مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 26-03-2002, 11:08 AM
عساس العساس عساس العساس غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 245
Lightbulb الحرب الصليبية الجديدة وعودة الخلافة على منهاج النبوة (1-3)

الحرب الصليبية الجديدة وعودة الخلافة على منهاج النبوة (1-3) مجلة العصر.
http://152.160.23.131/alasr/content/...01D0C5A03.html


الحرب الصليبية الجديدة وعودة الخلافة على منهاج النبوة (1-3)
20/3/2002
د. محمد بن عبد الله الشباني - www.alshabani.com

--------------------------------------------------------------------------------

الحمد لله الذي أوجد السنن، وجعل لكل شيء قدرا وجعل من سنن التدافع بين الأمم سنة للتداول في حكم الأرض ليبتلى الناس فيحق القول على الكافرين ويزهق الباطل ويتخذ من أوليائه شهداء ليجازى كل نفس بما كسبت، والصلاة والسلام على النبي الخاتم محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام الذي كشف الله له مكنونات الغيب بالقدر الذي ينفع الناس، فقد أخبر عليه الصلاة والسلام في أحاديث كثيرة عن مسيرة الأمة وعن أعدائها وما سوف تصاب به من المصائب حتى يزداد الذين أمنوا إيمانا، ويرتاب الذين في قلوبهم مرض وحتى يعلم الله الذين صدقوا ويعلم الكاذبين.

إن الإحداث الأخيرة التي عصفت بالأمة الإسلامية ولازالت وتحالف قوى الشر من النصارى واليهود والمنافقين الذين يشدون من أزر الكفار على المؤمنين متبعين سلفهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أخبر عن ذلك القرآن الكريم في قوله تعالى ( الم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم احد أبدا ولئن قوتلتم لننصرنكم والله يشهد إنهم لكاذبون)، ومنافقو هذا الزمان لم يجدوا من يكبتهم ويظهر عوارهم فهم يتبجحون ليل نهار ويعلنون عداءهم فلا يخافون حيث بلغ الضعف بالمؤمنين مداه فتقاذفهم الأعداء من كل جانب والله غالب أمره ولكن المنافقين لا يعلمون، بل أن واقع تبعيتهم لدولة الكفر الأولى في العالم أمريكا وخوفهم من هذه الدولة التي تجبرت وطغت من أن تزيلهم عن عروشهم ومراكزهم جعلتهم يطأطئون روؤسهم وينفذون أوامرها حتى ولو كانت ضد عقيدة الأمة ومرتكزاتها، ولقد أوضح الله هذه الصورة التي يعيشها المنافقون المعاصرون كما مارسها من قبلهـم المنــافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن في قلوبهم مرض ممن اتخذ اليهود والنصارى أولياء، وممن تحالف معهم ضد القلة المسلمة المستضعفة المطاردة التي أظهرت عزتها والتي سعت إلى إخراج الأمة من دائرة الذل والمهانة يقول تعالى ( يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدى القوم الظالمين. فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما اسروا في أنفسهم نادمين ). وان الفتح الذي وعد الله به في كتابه قريب بأذن الله وان هذه الحرب التي تشنها عاد الثانية ومن تحالف معها ستكون البداية في عودة الخلافة الإسلامية كما أخبر عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم والتي ستكون على منهاج النبوة، فقد روى الإمام احمد في مسنده عن النعمان بن بشير قال كنا قعودا في المسجد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان بشيرا رجلا يكف حديثه فجاء أبو ثعلبة الخشنى فقال يا بشر بن سعد أتحفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأمراء فقال حذيفة أنا احفظ خطبته فجلس أبو ثعلبة فقال حذيفة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء الله أن يرفعها إذا شاء ثم تكون ملكا عاضا فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت ) وقد رواه مع الإمام احمد أبو داود الطيالسى والبزار والطبراني في الأوسط وقال الهيثمي عن رجاله بأنهم ثقات.

فهذا الحديث يحدد مسار تاريخ المسلمين، وإن الإحداث الأخيرة تستوجب دراسته ودراسة الأحاديث الأخرى التي تتحدث عن المجابهة مع الروم، وأحداث آخر الزمان لتحديد مسار الأحداث المعاصرة وماذا يجب على الأمة في مجموعها وأفراد المسلمين عمله في فتن كقطع الليل المظلم وأن المخرج منها هو التمسك بكتاب الله وسنة رسوله ومعرفة ما جاء عن رسول الله عليه الصلاة والسلام من أحاديث تصف الأحداث والسلوكيات المتعلقة بواقع الأمة وما ينتهي إليه أمرها.

هذه الدراسة القصيرة حول الجولة الجديدة من الصراع مع النصارى واليهود ومن حالفهم والتي نرجو أن تكون هي بداية الوعي ونهوض المسلمين وقيام دولة الإسلام التي تبني نظامها على شريعة الله كما اخبر عن ذلك الرسول الكريم إنما قصدت منها تحقيق عدة أمور هي:-

أولاً: أن ما يحدث من قتل وتشريد وظلم للمستضعفين من المسلمين إنما هو الفتح الذي سيكون البداية لزوال الوهن الذي اخبر عنه الرسول عليه الصلاة والسلام والذي هو سبب ذل المسلمين فقد روى أبو داود السجستاني الازدى عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يوشك الأمم أن تتداعى عليكم كما تتداعى الآكلة إلى قصعتها فقال قائل ومن قلة نحن يومئذ قال لا بل انتم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم وليقذفن الله في قلوبكم الوهن فقال قائل يا رسول الله وما الوهن قال حب الدنيا وكراهية الموت ).

ثانياً: إن الحكم الجبري الذي تعيشه الأمة قد آذان بالزوال وان زواله مؤذن بعودة الخلافة التي على منهاج النبوة وعلى الأمة الاستعداد أفراداً وجماعات بتحمل كثير من المصائب والشدائد التي سوف يقوم بها النصارى واليهود ضد المسلمين في تحالف يضم دول الكفر جميعها بجانب تحالفهم مع عملائهم من حكام فترة الحكم الجبري وهذه الشدائد التي ستصيب الأمة أمر لازم لخروجها من واقعها الذي تعيشه والعبور إلى مرحلة الخلافة التي على منهاج النبوة.

ثالثاً: تحديد التوقعات التي ستؤول إليها الأحداث المعاصرة ومسارها الذي سيؤدى إلى زوال القوة النصرانية على ضوء الحقائق الموجودة ووفق سنة الله في التغيير وعذابه المتوقع على الكافرين.


رابعاً: فهم حقيقة الحكم الجبري الذي اخبر عنه الرسول عليه الصلاة والسلام وملامحه وطبيعته وان فترة الحكم الجبري وتسلطه على المسلمين قد بلغ مداه بحيث سهل على النصارى واليهود إظهار عدائهم والعمل جهارا في تحقيق أمانيهم بإخراج المسلمين عن دينهم والعمل على ردتهم أفراداً وجماعات بالخروج على أحكام الإسلام المعلومة من الدين بالضرورة.

خامساً: تبيان حقيقة العداء الذي يكنه النصارى ضد المسلمين وأنهم هم الأعداء وان الصراع معهم سوف يدوم حتى يأتي الله بأمره بنزول عيسى عليه السلام وفتح روما معقل النصرانية وان عدائهم للمسلمين هو حقيقة أخبرت عنها أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام.

سادساً: تبيان أن الخلافة الإسلامية تمثل فترة زمنية قد تطول لفترة أكثر من فترة الخلافة الأولى والتي قد يتخللها ضعف بعد الانتصار وينتهي هذا الضعف بظهور المهدي الذي في عهده يخرج الدجال فينزل عيسى عليه السلام لقتله وتولى قيادة الأمة الإسلامية كما دلت على ذلك الأحاديث بقيامه بأمور المسلمين وتنفيذ شرع الله وكعلم لقرب قيام الساعة.

