف بالمولد الشريف ما نصه: قد رؤي أبو لهب بعد موته فقيل له ما حالك؟. قال في النار إلا أنه يخفف عني كلي ليلة إثنين وأمص من بين أصبعي ماء بقدر هذا وأشار لرأس أصبعه وإن ذلك بإعتاقي لثويبة عندما بشرتني بولادة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبإرضاعها له، فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمه جوزي في النار بفرحة ليلة مولد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ به ، فما حال المسلم الموحد من أمة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يسر بمولده ويبذل ما تصل إليه قدرته في محبته ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنات النعيم.
انتهي ملخصا من كتاب السيرة بلغة الحب والشعر للشيخ سعيد حوى رحمه الله

منقول
  #66  
قديم 04-05-2004, 07:20 PM
الهادئ الهادئ غير متصل
جهاد النفس الجهاد الأكبر
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2003
الإقامة: بلد الأزهر الشريف
المشاركات: 1,208
إفتراضي

ويقول الشيخ عبد الله صديق الغماري من علماء الأزهر :


للحافظ جلال الدين السيوطيّ فتوى قيمة في هذا الموضوع نلخصها فيما يأتي، قال رحمه الله:

إن أصلَ عمل المَوْلِد الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تَيَسَّر من القرآن ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما وقع في مَوْلِده من الآيات، ثم يُمَدّ لهم سماط يأكلونه، وينصرفون من غير زيادة على ذلك ـ هو البِدَع الحسنة التي يُثاب عليها صاحبها لِما فيه من تعظيم النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإظهار الفرح والاستبشار بمَوْلِده الشريف.

وأول من أحدث فعل ذلك صاحب "إربل" الملك المُظَفَّر أبو سعيد كُوكبَري بن زين الدين عليّ ابن بُكْتُكِين أحد الملوك الأمجاد والكبراء الأجواد، وكان له آثار حسنة، وهو الذي عَمَّر الجامع المظفَّريّ بسفح قاسيون.
قال ابن كثير في تاريخه:

كان يعمل المَوْلِد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالًا هائلًا، وقد صَنَّف له الشيخ أبو الخطاب بن دِحية مجلدًا في المَوْلِد النبويّ سمَّاه "التنوير في مَوْلِد البشير النذير" فأجازه على ذلك بألف دينار، وقد طالت مدته في المُلْك إلى أن مات وهو مُحاصِر للفرنج بمدينة عكا سنة 630هـ محمودَ السيرة والسريرة.. إلى أن قال:
وحَكَتْ زوجته ربيعة خاتون بنت أيوب أختُ الملك الناصر صلاح الدين أن قميصه كان من كرباس غليظ لا يساوي خمسة دراهم، قالت: فعاتبتُه في ذلك فقال: لُبس ثوب بخمسة والتصدقُ بالباقي خير من أن ألبس ثوبًا مثمَّنًا وأدَعَ الفقير والمسكين.

وقال ابن خَلِّكان في ترجمة الحافظ أبي الخطاب بن دِحية:

كان من أعيان العلماء ومشاهير الفضلاء، قَدِمَ من المغرب فدخل الشام والعراق واجتاز بإربل سنة 604هـ فوجد ملكَها المُعَظَّم مظفَّر الدين بن زين الدين يَعتني بالمَوْلِد، فعمل له كتاب "التنوير في مَوْلِد البشير النذير" وقرأه عليه بنفسه فأجازه بألف دينار.

وقد تكلم أبو عبد الله بن الحاج في كتابه "المدخل على عمل المَوْلِد" فأتقن الكلام فيه جدًّا، وحاصلُه مدحُ ما كان فيه من إظهار شعارٍ هو شكرٌ، وذم ما احتوى عليه من مُحَرَّمات ومُنْكَرات، فمن ذلك قوله: وإن كان النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ لم يَزِدْ فيه على غيره من الشهور شيئًا من العبادات، وما ذاك إلا لرحمته ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأمته ورفقه بهم؛ لأنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يترك العمل خشيةَ أن يُفْرَض على أمته رحمة منه بهم، لكن أشار صلى الله عليه وسلم إلى فضيلة هذا الشهر العظيم بقوله للسائل الذي سأله عن صوم يوم الإثنين: "ذاك يومٌ وُلِدْتُ فيه" فتشريف هذا اليوم مُتَضَمِّن لتشريف هذا الشهر الذي وُلِد فيه، فينبغي أن نحترمَه غايةَ الاحترام ونُفَضِّلَه بما فَضَّل الله به الأشهر الفاضلة، وهذا منها لقوله صلى الله عليه وسلم: "أنا سيد ولد آدم ولا فخر، آدم فمن دونَه تحت لوائي". وفضيلة الأزمنة والأمكنة بما خَصَّها الله به من العبادات التي تُفْعَل فيها لِما قد عُلِمَ أن الأمكنة والأزمنة لا تَشْرُف لذاتها وإنما يَحْصُل لها التشريف بما خُصَّتْ به من المعاني، فانظر إلى ما خَصَّ الله به هذا الشهر الشريف ويوم الإثنين، ألا ترى أن صوم هذا اليوم فيه فضل عظيم لأنه صلى الله عليه وسلم وُلِدَ فيه. فعلى هذا ينبغي إذا دخل هذا الشهر الكريم أن يُكَرَّم ويُعَظَّم ويُحْتَرم الاحترام اللائق به اتباعًا له ـ صلى الله عليه وسلم ـ في كونه كان يَخُصُّ الأوقات الفاضلة بزيادة فعل البِر فيها وكثرة الخيرات.
ألا ترى إلى قول ابن عباس: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أجودَ الناس بالخير، وكان أجودَ ما يكون في رمضان. فلنمتثلْ تعظيمَ الأوقاتِ الفاضلة بما امتثله على قدر استطاعتنا.

