الدويلات الكرتونية العفنة .

[الحافي]

عنوان المقال : النظــــــــام العربـــــــــــــيّ المتعفــــــــّــــــــن




حامد بن عبدالله العلـــــــــــي



قد كان لأمّتنــــــا يومــــــاً أمجـــــاد

أرجاءٌ تملؤهـــــــــا صيحاتُ الآساد

ســــــــاداتٌ بلــجٌ بجنـــودٍ أوتــــــاد

ملوكُ الإنس لنا ذلـــّـــت ولنا تنقــاد

بالطاعــة ترســـُـــفُ بحديد الأقيــاد

والجنّ ترانا أجنـــادا تتبعها أجنــاد

فتحسبنا سنزيل من الأرض الأطواد

آباءٌ نجـــُـــبٌ تتبع أفعــــــال الأجداد



فتولاّنــا بعـــــــــــد قــــــرون بعديــد

في زمن سمــــــّــــــوه زمان التنديد

زعماءُ حناجرهـم نـــــارٌ وحديـــــــد

خطـــــبٌ وخطابــاتٌ شجـــبٌ ووعيد

ووعـــــــود تملأ آفـــــــاق التجــديد

وشعـــــــوب تهتف لزعيـــم صنديد

وقبائلنـــــــــــا غنّت من كل نشيــــد

ياملــــكٌ يا ناصــــــــــر دين التوحيد

يا شيـــــــــــخ يا أسعد من كل سعيد

وأميـــــــر بحكومته وزراء الترشيد

امضــُــوا للنصـــــــر بنا فالكلّ عبيد



ثم توالت أيـــّـــام بـــــل أعــــــــوام

وتجلـــّـــت أوهـــــــامٌ فــــــي أوهام

فالزعمـــــــــــــاءُ صور من أجسام

عجبــــــا تتحــــــرك مـــــن قــُــدّام

لكــــــن بالخــــلف لهـــــا صمــّـــام

وبــــــــــه خيـــــط يمضـــــي بنظام

قــــــــد كـــــــــــان شريط فيه كــلام

قد كان كلامــــــــا إثـــــــــر كلام ؟!

نعـــــم! والشعب في سحر الأحلام



والآن صَحــَــــــــوْا وإذا بشيـــــوخ

بمشالحَ واسعة بطـــــــنٌ منفــــوخ

بلحىً سابلــــةٍ عقـــــــل ممســـوخ

أو بعمامــــة زيف خـــــد مسلـــوخ

بفتاوى صــــادرة من قلب مفضوخ

ما يسخــــط حاكمنـــا حكــمٌ منسوخ

من يطلـــــب حقـــاً شرعا مشــدوخ!



حتــــــى عــــــلاّوي "ولـي الأمــر"!

ولاّه عليكــــــم جيــــــش الكفــــــر

لو حلـّـل فيكــــم شرب الخـمـــــــــر

أو شرّع فـي أرضٍ أحكـام العهـــــر

قد وجــــــــب عليكم حــقّ الشكــــر

والحكم سيبقــــــــــى أبد الدهـــــــر!



ثــــُـوروا يا شعـــــــــب الأحـــــــرار

ثــوروا أحفـــــــــــاد الأبـــــــــــــرار

ثوروا مـــن كـــــــــــــــــلّ الأقطــــار

ثـــوروا بهديـــــــــــــر كالأنهــــــــار

هبـــّوا أحرارا كهبـــــــوب النــــــــار

هبـــّـوا ولْتكشف كــــلّ الأســـــــــرار

ولتسقــــط جهــــــــــرا كــــل الأعذار

ستـــرون وشيكـــــا شمس الإسفـــار