الملك الجبري:

المرحلة الثالثة التي حددها الرسول عليه الصلاة والسلام لمسيرة الأمة الإسلامية هي مرحلة الملك الجبري وهي الفترة التي نعيشها، والتي ستعقبها مرحلة الخلافة التي على منهاج النبوة حيث تنغلق دائرة الدورة التاريخية لِلأمة الإسلامية، ويبدأ العد التنازلي لنهاية العالم . الحكم على الفترة المعاصرة بأنها مرحلة الملك الجبري التي تتميز بتعطيل أحكام الشريعة الإسلامية، بجانب الظلم والاستبداد وقد اخبر النبي عليه الصلاة والسلام في عدة أحاديث عن سمات هذه المرحلة وذلك بالخروج على أحكام الإسلام وقيمه وتعاليمه، فقد روى الدارمى في سننه عن مكحول عن أبي ثعلبة الخشني رضي الله عنه عن أبي عبيدة ابن الجراح رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أول دينكم نبوة ورحمة ثم ملك ورحمة ثم ملك أعفر ثم ملك وجبروت يستحل فيها الخمر والحرير ) قال ابن الأثير في النهاية عن الملك الأعفر هو ملك يساس بالمكر والدهاء ، وفي رواية أخرى عن أبي داود الطيالسي والطبراني عن عبد الرحمن بن سابط عن أبي ثعلبة الخشنى رضي الله عنه عن أبي عبيد بن الجراح ومعاذ بن جبل رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إن الله عز وجل بدأ هذا الأمر نبوة ورحمة وكائنا خلافه ورحمة وكائنا ملكا عضوضاً وكائنا جبرية وفساداً في الأرض يستحلون الفروج والخمور والحرير وينصرون على ذلك ويرزقون حتى يلقوا الله ). وقد أوضح هذا الحديث الصفة الملازمة للمرحلة الجبرية بأنها تلك المرحلة التي تتصف بالظلم والخروج على تعاليم الإسلام في الحكم وفي التشريع، أي إحلال التشريعات الكفرية محل التشريع الإسلامي، بجانب ما يتصف به هؤلاء الحكام من تعسف وظلم واستبداد مع تمكنهم من السيطرة واستمرار الحكم.

واقع الأنظمة والتشريعات التي يتم التحاكم لها هي أحكام مخالفة لأحكام الشريعة الإسلامية ومعطلة لها وقد شملت تلك التغيرات أحكام الأحوال الشخصية بل وصل الأمر إلى إلزام الدول بالتوقيع على وثيقة ما يعرف بالتميز ضد المرأة والالتزام بتعديل الأحكام والأنظمة التي تتعارض مع هذه الوثيقة التي قامت على هدم بناء الأسرة بهدم الأحكام التي أوجبها الإسلام فيما يتعلق بنظام الأسرة وحقوقها.

تتميز هذه المرحلة من مراحل مسيرة الأمة الإسلامية كما اخبر عنها الرسول عليه الصلاة والسلام بصفات تميز طبيعة الحكم الجبري عن غيره من أنواع الحكم التي مرت بالأمة الإسلامية ويمكن إيجازها في الأمور التالية:-

1 - الكذب واستمراؤه والطلب من الناس تصديق الحكام فيما يدعونه من كذب فقد روى الإمام احمد والبزار وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة ( أعاذك الله من إمارة السفهاء قال وما إمارة السفهاء قال أمراء يكونون بعدى لا يهتدون بهدى ولا يستنون بسنني من صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فأولئك ليسوا منى ولست منهم ولا يردون على حوضي ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فاؤلئك منى وأنا منهم وسيردون على حوضي ) كما روى البخاري في الكني والطبراني عن أبي سلامة الأسلمي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( سيكون عليكم أئمة يملكون أرزاقكم يحدثونكم فيكذبون ويعملون ويسئون العمل لا يرضون منكم حتى تحسنوا قبيحهم وتصدقوا كذبهم فأعطوهم الحق ما رضوا به فإذا تجاوزا فمن قتل على ذلك فهو شهيد ).

2 - التسلط المطلق وعدم الاعتراف بحقوق الآخرين والحق ما منحوه وليس لأحد حق إلا ما وافقوا عليه فقد روى الحاكم في مستدركه موقوفا عن حذيفة رضي الله عنه انه قال ( لا تزالون بخير ما لم يكن عليكم أمراء لا يرون لكم حقا إلا إذا شاءوا ).

3 - التشدق بالكلام والتحلي بالحكمة والمعرفة فكلامهم وخطبهم في غاية الإتقان والحكمة فتجد الحاكم إذا تحدث وتكلم وناقش أي أمر من الأمور تحسبه ملما بكل شيء عالم بكل شيء ومدركا لجميع الأمور لكن تعاملهم مع الناس والأحداث بخلاف ما يظهر على ألسنتهم.

فقد روى الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( سيكون بعدى أئمة يعطون الحكمة على منابرهم فإذا نزلوا نزعت عنهم وأجسادهم أشر من الجيف ).

4 - فساد البيئة الإدارية لأنظمة الحكم في هذه المرحلة حيث يتصف أعوان هؤلاء الحكام بصفات تساعد في إفساد البيئة الإدارية واستشراء الظلم فقد روى الطبراني في الصغير والأوسط عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يكون في آخر الزمان أمراء ظلمة ووزارء فسقه وقضاة خونة وفقهاء كذبة فمن أدرك ذلك الزمان منكم فلا يكون لهم جابيا ولا عريفا ولا شرطيا ).

كما روى البزار عن معاذ ابن جبل رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا تقوم الساعة حتى يبعث الله أمراء كذبة ووزراء فجرة وأمناء خونة وفقهاء فسقة سمتهم سمة الرهبان وليس لهم رعية أو قال زغه وقال زعة فيلبسهم الله فتنة غبراء أو مظلمة يتهوكون فيها تهوك اليهود في الظلم ).

المتأمل لهذه الصفات التي تتصف بها المرحلة الجبرية يجدها في واقعنا المعاش فلا تلتفت حولك يمنا ولا شمالا إلا وتجد هذه الصفات التي أشار إليها الرسول عليه الصلاة والسلام فهي الصفات الغالبة على أنظمة الحكم في العالم الإسلامي مما يؤكد أننا في نهاية المرحلة الجبرية وسيعقبها المرحلة التي على منهاج النبوة وهذه المرحلة لم يرد ما يوضح المدى الزمني لها، وهل هذه المرحلة تمر زمنيا كما مرت بها مرحلة الخلافة الأولى ولكن الأحاديث أشارت بشكل واضح إلى أن جزء من مرحلة الخلافة على منهاج النبوة في آخر الزمان سيتولى المهدي قيادتها وسوف يقوم بمحاربة الدجال وسيكون من إكرام الله له أن ينزل عيسى بن مريم عليه السلام وهو قائد للمسلمين في اشد فترات الخلافة الإسلامية وأصعبها حين يصل الأمر إلى حصاره وإتباعه في بيت المقدس والتي تمثل عاصمة الخلافة الإسلامية كما اخبر عن ذلك رسول الله عليه الصلاة والسلام حيث سيتسلم عيسى عليه السلام قيادة الأمة الإسلامية من المهدي. إن السؤال الذي يطرح دائما لدى كثير من الناس هل عودة الخلافة على منهاج النبوة مرتبط فقط بالمهدي أي أن بدء الخلافة تبدأ بالمهدي الذي تواترت الأحاديث بخروجه أخر الزمان وتنتهي بتسلم عيسى عليه السلام لها بحيث أنها الفترة الوحيدة وقــد وردت بعض الأحاديث التي حددت مدة المهدي بتسع سنوات، أم أن المهدي يأتي في أخر السلسلة في مرحلة الخلافة قبل نزول عيسى عليه السلام وبالتالي فان مرحلة الخلافة التي على منهاج النبوة ستدوم فترة زمنية قد لا تقل عن فترة الخلافة في عهدها الأول بعد وفاة الرسول عليه الصلاة والسلام والتي بقيت ثلاثين عاما، وهل ستعــود الخلافة متدرجة من الملك الجبري إلى كمال الخلافة في عهد المهدي؟ إن الأحاديث الواردة حول أخبار المهدي والذي سيكون هو أخر أمراء الدولة الإسلامية تشير إلى أن الخلافة على منهاج النبوة ستمتد فترة زمنية معينة قد تطول أو تقصر ويكون المهدي الذي يحارب الدجال هو المهدي الذي أشارت إليه الأحاديث وان مرحلة العودة إلى الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة قد تكون متدرجة ويحصل فيها هزات عنيفة تبدأ بالمسيرة بالعودة إلى شرع الله من خلال الحكم الشورى، وظهور حكام يعيدون لِلأمة الإسلامية موقعها ويتم تطبيق شرع الله خلال حكمهم وتنتهي هذه المرحلة أي مرحلة الخلافة على منهاج النبوة بالمهدي الذي سيكون آخر ولاة المسلمين فتنتهي عندئذ الخلافة بمثل ما انتهت إليه الخلافة الأولى بعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ولكن الذي سيخلف المهدي في هذه المرحلة هو عيسى عليه السلام.