فإن قال قائل: قد التزم النبيّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ في الأوقات الفاضلة ما التزمه مما قد عُلِم، ولم يَلْتَزِم في هذا الشهر ما التزمه في غيره.

فالجواب أن ذلك لِما عُلِم من عاداته الكريمة أنه يريد التخفيف عن أمته سيما فيما كان يخصه. ألا ترى أنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ حَرَّم المدينة مثلما حَرَّم إبراهيمُ مكة، ومع ذلك لم يَشْرَع في قتل صيده ولا شجره الجزاءَ تخفيفًا على أمته ورحمة بهم، فكان ينظر إلى ما هو من جهته، وإن كان فاضلاً في نفسه، فيتركه تخفيفًا عنهم.
فعلى هذا تعظيمُ هذا الشهر الشريف إنما يكون بزيادة الأعمال الزاكيات فيه والصدقات إلى غير ذلك من القُرُبات، فمن عجز عن ذلك فأقل أحواله أن يجتنب ما يَحْرُم عليه، ويَسْكُن له تعظيمًا لهذا الشهر الشريف، وإن كان ذلك مطلوبًا في غيره إلا أنه في هذا الشهر أكثر احترامًا، كما يتأكد في شهر رمضان وفي الأشهر الحرام اهـ.

وقد سُئِلَ شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر عن عمل المَوْلِد فأجاب بما نصه:
أصل عمل المَوْلِد بدعة لم تُنْقَل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة الصحابة والتابعين وتابع التابعين ولكنها مع ذلك قد اشتملت على محاسنَ وضدِّها، فمن تَحَرَّى في عملها المحاسن وتجنَّب ضدَّها كان بدعةً حسنة وإلا فلا.
قال الحافظ السيوطيّ:

وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت، وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم فقالوا: هو يوم أغرق الله فيه فرعون ونجَّى موسى، فنحن نصومه شكرًا لله تعالى. فيُستفاد منه فعل الشكر لله على ما مَنَّ به في يوم معين من إسداء نعمة أو دفع نِقْمة، ويُعاد ذلك في نظير ذلك اليوم من كل سَنَة. والشكر لله يحصل بأنواع العبادة كالسجود والصيام والصدقة والتلاوة، وأية نعمة أعظم من النعمة ببروز هذا النبيّ نبيّ الرحمة في ذلك اليوم.
والله أعلم
  #67  
قديم 04-05-2004, 07:21 PM
الهادئ الهادئ غير متصل
جهاد النفس الجهاد الأكبر
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2003
الإقامة: بلد الأزهر الشريف
المشاركات: 1,208
إفتراضي

ويقول فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد الشرباصي الأستاذ بجامعة الأزهر رحمه الله:

إن رسول الله محمدًا ـ عليه الصلاة والسلام ـ هو المثل الكامل للإنسان، وهو القدوة العليا في هذه الحياة، والحق – تبارك وتعالى – يقول: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) (الأحزاب:21) ، ويَقُول أيضًا: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا. وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا) (الأحزاب:45 ـ46)، ويقول: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتِّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (التوبة:128)، ويقول: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الأنبياء:107).

وزعامة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليست كزعامة الناس تستمد قوتها وسلطانها من العادات أو التقاليد التي جرى عليها الناس في تعظيم الكبراء من الناس، كالاحتفال بيوم الميلاد، أو ذكرى الوفاة، أو ذكرى الاستيلاء على الحكم، أو نحو ذلك.

