مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 25-01-2007, 12:28 AM
هبةالله هبةالله غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2007
الإقامة: سوريا
المشاركات: 103
إفتراضي فروق ....

فروق

ودعت زملاء العمل بعقل سارح، ونظرات شاردة، وسارت بخطى مسرعة مضطربة نحو البيت، كانت على موعد معه في امسية ذلك اليوم، مشت بين الجموع كأنها تسير بمفردها، كانت تنظر للأشياء والاشخاص على الطريق دون ان تراهم، عقلها بدا سارحا في القضية الاهم .. ماذا سترتدي ساعة اللقاء؟

لاحت منها التفاتة الى (فترينة) احدى المجلات، ووجدت نفسها تتوقف، لا لتشاهد البضائع المعروضة، بل لتلقي نظرة على نفسها بدت لها ضرورية في تلك اللحظة، وطالعها شعرها متهدلا في شيء من الاهمال، ولمحت ثيابها متهدلة ايضا و(مكرمشة) بعد عمل طويل، وراعتها عيناها الزائغتان ووجهها الشاحب، فهمست لنفسها «دقائق من الاسترخاء ولمسات من الماكياج ستعيد للمسائل رونقها ..».

نظرت حولها فجأة، كأنما لتطمئن ان احدا لم يقرأ افكارها، وتابعت السير نحو البيت ..

لحظات الاسترخاء التي خططت لها لم تذق لها طعما، اي استرخاء والتوتر يسكن كل خلية عصبية داخل رأسها، مضى الوقت ثقيلا الى ان اقترب موعد اللقاء، فاتجهت نحو خزانتها، كان عليها ان تقرر سريعا ماذا سترتدي، وبدأت تختار الاثواب، فترتدي احدها وتقف امام المرآة بعض الوقت لتقرر سريعا انه لا يليق، فهذا يعطيها مظهر المرأة اللامبالية .. ولا تحب ان تعطيه هذا الانطباع ابدا! والآخر يضيف الى عمرها سنوات .. فتسأل نفسها بغيظ: «كيف بالله ابتعته»؟ وتتذكر سعره، تزداد نقمتها، فترميه بعيدا! تتناول آخر، هذا يجعلها تبدو كالطالبات، لا .. والثاني يضفي عليها طابع السيدة الحالمة .. يبدو جيدا، لكن يجب ان يعرف كم هي واقعية!!

تتراكم ثيابها على السرير امامها دون ان تقرر بعد، تتأفف، يطالعها وجهها في المرآة وقد ازداد شحوبا نتيجة للارهاق الذي اصابها من جراء الخلع والارتداء، وتكاد تبكي، فهي تبدو في اسوأ حالاتها، لكن، لا وقت للبكاء، بل يجب التصرف بسرعة واعادة بعض اللون الذي اختفى من بشرتها، تتناول شيئا من المساحيق، لمسة سريعة هنا، واخرى هناك، ونظرة اخيرة!! تشهق في رعب، لم تعتد على هذه المقادير من الماكياج، تبدو مخيفة، لا بد من معالجة الامور، تتناول منديلا وتبدأ بتخفيف الكمية ..، لا فائدة، فقد تحول وجهها بعد التحسينات الى شبه لوحة تجريدية لفنان ثائر .. لا حل للمعضلة الا بتنظيفه تماما بالماء والصابون، وفيما هي منهمكة بتجفيف وجهها، تلمح الساعة، فتصيح .. تنظر نحو كومة الاثواب المتراكمة، وبسرعة، تجد نفسها تختار الثياب نفسها التي ارتدتها في الصباح!

تخرج مسرعة، ثم تتذكر فجأة انها بحاجة الى رشة عطر، تهم بالعودة، لكن نظرة واحدة الى ساعتها تجعلها تفضل اللحاق بالموعد ..

هذا مشهد مستوحى من احد افلام الممثلة المبدعة (ميريل ستريب)، ادته بصدق شديد وبتلقائية اشد، وامام هذا الكم من الصدق والعمق، من الممثلة والمخرج على السواء، تجد نفسك كمشاهد تقاوم غصة تدفعك للبكاء .. نعم، بعض الابداع قد نستقبله بالدموع، حين نعجز عن الكلام!

واليكم مشهدا آخر من مسلسل عربي (نموذجي) قد يدفعك للبكاء .. لكن لأسباب اخرى!

الممثلة تجلس بثياب النوم تقرأ كتابا، اذا كانت طالبة جامعية مثلا، او تقلم اظافرها اذا لم تكن كذلك!

يرن الهاتف، تقوم الممثلة بتثاقل لترد عليه: الو، ايوه، بتقول ايه؟ في المستشفى .. ؟ انا جاية حالا .. والدتها تجلس بجانبها (تقشر بطاطا او تداعب حفنة ارز).


«خير يا بنتي، كفى الله الشر .. فيه ايه؟

«محسن يا ماما .. محسن خدوه المستشفى .. يا حبيبي يا محسن، انا لازم اروحله حالا».

تدخل غرفتها على عجل ..!

مشهد آخر في المستشفى، والممثلة في احد الممرات تغدو وتجيء تفرك يديها .. (كلوز اب) على وجهها .. هناك قلق، نعم لكن هناك قرط كبير يتدلى من اذنها، وشعرها نراه قد ارتفع فجأة في تسريحة متقنة، وخاتم لامع زين اصابعها المرتجفة، الخاتم يتماشى مع القرط .. هذا عدا عن احمر الشفاه المتناسب مع لون التايير اللائق جدا مع الحذاء ذي الكعب العالي الذي (تطرقع) به ردهات المستشفى .. في حين لم ينس مهندس الديكور تعليق يافطة (حافظ على الهدوء).

بحسابات نسائية دقيقة لطقوس الاناقة والتأنق يا سادة يا كرام ينتج ان هذا المظهر الذي بدت به ممثلتنا، الملهوفة القلقة جدا، يحتاج ما بين الساعة الى الساعتين .. امام المرآة .. طبعا!

وتجلس والدتك، اخي القارىء، ووالدتي وربما زوجتك وجاراتها وقطاع عريض من النساء يرقبن مصير محسن!

هذا القطاع العريض الذي تستهلكه ثقافة ما يمكن ان تسمى (ثقافة المسلسلات العربية)، تلك التي ترصد الحياة من زاوية ضيقة عجيبة، وتعود لتصورها وتعكسها ضمن زاوية اضيق واعجب تخنق بين ضلعيها، كل نبض للفن او للفكر او حتى للايقاع الطبيعي للحياة!

فترقب ما يحدث وانت تقاوم غصة من نوع آخر، فمن تدمع عيناه امام ومضة الابداع .. قد يبكي على ظلمة غيابه ايضا!!
__________________
الله الذي لا اله الا هو العلي العظيم . . . لا اله الا الحليم الكريم . . . لا اله الا الله سبحان الله رب السموات و رب العرش العظيم ... الحدلله رب العالمين .
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م