الحرب الصليبية الحالية التي تقودها دولة الكفر أمريكا والتي أطلقت عليها مسمى الإرهاب وجمعت لها جميع قوى الشر في العالم في تحالف مع المنافقين من حكام المرحلة الجبرية هي بداية الصراع لعودة الخلافة على منهاج النبوة ، ولكن كيف يمكن للخلافة الإسلامية أن تعود والواقع المعاصر لقوى الكفر لا يوحي لأي إنسان أن هناك أملا لظهور الإسلام حيث أن قوة المسلمين المعنوية والمادية محطمة ، بل إن المصيبة الكبرى هو تحالف قادة مرحلة الحكم الجبري مع أعداء المسلمين من النصارى واليهود بجانب ما تمتلكه قوة الكفر من قوى مادية لم يوجد في التاريخ الإنساني مثيل لها، ولهذا فان القول بأن هذه الحرب التي تشنها أمريكا على المسلمين في أفغانستان وفلسطين والمنظمات الإسلامية والتهديد المستمر للمجتمعات الإسلامية ستؤدى إلى عودة الخلافة على منهاج النبوة أمر قد لا يقبله العقل والمنطق ولكن عودة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة يرتبط في حقيقة الأمر بأحداث آخر الزمان وان الخلافة التي ستكون على منهاج النبوة سيستمر حكمها بصراعها مع قوى الباطل الذي ينتهي بها إلى الصراع النهائي مع الدجال، وبالتالي فإن المؤشرات المؤذنة بعودة الخلافة الراشدة مرتبطة بالمؤشرات المؤذنة بقرب خروج الدجال ، فالدجال وأتباعه من اليهود والنصارى سيكونون من القوى التي تؤلب الكفر على الإسلام وعلى دولة الخلافة بل العمل بكل جهد لوأدها ، ولهذا فان الحرب الحالية المعلنة من دولة الكفر أمريكا إنما قصد منها منع عودة الخلافة بتزعم الروم ممثلين في أمريكا والدول الأوربية لهذا الصراع مع المسلمين لمنعهم من العودة إلى قيادة العالم . لفهم هذا الأمر وان الحرب الحالية تمثل بداية الصراع مع المسلمين والأمل في زوال مرحلة الحكم الجبري وعودة الخلافة يستوجب دراسة بعض الأحاديث التي تؤكد حتمية الصراع مع الروم وان الروم هم الأعداء التاريخيين للمسلمين حسب ما اخبر عنه الرسول عليه الصلاة والسلام.

لقد بدأ الصراع مع الروم بعد تكون الدولة الإسلامية الأولى في المدينة بقيادة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وقد اخبر عليه الصلاة والسلام أمته عن طبيعة العداء مع الروم فوردت أحاديث كثيرة تبين أن الصراع مع الروم المتنصرة سيدوم حتى خروج الدجال وقد بدأ الصراع مع الروم بكتاب الرسول عليه الصلاة والسلام إلى قيصر ملك الروم بدعوته إلى الدخول في الإسلام وقد ورد في كتابه عليه الصلاة والسلام ما يشير إلى عدم قبول قيصر لِلإسلام ففي كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءت العبارة التالية ( اسلم تسلم واسلم يؤتك الله أجرك مرتين فان توليت فان عليك إثم الإريسين ويا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا لتعبدوا إلا الله ولا تشركوا به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فان تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون ). إن كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إعلان دائم ومستمر للدخول في الإسلام والخروج من النصرانية المحرفة، والدخول في الإسلام يستتبع التخلي عن الزعامة وما يترتب على ذلك من مصالح مادية وهو أمر لا يقبله الزعماء الذين يستفيدون بمتابعة أعوانهم وأتباعهم وطاعتهم لهم. والقران الكريم أوجب المجابهة مع النصارى وان على المسلمين إعلان الجهاد كما في قوله تعالى ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الأخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون ) وقد ذكر الله سبب وجوب قتال أهل الكتاب فإنهم مشركون في قوله تعالى ( وقالت اليهود عزيز أبن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم أنى يؤفكون اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح بن مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا اله إلا هو سبحانه عما يشركون يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ). كما أوضح الله بعبارة صريحة في القـران النظام الذين يسـير عليــه أهل الكتاب وأسباب انحرافهم في قوله تعالى ( يا أيها الذين امنوا إن كثير من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله ). في هذه الآيات تحديد لمنهج الكفر من إتباع الديانتين اليهودية والنصرانية وان هذا المنهج سيكون هو سبب استمرار الصراع وان على المسلمين وجوب قتال أهل الكتاب وأسباب الصراع معهم تتمثل في الأمور التالية:-

1 - فقدان الإيمان بالله وبالمعاد الذي هو أصل الاعتقاد .

2 - محاربة التشريع الذي أمر الله به واتخاذ الأهواء منهجا في التشريع وهذا هو عنصر الخلاف بين المسلمين وغيرهم حيث أن النصارى واليهود لا يحرمون على أنفسهم ما يحرمه الله ولكن ما يحرمه الرهبان والأحبار والذين يتبعون في ذلك أهواءهم يحاولون إجبار الدول الإسلامية بتبني الانحرافات الفكرية والعقائدية السلوكية التي وقعوا فيها.

3 - تحريف حقيقة الدين والاعتقاد بإدخال الوثنية والشرك في الاعتقاد فالنصارى اتخذوا عيسى عليه السلام إلهاً وابن اله كما اتخذ اليهود عزيز ابن الله فأشركوا مع الله غيره من خلقه.

4 - إن الهدف من هذا التحريف هو إطفاء نور الله وإبعاد الناس عن منهج الله وذلك من اجل أكل أموال الناس باسم الدين وصرفهم عن منهج الله.

إن صراع المسلمين مع النصارى هو عدائهم للإسلام وهو أمر قد أشار إليه القران الكريم في قوله تعالى ( ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وسوف ينبهم الله بما كانوا يصنعون ). وكما أوضح الرسول عليه الصلاة والسلام في أحاديث عدة مسار الصراع مع الروم وانه صراع مستمر إلى نهاية العالم ونزول المسيح عليه السلام.

إن إخبار الرسول عليه الصلاة والسلام عن هذا الصراع مع الروم النصارى يعود لأمرين: الأول تنمية وتقوية الإحساس بالخطر من الروم ( النصارى ) حتى لا يستكين المسلمون لهم وبالتالي فان على المسلم تنمية شعور التمايز والتوجس من نوايا النصارى ولذا نجد أن الفترات التي يقوى فيها الدين ويتولى الزعامة فيها رجال مرتبطون بالقران والسنة نجد امة الإسلام تتبوأ مركز العزة والقوة، أما في فترات الضعف والابتعاد عن الدين فان واقع الأمة يصبح متميزاً بالمذلة والمهانة والتبعية كما هو مشاهد في فترة الحكم الجبري المعاصر.

الأمر الثاني: تثبيت الإيمان لدى المسلم ممن يفقه الإسلام فكثير من الآثار والأحاديث أشارت إلى انتصار النصارى وضعف المسلمين، ولكن يعقب حالة الضعف قوة المسلمين.

الأحاديث التي تحدثت عن العلاقة مع الروم تتسم بعدة سمات تتمثل في الأتي:-

أولاً: ديمومة الصراع مع الروم فقد روى الحاكم في مستدركه بسنده عن كثير بن عبد الله بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لا تذهب الدنيا يا على بن أبي طالب قال لبيك يا رسول الله قال اعلم أنكم ستقاتلون بني الأصفر ويقاتلهم من بعدكم من المؤمنين وتخرج إليه روقة المؤمنين أهل الحجاز الذين يجاهدون في سبيل الله لا تأخذهم في الله لومة لائم حتى يفتح الله عز وجل عليهم قسطنطينية ورومية بالتسبيح والتكبير فينهدم حصنها فيصيبون نيلا عظيما لم يصيبوا مثله قط حتى أنهم يقتسمون بالترس ثم يصرخ صارخ يا أهل الإسلام قد خرج المسيح الدجال في بلادكم وذراريكم فينفض الناس... الحديث. فهذا الحديث يؤكد حقيقة أن الصراع مع الروم لن ينقطع بل انه صراع دائم أساسه البعد الثقافي المرتكز على البعد الديني.

كما روى الحاكم بسنده عن سهل عن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق فيخرج إليه جلب من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ فإذا تصافوا قالت الروم خلوا بيننا وبين الذين سبوا منا نقاتلهم فيقول المسلمون لا والله لا نخلى بينكم وبين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب عليهم أبدا ويقتل ثلث هم أفضل الشهداء عن الله عز وجل ويصبح ثلث لا يفتنون أبدا فيبلغون القسطنطينة فيفتحون فبينما هم يقسمون غنائهم وقد علقوا سلاحهم بالزيتون إذ صاح الشيطان إن المسيح قد خلفكم في إهليكم.... الخ . وهذا الحديث يؤكد حقيقة انه سوف يسبق هذه المعركة معارك يغنم فيها المسلمون غنائم ومن بينها أسرى وهؤلاء الأسرى يسلمون ويكونون في صف المسلمين.