ومن هنا لم يُعرف الاحتفال بمولد الرسول في عهد الرسول ولا في عهد الصحابة، بل هو شيء حدث بعد ذلك، وعلى هذا لا نستطيع أن نقول إن هذا الاحتفال قد أوجبه الدين أو شرعه أو دعا إليه أو نص عليه.

ولكنا نستطيع أن نقول إن هذا الاحتفال ـ إن اعتدل واستقام ـ عادة حسنة أراد بها الذين يُخلصون الحب لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن تكون فرصة طيبة لتذكُّر شخصية الرسول وسيرته، وأخلاقه وسنته، فإذا تم الاحتفال بهذه الذكرى على صورة إسلامية سامية، منزَّهة عن كل ما يخالف الدين، فإن نتائجه في النفوس الخيِّرة تكون نتائج طيبة حميدة، والقرآن يقول: (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنينَ) (الذاريات:55).أ.هـ
  #68  
قديم 04-05-2004, 07:24 PM
الهادئ الهادئ غير متصل
جهاد النفس الجهاد الأكبر
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2003
الإقامة: بلد الأزهر الشريف
المشاركات: 1,208
إفتراضي

ويقول الشيخ الشعراوي * رحمه الله :

بسم الله بركة واستعانة ، والحمد لله ثناء واستزادة ، وصلى الله على سيدنا محمد أذن الخير التي ا ستمعت لآخر إرسال السماء لهدى الأرض ، ولسان الصدق الذي حمل للعالم مطلوب الحق من الخلق .. وبعد
فإن الله يأمر في كتابه الكريم بقوله ( وذكرهم بأيام الله ) [إبراهيم : 5 ]
وخير أيام الله هي ميلاده صلى الله عليه وسلم ، لأن بعثته وهجرته وانتصاره ثمرات ليوم الميلاد .

إذن .. فيوم الميلاد المبارك هو الأصل الذي تفرعت عنه كل أمجاد الرسالات في الأرض ، وإذا كان المسلمون يحتفلون بميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلنضمن عند الله ثوابهم على هذه الحفاوة أن تكون كما يحب الله ، وكما يرضي رسول الله صلى الله عليه وسلم .

إذا اختلف الناس في شرعية الاحتفال بالميلاد أو عدم شرعيته فعلينا أن نفرق بين فكرة الاحتفال بالميلاد ، وبين ما يحدث في هذا الاحتفال ، فليس لأحد أن ينكره بعدما احتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه بميلاده حين سئل عن صيام يوم الإثنين فقال : ( ذاك يوم ولدت فيه )

إذن فرسول الله صلى الله عليه وسلم احتفل بميلاده ، ولكن بماذا احتفل ؟
إنه احتفل بأمر مشروع من الله تعالى ، وهو الصيام .

إذن .. فعلينا أن نبحث في كيفية الاحتفال بالميلاد لا في شرعية الميلاد .

فالاحتفاء به صلى الله عليه وسلم يجب أن يكون من جنس ما افترض الله على عباده ، صلاة له وصياماً له ، وتقرباً له سبحانه ومتابعة لرسوله صلى الله عليه وسلم.

وعلى ذلك نكون قد ضمنا شرعية المولد ، وكذلك شرعية ما يحدث في المولد، فعلينا أن نستقبل ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم بصلوات الشكر لله عز وجل الذي بعث هذا الرسول ، وعلينا أن نستقبل ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم ، بالاستغفار من كل ذنب يغضب الرسول صلى الله عليه وسلم ، وعلينا أن نحتفل بميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم أن نصوم لله شكراً له سبحانه على ما أنعم على الدنيا بميلاد خير البرية .

والله سبحانه وتعالى هو المسؤول يتولانا في كل ما نقصد به وجهه ، ويبرؤنا في كل شيء قصدنا به وجهه ، فداخلنا فيه ما ليس لله .

كما أن الفرحة بميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تسول للناس أن يفرحوا غيرهم بشتى الأشياء ، بالحلوى يأكلونها ، وبالطعام يتصدقون به ، وبكل شيء يفرح الأهل والأحباب .

* - [ من مقدمة كتابه : حفاوة المسلمين بميلاد خير المرسلين ]

منقول
  #69  
قديم 04-05-2004, 08:12 PM
الهادئ الهادئ غير متصل
جهاد النفس الجهاد الأكبر
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2003
الإقامة: بلد الأزهر الشريف
المشاركات: 1,208
إفتراضي

إخواني الكرام

بعد كل تلك الفتاوى العظام لعلمائنا العظام منهم القديم و الحديث و من الحديث المصرى و السورى و المغربي و الكويتي وووو .... كلهم أجازوا الإحتفال بيوم ميلاد رسول الله صل الله عليه وسلم بشروط البعد عن المعاصى و ما يخالف الشرع ....