روى الإمام احمد عن نافع بن عيينة عن جابر بن سمره قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فأتاه قوم من قبل الغرب عليهم ثياب الصوف فوافوه عند أكمه وهم قيام وهو قاعد فأتيته فقمت بينهم وبينه فحفظت منه أربع كلمات أعدهن في يدي قال تغرون جزيرة العرب فيفتحها الله ثم تغرون فارس فيفتحها الله ثم تغرون الروم فيفتحها الله ثم تغزون الدجال فيفتحه الله قال نافع يا جابر إن الدجال لا يخرج حتى تفتح الروم وقد رواه مسلم بلفظ قريب من لفظ الإمام احمد. ففي هذا الحديث إشارة إلى تدرج الفتوح وقد تحقق فتح جزيرة العرب وفارس، أما الروم فلا زال الصراع معهم ولا زال جزء من بلاد الروم لم يفتح وخاصة معقل الروم الديني وهو روما فالصراع معهم مستمر فتارة يدال للمسلمين عليهم وأخرى يدال للنصارى على المسلمين ولا زال مركز القيادة الروحية للروم لم يفتح وهي روما. وقد روى الحاكم في المستدرك وصححه الذهبي في مسنده عن المستورد بسنده عن عبد الرحمن بن جبير قال بينما أنا عند عمرو بن العاص فقلت له سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اشد الناس عليكم الروم وإنما هلكتهم مع الساعة وفي رواية الحاكم وان هلكتهم قرب الساعة. فهذا الحديث يؤكد حقيقتين، الأولى أن اشد الأعداء للمسلمين هم الروم والواقع التاريخي للأمة الإسلامية يشهد بذلك ولا زال الروم حتى وقتنا الحاضر يحاربون المسلمين حرب لا هوادة فيها فقد تكالبوا على المسلمين وألبوا العالم ضدهم في كل مكان واستغلوا قوتهم وسيطرتهم على إضعاف المسلمين والعمل على منعهم من اكتساب القوة وتحالفهم مع اليهود وزرعهم لدولة اليهود في فلسطين وإمدادهم لها بالسلاح والمال والبشر.

وهذه الحرب الحالية التي تقودها أمريكا مع حلفائها من الأوربيين والوثنين لأكبر شاهد ودليل على ما أخبر عنه الرسول عليه الصلاة والسلام.

إن الحرب الحالية التي تشنها أمريكا الصليبية ( عاد الثانية ) هي بشرى لبداية المعارك والصراع معها والذي سوف يأذن الله من خلال ذلك بزوال قوة الروم المعاصرة كما أكد هذا الحديث وان المؤشرات الخاصة بالحرب المعلنة الآن تشير إلى انه بجانب الدافع الديني للصراع فهناك دوافع اقتصادية لامتلاك الموارد الطبيعية في أفغانستان وغيرها من الدول الإسلامية في أسيا ومن اجل إيهام العالم الذي تحكمه قوى الشر المحاربة للدين حيث أعلنت أمريكا إن حربها ضد الإرهاب وليس ضد المفاهيم الإسلامية والهيمنة الاقتصادية، كما أوهمت العالم الإسلامي باستخدامها لهذه الكلمة المبهمة أن جرت عملائها من حكام المرحلة الجبرية بالانصياع لأوامرها والتحالف معها وذلك بمحاربتها لشعوبها وقيمها ودينها، ومن الأهداف الخفية لهذه الحرب، الحرب على الثقافة الدينية والقيام بالدعوة إلى عولمة التعليم من خلال التدخل بتغيير المناهج التعليمية في الدول الإسلامية بقصد تغيير عقول الناشئة وتذويب هويتهم العقائدية ليسهل على وسائل الإعلام غرس القيم الأمريكية البديلة للقيم الإسلامية وقد استخدمت الولايات المتحدة هيئة الأمم المتحدة والتي تسيطر عليها بتمرير المخططات التي يقصد منها تحطيم المجتمعات الإسلامية فمن الوثائق التي تبنتها الأمم المتحدة وألزمت بها الدول الإسلامية وثيقة التمييز ضد المرأة التي تقوم على أساس تغيير البناء الأسرى القائم على الدين الإسلامي .

الجانب الاقتصادي لهذه الحرب والذي قد يكون السبب في إشعال حروب محلية قد تكون الولايات المتحدة طرف فيها بشكل مباشر أو غير مباشر مما يساعد على إضعاف الولايات المتحدة عسكريا واقتصاديا هو الرغبة العارمة لديها على السيطرة على منطقة آسيا الوسطى ومد النفوذ الأمريكي للاستفادة من الثروات النفطية في بحر قزوين حيث تضم المنطقة حسب التقديرات الغربية اكبر احتياطي للنفط في العالم، ولهذا فان الأطماع من قبل الدول المجاورة وعلى رأسها الصين ستدفع بها إلى إطالة أمد الحرب في أفغانستان بهدف إضعاف القوة الأمريكية وقد يكون الصراع على هذه الثروة سبب إشعال حرب عالمية في المنطقة تبدأ بحرب بين الهند وباكستان تنحاز أمريكا إلى احد طرفي النزاع والصين للطرف الأخر، ولكن ما هي علاقة قيام الحرب المحتملة في هذه المنطقة وظهور دولة الخلافة وزوال قوة أمريكا الصليبية في حالة قيام هذه الحرب وخاصة إن دعوى أمريكا في حربها لأفغانستان هو محاربتها للإرهاب الإسلامي وهناك إجماع بين جميع الدول الكفرية سواء النصرانية أو الوثنية في مجابهة الإسلام وضرب الصحوة الإسلامية في كل بقاع الأرض.

احتمال بروز دولة الخلافة كنتيجة لقيام أمريكا بإعلان الحرب ضد ما تسميه بالإرهاب يستوجب إلقاء الضوء لمعرفة حقيقة أهداف هذه الحرب المعلنة من قبل دولة النصارى الملحدة أمريكا، والدوافع العقائدية التي تدفع أمريكا على العالم الإسلامي النصرانية المتهودة إلى شن مثل هذه الحرب، وكذلك التوقعات المحتملة التي يمكن أن تجر إليه هذه الحرب المعلنة من زاوية أنها البداية لحدوث الآيات الكبرى لقرب
__________________
" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير. " ؛ " يعجبني الرجل إذا سيم خطة ضيم قال لا بملئ فيه. "

  #2  
قديم 26-03-2002, 11:12 AM
عساس العساس عساس العساس غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Aug 2001
المشاركات: 245
Thumbs up الحرب الصليبية الجديدة وعودة الخلافة على منهاج النبوة (2-3)

الحرب الصليبية الجديدة وعودة الخلافة على منهاج النبوة (2-3)
http://152.160.23.131/alasr/content/...43C999AA7.html

الحرب الصليبية الجديدة وعودة الخلافة على منهاج النبوة (2-3)
25/3/2002
د. محمد بن عبد الله الشباني - www.alshabani.com

--------------------------------------------------------------------------------
احتمال بروز دولة الخلافة كنتيجة لقيام أمريكا بإعلان الحرب ضد ما تسميه بالإرهاب يستوجب إلقاء الضوء لمعرفة حقيقة أهداف هذه الحرب المعلنة من قبل دولة النصارى الملحدة أمريكا، والدوافع العقائدية التي تدفع أمريكا على العالم الإسلامي النصرانية المتهودة إلى شن مثل هذه الحرب، وكذلك التوقعات المحتملة التي يمكن أن تجر إليه هذه الحرب المعلنة من زاوية أنها البداية لحدوث الآيات الكبرى لقرب الساعة.
أهداف الحرب الحالية

يمكن تقسيم أهداف الحرب الصليبية الحالية التي تقودها زعيمة الكفر أمريكا إلى نوعين هما:-

أولاً: أهداف عقائدية ودينية

تتمثل هذه الأهداف في تحقيق الأمور التالية:-

1 - القضاء على التوجه الذي اخذ في الانتشار بين الشعوب الإسلامية وهو المطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية في مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والتشريعية.

2 - القضاء على الطليعة الإسلامية التي تنادى بالجهاد باعتباره المخرج من الذل الذي تحياهُ الأمة الإسلامية بالدعوة إلى العودة إلى فريضة الجهاد تنفيذا لتوجيهات الرسول عليه الصلاة والسلام وفق ما جاء في الحديث الذي رواه الإمام احمد في مسنده عن ابن عمر رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لئن تركتم الجهاد وأخذتم بأذناب البقر وتبايعتم بالعينة ليلزمنكم الله مذلة في رقابكم لا تنفك عنكم حتى تتوبوا إلى الله وترجعوا عن ما كنتم عليه ، وفي لفظ لدى أبو داود والبيهقي وابن ماجة عن ابن عمر قوله عليه السلام ( إذا تبايعتم بالعينة وأخذتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى ترجعوا إلى دينكم )، وان حركة ابن لادن ومحاولته تدريب الشباب العربي على تحمل المصاعب هو مدخل لإحياء فريضة الجهاد وخاصة بعد تجربة أفغانستان ضد الاتحاد السوفيتي والذي انتهت بهزيمة الاتحاد السوفيتي القوة الثانية في العالم مما أوجد القناعة انه لا سبيل لتحرير بلاد المسلمين إلا بأحياء فريضة الجهاد . ونتيجة لذلك ظهرت الحركات الجهادية في مختلف بلاد المسلمين.

3 - رغبة أمريكا في التوغل في العالم الإسلامي وتغيير البيئة الثقافية والحضارية بنشر الثقافة الأمريكية الملحدة والتحكم العسكري والاقتصادي، وان وسيلتها لعمل ذلك هو تبني محاربة الإرهاب وخاصة إن القيادات السياسية في العالم الإسلامي قيادات علمانية فكرا وسلوكا فهي في توجهها لمحاربة الإسلام اشد من النصارى.

4 - إضعاف الشعوب الإسلامية من خلال إحداث اضطرابات وقلاقل في العالم الإسلامي لدفع حكومات المرحلة الجبرية لمحاربة التيارات الإسلامية وجعل هذه الحكومات رهينة للحماية الأمريكية المستمرة مع القضاء على هذه التيارات.

5 - تهيئة الأجواء لتحقيق الحلم اليهودي والنصراني بإقامة الهيكل في القدس وهو هدف تسعى إليه الأصولية المسيحية كجزء من عقائدهم في عودة المسيح عليه السلام.

6 - إسقاط حكومة طالبان الإسلامية التي تمثل قمة التحدي للصلف الأمريكي، فحركة طالبان تمثل الرفض للقيم الغربية ونمط الحياة الأمريكية الذي تسعى أمريكا لفرضه على العالم الإسلامي وقد أفصح بوش عن نيته هذه عندما برر الحرب على أفغانستان بقوله ( إن طالبان حكومة قمعية تقهر النساء ) ولهذا نجد انه لأول مرة تفرض أمريكا على الحكومة المؤقتة بأن يكون احد نواب رئيس الوزراء للحكومة المؤقتة امرأة أفغانية بقصد فرض القيم الأمريكية على نمط الحياة السياسية في أفغانستان.

7 - محاربة الحركات الإسلامية الجهادية في فلسطين من خلال الحصول على تحالف دولي لمحاربة الإرهاب حيث يشترك في هذا التحالف قيادات المرحلة الجبرية المعاصرة التي تحكم العالم الإسلامي بقصد محاربة الحركات الجهادية الإسلامية مثل حركة حماس والجهاد الإسلامي وقد تأكد ذلك من إعلان أمريكا الصليبية بأنهما حركتان إرهابيتان مع حجب التمويل عن الشعب الفلسطيني من خلال محاربة الجمعيات الخيرية بإدعاء أن لها صلة بالإرهاب .

8 - إشعال حرب عالمية وفق ما يتصوره الفكر اليهودي حيث يعتقد اليهود أن خروج مسيحهم مرتبط بقيام حرب عالمية ثالثة تؤدى إلى هلاك ثلثي العالم وهدم الأقصى وإعادة بناء الهيكل على أنقاضه وذلك بعد انقضاء الألفية الثانية وعند ابتداء الألفية الثالثة، فقد جاء في التلمود ( قبل أن يحكم اليهود نهائيا لابد من قيام حرب بين الأمم ويهلك ثلثا العالم) واليهود الذي يتحكمون في أمريكا يخططون لهذه الحرب.

ثانياً: أهداف اقتصادية وسياسية

بجانب الأهداف العقائدية والدينية فان لأمريكا أهداف أخرى تتمثل في الأتي:-

1 - تأكيد النفوذ الأمريكي على العالم بتفردها في قيادة العالم بدون منازع .

2 - إيجاد موطئ قدم مؤثر للنفوذ الأمريكي في منطقة شرق آسيا يكون له أثر واضح في تغيير موازين القوى في تلك المنطقة بحيث يصبح للوجود العسكري الأمريكي موطئ قدم على حدود الصين وإيران وبعض الجمهوريات الإسلامية المستقلة عن الاتحاد السوفيتي السابق.

3 - منع قيام أي حكم إسلامي مستقبلا في أية دولة من دول منطقة شرق آسيا أو الجمهوريات الإسلامية المستقلة عن الاتحاد السوفيتي مثل الشيشان وداغستان.

4 - احتواء الثروة النفطية المتواجدة في المنطقة، حيث يقدر مخزون بحر قزوين بحوالي 200 مليار برميل والسيطرة على هذا المخزون سوف يمنع من الاعتماد على المصادر الأخرى للنفط وبصفة أساسية بترول الخليج مع العمل على تعدد مسارات نقل البترول ولهذا نجد إن أمريكا تعارض مرور خط بترول قزوين بإيران لمنع انحصار نقل البترول في الخليج العربي وذلك باشتراكه مع بترول الخليج عند مضيق هرمز.

5 - استخدام النفط ورقة مساومة لغرض الهيمنة الأمريكية على بقية الدول الكبرى كالصين واليابان وأوربا.

التوقعات لمسار الحرب وبروز الخلافة الإسلامية

قدره حركة طالبان على الصمود تجاه القوة العسكرية الأمريكية الهائلة والتي تمتلك تكنلوجيا عسكرية متطورة بجانب ما حشدته من تأييد من قوى التحالف الأوربي والوثني، وحكام مرحلة الحكم الجبري بما في ذلك أقوى المساندين لها وهي حكومة باكستان التي فتحت أراضيها لقوى الصليب وتخلت عن مساندتها لحركة طالبان دفعت إلى انسحاب الحركة من المواجهة المباشرة، مما أدى إلى استيلاء قوى تحالف الشمال والذين جاءت بهم أمريكا لتنفذ من خلالهم ومن خلال الحكومة المعينة من قبلها أهدافها المعلنة وغير المعلنة على المدن والولايات الأفغانية. لقد نتج عن انسحاب حركة طالبان واستيلاء قوى التحالف بروز النزاعات بين القيادات الأفغانية وهذا الأمر سيمكن الحركة من اعتماد حرب العصابات التي سوف تشنها طالبان ومن سوف ينظم إليها من القوى الأخرى التي قد لا ترضى عن توجهات الحكومة المعينة من قبل أمريكا الصليبية مما قد يؤدى إلى انغماس الولايات المتحدة الأمريكية في المستنقع الأفغاني مما قد يدفعها إلى تنفيذ بقية خطتها في الحرب التوسعية الذي أعلنتها وهذا التوسع الذي سوف تمارسه أمريكا سيدفع كثير من الدول المحيطة بأفغانستان بإعادة النظر في تحالفها مع أمريكا حماية لمصالحها الاقتصادية، مما قد يدفعها إلى تشجيع الحركات الإسلامية المناوئة لأمريكا مثل ما فعلت أمريكا ضد الاتحاد السوفيتي في الحرب الأفغانية الأولى والتي كان من نتيجتها تفكيك الاتحاد السوفيتي، بجانب أن أمريكا الصليبية وريثة عاد الأولى قد رمت بثقلها لمساندة إسرائيل في فلسطين واليهود المحتلين لأرض الأقصى والذي يقوم فكرهم على إقامة الهيكل انتظار لقدوم مسيحهم الذي سيمكنهم من حكم العالم، وهم في هذا التصور يشتركون مع الإنجيليين المسيحيين في حلم العودة الثانية للمسيح. ولذا فإن أمريكا الصليبية الإنجيلية سوف تسعى من خلال السماح لإسرائيل بضرب الفلسطينيين والدول العربية المجاورة في ظل العجز والاستخذاء مما سوف يدفع بالفكر الذي يتبناه ابن لادن بالعودة إلى الجهاد الى بروز حركات إسلامية فدائية تحارب أمريكا وإسرائيل بجانب قوى أجنبية ترغب في دفع أمريكا إلى توسيع عدائها للشعوب الإسلامية بقصد تشتيت قواها العسكرية.

إن الورقة الأمريكية التي ترفعها أمريكا في حربها مع أفغانستان والمسلمين وعلى القيم الإسلامية هي ورقة الادعاء بمحاربة الإرهاب حيث تضح مع مرور الزمن حقيقة هذا الادعاء مما قد يدفع قوى مختلفة بمحاربة أمريكا من خلال مساندة القوى المحلية المعادية لأمريكا والتي قد تجد فرصتها في إثارة الشعوب الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط.