بمعنى إجماع الأمه قديماً و حديثاً على إباحة الإحتفال بالمولد...

و غرضى من هذا الحوار ليس موضوع المولد ولكنه موضوع التبديع الذى إنتهجه الفكر السلفي و تدرج فيه فالبدايه التبديع و النهايه التكفير و النتيجه الإرهاب ...

إخواني كما يتوقف العالم بالنسبة لكم أمام أراء علمائكم ويتم رفض كل ما هو مخالف و إن كان بإجماع الأمة فإنه يتوقف أيضاً بالنسبة لمن يفجرون فى أراضيكم و أراضي المسلمين أمام اراء علمائهم و الذين ينهلون من نفس النبع السلفي الرافض تماماً للآخر .... ففى السلفيه السعوديه لا يوجد معنى لكلمة إختلاف أو رأى آخر فالفتوى السلفيه إما شمال و قد ضل و أبتدع من قال يميناً و إما يمين و قد ضل و أبتدع من قال شمالاً ... وتلك هى الحقيقه ولو أنكرتموها و هذا الجمود قد تشرنق و تفتق لنا عن وحش إسمه إرهاب هو ملتصق تمام الإلتصاق بالفكر السلفي المعاصر ...

إخواني الكرام

لقد بدأت الحكومه السعوديه فى الإنتباه لهذا الخلل الرهيب فى الفكر السلفي المعاصر وهو رفض الآخر بشتى الصور و الوسائل و بدات تعيد حساباتها ... بداية فى تصحيح مفهوم الولاء و البراء على الطريقه السلفيه ... هذا المفهوم الذى بدأ بتحديد العلاقات مع النصارى من منع للبر بهم و مودتهم وووووو------- إلخ ثم الإرتقاء لدرجه أخرى وهى تحديد العلاقات مع المسلمين المخالفين للمنهج السلفى من عدم الجلوس معهم ووجوب تجنبهم لأنهم مبتدعون ومن الفرق الضاله أى أنهم فى النار .... وكما أعتبر الكثير من علمائكم أغلب المسلمين من أهل الفرق الضاله و صنفوهم أنهم من أهل النار .... خرج منكم من كفروا علمائكم و صنفوهم نفس التصنيف و احلوا دمائهم و دمائكم... وهكذا... و أخبركم إخواني الكرام أنكم لو بقيتم على حالكم هذا تظنون فى رأيكم الصواب الذى لا يحتمل الخطأ و رأى غيركم هو الخطأ الذى لا يحتمل الصواب فسينموا الإرهاب و يرتع فى بلادكم و بلادنا و سائر بلاد المسملين ....

نحن لا نلزمكم بإتباع أحد أو تبني فتاوى معينه ولكن لا يحق لكم بحال أن ترموا أمة الإسلام بعلمائها كما أوضحنا بالضلال و البدعه فلنتفق على أن الموضوع فيه خلاف ولكل أن يأخذ ما يراه مناسباً له دون تضليل الآخرين ... حتى نتعلم كيف نتقبل الآخر ...

إن ما يحدث من إرهاب فى المملكه أمر عظيم الساكت عليه شيطان أخرس ... لقد جاء الوقت لتعيدوا الحسابات و تضعوا أيديكم على الجرح ولو كان مؤلماً و إلا ستكونوا كمن يحاول علاج أصبعه و المرض فى قلبه ....

و لكم مني كل تحية و سلام ...



شكر خاص جداً لأخى و حبيبي صلاح الدين

الله الله يا صلاح ما أجمل دعائك لأخوك .... أسئل الله أن يستجيب لك و يجزيك عنا خيراً
  #70  
قديم 04-05-2004, 10:20 PM
غــيــث غــيــث غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الخيمة العربية
المشاركات: 5,289
إفتراضي

اخي الهادئ

محاولة الخروج بهذا الشكل من موضوع الحوار( وهو موضوع محدد)
كما نرى أمر غير محبب, لأنك هنا فتحت باب أوسع وهو ( المذهبية)
وتناولك للفكرالسلفي بهذه السطحية وإلصاق كل بلية به تهمة نرفضها
ولها تفصيلاتها.....

للأسف الشديد أن يأتي من أبناء جلدتنا من يلصق الإرهاب وخروج فئة
متطرفةباغية تم تدجينهاو تغذيتها وتوجيهها من الخارج بإسم السلفية
التي لم تأت بما يخالف الكتاب والسنة, ننتهجها وننعم بها لعقود
كنهج نقي خال من الشوائب ,على المحجة البيضاء لم يخرج قيد أنملة
عن كتاب الله وسنة نبيه ولله الحمد...


فيا أخي إتق الله , بارك الله فيك

__________________
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م