إن القوى المساندة لأمريكا في تحالفها الحالي ضد أفغانستان لابد أن تغير من سياستها إذا بقت أمريكا في أفغانستان ولم تغادرها فروسيا في وضعها الاقتصادي السيئ وحربها في الشيشان جعلها تخضع لرغبات أمريكا، وسكوت روسيا على حكومة أفغانية من صنع أمريكا سيكون انتحار لروسيا حيث ستضطر للقبول بوجود أمريكي دائم على حدودها وتجربة روسيا عند مساندتها لأمريكا في حرب الخليج الثانية حيث لم تنل نصيبها من الغنيمة التي حصلت عليها أمريكا من ثروة الخليج مما قد يجعلها تغير حساباتها فيما يتعلق بثروة بحر قزوين فهل تترك روسيا لأمريكا الفوز بثروة بحر قزوين ؟ لذا فان من المتوقع أن تحرك مؤيدها في أفغانستان لمحاربة الوجود الأمريكي مما سوف يزيد من تورط أمريكا في المستنقع الأفغاني ، وأما بالنسبة للصين فقد حرصت على أن تجعل من باكستان وأفغانستان حاجز وفاصل عن أي اقتراب غربي أمريكي يمكن أن يزعج أحلام الصين، فهل تقبل الصين قيام نظام عميل لأمريكا في أفغانستان؟ ولهذا فمن المحتمل أن تقوم الصين بالتحرك بأي شكل لإرباك أمريكا وإنهاكها وقد يؤدى إلى دخولها في حرب معها.

وباكستان التي تحالفت مع أمريكا تحت الضغط الأمريكي بتهديدها بتحالفها مع الهند وخشيت باكستان من ضرب منشأتها النووية دفعها إلى أن تخضع لرغبات أمريكا وهذا التحالــف سيــؤدى إلى تملمــل الشعب الباكستاني لان جزء كبير من الباكستانيين هم ذوى أصول عرقية بشتونية والتي تنتمي إليها حركة طالبان بجانب ان هذا التحالف يتعارض مع عقيدة الشعب الباكستاني مما قد يؤدى إسقاط الحاكم الباكستاني المتحالف مع أمريكا النصرانية مستقبلا وقيام حكومة في باكستان تتعاون مع حركة طالبان أو إي حركة بشتونية بديلة مستقبلا خاصة، وان التوجه الآن في إقامة حكومة مفروضة من أمريكا ستكون مناؤيه لباكستان، بجانب أن الهند قد تشترك في حرب مع باكستان بسبب كشمير، كما أن كشمير مهيأة لان تتحول إلى حركة جهادية أخرى مماثلة لحركة طالبان. وبالتالي فإن قيام حرب بين باكستان والهند وبتوجيه من اليهود وحكام أمريكا ذوى النزعة الأصولية الإنجيليية الذين يشتركون في توجهاتهم مع التوجهات اليهودية في عودة المسيح وان هذه العودة مقرونة بحرب مدمرة أمر محتمل الوقوع.

الدارس للتراث اليهودي والمسيحي وما يصرح به زعماء الأصولية اليهودية والإنجيلية المسيحية يلاحظ أن التحركات الأمريكية في توسيع نطاق الحرب تحت مسمى محاربة الإرهاب إنما هو وسيلة لإشعال حرب يتحقق من خلالها ما جاء في النبوءات التي يؤمن بها اليهود والنصارى، فقد جاء في التلمود والذي هو أهم كتب اليهود ما يشير إلى أن اليهود يسعون إلى إشعال حرب عالمية كبرى حتى يتحقق حلمهم بخروج المسيح الذي ينتظرونه فقد جاء في التلمود ( على كل يهودي أن يسعى لان تظل السلطة على الأرض لليهود دون سواهم، وقبل أن يحكم اليهود نهائيا باقي الأمم، يجب أن تقوم الحرب على قدم وساق ويهلك ثلثا العالم، وسيأتي المسيح الحقيقي ، ويحقق النصر القريب وحينئذ تصبح الأمة اليهودية غاية في الثراء، لأنها تكون قد ملكت أموال العالم جميعها إذ أنها ستكون هي الأمة المتسلطة على باقي الأمم ).

أما إيران الدولة الشيعية فهي لا ترغب في بقاء حركة طالبان حاكمة لأفغانستان لكونها حركة سنية ملتزمة بتطبيق الشريعة الإسلامية وقد دفعها ذلك لان تتحالف مع من تسميه بالشيطان الأكبر (أي أمريكا ) في الحرب ضد أفغانستان تحت مسمى الحرب ضد الإرهاب وقد كانت إيران مناهضة لحركة طالبان قبل قيام أمريكا بحربها الحالية فقد كانت تمد قوى التحالف الشمالي بالأسلحة والتموين بجانب سعيها في عقد حلف مع الهند وروسيا ضد الحركة.

إن هدف إيران هو إقامة حكومة تسيطر عليها الحركة الشيعية بجانب إنها لا ترغب في قيام حكومة عميلة لأمريكا بالإضافة إلى عدم رغبتها في وجود أمريكي دائم ولذا فان إيران الشيعية لن تتعاون مع إي حكومة سنية ملتزمة بتطبيق الشريعة الإسلامية في أفغانستان ومع أي حكومة موالية لأمريكا بجانب أن أمريكا لن ترضى في بقاء إيران دولة قوية إرضاء لإسرائيل والتي تجد في إيران خطر على نفوذها وأهدافها في منطقة الشرق الأوسط فالصراع بين إسرائيل وإيران صراع على بسط النفوذ في منطقة الشرق الأوسط، وبالتالي فان هناك احتمال إن تقوم أمريكا بشن حرب على إيران نيابة عن إسرائيل وخاصة أن إيران تقوم بدعم شيعة لبنان والحكومة النصيرية في سوريا ولا يمكن لإيران إن تتخلى عن حزب الله في لبنان ولا عن الحكومة السورية.

إن الظروف السياسية والدينية والعرقية في المنطقة المحيطة بأفغانستان مهيأة لانتشار حروب إقليمية تؤدى إلى تغيير في القوى السياسية في المنطقة مما قد يؤدى ان شاء الله إلى سقوط أنظمة حكم المرحلة الجبرية وبروز حركات تؤدى إلى قيام الخلافة الإسلامية كما اخبر عن ذلك الصادق المصدوق، ولكن هناك تساؤل يطرح نفسه هل عودة الخلافة الإسلامية على منهاج النبوة مرتبط فقط بقيام الحروب وسقوط قوة أمريكا، أم إن هناك دلائل أخرى تشير إلى سقوط أمريكا وزوالها كقوة عالمية بعذاب يصيب به الله أولئك الذين شاقوا الله ورسوله وحاربوا الذين قالوا ربنا الله وعلاقة ذلك بالآيات الكبرى لأشراط الساعة وأن ما حدث في أمريكا سيؤدى إلى المسارعة إلى وقوع عذاب الله.

الإجابة على ذلك يستدعي دراسة ما ورد حول ذلك من أحاديث وما جاء في سورة الإسراء من تمكين بني إسرائيل وعودتهم إلى فلسطين وما ورد في صحيح مسلم حول حصار العراق وما ورد من قيام الخلافة في القدس وان ذلك من علامات قرب وقوع الآيات الكبرى لأشراط الساعة وما يساند ذلك من فكر لدى المسيحيين والإنجيليين وفق ما أشير إليه في كتبهم واعتقادهم بصحة ذلك والعمل على تحقيقه في واقع الأمر.

لقد بدأت الحملة الصليبية المعاصرة على المسلمين مع حرب الخليج الثانية حيث تمكنت القوات الصليبية أن تجد لها موطئ قدم في الجزيرة العربية وان تمارس دولة الكفر أمريكا دورها في تحقيق ما اخبر عنه الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه مسلم في صحيحه بسنده عن أبي نضره رضي الله عنه قال كنا عند جابر بن عبد الله رضي الله عنه فقال يوشك أهل العراق ألا يجبى إليهم قفيز ولا درهم قلنا ممن يكون ذاك؟ قال العجم يمنعون ذاك ثم قال يوشك أهل الشام ألا يجبى إليهم دينار ولا مدى قلنا ممن يكون ذاك قال من قبل الروم ثم سكت هنيئة ثم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون في آخر أمتي خليفة يحثي المال حثيثا لا يعده عدا قلت لأبى نضرة أترى انه عمر بن عبد العزيز قال لا ). هذا الحديث يتضمن ثلاثة أشياء عن مستقبل المسلمين أولها حصار العراق وثانيها حصار الشام وثالثها خليفة في آخر الزمان يحثي المال حثيثا ولا يعده عدا. بدراسة هذا الحديث ومدى ملاءمته مع الواقع المعاصر تتأكد لنا الأمور التالية:-

1 - يسبق ظهور الخليفة الذي يحثي المال حثيا حصول حصار للعراق والشام وهذا الخليفة هو من ضمن سلسلة الخلفاء الذين سيكونون في مرحلة الخلافة الإسلامية التي أشار إليها الرسول عليه الصلاة والسلام والتي تأتي بعد المرحلة الجبرية كما أن الحصار الذي يحدث للعراق والشام سيكون متتابعا.

2 - إن طبيعة الحصار الذي أشار إليه الحديث حصار يخالف المفهوم السائد للحصار المعروف فقد تضمن أمرين، هما منع الطعام ومنع جباية المال فالمعروف قديما عن الحصار هو منع الطعام وليس منع المال فيدل على أن منع الطعام والمال في نفس الوقت أن مصدر الأموال هو التصدير وان الحصار يمنع عنهم الاستيراد كما يمنع عنهم التصدير وهذا ما هو حاصل على العراق حاليا بحكم أن مصدر الأموال الذي يحصل عليه العراق هو بيع البترول والذي من حصيلته يتمكن من استيراد الطعام.

3 - العبارة التي وردت في الحديث بلفظ جابر رضي الله عنه تصف بشكل دقيق الواقع المعاصر لحصار العراق فقد جاء اللفظ بكلمة يوشك أهل العراق ألا يجبى فلم يتحقق الحصار بالشكل الكامل كما هو معروف من مفهوم الحصار والذي يتم حول المدن بالمنع التام وبالتالي يتم حصول التهريب من الحدود.

4 - حدد الحديث أن حصار العراق سيكون عالميا من العجم والعجم في لغة العرب ما سواهم أما حصار الشام والذي سيأتي بعد حصار العراق فسيكون من قبل الروم .

5 - لم يحدث منذ بدء تاريخ الإسلام وبعد أن اسلم شعب العراق وأصبح جزء من الأمة الإسلامية أن حدث حصار للشعب العراقي بأكمله مفروض من كل شعوب العالم. وبالتالي فان الحصار الحالي هو ما جاء الخبر عنه في حديث جابر رضي الله عنه.

6 - إن الحصار المتوقع للشام بمنعهم من التصدير والاستيراد سيتم من قبل الروم كما اخبر عنه جابر رضي الله عنه، والروم في التراث الإسلامي هم أهل أوربا وفي هذا دليل على أن هناك أحداث سوف تحدث تزول بسببها قوة أمريكا وتبعية العالم لها وان هناك قوة جديدة سوف تظهر في الشام مما يهدد مصالح وسيادة الروم في أوربا مما سيدفع أوربا إلى منع التعامل مع الشام استيرادا وتصديرا وهذا يعني ظهور قوة جديدة في الشرق الأوسط قد تتمثل في الخلافة الإسلامية والتي سيتم مواجهة أوربا لها ليكون ذلك بداية حرب الملاحم حتى سقوط مركز القيادة المسيحية في روما على يدي المهدي خليفة المسلمين.

عودة الخلافة كمرحلة من مراحل مسيرة الدولة الإسلامية كما اخبر عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تقتصر على فترة المهدي الذي وردت في حقه أحاديث عديدة وصحيحة ولكن المهدي الذي بشرت به الأحاديث والذي يخرج في فترة حكمه الدجال وينزل عيسى عليه السلام لتولي قيادة الأمة الإسلامية لتكون عودته إيذانا ببدأ نهاية الحياة الدنيا وقيام الساعة كما اخبر عن ذلك ربنا في كتابه الكريم في قوله تعالى ( وانه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هذا صراط مستقيم )، كما أن هناك نصوص تشير إلى ظهور خلافة على منهاج النبوة يكون المهدي الذي بشرت به الأحاديث في أخرها فقد وردت أحاديث يفهم منها أن المهدي يتولى الأمر بعد موت خليفة حيث يضطرب أمر الخلافة فقد اخرج أبو داود بسنده عن أم سلمه رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلى مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام ) وقد جاء في أخبار المهدي عند السيوطي أن الناس يتوجهون في طلبه من مكة إلى المدينة ويتردون بينهما بعد انتهائهم من الحج إلى يوم عاشورا ثلاث مرات ) ففي حديث أم سلمه رضي الله عنه عن أبي داود انه يبايع مكرها على الخلافة وهو متفق مع ما ورد عند السيوطي كما أورد الشيخ عبد الفتاح أبو غدة في تحقيقه على كتاب التصريح بما تواتر في نزول المسيــح أثر نسبة إلى كتاب الحاوي للسيوطي والى نعيم بن حماد في كتاب الفتن وهو يؤكد حقيقة أن المهدي سيكون آخر الخلفاء عند عودة الخلافة وهذا الأثر المسند إلى نعيم بن حماد قد رواه عن ارطاه فقال ( بلغني أن المهدي يعيش أربعين عاما ثم يموت على فراشه ثم يخرج رجل من قحطان مثقوب الأذنين على سيرة المهدي بقــاؤه عشرون سنة ثم يموت قتيلا بالسلاح ثم يخرج رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم مهدى حسن السيرة وهو أخر أمير من امة محمد صلى الله عليه وسلم ثم يخرج في زمانه الدجال وينزل في زمانه عيسى بن مريم ) فهذا الأثر مع الأحاديث الأخرى التي أشرت إليها تؤكد حقيقة أن هناك عودة للخلافة يتسلسل فيها الخلفاء ويكون أخرهم المهدي الذي بشر به الرسول عليه الصلاة والسلام ويؤيد صحة وجود فترة زمنية تقوم للإسلام فيها دولة قوية تسير على منهاج النبوة فيتم تطبيق الشريعة الإسلامية في جميع مناحي الحياة المؤشرات التالية:-

1 - إن الفترة الزمنية التي أشار إليها الأثر الوارد لدى نعيم بن حماد قد تكون صحيحة وقد لا تكون كذلك ولكن الأثر يؤكد أمر مهما وهو يتفق مع الآثار الأخرى وهو أن هناك عدة خلفاء يطلق عليهم المهدي ولفظ المهدي لا يعني انه المهدي الذي وردت النصوص الصحيحة بوصفه والذي هو من عترة النبوة فإن هذا المهدي هو الذي سيكون أخر الخلفاء وسينال شرف أن يصلى عيسى عليه السلام خلفه والتجربة التاريخية للأمة الإسلامية والتطلع إلى المهدي دفع بعض الطامعين لنيل الخلافة بأن يسموا أنفسهم بالمهديين ولم يصلوا في صلاحهم إلى ما أشارت إليه الأحاديث من صلاحه بل خرج دجالون أدعو المهدية من أمثال مهدى العبيدين ( الإسماعيلية )، ومهدى السودان، وان الحاكم الذي سوف يعيد للأمة الإسلامية دورها من الحكم والذي سيأتي بعد انهيار وزوال مرحلة الحكم الجبري ستكون الدولة الإسلامية في عهده قوية وسيخلفه شخص آخر في آخر عهده يحدث الاضطراب ويخرج على أثره المهدي الذي هو من عتره النبوة وسيتم في عهده فتح روما والقسطنطينية وخروج الدجال ونزول عيسى عليه السلام.

2 - أشارت أحاديث أخرى إلى الأحوال التي يخرج فيها المهدي الذي يعقب القحطاني والذي أشار إليه اثر نعيم بن حماد حيث يقتل ويحدث بعد مقتله اختلاف وانقلابا يشبه ما حدث بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه ويعزز صحة ما ذهبنا إليه ما رواه الحاكم في مستدركه عن ثوبان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( يقتتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا يصير إلى واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقاتلونكم قتالا لم يقاتلوا قوم ثم ذكر شيئا فقال إذا رأيتموه فبايعوه ولو حبوا على الثلج فانه خليفة الله المهدي ) قال حديث صحيح على شرطا الشيخين فهذا الحديث يشـير إلى انه سيحدث في مرحلة الخلافة التي على منهاج النبوة نزاع واختلاف يشبه ما حدث في فترة الخلافة التي أعقبت موت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد مقتل عثمان بن عفان رضي الله عنه ومنازعة على بن أبي طالب رضي الله عنه الحكم من قبل الفئات التي خرجت تطالب بدم عثمان رضي الله عنه مع علمها بأحقية على رضي الله عنه بالخلافة، فبعد مقتل القحطاني سيحدث اختلاف ونزاع على السلطة وان هناك ثلاثة أشخاص وكلهم أبناء خليفة يتنازعون في امتلاك الكنز. والكنز غير معروف ولكن قد يكون المال الذي يتركه الخليفة في الخزينة العامة حيث أشار حديث ثوبان إلى أن الكنز هو إلى مجموع الأمة.

ويشير الحديث إلى أن الأمة لا ترغب في واحد منهم ولكنها تبحث عن شخص أخر ذي صلاح وتقوى كما أشارت إليه الأحاديث والآثار المتقدمة فيبايعه المسلمون وتتأكد البيعة له ويعرف الناس ان هذا الشخص مؤيد من الله بعد أن يخسف بالجيش الذي يرسل للقضاء عليه فتتم له البيعة.

كما أن الكنز قد يكون جبل الذهب الذي يحسر عنه نهر الفرات. والذي هو من علامات قرب الساعة حيث يقتتل عليه الناس فقد يكون هو الكنز المقصود في حديث ثوبان.

أن قيام الخلافة على منهاج النبوة بعد مرحلة الحكم الجبري أمر ثابت لاشك فيه كما اخبر عن ذلك نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وان قاعدة الدولة الإسلامية ستكون القدس وقد أشير إلى ذلك في الحديث الذي أخرجه أبو داود عن عبد الله بن حوالة الازدى رضي الله عنه قال وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على رأسي أو قال على هامتي ثم قال يا ابن حوالة إذا رأيت الخلافة نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل والبلابل والأمور العظام والساعة يومئذ أقرب من الناس من يدي هذه إلى رأسك فهذا الحديث يدل على أن عاصمة الخلافة ستكون القدس وقاعدتها ارض فلسطين لان الأرض المقدسة هي فلسطين كما اخبر عن ذلك القران الكريم في قوله تعالى ( يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين ) وهذه الخلافة لم توجد بعد وقد اخرج أبو داود والترمذي وابن ماجة عن معاذ بن جبل رضي الله عنه انه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عمران بيت المقدس خراب يثرب وخراب يثرب خروج الملحمة وخروج الملحمة فتح القسطنطينية وفتح القسطنطينية خروج الدجال أو كما أنك قاعد هاهنـا أو انك قاعد (يعني معاذ بن جبل رضي الله عنه ) فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عمران بيت المقدس خراب يثرب لعدم كونها مقرا للخلافة حيث سيتم توســع البنــاء وتجمع الناس في عاصمة الخلافة الإسلامية ويرشد إلى صحة هذا الفهم ما رواه نعيم بن حماد في كتاب الفتن عن محمد بن على بن أبي طالب ( المعروف بابن الحنفية) انه قال ينزل خليفة من بني هاشم بيت المقدس يملأ الأرض عدلا يبني بيت المقدس بناء لم يبنى مثله يملك أربعين سنة ثم تكون هدنة الروم على يديه في سبع سنين يبقين من خلافته ثم يغدرون به ثم يجمعون له بالعمق فيموت منها غما ثم يلي من بعده رجل من بني هاشم ثم تكون هزيمتهم وفتح القسطنطينية على يديه ثم يسير إلى رومية فيفتحها ويستخرج كنوزها وينزلها ويخرج الدجال في زمانه وينزل عيسى بن مريم فيصلي خلفه ).

إن حصار الشام الوارد في حديث مسلم والذي اشرنا إليه يؤكد انه سيعقب حصار العراق الحالي وان ذلك لن يتم إلا بعد قيام قوة مسلمة تحكم الشام بما في ذلك فلسطين ولا تستطيع الروم ( أوربا النصرانية) في محاربتها للدولة الإسلامية إلا بحصار الشام وحصول ذلك لن يتم إلا بقيام حروب متعدد تؤدى إلى زوال دولة إسرائيل وحليفتها أمريكا وسقوط الأنظمة الجبرية في العالم الإسلامي نتيجة لهذه الحرب المعلنة من أمريكا ضد الإسلام تحت مسمى الإرهاب والتي بدأت حاليا في أفغانستان بجانب حدوث عذاب رباني ينزل بأمريكا فيهلكها ويدمر قوتها المادية مما يسمح لأنصار الصحوة الإسلامية بإقامة الحكم الإسلامي الذي على منهاج النبوة.

الحرب الصليبية الجديدة التي تقودها أمريكا بتوجيه وتحريض من القوى اليهودية المسيطرة على مقدرات العالم والقوى الإنجيلية المسيحية في أمريكا وغيرها تسعى لعزل الإسلام من أن يحكم بإحلال القيم والتعاليم اليهودية لتكون هي السمة السائدة في المجتمعات الإسلامية.

العلو اليهودي والإفساد الذي يمارسه اليهود في فلسطين والذي لا يحرك ساكنا لدى حكام المرحلة الجبرية بل يجد التأييد المطلق من جميع قوى الكفر في العالم إنما هو وعد الله الذي ورد في سورة الإسراء بالتمكين لليهود للسيطرة والإفساد لحكمه لا يعلمها إلا الله فقد جاء في سورة الإسراء حول واقع اليهود المعاصر والتأييد الذي حصلوا عليه والذي سيكون الوبال عليهم وعلى من ناصرهم يقول تعالى عن هذا الأمر القدري ( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبير. فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولى بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا. ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنيـن وجعلناكم أكثر نفيرا. إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وان أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوء وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علوا تتبير عسى ربكم أن يرحمكم وان عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا ).

لقد اختلف المفسرون والعلماء حول حدوث الإفساد الثانية هل تمت أم لا ولكن هناك حقائق تؤكد أن الإفساد المعاصر هو الإفساد الثاني ويتمثل ذلك في الأمور التالية:-

1 - إن الله اخبر بني إسرائيل في الكتاب أي في التوراة وفي غيرها من الكتب التي نزلت على بني إسرائيل بعد موسى عليه السلام انه سيكون منهم افسادتان في الأرض وان لهم علوا كبير في كل الأرض.

2 - كما أن الله اخبر أن لكل إفسادة منهما وعدا ( أي وعيدا ) من الله تعالى بالانتقام منهم وان الإفسادة الأولى تحققت قبل نزول القران الكريم وتحقق فيهم وعد الله بتدمير ملكهم ودولتهم وهيكلهم على يد عباد الله تعالى أولى البأس الشديد وقد تم ذلك حيث أشار الله إلى ذلك في قوله تعالى ( وكان وعد مفعولا) وقد حدث ذلك على يد الملك نبوخذ نصر في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد.

3 - نص القران على أن الإفسادة الثانية هي الأخيرة فقال تعالى ( فإذا جاء وعد الآخرة.... ) وهذا فيه إشارة إلى انه ليس لبنى إسرائيل إفساد يؤدى إلى حكمهم الأرض كلها أو جلها وتحكمهم في مقدرات الدول غيره المرة الثانية فليس لهم عودة للإفساد والعلو.

4 - علامة تحقق وعد المرة الأخيرة هي أن الله تعالى يجيء بهم من أطراف الأرض كما هو مشاهد الآن إلى فلسطين كما في قوله تعالى ( فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا) أي جماعات تلفهم الطائرات.

5 - لقد أشار القران الكريم إلى الظاهرة التي تصاحب الإفساد الثاني وهو ظاهرة العلو وان الله يمد اليهود بالأموال والبنين والمناصرين وهذا مشاهد في هذا العصر فجميع أمم الأرض تؤيدهم في أعمالهم الإجرامية وما يشاهد من فعلهم وعدم الإنكار عليهم بل قيام الأمم جميعها في نصرتهم في حالة تعرضهم لأقل أذى مما يؤكد أن هذا الإفساد المعاصر هو الإفساد الثاني الذي أشار إليه القران الكريم.

إن نهاية الإفساد الثاني والعلو الأخير يتبعه قيام الخلافة الإسلامية ولكن اليهود لن يقضى عليهم ولكن قوة الإفساد العالمية سوف لن تكون كما هي الحال في الوقت الحالي ولكنهم سيعودون لمحاربة المسلمـين مــع الدجال حيث أنهم ينتظرون خروجه فقد روى احمد في مسنده عن انس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج الدجال من يهودية أصفهان معه سبعون ألفاً من اليهود عليهم الطيالسة ).

6 - يثبت التاريخ البشرى حقيقة لا يختلف عليها المؤرخين أن بني إسرائيل لم يكن لهم حول القدس دولة مستقلة ذات سيادة بعد تحقق وعد أولاهما في منتصف القرن السادس قبل الميلاد الا عام 1948 م وهذا الوعد الأخير حدث كثمرة لعلوهم الإفسادي الثاني المعاصر وحكمهم الأرض ثابت من خلال حكمهم لأمريكا وإحكام القبضة عليها سياسياً واقتصادياً وإعلامياً وأخلاقياً وعسكرياً وثقافياً حتى أصبح الشعب الأمريكي النصراني مستعبداً ومستذلاً لليهود وان الشعب الأمريكي اشد شعوب الأرض عبودية للشيطان اليهودي فهو يكد ويكدح ليملأ خزائن اليهود بالذهب، وأمريكا في الوقت الحاضر هي أقوى دولة اقتصاديا وعسكريا وسياسيا وان حربها الصليبية المعاصرة لشعوب العالم الإسلامي يؤكد هذه الحقيقة فالجميع ذيل لهم بما فيهم حكام المرحلة الجبرية للعالم الإسلامي فالمشاهد الآن أن اليهود يعبثون في فلسطين وتقف أمريكا سندا لهم فإسرائيل تحكم العالم من خلال هيمنة اليهود على المقدرات السياسية والاقتصادية والفكرية لأمريكا وبقية الدول الأوربية.
__________________
" المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير. " ؛ " يعجبني الرجل إذا سيم خطة ضيم قال لا بملئ فيه. "

 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م